النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٤

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 354

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 354
المشاهدات: 14776
تحميل: 3060


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 354 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 14776 / تحميل: 3060
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

سورة الشورى

سورة الشورى الآية ٢٣.

( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ )

إنّ الذاكرين لنـزول آية المودّة في آل النبيّ: عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام، بلغت حدّ التواتر ومن عموم المسلمين ومن كلا الطرفين.

ونورد فيما يلي بعضاً من المصادر التي أوردت نـزول الآية في أهل البيت عليهم السّلام.

١- روى الزمخشري، أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري في تفسيره الكشّاف: ج٤ ص ٢١٩ و ٢٢٠ ط. منشورات البلاغة، قم.

وبعد ذكره القول في معنى القربى: وروي أنّها لما نـزلت قيل: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الّذين وَجَبَتْ عليناً مودّتهم؟ قال (ص):[عليٌّ وفاطمة وابناهما]. ويدلّ عليه ما روي عن عليّ (ع):[شكوت إلى رسول الله (ص) حسد الناس لي، فقال (ص): أما ترضى أن تكون رابع أربعة؟ أوّل من يدخل الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا، وذريّتنا خلف أزواجنا]، وعن النبيّ (ص):[حرّمت الجنّة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي، ومن اصطنع صنيعةً إلى أحد من ولد عبد المطّلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها غداً، إذا لقيني يوم القيامة].

وروي أنّ الأنصار قالوا: فعلنا وفعلنا، كأنّهم افتخروا، فقال: عبّاس، أو ابن عبّاس رضي الله عنه: لنا الفضل عليكم، فبلغ ذلك رسول الله فأتاهم في مجالسهم فقال: [يامعشر الأنصار، ألم تكونوا أذلّة فأعزكم الله بي؟، قالوا بلى يا رسول الله، قال: ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي ؟. قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أفلا تجيبوني؟. قالوا: ما تقول يا رسول الله؟ قال: ألا تقولون؟: فما زال يقول حتّى جثوا على الركب. وقالوا: أموالنا وما في الدنيا لله ولرسوله، فنـزلت الآية، وقال رسول الله (ص):من مات على حبّ آل محمّد مات شهيداً، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مغفوراً له، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات تائباً، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مؤمناً مستكمل الإيمان، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد بَشّره ملك الموت بالجنّة، ثمّ منكرٌ ومنكيرٌ، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد يزفّ إلى الجنّة كما تزفّ العروس إلى بيت زوجها، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد فتح له في قبره بابان إلى الجنّة، ألا ومن مات على حبّ محمّد وآل محمّد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات على السنّة والجماعة .

٢٨١

ألا ومن مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينية: آيسٌ من رحمة الله، ألا ومن مات على بغض آل محمّد مات كافراً، ألا ومن مات على بغض آل محمّد لم يشمَّ رائحة الجنّة].

٢- روى أبو نُعّيْم، الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نعيم الإصبهاني في كتابه (ما نزل من القرآن في عليّ عليه السّلام) ص ٢٠٧ ط١، منشورات مطبعة وزارة الإرشاد الإسلامي، في الحديث ٧٥ قال:

حدّثنا أبو محمد بن حيّان، قال:حدّثنا أبو الجارود، قال:حدّثنا إسماعيل بن عبد الله، قال:حدّثنا يحيى، قال: حدّثني حسين بن الحسن، عن قيس( بن الربيع) عن الأعمش، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عبّاس، قال: لما نـزلت:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قالوا: يا رسول الله مَنْ هؤلاء الذين أمرنا الله بمودَّتهم؟ قال:[عليٌّ وفاطمة وابناهما] .

وروى أبو نعيم في كتاب( تاريخ إصبهان) ج٢ ص ١٦٥ ط١، قال:

حدّثنا الحسين بن أحمد بن علي أبو عبد الله،حدّثنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة،حدّثنا إسماعيل بن يزيد،حدّثنا قتيبة بن مهران،حدّثنا عبد الغفور، عن أبي هاشم، عن زاذان:

عن عليٍّ قال:[قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلم: (عليكم بتعلّم القرآن وكثرة تلاوته تنالون به الدرجات، وكثرة عجائبه في الجنّة)] .

ثمّ قال عليّ:[وفينا: (آل حم) إنّه لا يحفظ مودّتنا إلّا كلّ مؤمن] ثمّ قرأ:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) .

وروى أبو نعيم في كتاب(حلية الأولياء) ج٣ ص ٢٠١ ط١ قال في الحديث ٢٣٦:

حدّثنا محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن مخلد،حدّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة،حدّثنا عبادة بن زياد،حدّثنا يحيى بن العلاء، عن جعفر بن محمد، عن أبيه:

عن جابر بن عبد الله، قال: جاء أعرابي إلى النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم، فقال: يامحمد أعرض عَلّيّ الإسلام، فقال:[تشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله قال: تسألني عليه أجراً، قال:لا إلّا المودّة في القربى قال: قرباي أو قرابتك؟ -وفي بعض الروايات- (قرباي، أو قرباك). قال:قرباي قال: هات أبايعك فعلى مَنْ لا يحبّك ولا يحبّ قرباك لَعَنةُ الله.

٢٨٢

فقال النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلم:آمين] .

٣- روى السيّد أبو طالب في كتاب( تيسير المطالب في ترتيب أمالي السيّد أبي طالب) ص ١٧٩ ط١، قال:

حدّثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله قال: أخبرنا عبد الرحمان ابن الحسن بن عبيدة، قال:حدّثنا علي بن العبّاس بن الوليد الحميري، قال:حدّثنا إسماعيل ابن يحيى بن عبد الله، عن فطر بن خليفة( قال) : إنّ الحسن بن عليّ عليه السّلام لما أصيب عليّ عليه السّلام قام في الناس خطيباً فقال:[ألحمد لله -وهو للحمد أهلٌ- الّذي منَّ علينا بالإسلام، وجعل فينا النبوّة والكتاب، واصطفانا على خلقه، فجعلنا شهداء على الناس. [أيّها الناس] من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنا [ابن] البشير النذير وأنا ابن الداعي إلى الله باذنه [و] السراج المنير وأنا من أهل البيت الّذين كان جبرئيل ينـزل فيهم ومنهم يصعد، ونحن الّذين افترض الله مودّتنا وولايتنا ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ].

٤- روى الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان) ج٩ ص٢٨ ط. دار إحياء التراث العربي بيروت قال:

في القول الثالث: إنّ معناه إلّا أن تُوءذوا قرابتي وعترتي وتحفظوني فيهم عليهم السّلام، عن عليّ بن الحسين (ع) وسعيد بن جبير، وعمرو بن شعيب وجماعة، وهو المرويّ عن أبي جعفر، وأبي عبد الله، وأخبرنا السيّد أبو الحمد مهدي بن نـزار الحسيني قال: أخبرنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني قال: حدّثني القاضي أبو بكر الحميري قال: أخبرنا أبو العباس الضبعي، قال: أخبرني الحسن بن علي بن زياد السّري قال: أخبرنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، قال:حدّثنا حسين الأشتر، قال: أخبرنا قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: لمانـزلت( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا ) الآية،قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الّذين أمرنا الله بمودّتهم؟

قال:[عليٌّ وفاطمة وولداهما] .

٢٨٣

وأخبرنا السيّد أبو الحمد قال: أخبرنا الحاكم أبو القاسم بالإسناد المذكور في كتاب( شواهد التنـزيل لقواعد التفضيل) مرفوعاً إلى أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول الله (ص):[إنّ الله خلق الأنبياء من أشجار شتّى، وخلقت أنا وعليّ من شجرةٍ واحدة، فأنا أصلها وعليّ فرعها، وفاطمة لقاحها (١) والحسن والحسين ثمارها وأشياعنا أوراقها، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ عنها هوى، ولو أنّ عبداً عبدَ الله بين الصفا والمروة ألف عامٍ ثمّ ألف عامٍ ثمّ ألف عامٍ، حتّى يصير كالشن البالي ثمّ لم يدرك محبّتنا أكبّه الله على منخريه في النّار ثمّ تلا: ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ].

فقرأها عليهم،وقال:تُوّدون، قرابتي من بعدي] . فخرجوا من عنده مسلّمين لقوله: فقال المنافقون: إنّ هذا لشيء افتراه في مجلسه،أراد بذلك أن يذلّلنا لقرابته من بعده، فنـزلت( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَ‌ىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ) (٢) .

فأرسل إليهم فتلاها عليهم فبكوا واشتدّ عليهم: فأنـزل الله:( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ) ] (٣) . وقال الطبرسي في (مجمع البيان) أشار الكميت في قوله (وجدنا لكم في( آل حم) آية: تأوّلها منّا تقي ومعرب.

٥- روى الحاكم النيسابوري، أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد، في (المستدرك على الصحيحين) ج٣ ص ١٧٢ قال:

أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسين بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب صاحب -كتاب النسب ببغداد-، قال:

حدّثنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي، قال: حدّثني علي بن جعفر بن محمد بن علي، حدّثني الحسين بن زيد بن عليّ، عن عمّه عمر بن عليّ بن الحسين، عن أبيه قال: خطب الحسن بن عليّ حين قتل عليّ عليهما السّلام فقال: -بعد كلام في تقريظ أمير المؤمنين وتعريف نفسه-:

____________________

(١) هكذا في الأصل، ولعل الصواب: وعلي لقاحها، وفاطمة فرعها.

(٢) سورة الشورى: ٢٤.

(٣) سورة الشورى: ٢٥.

٢٨٤

[وأنا من أهل البيت الّذين أذهب الله عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً، وأنا من أهل البيت الّذين أفترض [الله] مودَّتهم على كل مسلم ثمّ قرأ ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ وَمَن يَقْتَرِ‌فْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) فاقتراف الحسنة مودّتنا أهل البيت] .

٦- وروى الكاتب المصري المعاصر، الشرقاوي،في كتابه( عليٌّ إمام المتّقين) ج ١ ص ٦٢ قال:

ولما نـزلت الآية الكريمة:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) . سئل الرسول: مَنْ هؤلاء الّذين أمر الله بمودّتهم قال:[عليٌّ وفاطمة وولداهما] .

٧- روى أبو سعيد الخرگوشي (أو الخرجوشي) في كتاب (شرف المصطفى) في الباب ٢٧ في الحديث ٢١و٤٢ قال:

وعنه( أي عن النبيّ) صلّى الله عليه وآله وسلّم،أنه قال:[إنّ الله جعل أجرتي عليكم المودّة في أهل بيتي وإنّي سائلكم غداً عنهم فمحفٍ بكم في المسألة] .

وعن النبيّ صلّى الله عليه:[لو أنّ عبداً عبد الله بين الركن والمقام ألف عام ثمّ ألف عام ولم يقل بمحبّتنا أهل البيت لأكبّه الله على منخريه في النار] .

٨- وروى الخوارزمي، الموفق بن أحمد أخطب الخطباء الخوارزمي في كتاب( مقتل الحسين) ج١ ص ٥٧ قال:

وأنبأني أبو العلاء( الهمداني) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل السيرافي، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين، أخبرنا سليمان بن أحمد، أخبرنا محمد بن عبد الله، أخبرنا حرب بن الحسن، أخبرنا حسين الأشقر،عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عباس، قال: لما نـزلت:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الّذي وَجَبَتْ علينا مودّتهم؟ قال صلّى الله عليه وآله وسلّم:[عليّ وفاطمة وابناهما] . وقدرواه أيضاً أبو الحسن الواحدي على ما رواه بسنده عنه.

٩- روى الحموي في الباب الثاني من السمط الثاني في فرائد السمطينص ٢١٠ قال:

٢٨٥

أنبأنا أبو حنان المزكّي أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق،حدّثنا الحسن بن علي بن زياد السري،حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني،حدّثنا حسين الأشقر،حدّثنا قيس،حدّثنا الأعمش، عن سعيد بن جبير: عن ابن عبّاس قال: لما نـزلت:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) . قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم، قال:[عليٌّ وفاطمة وولدههما] .

١٠- وروى السيّد عبد الله شبر في( تفسير القرآن الكريم) ص ٤٥٥ ط٣ دار إحياء التراث العربي قال:

( يُبَشِّرُ‌ اللَّـهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) أي يبشّرهم به، حذف الجار والعائد( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ ) على تبليغ الرسالة( أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ ) كائنة( فِي الْقُرْ‌بَىٰ وَمَن يَقْتَرِ‌فْ ) يكتسب (حسنة) روي أنّها مودّة آل الرسول( نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) بتضعف ثوابها.

روى جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر كمال الدين السيوطي، الشافعي في كتاب( جمع الجوامع) ج٢ ص ١٩٤ في الحديث ٢٤١٥ قال:

وروى ابن مردويه عن عليّ عليه السّلام أنّه قال:[(وفينا في (آل حم) [آية] إنّه لا يحفظ مودّتنا إلّا كل مؤمن ثمّ قرأ: ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا ) (الآية). وأيضاً قال السيوطي في الدرّ المنثور، وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قال:[إن تتبّعوني وتصدّقوني وتحفظوني في قربتي] .

وروى السيوطي في تفسيره(الدرّ المنثور) في تفسير آية المودّة، قال: وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم وابن مردويه في تفاسيرهم والطبراني في المعجم الكبير من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس،قال: لما نـزلت هذه الأية:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذي وجَبَتْ علينا مودّتهم؟

قال:[عليٌّ وفاطمة وولداهما] .

وأورد السيوطي هذا الحديث في كتاب( إحياء الميّت) . الحديث الثاني.

١١- وروى الشوكاني في تفسيره( فتح القدير) ج٤ ص ٥٣٤ قال:

٢٨٦

ثمّ لما ذكر سبحانه ما أخبر به نبيّه (ص) من هذه الأحكام الشريفة الّتي اشتمل عليها كتابه، أمره بأن يخبرهم بأنّه لا يطلب منهم بسبب هذا التبليغ ثواباً منهم، فقال:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا ) أي قل يامحمّد: لا أطلب منكم على تبليغ الرسالة جعلاً ولا نفعاً،( إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ، هذا الإستثناء يجوز أن يكون متصلاً: أي إلّا أن تودّوني لقرابتي بينكم،أو تودّوا أهل قرابتي.

ثمّ أورد حديثاً في سبب النـزول، ما أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم، وابن مردويه، من طريق مقسم عن ابن عباس، قال: قالت الأنصار: فعلنا وفعلنا، وكأنّهم فخروا، إلى آخر الحديث السالف الذكر(١) .

١٢- روى أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي،النيسابوري في تفسيره (الكشف والبيان) ج٤ الورق٣٢٨/ب/ قال:

أخبرني الحسين بن محمد الثقفي العدل،حدّثنا برهان بن علي الصوفيحدّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي.

وأخبرنا محمد بن عبد الله الرزجاهي،حدّثنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني الحضرمي وحدّثني أبو عبد الله الدينوري،حدّثنا برهان بن علي الصوفي،حدّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي،حدّثنا حرب بن الحسن الطحان،حدّثنا حسين الأشقر عن قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: لمانـزلت:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قالوا: يا رسول الله من قرابتك (هؤلاء) الّذين أوجبت علينا مودّتهم؟ قال:[عليٌّ وفاطمة وابناهما] .

وقال: الإسماعيلي[وابناها].

١٣- ابن كثير، عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير الشافعي في تفسيره ج ٤ ص ١٢١ قال: وقول ثالث وهو ما حكاه البخاري وغيره، رواية عن سعيد بن جبير، ما معناه: أنّه قال: معنى ذلك( أن تودّوني في قرابتي أي تحسنوا إليهم وتبرّوهم) . وقال السُدّي، عن أبي الدّيلم، قال: لما جيء بعليّ بن الحسين (ع) أسيراً، فأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد الله الّذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة، فقال له عليّ بن الحسين (ع):[أقرأت القرآن ؟ قال: نعم، قال:أقرأت آل حم ؟

____________________

(١) تفسيره فتح الغدير: ج٤ ص٥٣٦.

٢٨٧

قال: قرأت القرآن ولم أقرأ( آل حم) !؟. قال:أما قرأت: ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ؟ قال: وإنّكم لأنتم هم!؟. قال:نعم] .

وقال أبو إسحاق السبيّعي: سألت عمرو بن شعيب، عن قوله تبارك وتعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ، فقال: قربى النبيّ (ص).

ثمّ قال ابن كثير: وذكر في ص ١١٣: ولا ننكر الوصاة بأهل البيت والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم، فإنّهم من ذريّة طاهرة من أشرف بيتٍ وجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً، ولاسيّما إذا كانوا متّبعين للسنّة النبويّة الصحيحة الواضحة الجليّة، كما كان عليهم سلفهم، كالعباس وبنيه وعليِّ وأهل بيته وذريّته رضي الله عنهم أجمعين.

وقد ثبت في الصحيح أنّ رسول الله قال في خطبته بغدير خمٍّ[إنّي تاركٌ فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي، وإنّهما لم يفترقا حتّى يردا علّي الحوض] .

وأورد فيه أيضاً حديثاً عن أحمد بن حنبل مسنداً إلى يزيد بن حيّان، قال: انطلقت أنا وحصين بن ميسرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم رضى الله عنه فلمّا جلسنا إليه، قال حصين: لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً رأيت رسول الله (ص) وسمعت حديثه، وغزوت معه وصلّيت معه، لقد رأيت يازيد خيراً كثيراً،حدّثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله (ص) فقال زيد: يابن أخي قد كبر سني وقدم عهدي، ونسيت بعض الّذي كنت أعي من رسول الله (ص) فما حدّثتكم فاقبلوه، ومالا فلا تكلّفوني،ثمّ قال: قام رسول الله يوماً خطيباً فينا بماءٍ يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة، فحمد الله تعالى وأثنى عليه وذكّر ووعظ،ثمّ قال (ص): [أمّا بعد، أيّها الناس إنّما أنا بشرٌ يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب، وإنّي تارك فيكم الثقلين: أوّلهما كتاب الله تعالى فيه الهدى والنّور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به . فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه، وقال (ص):وأهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي] فقال له حصين:ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: إنّ نساءه لسن من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم عليه الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل عليٍّ، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل العبّاس رض الله عنهم. قال: أكل هؤلاء حرّم عليهم الصدقة؟ قال: نعم. وهكذا رواه مسلم والنسائي من طريق يزيد بن حيّان.

٢٨٨

١٤- وجاء في كتاب( القول الفصل) للحبيب علوي بن طاهر الحداد ج ١ ص ٤٧٤ ط. جاوا -أندونيسيا-، ردّاً على من قال إنّ هذه الآية منسوخة، وإنّما نـزلت في مكّة...الخ: وهذا قول غير مرضيّ لأنّ مودّة النبيّ (ص) وكفّ الأذى عنه، ومودّة أقاربه، والتقرب إلى الله بالطاعة، والعمل الصالح من فرائض الدين، وهذه أقاويل السلف في معنى الآية ولا يجوز المصير إلى نسخ شيء من هذه الأشياء وقوله:( إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ليس باستثناء متّصل بالأوّل.

يكون ذلك أجراً في مقابلة أداء الرسالة، بل هو منقطعٌ. ومعناه: ولكن أذكّر كم المودّة في القربى، وأذكّركم قرابتي منكم،كما روينا في حديث زيد بن أرقم:[أذكّركم الله في أهل بيتي] .

ثمّ قال: قال السّمهودى، وذكر الثعلبي ونحوه وزاد: (وكفى قبحاً تقوّل من زعم أنّ التقرب إلى الله بطاعته ومودّة نبيّه وأهل بيته عليه وعليهم السّلام منسوخ).

ثمّ قال: قد أخرج السيوطي في الإتقان خبرين ذكر فيهما ترتيب نـزول سور القرآن، وفيهما ذكر تأخر نـزول سورة الشورى الّتي فيها:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) عن سورة ص والفرقان أللّتين فيهما الآيتان الناسختان بزعمهم: وهما:( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إلّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً ) (١) والثانية:( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ ) (٢) .

ثمّ أورد في ص٤٨٠، حديث ما جرى بين العباس أو ابنه وبين الأنصار كما تمّ ذكره. وذكر في ص٤٨٢ ما أخرجه الطّبراني في( الأوسط) و الكبير) والبزّار بنحوه وقال: وبعض طرقها حسانٌ. عن ابن الطفيل قال: خطبنا الحسن بن عليّ بن أبي طالب (ع) فحمد الله وأثنى عليه، إلى أن قال[من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمّد (ص) ثمّ تلا هذه الآية: ( وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إبراهيم وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ) ، ثمّ أخذ كتاب الله ثمّ قال :أنا ابن البشير النذير، أنا ابن النبي، أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه، وأنا ابن السّراج المنير،وأنا ابن الذي أرسل رحمة للعالمين، وأنا من أهل البيت الّذين أذهب الله عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً، وأنا من أهل البيت الّذي افترض الله مودَّتهم وولايتهم، فقال فيما أنـزل على محمّدٍ (ص): ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ] .

____________________

(١) تفسيره فتح الغدير: ج٤ ص٥٣٦.

(٢) تفسيره فتح الغدير: ج٤ ص٥٣٦.

٢٨٩

ورواه الحافظ جمال الدين الزّرندي عن أبي الطفيل، وجعفر بن حبّان، فذكره بنحوه. إلّا أنّه قال:[وأنا من أهل البيت الّذيَ كان جبريل ينـزل فينا ويصعد من عندنا، وأنا من أهل البيت الّذي افترض الله مودَّتهم على كل مسلم، وأنزل الله فيهم: ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ وَمَن يَقْتَرِ‌فْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) ] .

١٥- الطبري: قال الطبري في تفسيره (جامع البيان) ج١١ ص ١٤٤ ط. دار الكتب العلميّة بيروت، بعد أن ذكر أقوالاً: وقال آخرون: بل معنى ذلك: قل لمن تبعك من المؤمنين: لا أسألكم على ما جئتكم به أجراً إلّا أن تودّوا قرابتي.

ثمّ أخرج بإسناده رواية زين العابدين، كما ذكراها بنحو ما رواه ابن كثير، ورواية ما جرى بين العباس أو ابنه وبين الأنصار، كما تقدّم في رواية الزمخشري.

ثمّ قال: حدّثني يعقوب، قال حدّثنا: مروان عن يحيى بن كثير، عن أبي العالية، عن سعيد بن جبير في قوله:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قال: هي قربى رسول الله (ص) وقال حدّثني محمد بن عمارة الأسدي ومحمد بن خلف، قالا:حدّثنا عبيد الله، قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال: سألت عمرو بن شعيب عن قول الله عز وجل:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قال: قربى النبيّ (ص).

١٦- النيسابوري: العلامة نظام الدين أبو بكر محمد بن الحسن النيسابوري الشافعي:

قال: النيسابوري في تفسيره (غرائب القرآن ورغائب الفرقان) المطبوع بهامش (جامع البيان) ج٢٤ ص ٣٥:

القول الرابع: عن سعيد بن جبير، لما نـزلت هذه الآية، قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أوجبت علينا مودَّتهم لقرابتك؟ فقال (ص):[عليٌّ وفاطمة وابناهما] . ولا ريب أنَّ هذا فخرٌ عظيم، وشرف تام. ويؤيّده ما روي أنّ عليًّا رضي الله عنه شكا إلى رسول الله (ص) حسد الناس فيه، فقال(ص):[أما ترضى أن تكون رابع أربعة؟ أوّل من يدخل الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا، وذرّياتنا خلف أزواجنا] . وعنه (ص):[حرّمت الجنّةُ على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي، وإن إصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطّلب ولم يجازه عليها، فأنا أجازيه عليها غداً إذا لقيني يوم القيامة] وكان (ص) يقول:

٢٩٠

[فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما يؤذيها] . وثبت بالنقل المتواتر أنّه كان يحبّ عليًّا والحسن والحسين، واذا كان ذلك وجب علينا محبتّهم لقوله( فَاتَّبَعُوهُ ) (١) ، وكفى شرفاً لآل رسول الله (ص) وفخراً ختم التشهّد بذكرهم والصّلاة عليهم في كلّ صلاة، قال بعض المذكّرين: إنّ النبيّ (ص) قال:[مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلّف عنها غرق] .

١٧- النبهاني:

قال في كتابه( الشرف المؤبّد لآل محمّد) ص ١٤٦ ط٢ الحلبي وأولاده. في المقصد الثالث: قال الله تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) : القربى: مصدر بمعنى القرابة، وهو على تقدير مضافٍ، أي ذوي القربى، يعني الأقرباء، وعبّر بفي ولم يعبّر باللّام، لأنّ الظرفيّه أبلغ وآكد للموّدة.

نقل الإمام السيوطي في(الدرّ المنثور) وكثير من المفسرين عند تفسير هذه الآية، عن ابن عباس رضي الله عنه قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال:[عليٌّ وفاطمة وولداهما] .

وفيه عن ابن عباس قال: قالت الأنصار: فعلنا وفعلنا، وكأنّهم فخروا، فقال العباس: لنا الفضل عليكم،فبلغ ذلك رسول الله (ص) فأتاهم في مجالسهم فقال:[يامعشر الأنصار، ألم تكونوا أذلّةً فأعزكّم الله بي ؟ قالوا يلى يا رسول الله (ص) قال:أفلا تجيبونني ؟ قالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال:ألا تقولون: ألم يخرجك قومك فآويناك؟ أولم يكذّبوك فصدّقناك؟ أولم يخذلوك فنصرناك؟ فما زال يقول حتّى جثوا على الركب. وقالوا أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله. فنـزلت:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ] .

وعن ابن طاووس قال: سئل عنها ابن عباس فقال: هي قربى آل محمّد.

وقال المقريزي: قال جماعة من المفسّرين في تفسير الآية: قل لمن اتّبعك من المؤمنين لا أسألكم على ما جئتكم به أجراً إلّا تودّوا قرابتي.

وعن أبي العالية عن سعيد بن جبير( إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قال: هي قربى رسول الله (ص).

وعن أبي إسحاق قال: سألت عمرو بن شعيب عن قول الله تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قال: قربى النبيّ (ص).

____________________

(١) سورة الأنعام: ١٥٣.

٢٩١

وأورد في ص١٥٠ من نفس المصدر عن السُدّي عن أبي الديلم قال: لما جيء بعليّ بن الحسين أسيراً وأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهلها فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة فقال له عليّ:[أقرأت القرآن ؟ قال: نعم، قال:قرأت آل حم قال: قرأت ولم أقرأ آل حم قال:ما قرأت: ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ) قال: فإنّكم لإيّاهم؟ قال:نعم] .

قلت ما أحسب أنّ هذا الرجل كان مؤمناً، بلى كان مؤمنا بالجبت والطاغوت فإنّ هذا الهذيان لا يصدر عن لسان مؤمنٍ بالله ورسوله وكيف يستقرّ الإيمان في قلب رجل يحمد الله على قتل آل المصطفى (ص) واستئصالهم. وما أظن أنّ أبا جهل كان لله ولرسوله أعدى من هذا الملحد ولعلّنا لا نعدم في زماننا هذا، من هو على شاكلته في الضلال بكراهيتّه أهل بيت النبوّة، ومعدن الرسالة.

فقد رأينا من إذا سمع بذكر مزيّة امتازوا بها، أومنقبة أسندت إليهم، ووصفوا بها من الله أو رسوله (ص) أو السلف الصالح، أو علماء الأمّة وأوليائها، يقطب وجهه ويتغيّر خلقه، ويوّد بلسان حاله أن تلك المزيّة لم تكن لهم.

وقد يتكلّف الأقاويل الواهية والأخبار الموضوعة، والآثار المصنوعة ليطفئ بها نور الله، والله متم نوره ولو كره الكافرون وقال في ص ١٨١، قال المناوى: قال الحافظ الزرندي: لم يكن أحد من العلماء المجتهدين والأئمّة المهتدين، إلّا وله في ولاية أهل البيت الحظ الوافر، والفخر الزاهر، كما أمر الله بقوله:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) .

قلت: وإنّما قيّد الحافظ بالعلماء المجتهدين، والأئمّة المهتدين، لأنّهم قدوة الأمّة. فاذا كانت هذه صفتهم فلا ينبغي لمؤمن أن يتخلّف عنهم فإنّ وصف الإيمان كان لوجوب محبّة أهل البيت رضي الله عنهم وبقدر زيادته تكون زيادتها، ومن هنا كان للعلماء المجتهدين، والأئمّة المهتدين في موالاتهم الحظ الوافر، والفخر الزاهر.

ثمّ أورد في ص ٢٥٧ عبارة القطب العارف الشعراني وذلك: أخذ علينا العهود ألا نسبّ الروافض الّذين يقدّمون عليًّا في المحبّة على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، لا الّذين يسبّونهما، لاسيّما إن كانوا أشرافاً من أولاد فاطمة رضي الله عنها، أو من أهل القرآن.

٢٩٢

فإيّاك ياأخي من قولك: فلانٌ رافضيّ كلبٌ فانّ ذلك لا ينبغي، والّذي نعتقده أنّ المغالات في محبّة عليّ والحسن والحسين وذريّتهما مطلوب بنصّ القرآن في قوله تعال:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) والودّ: ثبات المحبّة ودوامها، فنسكت عن سبّ من قدّم جدّه في المحبّة على غيره مالم يعارض النصوص، وذلك لأنّ تعصب الإنسان لأجداده الّذين حصل له بهم الشرف أمر واقعٌ في كثير من العلماء، فضلاً عن آحاد الناس من الشرفاء. ولذلك قالوا: من النوادر شريفٌ سني يقدّم أبا بكر وعمر على جدّه عليٍّ.

وكان الإمام الشافعي ينشد:

إن كان رفضاً حبّ آل محمّدٍ

فليشهد الثقلان أنيّ رافضي

فاعذر ياأخي كلّ من قامت له شبهةٌ مالم تهدم شيئاً من أصول الدين الصريحة، كإنكار صحبة أبي بكر لرسول الله (ص) أو براءة عائشة، واترك الروافض إلى الله يفصل بينهم يوم القيامة، وهو كلام عارف كبير منصف خبير، رضي الله عنه ونفعنا به.

وحاصل العبارة أنّ الشريف السنّي الموصوف بتقديم أبي بكر وعمر على جدّه عليٍّ من النوادر. وأكثرهم سنيّون لا يقولون بالتقديم، مع حبّ الشيخين والصحابة جميعاً، والأعتراف بفضلهم، وهذا لا يضّرهم في دينهم شيئاً.

وأبو نعيم في كتابه( نـزول القرآن).

والخوارزمي في كتابه( مقتل الحسين) ص ٥٧ ط النجف.

ومحبّ الدين الطبري في( ذخائر العقبى) ص ٢٥ ط مصر والتفتازاني سعد الدين مسعود بن عمر الشافعي في( شرح المقاصد) ج٢ ص ٢١٩ ط الآستانة.

والقسطلاني الشافعي في( المواهب اللّدنيّة) ج٧ ص ٣ ط الأزهريّة - مصر ابن حجر العسقلاني في( الكافي الشافعي) ص ١٤٥ ط مصر، والسيوطي في (إحياء الميت) ص ١١٠ ط. مصر وفي( الإكليل) ص ١٩٠ ط. مصر.

والشيراوني في( الإتحاف) ص١٣، ٥ ط. مصر.

والحافظ البدخشي في( مفتاح النجا) ص١٢ مخطوط.

والرازي في تفسيره: ج٢٧ ص ١٦٦ ط. مصر.

٢٩٣

والبيضاوي في تفسيره: ج٤ ص ١٢٣ ط. مصر.

والنسفي في تفسيره بهامش الخازن ص ٩٥.

وأبو حبّان في تفسيره (البحر المحيط): ج٧ ص ٥١٦ ط. مصر.

والسيوطي في(الدرّ المنثور): ج٦: ٧ ط. مصر.

وابن حجر الهيثمي في (الصواعق المحرقة) ص ١٠١ ط. مصر.

وابن أبي حاتم في تفسيره على ما في( الينابيع) و( فلك النجاة) .( صاحب كتاب الجرح والتعديل) المتوفّي سنة ٣٢٧.

والعلّامة السيّد أبو بكر العلوي الحضرمي الشافعي في( رشفة الصّادي) ص ٢٢ ط القاهرة.

١٩- السيّد محمد حسين الطباطبائي:

جاء في تفسيره (الميزان) ج١٨، ص ٤٦:

وقيل: المراد بالمودّة في القربى، مودّة قرابة النبيّ (ص) وهم عترته من أهل بيته عليهم السّلام وقد وردت به روايات من طرق أهل السنّة وتكاثرت الأخبار من طرق الشيعة على تفسير الآية بمودّتهم ومولاتهم، ويؤيّده الأخبار المتواترة من طرق الفريقين على وجوب موالاة أهل البيت عليهم السّلام ومحبّتهم.

ثمَّ التأمل الكافي في الروايات المتواترة الواردة من طرق الفريقين عن النبيّ (ص) المتضمّنة لأرجاع الناس في فهم كتاب الله بما فيه من أصول معارف الدين وفروعها وبيان حقائقه إلى أهل البيت عليهم السّلام كحديث الثقلين، وحديث السفينة وغيرهما لا يدع ريباً في أنّ إيجاب مودّتهم وجعلها أجراً للرسالة إنّما كان ذريعة إلى إرجاع الناس إليهم فيما كان لهم من المرجعيّة العلميّة.

فالمودّة المفروضة على كونها أجراً للرسالة لم تكن أمراً وراء الدعوة الدينيّة من حيث بقائها ودوامها، فالآية في مؤدّاها لا تغاير مؤدّى سائر الآيات النافية لسؤال الأجر.

ويؤل معناها إلى أنّي لا أسألكم عليه أجراً إلّا أنّ الله لما أوجب عليكم مودّة عامّة المؤمنين ومن جملتهم قرابتي فإنّي أحتسب مودّتكم لقرابتي وأعدّها أجراً لرسالتي، قال تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّ‌حْمَـٰنُ وُدًّا ) سورة مريم: ٩٦.

٢٩٤

وقال:( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) التوبة: ٧١

وروى أيضاً الطباطبائي في تفسيره (الميزان) ج١٨ ص ٤٨ ط إسماعيليان قال: وقيل: المراد بالحسنة مودّة قربى النبيّ (ص) ويؤيّده ما في روايات أئمّة أهل البيت عليهم السّلام أنّ قوله:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا ) إلى تمام أربع آيات نـزلت في مودّة قربى النبيّ (ص)، ولازم ذلك كون الآيات مدنيّة وأنّها ذات سياق واحد وأنّ المراد بالحسنة من حيث انطباقها على المورد هي المودّة، وعلى هذا فالإشارة بقوله:( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَ‌ىٰ ) (١) إلى بعض ما تفوّه به المنافقون تثاقلاً عن قبوله وفي المؤمنين سمّاعون لهم، وبقوله:( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ ) (٢) إلى آخر الآيتين إلى توبة الراجعين منهم وقبولها.

وفي نفس المصدر ج١٨ ص٥١ قال ما يأتي:

وفي المجمع للطبرسي روى زادان عن عليّ (ع) قال:[فينا في آل حَم آية لا يحفظ مودّتنا إلّا كل مؤمن. ثمّ قرأ:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ].

قال الطبرسي: وإلى هذا أشار الكميت في قوله:

وَجَدْنا لكم في آلِ حَمَ آيةً

تَأوَّلَها منّا تقيٌّ ومُعْرِبُ

وفيه صحّ عن الحسن بن عليّ عليهما السّلام أنّه خطب الناس فقال في خطبته:[إنّا من أهل البيت الّذين افترض الله مودّتهم على كلّ مسلم فقال: ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ].

وفي الكافي بإسناده عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) . قال:[هم الأئمّة].

أقول: والأخبار في هذا المعنى من طرق الشيعة عن أئمّة أهل البيت عليهم السّلام كثيرة جداً مرويّة عنهم.

وفي الدرّ المنثور، أخرج أبو نعيم والديلمي من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص):[لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى أن تحفظوني في أهل بيتي وتودّوهم لي] .

____________________

(١) سورة الشورى: ٢٤.

(٢) سورة الشورى: ٢٥.

٢٩٥

وفيه أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند ضعيف من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودّتهم قال:[عليٌّ وفاطمة وولداهما] .

أقول: ورواه الطبرسي في المجمع وفيها (وولدها) مكان (وولداهما).

وفيه أخرج ابن جرير عن أبي الديلم قال: لما جيء بعليّ بن الحسين أسيرا فأقيم على درج دمشق قام رجل من أهل الشام فقال: ألحمد لله الّذي قتلكم واستأصلكم فقال له عليّ بن الحسين:[أقرأت القرآن ؟ قال: نعم. قال:أقرأت آل حم ؟ قال: نعم. قال: أما قرأت: ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ؟ قال: فإنّكم لأنتم هم؟ قال:نعم] . وفيه أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس (ومن يقترف حسنة) قال: المودّة لآل محمّد.

أقول: وروي ما في معناه في الكافي بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع).

وفي تفسير القمي حدّثني أبي عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول في قول الله عزّ وجلّ:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) [يعني في أهل بيته.

قال:جاءت الأنصار إلى رسول الله (ص) فقالوا: إنّا قد آوينا ونصرنا فخذ طائفة من أموالنا فأستعن بها على ما نابك فأنزل الله عزّ وجلّ ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) أي في أهل بيته.

ثمّ قال:ألا ترى أنّ الرجل يكون له صديق وفي نفس ذلك الرجل شيء على أهل بيته فلا يسلم صدره فأراد الله عزّ وجلّ أن لا يكون في نفس رسول الله (ص) شيء على أمّته ففرض الله عليهم المودّة في القربى فإن أخذوا أخذوا مفروضاً، وإن تركوا تركوا مفروضاً.

قال:فانصرفوا من عنده وبعضهم يقول: عرضنا عليه أموالنا فقال: لا، قاتلوا عن أهل بيتي من بعدي، وقال طائفة: ما قال هذا رسول الله وجحدوه، وقالوا كما حكى الله عزّ وجلّ :( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَ‌ىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ) فقال عزّ وجلّ :( فَإِن يَشَإِ اللَّـهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ ) قال:لو إفتريت ( وَيَمْحُ اللَّـهُ الْبَاطِلَ ) يعني يبطله ( وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ) يعني بالأئمّة والقائم من آل محمّد عليهم السّلام ( إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ‌ ) .

٢٩٦

أقول: وروى قصّة الأنصار السيوطي في الدرّ المنثور عن الطبراني وابن مردويه من طريق ابن جبير وضَعّفه.

(نقلاً عن تفسير الميزان للطباطبائي رحمه الله).

٢٠- روى الحاكم الحافظ الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ٢٢٧ ط٣ في الحديث ٨٢٩ قال:

حدّثني القاضي أبو بكر الحيري، أخبرنا أبو العبّاس الصبغي،حدّثنا الحسن بن علي بن زياد السري،حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني،حدّثنا حسين الأشقر،حدّثنا قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ، قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذي أمرنا الله بموّدتهم؟ قال:[عليٌّ وفاطمة وولداهما] .

وفيما يلي نورد أحاديثاً للحسكاني بروايات وأسانيد كثيرة.

وروى الحسكاني أيضاً في الشواهد ص ٢٣٠ ط٣ في الحديث ٨٣١ قال:

وأخبرنيه أبو بكر السكري، أخبرنا أبو عمرو الحيري، أخبرنا الحسن بن سفيان،حدّثنا يعقوب بن سفيان،حدّثنا يحيى بن عبد الحميد،حدّثنا حسين،حدّثنا قيس،حدّثنا الأعمش، عن سعيد، عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قالوا يا رسول الله من قرابتك التي افترض الله علينا مودّتهم؟ قال:[عليٌّ وفاطمة وولداهما]، يردّدها.

وأورد الحسكاني في (الشواهد) ج٢٣١ ط٢، في الحديث ٨٣٢ قال:

أخبرناه أبو عبد الله الشيرازي، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي،حدّثنا أبو أحمد البصري،حدّثنا محمد بن عيسى الواسطي، وأحمد بن عمّار، قالا:حدّثنا يحيى الحمّاني، قال:حدّثنا حسين الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن سعيد (بن جبير)، عن ابن عباس، قال:

لما نزلت:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قالوا: يا رسول الله، ومن هؤلاء الّذين أمرنا الله مودّتهم؟ قال:[عليٌّ وفاطمة وولداهما] .

وقال أحمد بن عمّار (في حديثه): من قرابتك الّذي افترض الله علينا بمودّتهم؟

قال:[عليٌّ وفاطمة وولداهما] ثلاث مرّات يقولها.

٢٩٧

وروى الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٢٣٢ ط٣، في الحديث ٨٣٣ وبإسناده عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال:

لما نزلت:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) الآية: قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذي نودّهم فيك؟ قال:[عليٌّ وفاطمة وولدها] .

وروى الحسكاني أيضاً في الشواهد ج٢ ص ٢٣٢ في الحديث ٨٣٤ قال: أخبرنا أبو نصر المفسِّر وأبو منصور عبد القاهر البغدادي قالا:حدّثنا أبو الحسن السراج،حدّثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. وأخبرنا محمد بن عبد الله الرزجاهي،حدّثنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرنا الحضرمي.

وحدّثني أبو عبد الله الدينوري،حدّثنا برهان بن علي الصوفي،حدّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي،حدّثنا حرب بن الحسن الطحّان،حدّثنا حسين الأشقر، عن قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال:

لما نزلت:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قالوا: يا رسول الله من قرابتك (هؤلاء) الذي أوجبت علينا مودّتهم؟ قال:[عليٌّ وفاطمة وابناهما] .

وقال الإسماعيلي:[وابناها].

وروى أيضاً الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٢٣٥ ط٣ في الحديث ٨٣٥ قال بإسناده عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: في قوله عزّ وجلّ:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قال:( عليٌّ وفاطمة والحسن والحسين) .

وروى الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٢٣٦ في الحديث ٨٣٦ قال:

أخبرنا أبو سعد بن علي، أخبرنا أبو الحسن الكهيلي،حدّثنا الحضرمي،حدّثنا محمد بن مرزوق، قال: حدّثني حسين الأشقر، قال:حدّثنا نضير بن زياد، عن عثمان أبي اليقظان، عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس، قال:

قالت الأنصار فيما بينهم: لو جمعنا لرسول الله مالاً يبسط فيه يده (و) لا يحول بينه وبينه أحد، فقالوا:يا رسول الله إنّا أردنا أن نجمع لك من أموالنا شيئاً تبسط فيه يدك لا يحول بينك وبينه أحد، فأنزل الله:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) .

وروا أيضاً طاووس اليماني عن ابن عباس.

٢٩٨

وأورد الحاكم الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٢٤٠ ط٣ الحديث ٨٤٢ وقال:

أخبرونا عن أبي رجاء السنجّي في تفسيره (قال): أخبرنا إلياس بن الفضل: أخبرنا نوفل بن داوود، عن ابن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قدم المدينةوليس بيده شيء وكانت تنوب نوائبه وحقوق فكان يتكلّفها وليس بيده سعة، فقالت الأنصار فيما بينها: هذا رجل قد هداكم الله على يديه وهو ابن أختكم تنوبه نوائب وحقوق وليس في يده سعة، فاجمعوا له طائفة من أموالكمثمّ أئتو بها يستعين بها على ما ينوبه، ففعلواثمّ أتوه بها، فنـزلت: ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا ) يعني على الإيمان والقرآن ثمناً يقول: رزقاً ولا جعلا إلّا أن تودّوا قرابتي من بعدي.

فوقع في قلوب القوم شيء منها، فقالوا: استغنى عمّا في أيدينا أراد أن يحثّنا على ذوي قرابته من بعده،ثمّ خرجوا، فنـزل جبرئيل فأخبره، أنَّ القوم قد اتّهموك فيما قلت لهم، فأرسل إليهم، فأتوه فقال لهم:[أنشدكم بالله وما هداكم لدينه اتّهمتموني فيما حدّثتكم به على ذوي قرابتي؟]. قالوا: يا رسول الله إنّك عندنا صادق بارّ، ونزل:( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَ‌ىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ) (١) الآية، فقام القوم كلّهم فقالوا: يا رسول الله فإنّا نعهد أنّك صادق ولكن وقع ذلك في قلوبنا وتكلّمنا به، وإنّا نستغفر الله ونتوب إليه، فنـزل:( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ) (٢) .

وروى الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٢٤١ ط٣ في الحديث ٨٤٣ قال:

أخبرناه عقيل بن الحسين، أخبرنا علي بن الحسين،حدّثنا محمد بن عبيد الله، حدّثني أبو بكر محمد بن الحسين الآجري بمكّةحدّثنا علي بن عبد العزيز البغوي،حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم،حدّثنا حجّاج بن منهال،حدّثنا حمّاد بن سَلَمَة،عن ثابت، عن أنس بن مالك.

قال حمّاد، وحدّثني قتادة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: (وحدّثني قتادة،عن الحسن،عن عبد الله بن عباس).

____________________

(١) سورة الشورى: ٢٤.

(٢) سورة الشورى: ٢٥.

٢٩٩

أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لما قدم المدينة كانت تنوبه نوائب وحقوق، وقدوم الغرباء عليه، وليس في يده سعة لذلك، فقالت الأنصار: إنّ هذا الرجل قد هداكم الله على يديه وهو ابن أختكم تنوبه نوائب وحقوق، وليس في يده لذلك سعة، فاجمعوا له من أموالكم مالا يضرّكم فتأتون به فيستعين به على ما ينوبه من الحقوق،فجمعوا له ثمانمئة دينار،ثمّ أتوه فقالوا له: يا رسول الله إنّك ابن أُختنا، وقد هدانا الله على يديك، تنوبك نوائب وحقوق، وليست بيدك لها سعة، فرأينا أن نجمع من أموالنا طائفة فنأتيك به فتستعين به على ما ينوبك، وهو ذا، فنـزل( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا ) يعني لا أطلب منكم على الإيمان والقرآن جُعلاً ولا رزقاً( إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) يعني إلّا أن تحبّوني وتحبّوا أهل بيتي وقرابتي قال ابن عبّاس: فوقع في قلوب المنافقين من أهل المدينة شيء فقالوا: ما يريد منّا إلّا أن نحبّ أهل بيته ونكون تبعاً لهم من بعده،ثمّ خرجوا فنـزل جبرئيل على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فأخبره لما قالوا، فأنزل الله تعالى:( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَ‌ىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ) يعني اختلق لآية، فقال القوم: يا رسول الله فإنّا نشهد أنّك صادق بما قلته لنا، فنـزل:( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ) .

وروى الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٢٤٣ في الحديث ٨٤٤ قال:

حدّثني أبو بكر اليزدي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدقي المروزي قدم حاجّاً أنّ أبا الحسن ثمل بن عبد إله الطرسوسي،حدّثهم ببخاراء (قال): أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن بجنديسابور،حدّثنا الحسين بن إدريس التستري،حدّثنا أبو عثمان الجحدري: طالوت بن عبّاد عن فضال بن جبير، عن أبي أمامة الباهلي قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[إنّ الله خلق الأنبياء من أشجار شتّى وخلقت وعليٌّ من شجرة واحدة، فأنا أصلها وعليٌّ فرعها والحسن والحسين ثمارها، وأشياعنا أوراقها، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ هوى، ولو أنّ عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام، ثمّ ألف عام، ثمّ ألف عام، حتّى يصير كالشن البالي ثمّ لم يدرك محبّتنا (١) أكبّه الله على منخريه في النار].

____________________

(١) وروى الحسكاني في ج١ ص٦٤٣ (لم يدرك محبتّنا أهل البيت) وفي نسخة أخرى (يكبّه الله على منخريه في النار).

٣٠٠