النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٤

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 354

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 354
المشاهدات: 14799
تحميل: 3076


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 354 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 14799 / تحميل: 3076
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وروى الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٢٤٥ في الحديث ٨٤٥ قال:

أخبرنا أبو بكر الحارثي، أخبرنا أبو الشيخ الإصبهاني،حدّثنا عبد الله بن محمد بن زكريا،حدّثنا إسماعيل بن يزيد،حدّثنا قتيبة بن مهران،حدّثنا عبد الغفور (بن عبد العزيز) أبو الصباح (الواسطي) عن أبي هاشم الرمّاني، عن زاذان:

عن عليٍّ قال:[فينا في آل حم آية لا يحفظ مودّتنا إلّا كلّ مؤمن] ،ثمّ قرأ:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) .

٢١- روى الهيثم بن كليب في كتاب مسند الصحابة ج١٠ الورق ٧١، أو في ج٢ ص ١٢٧ ط١ قال:

حدّثنا الحسن بن علي بن عفّان،حدّثنا محمد بن خالد، عن يحيى بن ثعلبة الأنصاري، عن عاصم بن أبي النجود، عن زرّ،عن عبد الله قال: كن ّ ا مع رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم في مسير فهتف أعرابي بصوت جهوريّ: يا محمّد، فقال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم: (ياهناه)، فقال: يا محمّد ما تقول في رجل يحبّ القوم ولم يعمل بعملهم؟ قال: [المرء مع مَنْ أحبّ قال يا محمّد إلى من تدعو؟ قال:إلى شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله، وإقام الصّلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحجّ البيت .

قال: فهل تطلب على هذا أجراً؟ قال:لا، إلّا المودّة في القربى قال: أقرباي يا محمّد أم أقرباك؟، قال: صلّى الله عليه (وآله) وسلم:بل أقرباي ، قال: هات يدك حتّى أبايعك فلا خير فيمن يودّك ولا يودّ قرباك] .

٢٢- روى علي بن الحسين الأربلي في كتاب( كشف الغمّة) ج١ ص ٣٢٤ قال بروايته عن ابن مردويه في كتاب (مناقب عليّ عليه السّلام) وبسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: (لما نزل قوله تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ، سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، مَنْ هؤلاء الّذين يجب علينا محبّتهم؟ قال:[عليٌّ وفاطمة وابناهما] قالها ثلاث مرّات.

٣٠١

٢٣- روى ابن حجر الهيثمي في كتابه (الصواعق المحرقة) ص ١٠١ قال:

أخرجه الطبراني، وعن حكيم بن جبير عن حبيب بن أبي ثابت، قال: كنت أجالس أشياخاً إذ مرّ علينا علي بن الحسين وقد كان بينه وبين أناس من قريش منازعة في إمرأة تزوّجها منهم لم يرض منكحها، فقال أشياخ الأنصار: ألّا دعوتنا أمس لما كان بينك وبين بني فلان؟ إنّ أشياخنا حدّثونا أنّهم أتوا رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم فقالوا: يامحمّد ألّا نخرج اليك من ديارنا ومن أموالنا لما أعطانا الله بك وفضّلنا بك وأكرمنا بك؟ فأنزل الله تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ونحن يد لكم على الناس.

٢٤- روى السيّد الأجلّ يحيى بن الموفق بالله في أماليه ص ١٤٤ في الحديث ٤٥ قال:

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي التوزي القاضي بقراءتي عليه ببغداد، قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عبيد الله المرزباني، قال:حدّثنا أبو حفص عمر بن داوود بن عنبسة المعروف بابن بيان العمّاني، قال:حدّثنا محمد بن عيسى الواسطي أبو بكر، قال:حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، قال:حدّثنا الحسين بن الحسن الأشقر، عن قيس بن الربيع عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال:

لما نزلت:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودّتهم؟ قال:[فاطمة وولداها] .

٢٥- وروى السيّد المرشد بالله في أماليه ص ١٤٨ قال:

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه باصفهان وأنا أسمع، قال:

أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني، قال:حدّثنا الحضرمي قال:حدّثنا حرب بن الحسين الطحان، قال:حدّثنا حسين الأشقر، عن قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال:

لما نزلت:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قالوا: يا رسول الله من قرابتك (هؤلاء) الذين وجَبَتْ علينا مودّتهم؟ قال:[عليٌّ وفاطمة وابناهما] .

٢٦- وروى الشيخ سليمان ابن الشيخ إبراهيم القندوزي الحنفي في كتابه (ينابيع المودّة) ج١ ص ١٥٣ في الباب ٥٢ عن رسالة الجاحظ قال:

٣٠٢

وقال الجاحظ عن لسان العلويّين كما في رسالته الّتي ألفّها في تفضيل بني هاشم وفرض الله علينا مودّتهم بقوله تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ونحن مسؤولون عن ودّهم لقوله تعالى:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ) أي مسئولون عن ودّهم.

٢٧- روى ابن المغازلي، الحافظ أبو الحسن علي بن محمد الجلابي في (مناقب عليّ عليه السّلام) ص ٣٠٧ قال:

أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان،حدّثنا أبو محمد عبد العزيز بن أبي صابر إذناً،حدّثنا إبراهيم بن إسحاق بن هاشم بدمشق،حدّثنا عبد الله بن جعفر العسكري بالرقّة،حدّثنا يحيى بن عبد الحميد،حدّثنا حسين الأشقر (عن قيس) عن الأعمش،عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال لما نزلت:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قالوا: يا رسول الله من هؤلاء القربى الذين أمر الله بمودّتهم؟ قال:[عليٌّ وفاطمة وولداهما] .

٢٨- روى السيّد عبد الله بن حمزة في كتاب (الشافي) ج١ ص ٩٠ قال:

قال السيّد المرشد بالله: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن التوزي القاضي بقراءتي عليه ببغداد، قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال:حدّثنا أبو حفص عمر بن داوود بن عنبسة المعروف بابن بيان العمّاني، قال:حدّثنا محمد بن عيسى الواسطي أبو بكر، قال:حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، قال:حدّثنا الحسين بن الحسن الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عبّاس، قال: لما نزلت:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قالوا: يا رسول الله مَنْ هؤلاء الّذين أمرنا الله عزّ وجلّ بمودّتهم؟ قال:[فاطمة وولدها] .

٢٩- روى محمد سليمان الكوفي في كتاب (المناقب) ج١ ص ١١٧و١٣٢ ط١ قال:

حدّثنا خضير بن أبان، قال:حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، قال:حدّثنا قيس، قال:حدّثنا الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال لما نزلت (على رسول الله) هذه الآية.( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قالوا: يا رسول الله أيّ قرابتك (هؤلاء) الذين افترض الله علينا مودّتهم؟ قال:[عليٌّ وفاطمة وولدهم] ، يقولها ثلاث مرّات.

٣٠- روى البلاذري في كتاب (أنساب الأشراف) ص ٧٥٤ أو ج٢ الورق ٧٩/م قال:

٣٠٣

وروى حكيم بن جبير، عن حبيب بن أبي ثابت قال: كنت أجالس أشياخاً لنا إذ مرّ علينا عليّ بن الحسين، وقد كان بينه وبين أناس من قريش منازعة في امرأة تزوّجها منهم ولم يرض منكحها فقال أشياخ الأنصار ألّا دعوتنا أمس لماّ كان بينك وبين فلان؟ إنّ أشياخنا حدّثونا أنّهم أتوا رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم فقالوا: يا محمّد ألّا نُخرج اليك من ديارنا ومن أموالنا لما أعطانا الله بك وفضّلنا بك وأكرمنا بك؟ فأنزل الله تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ونحن يد لكم على الناس.

٣١- روى ابن عساكر: علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الشافعي في كتابة (تاريخ دمشق) ج١ ص ١٤٨ ط٢ قال:

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنبأنا عبد العزيز الصوفي، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار، أنبأنا على بن الحسن الصوري.

وأنبأنا سليمان بن أحمد بن أيوّب الطبراني اللخمي بإصبهان، أنبأنا الحسين بن إدريس الجريري التستري، أنبأنا أبو عثمان طالوت بن عبّاد البصري الصيرفي، أنبأنا فضال بن جبير:

أنبأنا أبو أمامة الباهلي، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم:[خلق (الله) الأنبياء من أشجار شتّى، وخلقني وعليّاً من شجرة واحدة، فأنا أصلها وعليّ فرعها، وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمرها فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ هوى، ولو أنّ عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام، ثمّ ألف عام، ثمّ ألف عام، ثمّ لم يدرك محبّتنا أكبّه الله على منخريه في النار، ثمّ تلا: ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ] .

ثمّ قال ابن عساكر:

ورواه علي بن الحسن الصوفي مرّة أخرى عن شيخ آخر (ثم قال):

أخبرناه أبو الحسن الفقيه السلمي الطرسوسي، أنبأنا أبو الفضل العباس بن أحمد الخواتيمي بطرسوس، أنبأنا الحسين بن إدريس التستري:

٣٠٤

أنبأنا أبو عثمان الجحدري طالوت بن عبّاد، عن فضال بن جبير: عن أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلم:[إنّ الله خلق الأنبياء من أشجار شتّى وخلقني وعليّاً من شجرة واحدة فأنا أصلها وعليّ فرعها والحسن والحسين ثمارها، وأشياعنا أوراقها فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ هوى، ولو أنّ عبداً عَبَدَ الله عزَّ وجلَّ بين الصفا والمروة ألف عام ثمّ ألف عام، ثمّ ألف عام ولم يدرك محبّتنا لأكبّه الله عزّ وجلّ على منخريه في النار ثمّ تلا: ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ] .

وروى ابن عساكر في (تاريخ دمشق) ج٤١ ص ٣٣٥. دار الفكر،قال:

أخبرنا أبو الحسن القرضي، أنبأنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو نصر المري، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الطرسوسي، أنبأنا أبو الفضل العباسي بن أحمد الخواتيمي بطرسوس، أنبأنا الحسين بن إدريس التستري، أنبأنا أبو عثمان الجحدري طالوت بن عبّاد، عن فضال بن جبير، عن أبي أمامة الباهلي قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[إنّ الله خلق الأنبياء من أشجار شتّى، وخلقت (أنا) وعليّ من شجرة واحدة، فأنا أصلها وعليّ فرعها، والحسن والحسين ثمارها، وأشياعنا أوراقها، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ هوى، ولو أنّ عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام، ثمّ ألف عام، ثمّ ألف عام، حتّى يصير كالشن البالي ثمّ لم يدرك محبّتنا أكبّه الله على منخريه في النّار ثمّ تلا:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ] .

٣٢- روى الواحدي، أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي النيسابوري في تفسيره (الوسيط) ج٤ ص ٥١ ط. دار الكتب العلميّة - بيروت قال:

أخبرنا أبو حسّان المزكي (محمد بن أحمد بن جعفر)، أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق، أنبأنا الحسن بن علي بن زياد السري، أنبأنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، أنبأنا حسين الأشقر، أنبأنا قيس، أنبأنا الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:

لما نزلت:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قالوا: يا رسول الله مَنْ هؤلاء الذين أمرنا (يأمرنا) الله تعالى يمودّتهم؟ قال (صلّى الله عليه وآله:[عليٌّ وفاطمة وولديهما] [وولداهما] .

٣٠٥

وروى الواحدي في تفسيره (الوسيط) ج٤ ص ٥٢ ط. دار الكتب العلميّة بيروت، قال:

وعلى الأقوال (التي ذكرناها) كلّها قوله (تعالى):( إِلَّا الْمَوَدَّةَ ) استثناء ليس من الأوّل وليس المعنى: أسألكم المودّة في القربى لأنّ الأنبياء عليهم السّلام لا يسألون أجراً على تبليغ الرسالة والمعنى: ولكنّي أذكركم المودّة في القربى وأذكركم قرابتي منكم، وغلط من قال: إنّ هذه الآية نسخت بقوله:( قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ‌ فَهُوَ لَكُمْ ) (١) وقوله:( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ‌ ) (٢) لأنّه لا يصحّ أن يقال: نسخت مودّة النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم وكف الأذى عنه لأجل قرابته، ولا مودّة آله وأقاربه، ولا التقرب إلى الله بالطاعة، ومن ادّعى النسخ توّهم أنّ الاستثناء متّصل ورأى إبطال الأجر في هاتين الآيتين؟ وليس الأمر على ذلك فإنّ الاستثناء منقطع، ولا تنافي بين هذه الآية والآيتين الأخرتين.

٣٣- وروى ابن الجوزي في كتاب التبصرة ص ٤٥٣ قال:

فكان أحمد بن حنبل، إذا سئل عن عليّ وأهل بيته قال: (هم) أهل بيت لا يقاس بهم أحد،ثمّ قال ابن الجوزي (في مدحهم):

يا بني بنت المصطفى

حبّكم ينقي عن المرء الظنن

إن لله علينا منناً

حبّكم شكرٌ لهاتيك المنن

أنتم من لم يرد معطي الهدى

غير ودّ الناس إيّاكم ثمن

أنا عبد الحقّ لا عبد الهوى

لعن الله الهوى فيمن لعن

وأورد ابن حجر الهيثمي في كتابه (الصواعق المحرقه) ص ١٠١ أبيات شعر لمحمد بن العربي:

رأيت ولائي آل طاها فضيلة

على رغم أهل البعد يورثني القربى

فما سأل المبعوث أجراً على الهدى

بتبليغه إلّا المودّة في القربى

٣٤- روى الطبراني، الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني في (المعجم الكبير) ج١٢ ص ٢٦ ط٢ في الحديث ١٢٢٨٤ قال:

____________________

(١) سورة سبأ: ٤٧.

(٢) سورة الفرقان: ٥٧.

٣٠٦

حدّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي،حدّثنا محمد بن مرزوق،حدّثنا حسين الأشقر،حدّثنا نصير بن زياد، عن عثمان أبي اليقظان، عن سعيد بن جبير: عن ابن عبّاس، قال: قالت الأنصار فيما بينهم: لو جمعنا لرسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم مالاً نبسط يده لا يحول بينه وبين أحد؟ فأتوا رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم فقالوا: يا رسول الله إنّا أردنا أن نجمع لك من أموالنا: فانزل الله عزّ وجلّ:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) . فخرجوا مختلفين،فقال بعضهم: ألم تروا إلى ما قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم؟ وقال بعضهم: إنمّا قال لنقاتل عن أهل بيته وننصرهم فأنزل الله عزّ وجلّ:( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ) (١) (إلى قوله)( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ) (٢) فعرض لهم (رسول الله) بالتوبة (إلى قوله):( وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ) (٣) الّذين قالوا هذا، أن تتوبوا إلى الله وتستغفرونه.

وأخرج الطبراني في (المعجم الكبير) بروايته عن حسين الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عبّاس رضي الله عنهما، قال: لما نزلت هذه الآية:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الّذي وجبت علينا مودّتهم؟ قال:[عليٌّ وفاطمة وابناهما] .

وروى الطبراني في (المعجم الكبير) ج١٢ ص ٧٢ ط٢ قال:

حدّثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم،حدّثنا محمد بن يوسف الفريابي،حدّثنا سفيان، عن داوود بن أبي هند، عن الشعبي،قال:

عن ابن عباس في قوله:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قال[تصلوا قرابتي ولا تكذّبوني] .

____________________

(١) سورة الشورى: ٢٤.

(٢) سورة الشورى: ٢٥.

(٣) سورة الشورى: ٢٦.

٣٠٧

وروى الطبراني في (المعجم الكبير) ج٣ ص ٤٧ ط٢ قال:

حدّثنا محمد بن عبد الله،حدّثنا حرب بن حسن الطحان،حدّثنا حسين الأشقر، عن قيس بن الربيع،عن الأعمش، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما نزلت:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) . قالوا:يا رسول الله ومن قرابتك هؤلاء الذي وجبت علينا مودّتهم؟ قال:[عليٌّ وفاطمة وابناهما] .

وروى الطبراني في الحديث في (المعجم الكبير) في الحديث ١٢٢٥٩ ج١١ ص ٣٥١ في مسند عبد الله بن عباس.

٣٥- روى شمس الدين السخاوي محمد بن عبد الرحمان في كتاب (إستجلاب إرتقاء الغرف) الورق ١٨/قال:

وأخرج الطبراني في معجمه الكبير وابن أبي حاتم في تفسيره، والحاكم في مناقب الشافعي والواحدي في الوسيط، وآخرون منهم أحمد في المناقب كلّهم من رواية حسين الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لما نزلت هيه الآية:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قالوا: يا رسول الله مَنْ قرابتك هؤلاء الّذين وجَبَتْ علينا مودّتهم؟

قال:[عليٌّ وفاطمة وابناهما] .

٣٦- روى السيّد هاشم البحراني في تفسيره (البرهان) ج٤ ص ١٢٤ قال: بروايته عن محمد بن العبّاس الماهيار:

حدّثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي،عن أبي محمد إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن محمد بن جعفر، قال: حدّثني عمّي علي بن جعفر: عن الحسين بن زيد، عن الحسن بن زيد، عن أبيه، عن جدّه عليهم السّلام قال: خطب الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السّلام حين قتل عليّ عليه السّلامثمّ قال:

[وأنا من أهل بيت افترض الله مودّتهم على كلّ مسلم حيث يقول: ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) فاقتراف الحسنة مودّتنا أهل البيت] .

٣٠٨

وروى البحراني في تفسيره (البرهان) ج٤ ص ١٢٤ بروايته عن محمد بن العباس الماهيار في الحديث ١٢ قال:

حدّثنا عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن زكريّا، عن محمد بن عبد الله الخثعمي عن الهيثم بن عدي، عن سعيد بن صفوان، عن عبد الملك بن عمير:

عن الحسين بن عليّ صلوات الله عليهما في قوله عزّ وجلّ:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قال:[وإنّ القرابة الّتي أمر الله بصلتها وعَظّمَ من حقّها وجعل الخير فيها قرابتنا أهل البيت الّذين أوجب الله حقّنا على كل مسلم] .

روى السيّد البحراني في كتابه (غاية المرام) ص ٣٠٦ في الحديث ٩ من الباب ٥ قال:

روى محمد بن جرير في كتاب المناقب، أنّ النبيّ قال لعليّ: أخرج فنادِ:[ألا من ظلم أجيراً أجرته فعليه لعنة الله، ألا من تولّى غير مواليه فعليه لعنة الله، ألا من سبّ والديه فعليه لعنة الله فنادى بذلك، فدخل عمر وجماعةً على النبيّ وقالوا: هل من تفسير لما نادى به عليّ؟ قالنعم إنّ الله يقول: ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) فمن ظلمنا فعليه لعنة الله، ويقول: ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) فمن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، فمن والى غيره وغير ذريتّه فعليه لعنة الله، وأشهدكم أنا وعليّ أبو المؤمنين فمن سبّ أحدنا فعليه لعنة الله] فلمّا خرجوا، قال عمر: ما أكد النبيّ لعليّ بغدير خمّ ولا غيره أشدّ من تأكيده في يومنا هذا.

وروى السيّد هاشم البحراني في (غاية المرام) ص ٣٠٧ في الباب (٥) من المقصد الثاني بروايته عن كتاب (المناقب الفاخرة) قال: وبالإسناد عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله عزّ وجلّ:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ، قال: عليٌّ وفاطمة والحسن والحسين.

٣٧- روى فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية الكريمة، روايات عدة في تفسيره ص ١٤٤ وفيما يأتي أحاديث منه قال:

حدّثني عبيد بن كثير، قال:حدّثنا علي بن الحكم، قال: أخبرنا شريك، عن إسحاق، قال: سألت عمرو بن شعيب عن قوله:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ، قال: قرابته أهل بيته حدّثني الحسين بن سعيد قال:حدّثنا محمد بن علي بن خلف العطّار، قال: حدّثني الحسين بن الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير:

٣٠٩

عن ابن عباس، قال: لما نزلت هذه الآية:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قلت يا رسول الله من قرابتك الذين أفترض الله علينا مودّتهم؟ قال:[عليٌّ وفاطمة وولداهما] ثلاث مرات يقولها.

حدّثنا جعفر بن محمد الفزاري قال:حدّثنا عبّاد بن عبد الله بن حكيم، قال: كنت عند جعفر بن محمّد عليه السّلام، فسأله رجل عن قوله:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) .

قال:[إنّا نزعم قرابة ما بيننا وبينه، وتزعم قريش أنّها قرابة ما بينه وبينهم، وكيف يكون هذا وقد أنبأنا الله أنّه معصوم] . وحدّثنا أحمد بن عيسى قال:حدّثنا حرب، قال:حدّثنا الحسين بن الأشقر عن الأعمش، عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) . قالوا يا رسول الله فمن قرابتك هؤلاء الّذي يجب ودّنا لهم؟ قال:[عليٌّ وفاطمة وابناهما] يقولها ثلاثاً.

وحدّثنا الحسين بن العباس، وجعفر بن محمد، قالا:حدّثنا الحسن بن الحسين بن يحيى بن سالم، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قالوا: يا رسول الله من قرابتك الّذي افترض الله علينا مودّتهم؟ قال:[عليٌّ وفاطمة وولداهما] .

وحدّثنا محمد بن أحمد بن عثمان بن ذليل قال:حدّثنا إبراهيم يعني الصيني عن عبد الله بن حكيم بن جبير، أنّه سأل عليّ بن الحسين عليه السّلام عن هذه الآية:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ؟ قال:[قرابتنا أهل البيت من محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم] .

٣٨- روى القاضي نورالله الحسيني المرعشي في كتاب (إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل) ج٩ ص ٩٢ قال:

أخرج الثعلبي في تفسيره (الكشف والبيان) قال:

عن ابن عبّاس رضي الله عنه، أنه قال: لما نزلت:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) .

٣١٠

قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الّذي وَجَبَتْ علينا مودّتهم؟

قال:[عليٌّ وفاطمة وابناهما] .

وذكر نور الله الحسيني، جمعاً يروون هذا الخبر لا يستهان بعدّتهم منهم: الحافظ الطبراني في (المعجم الكبير).

جاء في (تهذيب التفسير الكبير) لفخر الدين الرازي، تهذيب وتعليق حسين بن بركة الشامي ج٦ ص ٢٣٧ قال:

المسألة الثانية: نقل صاحب الكشّاف عن النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم أنّه قال:[من مات على حبّ آل محمّد مات شهيداً، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مغفوراً له، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات تائباً، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مؤمناً مستكمل الإيمان، ألا ومن مات على حبّ محمّد بشّره ملك الموت بالجنّة ثمّ منكر ونكير، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد يزفّ إلى الجنّة كما تزفّ العروس إلى بيت زوجها، ألا ومن مات على على حبّ آل محمّد فتح الله له من قبره بابان إلى الجنّة، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات على السنّة والجماعة، ألا ومن مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله، ألا ومن مات على بغض آل محمّد مات كافراً، ألا ومن مات على بغض آل محمّد لم يشمّ رائحة الجنّة] .

هذا هو الّذي رواه صاحب الكشّاف وأنا أقول آل محمّد صلّى الله عليه (وآله) وسلّم هم الّذين يؤول أمرهم إليه فكلّ من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل، ولا شكّ أنّ فاطمة وعليّاً والحسن والحسين كان التعلّق بينهم وبين رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم أشد التعلّقات وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم الآل، وأيضاً اختلف الناس في الآل، فقيل هم الأقارب وقيل هم أمّته، فإن حملناه على القرابة فهم الآل، وإن حملناه على الأمّة الذين قبلوا دعوته فهم أيضاً آل فثبت أن على جميع التقديرات هم الآل، وأمّا غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل؟ فمختلف فيه، وروى صاحب الكشّاف أنّه لما نزلت هذه الآية قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذي وجبت علينا مودّتهم؟ فقال:[عليٌّ وفاطمة وابناهما] ، فثبت أنّ هؤلاء الأربعة أقارب النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم. وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم ويدل عليه وجوه:

٣١١

الأوّل: قوله تعالى:( إِلاَّ المودّة فِي الْقُرْبَى ) ووجه الاستدلال به ما سبق.

الثاني: لا شك أنّ النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم كان يحبّ فاطمة عليها السّلام، قال صلّى الله عليه (وآله) وسلّم:[فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما يؤذيها] وثبت بالنقل المتواتر عن محمّد صلّى الله عليه (وآله) وسلّم أنّه كان يحبّ عليًّا والحسن والحسين، وإذا ثبت ذلك وجب على كل الأمّة مثله لقوله:( وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) (١) ولقوله تعالى:( فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ) (٢) ولقوله:( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ ) (٣) ولقوله سبحانه:( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) (٤) .

الثالث: أنّ الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهّد في الصّلاة وهو قوله:[أللّهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد وارحم محمّداً وآل محمّد] وهذا التعظيم لم يوجد في حقّ غير الآل، فكلّ ذلك يدلّ على أنّ حبّ آل محمّد واجب، وقال الشافعي رضي الله عنه.

يا راكباً قف بالمحصب من منى

واهتف بساكن خيفها والناهض

سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى

فيضاً كما نظم الفرات الفائض

إن كان رفضاً حبّ آل محمّد

فليشهد الثقلان أنّي رافضي

وورد في ذيل الصفحة ٢٣٦ من تهذيب التفسير الكبير ما يلي:

إنّ تبليغ الرسالة والدعوة إلى الله في حسابات الأنبياء ومسيرة الرسالات ليس عليه أجر ولا يمكن أن يثمّن بثمن إلّا بجزاء الله تعالى:

والآية الكريمة ليست متعارضة مع الآيات الكثيرة النافية لمفهوم الأجر في قصص وسير الأنبياء الكثيرين الّذين ذكرهم القرآن الكريم، لأنّ الخط واحد والهدف واحد. وقد وردت عدّة تفاسير لهذه الآية المباركة (آية المودّة) سواء اعتبرنا الاستثناء فيها متّصلاً أم منقطعاً. إلّا أنّ هذه التفاسير لم تصب كبد الحقيقة. ومن هذه التفاسير أنّ الخطاب لقريش، أو الأنصار أو أقرباء النبيّ أو لعامّة الناس.

____________________

(١) سورة الأعراف: ١٥٨.

(٢) سورة النور: ٦٣.

(٣) سورة آل عمران: ٣١.

(٤) سورة الأحزاب: ٢١.

٣١٢

ولكن الرأي الصائب والّذي تؤيّده الروايات الكثيرة المتضافرة من الفريقين كحديث الثقلين وحديث السفينة وغيرهما أنّ المودّة تكون لأهل بيت النبيّ (ص) لا باعتبارهم أقرباء فحسب، وإنّما بأعتبارهم جزءاً من الرسالة لهم في الدعوة إلى الله، فهم مرجع الأمّة وقيادتها الدينيّة. فالحبّ والمودّة هنا يكون أجراً باتّباعهم وبالتالي يكون أجراً للرسول (ص) لأنّ المحبّين اتّبعوه فلا تناقض بين أجر الرسالة وبين إتّباعها عن طريق أوصيائه وأهل بيته، كما في قوله:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَانُ وُدًّا ) .

٣٩- روى عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب (الفضائل) ص ١٨٧ ط١ في الحديث ٢٦٣ قال:

وفيما كتب الينا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي يذكر أنّ حرب بن الحسن الطحّان حدّثهم، قال:حدّثنا حسين الأشقر، عن قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عباس قال: لما نزلت:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الّذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال:[عليٌّ وفاطمة وابناهما عليهم السّلام] .

٤٠- وقال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره (الأمثل في تفسير كتاب الله المنـزل) ج١٥ ص٤٧٠ بعد استعراضه للآيات القرآنيّة الذاكرة للأجر، يقول:

وأخيراً فإنّ الآية الّتي نبحثها تضيف: أنّ مودّة القربى هي أجر رسالتي، يعني أنّ الأجر الذي طلبته منكم يشمل هذه الخصوصيات: لا يعود نفعه إليّ أبداً، وينفعكم بالكامل، وإنه يعبّد الطريق أمامكم للوصول إلى الخالق.

وعلى هذا الأساس، فهل تعني الآية شيئاً آخر سوى قضية استمرار خط رسالة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بواسطة القادة الإلهيّين وخلفاءه المعصومين الّذين، كانوا جميعهم من عائلته؟ لكن لأنّ المودّة هي أساس هذا الارتباط نرى أنّ الآية أشارت بصراحة إلى ذلك.

والطريف في الأمر أنّ هناك خمسة عشر مورداً في القرآن المجيد غير الّذي ذكرنا ذكر فيه كلمة القربى حيث أنّ جميعها تعني المقربيّن، ومع هذا الوضع لا نعلم لماذا يصرّ البعض بحصر معنى كلمة القربى في (التقر ّ ب إلى الله) ويتركون المعنى الواضح والظاهر المستخدم في جميع الآيات القرآنيّة.

٣١٣

ومن الضروري الإشارة إلى هذه الملاحظة، وهي أنّه ورد في آخر الآية:( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ) وهل هناك حسنة أفضل من أن يكون الإنسان دائماً تحت راية القادة الإلهيين، يحبّهم بقلبه، ويستمر على خطهم، يطلب منهم التوضيح للقضايا المبهمة في كلام الخالق، يعتبرهم القدوة والأسوة، ويجعل سيرتهم وعملهم هو المعيار.

٤١- روى إبراهيم بن معقل النسفي الحنفي في تفسيره (تفسير النسفي بهامش تفسير الخازن) ج٤ ص ٩٤ بروايته عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: لما نزل قول الله تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) .

قالوا يا رسول الله من قرابتك الّذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال صلّى الله عليه (وآله) وسلّم:[عليٌّ وفاطمة وابناهما] .

٤٢- وقال محمد محمود حجازي في تفسيره (التفسير الواضح) ج٢٥ ص ١٩ في تفسير الآية الكريمة:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ، قال: بمعنى أنّي لا أسألكم أجراً، إلّا أن تودّوا قرابتي وأهل بيتي، (قيل) ومن هم؟ قيل: هم عليٌّ وفاطمة وابناهم.

روى الحافظ محمد يوسف الكنجي الشافعي في كتابه (كفاية الطالب) ص ٣١٢ ط٣، الفارابي بإسناده، عن سعيد بن زيد قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم من بيت زينب حتّى دخَل بيت أُمّ سَلَمَةَ، وكان يومها من رسول الله (ص) فلم يلبث أن جاء عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، فدقّ الباب دقّاً حفيفاً فاستثبت رسول الله (ص) وقال:[ياأمّ سلمة قومي فافتحي فقلت: يا رسول الله ما الّذي بلغ من خطره ما أفتح له الباب وألقاه بمعاصي وقد نزلت بالأمس آية من كتاب الله تعالى، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كالمغضب:إنّ طاعة رسول الله كطاعة الله وإنّ بالبات رجلاً ليس بنـزق ولا خرق يحبّ الله ورسوله لم يكن يدخل حتّى ينقطع الوطي، قالت: فقمت ففتحت له الباب فأخذ بعضادتي الباب حتّى لم أسمع حساً استأذن ودخل، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ياأم سلمة أتعرفينه؟ قلت هذا عليّ بن أبي طالب، قال:صدقت، سجيتّه سجيّتي ودمه دمي، وهو عيبة علمي فاسمعي واشهدي لو أنّ عبداً من عباد الله عزّ وجلّ عبد الله ألف عام وألف عام بعد ألف عام بين الركن والمقام، ثمّ لقي الله عزّ وجلّ مبغضاً لعليّ بن أبي طالب وعترتي أكبّة الله تعالى على منخره يوم القيامة في نار جهنّم].

٣١٤

قلت: هذا حديث سنده مشهور عند أهل النقل، وفيه موعظة ووعد شديد لمبغضي عليّ عليه السّلام وأهل البيت عليهم السّلام والويل لمن يشنأهم ويسبّهم،وطوبى لمن يحبّهم.

وقد جعل الله تعالى شكر الرسول (ص) وأجره على تبليغ رسالاته عن الله عزّ وجلّ المودّة لأهل بيته، قال الله تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) .

وروى الحافظ الكنجي في (كفاية الطالب) ص ٩٢ ط٣ الفارابي، بإسناده عن أبي الطفيل، قال:

خطب الحسن بن عليّ عليه السّلام بعد وفاة أبيه وذكر أمير المؤمنين أباه عليه السّلام فقال:[خاتم الوصيّين ووصيّ خاتم الأنبياء وأمير الصّديقين والشهداء والصالحين .

ثمّ قال:من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمّد النبيّ صلّى الله عليه وآله ،ثمّ تلا هذه الآية حكاية عن قول يوسف عليه السّلام:( وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إبراهيم وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ) (١) ، أنا البشير، أنا النذير، أنا ابن الداعي إلى الله أنا ابن السراج المنير، أنا ابن الّذي أرسل رحمة للعالمين، أنا من أهل البيت الّذين أذهب عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً، أنا من أهل البيت الّذين كان جبرئيل ينـزل عليهم ومنهم كان يعرج، وأنا من أهل البيت الّذين افترض الله عزّ وجلّ مودّتهم وولايتهم فقال فيما أنزل على محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم: ( قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً ) واقتراف الحسنة مودّتنا] .

روى الترمذي في صحيحه ج٢ ص ٣٠٨ بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:

[أحبّوا الله لما يغذوكم من نعمه، وأحبّوني لحبّ الله، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي] .

روى الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) ج٢ ص ١٤٦ بإسناده عن عليّ بن أبي طالب عيه السّلام قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[شفاعتي لأمّتي من أحبّ أهل بيتي، وهم شيعتي] .

____________________

(١) سورة يوسف: ٣٨.

٣١٥

روى المتّقى الهندي في كتاب (كنـز العمّال) ج١ ص ٤١ ط. موسسة الرسالة، قول النبيّ صلّى الله عليه وآله:[لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه، وأهلي أحبّ إليه من أهله: وعترتي أحبّ إليه من عترته، وذريّتي أحبّ إليه من ذريتّه] .

وروى المتّقى الهندي في (كنـز العمّال) ج٦ ص ٢١٨ وفي ج٧ ص ١٠٣ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:[يا عليّ إنّ الإسلام عريان لباسه التقوى، ورياشه الهدى، وزينته الحياء، وعماره الورع، وملاكه العمل الصالح، وأساس الإسلام حبّي وحبّ أهل بيتي] .

وروى المتّقي الهندي في (كنـز العمّال) ج٦ ص ٢١٦ عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:[إنّ لكل نبيّ أبٌ عصبةً ينتمون إليها، إلّا ولد فاطمة فأنا وليّهم وأنا عصبتهم،وهم عترتي خلقوا من طينتي، ويل للمكذّبين بفضلهم، من أحبّهم أحبّه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله] .

أورد ابن أبي الحديد في كتابه (شرح نهج البلاغة) ج٩ المجلد الخامس ص ٩١ ط. مؤسسة الأعلمي للمطبوعات خطبة للإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، منها:

[حتّى إذا قبض الله رسوله رجع قومٌ على الأعقاب، وغالتهم السُبُلُ، واتّكلوا على الولائج، ووصلوا غير الرحم، وهجروا السبب الّذي أُمِرُوا بمودّته، ونقلوا البناء عن رصّ أساسهِ فبنوه في غير مَوضِعِه] .

الشرح: رجعوا على الأعقاب: تركُوا ما كانوا عليه، قال: سبحانه:( وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ) (١) . وغالتهم السُّبل: أهلكتهم اختلاف الآراء والأهواء، غاله: أي أهلكه، والسبُل: الطرق، والولائج: جمع وليجة، وهي البطانة يتّخذها الإنسان لنفسه، قال سبحانه:( وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ) (٢) .

ووصلوا غير الرحم، أي غير رحم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فذكرها عليه السّلام ذكراً مطلقاً غير مضاف للعلم بها، كما يقول القائل: (أهل البيت) فيعلم السامع أنّه أراد أهل بيت رسول الله وهجروا السبب، يعني أهل البيت أيضاً، وهذه إشارة إلى قول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم:[خَلّفْتُ فيكم الثَّقَلينْ: كتاب الله وعترتي أهلي بيتي، حبلان ممدودان من السماء إلى الأرض، لا يفترقان حتّى يرِدَا علَّيَّ الحوض] .

____________________

(١) سورة آل عمران: ١٤٤.

(٢) سورة التوبة: ١٦.

٣١٦

فعبّر أمير المؤمنين (ع) عن أهل البيت بلفظ "السبب" لما كان النبيّ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قال:( حبلان) والسبب في اللغة الحبل. عنى بقوله( أُمِر ُ وا بمودّته) قولَ الله تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) .

قوله:[ونقلوا البناء عن رصّ أساسه] الرص مصدر رصصت الشيء أرصّه، أي ألصقت بعضه ببعض، ومنه قوله تعالى:( كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ ) (١) وتراصّ القوم في الصف، أي تلاصقوا، فبنوه في غير موضعه، ونقلوا الأمر عن أهله إلى غير أهله.

أخرج الشيخ الأميني في كتابه (الغدير) ج٢ ص ٣٥٦ طبعة موسسة الأعلمي الأولى، ١٤١٤هـ-١٩٩٤م. شرحاً لبيت شعر من أشعار لأبي محمد سفيان بن مصعب العبدي الكوفي، قال الأميني (عن العبدي) قوله:

فولاهمُ فرضٌ من الرَّ

حمان في القرآن واجبْ

أشار به إلى قوله تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ،( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) توجد في الكتب والمعاجم أحاديث وكلمات ضافية حول الآية الشريفة لا يسعنا بسط المقال فيها غير أنا نقتصر بجملة منها.

١ - أخرج أحمد في المناقب، وابن المنذر، وابن أبي حاتم،والطبراني، وابن مردويه، والواحدي، والثعلبي، وأبو نعيم، والبغوي في تفسيره، وابن المغازلي في المناقب بأسانيدهم عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية قيل: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودَّتهم؟ فقال:[عليٌّ وفاطمة وابناهما] .

ورواه محبُّ الدين الطبري في (الذخائر) ص ٢٥، والزمخشريُّ في (الكشّاف) ج٢ ص ٣٣٩ والحمّويي في (الفرايد)، والنيسابوري في تفسيره، وابن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) ص٨ وصحّحه، والرازي في تفسيره، وأبو السعود في تفسيره ج١ (هامش تفسير الرازي) ج٧ ص ٦٦٥، وأبو حَيّان في تفسيره ج٧ ص ٥١٦، والنسفّي في تفسيره (هامش تفسير الخازن) ج٤ ص ٩٩ والحافظ الهيثميُّ في (المجمع) ج٩ ص ١٦٨ وابن الصباغ المالكي في( الفصول المهمّة) ص ١٢، والحافظ الكنجي في( الكفاية) ص ٣١ والقسطلاني في (المواهب)

____________________

(١) سورة الصف: ٥.

٣١٧

وقال: ألزم الله مودَّة قرباه كافَّة بريَّته، وفرض محبَّة جملة أهل بيته المعظَّم وذريتّه فقال تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) .

ورواه الزرقاني في (شرح المواهب) ج٧، ص ٣و٢١، وابن حجر في (الصواعق) ص ١٠١ و ١٣٥، والسيوطي في (إحياء الميت) هامش الإتحاف ص ٢٣٩ والشبلنجي في (نور الأبصار) ص ١١٢، والصبّان في (الإسعاف) هامش (نور الأبصار) ص ١٠٥.

٢ - أخرج الحافظ أبو عبد الله الملاّ في سيرته: أنَّ رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم قال:[إنَّ الله جعل أجري عليكم المودّة في أهل بيتي وإنّي سائلكم غداً عنهم] ، ورواه محبّ الدين الطبري في (الذخائر) ص ٢٥.

والسمهودي في (جواهر العقدين).

٣ - قال جابر بن عبد الله: جاء أعرابي إلى النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم وقال: يا محمّد أعرض عليَّ الإسلام فقال: [تشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمّداً عبده ورسوله. قال: تسألني عليه أجراً؟ قال:لا إلّا المودّة في القربى . قال: قرابتي أو قرابتك؟ قال:قرابتي . قال: هات أُبايعك، فعلى من لا يحبّك ولا يحبّ قرابتك لعنة الله. فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله:آمين] .

أخرجه الحافظ الكنجي في (الكفاية) ص ٣١ من طريق الحافظ أبي نعيم عن محمد بن أحمد بن مخلّد عن الحافظ ابن أبي شيبة بإسناده.

٤ - أخرج الحافظ الطبريّ وابن عساكر والحاكم الحسكاني في( شواهد التنـزيل لقواعد التفضيل) بعدّة طرق عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلم:

[إنّ الله خلق الأنبياء من أشجار شتّى وخلقني من شجرة واحدة، فأنا أصلها، وعليٌّ فرعها، وفاطمة لقاحها، والحسن والحسين ثمرها، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ عنها هوى، ولو أنَّ عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثمّ ألف عام، ثمّ ألف عام ثمّ لم يُدرك صحبتنا أكبَّه الله على منخريه في النّار. ثمّ تلا:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ] وذكره الكنجي في (الكفاية) ص ١٧٨.

٣١٨

٥ - أخرج أحمد وأبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله تعالى:( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً ) قال: المودّة لآل محمّد ورواه الثعلبي في تفسيره مسنداً، وابن الصبّاغ المالكي في (الفصول) ص ١٣ وابن المغازلي في (المناقب)،وابن حجر في (الصواعق) ص ١٠١، والسيوطي في (الدرِّ المنثور) ج٦ ص ٧، و(إحياء الميت) هامش الإتحاف ص ٢٣٩ الحضرمي في (الرشفة) ص٢٣، والنبهاني في (الشرف المؤبَّد) ص ٩٥.

٦ - أخرج أبو الشيخ ابن حبّان في كتابه (الثواب) من طريق الواحدي، عن عليّ عليه السّلام قال:[فينا في آل حم آية لا يحفظ مودَّتنا إلّا كلّ مؤمن] .ثمّ قرأ:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) .

وذكره ابن حجر في (الصواعق) ص ١٠١و١٣٦ والسمهودي في (جواهر العقدين).

٧ - عن أبي الطفيل قال: خطبنا الحسن ابن عليّ بن أبي طالب، فحمد الله وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين عليًّا رضي الله عنه خاتم الأوصياء ووصيّ الأنبياء وأمين الصدّيقين والشّهداءثمّ قال:[أيّها الناس لقد فارقكم رجلٌ ما سبقه الأوّلون ولا يُدركه الآخرون لقد كان رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم يعطيه الراية فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتّى يفتح الله عليه، ولقد قبضه الله في اللّيلة التي قُبض فيها وصيُّ موسى، وعرج بروحه في اللّيلة الّتي عرج فيها بروح عيسى بن مريم، وفي اللّيلة الّتي أنزل الله عزّ وجلّ فيها الفرقان، والله ما ترك ذهباً ولا فضَّة، وما في بيت ماله إلّا سبعمائة وخمسون درهماً فضّلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادماً لأُمِّ كلثوم .ثمّ قال:من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمّد.

ثمّ تلا هذه الآية قول يوسف:( وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إبراهيم وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ) .ثمّ أخذ في كتاب الله.ثمّ قال: أنا ابن البشير، وأنا ابن النذير، أنا ابن النبيِّ، أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه وأنا ابن السراج المنير، وأنا ابن الّذي أُرسل رحمةً للعالمين، وأنا من أهل البيت الّذين أذهب الله عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً، وأنا من أهل البيت الّذين افترض الله عزّ وجلَّ مودّتهم وولايتهم فقال فيما أنزل على محمّد: ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ] .

٣١٩

وفي لفظ الحافظ الزرندي في (نظم درر السمطين):[وأنا من أهل البيت الّذين كان جبريل عليه السّلام ينـزل فينا ويصعد من عندنا، وأنا من أهل البيت الّذين افترض الله تعالى مودّتهم على كلِّ مسلم وأنزل الله فيهم: ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) ( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) ، واقتراف الحسنة مودَّتنا أهل البيت].

أخرجه البزّار والطبراني في الكبير وأبو الفرج في مقاتل الطالبين وابن أبي الحديد في شرح النهج ج٤ ص ١١ والهيثمي في (مجمع الزوائد) ج٩ ص ١٤٦ وابن الصباغ المالكي في الفصول ص ١٦٦ وقال: رواه جماعة من أصحاب السير وغيرهم. والحافظ الكنجي في الكفاية ص ٣٢ من طريق ابن عقدة عن أبي الطفيل، والنسائي عن هبيرة، وابن حجر في الصوعق ص ١٠١و١٣٦ والصفوري في (نزهة المجالس) ج٢ ص ٢٣١ والحضرمي في الرشفة ص ٤٣.

٨ - أخرج الطبري في تفسيره ج٢٤ ص ١٦ بإسناده عن السُدّي عن أبي الديلم قال: لما جيء بعليّ بن الحسين (الإمام السجاد) رضي الله عنهما أسيراً فأُقيم على درج الدمشق قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرني الفتنة فقال له عليّ بن الحسين رضي الله عنه:[أقرأت القرآن ؟ فقال: نعم. قال:فقرأت آل حم ؟ قال قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم. قال:ما قرأت: ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قال: وإنَّكم لأنتم هم؟ قال:نعم] .

ورواه الثعلبي في تفسيره بإسناده. وأشار إليه أبو حيّان في تفسيره ج ٧ ص ٥١٦. وأخرجه السيوطي في الدرّ المنثور ج ٦ ص٧. وابن حجر في الصواعق ص ١٠١و١٣٦ عن الطبراني. والزرقاني في شرح المواهب ج٧ ص ٢٠.

٩ - روى الطبري في تفسيره ج ٢٤ ص ١٦و١٧ عن سعيد بن جبير وعمرو بن شعيب أنّهما قالا: هي قُربى رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلم. ورواه عنهما وعن السُدّي أبو حيّان في تفسيره والسيوطي في الدرّ المنثور. قال الفخر الرازي في تفسيره ج ٧ ص٣٩٠: وأنا أقول: آل محمّد صلّى الله عليه (وآله) وسلّم هم الّذين يؤول أمرهم إليه فكلُّ من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل، ولا شكَّ أنَّ فاطمة وعليّاً والحسن والحسين كان التعلّق بينهم وبين رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم أشدَّ التعلّقات، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر، فوجب أن يكونوا هم الآل.

٣٢٠