شهداء الإسلام من سنة 40 إلى 51 الهجرية الجزء ٣

شهداء الإسلام من سنة 40 إلى 51 الهجرية0%

شهداء الإسلام من سنة 40 إلى 51 الهجرية مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 697

شهداء الإسلام من سنة 40 إلى 51 الهجرية

مؤلف: حبيب طاهر الشمري
تصنيف:

الصفحات: 697
المشاهدات: 160076
تحميل: 2674

توضيحات:

الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 697 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 160076 / تحميل: 2674
الحجم الحجم الحجم
شهداء الإسلام من سنة 40 إلى 51 الهجرية

شهداء الإسلام من سنة 40 إلى 51 الهجرية الجزء 3

مؤلف:
العربية

وعدّه البرقيّ من أصحاب أمير المؤمنين الذين كانوا شرطة الخميس، الذين قال لهم: (تشرّطوا إنّما أشارطكم على الجنّة، ولستُ أُشارطكم على ذهبٍ ولا فضّة، إنّ نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لأصحابه فيما مضى: تشرّطوا فإنّي لست أُشارطكم إلّا على الجنّة) ثمّ عدّ منهم عمرو بن الحمق الخزاعيّ(١) .

وشهد عمرو بن الحمق مع أمير المؤمنينعليه‌السلام ، مشاهدة: الجَمَل، وصِفّين، والنهروان. وكان من المتفانين في نصرة أمير المؤمنين وبذل الـمُهَج بين يديه، مع بصيرةٍ من أمره أنّ أمير المؤمنين هو الإمامُ الحقّ الذي لا يُعْدَل به أحدُ.

من كلام كلّم به أمير المؤمنين يوم صفّين، قال:

(إنّي واللهِ ما أحببتُك ولا بايعتُك على قرابةٍ بيني وبينك، ولا إرادة مالٍ تُؤتينيه، ولا التماس سُلطانٍ يُرفع ذكري به؛ ولكن أحببتُك لخصالٍ خمسٍ: أنّكَ ابن عمّ رسول الله، وأوّل من آمن به، وزوج سيّدة نساء الأُمّة فاطمة بنت محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم، وأبو الذرّية الّتي بقيت فينا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأعظم رجلٍ من المهاجرين سهماً في الجهاد. فلو أنّي كُلِّفت نَقْل الجبال الرواسي، ونَزْحَ البُحور الطوامي حتّى يأتي عليَّ يومي في أمرٍ أقوّي به وليّك وأُوهن به عدوَّك، ما رأيت أنّي قد أدَّيتُ به كلَّ الذي يحقُّ عليَّ من حقّك!)

فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام: (أللّهم نوِّر قلبَه بالتُّقى، واهدِه إلى صراط مستقيم؛ ليت أنّ في جندي مائةً مثلَك).

فقال حُجر: (إذاً والله يا أمير المؤمنين صحَّ جندُك، وقلَّ فيهم من يُغِشّك)(٢) .

إنّ في دعاء أمير المؤمنينعليه‌السلام ، لعمرو بن الحمق، وتمنّيه أن يكون في جنده مائة مثله؛

____________________

(١) رجال البرقيّ: ٤.

(٢) وقعة صِفّين: ١٠٣ - ١٠٤.

٦٨١

مع علمنا: أنّهعليه‌السلام لا يصدر إلّا من حقّ، فهو مع الحقّ والحقّ معه، وهو مع القرآن والقرآن معه، وهو وأهل بيته الثقل الثاني بعد القرآن الكريم(١) وتأييد حجر الخير لقول أميرالمؤمنين؛ هي شهادات في تزكية هذا الرجل الصالح (عمرو بن الحمق) مضافاً لـما عرف من سيرته المستقيمة.

لواء خُزاعة

ويوم صفّين كان لواء خُزاعة مع عمرو بن الحمق. ومن شعره يومئذ:

تقول عِرْسي لـما أنْ رأتْ أرَقي

ماذا يَهِيجُك من أصحاب صِفِّينا

ألستَ في عُصْبَةٍ يهدي الإلهُ بهم

لا يَظلِمونَ ولا بَغْياً يُريدونا

فقلتُ: إنّي على ما كان من سَدَرٍ(٢)

أخشى عواقبَ أمر سوف يأتينا

إدالةَ القومِ في أمرٍ يُرادُ بنا

فاقْنَيْ حياءً وكفِّي ما تقولِينا(٣)

موقف عمرو بن الحمق من رفع المصاحف

لـمـّا عمل معاوية بحيلة ابن النابغة: عمرو بن العاص، وأمر برفعِ المصاحف على

____________________

(١) المعاني المذكورة ترد بألفاظ عدّة نذكر ما يسع ذكره من مصادرها للفائدة: صحيح الترمذيّ - المناقب ٣٧٩٨، المستدرك على الصحيحين ٣: ١٢٤، المعيار والموازنة، للإسكافيّ: ٣٥، فرائد السمطين ١: ١٧٦، غاية المرام: ٥٣٩، طبقات ابن سعد ٢: ٣٣٨، شواهد التنزيل ١: ٣٣، حِلية الأولياء ١: ٦٨٨، الصواعق المحرقة: ٧٦، الاستيعاب ٣: ٤٣، كفاية الطالب: ٢٠٨، المناقب، للخوارزميّ: ٩٠، المعرفة والتاريخ، للفَسَويّ ١: ٢٩٦، المناقب، لابن المغازليّ: ١٣٢، الولاية، لابن عقدة: ١٧٥، صحيح مسلم ١٦: ١٨٠، مصابيح السنّة ٤: ١٨٥، مسند أحمد ٣: ١٤...، الجامع الصغير، للطبرانيّ ١: ١٣١...، كنز العمّال ١٣: ٦٤١، مقتل الخوارزميّ: ٤٣....

(٢) سَدَر: حيرة.

(٣) وقعة صفّين: ٢٠٥.

٦٨٢

رؤوس الرماح ونادوا بالتحكيم، واختلفت كلمة مَنْ بعسكر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقام عديّ بن حاتم، ثمّ مالك الأشتر، يشدّان أزْرَ أمير المؤمنين ويعطيان العهدَ على مواصلة الجهاد.

ثمّ قام عمرو بن الحمق فقال: (يا أميرالمؤمنين، إنّا والله ما أجبناك ولا نصرناك عصبيّةً على الباطل ولا أجبنا إلّا لله عزّ وجلّ، ولا طلبنا إلّا الحقّ، ولو دعانا غيرُك إلى ما دعوتَ إليه لاسْتَشْرَى(١) فيه اللِّجاج(٢) وطالَتْ فيه النجوى؛ وقد بلغ الحقُّ مقْطَعَه، وليس لنا معك رأي)(٣) .

وكان عمرو بن الحمق أحدَ الشهود من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام بما في كتاب التحكيم، بعد أن اتّفق الطّرفان على القبول بالتحكيم(٤) .

شهادتهرضي‌الله‌عنه

لـمّا استتبّ الأمر لمعاوية، ولّى زياد ابن أبيه على العراق، فأظهر من الغلظة وسوء السيرة ما أظهر، من: سبّ أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام ، وحمل الناس على ذلك ومن امتنع قُتل أو غُيِّب في السجن؛ وغيّر أحكامَ الله تعالى، من قبيل حكم القتل بين العربيّ وغيره؛ وأطال الخُطبة وأخّر الصلاة كثيراً، فحصَبَه حُجر بن عديّ، وخلَعه ولم يخلع معاوية(٥) ، وتابعه جماعة من شيعة أمير المؤمنين عليّ، في خَلْعِ زياد والإنكار عليه، منهم عمرو بن الحمق.

____________________

(١) استشرى: اشتدّ.

(٢) اللجاج: الخصومة.

(٣) وقعة صفّين: ٤٨٢.

(٤) نفس المصدر السابق: ٥٠٨.

(٥) ذكرنا تفاصيل ذلك في ترجمة حجر بن عديّ من هذا الكتاب.

٦٨٣

بعد الذي حصل بين زياد، وحجر وأصحاب حجر؛ سعى ابن أبيه حثيثاً للإيقاع بحجر، وتزوير الأمور حتّى وافقه معاوية، فأرسل بعثاً للقبض عليه، فحال أصحابه بينه وبين رُسُل زياد.

قال أبو مخنف: لـمّا حال أصحاب حجر بينه وبين رسل زياد، أمر الهيثم بن شدّاد أن يأتيه به، فلمّا صار إليه قال أصحابُه: لا ولا نُعْمَةَ عينٍ، لا نُجيبه، فشدّ الهيثم ومَن معه عليهم بعُمُدِ السوق، فضرب رجلٌ من حَمْراءِ الدَيْلَم يقال له بكر بن عُبَيْد رأس عمرو بن الحمق الخزاعيّ؛ ويقال: بل ضربه رجل من الأزد يقال له: عبد الله بن مرغد، فحُمل إلى أهله(١) .

ثمّ إنّ زياداً تمكّن من حجر وأصحابه، وحملهم مقيّدين إلى معاوية، فلمّا بلغوا مرج عذراء، أمر بقتلهم، فمضوا شهداء.

على إثر ذلك غيّب عمرو بن الحمق نفسه عن ابن زياد. قالوا: (لـمّا طلب ابن زياد أصحاب حجر بن عديّ، هرب عمرو بن الحمق ورِفاعة بن شدّاد البَجَلي إلى المدائن، ثمّ مضيا إلى الأنبار ثمّ إلى الموصل، فصارا إلى جبل من جبالها ممّا يلي الجزيرة، فكَمَنا فيه. وبلغ عاملَ الرُّستاق أنّ رجلين كامنان في الجبل، فأنكر شأنهما واسترابَ بهما، وكان العامل رجلاً من هَمْدان يقال له عبد الله بن أبي تلعة، فصار إليهما ومعه أهل البلد، فلمّا انتهى إلى موضعهما خرجا إليه، فأمّا عمرو بن الحمق فكان مريضاً قد سَقَى بطنه، فلم يكن عنده امتناعٌ فأُخذ، وأمّا رفاعة بن شدّاد البَجَليّ فكان شابّاً قويّاً، فوثب على فرسٍ له جوادٍ، وحمل على القوم فأفرجوا له، فخرج وخرجت الخيل في طلبه، وكان رامياً فجعل يرمي مَن لحقه فيجرحه، حتّى نجا بنفسه وأمسكوا عن طلبه، فيُقال

____________________

(١) أنساب الأشراف ٥: ٢٥٧.

٦٨٤

إنّه قال لعمرو بن الحمق. أُقاتل عنك، فقال: إنج بنفسك؛ وسألوا عمراً مَن هو فلم يُخبرهم، فبعث به عبد الله بن أبي تلعة إلى عبدالرحمن بن أمّ الحَكَم - وأمّ الحكم هي أختُ معاوية - وهو الذي قتل عليٌّ جدَّه عثمان الثَقفيّ يوم حُنَيْن(١) ، وكان عبدالرحمن على الموصل والجزيرة، فلمّا رأى عمرو بن الحمق عرفه فحبسه، وكتب إلى خاله معاوية بظفره به، فكتب إليه: إنّه يزعم أنّه طعن عثمان تسع طَعَنات، فاطعنْه تسعَ طعنات كما طعن عثمان، فأخرج فطعن تسعاً مات في الأولى منهنّ أو الثانية، ثمّ احتزّ رأسه وبعث به إلى معاوية، فهو أوّل رأس بعث به إلى معاوية.

قال الهيثم بن عديّ: فكان أوّل رأسٍ حُمل في الإسلام من بلدٍ إلى بلد.

وشريك عن أبي إسحاق قال: أوّل رأس أُهدي في الإسلام رأس عمرو بن الحمق، أُهدي إلى معاوية. فنصبه للناس، ثمّ بعث به إلى امرأته آمنة بنت سُوَيْد(٢) وكانت محبوسة عند معاوية؛ فقالت: لقد نفيتموه طويلاً وأهديتموه قتيلاً، فمرحباً به من هديّةٍ غير مَقْليّة؛ ونفاها إلى حِمْص فماتت بحمص(٣) .

____________________

(١) عثمان بن عبد الله بن ربيعة الثقفيّ جدّ عبدالرحمن بن أمّ الحَكَم. قتله عليّعليه‌السلام ، يوم حنين، ومعه لواء المشركين. (النسب: ٢٦٧).

(٢) في بلاغات النساء، ومختصر تاريخ دمشق: آمنة بنت الشريد.

(٣) أنساب الأشراف ٥: ٢٨١ - ٢٨٢، والمصادر الأخرى.

عن الزّهريّ؛ وسهل بن أبي سهل التميميّ، عن أبيه قالا: لـمّا قُتل عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، بعث معاوية في طلب شيعته فكان في مَن طلب عمرو بن الحمق الخزاعيّ، فراغ منه فأرسل إلى امرأته آمنة بنت الشريد، فحبسها في سجن دمشق سنتين! ثمّ إنّ عبدالرحمن بن الحكم ظفر بعمرو بن الحمق في بعض الجزيرة فقتله وبعث براسه إلى معاوية، وهو أوّل رأس حمل في الإسلام، فلمّا أتى معاوية الرسول بالرأس بعث به إلى آمنة في السجن وقال للحرسيّ: احفظ ما تكلّم به حتّى توديّه إليّ واطرح الرأس في حجرها! ففعل هذا فارتاعت له ساعةً ثمّ وضعت يدها على رأسها وقالت: واحزناً لصغره في دار هوانٍ وضيقاً من ضيمة سلطان! نَفَيْتموه عنّي طويلاً وأهديتموه إليَّ قتيلاً، فأهلاً وسهلاً بمَنْ كنتُ له غير قالِيَة وأنا له اليوم غير ناسية، ارجع به أيّها الرسول إلى معاوية فقل

٦٨٥

له ولا تَطْوُهِ دونَه! أَيْتمَ الله ولدك وأوحش منك أهلك ولا غفر لك ذنبك!

فرجع الرسول إلى معاوية فأخبره بما قالت: فأرسل إليها، فأتته وعنده نفرٌ فيهم إياس بن حِسْل أخو مالك بن حسل، وكان في شِدْقيه - الشِدْق: زاوية الفم من باطن الخَدَّين - نتوء عن فيه لعظم كان في لسانه وثقل إذا تكلّم، فقال لها معاوية: أأنتِ يا عدوّة الله! صاحبةُ الكلام الذي بلغني؟ قالت: نعم غيرُ نازعةٍ عنه ولا معتذرة منه ولا منكرة له، فلَعَمْري لقد اجتهدتُ في الدعاء إن نفع الاجتهاد، وأنّ الحقّ لَـمِن وراء العباد، وما بلغت شيئاً من جزائك وإنّ الله بالنقمة من ورائك. فأعرض عنها معاوية؛ فقال إياس: اقتل هذه يا أميرالمؤمنين، فوالله ما كان زوجها بأحقّ بالقتل منها! فالتفت إليه فلمّا رأته ناتئ الشِدقين ثقيل اللسان قالت: تبّاً لك ويْلك بين لِحيتيْك كجثمان الضِفْدَع! ثمّ أنتَ تدعوه إلى قتلي كما قتل زوجي بالأمس إن تريد إلّا أن تكون جبّاراً في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين. فضحك معاوية ثمّ قال: لله درّك! أُخرجي ثمّ لا أسمع بكِ في شيءٍ من أرض الشام. قالت: وأبي لأخرجنَّ ثمّ لا تسمع لي في شيءٍ من الشام، فما الشام لي بحبيب، ولا أعرج فيها على حميمٍ وما هي لي بوطنٍ ولا أحنُّ فيها إلى سكن، ولقد عظمَ فيها دِيتي وما قرّتْ فيها عيني وما أنا فيها إليك بعائدة ولا حيث كنتَ بحامدة؛ فأشار إليها ببنانه: أُخرجي، فخرجت وهي تقول: واعجبي لمعاوية! يكفّ عني لسانه ويشير إلى الخروج ببنانه؛ أما والله ليعارضنّه عمرو - تعني زوجها - بكلامٍ مؤيَّدٍ سديد أوجع من نوافذ الحديد، أو ما أنا بابنِة الشريد، فخرجت.

وتلقّاها الأسودُ الهلاليّ، وكان رجلاً أسود أصلع أسلع أصعل - وأسلع: أبرص، ومَن كان بجسده شقوق. وأصعل: دقيق الرأس والعُنق -، فسمعها وهي تقول ما تقول، فقال: لـِمَن تعني هذه ألأميرِ المؤمنين تعني؟ عليها لعنة الله! فالتفتت إليه فلمّا رأته قالت: خزياً لك وجدعاً - جدعاً: قطعاً، أي جعلك الله معيبا وقطع عنك الخير - أتلعنني واللعنة بين جنبيك وما بين قرنيك إلى قدميك، إخسأ يا هامّة الصعل ووجه الجُعَل - الجُعَل: دويبّة سوداء - فأذلل بك نصيراً وافلل بك ظهيراً. فبهت الأسلع ينظر إليها ثمّ سأل عنها فأخبر فأقبل إليها معتذراً خوفاً من لسانها فقالت: قد قبلت عذركَ وإن تعدْ أعدْ ثمّ لا أستقيلُ ولا أراقبُ فيك.

فبلغ ذلك معاوية فقال: زعمتَ يا أسلع أنّك لا تُواقف - تواقف القوم في الحرب أي وقف بعضهم مع بعض - من يغلِبك. أما علمتَ أنّ حرارة المتبول - الذي أسقمه الحبّ أو الدهر - ليست بمخالسة نوافذ الكلام عند مواقف الخِصام؟ - المخالسة: السلبُ مخاتلةً، والمنافذة: المحاكمة والمحاججة - أفلا تركتَ كلامها قبل البصبصة - بصبص الكلب: حرّك ذنَبه والبصبصة التملّق - منها والاعتذار إليها؟ قال: أي والله يا أمير المؤمنين، لم أكن أرَ شيئاً من النساء يبلغ من معاضيل الكلام - معضل الكلام، المسألة المستغلقة المشكلة - ما بلغت هذه المرأة؛ جالستُها فإذا هي تحمل قلباً شديداً ولساناً حديداً وجواباً عتيداً - العتيد: الحاضر -، وهالتني رعباً وأوسعتني

٦٨٦

وقبره مشهور بظاهر الموصل يُزار، وعليه مَشْهدٌ كبير ابتدأ بعمارته أبو عبدالله سعيد بن حَمْدان ابن عمّ سيف الدولة، وناصر الدولة ابني حمدان، في شعبان من سنة ستٍّ وثلاثين وثلاثمائة. وجرى بين السُّنّة والشيعة فتنةٌ بسبب عمارته(١) .

____________________

سبّاً ثمّ التفت إلى عبيد بن أوس فقال: ابعث لها ما تقطع به عنّا لسانها وتقضي به ما ذكرت من دَيْنها وتخفّ به إلى بلادها، فلمّا أتاها الرسول بما أمر به معاوية قالت: يا عجبي لمعاوية يقتل زوجي ويبعث إليّ بالجوائز! فأخذت ذلك وخرجت تريد الجزيرة، فمرّت بحِمْص فقتلها الطاعون. فبلغ ذلك الأسلع فأقبل إلى معاوية كالمبشّر له، فقال له معاوية: فنفسك فبشّر بما أحببت فإنّ موتها لم يكن على أحدٍ أروَحُ منه عليك. ولَعَمْري ما انتصفتَ منها حين أفرغتْ عليك شُؤْبوباً - الشُؤْبوب: الدفعةُ من المطر، شدّةَ اندفاع كلّ شيء - وبيلاً؛ فقال الأسلع: ما أصابني من حرارة لسانها شيء إلّا وقد أصابكَ مثله أو أشدَّ منه. (بلاغات النساء: ٨٧ - ٨٩، مختصر تاريخ دمشق ٥: ١٤٨).

ما ذنب امرأة عمرو بن الحمق تُسجن رهينةً بجريرةِ زوجها - كذا - سنتين والمبدأ الإسلاميّ ينصُّ: أن لا تزر وازرةٌ وِزر أخرى! ثمّ تُروّع بإلقاء رأس زوجها إليها؟ هذا هو دين معاوية ومن يتولّاه.

(١) أُسْدُ الغابة ٤: ٢١٩.

٦٨٧

الفهرس

إبن هند على سرِّ أسلافه ١٠

ابن هِنْد بالدليل القاطع والبرهان الساطع ١٤

غارة ابن الحضرميّ ١٧

غارة النعمان بن بشير ١٩

غارة سفيان بن عوف الأزديّ ٢٠

غارة عبد الرحمن بن قباث ٢٠

غارة الضحّاك بن قيس ٢١

غارة بُسر بن أبي أرطاة: ٢٣

ما جاء في منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٢٩

علّة صنع المنبر ٣٠

القول في معنى حديث الروضة ٣٤

ما نزل فيهم من القرآن ٣٦

عامر بن الطُّفيل يأتمر بقتل رسول الله ٣٨

نجد أرض النبوّات الكاذبة ٣٩

الشيخ النجديّ ٤٠

نجد أصل الخوارج ٤١

ثمّة ملاحظة: ٤٩

التحريض على قتل الخوارج ٥٠

خوارج أغمض التاريخ عنهم ٦٠

مبدأ عليّ عليه‌السلام ٧٠

أتباع البعير يتشاحّون في الصلاة! ٨١

إفحام عائشة في الحوار ٨٣

يوم الجمل الصغير ٨٥

٦٨٨

وقفة قصيرة مع الخوارج ٨٨

مسير أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى العراق ٨٩

مبدأ أمير المؤمنين في عليه‌السلام القتال ٨٩

تسيير عائشة ٩٠

خروج عائشة من البصرة ٩١

مبدأ عليّ عليه‌السلام ، ومبدأ معاوية ٩٤

فتنة الخارجيّ الثالث ٩٥

ابن تيميه أمام القضاء ١٠٢

حُرمة المدينة وفضلها ١٠٥

التغليظ في حرمة المدينة ١١٠

أحد في حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ١١٤

لعنة من أحدث في المدينة ١١٧

حُكمُ معاوية في ولد الفراش ١٢٢

دعاء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للمدينة بركتين ١٢٤

حمى المدينة ١٢٥

دعاؤه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بنقائها ١٢٩

تسمية المدينة المباركة ١٢٩

فضل الصلاة بمسجد المدينة ١٣٠

فضل الكوفة ١٣٥

وللكوفة فضلها ومنزلتها ١٣٥

الكوفة موضع ابتلاء ١٤٢

موت الطاغية ١٤٥

دعاء الأسقف أرجى من دعاء عليّ! ١٤٩

يزيد وسيلة ابن عمّه! ١٥٥

٦٨٩

فضائل الأنصار ١٥٩

الأنصار في السنّة ١٦٢

معاوية يكاتب قيس بن سعد ١٧٠

سَعْد بن عُبادة سيّد الخزرج من الأنصار ١٧٢

سعد بن عُبادة نقيب ١٧٤

الأنصار بين منطقين ١٧٨

هروب المختار ١٨٥

الحجّاج لا يعمل إلّا بوحي!! ! ١٨٧

استجابة دعاء عمر بن الخطّاب ١٨٨

أسجاع الحجّاج في عبد الملك ١٨٩

أبو بكر يأمر عمر بن الخطّاب في قتال المتخلّفين عن بيعته ١٩١

سبب نزول الآية المباركة ١٩٥

ليلة الخميس: ١٩٧

عودٌ على التحريق ١٩٧

تنزّل على قَدر العقول! ١٩٩

فاطمة عليها‌السلام سيّدة نساء أهل الجنّة، سيّدة نساء العالمين، سيّدة نساء الأمّة، سيّدة نساء المؤمنين ٢٠٠

مصادر حديث سيادة فاطمة عليها‌السلام ٢٠٢

أبناء رسول الله وتهديد عمر بحرقهم ٢٠٣

من أسماء أهل الجنّة ٢٠٥

نهاية كسرى العرب! ٢٠٩

دستور أبي بكر لقائد جيشه ٢١٥

شجاعة القوم في مواجهة عليّ عليه‌السلام ٢١٥

ليلة الهرير ٢١٨

٦٩٠

قتلاه عليه‌السلام ليلة الهرير ٢١٩

مبدأ عليّ عليه‌السلام في القتال ٢٢٣

موقف الأنصار من بيعة أبي بكر ٢٢٦

ابن العاص والأنصار، مرّة أخرى! ٢٣٥

تعريف بالوليد ٢٤٢

تولية عمر الوليد ٢٤٧

وقفة بين يدي أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام ٢٤٨

آخر المطاف مع الأنصار في أحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٢٥٠

أروى تلجلج الطُّلقاء وأبناء البغايا ٢٥٢

سَودَة تستعدي معاوية على بُسْر بن أبي أرطاة ٢٥٧

غانمة تنتصر لهاشم ٢٦١

عواؤه على شريك بن الأعور ٢٦٦

سوء تقدير، أم حسن تدبير ٢٧١

المعاوية تكشف عورات حرب ٢٧٤

مكرمة جديرة بالذكر ٢٧٦

وقفة أخرى مع أميّة ٢٧٧

عبد المُطّلب ٢٨٣

قصّة ماء أخرى ٢٩٢

شهامة عبد المطّلب ٢٩٣

عبد المطّلب يثأر لجاره ٢٩٣

الاستسقاء برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٢٩٥

عبد المطّلب يتحنّث ٢٩٧

عناية عبد المطّلب برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٢٩٧

عبد المطّلب يوصي برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٣٠٠

٦٩١

من شعر يوصي به عبد المطّلب ابنه أبا طالب بالنبيّ ٣٠١

عود على مفاوضة المشركين لأبي طالب عليه‌السلام ٣٠٧

رثاء بنات عبد المطّلب أباهنّ ٣١١

أبوطالب يخلّد ذكر أبيه ٣١٨

عمر يخالف قوله في تولية ابن هند ٣٢٣

بقيّة أخبار أبي طالب ٣٢٥

أبوطالب يتحنّف ٣٢٩

المؤذون لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٣٣٢

نظرة في الوفد المفاوض ٣٤٠

أبوطالب يخاطب قريشاً بشأن الصحيفة ٣٤٧

تضحية وفداء ٣٥٠

أبوطالب رضي‌الله‌عنه رسول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى قريش ٣٥١

وصيّة أبي طالب وقد حضرته الوفاة ٣٦٨

وصيّة أبي طالب لبني عبد المطّلب ٣٧٠

شهادات حقّ في إسلام أبي طالب ٣٧٠

شهادة النبيّ له ٣٧١

أبو طالب عليه‌السلام على لسان ولده عليّ عليه‌السلام ٣٧٦

الإمام زين العابدين عليه‌السلام ٣٧٨

الإمام محمّد الباقر عليه‌السلام ٣٧٩

شهادة المأمون ٣٧٩

الحمل المبارك وتكليم آمنة ٣٩٠

إسلام مضر ٣٩٤

منزلة مضر وولده ٣٩٥

انتساب النبيّ إلى مضر ٣٩٦

٦٩٢

خيرة الله ٣٩٧

خلاصة البحث ٤٠١

قتلى اليهود يوم خيبر ٤٠٦

مناظرة أمير المؤمنين عليه‌السلام للمارقين ٤١٠

الفواطم والعواتك من أمّهات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٤١١

الإمام السبط المجتبى الحسن بن عليّ عليهما‌السلام ٤١٧

الحسن عليه‌السلام سيّد شباب أهل الجنّة ٤١٨

أجداد الحسن عليه‌السلام ٤٢٣

حرب وسلم أهل البيت حرب وسلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٤٢٣

عصمة الإمام الحسن عليه‌السلام ٤٢٨

مصادر نزول الآية في أهل البيت عليهم‌السلام ٤٣٠

ما جاء في معنى التطهير ٤٣٥

حبّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للحسن عليه‌السلام ٤٤١

حديث الثقلين ٤٤٤

الصلاة على أهل البيت في العبادة ٤٤٩

بيعة الإمام الحسن عليه‌السلام ٤٤٩

شهادة الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام ٤٦٦

عود على بدء ٤٧٨

قاتل عمّار وسالبه في النار ٤٨٠

موقف الإمام الحسن عليه‌السلام ٤٨٥

الخيار الأوّل: ٤٨٥

الخيار الثاني: ٤٨٨

وقفة مع ابن عبّاس: ٤٩٤

٦٩٣

موجز البيعة: ٤٩٨

نُذُر الحرب ٥٠٣

كتاب ابن هند ٥١٠

تتمّة كتاب ابن هند ٥١٢

كتاب الإمام عليه‌السلام إلى معاوية ٥١٤

خطبة أُسيء فهمها ٥١٧

خدعة ابن هند ٥١٩

ابن هند يطلب الصلح ٥٢٣

كتاب الصلح ٥٢٥

موقف قيس بن سعد بن عُبادة ٥٢٧

موقف السبط الإمام الحسين عليه‌السلام من البيعة ٥٢٩

معاوية يرفض كتاب الله وسنّة نبيّه ٥٣٠

خطبة الإمام الحسن عليه‌السلام ٥٣٠

ابن هند يتردّى في خُطبه ٥٣١

أميرالمؤمنين يُنبئ بضلال ابن هند ٥٣٤

موقف الشيعة من البيعة وتفسير الإمام ٥٣٥

كلام المسيّب بن نَجَبة ٥٣٧

كلام سفيان بن أبي ليلى ٥٣٨

خلاصة البحث ٥٤٠

حب وبغض الحسن والحسين عليهما‌السلام ٥٤٣

كفر معاوية ٥٤٤

قول سعد في معاوية ٥٤٤

جعدة تسمّ الحسن عليه‌السلام ٥٤٥

وصيّة الإمام في دفنه ٥٤٧

٦٩٤

قالوا في السبط المجتبى ٥٤٩

شهداء مَرْج عَذْراء ٥٥١

دعوة زياد ٥٥٤

كيف صارت سُمَيّة إلى عُبَيْد ٥٦٠

ابن هند ودعوة جُنادة! ٥٦٦

يزيدُ ابنُ مَن؟! ٥٦٨

ابن مرجانة! ٥٧١

منّة الدعوة وذلّتها! ٥٧٢

رواية المسعودي في استلحاق زياد ٥٧٤

شهادة ابن النابغة ٥٧٧

وقفة أخيرة: ٥٨٨

أهل الكوفة ودعوة ابن سُميّة ٥٨٩

أفضل ما قيل في ابن سُميّة ٥٩٠

أمرُ ابن سُميّة بعد الدعوة ٥٩١

تخوّف المغيرة من ابن سميّة ٥٩١

دستور ابن هند للمُغيرة ٥٩٣

موقفُ حُجْر من المغيرة ٥٩٣

شهادةُ ابن هند في حقّ أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام ٥٩٥

معاوية أكفر الناس وأخبثهم ٥٩٦

قصّة أبي كبشة ٥٩٧

تجارة ابن هند ٥٩٨

ابن هند يمنع من الحديث ٥٩٩

قدوة ابن هند ٦٠٠

حديث الأريكة ٦٠٢

في طريق البحث ٦٠٨

٦٩٥

الدعوة الوهّابيّة ٦١١

شيعة عمر في المنع ٦١١

خاتمة المطاف مع ذرائع المنع ٦١٨

مهزلة التحكيم ٦١٩

المنع تدبير سياسيّ ٦١٩

حديث الولاية برواية الإمام الحسين عليه‌السلام ٦٢٢

سيرة المغيرة في الكوفة ٦٢٥

المغيرة عامل عمر ٦٢٦

ولاية المغيرة الكوفة ٦٢٧

بين المغيرة وصَعْصَعَة ٦٢٨

تولية ابن سُمَيّة ٦٢٨

ضمّ الكوفة إلى زياد ٦٣٠

أبو بكرة ينصح زياداً ٦٣١

سيرة الطواغيت ٦٣٢

قول الحسن في ابن سميّة ٦٣٤

شدّته على الشيعة ٦٣٥

شهادة حُجر بن عَديّ وأصحابه ٦٣٥

اشتداد ابن سميّ’ في أمر حُجْر ٦٤٩

عدّة السُجناء ٦٥٣

هرب المختار ٦٥٦

أسماءُ مَن اجتمع في سجن زياد ٦٦٣

قصّة حُجْر مع ابن الأشعث ٦٦٣

ابن سميّة ٦٦٥

بين الإمام الحسن عليه‌السلام، وابن سميّة ٦٦٩

٦٩٦

شهداء يوم مَرْج عَذْراء ٦٧٠

اقتداء ابن سميّة بسيرة عمر ٦٧٢

ابن هند ومنبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٦٧٥

هلاك ابن سميّة ٦٧٥

عمرو بن الحَمِق ٦٧٨

شهادة النبيّ له بالصلاح ٦٧٩

شهادة الحسين له بالصلاح ٦٨٠

تشيّعُه ٦٨٠

لواء خُزاعة ٦٨٢

موقف عمرو بن الحمق من رفع المصاحف ٦٨٢

شهادته رضي‌الله‌عنه ٦٨٣

٦٩٧