مرآة العقول الجزء ٢

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 453

مرآة العقول

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
المحقق: السيد هاشم الرسولي
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف:

الصفحات: 453
المشاهدات: 53730
تحميل: 3670


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 453 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 53730 / تحميل: 3670
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 2

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

١١ ـ علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أيوب بن الحر، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عز وجل «وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً »(١) فقال طاعة الله ومعرفة الإمام.

١٢ ـ محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن أبي بصير قال قال لي أبو جعفرعليه‌السلام هل عرفت إمامك قال قلت إي والله قبل أن أخرج من الكوفة فقال حسبك إذا.

١٣ ـ محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن بريد قال سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول في قول الله تبارك وتعالى: «أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ »(٢) فقال ميت لا يعرف شيئا و «نُوراً

________________________________________________________

الحديث الحادي عشر: صحيح.

قولهعليه‌السلام : طاعة الله، قيل: لما كانت الحكمة استكمال النفس الإنسانية بحسب قوتيه العلمية، والعملية وإنما استكمالها بالمعارف الحقة والتحلي بالفضائل من الصفات، والإتيان بالحسنات، والسلامة عن الرذائل وارتكاب السيئات، وقد أمر الله سبحانه عباده بجميعها، وبين لهم منهجها وسبيلها، وتجمعها طاعة الله المنوطة بمعرفة الإمام، ففسرها بطاعة الله ومعرفة الإمام.

الحديث الثاني عشر: مجهول.

قولهعليه‌السلام : « حسبك إذا » فإن من عرف إمامه وتمسك به قولا وفعلا فقد استكمل بواعث النجاة.

الحديث الثالث عشر: موثق.

وفسر الميت بالجاهل، ويعلم منه تفسير الحي بالعالم، « ونورا يمشي به في الناس » بإمام يأتم به بعد معرفته ومن « مثله » وصفته أنه «فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها » بالذي لا يعرف الإمام فإن من لا يعرفه لا يمكنه الخروج من ظلمات الجهل.

__________________

(١) سورة البقرة: ٢٦٩.

(٢) سورة الأنعام: ١٢٣.

٣٢١

يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ » إماما يؤتم به «كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها » قال الذي لا يعرف الإمام.

١٤ ـ الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن أورمة ومحمد بن عبد الله، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أبو جعفرعليه‌السلام دخل أبو عبد الله الجدلي على أمير المؤمنين فقالعليه‌السلام يا أبا عبد الله ألا أخبرك بقول الله عز وجل: «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ .وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما

________________________________________________________

وقوله: «يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ » المراد به المشي العقلاني والسعي الروحاني في درجات المعارف الإلهية، والمراد بالناس المقربون، وسائر الناس نسناس أو الأعم، أي كائنا بين الناس معدودا منهم، أو المراد بالمشي فيهم المعاملة والمعاشرة معهم بهدايتهم ورعايتهم والتقية منهم، وسائر ما يجري بينه وبينهم، ومن كان عالما حيا لا يعرف الإمام فهو في الظلمات كالأموات لا يتخلص منها ولا ينتفع بعلمه.

الحديث الرابع عشر: ضعيف، لكن هذا المضمون مروي بطرق كثيرة مستفيضة.

ورواه الثعلبي في تفسيره عن أبي عبد الله الجدلي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ورواه الطبرسي عن مهدي بن نزار عن أبي القاسم الحسكاني بإسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وقال في قوله تعالى: «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ » أي بكلمة التوحيد والإخلاص عن قتادة، وقيل: بالإيمان «فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها » قال ابن عباس: أي فمنها يصل الخير إليه، والمعنى فله من تلك الحسنة خير يوم القيامة وهو الثواب والأمان من العقاب، فخير هيهنا اسم وليس بالذي هو بمعنى الأفضل، وهو المروي عن الحسن وعكرمة وابن جريج، وقيل: معناه فله أفضل منها في عظم النفع، فإنه يعطى بالحسنة عشرا، وقيل: هو رضوان الله ورضوان من الله أكبر «وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ » قرئ فزع بالتنوين ويومئذ بفتح الميم وبغير تنوين بكسر الميم وبفتحها، قال الكلبي: إذا أطبقت النار على أهلها فزعوا فزعة لم يفزعوا مثلها وأهل الجنة آمنون من ذلك الفزع «وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ » أي بالمعصية الكبيرة التي هي الكفر والشرك، عن ابن عباس وأكثر المفسرين «فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ »

٣٢٢

كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ »(١) قال بلى يا أمير المؤمنين جعلت فداك فقال الحسنة معرفة الولاية وحبنا أهل البيت والسيئة إنكار الولاية وبغضنا أهل البيت ثم قرأ عليه هذه الآية.

باب فرض طاعة الأئمةعليهم‌السلام

١ ـ علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن تبارك وتعالى الطاعة للإمام بعد معرفته ثم قال إن الله تبارك وتعالى يقول:

________________________________________________________

أي ألقوا في النار منكوسين «هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ » أي هذا جزاء فعلكم وليس بظلم « انتهى ».

والحاصل: أنه لما كانت معرفة الولاية والإمامة مناط الحسنة لأنها إنما تكون حسنة بالأخذ عن مأخذها المنتهى إلى الله سبحانه، حتى يكون الإتيان بها طاعة له وبدونه تكون سيئة، وطاعة للطواغيت وأهل الغي والضلال، فسر الحسنة بمعرفة الولاية وحب أهل البيتعليهم‌السلام الداعي إلى متابعتهم والأخذ عنهم، والسيئة بإنكار ولايتهم وبغضهمعليهم‌السلام مع أن الإقرار بإمامتهم وحبهم من أعظم أركان الإيمان، والشرط الأعظم لقبول جميع الأعمال.

باب فرض طاعة الأئمةعليهم‌السلام

الحديث الأول: حسن.

وذروة الأمر بالضم والكسر: أعلاه، والأمر الإيمان أو جميع الأمور الدينية أو الأعم منها ومن الدنيوية « وسنامه » بالفتح أي أشرفه وأرفعه مستعارا من سنام البعير لأنه أعلى عضو منه، « ومفتاحه » أي ما يفتح ويعلم به سائر أمور الدين، « وباب الأشياء » أي سبب علمها أو ما ينبغي أن يعلم قبل الدخول فيها، أو ما يصير سببا للدخول في منازل الإيمان، وعلى بعض الوجوه تعميم بعد التخصيص.

« ورضا الرحمن » بالكسر والقصر بمعنى ما يرضى به « بعد معرفته »

__________________

(١) سورة النمل: ٩٠ ـ ٨٩.

٣٢٣

 «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً »(١) .

٢ ـ الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن أبي الصباح قال أشهد أني سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول أشهد أن عليا إمام فرض الله طاعته وأن الحسن إمام فرض الله طاعته وأن الحسين إمام فرض الله طاعته وأن علي بن الحسين إمام فرض الله طاعته وأن محمد بن علي إمام فرض الله طاعته.

٣ ـ وبهذا الإسناد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي قال حدثنا حماد بن عثمان، عن بشير العطار قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول نحن قوم فرض الله طاعتنا

________________________________________________________

أي الإمام أو الرحمن تعالى شأنه والأول أظهر « ومن تولى » أي عن طاعته « حفيظا » أي تحفظ عليهم أعمالهم وتحاسبهم عليها، إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب، والاستشهاد بالآية إما لأن طاعة الرسولعليه‌السلام إنما كانت تجب من حيث الخلافة والإمامة التي هي رئاسة عامة، فإنهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان إماما على الناس في زمانه مع رسالته، فبهذه الجهة تجب طاعة الإمام بعده، أو لعلمهعليه‌السلام بأن المراد بالرسول فيها أعم من الإمام، أو لأن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله أمر بطاعة الأئمةعليهم‌السلام بالنصوص المتواترة، فطاعتهم طاعة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وطاعته طاعة الله، فطاعتهم طاعة الله، أو علمعليه‌السلام أن المراد بطاعة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله طاعة الله، فطاعتهم طاعة الله، أو علم عليه أن المراد بطاعة الرسول طاعته في تعيين أولي الأمر بعده وأمره بطاعتهم، أو لأنهمعليهم‌السلام لما كانوا نواب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وخلفاءه فحكمهم حكمه في جميع الأشياء، إلا ما يعلم اختصاصه بالرسالة وهذا ليس منه.

الحديث الثاني: ضعيف.

الحديث الثالث: ضعيف على المشهور.

« فرض الله طاعتنا » أي بالآيات الكريمة كقوله تعالى «وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ » وبما جرى من ذلك على لسان رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله « بمن لا يعذر الناس » أي

__________________

(١) سورة النساء: ٨٠.

٣٢٤

وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته.

٤ ـ محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله عز وجل: «وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً »(١) قال الطاعة المفروضة.

٥ ـ عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن أبي خالد القماط، عن أبي الحسن العطار قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول أشرك بين الأوصياء والرسل في الطاعة.

٦ ـ أحمد بن محمد، عن محمد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصباح الكناني قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام نحن قوم فرض الله عز وجل طاعتنا لنا الأنفال و

________________________________________________________

المخالفون أو الأعم « بجهالته » لوضوح الأمر وإن خفي عليهم فبتقصيرهم أو لكونه من أعظم أركان الإيمان وربما يخص بغير المستضعفين.

الحديث الرابع: مرسل.

قوله: الطاعة المفروضة، أي الإمامة التي هي رئاسة عامة على الناس، وفرض الطاعة من الله والانقياد لهم، فإنه خلافة من الله، وملك وسلطنة عظيمة لا يدانيه شيء من مراتب الملك والسلطنة.

الحديث الخامس: ضعيف على المشهور.

قولهعليه‌السلام : « أشرك » على صيغة الأمر أو الماضي المجهول أو المعلوم، والفاعل الضمير الراجع إلى الله بقرينة المقام، والأوسط أظهر، أي وجوب الطاعة غير مختص بالأنبياء بل الأوصياء أيضا مشتركون معهم.

الحديث السادس صحيح.

والأنفال جمع نفل بالفتح وبالتحريك وهو الزيادة، والمراد هنا ما جعله الله تعالى للنبي في حياته وبعده للإمام زائدا على الخمس وغيره مما اشترك فيه معه غيره، قال في مجمع البيان: قد صحت الرواية عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام أنهما قالا: الأنفال

__________________

(١) سورة النساء: ٥٤.

٣٢٥

لنا صفو المال ونحن الراسخون في العلم ونحن المحسودون الذين قال الله «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ »(١) .

٧ ـ أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء قال ذكرت لأبي عبد اللهعليه‌السلام قولنا في الأوصياء إن طاعتهم مفترضة قال فقال نعم هم الذين قال الله تعالى «أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ »(٢) وهم الذين قال الله

________________________________________________________

كل ما أخذ في دار الحرب بغير قتال، وكل أرض انجلى أهلها عنها بغير قتال، وميراث من لا وارث له، وقطائع الملوك إذا كانت في أيديهم بغير غصب، والآجام وبطون الأودية، والأرضون الموات وغير ذلك مما هو مذكور في مواضعه.

وقالاعليهما‌السلام : هي لله وللرسول، وبعده لمن قام مقامه، يصرفه حيث شاء من مصالح نفسه، ليس لأحد فيه شيء « انتهى ».

« ولنا صفو المال » أي خالصة ومختاره، من صفا يا ملوك أهل الحرب وقطائعهم وغير ذلك مما يصطفي من الغنيمة، كالفرس الجواد والثوب المرتفع، والجارية الحسناء والسيف الفاخر وأضرابها ونحن «الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ » الممدوحون في القرآن كما سيأتي وكذا يأتي ذكر المحسودين إنشاء الله.

الحديث السابع: حسن كالصحيح.

«وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ » قال الطبرسيرحمه‌الله : للمفسرين فيه قولان: أحدهما أنهم الأمراء، والآخر أنهم العلماء، وأما أصحابنا فإنهم رووا عن الباقر والصادقعليهما‌السلام أن أولي الأمر هم الأئمة من آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أوجب الله طاعتهم بالإطلاق، كما أوجب طاعته وطاعة رسوله، ولا يجوز أن يوجب الله طاعة أحد على الإطلاق إلا من ثبتت عصمته، وعلم أن باطنه كظاهره وأمن منه الغلط والأمر بالقبيح، وليس ذلك بحاصل في الأمراء ولا العلماء سواهم، جل الله سبحانه أن يأمر بطاعة من يعصيه، وبالانقياد للمختلفين بالقول والفعل، لأنه محال أن يطاع المختلفون كما أنه محال

__________________

(١) سورة النساء: ٥٤.

(٢) سورة النساء: ٥٩.

٣٢٦

عز وجل: «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا »(١) .

________________________________________________________

أن يجتمع ما اختلفوا فيه.

ومما يدل على ذلك أيضا أن الله سبحانه لم يقرن طاعة أولي الأمر بطاعة رسوله، كما قرن طاعة رسوله بطاعته إلا وأولو الأمر فوق الخلق جميعا، كما أن الرسول فوق أولي الأمر وفوق سائر الخلق، وهذه صفة أئمة الهدى من آل محمدعليهم‌السلام الذين ثبتت إمامتهم وعصمتهم، واتفقت الأمة على علو رتبتهم وعدالتهم « انتهى ».

قوله تعالى: «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ » الآية، أقول: هذه الآية عمدة ما استدل به أصحابنا رضي الله عنهم على إمامة أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وتقريره يتوقف على بيان أمور:

الأول: أن الآية خاصة وليست بعامة لجميع المؤمنين، وبيانه أنه تعالى خص الحكم بالولاية بالمؤمنين المتصفين بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة في حال الركوع، ومعلوم أن تلك الأوصاف غير شاملة لجميع المؤمنين، وليس لأحد أن يقول: أن المراد بقوله: «وَهُمْ راكِعُونَ » أن هذه شيمتهم وعادتهم، ولا يكون حالا عن إيتاء الزكاة، وذلك لأن قوله: «يُقِيمُونَ الصَّلاةَ » قد دخل فيه الركوع فلو لم يحمل على الحالية لكان كالتكرار، والتأويل المفيد أولى من البعيد الذي لا يفيد، وأما حمل الركوع على غير الحقيقة الشرعية بحمله على الخضوع من غير داع إليه سوى العصبية لا يرضى به ذو فطنة سوية، مع أن الآية على أي حال تتأدى بسياقها على الاختصاص.

وقد قيل فيه وجه آخر: وهو أن قوله: «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ » خطاب عام لجميع المؤمنين ودخل في الخطاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وغيره، ثم قال: «وَرَسُولُهُ » فأخرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من جملتهم لكونهم مضافين إلى ولايته ثم قال: «وَالَّذِينَ آمَنُوا » فوجب أن يكون الذي خوطب بالآية غير الذي جعلت له الولاية وإلا أدى إلى أن يكون المضاف هو المضاف إليه بعينه، وإلى أن يكون كل واحد من المؤمنين ولي نفسه وذلك محال، وفيه: بعض المناقشات والأول أسلم منها.

__________________

(١) سورة المائده: ٥٥.

٣٢٧

________________________________________________________

الثاني: أن المراد بالولي هنا الأولى بالتصرف، والذي يلي تدبير الأمر، كما يقال: فلان ولي المرأة وولي الطفل، وولي الدم، والسلطان ولي أمر الرعية ويقال لمن يقيمه بعده: هو ولي عهد المسلمين، وقال الكميت يمدح علياعليه‌السلام :

ونعم ولي الأمر بعد وليه

ومنتجع التقوى ونعم المؤدب

وقال المبرد في كتاب العبارة عن صفات الله: أصل الولي الذي هو أولى أي أحق، والولي وإن كان يستعمل في معان آخر كالمحب والناصر لكن لا يمكن إرادة غير الأولى بالتصرف والتدبير هيهنا، لأن لفظة إنما تفيد التخصيص، ولا يرتاب فيه من تتبع اللغة وكلام الفصحاء أن التخصيص ينافي حمله على المعاني الأخر، إذ سائر المعاني المحتملة في بادئ الرأي لا يختص شيء منها ببعض المؤمنين دون بعض، كما قال تعالى: «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ » وبعض الأصحاب استدل على ذلك بأن الظاهر من الخطاب أن يكون عاما لجميع المكلفين من المؤمنين وغيرهم، كما في قوله تعالى: «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ »(١) وغير ذلك، فإذا دخل الجميع تحته استحال أن يكون المراد باللفظة الموالاة في الدين، لأن هذه الموالاة يختص بها المؤمنون دون غيرهم، فلا بد إذا من حملها على ما يصح دخول الجميع فيه، وهي معنى الإمامة ووجوب الطاعة وفيه كلام.

الثالث: أن الآية نازلة فيهعليه‌السلام ، والأخبار في ذلك متواترة من طرق الخاصة والعامة، وعليه إجماع المفسرين، وقد رواها الزمخشري والبيضاوي وإمامهم الرازي في تفاسيرهم مع شدة تعصبهم وكثرة اهتمامهم في إخفاء فضائله، إذ كان هذا في الاشتهار كالشمس في رائعة النهار.

قال محمد بن شهرآشوب في مناقبه: أجمعت الأمة على أن هذه الآية نزلت في عليعليه‌السلام لما تصدق بخاتمه وهو راكع، لا خلاف بين المفسرين في ذلك، ذكره الثعلبي

__________________

(١) سورة البقرة: ١٨٣.

٣٢٨

________________________________________________________

والماوردي والقشيري والقزويني والرازي والنيسابوري والفلكي والطوسي والطبرسي في تفاسيرهم، عن السدي والمجاهد والحسن والأعمش وعتبة بن أبي حكيم وغالب بن عبد الله وقيس بن ربيع وعباية بن ربعي وعبد الله بن العباس وأبي ذر الغفاري، وذكره ابن البيع في معرفة أصول الحديث عن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب، والواحدي في أسباب نزول القرآن عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، والسمعاني في فضائل الصحابة عن حميد الطويل عن أنس، وسلمان بن أحمد في معجمه الأوسط عن عمار، وأبو بكر البيهقي في المصنف ومحمد بن الفتال في التنوير وفي الروضة عن عبد الله بن سلام وأبي صالح والشعبي ومجاهد، والنطنزي في الخصائص عن ابن عباس، والإبانة عن الفلكي عن جابر الأنصاري وناصح التميمي وابن عباس والكلبي في روايات مختلفة الألفاظ متفقة المعاني، وفي أسباب النزول عن الواحدي أن عبد الله بن سلام أقبل ومعه نفر من قومه وشكوا بعد المنزل عن المسجد، وقالوا: إن قومنا لما رأونا صدقنا الله ورسوله رفضونا ولا يكلموننا ولا يجالسوننا ولا يناكحوننا، فنزلت هذه الآية، فخرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المسجد فرأى سائلا فقال: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم خاتم فضة، وفي رواية: خاتم ذهب، قال: من أعطاكه؟ قال: أعطانيه هذا الراكع « انتهى ».

وأقول: روى الثعلبي في تفسيره بإسناده عن عباية بن ربعي عن أبي ذر الغفاري قال: إني صليت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوما من الأيام الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا ورفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم أشهد أني سألت في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يعطني أحد شيئا وكان علي في الصلاة راكعا، فأومأ إليه بخنصره اليمنى، وكان يتختم فيها، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره، وذلك بمرأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يصلي، فلما فرغ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم إن أخي موسى سألك فقال: «رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي، وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي

٣٢٩

________________________________________________________

وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي »(١) فأنزلت عليه قرآنا ناطقا: «سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا » اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك اللهم فاشرح لي صدري ويسر لي أمري، واجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد به ظهري، قال أبوذر: فما استتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كلامه حتى نزل جبرئيلعليه‌السلام من عند الله عز وجل فقال:يا محمد اقرأ قال: وما أقرأ؟ قال: اقرأ: «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا » الآية.

وقال السيد بن طاوس في كتاب سعد السعود: رأيت في تفسير محمد بن العباس بن علي بن مروان أنه روى نزل آية «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ » في عليعليه‌السلام من تسعين طريقا بأسانيد متصلة كلها أو جلها من رجال المخالفين لأهل البيتعليه‌السلام « انتهى ».

وأقول: روى السيوطي في تفسيره الدر المنثور أخبارا كثيرة في ذلك أوردتها مع سائر ما ورد في ذلك في كتابنا الكبير.

وأما إطلاق لفظ الجمع على الواحد تعظيما فهو شائع ذائع في اللغة والعرف، وقد ذكر المفسرون هذا الوجه في كثير من الآيات الكريمة كما قال تعالى: «وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ »(٢) و «إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً »(٣) و «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ »(٤) وقوله: «الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ »(٥) مع أن القائل كان واحدا وأمثالها ومن خطاب الملوك والرؤساء: فعلنا كذا، وأمرنا بكذا، ومن الخطاب الشائع في عرف العرب والعجم إذا خاطبوا واحدا: فعلتم كذا، وقلتم كذا، تعظيما.

وقال الزمخشري: « فإن قلت »: كيف صح أن يكون لعليعليه‌السلام واللفظ لفظ جماعة؟ « قلت »: جيء به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلا واحدا ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه، ولينبه على أن سجية المؤمنين تجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر والإحسان وهم في الصلاة، لم يؤخروه إلى الفراغ منها « انتهى ».

__________________

(١) سورة طه: ٣٢.

(٢) سورة الذاريات: ٤٧.

(٣) سورة النوح: ١.

(٤) سورة الحجر: ٩.

(٥) سورة آل عمران: ١٧٣.

٣٣٠

٨ ـ وبهذا الإسناد، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال سأل رجل فارسي أبا الحسنعليه‌السلام فقال طاعتك مفترضة فقال نعم قال مثل طاعة علي بن أبي طالبعليه‌السلام فقال نعم.

٩ ـ وبهذا الإسناد، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن الأئمة هل يجرون في الأمر والطاعة مجرى واحد قال نعم.

١٠ ـ وبهذا الإسناد، عن مروك بن عبيد، عن محمد بن زيد الطبري قال: كنت

________________________________________________________

على أنه يظهر من بعض روايات الشيعة أن المراد به جميع الأئمةعليهم‌السلام ، وأنهم جميعا قد وفقوا لمثل تلك القضية كما سيأتي بعضها في باب: ما نص الله عز وجل على رسوله وعلى الأئمة، وأيضا كل من قال بأن المراد بالولي في هذه الآية ما يرجع إلى الإمامة قائل بأن المقصود بها عليعليه‌السلام ، ولا قائل بالفرق، فإذا ثبت الأول ثبت الثاني، هذا ملخص استدلال القوم، وأما تفصيل القوم فيه ودفع الشبه الواردة عليه فموكول إلى مظانه كالشافي وغيره.

الحديث الثامن: صحيح.

قوله: مثل طاعة علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أي في كون الافتراض بالنص من الله تعالى أو في عموم الافتراض لجميع الخلق أو في التأكيد والقدر والمنزلة وترتب الآثار عليها وجودا وعدما.

الحديث التاسع: ضعيف على المشهور.

« هل يجرون » بصيغة المجهول ومن باب الأفعال، أو المعلوم من المجرد « في الأمر » أي أمر الخلافة والوصاية أو في كونهم أولي الأمر، أو في وجوب طاعة الآمر فقوله: « والطاعة » عطف تفسير « مجرى » اسم مكان من المجرد أو من باب الأفعال، أو مصدر ميمي من أحدهما.

الحديث العاشر :(١)

__________________

(١) كذا في النسخ.

٣٣١

قائما على رأس الرضاعليه‌السلام بخراسان وعنده عدة من بني هاشم وفيهم إسحاق بن موسى بن عيسى العباسي فقال يا إسحاق بلغني أن الناس يقولون إنا نزعم أن الناس عبيد لنا لا وقرابتي من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما قلته قط ولا سمعته من آبائي قاله ولا بلغني عن أحد من آبائي قاله ولكني أقول الناس عبيد لنا في الطاعة موال لنا في الدين فليبلغ الشاهد الغائب.

١١ ـ علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن أبي سلمة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سمعته يقول نحن الذين فرض الله طاعتنا لا يسع الناس إلا معرفتنا ولا يعذر الناس بجهالتنا من عرفنا كان مؤمنا ومن أنكرنا كان

________________________________________________________

« عبيد لنا » أي أرقاء يجوز لنا بيعهم ونحو ذلك، أو نحن آلهتهم « لا وقرابتي » يدل على جواز القسم بغير الله، فما ورد من النهي فلعله محمول على ما إذا كان يمين صبر في الدعاوي الشرعية « ولا سمعته » أي مشافهة « عبيد لنا في الطاعة » أي كالأرقاء في أن فرض الله عليهم طاعتنا ليسوا أرقاء حقيقة وليست طاعتهم لنا عبادة، لأنه بإذن من هو الأعلى و « موال لنا » بفتح الميم جمع مولى « في الدين » والمولى هنا بمعنى الناصر أو التابع أو المعتق بالفتح، فإنه بسبب موالاتهم أعتقهم الله من النار، فكلمة « في » للسببية والأول أظهر « فليبلغ » على التفعيل أي أنا راض بذلك ولا أرى فيه مفسدة، أو لا بد من ذلك لتصحيح عقائد الشيعة ودفع افتراء المفترين.

الحديث الحادي عشر (١) :

« ومن أنكرنا » أي حكم وجزم بعدم وجوب ولايتنا وإمامتنا، فالثالث من شك في ذلك من المستضعفين كما سيأتي تحقيقه في كتاب الإيمان والكفر، فقوله: من طاعتنا الواجبة، أي القول بوجوب طاعتنا أو المراد بالثالث الفساق من الشيعة فإنهم ناقصون في المعرفة، وإلا لم يخالفوا إمامهم، فإن ماتوا على ذلك يفعل الله بهم ما يشاء من العذاب أو العفو، ويؤيده ظاهر قوله: من طاعتنا الواجبة، وقيل: المراد بقوله: من أنكرنا،

__________________

(١) كذا في النسخ.

٣٣٢

كافرا ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالا حتى يرجع إلى الهدى الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة فإن يمت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء.

١٢ ـ علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد بن الفضيل قال سألته عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله عز وجل قال أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله عز وجل طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر قال أبو جعفرعليه‌السلام حبنا إيمان وبغضنا كفر.

١٣ ـ محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن فضالة بن أيوب

________________________________________________________

من جحدنا بعد الاطلاع على قول الله وقول الرسول فينا، فالجحود بعد وضوح الأمر فينا رد على الله وعلى الرسول، والراد عليهما كافر، والضالون علي قسمين أسوأهما المتهاونون بأمر الدين، التاركون لطلب المعرفة بلا استضعاف « فإن يمت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء » من عقابه ونكاله، وأما المستضعفون الذين استثناهم الله تعالى «إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ » فمن يمت على حد ضلاله يفعل الله به ما يشاء من العفو والخذلان.

الحديث الثاني عشر: مجهول، بل صحيح إذ الظاهر أن محمد بن الفضيل هو محمد بن القاسم بن الفضيل، فضمير سألته راجع إلى الرضاعليه‌السلام ، وقيل: راجع إلى الصادقعليه‌السلام وهو بعيد، وقيل: إلى محمد بن الفضيل فيكون كلام يونس وهو أبعد.

« حبنا إيمان » يطلق حبهم في الأخبار كثيرا على اعتقاد إمامتهم، فإن من ادعى حبهم وأنكر إمامتهم فهو عدو مخلط، إذ يفضل أعداءهم عليهم، وبغضهم إنكار إمامتهم كما عرفت، فالشاك والمستضعف متوسط بينهما والحمل فيهما على الحقيقة، ويحتمل أن يكون الحب والبغض على معناهما، والحمل على المجاز أي حبهم يدعو إلى الإيمان لأنه إذا أحبهم أطاعهم في القول والفعل، وهو يستلزم الإيمان وكذا البغض، وإن كان بغضهم في نفسه أيضا كفرا.

الحديث الثالث عشر: ضعيف على المشهور.

٣٣٣

عن أبان، عن عبد الله بن سنان، عن إسماعيل بن جابر قال قلت لأبي جعفرعليه‌السلام أعرض عليك ديني الذي أدين الله عز وجل به قال فقال هات قال فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله والإقرار بما جاء به من عند الله وأن عليا كان إماما فرض الله طاعته ثم كان بعده الحسن إماما فرض الله طاعته ثم كان بعده الحسين إماما فرض الله طاعته ثم كان بعده علي بن الحسين إماما فرض الله طاعته حتى انتهى الأمر إليه ثم قلت أنت يرحمك الله قال فقال هذا دين الله ودين ملائكته.

١٤ ـ علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن أبي إسحاق، عن بعض أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام اعلموا أن صحبة العالم واتباعه دين يدان الله به وطاعته مكسبة للحسنات ممحاة للسيئات وذخيرة للمؤمنين ورفعة فيهم في حياتهم وجميل بعد مماتهم.

________________________________________________________

« والإقرار » بالرفع أي ديني الإقرار، وهو مبتدأ وخبره محذوف، وقيل: بالنصب على المفعول معه وعامله فعل معنوي، لأن معنى أشهد يكون مني الشهادة وهذا يؤيد مذهب أبي علي الفارسي حيث جوز نحو هذا لك وأيا لك خلافا لسيبويه، حيث ذهب إلى أنه لا بد للمفعول معه من تقدم جملة ذات فعل عامل أو اسم فيه معنى الفعل « حتى انتهى » متعلق بقوله « قلت ».

« هذا دين الله » يمكن أن تكون الإضافة في الموضعين على نهج واحد، أي دين ارتضاه الله وملائكته أو في الأول بمعنى الدين الذي قرره الله تعالى للعباد وكلفهم به، والثاني بمعنى الدين الذي كلفت الملائكة به وأخذ منهم الميثاق عليه كما يظهر من بعض الأخبار، أو المعنى دين فرض الله التدين به ودين نزلت به ملائكته.

الحديث الرابع عشر: مجهول.

قولهعليه‌السلام : إن صحبة العالم أي الكامل في العلم، وهو الإمامعليه‌السلام أو الأعم منه ومن سائر العلماء الربانيين، والمكسبة بالفتح: اسم مكان أو مصدر ميمي أو بالكسر اسم آلة وكذا الممحاة « وجميل » أي ذكر أو أجر جميل.

٣٣٤

١٥ ـ محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام إن الله أجل وأكرم من أن يعرف بخلقه بل الخلق يعرفون بالله قال صدقت قلت إن من عرف أن له ربا فقد ينبغي له أن يعرف أن لذلك الرب رضا وسخطا وأنه لا يعرف رضاه وسخطه إلا بوحي أو رسول فمن لم يأته الوحي فينبغي له أن يطلب الرسل فإذا لقيهم عرف أنهم الحجة وأن لهم الطاعة المفترضة فقلت للناس أليس تعلمون أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان هو الحجة من الله على خلقه قالوا بلى قلت فحين مضىصلى‌الله‌عليه‌وآله من كان الحجة قالوا القرآن فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجئ والقدري والزنديق الذي لا يؤمن به حتى يغلب الرجال بخصومته فعرفت أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم فما قال فيه من شيء كان حقا فقلت لهم من قيم القرآن قالوا ابن مسعود قد كان يعلم وعمر يعلم وحذيفة يعلم قلت كله قالوا لا فلم أجد أحدا يقال إنه يعلم القرآن كله إلا عليا صلوات الله عليه وإذا كان الشيء بين القوم فقال هذا لا أدري وقال هذا لا أدري وقال هذا لا أدري وقال هذا أنا أدري فأشهد أن علياعليه‌السلام كان قيم القرآن وكانت طاعته مفترضة وكان الحجة على الناس بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأن ما قال في القرآن فهو حق فقال رحمك الله فقلت إن علياعليه‌السلام لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأن الحجة بعد علي الحسن بن علي وأشهد على الحسن أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك أبوه وجده وأن الحجة بعد الحسن الحسين وكانت طاعته مفترضة فقال رحمك الله فقبلت رأسه وقلت وأشهد على الحسينعليه‌السلام أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده ـ علي بن الحسين وكانت طاعته مفترضة فقال رحمك الله فقبلت رأسه وقلت وأشهد على علي بن الحسين أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده ـ محمد بن علي أبا جعفر وكانت

________________________________________________________

الحديث الخامس عشر: مجهول كالصحيح، وقد مر شرح صدر الخبر في باب الاضطرار إلى الحجة.

٣٣٥

طاعته مفترضة فقال رحمك الله قلت أعطني رأسك حتى أقبله فضحك قلت أصلحك الله قد علمت أن أباك لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك أبوه وأشهد بالله أنك أنت الحجة وأن طاعتك مفترضة فقال كف رحمك الله قلت أعطني رأسك أقبله فقبلت رأسه فضحك وقال سلني عما شئت فلا أنكرك بعد اليوم أبدا.

١٦ ـ محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن الحسين بن أبي العلاء قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام الأوصياء طاعتهم مفترضة قال نعم هم الذين قال الله عز وجل «أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ »(١) وهم الذين قال الله عز وجل «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ »(٢) .

١٧ ـ علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن حماد، عن عبد الأعلى قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول السمع والطاعة أبواب الخير السامع المطيع لا حجة عليه والسامع العاصي لا حجة له وإمام المسلمين تمت حجته واحتجاجه يوم يلقى الله عز وجل ثم قال يقول الله تبارك وتعالى: «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ »(٣) .

________________________________________________________

قوله: فضحك، لعل الضحك لتكرار التقبيل واهتمامه في ذلك والأمر بالكف والإمساك عن ذكره بالإمامة للتقية والخوف عليه في زمانه « فلا أنكرك » من الإنكار بمعنى عدم المعرفة، أي لا أجهل حقك واستحقاقك لأن يجاب في كل مسألة بحق جوابها من غير تقية.

الحديث السادس عشر: ضعيف، وقد مر عن الحسين باختلاف في وسط السند.

الحديث السابع عشر: مجهول كالحسن.

قوله: السمع والطاعة، أي لما قاله الإمام « والطاعة » له « أبواب الخير » أي موجب للدخول في جميع الخيرات « يوم يلقى الله » متعلق بقوله: « تمت » أو خبر « واحتجاجه » مبتدأ وقوله تعالى: «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ » أي باسم إمامهم وعلى التقديرين، إما المراد كل من كان في عصر إمام أو من اتبعه من أصحابه فالإمام أعم من إمامهم

__________________

(١) سورة النساء: ٥٩.

(٢) سورة المائدة: ٥٥.

(٣) سورة الإسراء: ٧١.

٣٣٦

باب في أن الأئمة شهداء الله عز وجل على خلقه

١ ـ علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد القندي، عن سماعة قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عز وجل: «فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِ

________________________________________________________

الهدى وإمام الضلالة.

ويؤيد الأول ما روي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: بإمامهم الذي بين أظهرهم وهو قائم أهل زمانه، وروى علي بن إبراهيم عن الباقرعليه‌السلام في تفسيرها قال: يجيء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في قومه وعليعليه‌السلام في قومه، والحسنعليه‌السلام في قومه، والحسينعليه‌السلام في قومه، وكل من مات بين ظهراني قوم جاءوا معه، وروى العياشي مثله بأسانيد.

ويؤيد الثاني ما رواه الصدوق في المجالس عن الحسينعليه‌السلام أنه سئل عن هذه الآية؟ فقال: إمام دعا إلى هدى فأجابوه إليه، وإمام دعا إلى ضلالة فأجابوه إليها، هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار، وهو قوله تعالى: «فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ »(١) وروى العياشي عن الصادقعليه‌السلام : سيدعى كل أناس بإمامهم، أصحاب الشمس بالشمس، وأصحاب القمر بالقمر، وأصحاب النار بالنار، وأصحاب الحجارة بالحجارة، وفي المحاسن عنهعليه‌السلام أنتم والله على دين الله ثم تلا هذه الآية، ثم قال: على إمامنا، ورسول الله إمامنا، كم إمام يجيء يوم القيامة يلعن أصحابه ويلعنونه، فعلى الأول الاستشهاد بالآية لأنه إذا دعي يوم القيامة كل أهل عصر باسم إمامهم فثبت حينئذ كونه إماما لهم، أو يدعون معه ليتم عليهم حجته، وعلى الثاني لأن كل قوم إذا دعوا مع رئيسهم وإمامهم فإمام الحق يتم حجته حينئذ على الرؤساء والمرؤوسين.

باب في أن الأئمة شهداء الله عز وجل على خلقه

الحديث الأول: ضعيف.

«فَكَيْفَ » قال الطبرسي ـ ره ـ: أي فكيف حال الأمم وكيف يصنعون «إِذا جِئْنا

__________________

(١) سورة الشورى: ٧.

٣٣٧

أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً »(١) قال نزلت في أمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله خاصة في كل قرن منهم إمام منا شاهد عليهم ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله شاهد علينا.

٢ ـ الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن عمر بن أذينة، عن بريد العجلي قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله عز وجل

________________________________________________________

مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ » من الأمم «بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ » يا محمد «عَلى هؤُلاءِ » يعني قومه «شَهِيداً » ومعنى الآية: أن الله تعالى يستشهد يوم القيامة كل نبي على أمته، ويستشهد نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله على أمته، انتهى.

قولهعليه‌السلام : « خاصة » يمكن أن يكون المراد تخصيص الشاهد والمشهود عليهم جميعا بهذه الأمة، فالمراد بكل أمة كل قرن من هذه الأمة، أو المراد تخصيص الشاهد فقط، أي في كل قرن يكون أحد من الأئمة شاهدا على من في عصرهم من هذه الأمة، وعلى جميع من مضي من الأمم، وقيل: لعل المراد أن الآية نزلت فيهم خاصة لا أن الحكم مخصوص بهم، فإن الآية شاملة لأمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله والسلام ولسائر الأمم.

الحديث الثاني: ضعيف.

قوله تعالى: «وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ » قال الطبرسيقدس‌سره الوسط العدل، وقيل: الخيار، قال: صاحب العين: الوسط من كل شيء أعدله وأفضله، ومتى قيل: إذا كان في الأمة من ليست هذه صفته فكيف وصف جماعتهم بذلك؟ فالجواب: أن المراد به من كان بتلك الصفة، لأن كل عصر لا يخلو من جماعة هذه صفتهم، وروى بريد عن الباقرعليه‌السلام قال: نحن الأمة الوسط، ونحن شهداء الله على خلقه، وحجته في أرضه، وفي رواية أخرى قال: إلينا يرجع الغالي وبنا يلحق المقصر، وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل بإسناده عن سليم بن قيس عن عليعليه‌السلام أن الله

__________________

(١) سورة النساء: ٤١.

٣٣٨

 «وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ »(١) قال نحن الأمة الوسطى ونحن شهداء الله على خلقه وحججه في أرضه قلت قول الله عز وجل: «مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ »(٢)

________________________________________________________

تعالى إيانا عنى بقوله: «لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ » فرسول الله شاهد علينا، ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه، ونحن الذين قال الله: «وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً » وقوله: «لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ » فيه ثلاثة أقوال:

أحدها: لتشهدوا على الناس بأعمالهم التي خالفوا فيها الحق في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: «وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ »(٣) .

والثاني: لتكونوا حجة على الناس فتبينوا لهم الحق والدين، ويكون الرسول شهيدا مؤديا للدين إليكم.

والثالث: أنهم يشهدون للأنبياء على أمهم المكذبين لهم بأنهم قد بلغوا ويكون الرسول عليكم شهيدا، أي شاهدا عليكم بما يكون من أعمالكم، وقيل: حجة عليكم، وقيل: شهيدا لكم بأنكم قد صدقتم يوم القيامة فيما تشهدون به، ويكون على بمعنى اللام كقوله: «وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ »(٤) انتهى.

وأقول: في بعض الروايات أنها نزلت: أئمة وسطا، والحاصل أن الخطاب إنما توجه إلى الأئمةعليه‌السلام أو إلى جميع الأمة باعتبار اشتمالهم علي الأئمة، فكأن الخطاب توجه إليهم فقولهعليه‌السلام : نحن الأمة الوسطى، أن الأمة(٥) إنما اتصفوا بهذه الصفة بسببنا وهذا أظهر بالنظر إلى لفظ الآية، والثاني أظهر بالنظر إلى الأخبار. « ونحن شهداء الله » أي في الآخرة أو الأعم منها ومن الدنيا « وحججه في أرضه » في الدنيا.

قوله تعالى: «مِلَّةَ أَبِيكُمْ » أقول: قبله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا

__________________

(١) سورة البقرة: ١٤٣.

(٢) سورة الحج: ٧٨.

(٣) سورة الزمر: ٦٩.

(٤) سورة المائدة: ٣.

(٥) وفي نسخة « الأئمة » بدل « الأمة ».

٣٣٩

قال إيانا عنى خاصة «هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ » في الكتب التي مضت وفي هذا القرآن «لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ » فرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الشهيد علينا بما بلغنا عن الله عز وجل ونحن الشهداء على الناس فمن صدق صدقناه

________________________________________________________

وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ، وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ » وقال البيضاوي: ملة منتصب على المصدر لفعل دل عليه مضمون ما قبلها بحذف المضاف، أي وسع دينكم توسعة ملة أبيكم، أو على الإغراء أو على الاختصاص، وإنما جعله أباهم لأنه أبو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أو كالأب لأمته من حيث أنه سبب لحياتهم الأبدية ووجودهم على الوجه المعتد به في الآخرة، أو لأن أكثر العرب كانوا من ذريته فغلبوا على غيرهم، انتهى.

قولهعليه‌السلام : إيانا عنى، أي هم المقصودون بخطاب: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا » لكما لهم في الإيمان، ولا يخفى أن الأمر بالجهاد والاجتباء بهم أنسب وكذا «مِلَّةَ أَبِيكُمْ » لا يحتاج إلى ما تكلفوا في تصحيحه، وكذا سائر أجزاء الآية، أو هم المقصودون بالذات بهذا الخطاب وإن دخل غيرهم فيه بالتبع، أو هم العاملون بهذا الخطاب أو خطاب الأمة به لاشتمالهمعليهم‌السلام ، فيرجع إلى أنهم المقصودون بالذات به.

«هُوَ سَمَّاكُمُ » الضمير راجع إلى الله، وقيل: إلى إبراهيم وهو بعيد، «لِيَكُونَ الرَّسُولُ » عليكم شهيدا » في الآية «شَهِيداً عَلَيْكُمْ » ولعله من النساخ أو هو نقل بمعنى، أو كان في قراءتهمعليهم‌السلام هكذا.

وقال الطبرسي ـ ره ـ أي بالطاعة والقبول، فإذا شهد لكم به صرتم عدولا تشهدون علي الأمم الماضية بأن الرسل قد بلغوهم رسالة ربهم وأنهم لم يقبلوا فيوجب لكافرهم النار ولمؤمنهم الجنة بشهادتهم، وقيل: معناه ليكون الرسول شهيدا عليكم في إبلاغ رسالة ربه إليكم وتكونوا شهداء علي الناس بعده بأن تبلغوا إليهم ما بلغه الرسول إليكم، انتهى.

وما ذكرهعليه‌السلام أظهر وأحق بالقبول « فمن صدق » بالتشديد ويحتمل التخفيف،

٣٤٠