بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأوّلين والآخرين.
إهداء
الى حامل لواء الامامة الكبرى والخلافة العظمى
ولى العصر المهدى المنتظر الحجّة ابن الحسن العسكري أرواحنا فداه
يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ
وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ
وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ اللهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ
علي
حديث
أنا مدينة العلم
من ألفاظه:
« أنا مدينة العلم وعلي بابها »
« فمن أراد المدينة فليأتها من بابها »
كلمة المؤلف
لقد خلق الله العالم بالعلم، وجعل العلم السبب الكليّ لخلقه فقال:( اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ) .
و « العلم » أول منة امتن الله بها على الانسان بعد خلقه، فقال في أول ما أنزل على نبيّهصلىاللهعليهوآلهوسلم :( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ ) فكأنه يقول للانسان:
كنت في أول حالك حيث كنت علقة في أخس المراتب وأدناها، فتكرّمت عليك، وأبلغتك إلى أشرف المراتب وأعلاها وهو « العلم » قال الزمخشري بتفسير الآية:
« كأنه ليس وراء التكرّم بإفادة الفوائد العلمية تكرّم حيث قال: الأكرم الذي علّم بالقلم علّم الإِنسان ما لم يعلم. فدلّ على كمال كرمه بأن علّم عباده ما لم يعلموا، ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم. ونبّه على فضل علم الكتابة لما فيه من المنافع العظيمة التي لا يحيط بها إلّا هو، وما دوّنت العلوم ولا قيّدت الحكم ولا ضبطت أخبار الأولين ومقالاتهم ولا كتب الله المنزلة إلّا بالكتابة،
ولولا هي لما استقامت أمور الدين والدنيا، ولو لم يكن على دقيق حكمة الله ولطيف تدبيره دليل إلّا أمر القلم والخط لكفى به ».
فكمال الإنسان إنما هو بالعلم
إنه لولا العلم لم يخش العبد ربه تلك الخشية التي يعنيها تعالى بقوله:( إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) .
ولولاه لم يكن « الأتقى » فيكون « الأكرم » عند الله تعالى كما قال:( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) .
ومن هنا يفضّل عز وجل العالمين على من سواهم حيث يقول:( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) ويأمر من لا يعلم بالرجوع إليهم والسؤال منهم حيث يقول:( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) ولا ريب في أن الأمر بالسؤال والتعلّم والاستهداء أمر بالقبول والطاعة والإِتباع، وقد قال عز وجل أيضاً:( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) فالسؤال يستتبع الاتباع والطاعة، لكن الاطاعة المطلقة لا تجوز إلّا للعالم المعصوم، وإذا كان كذلك كان صاحب الولاية الكبرى قال تعالى:( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) .
واصطفى الله تعالى محمّداً للنبوّة وبعثه بالرسالة، وأنزل عليه الكتاب والحكمة وعلّمه ما لم يكن يعلم، من التوراة والانجيل حتى أنه ما بعث نبيّاً إلّا وهوصلىاللهعليهوآلهوسلم أعلم منه فلم يدّخر وسعاً ولم يأل جهداً في هداية الخلق وتعليم الناس وإرشاد العباد مستسهلاً في هذا السبيل أنواع المصاعب، متحمّلا ًكلّ المشاق، صابراً حليماً رؤفاً رحيماً حتى قام بأبي وأمي بواجب الرسالة خير قيام، وأدّى ما كان عليه بأحسن وجه وبقي ما على من حوله والمؤمنين به من بعده وكلامنا هنا حول الصحابة خاصة
إن الأخذ والتعلّم من الاستاذ - أي اُستاذ - يتطلّب قبل كل شيء وبعد
الإيمان به: الملازمة التامة والاتصال الشديد، والقلب العقول، والأذن الواعية وكلّما يكون الأستاذ أرفع درجةً وأرقى مرتبةً، وتكون مادة الدرس أدق وأعمق يكون توفّر هذه الشروط في الطالب ألزم وآكد فما ظنّك بمن يريد التعلّم من النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم والأخذ من علومه؟!
نعم لقد أخذ من النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم أصحابه، كلّ على قدر ملازمته له واستيعابه لما يلقيه ووعيه لما يقوله إذ كان فيهم من إذا رأوا تجارة انفضّوا إليها وتركوه، ومن كان يلهيه الصفق بالأسواق، ومن كان يسأله عن التافهات، ومن كان لا يفهم ما يقول حتى لقد جهل بعض أكابرهم أبسط المعارف وأوليات الأحكام
* * *
وكان عليعليهالسلام من علم أهل العالم بموضعه من رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم « بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة » « يتبعه اتباع الفصيل اثر أمّه » « إذا سأله أعطاه وإذا سكت ابتدأه » وكان « الأذن الواعية »(١) فكان كما قال: « علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلّا الله. وما سوى ذلك فعلم علّمه الله نبيّه فعلّمنيه ودعا لي بأن يعيه صدري وتضطم عليه جوانحي » وهكذا كان أعلم أصحاب رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، والآثار والدلائل على ذلك لا تحصى كثرة وهو ما شهد به الرسول الكريم والصحابة والتابعون:
فعن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال لفاطمة: « زوّجتك خير أمتي، أعلمهم علماً وأفضلهم حلماً وأوّلهم سلماً »(٢) .
____________________
(١). المستدرك ٣ / ١١٠، تفسير الطبري ٢٩ / ٣٥، حلية الأولياء ١ / ٦٧، مجمع الزوائد ١ / ١٣١، أسباب النزول ٣٢٩ وغيرها.
(٢). مسند أحمد ٥ / ٢٦، مجمع الزوائد ٩ / ١٠١ و ١١٤، الاستيعاب ٣ / ١٠٩٩، الرياض النضرة ٢ / ١٩٤.
وقال: « إنه لأول أصحابي إسلاماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً »(١) .
وقال: « أعلم أمّتي من بعدي علي بن أبي طالب »(٢) .
وقال: « علي عيبة علمي »(٣) .
وقال: « قسّمت الحكمة عشرة أجزاء، فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءاً واحداً »(٤) .
وقال: « أقضى أمتي علي »(٥) .
وقال: « أقضاهم علي »(٦) .
وقال: « أعلم أمتي بالسنّة والقضاء بعدي علي بن أبي طالب »(٧) .
وعن عمر أنه قال: « أقضانا علي »(٨) .
وأنه قال: « علي أقضانا »(٩) .
وأنه كان يقول: « لا أبقاني الله بعدك يا علي »(١٠)
وأنه كان يقول: « لولا علي لهلك عمر »(١١) .
وعن سعد بن أبي وقاص أنه وقف على قوم مجتمعين على رجل فقال: « ما هذا؟ فقالوا: رجل يشتم علي بن أبي طالب. فتقدّم سعد، فأفرجوا له حتى وقف عليه فقال: يا هذا على ما تشتم علي بن أبي طالب؟! ألم يكن أوّل من أسلم؟ ألم
____________________
(١). كنز العمال ٦ / ١٣.
(٢). كنز العمال ٦ / ١٥٣.
(٣). تاريخ بغداد ٤ / ١٥٨، كنز العمال ٦ / ١٥٣.
(٤). حلية الأولياء ١ / ٦٥.
(٥). فتح الباري ٨ / ١٣٦، الرياض النضرة ٢ / ١٩٨، مصابيح السنة ٢ / ٢٧٧.
(٦). الاستيعاب ٣ / ١١٠٢.
(٧). كفاية الطالب ١٩٠.
(٨). الاستيعاب ٣ / ١١٠٢.
(٩). حلية الأولياء ١ / ٦٥، تاريخ ابن كثير ٧ / ٢٣٥٩، الرياض النضرة ٢ / ١٩٨.
(١٠). الرياض النضرة ٢ / ١٩٧، فيض القدير ٤ / ٣٥٧.
(١١). الاستيعاب ٣ / ١١٠٣، فيض القدير ٤ / ٣٥٧.
يكن أول من صلّى مع رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ ألم يكن أزهد الناس؟ ألم يكن أعلم الناس »(١) .
وعن ابن عباس: « والله لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر »(٢) .
وعن أبي سعيد الخدري: « أقضاهم علي »(٣) .
وعن ابن مسعود: « كنا نتحدّث أن أقضى أهل المدينة علي »(٤) .
وعن عائشة: « علي أعلم الناس بالسنة »(٥) .
وعن عطاء: « أنه سئل: أكان في أصحاب محمد أحد أعلم من علي؟ قال: لا والله ما أعلمه»(٦) .
ورجوع الصحابة إليه في المعضلات وعدم رجوعه إلى أحد منهم في شيء مشهور، كما نص عليه الأعلام كالحافظ النووي بترجمته من ( تهذيب الأسماء واللغات )، واستناد جميع العلوم الاسلامية إليه من القضايا الثابتة المتسالم عليها
* * *
ومن أقوى الأدلة على أعلمية أمير المؤمنينعليهالسلام من جميع الصحابة حديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها » . هذا الحديث الوارد عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم بالأسانيد والطرق المعتبرة في كتب الفريقين، وله ألفاظ مختلفة وشواهد متكثرة، حتى نصّ جماعة من علماء أهل السنّة على كونه
____________________
(١). المستدرك ٣ / ٥٠٠.
(٢). الاستيعاب ٣ / ١١٠٤، الرياض النضرة ٢ / ١٩٤.
(٣). فتح الباري ٨ / ١٣٦.
(٤). الاستيعاب ٣ / ١١٠٥، الصواعق ٧٦.
(٥). الرياض النضرة ٢ / ١٩٣، الصواعق ٧٦.
(٦). الرياض النضرة ٢ / ١٩٤.
من الأحاديث المتواترة المشتهرة، وتفرّغ آخرون لإِبطال الطاعنين في سنده
لكن السبب الأصلي لطعن القوم في سنده قوة دلالته على أفضلية الامامعليهالسلام والأفضلية مستلزمة للامامة والخلافة بلا كلام ولهذا عمد بعضهم إلى التلاعب في متنه بالتأويل والتحريف.
فمنهم من تأول لفظ « علي » وجعله وصفاً من « العلو » للباب، أي: عال بابها، ومنهم من حرّف المتن بزيادة فيه، لكن الزيادة جاءت مختلفة لتعدد الأيدي المختلقة، فزاد فيه بعض الكذّابين أسامي الخلفاء الثلاثة قائلاً: « أنا مدينة العلم وأبوبكر أساسها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعلي بابها ». وجاء آخر فذكرهم بلفظ: « أنا مدينة العلم وأبوبكر وعمر وعثمان سورها وعلي بابها » لكن لا ذكر لمعاوية!!. وهذا ما دعا بعض الوضّاعين إلى أن يجعله بلفظ: « أنا مدينة العلم وعلي بابها ومعاوية حلقتها ».
* * *
وجاء هذا الكتاب ليتناول حديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها » بالبحث والتحقيق في سنده ودلالته فيثبت تواتره فضلاً عن صحّته ويبيّن وجوه دلالته على مذهب الامامية بالاستناد إلى القواعد والأصول المقررة، وعلى ضوء تصريحات أئمة الفن من أهل السنة ثم يتعرض لما تعلّق به الطاعنون في سنده، ولما قاله المكابرون في دلالته، ولما صنعه الكذّابون في متنه فيظهر فساد كلّ ذلك جملةً وتفصيلاً
والله أسأل أن ينفع به كما نفع بأصله، وأن يتقبّله منّا بمحمّدٍ وآله.
على الحسيني الميلاني
كلام الدهلوي في الجواب
عن حديث أنا مدينة العلم
قال الشيخ عبد العزيز الدهلوي في جواب حديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها » ما هذا تعريبه:
« الحديث الخامس: خبر جابر أن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها وهذا الخبر أيضاً مطعون فيه. قال يحيى بن معين: لا أصل له، وقال البخاري: إنه منكر وليس له وجه صحيح، وقال الترمذي: إنه منكر غريب وذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وقال الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد: هذا الحديث لم يثبتوه، وقال الشيخ محيي الدين النواوي والحافظ شمس الدين الذهبي والشيخ شمس الدين الجزري: إنه موضوع.
فالتمسك بهذه الأحاديث الموضوعة - التي أخرجها أهل السنة عن دائرة ما يجوز التمسك والاحتجاج به - في مقام إلزامهم بها دليل واضح على مزيد فهم علماء الشيعة!!
إن هذا العمل منهم ليشبه حال من تعامل مع خادم - لشخص عزله عن الخدمة لتقصيراته وخيانته، وأخرجه من داره، ونادى المنادي بذلك بأمره، معلناً
أن لا علاقة لفلان الخادم بفلان ولا ذمة له عنده - ثم جاء هذا المتعامل مع هذا الخادم عالما بكلّ ما ذكر إلى سيده ليطالبه بدينه على الخادم!! إن هذا الشخص في أعلى مراتب الحمق في نظر العقلاء.
ومع هذا، فإن هذا الحديث غير مفيد لما يدّعونه، فأيّ ملازمة بين كون الشخص باب مدينة العلم وكونه صاحب الرئاسة العامة بلا فصل بعد النبي!! غاية ما في الباب إنه قد تحقق فيه شرط من شروط الامامة على الوجه الأتم، ومع وجدان أحد الشروط لا يلزم وجود المشروط، لا سيّما مع وجود ذاك الشرط أو ما يفوقه في غيره، كما ثبت برواية أهل السنة، مثل: ما صبّ الله شيئاً في صدري إلاّ وقد صببته في صدر أبي بكر. ومثل: لو كان بعدي نبي لكان عمر.
فإنْ اعتبرت روايات أهل السنة فهي معتبرة بالنسبة إلى الكل، وإلّا سقط إلزامهم، لأنهم لا يلزمون بروايةٍ واحدة ».
أقول مستعيناً بلطف الخبير البصير:
إن من غرائب الأمور صدور مثل هذه الهفوات من مثل من يدّعي - أو يدعى في حقه - أنه « مسند المحدثين في عصره » و « إمام المحققين في زمانه »!!
أيمكن الطعن في حديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها »؟ هذا الحديث الذي يعدّ من جلائل فضائل سيدنا أمير المؤمنينعليهالسلام ، ولم يخل كتاب من كتب المناقب من ذكره؟
إنه حديث تشرّف بروايته كثير من الأئمة المعتبرين والمحدثين المشتهرين، وصحّحه جمع من جهابذة الحديث، وحسّنه آخرون، وأرسله كثير من الأعلام المعتمدين إرسال المسلم، ووصفه آخرون بالشهرة
ولا بدّ قبل الورود في الردّ على تلك الكلمات البشعة المستهجنة، والتقولات الباردة الممتهنة، من ذكر مقدمة تشتمل على فوائد عشرة:
المقدّمة
رواة الحديث من الصحابة* رواة الحديث من التابعين* طبقات الرواة من العلماء* ذكر من نصّ على صحته* ذكر* من نصّ على حسنه* ذكر من أرسله إرسال المسلم* ذكر* من وصف الأمير بباب مدينة العلم* ذكر من نظم هذه* الفضيلة في شعر له* في تواتر حديث مدينة العلم* في توضيح لثبوته. |
الفائدة الأولى
في أسماء رواة الحديث من الأصحاب
لقد روى حديث مدينة العلم جماعة من مشاهير الصحابة، عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهذه أسماؤهم:
(١) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
وقد أخرج حديثه جماعة من أعلام أهل السنة منهم:
سويد بن سعيد الحدثاني
أحمد بن حنبل
عبّاد بن يعقوب الرواجني
أبو عيسى الترمذي
أبوبكر الباغندي الواسطي
محمد بن المظفر البغدادي
ابن شاذان الحربي
أبو عبد الله الحاكم النيسابوري
إبن مردويه الاصبهاني
أبو نعيم الاصبهاني
أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل المعروف بابن بشران
إبن المغازلي الواسطي
أحمد بن محمد العاصمي
مجد الدين إبن الأثير
إبن النجار البغدادي
سبط ابن الجوزي
محمد بن يوسف الكنجي
المحب الطبري الشافعي
شهاب الدين أحمد
جلال الدين السيوطي
نور الدين السمهودي
ابن حجر المكي
علي المتقي الهندي
إبراهيم الوصابي اليمني
شيخ بن عبد الله العيدروس اليمني
أحمد المكي الشافعي
محمود الشيخاني القادري
الشيخ عبد الحق الدهلوي
الشيخ إبراهيم الكردي
الميرزا محمد البدخشاني
الشيخ محمد الصبان المصري
عبد القادر العجيلي
المولوي محمد مبين اللكهنوي
المولوي ثناء الله باني بتي
المولوي ولي الله اللكهنوي
المولوي حسن علي المحدّث اللكهنوي
نور الدين السليماني
سليمان بن إبراهيم البلخي القندوزي
(٢) الإمام السبط الحسن المجتبى عليهالسلام
روى حديثه البلخي القندوزي الحنفي
(٣) الامام السبط الحسين عليهالسلام
روى حديثه جماعة منهم:
ابن مردويه الاصبهاني
إبن بشران الواسطي
إبن المغازلي الواسطي
أحمد بن محمد العاصمي
إبن النجار البغدادي
سليمان البلخي القندوزي
(٤) عبد الله بن العباس
وقد روى حديثه:
يحيى بن معين
إبن فهم البغدادي
أبو العباس الأصم
إبن تميم القنطري
إبن جرير الطبري
أبو القاسم الطبراني
أبو الشيخ الاصبهاني
الحاكم النيسابوري
إبن مردويه الاصبهاني
أبوبكر البيهقي
الخطيب البغدادي
ابن عبد البر القرطبي
ابن المغازلي الواسطي
أبو علي البيهقي
أحمد بن محمد العاصمي
أخطب خوارزم المكّي
عز الدين إبن الأثير
الكنجي الشافعي
صدر الدين الحموئي
أبو الحجاج المزي
جمال الدين الزرندي
صلاح الدين العلائي
مجد الدين الفيروزآبادي
شمس الدين الجزري
ابن حجر العسقلاني
جلال الدين السيوطي
السمهودي الشافعي
علي المتقي الهندي
الوصابي اليمني
جمال الدين المحدّث الشيرازي
عبد الرؤف المناوي
علي العزيزي
محمد البدخشاني
محمد صدر العالم
شاه ولي الله الدهلوي
محمد مبين اللكهنوي
ثناء الله باني بتي
ولي الله اللكهنوي
نور الدين السليماني
البلخي القندوزي
(٥) جابر بن عبد الله الأنصاري
وقد روى حديثه:
عبد الرزاق الصنعاني
أبوبكر البزار
أبو القاسم الطبراني
القفال الشاشي
إبن السقاء الواسطي
الحاكم النيسابوري
أبو الحسن العطار الشافعي
الخطيب البغدادي
أبو محمد الغندجاني
إبن المغازلي الواسطي
شيرويه الديلمي
شهردار الديلمي
إبن عساكر الدمشقي
الكنجي الشافعي
علي الهمداني
ابن الجزري الشافعي
ابن حجر العسقلاني
جلال الدين السيوطي
السمهودي الشافعي
عبد الوهاب البخاري
إبن حجر المكي
علي المتقي الهندي
العيدروس اليمني
المحدّث الشيرازي
عبد الرؤف المناوي
الشيخ علي العزيزي
الشيخ إبراهيم الكردي
الميرزا محمد البدخشاني
شاه ولي الله الدهلوي
الشيخ محمد الصّبان المصري
المولوي محمد مبين اللكنهوي
المولوي ثناء الله باني بتي
المولوي حسن علي المحدّث
(٦) عبد الله بن مسعود
وقد روى حديثه:
السيد علي الهمداني
الشيخ سليمان البلخي
(٧) حذيفة بن اليمان
وقد روى حديثه البلخي عن ابن المغازلي
(٨) عبد الله بن عمر
وقد روى حديثه جماعة، منهم:
أبو القاسم الطبراني
أبو عبد الله الحاكم
إبن حجر المكي
العيدروس اليمني
الميرزا محمد البدخشاني
الشيخ محمد الصبان
المولوي محمد مبين اللكهنوي
المولوي ثناء الله باني بتي
المولوي ولي الله اللكهنوي
الشيخ سليمان البلخي
(٩) أنس بن مالك
وقد روى حديثه:
السيد علي الهمداني
الشيخ سليمان البلخي
(١٠) عمرو بن العاص
وقد روى حديثه أبو المؤيد أخطب خوارزم المكي.
إلى غيرهم من الأصحاب كما لا يخفى على أولي الألباب، ممّن تتبع شواهد هذا الباب.
بل إنّهم جميعاً متفقون على صدوره عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومعترفون بهذه الفضيلة الدالة على إمامة أمير المؤمنينعليهالسلام ، ويشهد بما ذكرنا قول الزرندي في عنوان الحديث « فضيلة أخرى اعترف بها الأصحاب وابتهجوا، وسلكوا طريق الوفاق وانتهجوا »(١) وقال شهاب الدين أحمد بعد رواية الحديث عن ابن عباس: « رواه الزرندي وقال: هذه فضيلة اعترف بها الأصحاب وابتهجوا وسلكوا طريق الوفاق وانتهجوا »(٢) .
أقول: وإذا كان كذلك فكيف يسوغ الطعن فيه ممن يدعي الانتساب إلى الأصحاب، ويحاول الذبَّ عنهم في كلّ باب؟
____________________
(١). نظم درر السمطين: ١١٣.
(٢). توضيح الدلائل على تصحيح الفضائل - مخطوط.
الفائدة الثانية
في أسماء رواة الحديث من التابعين
ورواه طائفة من كبار التابعين وهم:
(١) الإِمام زين العابدين علي بن الحسين عليهالسلام
وقد أورد حديثه:
أبو غالب ابن بشران النحوي
الفقيه ابن المغازلي الواسطي
أحمد بن محمد العاصمي
المحب ابن النجار البغدادي
البلخي القندوزي
(٢) الإِمام الباقر محمد بن علي عليهالسلام
وقد أورد حديثه:
أبو غالب ابن بشران
الفقيه ابن المغازلي
أحمد بن محمد العاصمي
المحب ابن النجار البغدادي
الشيخ البلخي القندوزي
وقد ذكرناهماعليهماالسلام في عداد التابعين بناء على اصطلاح أهل السنة، كما لا يخفى.
(٣) الأصبغ بن نباتة الحنظلي الكوفي
وقد أورد حديثه:
إبن شاذان الحربي
جلال الدين السيوطي
(٤) جرير الضبي
وقد أورد حديثه:
أبوبكر الباغندي الواسطي
محمد بن المظفر البغدادي
الفقيه ابن المغازلي الواسطي
(٥) الحارث بن عبد الله الهمداني الكوفي
وقد أورد حديثه:
عباد بن يعقوب الرواجني
أبوبكر الخطيب البغدادي
أبو عبد الله الكنجي الشافعي
(٦) سعد بن طريف الحنظلي الكوفي
وقد أورد حديثه:
ابن شاذان الحربي
جلال الدين السيوطي
(٧) سعيد بن جبير الأسدي الكوفي
وتظهر روايته للحديث من تصريح البلخي عن الحموئي
(٨) سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي
وقد أورد حديثه:
سويد بن سعيد
أحمد بن حنبل
سبط ابن الجوزي
(٩) سليمان بن مهران الكوفي المعروف بالأعمش
وقد أورد حديثه:
يحيى بن معين
إبن فهم البغدادي
الأصم النيسابوري
إبن تميم القنطري
محمد بن جرير الطبري
أبو عبد الله الحاكم النيسابوري
أبو القاسم الطبراني
أبوبكر البيهقي
أبوبكر الخطيب البغدادي
الفقيه ابن المغازلي الشافعي
أبو علي البيهقي
أحمد بن محمد العاصمي
أخطب خوارزم المكي
العز ابن الأثير
الكنجي الشافعي
صدر الدين الحموئي
صلاح الدين العلائي
مجد الدين الفيروزآبادي
محمد الجزري الدمشقي
جلال الدين السيوطي
(١٠) عاصم بن ضمرة السلولي الكوفي
وقد أورد حديثه:
عباد بن يعقوب الرواجني
أبوبكر الخطيب البغدادي
الكنجي الشافعي
(١١) عبد الله بن عثمان بن خثيم القاري المكي
وقد أورد حديثه:
عبد الرزاق الصنعاني
أبوبكر القفال الشاشي
إبن السقاء الواسطي
أبو عبد الله الحاكم النيسابوري
أبو الحسن العطّار الشافعي
أبوبكر الخطيب البغدادي
أبو محمد الغندجاني
الفقيه ابن المغازلي الشافعي
إبن عساكر الدمشقي
الكنجي الشافعي
ابن حجر العسقلاني
(١٢) عبد الرحمن بن عثمان - ويقال بهمان - التيمي المدني
وقد أورد حديثه رواة حديث عبد الله بن عثمان فلا نعيد.
(١٣) عبد الرحمن بن عسيلة المرادي أبو عبد الله الصنابحي
وقد أورد حديثه:
سويد بن سعيد
أحمد بن حنبل
سبط ابن الجوزي
(١٤) مجاهد بن جبر أبو الحجاج المخزومي المكي
وقد أورد حديثه رواة حديث الأعمش فلا نعيد.
الفائدة الثالثة
في أسماء رواة الحديث من الحفاظ والمحدّثين
وقد أخرج حديث مدينة العلم كبار الأئمة والحفاظ والعلماء من أهل السنة على مدى القرون المتمادية.
القرن الثالث
أبوبكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني (٢١١).
أبو زكريا يحيى بن معين المري (٢٣٣)
أبو محمد سويد بن سعيد الهروي الحدثاني الأنباري (٢٤٠)
أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (٢٤٠)
عبّاد بن يعقوب الرواجني الأسدي (٢٥٠)
أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (٢٧٩)
أبو علي الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم البغدادي (٢٨٥)
أبوبكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق المعروف بالبزار (٢٩٢)
القرن الرابع
أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (٣١٠)
أبوبكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي الواسطي البغدادي (٣١٢)
أبو العباس محمد بن يعقوب الأموي الأصم (٣٤٦)
أبو الحسن محمد بن أحمد بن تميم الحناط القنطري البغدادي (٣٤٨)
أبوبكر محمد بن عمر التميمي البغدادي المعروف بالجعابي (٣٥٥)
أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني (٣٦٠)
أبوبكر محمد بن علي بن إسماعيل الشاشي المعروف بالقفال (٣٦٦)
أبو محمد عبد الله بن عبد الله بن حيان الاصبهاني أبو الشيخ (٣٦٩)
أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المعروف بابن السقاء الواسطي (٣٧٣)
أبو الليث نصر بن محمد السمرقندي الحنفي (٣٧٩)
أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى البغدادي (٣٧٩)
أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان المعروف بابن شاهين البغدادي (٣٨٥)
أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن شاذان السكري الحربي (٣٨٦)
أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري المعروف بابن بطة (٣٨٧)
القرن الخامس
أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري المعروف بالحاكم (٤٠٥)
أبوبكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني (٤١٦)
أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني (٤٣٠)
أبو الحسن أحمد بن مظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي (٤٤١)
أبو الحسن علي بن محمد البصري الشافعي المعروف بالماوردي (٤٥٠)
أبوبكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (٤٥٨)
أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي المعروف بابن بشران (٤٦٢)
أبوبكر أحمد بن علي المعروف بالخطيب البغدادي (٤٦٣)
أبو عمر يوسف بن عبد الله المعروف بابن عبد البر النمري القرطبي (٤٦٣)
أبو محمد الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني (٤٦٧)
أبو الحسن علي بن محمد بن الطيب الجلابي المعروف بابن المغازلي (٤٨٣)
أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني (٤٨٩)
القرن السادس
أبو علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي (٥٠٧)
أبو شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه الهمداني الديلمي (٥٠٩)
أحمد بن محمد العاصمي صاحب ( زين الفتى - شرح سورة هل أتى ) شهردار بن شيرويه الديلمي الهمداني (٥٥٨)
أبو سعد عبد الكريم بن محمد التميمي السمعاني المروزي (٥٦٢)
أبو المؤيد موفق بن أحمد المعروف بأخطب خوارزم المكي (٥٦٨)
أبو القاسم بن علي بن الحسن الدمشقي المعروف بابن عساكر (٥٧١)
أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي الأندلسي (٦٠٥) تقريباً.
القرن السابع
أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير (٦٠٦)
أبو الحسن علي بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير (٦٣٠)
محي الدين محمد بن علي بن عربي الطائي الأندلسي (٦٣٨)
محب الدين محمد بن محمود البغدادي المعروف بابن النجار (٦٤٣)
كمال الدين أبو سالم محمد بن طلحة القرشي النصيبي الشافعي (٦٥٢)
شمس الدين أبو المظفر سبط ابن الجوزي (٦٥٤)
أبو عبد الله محمد بن يوسف الكنجي الشافعي (٦٥٨)
عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي (٦٦٠)
جلال الدين محمد المعروف بالمولوي الرومي (٦٧٢)
أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي (٦٧٦)
محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري الشافعي المكي (٦٩٤)
سعيد الدين محمد بن أحمد الفرغاني (٦٩٩)
القرن الثامن
أحمد بن منصور الكازروني المتوفى بعد (٧٠٧)
حسين بن محمد المعروف بأمير حسيني الفوزي (٧١٨)
أبو المجامع ابراهيم بن محمد الجويني الحموئي (٧٢٢)
نظام الدين محمد بن أحمد البخاري المشهور عندهم بنظام الأولياء (٧٢٥)
جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي (٧٤٢)
محمد بن يوسف الزرندي المتوفى بعد (٧٥٠)
صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي العلائي الدمشقي (٧٦١)
السيد علي بن شهاب الدين الهمداني (٧٨٦)
نور الدين جعفر بن سالار البدخشاني المعروف بأمير ملّا خليفة الهمداني بدر الدين محمد بن بهادر الزركشي الشافعي (٧٩٤)
القرن التاسع
كمال الدين محمد بن عيسى الدميري (٨٠٨)
محمد بن يعقوب الشيرازي الفيروزآبادي اللغوي (٨١٦)
إمام الدين محمد الهجروي الايجي الواسطي
شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري (٨٣٣)
زين الدين أبوبكر محمد بن محمد بن علي الخوافي (٨٣٨)
شهاب الدين بن شمس الدين الزاولي الدولت آبادي (٨٤٩)
السيد شهاب الدين أحمد صاحب توضيح الدلائل
نور الدين علي بن محمد ابن الصباغ المالكي المكي (٨٥٥)
عبد الرحمن بن محمد البسطامي (٨٥٨)
شمس الدين محمد بن يحيى الجيلاني اللاهجي المتوفى بعد (٨٧٧)
القرن العاشر
شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي (٩٠٢)
الحسين بن علي الكاشفي (٩١٠)
جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (٩١١)
نور الدين علي بن عبد الله السمهودي (٩١١)
فضل الله بن روزبهان الشيرازي
عز الدين عبد العزيز بن عمر ابن فهد الهاشمي المكي (٩٢٢)
شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني المصري الشافعي (٩٢٣)
جلال الدين محمد بن أسعد الصديقي الدواني (٩٢٨)
كمال الدين حسين بن معين الدين الميبدي
غياث الدين بن همام الدين المدعو بخواند أمير صاحب ( حبيب السير )
عبد الوهاب بن محمد رفيع الدين البخاري (٩٣٢)
شمس الدين محمد بن يوسف الشامي الدمشقي الصالحي (٩٤٢)
الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن عرّاق الكناني (٩٦٣)
أحمد بن محمد بن علي حجر الهيتمي المكي (٩٧٤)
علي بن حسام الدين الشهير بالمتقي (٩٧٥)
إبراهيم بن عبد الله الوصابي اليمني الشافعي محمد بن طاهر الفتني الهندي (٩٨٦)
عباس بن معين الدين الجرجاني الشهير بميرزا مخدوم (٩٨٨)
كمال الدين بن فخر الدين الجهرمي
شيخ بن عبد الله العيدروس اليمني (٩٩٠)
جمال الدين عطاء الله بن فضل الله المحدّث الشيرازي (١٠٠٠)
أبو العصمة محمد معصوم بابا السمرقندي.
القرن الحادي عشر
علي بن سلطان الهروي المعروف بالقاري (١٠١٤)
محمد عبد الرؤف بن تاج العارفين المناوي (١٠٣١)
الملا يعقوب البنباني اللاهوري
أبو العباس أحمد بن محمد المقري الأندلسي (١٠٤١)
أحمد بن الفضل بن محمد بن باكثير المكي الشافعي (١٠٤٧)
محمد بن محمد بن علي الشيخاني القادري
عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي البخاري (١٠٥٢)
السيد محمد بن السيد جلال الدين ماه عالم البخاري
الله ديا بن عبد الرحيم الجشتي العثماني
عبد الرحمن بن عبد الرسول الجشتي.
شيخ بن علي بن محمد الخفري (١٠٦٣)
علي بن أحمد بن محمد العزيزي (١٠٧٠)
أبو الضياء نور الدين علي بن علي الشبراملسي القاهري الشافعي (١٠٨٢)
تاج الدين السنبهلي النقشبندي
القرن الثاني عشر
إبراهيم بن حسن الكردي الكوراني الشافعي (١١٠١)
السيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي (١١٠٣)
إسماعيل بن سليمان الكردي البصري
محمد بن عبد الباقي الأزهري الزرقاني المالكي (١١٢٢)
سالم بن عبد الله بن سالم البصري الشافعي المتوفى بعد (١١٢١)
الميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني
محمد صدر العالم
شاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي (١١٧٦)
محمد معين بن محمد أمين السندي
محمد بن سالم بن أحمد الشافعي المصري الشهير بالحفني (١١٨١)
محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير الصنعاني (١١٨٢)
الشيخ سليمان جمل
قمر الدين الحسيني الأورنقابادي (١١٩٣)
القرن الثالث عشر
شهاب الدين أحمد بن عبد القادر العجيلي الشافعي
الشيخ محمد بن علي الصبان (١٢٠٥)
محمد مبين بن محب الله السهالوي اللكهنوي (١٢٢٥)
ثناء الله باني بتي (١٢٢٥)
عبد العزيز بن ولي الله ( الدهلوي )
الشيخ جواد ساباط بن إبراهيم الساباطي الحنفي
عمر بن أحمد الخربوتي
محمد بن علي الشوكاني (١٢٥٠)
محمد رشيد الدين خان تلميذ ( الدهلوي )
جمال الدين أبو عبد الله محمد بن عبد العلي المحدث تلميذ ( الدهلوي )
نور الدين بن إسماعيل السليماني
ولي الله بن حبيب الله السهالوي اللكهنوي (١٢٧٠)
شهاب الدين محمود بن عبد الله البغدادي الشهير بالآلوسي (١٢٧٠)
سليمان بن إبراهيم القندوزي البلخي (١٢٩٣)
سلامة الله البدايوني
حسن الزمان
محمد بن قاسم التركماني التبريزي ثم الحيدرآبادي
علي بن سليمان الشاذلي
عبد الغني الغنيمي
الفائدة الرابعة
في ذكر من نص على صحة الحديث
ولقد نص جماعة من أكابر علماء أهل السنة على صحة حديث مدينة العلم ومنهم:
يحيى بن معين
ومحمد بن جرير الطبري، وقد اختار اتحاده مع حديث « أنا دار الحكمة »
والحاكم النيسابوري
ومحمد بن طلحة الشافعي
وسبط ابن الجوزي
ومحمد بن يوسف الكنجي في ( كفاية الطالب )
وصلاح الدين العلائي، على ما ذكر السخاوي وابن حجر المكي
وشمس الدين ابن الجزري في ( اسنى المطالب )
وشمس الدين السخاوي في ( المقاصد الحسنة )
وجلال الدين السيوطي في ( جمع الجوامع )
وفضل الله ابن روزبهان الشيرازي في كتابه ( الباطل )
وعلي المتقي الهندي
والسيد محمد البخاري
والميرزا محمد البدخشاني في ( نزل الأبرار ) الذي التزم فيه بالصحة
ومحمد صدر العالم في ( معارج العلى )
ومحمد الأمير اليماني في ( الروضة الندية )
وثناء الله باني بتي في ( السيف المسلول )
المولوي حسن الزمان
وستأتي كلماتهم في مواضعها إن شاء الله.
الفائدة الخامسة
في ذكر من نص على حسن الحديث
وقد نص جماعة منهم على حسن هذا الحديث مطلقاً أو في بعض طرقه - وفيهم بعض القائلين بصحته، إما لأنه كان يقول بحسنه ثم ظهر له صحته كما صرح به السيوطي في حق نفسه، وإما لأنه يرى في بعض طرقه الصحة وفي بعضها الحسن كالكنجي - ومن هؤلاء:
الترمذي، على ما نسب إليه عبد الحق الدهلوي في ( اللمعات )
والكنجي حيث قال بالنسبة إلى حديث ابن عباس « هذا حديث حسن عال »
وصلاح الدين العلائي
والبدر الزركشي على ما نسب إليه المناوي وحسن الزمان
والمجد الشيرازي في ( نقد الصحيح )
وابن حجر العسقلاني في ( فتاواه ) وفي أجوبة الأحاديث التي تعقبها السراج القزويني
والسخاوي بالنسبة إلى حديث ابن عباس في ( المقاصد الحسنة )
والسيوطي في ( تاريخ الخلفاء ) وغيره
والسمهودي، حيث أورد تصحيح الحاكم وتحسين العلائي وابن حجر، ساكتاً على ذلك، فلا أقل من أنه يقول بحسنه.
ومحمد بن يوسف الشامي الصالحي في ( سبل الهدى والرشاد )
وأبو الحسن علي بن عرّاق في ( تنزيه الشريعة )
وابن حجر المكي في ( الصواعق ) و ( المنح المكية ) و ( تطهير الجنان ) وغيرها.
ومحمد طاهر الفتني حيث نقل كلام العلائي وابن حجر في ( تذكرة الموضوعات )
وعلي القاري في ( المرقاة )
والمناوي في ( فيض القدير )
ومحمد الحجازي الشعراني على ما نقل عنه العزيزي
وعبد الحق الدهلوي في ( اللمعات ) وغيره
والعزيزي في ( السراج المنير )
وعلي بن علي الشبراملسي في ( تيسير المطالب السنية )
والزرقاني في ( شرح المواهب اللدنية )
والصبان في ( إسعاف الراغبين )
والشوكاني في ( الفوائد المجموعة )
وحسن علي المحدّث في ( تفريح الأحباب ).
الفائدة السادسة
في ذكر من أرسله إرسال المسلّم
وقد أرسل حديث أنا مدينة العلم جماعة كبيرة من أكابر أهل السنة إرسال المسلم، منهم:
أبو الليث السمرقندي
أحمد بن محمد العاصمي
أبو المجد الغزنوي
أبو الحجاج البلوي
ابن عربي الأندلسي
ابن طلحة الشافعي
أبو عبد الله الكنجي الشافعي
العز ابن عبد السلام
محب الدين الطبري الشافعي
سعيد الدين الفرغاني
أمير حسيني الفوزي
نظام الأولياء الهندي
شمس الدين الزرندي
السيد علي الهمداني
كمال الدين الدميري
زين الدين الخوافي
شهاب الدين الدولت آبادي
شهاب الدين أحمد
ابن الصباغ المالكي
عبد الرحمن البسطامي
شمس الدين اللاهجي
حسين بن علي الكاشفي
جلال الدين الدواني
الحسين الميبدي اليزدي
خواند أمير المؤرّخ
ابن حجر المكي
جمال الدين المحدّث الشيرازي
أبو العصمة السمرقندي
الشيخ علي القاري
عبد الرحمن الجشتي
شيخ بن علي الخفري
الشيخ إبراهيم الكردي
شاه ولي الله الدهلوي
الشيخ سليمان جمل
قمر الدين الحسيني
المولوي مبين اللكهنوي
المولوي ثناء الله
الشيخ جواد الساباطي
المولوي ولي اللكهنوي
فهل يستريب أحد في كون هذا الحديث من الأحاديث الثابتة؟
الفائدة السابعة
في ذكر من وصف أمير المؤمنين بـ « باب مدينة العلم »
ولقد وصف كبار أئمة أهل السنة سيدنا أمير المؤمنينعليهالسلام بـ « باب مدينة العلم » وما يماثله، أو وصفوا النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم بـ « مدينة العلم ». كلّ ذلك أخذاً بحديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها. وهذا من أوضح البراهين على تصحيح هؤلاء لهذا الحديث الشريف. ومنهم:
أبو نعيم الاصبهاني
أبو سعد السمعاني
أبو المؤيد الخوارزمي
أبو عبد الله الكنجي
سعيد الدين الكازروني
شمس الدين الزرندي
السيد علي الهمداني
الميرزا محمد البدخشاني
الهروي الايجي
شهاب الدين الدولت آبادي
شهاب الدين أحمد
شهاب الدين القسطلاني
جلال الدين الدواني
شمس الدين الصالحي الدمشقي
ابن حجر المكي
جمال الدين المحدث الشيرازي
الشيخ علي القاري
عبد الرءوف المناوي
عبد الحق الدهلوي
سيد محمد ماه العالم
عبد الرحمن الجشتي
الشيخ تاج الدين النقشبندي
الشيخ إبراهيم الكردي
الشيخ سالم البصري
السيد محمد البرزنجي
محمد معين السندي
محمد بن إسماعيل الأمير
شهاب الدين أحمد العجيلي
رشيد الدين الدهلوي
سلامة الله البدايوني
حسن الزمان التركماني
عبد الغني الغنيمي
الفائدة الثامنة
في ذكر من نظم هذه المأثرة في أشعاره
ولقد نظم جماعة من كبار العلماء الأدباء هذه المنقبة في أشعارهم مثل:
أبي القاسم إسماعيل بن عباد المعروف بالصاحب
وأبي القاسم حسن بن إسحاق الطوسي المعروف بالفردوسي
وأبي المجد مجدود بن آدم الحكيم السنائي
والموفق بن أحمد الخوارزمي المكي
وأفضل الدين إبراهيم بن علي الشهير بالخاقاني
وفريد الدين محمد بن إبراهيم المعروف بالفريد العطار
وجلال الدين محمد بن محمد البلخي الرومي المعروف بالمولوي.
ومحيي الدين يحيى بن شرف النووي
وشرف الدين مصلح بن عبد الله الشيرازي الشهير بالسعدي
وشمس الدين محمد بن أحمد الأندلسي الهواري المعروف بابن جابر.
وفخر الدين عبد الرحمن بن مكانس القبطي المصري
وعز الدين عبد العزيز بن عمر الهاشمي المكي المعروف بابن فهد
ومحمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير الصنعاني
وشهاب الدين أحمد بن عبد القادر العجيلي.
الفائدة التاسعة
في شهرة هذا الحديث وتواتره على ضوء كلمات علماء أهل السنة
فظهر أن هذا الحديث الشريف من الأحاديث المشهورة بل المتواترة عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويشهد بذلك أمور:
الأول:
تصريح سبط ابن الجوزي في ( تذكرة الخواص ) بأن هذا الحديث من الفضائل المشتهرة الثابتة، وقد نص القسطلاني على أن المشهور يلحق بالتواتر عند علماء الدراية.
الثاني:
تصريح الشيخ عبد الحق الدهلوي في ( اللمعات ) و ( شرح المشكاة الفارسي ) بشهرة هذا الحديث.
الثالث:
وصف الشيخ محمد بن إسماعيل الأمير اليماني الصنعاني إيّاه في ( الروضة الندية ) بالشهرة.
الرابع:
إعتراف ( الدهلوي ) نفسه بشهرته في جواب سؤال بعضهم عن ذلك كما ستدري إن شاء الله.
الخامس:
تصريح المولوي حسن الزمان في ( القول المستحسن ) بشهرته كما سيأتي.
السادس:
دعوى ابن حجر المكي في ( الصواعق )(١) تواتر حديث « مروا أبابكر فليصل بالناس » بزعمه وروده عن ثمانية من الصحابة. فلو كان رواية هذا العدد مفيداً للتواتر فإن حديث مدينة العلم - الذي رواه عشرة منهم - متواتر بالأولوية.
السابع:
دعوى ابن حزم في ( المحلى ) تواتر المنع عن بيع الماء، وهو غير منقول إلّا عن أربعة من الصحابة، فإذا كان نقل الأربعة مفيداً للتواتر فإنّ حديث مدينة العلم متواتر قطعي الصدور بالأولوية القطعية.
____________________
(١). الصواعق المحرقة: ١٣ قال: « واعلم أن هذا الحديث متواتر، فإنه ورد من حديث عائشة وابن مسعود وابن عباس وابن عمر وعبد الله بن زمعة وأبي سعيد وعلي بن أبي طالب وحفصة »
الثامن:
زعم ابن تيمية في ( المنهاج ) تواتر الحديث الموضوع « لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبابكر خليلاً » بدعوى وروده عن ابن مسعود وأبي سعيد وابن عباس وابن الزبير، وقوله ما نصه: « وهذا الحديث مستفيض بل متواتر عند أهل العلم بالحديث، فإنه قد أخرج في الصحاح من وجوه متعددة من حديث ابن مسعود وأبي سعيد وابن عباس وابن الزبير ».
فيكون حديث مدينة العلم متواتراً عند أهل العلم - بالأولوية القطعية - لأنه قد أخرج من وجوه متعددة من حديث عشرة من الأصحاب وهم: أمير المؤمنينعليهالسلام والامام الحسن والامام الحسين -عليهماالسلام - وابن عباس وجابر وابن مسعود وحذيفة وعبد الله بن عمر وأنس وعمرو بن العاص.
التاسع:
دعوى ( الدهلوي ) في ( التحفة ) في الكلام على مطاعن عثمان تواتر الكلام المكذوب على أمير المؤمنينعليهالسلام « إنما مثلي ومثل عثمان كمثل أنوار ثلاثة » بمجرّد وروده في كتب الفريقين كما زعم حيث قال: « وهذه القصة بلغت من الشهرة والتواتر حداً حتى ذكرت في كتب الفريقين، فلا مجال لانكارها ».
فإذا كان ورود هذا الكلام الموضوع في كتب الفريقين!! دليلاً على تواتره، كان تواتر حديث مدينة العلم قطعياً، لأن من المتعذر إحصاء الكتب التي ورد فيها هذا الحديث عند الفريقين.
الفائدة العاشرة
في زيادة توضيح لثبوت الحديث
ويزيد ثبوت حديث مدينة العلم وقطعية صدوره عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم وضوحاً وجوه:
الأول:
إنه من حديث أمير المؤمنينعليهالسلام ، وقد قامت البراهين الواضحة والأدلة القويمة على عصمته عليه الصلاة والسلام، بل اعترف بعصمته الشاه ولي الله و ( الدهلوي ) نفسه، كما صرح ( الدهلوي ) بصدقهعليهالسلام بإجماع أهل السنة فلا محيص من الاعتراف بقطعية صدوره.
الثاني:
إنه من حديث سيدنا الامام الحسنعليهالسلام . ولا ريب في عصمته بالأدلة العامة والخاصة، فلا ريب في قطعية صدوره.
الثالث:
إنه من حديث سيدنا الامام الحسينعليهالسلام . ولا ريب في عصمته كذلك فالحديث قطعي الصدور.
الرابع:
أنه من حديث سيدنا الامام زين العابدينعليهالسلام . ولا ريب في عصمته كذلك، فالحديث قطعي الصدور.
الخامس:
إنه من حديث سيدنا الامام الباقرعليهالسلام . ولا ريب في عصمته كذلك، فالحديث قطعي الصدور.
السادس:
إنه من حديث سيدنا الامام جعفر بن محمد الصادقعليهالسلام - كما سيأتي إن شاء الله - وهو لا ريب في عصمته، فالحديث قطعي الصدور.
السابع:
إنه من حديث سيدنا الامام موسى الكاظمعليهالسلام - كما سيأتي - ولا ريب في عصمته كآبائه الطاهرين، فالحديث قطعي الصدور.
الثامن:
إنه من حديث سيدنا الامام الرضاعليهالسلام - كما ستعلم عن قريب - وهو لا ريب في عصمته، فالحديث قطعي الصدور.
التاسع:
لقد جعل ( الدهلوي ) في ( التحفة ) حديث « لا نورث » الموضوع كالقرآن الكريم في إفادة اليقين، بزعم أنه من حديث أمير المؤمنينعليهالسلام .
وإن حديث مدينة العلم من حديثه عليه الصلاة والسلام كما علمت، فهو كالقرآن الكريم في القطعية على ضوء كلام ( الدهلوي ).
العاشر:
لقد جعل ( الدهلوي ) الحديث الموضوع المذكور مفيداً لليقين كالقرآن المبين لكونه - بزعمه - من حديث حذيفة.
وقد علمت أن حذيفة من رواة حديث مدينة العلم، فهذا الحديث يساوي آي القرآن العظيم في إفادة اليقين.
الحادي عشر:
لقد جعل ( الدهلوي ) الحديث الموضوع المذكور مفيداً لليقين، لأنه من حديث كل من الزبير وأبي الدرداء وأبي هريرة والعباس وعبد الرحمن بن عوف وسعد.
فحديث مدينة العلم كذلك، لأنه من حديث عشرة من الصحابة كما عرفت.
فظهر قطعية صدور حديث مدينة العلم على ضوء كلمات ( الدهلوي ) نفسه، والحمد لله على ذلك.
الثاني عشر:
لقد ذكر الحافظ القاضي عياض ما نصه « وكذلك قصة نبع الماء
وتكثير الطعام رواها الثقات والعدد الكثير عن الجماء الغفير عن العدد الكثير من الصحابة فهذا النوع كله مما يلحق بالقطعي من معجزاته »(١) .
قلت: فكذلك حديث مدينة العلم، رواه الثقات والعدد الكثير من الأئمة عن العدد الكثير من الصحابة، فهو قطعي أيضاً.
الثالث عشر:
لقد قال القاضي عياض في كلامه السابق « ومنها ما رواه الكافة عن الكافة، متصلاً عمن حدّث بها من جملة الصحابة وأخبارهم، أن ذلك كان في مواطن اجتماع الكثير منهم في يوم الخندق وفي غزوة بواط وعمرة الحديبية وغزوة تبوك وأمثالها من محافل المسلمين ومجمع العساكر، ولم يؤثر عن أحد من الصحابة مخالفة للراوي فيما حكاه ولا إنكار لما ذكر عنهم أنهم رووه كما رواه، فسكوت الساكت منهم كنطق الناطق، إذ هم المنزهون عن السكوت على باطل والمداهنة في كذب، وليس هناك رغبة ولا رهبة تمنعهم، ولو كان ما سمعوه منكراً عندهم غير معروف لديهم أنكروا كما أنكر بعضهم على بعض أشياء رووها من السنن والسير وحروف القرآن، وخطّأ بعضهم بعضاً ووهّمه في ذلك مما هو معلوم، فهذا النوع كله مما يلحق بالقطعي من معجزاته لما بيناه ...»(٢) .
هذا كلامه، وعلى هذا الأساس نقول: إن أكثر فضائل أمير المؤمنينعليهالسلام قطعي، ولا سيما حديث مدينة العلم لما سيجيء - في روايات الأعلام - من حديث جابر من أن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم قال ذلك في غزوة الحديبية ولم يؤثر عن أحد من الصحابة مخالفة لجابر فيما حكاه في الباب.
بل يظهر من عبارة الزرندي إجماعهم على الاعتراف بذلك، فقد قال هي فضيلة « اعترف بها الاصحاب وابتهجوا، وسلكوا طريق الوفاق وانتهجوا » وقد نقل
____________________
(١). الشفا بتعريف حقوق المصطفى: ٣٠٨ - ٣٠٩ بشرح القاري.
(٢). الشفا بتعريف حقوق المصطفى: ٣٠٩ بشرح القاري.
شهاب الدين أحمد هذا الكلام عنه في [ توضيح الدلائل ]. فاذن كلّهم معترفون بهذه الفضيلة وناطقون بها، وليس هناك رغبة ولا رهبة تمنعهم، بل كان الأمر - بالنسبة إلى فضائل الامامعليهالسلام - بالعكس، فقد كانت دواعي الكتم والإخفاء في أكثرهم موجودة.
الرابع عشر:
قال القاضي بعد كلامه السابق: « وأيضاً، فإن أمثال الأخبار التي لا أصل لها وبنيت على باطل لابدّ مع مرور الأزمان وتداول الناس وأهل البحث من انكشاف ضعفها وخمول ذكرها، كما يشاهد في كثير من الأخبار الكاذبة والأراجيف الطارية.
وأعلام نبيناصلىاللهعليهوآلهوسلم هذه الواردة من الطريق الآحاد لا تزداد مع مرور الزمان إلّا ظهوراً، ومع تداول الفرق وكثرة طعن العدو وحرصه على توهينها وتضعيف أصلها واجتهاد الملحد على إطفاء نورها إلّا قوة وقبولاً، وللطاعن عليها إلّا حسرة وغليلاً »(١) .
أقول: وهذا البيان بحذافيره جار في باب فضائل أمير المؤمنينعليهالسلام كما هو الواقع - وهو يكفي برهاناً على صحتها وقطعية صدورها عن النبي الكريمصلىاللهعليهوآلهوسلم .
الخامس عشر:
لقد اشتغل كبار علماء الفريقين - من الصدر الأول حتى الآن - بهذا الحديث وتناقلوه وحققوه وشرحوه مبتهجين ومتبركين به، ومن راجع كلماتهم حوله لم يبق له ريب في صحته وثبوته، ولم يصغ إلى أراجيف شذاذ من أهل الزيغ
____________________
(١). الشفا: ٣٠٩ بشرح القاري.
والعناد.
السادس عشر:
إن هذا الحديث مما اتفق عليه الفريقان، وذلك من أوضح الأدلة على قطعية صدوره، كما بيّنا ذلك بالتفصيل في مجلد حديث الطير على ضوء كلمات ( الدهلوي ) في كتابه ( التحفة ).
سند حديث مدينة العلم
(١)
رواية الامام الرضا عليهالسلام
لقد روى سيدنا الامام الرضاعليهالسلام حديث مدينة العلم في ( الصحيفة ) المباركة عن آبائه المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين وهذا نصها:
« وباسناده قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : إن قاتل الحسين في تابوت من نار، وعليه نصف عذاب أهل الدنيا، وقد شدّ يداه ورجلاه بسلاسل من النار حتى يقع في قعر جهنم، وله ريح يتعوّذ أهل النار إلى ربهم من شدّة نتنه، وهو فيها خالد ذائق العذاب الأليم، كلّما نضجت جلودهم بدّل الله لهم الجلود، لا يفتّر عنهم ساعة، ويسقون من حميم جهنم، فالويل من عذاب الله عز وجلّ.
وباسناده قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب.
وباسناده قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش نعم الأب أبوك ابراهيم ونعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب ».
صحيفة الرضا من الأصول المعتبرة
و ( صحيفة الرضاعليهالسلام ) من الكتب المعروفة المعتمدة والأصول المشهورة المعتبرة، لدى العلماء الأعلام من أهل السنة، فقد قال أبو شجاع شيرويه ابن شهردار الديلمي ما نصه: « أما بعد فإني رأيت أهل زماننا هذا خاصة أهل بلدنا أعرضوا عن الحديث وأسانيده، وجهلوا معرفة الصحيح والسقيم، وتركوا الكتب التي صنفها أئمة الدين قديماً وحديثاً، والمسانيد التي جمعوها في الفرائض والسنن، والحلال والحرام، والآداب والوصايا، والأمثال والمواعظ، وفضائل الأعمال، واشتغلوا بالقصص والأحاديث المحذوفة أسانيدها، التي لم يعرفها نقله الحديث، ولم تقرأ على احد من أصحاب الحديث، وطلبوا الموضوعات التي وضعها القصاص لينالوا بها للقطعيات في المجالس على الطرق، ثبت في كتابي هذا اثني عشر ألف حديث ونيفاً من الأحاديث الصغار على سبيل الاختصار، من الصحاح والغرائب والأفراد والصحف المروية عن النبي لعلي بن موسى الرضا وعمر بن شعيب »(١) .
وقال جار لله الزمخشري: « كان يقول يحيى بن الحسين الحسيني في إسناد صحيفة الرضا: لو قرئ هذا الإِسناد على أذن مجنون لأفاق »(٢) .
وقال السمعاني: « الرّضوي بفتح الراء والضاد وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى الرضا وهو علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبي الحسن المعروف بالرضا المدفون بطوس، يروي صحيفة عن آبائه، وجماعة من أولاده نسبوا إليه يقال لكلّ واحد منهم الرضوي »(٣) .
وقال سبط ابن الجوزي بترجمة الامامعليهالسلام : « وذكر عبد الله بن أحمد
____________________
(١). مسند الفردوس - خطبة الكتاب - مخطوط.
(٢). ربيع الأبرار ٣ / ٢٧٨.
(٣). الأنساب - الرضوي.
المقدسي في كتاب أنساب القرشيين نسخة يرويها علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى عن أبيه جعفر عن أبيه محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه عليعليهالسلام عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، إسناد لو قرئ على مجنون برئ »(١) .
وقال المزي « روى عنه ابنه محمد، وعثمان بن المثاور، والنحوي علي بن علي الدعبلي، وأيوب بن منصور النيسابوري، وأبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، والمأمون بن الرشيد، وعلي بن مهدي بن صدقة له عنه نسخة، وأبو أحمد داود بن سليمان بن سيف الغازي القزويني له عنه نسخة، وأحمد بن عامر ابن سليمان الطائي له عنه نسخة كبيرة »(٢) .
وقد عدّها المحبّ الطبري من مآخذ كتابه معبراً عنها بـ ( مسند الرضا )، ونقل عنها في مواضع منه، منها: قوله في فضائل أمير المؤمنينعليهالسلام « ذكر أنه أول من يقرع باب الجنة بعد النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : عن علي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي، إنك أول من يقرع باب الجنة فيدخله بغير حساب بعدي. خرّجه الامام علي بن موسى الرضا في مسنده »(٣) .
ومنها قوله « ذكر إخبار جبرئيل عن الله تعالى أن علياً من النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم بمنزلة هارون من موسى: عن أسماء بنت عميس قالت: هبط جبرئيلعليهالسلام على النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم فقال: يا محمد، إن ربك يقرئك السلام ويقول لك: علي منك بمنزلة هارون من موسى لكن لا نبي بعدك. خرّجه الإِمام علي بن موسى الرضا »(٤) .
ومنها قوله « عن علي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : إنك سيّد
____________________
(١). تذكرة خواص الامة: ٣٥٢.
(٢). تهذيب الكمال ٢١ / ١٤٨.
(٣). الرياض النضرة في مناقب العشرة ٢ / ٢١١.
(٤). المصدر نفسه ٢ / ٢١٦
المسلمين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين. خرّجه علي بن موسى الرضا »(١) .
كما نقل عنها المحب الطبري في كتابه الآخر ( ذخائر العقبى ) جملةً من فضائل أهل البيتعليهمالسلام (٢) .
وروى عن الصحيفة إبراهيم بن عبد الله الوصابي اليمني في مواضع من كتابه ( الاكتفاء في فضائل الأربعة الخلفاء ) في فضائل أمير المؤمنينعليهالسلام معبّراً عنها بـ ( مسند الرضا ) كذلك، فليراجع.
وقال ابن باكثير المكي: « وعن سيدنا علي كرّم الله وجهه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : لما أسري بي إلى السماء، أخذ جبرئيل بيدي وأقعدني على درنوك من درانيك الجنة وناولني سفرجلة، فكنت أقلّبها إذْ انفلقت وخرجت منها حوراء لم أر أحسن منها، فقالت: السلام عليك يا محمد، فقلت: وعليك السلام من أنت؟ قالت: أنا الراضية المرضية، خلقني الجبار من ثلاثة أصناف: أعلاي من عنبر، ووسطي من كافور، وأسفلي من مسك، عجنني بماء الحيوان ثم قال لي: كوني فكنت، خلقني لأخيك وابن عمك علي بن أبي طالب. أخرجه الامام علي بن موسى الرضا »(٣) .
بل عدّها محمد عابد السندي في الكتب المعتبرة التي يرويها بأسانيده الصحيحة حيث قال في ( حصر الشارد ) « وأما الأربعون من نسخة علي بن موسى الرضا عن آبائه فأرويها بالسند المتقدّم إلى الحافظ ابن حجر، عن أحمد بن أبي المقدسي، عن سليمان بن حمزة، أنا محمود بن إبراهيم، أنا الحسن بن محمد بن عباس الراسمي، أنا أبوبكر أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب، أنا أبوبكر محمد بن عبد الله حفيد العباس بن حمزة، أنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ».
____________________
(١). الرياض النضرة ٢ / ٢٣٤.
(٢). ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، أنظر: ٢٦، ٣٢، ٣٩، ٤٤، ٤٧، ٤٨
(٣). وسيلة المآل في مناقب الآل - مخطوط.
ترجمة السندي
والسندي من أعلام علماء القوم، وقد ترجم الصديق حسن القنوجي للشيخ محمد عابد السندي في ( أبجد العلوم ) وأثنى عليه قائلاً: « الشيخ محمد عابد السندي ابن أحمد علي بن يعقوب، الحافظ، من بني أبي أيوب الأنصاري، ولد ببلدة سيون وهي على شاطئ النهر شمالي حيدرآباد السند مما يلي بلدة بويك، هاجر جدّه الملقب بشيخ الإسلام إلى أرض العرب، وكان من أهل العلم والصلاح.
وأقام الشيخ محمد عابد بزبيد دارة علم باليمن معروفة، واستفاد من علمائها واقتبس من أشعة عظمائها، حتى عدّ من أهلها، ودخل صنعاء اليمن يتطبب لامامهم وتزوج ابنة وزيره، وذهب مرة سفيراً من إمام صنعاء إلى مصر، وكان شديد التحنن إلى ربوع طابة، وعاود مرة أرض قومه فدخل نواري بلدة بأرض السند مما يلي بندر كراجي وأقام بها ليالي معدودات، ثم عاد إلى المدينة الطيبة، وولي رئاسة علمائها من قبل والي مصر، وخلّف من مصنفاته كتبا مبسوطة ومختصرة وكان ذا عصبية للمذهب الحنفي »
من رواة الصحيفة
لقد ظهر من عبارة السندي أن جماعة من حفاظ أهل السنة - أمثال ابن حجر العسقلاني - يروون صحيفة الامام الرضاعليهالسلام .
ويوجد ( في المكتبة الناصرية ) نسختان من الصحيفة يروى إحداهما: أبو الفتح عبيد الله بن عبد الكريم بن هوازن القشيري النيشابوري الشافعي، المترجم في ( طبقات الشافعية للسبكي ٧ / ٢٠٧ ) والأخرى يرويها: صدر الدين أبو المجامع إبراهيم بن محمد الحموئي الجويني المتوفى سنة ٧٢٢، والمترجم في ( تذكرة الحفاظ ٤ / ٢٩٨ ) و ( مرآة الجنان - حوادث ٧٢٢ ) و ( العبر حوادث ٧٩٥ ) و ( الدرر
الكامنة ١ / ٦٧ ) وغيرها.
هذا، وسيعلم في محلّه إخراج العاصمي وابن النجار حديث مدينة العلم من حديث سيدنا الامام الرضاعليهالسلام بعين لفظ ( الصحيفة ).
ولا ريب أن رواية هذا الامام المعصومعليهالسلام كافية لمن رام الحق، ولا يجحدها إلّا من أضمر البغض والعداء.
(٢)
رواية الامام الرضا عليهالسلام بلفظ آخر
وروى الامامعليهالسلام حديث مدينة العلم، عن آبائه الكرام عن جدّه رسول الله صلّى الله عليه وعليهم أجمعين بلفظ آخر، فقد قال ابن المغازلي ما نصه: « أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحويرحمهالله تعالى فيما أذن لي في روايته عنه: أن أبا طاهر إبراهيم بن عمر بن يحيى يحدّثهم قال: نا محمد بن المطلب، نا أحمد بن محمد بن عيسى - سنة عشر وثلاثمائة - نا محمد بن عبد الله بن عمر بن مسلم اللاحقي الصفار بالبصرة - سنة أربع وأربعين ومائتين - نا أبو الحسن علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه علي بن الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي أنا مدينة العلم وأنت الباب، كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلّا من [ قبل ] الباب »(١) .
شأن هذا الاسناد
وهذا إسناد يمتنع الوصول إلى كنه عظمته وجلالته، إنه إسناد التمس كبار
____________________
(١). المناقب لابن المغازلي: ٨٥.
الأئمة والحفاظ أن يحدّثهم الامام الرضاعليهالسلام بحديث به. وقال أحمد بن حنبل: لو قرئ هذا الإِسناد على مجنون لبرء من جنونه فقد ذكر أبو سعيد منصور ابن الحسين الآبي الوزير ما نصه: « حدّث أبو الصّلت قال: كنت مع علي بن موسى - وقد دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء - فغدا إلى طلبه علماء البلد: أحمد بن حرب، وياسين بن النضر، ويحيى بن يحيى، وعدة من أهل العلم. فتعلّقوا بلجامه في المربعة فقالوا: بحق آبائك الطاهرين حدثنا بحديث سمعته من أبيك. قال: حدثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر، قال حدثني أبي الصادق جعفر بن محمد، قال حدثني أبي باقر علم الأنبياء محمد بن علي، قال حدثني أبي سيد العابدين علي بن الحسين، قال حدثني أبي سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي، قال سمعت أبي سيد العرب علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: الايمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان.
قال قال أحمد بن حنبل: لو قرأت هذا الاسناد على مجنون لبرء من جنونه.
وروي عن عبد الرحمن بن أبي حاتم مثل ذلك يحكيه عن أبيه وأنه قرأه على مصروع فأفاق »(١) .
وقال ابن الصباغ « وروى المولى السعيد إمام الدنيا عماد الدين محمد بن أبي سعيد بن عبد الكريم الوزان - في محرم سنة ست وتسعين وخمسمائة - قال: أورد صاحب صاحب كتاب تاريخ نيسابور في كتابه: أن علي بن موسى الرضا لمـّا دخل إلى نيسابور في السفرة التي خص فيها بفضيلة الشهادة، كان في قبة مستورة بالسقلاط على بغلة شهباء، وقد شق سوق نيسابور، فعرض له الامامان الحافظان للأحاديث النبوية، والمثابران على السنّة المحمدية: أبو زرعة الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي، ومعهما خلائق لا يحصون من طلبة العلم والحديث وأهل الرواية والدراية فقالا له: أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة، بحق آبائك الطاهرين
____________________
(١). نثر الدر ١ / ٣٦٢.
وأسلافك الأكرمين إلّا ما أريتنا وجهك المبارك الميمون، ورويت لنا حديثاً عن آبائك عن جدّك محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم نذكرك به، فاستوقف البغلة وأمر غلمانه بكشف المظلة عن القبة، وأقر عيون تلك الخلائق برؤية طلعته المباركة، فكانت له ذؤابتان مدليتان على عاتقه، والناس كلهم قيام على طبقاتهم ينظرون إليه، وهم ما بين صارخ وباك ومتمرغ في التراب ومقبّل لحافر بغلته، وعلا الضجيج، فصاحت الأئمة والفقهاء والعلماء: معاشر الناس اسمعوا وعوا وانصتوا لسماع ما ينفعكم ولا تؤذونا بكثرة صراخكم وبكائكم، وكان المستملي أبو زرعة ومحمد بن أسلم الطوسي.
قال علي بن موسى الرضا: حدثني أبي موسى الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمد الباقر، عن أبيه زين العابدين، عن أبيه الحسين الشهيد بكربلا، عن أبيه علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه أنّه قال: حدّثني جبرئيل قال سمعت رب العزة سبحانه وتعالى يقول: كلمة لا إله إلّا الله حصني فمن قالها دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي.
ثم أرخى الستر على القبة وسار، فعدّ أهل المحابر والدوى الذين كانوا يكتبون فأنافوا على عشرين ألفا.
قال الاستاذ أبو القاسم القشيري: إتصل هذا الحديث ببعض أمراء السامانية فكتبه بالذهب، وأوصى أنْ يدفن معه في قبره، فرأى في النوم بعد موته فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بتلفظي بلا إله إلّا الله وتصديقي بأن محمداً رسول الله »(١) .
وفي ( جواهر العقدين ) عن الجمال الزرندي في كتابه معراج الوصول: « وزاد - عقب قوله وتصديقي بأن محمداً رسول الله - وكتابتي هذا الحديث بالذهب تعظيماً له واحتراماً »(٢) .
____________________
(١). الفصول المهمة في معرفة الأئمة ٢٤١.
(٢). جواهر العقدين - مخطوط.
وإنْ شئت المزيد من مراجع القضية فراجع ( المقاصد الحسنة ) و ( مفتاح النجا ) و ( الحق المبين ) و ( فصل الخطاب ). وممن رواها أيضاً سبط ابن الجوزي في ( تذكرة الخواص ٣٥٢ ) وابن حجر المكي في ( الصواعق ١٢٢ ).
وقد أضاف بعضهم في الرواية: « فلما مرت الراحلة نادانا: بشروطها وأنا من شروطها » قال خواجه بارسا « قيل: من شروطها الاقرار له بأنه إمام مفترض الطاعة ».
الامام الرضاعليهالسلام معصوم من الخطأ
وبالرغم من ثبوت عصمة الإِمام الرضاعليهالسلام بالأدلة العامة والخاصة غير الخاضة للحصر والإحصاء، فإنا نذكر هنا دليلين من الأدلة الخاصة به من كتب أهل السنة بالمناسبة:
١ - ما رواه خواجه بارسا في ( فصل الخطاب ) وعبد الحق الدهلوي في ( رسالة مناقب الأئمة ) ومحمد مبين اللكهنوي في ( وسيلة النجاة ) والجامي في ( شواهد النبوة ) ورشيد الدين الدهلوي في ( إيضاح لطافة المقال ) وولي الله اللكهنوي في ( مرآة المؤمنين ) عن موسى الكاظمعليهالسلام أنه قال « رأيت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم في المنام - وأمير المؤمنينرضياللهعنه معه - فقال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : علي ابنك ينظر بنور الله عز وجل وينطق بحكمة، يصيب ولا يخطى، ويعلم ولا يجهل، قد ملئ حكماً وعلماً ».
٢ - ما رواه الجامي في ( شواهد النبوة ) والشيخ عبد الحق الدهلوي في ( رسالة مناقب الأئمة ) وخواجه بارسا في ( فصل الخطاب ) والمولوي محمد مبين في ( وسيلة النجاة ) والمولوي ولي الله في ( مرآة المؤمنين ) أنه « قيل لأبي جعفر محمد بن علي رضي الله عنهما: إن أباك سمّاه المأمون الرضا ورضيه لولاية عهده، فقال: بل الله سبحانه سمّاه الرضا، لأنه كان رضا الله عز وجل في سمائه ورضا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم في أرضه، وخص من بين آبائه الماضين بذلك، لأنه رضي به
المخالفون كما رضي به الموافقون، وكان أبوه موسى الكاظمرضياللهعنه يقول: أدعوا لي ولدي الرضا، وإذا خاطبه قال يا أبا الحسن ».
وغير خفي أن رواية هذا الامام المعصوم هذا الحديث بهذا السند عن جدّه الأعظم عليه وآله السلام كاف للإذعان بأنه حديث قطعي، لا يشوبه ريب ولا يعتريه شك، والحمد لله رب العالمين.
(٣)
رواية عبد الرزاق الصّنعاني
قال الحاكم بعد أن أخرج الحديث من حديث ابن عباس وصححه ما نصه:
« ولهذا الحديث شاهد من حديث سفيان الثوري بإسناد صحيح: حدثني أبوبكر محمد بن علي الفقيه الامام الشاشي القفال ببخارى - وأنا سألته - حدثني النعمان بن هارون البلدي ببلد من أصل كتابه، ثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني، ثنا عبد الرزاق، ثنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .
كما سيعلم روايته من ( المناقب لابن المغازلي ) و ( تاريخ دمشق ) و ( تاريخ بغداد ) و ( كفاية الطالب ).
____________________
(١). المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢٧.
رجال الحديث
ولنذكر بعض كلماتهم في توثيق رجال هذا السند، تأكيداً لتصحيح الحاكم إيّاه فنقول:
أمّا سفيان الثوري
فهو من رجال الصحاح الستة، وقد وثّقه ابن حبان(١) ، ترجم له:
١ - السمعاني بقوله: « وأما نسب ثور ابن عبد مناة فالإمام أبو عبد الله سفيان بن سعيد وكان من سادات أهل زمانه فقهاً وورعاً وحفظاً وإتقاناً، شمائله في الصلاح والورع أشهر من أن يحتاج إلى الإِغراق في ذكرها »(٢) .
٢ - ابن الأثير: « إمام المسلمين وحجة الله على خلقه، يفوت فضائله الإحصاء وتعجز العادين، جمع في زمنه بين الفقه والاجتهاد فيه والحديث والزهد والعبادة والورع والثقة، وإليه المنتهى في علم الحديث وغيره من العلوم، أجمع الناس على دينه وزهده وورعه وثقته، ولم يختلفوا في ذلك، وهو أحد الأئمة المجتهدين وأحد أقطاب الاسلام وأركان الدين »(٣) .
٣ - الذهبي « أحد الأعلام علماً وزهداً »(٤) .
٤ - ابن حجر: « قال شعبة وابن عيينة وأبو عاصم وابن معين وغير واحد من العلماء: سفيان أمير المؤمنين في الحديث. وقال ابن المبارك: كتبت عن ألف ومائة شيخ، ما كتبت عن أفضل من سفيان، فقال له رجل: يا أبا عبد الله رأيت سعيد ابن جبير وغيره وتقول هذا؟ قال: هو ما أقول، ما رأيت أفضل من سفيان.
____________________
(١). الثقات ٦ / ٤٠١.
(٢). الانساب - الثوري.
(٣). جامع الاُصول لابن الأثير - مخطوط.
(٤). الكاشف ١ / ٣٧٨.
وقال وكيع عن شعبة: سفيان أحفظ مني. وقال ابن مهدي كان وهب يقدّم سفيان في الحفظ على مالك. وقال يحيى القطان: ليس أحد أحب إليّ من شعبة ولا يعدله أحد عندي، وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان. وقال الدوري: رأيت يحيى بن معين لا يقدّم على سفيان في زمانه أحداً في الفقه والحديث والزهد وكل شيء. وقال الآجري عن أبي داود: ليس يختلف سفيان وشعبة في شيء إلّا يظفر سفيان. وقال أبو داود: بلغني عن ابن معين قال: ما خالف أحد سفيان في شيء إلّا كان القول قول سفيان. وقال العجلي: أحسن أسناد الكوفة سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله وقال المروزي عن أحمد: لا يتقدّم في قلبي أحد سفيان. وقال عبد الله بن داود: ما رأيت أفقه من سفيان. وقال أبو قطن: قال لي شعبة إن سفيان ساد الناس بالورع والعلم.
قال الخطيب: كان إماماً من أئمة المسلمين وعلماً من أعلام الدين، مجمعاً على أمانته بحيث يستغني عن تزكيته، مع الإتقان والحفظ والمعرفة والضبط والورع والزهد. وقال ابن سعد: كان ثقة مأموناً وكان عابداً ثبتاً. وقال النسائي: هو أجلّ من أن يقال فيه ثقة، وهو أحد الأئمة الذين أرجوا أن يكون ممن جعله الله للمتقين إماماً. وقال ابن أبي حاتم: ما رأيت أشبه بالتابعين من سفيان. وقال زائدة: كان أعلم الناس في أنفسنا. وقال ابن حبان: كان من سادات الناس فقهاً وورعاً وإتقاناً »(١) .
وأما عبد الله بن عثمان بن خثيم القاري
فقد ترجم له
١ - ابن حبان قائلاً: « عبد الله بن عثمان بن خثيم المكي، يروي عن سعيد ابن جبير، روى عنه ابن جريج، روى عنه أهل الحجاز. مات سنة ١٣٢ »(٢) .
____________________
(١). تهذيب التهذيب ٤ / ١١٣.
(٢). الثقات ٥ / ٣٤.
٢ - السمعاني: « وابو عثمان عبد الله بن عثمان بن خثيم من القارة، يروي عن أبي الطفيل، عداده في أهل مكة، روى عنه معمر، مات سنة ١٤٤، وقد قيل سنة ١٣٥ »(١) .
٣ - ابن حجر: « قال ابن أبي مريم عن ابن معين: ثقة حجة. وقال العجلي: ثقة. وقال أبو حاتم: ما به بأس صالح الحديث. وقال النسائي: ثقة. وقال مرة ليس بالقوي. وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن سعد كان ثقة وله أحاديث حسنة »(٢) .
وأما عبد الرحمن بن بهمان المدني
الذي عبّر عنه الحاكم في المستدرك بـ « عبد الرحمن بن عثمان التيمي » فقد.
ترجم له
١ - ابن حبان في ( الثقات ) .
٢ - الذهبي وقال: « وثق »(٣) .
٣ - ابن حجر ووثقه(٤) .
وروى عبد الرزاق بن همام حديث مدينة العلم بسند آخر، فقد جاء في ( المناقب ) ما نصه: « أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت القرشي، نا علي بن محمد المصري، نا محمد بن عيسى بن شيبة البزار، نا أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدّب، نا عبد الرزاق، أنا معمر عن عبد الله
____________________
(١). الأنساب - القاري.
(٢). تهذيب التهذيب ٥ / ٣١٤.
(٣). الكاشف ٢ / ١٥٨.
(٤). تقريب التهذيب ١ / ٤٧٤، تهذيب التهذيب ٦ / ١٤٩.
ابن عثمان عن عبد الرحمن قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الحديبية - وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب - هذا أمير البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله. ثم مدّ بها صوته فقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .
رجال السند
ورجال هذا الحديث ثقات. فأما معمر فقد أخرج له أصحاب الصحاح الستة وترجم له بكل ثناء وتعظيم في ( الثقات ) و ( تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ١٠٧ ) و ( تذكرة الحفاظ ١ / ١٩٠ ) و ( تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٤٣ ) و ( العبر ١ / ٢٢٠ ) و ( الكاشف ٢ / ٢٦٦ ) و ( مرآة الجنان ١ / ٣٢٣ ) و ( طبقات الحفاظ ٨٢ ) وغيرها.
وأما عبد الله بن عثمان، وعبد الرحمن بن بهمان، فقد مرّ طرف من كلمات الثناء عليهما.
وأما عبد الرزاق بن همام
نفسه، فقد ترجمنا له بالتفصيل في مجلّد ( حديث التشبيه ) عن طائفة من معاجم التراجم المعتبرة(٢) .
(٤)
تصحيح يحيى بن معين
على صحة حديث مدينة العلم، قال المزيّ والعسقلاني بترجمة أبي الصلت
____________________
(١). المناقب لابن المغازلي: ٨٤.
(٢). أنظر: الكمال في أسماء الرجال - مخطوط، الأنساب: الصنعاني، دول الاسلام: حوادث ٢١١، مرآة الجنان حوادث: ٢١١، تذكرة الحفاظ ١ / ٣٣٤
عبد السلام بن صالح الهروي: « قال القاسم بن عبد الرحمن الأنباري: حدثنا أبو الصلت الهروي، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش عن مجاهد، عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت بابه.
عبد الرحمن الأنباري: حدثنا أبو الصلت الهروي، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش عن مجاهد، عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت بابه.
قال القاسم: سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث فقال: صحيح.
قال أبوبكر ابن ثابت الحافظ: أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية وليس بباطل، إذ قد رواه غير واحد عنه »(١) .
وقال السيوطي: « روى الخطيب في تاريخه عن يحيى بن معين أنه سئل عن حديث ابن عباس فقال: هو صحيح »(٢) .
وقال المناوي: « ورواه الخطيب في التاريخ باللفظ المذكور من حديث أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس. ثم قال: قال القاسم سألت ابن معين عنه فقال: هو صحيح. قال الخطيب: قلت: أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية وليس بباطل، إذ رواه غير واحد عنه »(٣) .
وقال الشوكاني في مقام الجواب عن القدح فيه: « وأجيب عن ذلك بأن محمد بن جعفر البغدادي الفيدي قد وثّقه يحيى بن معين، وأن أبا الصلت الهروي قد وثقه ابن معين والحاكم، وقد سئل يحيى عن هذا الحديث فقال: صحيح »(٤) .
____________________
(١). تهذيب الكمال في أسماء الرجال - مخطوط، تهذيب التهذيب ٦ / ٣١٩.
(٢). جمع الجوامع ١ / ٣٨٣.
(٣). فيض القدير في شرح الجامع الصغير ٣ / ٤٧.
(٤). الفوائد المجموعة للقاضي الشوكاني ٣٤٩.
وقال الأمير: « وروى الخطيب في تاريخه عن يحيى بن معين أنه سئل عن حديث ابن عباس فقال: هو صحيح »(١) .
هذا، وأما دعوى أنه أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية فعارية عن الدليل، ومن هنا نقل السيوطي والشوكاني وغيرهما تصحيحه إياه مطلقاً، ولو سلّم فإن أبا معاوية والأعمش ومجاهد ثقات، فالحديث صحيح بلا كلام، وسيأتي لذلك مزيد تأييد وتحقيق من كلام الحافظ العلائي والعلامة الفيروزآبادي، كما ستعلم عند نقض كلمات ( الدهلوي ) إثبات يحيى بن معين لهذا الحديث مرة بعد أخرى فانتظر.
ترجمته
١ - ابن جزلة: « كان إماماً حافظاً متقناً قال علي بن المديني: إنتهى العلم بالبصرة إلى يحيى بن أبي كثير وقتادة، وعلم الكوفة إلى إسحاق والأعمش، وانتهى علم الحجاز إلى ابن شهاب وعمرو بن دينار، وصار علم هؤلاء الستة بالبصرة إلى سعيد بن أبي عروبة وشعبة ومعمر وحماد بن سلمة وأبي عوانة، ومن أهل الكوفة إلى سفيان الثوري وسفيان بن عيينة، ومن أهل الحجاز إلى مالك بن أنس، ومن أهل الشام إلى الأوزاعي، فانتهى علم هؤلاء إلى محمد بن إسحاق وهشيم ويحيى بن سعيد وابن أبي زائدة ووكيع وابن المبارك - وهو أوسع هؤلاء علماً - وابن مهدي وابن آدم، وصار علم هؤلاء جميعاً إلى يحيى بن معين.
وقال أحمد: كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس هو بحديث.
وقال ابن الرومي: ما سمعت أحداً قط يقول الحق في المشايخ غير يحيى بن معين، وغيره كان يتحامل بالقول »(٢) .
____________________
(١). الروضة الندية - شرح التحفة العلوية.
(٢). مختار مختصر تاريخ بغداد - مخطوط.
٢ - السمعاني: « كان إماماً ربّانياً عالماً حافظاً ثبتاً متقناً مرجوعاً إليه في الجرح والتعديل إنتهى علم العلماء إليه حتى قال أحمد بن حنبل: هاهنا رجل خلقه الله لهذا الشأن وأظهر كذب الكذابين - يعني يحيى بن معين - وقال علي بن المديني: لا نعلم أحدا من لدن آدم كتب من الحديث ما كتب يحيى بن معين. قال أبو حاتم الرازي: إذا رأيت البغدادي يحب أحمد بن حنبل فاعلم أنه صاحب سنة، وإذا رأيته يبغض يحيى بن معين فاعلم أنه كذّاب »(١) .
٣ - النووي: « هو إمام أهل الحديث في زمنه والمعوّل عليه فيه أجمعوا على إمامته وتوثيقه وحفظه وجلالته وتقدّمه في هذا الشأن واضطلاعه منه وأحواله وفضائلهرضياللهعنه غير منحصرة »(٢) .
٤ - ابن خلكان: « الحافظ المشهور، كان إماماً عالماً حافظاً متقناً وهو صاحب الجرح والتعديل، روى عنه كبار الأئمة منهم أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، وأبو داود السجستاني، وغيرهم من الحفاظ، وكان بينه وبين الامام أحمد بن حنبلرضياللهعنه من الصحبة والألفة والاشتراك في الاشتغال بعلوم الحديث ما هو مشهور، لا حاجة إلى الاطالة فيه »(٣) .
٥ - أبو الفداء الأيوبي: « كان إماماً حافظاً »(٤) .
٦ - الذهبي: « يحيى بن معين هو الامام الحافظ الجهبذ شيخ المحدثين قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سئل أبي عن يحيى فقال: إمام. وقال النسائي: أبو زكريا أحد الأئمة في الحديث، ثقة مأمون. »(٥) .
____________________
(١). الانساب - المري.
(٢). تهذيب الأسماء واللغات ١ / ١٥٦.
(٣). وفيات الأعيان ٦ / ١٣٩.
(٤). المختصر في أحوال البشر ٢ / ٣٧.
(٥). سير أعلام النبلاء ١١ / ٧١.
٧ - الذهبي: « يحيى بن معين الامام الفرد سيد الحفّاظ قال يحيى القطان: ما قدم علينا مثل هذين أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. قال أحمد بن حنبل: يحيى بن معين أعلمنا بالرجال.
قلت: يحيى أشهر من أن نطول الشرح بمناقبه. قال خنيس بن مبشر أحد الثقات: رأيت يحيى بن معين في النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال أعطاني وحباني وزوّجني ثلاث مائة حوراء، ومهّد لي بين الناس. توفي في ذي القعدة غريباً بمدينة النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم سنة ٢٣٣ »(١) .
٨ - الذهبي أيضاً: « الامام أبو زكريا يحيى بن معين البغدادي الحافظ، أحد الأعلام وحجة الإسلام حديثه في الكتب الستة »(٢) .
٩ - الذهبي أيضاً: « إمام المحدثين، فضائله كثيرة، مولده سنة ١٥٨، ومات طالب الحج بالمدينة في ذي القعدة ٢٣٣، وحمل على أعواد النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم »(٣) .
١٠ - اليافعي بنحو ما تقدم(٤) .
١١ - القنوجي في ( التاج المكلل: ١٤١ ).
(٥)
رواية سويد بن سعيد الحدثاني
من مشايخ مسلم وابن ماجة. قال ابن كثير - بعد أن روى حديث أنا دار
____________________
(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٢٩.
(٢). العبر في خبر من غبر ١ / ٤١٥.
(٣). الكاشف ٢ / ٣٥٨.
(٤). مرآة الجنان ٢ / ١٠٨.
الحكمة عن الترمذي - « قلت: رواية سويد بن سعيد عن شريك عن سلمة عن الصنابحي عن علي مرفوعاً: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .
ورواه الذهبي باسناده عنه، كما ستعلم في محلّه إن شاء الله تعالى.
ترجمته:
١ - السمعاني في ( الأنساب - الحدثاني ).
٢ - المزي في ( تهذيب الكمال ١٢ / ٢٤٧ ).
٣ - الذهبي في ( تهذيب التهذيب - مخطوط ) و ( تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٥٤ ) و ( العبر في خبر من غبر ١ / ٤٣٢ ).
٤ - ابن حجر في ( تهذيب التهذيب ٤ / ٢٧٢ ).
٥ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ١٩٨ ).
وغيرهم وقد أثنوا عليه ووصفوه بالأوصاف الحميدة، وأطروه غاية الإطراء، فليراجع.
(٦)
رواية أحمد بن حنبل
رواه من طرقٍ عديدة قال العلامة محمد بن علي بن شهرآشوب ( المترجم في الوافي بالوفيات ٤ / ١٦٤ والبلغة للفيروزآبادي ٢٤٠ ولسان الميزان ٥ / ٣١٠ وبغية الوعاة ١ / ١٨١ وطبقات المفسرين للداودي ٢ / ١٩٩ ) « وقال النبيعليهالسلام بالاجماع أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت
____________________
(١). تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٥٩.
الباب. رواه أحمد من ثمانية طرق »(١) .
وقال سبط ابن الجوزي: « أحمد في الفضائل: ثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد ابن عبد الله ( عمر ) الرومي، ثنا شريك عن سلمة بن كهيل، عن الصنابحي، عن علي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، أنا مدينة العلم وعلي بابها »(٢) .
وقال السمهودي: « رواه الامام أحمد في الفضائل عن عليرضياللهعنه »(٣) .
كما يظهر ذلك من كلام المناوي والشيخاني القادري فيما سيأتي إن شاء الله.
متى روى أحمد حديثاً وجب المصير إليه
ولقد بنى علماء أهل السنة على وجوب المصير إلى الحديث الذي يرويه أحمد بن حنبل، لأنه إمام زمانه والمقتدى به في هذا الفن، قال أخطب خوارزم والكنجي في بيان كثرة فضائل مولانا أمير المؤمنينعليهالسلام : « ويدلّ على ذلك ما رويناه عن إمام أهل الحديث أحمد بن حنبل، وهو أعرف أصحاب الحديث في علم الحديث، قريع أقرانه وإمام زمانه، والمقتدى به في هذا الفن في إبانه، والفارس الذي يكب فرسان الحافظ في ميدانه، وروايته مقبولة، وعلى كاهل التصديق محمولة ولا يتّهم في دينه، ولا يشك أنه يقول بتفضيل الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأرضاهما وأظلنا بظل رضاهما - فجاءت روايته فيه كعمود الصباح، ولا يمكن ستره بالراح »(٤) .
وقال سبط ابن الجوزي في ذكر حديث المؤاخاة: « ونحن نقول: الحديث
____________________
(١). مناقب آل أبي طالب ٢ / ٣٤.
(٢). تذكرة خواص الأمة: ٤٧.
(٣). جواهر العقدين - مخطوط.
(٤). المناقب للخوارزمي: ٣، كفاية الطالب: ٢٥٣.
الذي رواه أحمد في الفضائل ليس فيه ميسرة ولا الحكم، وأحمد مقلَّد في الباب، متى روى حديثاً وجب المصير إلى روايته، لأنه إمام زمانه وعالم أوانه والمبرز في علم النقل على أقرانه، والفارس الذي لا يجارى في ميدانه، وهذا هو الجواب عن جميع ما يرد في الباب وفي أحاديث الكتاب »(١) .
(٧)
رواية عبّاد بن يعقوب
الرواجني الأسدي شيخ البخاري وابن ماجة والترمذي، وسيظهر ذلك من كلام الخطيب البغدادي والكنجي ان شاء الله.
وقد ترجمنا له بالتفصيل في مجلد ( حديث الطير ).
(٨)
رواية الترمذي
رواه في صحيحه كما في ( جامع الأصول ) حيث قال: « علي: إن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. أخرجه الترمذي »(٢) .
وفي ( مطالب السئول ): « ولم يزل - أي عليعليهالسلام - بملازمة رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، يزيده الله تعالى علماً حتى قال رسول الله صلّى الله عليه
____________________
(١). تذكرة خواص الأمة: ٢٢.
(٢). جامع الأصول ٩ / ٤٧٣.
وسلّم - فيما نقله الترمذي في صحيحه بسنده عنه - أنا مدينة العلم وعلي بابها »(١) .
وفيه في شواهد علمهعليهالسلام : « ومن ذلك ما رواه الامام الترمذي في صحيحه بسنده - وقد تقدم ذكره في الاستشهاد في صفة أمير المؤمنين بالأنزع البطين - إن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها »(٢) .
وقال السيوطي: « وأخرج الترمذي والحاكم عن علي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، هذا حديث حسن على الصواب »(٣) .
وفي ( السيرة الشامية ) في أسماء الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم : « مدينة العلم. روى الترمذي وغيره مرفوعاً: أنا مدينة العلم وعلي بابها. والصواب أنه حديث حسن ».
وقد اعترف ابن تيمية في ( المنهاج ) وابن روزبهان في ( الباطل ) بإخراج الترمذي حديث مدينة العلم في صحيحه.
كما سيظهر ذلك من: ( الصواعق ) و ( النواقض ) و ( العقد النبوي ) و ( الصراط السوي ) و ( أسماء رجال المشكاة ) و ( تيسير المطالب ) و ( النبراس ) و ( شرح المواهب اللدنية ) و ( إسعاف الراغبين ) و ( ذخيرة المآل ) و ( شرح المثنوي ) وغيرها - إن شاء الله تعالى.
ترجمته:
ولا بأس بايراد طرف من فضائل الترمذي ومحامده عن كتب أعيان أهل السنة ومشاهيرهم، فممن ترجم له:
____________________
(١). مطالب السئول: ٣٥.
(٢). مطالب السئول: ٦١.
(٣). تاريخ الخلفاء: ١٧٠.
١ - السمعاني: « هذه النسبة إلى بوغ، وهي قرية من قرى ترمذ على ستة فراسخ، منها الامام أبو عيسى بن سورة بن شداد البوغي الترمذي الضرير، إمام عصره بلا مدافعة، صاحب التصانيف »(١) .
وقال: « أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث، صنّف كتاب الجامع والتاريخ والعلل تصنيف رجل عالم متقن، وكان يضرب به المثل في الحفظ والضبط، تلمذ لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، ويشارك معه في شيوخه »(٢)
٢ - المجد ابن الأثير: « هو أحد العلماء الحفاظ الأعلام، وله في الفقه يد صالحة، أخذ عن جماعة من أئمة الحديث ولقي الصدر الأول من المشايخ وله تصانيف كثيرة في علم الحديث، وكتابه هذا الصحيح أحسن الكتب وأكثرها فائدة وأحسنها ترتيباً وأقلها تكراراً، وفيه ما ليس في غيره من ذكر المذاهب ووجوه الاستدلال وتبيين أنواع الحديث من الصحيح والحسن والغريب، وفيه جرح وتعديل، وفي آخره كتاب العلل قد جمع فيه فوائد حسنة كما لا يخفى قدرها على من وقف عليها. قال الترمذيرحمهالله : صنفت هذا الكتاب فعرضته على علماء الحجاز فرضوا به، وعرضته على علماء العراق فرضوا به، وعرضته على علماء خراسان فرضوا به، ومن كان في بيته هذا الكتاب فكأنما في بيته نبي يتكلم »(٣) .
٣ - العز ابن الأثير: « كان إماماً حافظاً، له تصانيف حسنة منها الجامع الكبير في الحديث، وهو أحسن الكتب، وكان ضريراً »(٤) .
٤ - ابن خلكان بمثل كلام السمعاني(٥) .
____________________
(١). الأنساب - البوغي.
(٢). المصدر - الترمذي.
(٣). جامع الأصول ١ / ١٩٣ - ١٩٤.
(٤). الكامل في التاريخ - حوادث: ٢٧٩.
(٥). وفيات الاعيان ٤ / ٢٧٨.
٥ - أبو الفداء الأيوبي: « كان إماماً حافظاً له تصانيف حسنة منها الجامع الكبير في الحديث، وكان ضريراً، وهو من أئمة الحديث المشهورين الذين يقتدى بهم في علم الحديث »(١) .
٦ - الذهبي: « الامام الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة السلمي الترمذي الضرير مصنف الجامع وكتاب العلل
قال ابن حبان في كتاب الثقات: كان أبو عيسى ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر. وقال أبو سعيد الادريسي: كان أبو عيسى يضرب به المثل في الحفظ. وقال الحاكم: سمعت عمر بن عليك يقول: مات البخاري فلم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى في العلم والحفظ والورع والزهد، بكى حتى عمي وبقي ضريراً سنين
قال: ما أخرجت في كتابي هذا إلّا حديثاً قد عمل به بعض الفقهاء »(٢) .
٧ - الذهبي أيضاً: « كان من أئمة هذا الشأن »(٣) .
٨ - الخطيب التبريزي بمثل كلام المجد ابن الأثير(٤) .
٩ - السيوطي: « الحافظ العلامة، طاف البلاد وسمع خلقاً كثيراً من الخراسانيين والعراقيين والحجازيين وغيرهم »(٥) .
١٠ - القاري: « هو أحد أئمة عصره وأجلة حفاظ دهره - قيل: ولد أكمه - سمع خلقاً كثيراً من العلماء الأعلام وحفاظ مشايخ الإِسلام، مثل قتيبة بن سعيد والبخاري والدارمي ونظرائهم، وجامعه دال على اتساع حفظه ووفور علمه، كأنه كاف للمجتهد وشاف للمقلد، ونقل عن الشيخ عبد الله الأنصاري
____________________
(١). المختصر - حوادث: ٢٧٩.
(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٣٣.
(٣). العبر ٢ / ٦٢.
(٤). أسماء رجال المشكاة المطبوع مع المشكاة ٣ / ٨٠٣.
(٥). طبقات الحفاظ ٢٧٨.
أنه قال: جامع الترمذي عندي أنفع من كتابي البخاري ومسلم »(١) .
وانظر: ( دول الاسلام ١ / ١٦٨ ) و ( مرآة الجنان ٢ / ١٩٣ ) و ( تتمة المختصر حوادث ٢٧٩ ) وغيرها.
(٩)
رواية ابن فهم البغدادي
قال الحاكم في ( المستدرك ) « حدثنا بصحة ما ذكره الامام أو زكريا يحيى بن معين: أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري، ثنا الحسين بن فهم، ثنا محمد بن يحيى بن الضريس، ثنا محمد بن جعفر الفيدي، ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب. قال الحسين بن فهم: حدثناه أبو الصلت الهروي عن أبي معاوية.
قال الحاكم: ليعلم المستفيد لهذا العلم: أن الحسين بن فهم بن عبد الرحمن ثقة مأمون حافظ»(٢) .
ترجمته:
وعبارة الحاكم هذه في حق ابن فهم تغنينا عن ترجمته، وقد ذكره الحافظ
الذهبي في حوادث سنة ٢٨٩ قائلاً: « وفيها الحسين بن محمد بن فهم بن علي البغدادي الحافظ، أحد أئمة الحديث، أخذ عن يحيى بن معين وروى الطبقات عن ابن سعد »(٣) .
____________________
(١). شرح الشمائل للقاري ١ / ٧.
(٢). المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢٧.
(٣). العبر في خبر من غبر ٢ / ٨٣.
(١٠)
رواية البزار
ابن حجر المكّي: « أخرج البزّار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها »(١) .
وستعلم روايته من ( العقد النبوي ) و ( نزل الأبرار ) و ( إسعاف الراغبين ) و ( مفتاح النجا ) و ( وسيلة النجاة ) و ( السيف المسلول ) وغيرها أيضاً.
ترجمته:
١ - أبو نعيم بقوله: « أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري أبوبكر البزّار الحافظ، قدم إصبهان مرّتين »(٢) .
٢ - الذهبي: « وفيها مات حافظ وقته أبوبكر أحمد بن عمرو البصري البزار صاحب المسند الكبير بالرملة »(٣) .
٣ - السيوطي: « البزّار الحافظ العلامة الشهير »(٤) .
٤ - الأزهري: « سنن البزار الحافظ أبي بكر أحمد بن عبد الخالق البزار العتكي قال ابن أبي خثيمة: هو ركن من أركان الاسلام، كان يشبه بابن
____________________
(١). الصواعق المحرقة: ٧٣.
(٢). اخبار اصفهان ١ / ١٠٤.
(٣). دول الاسلام ١ / ١٧٧.
(٤). طبقات الحفاظ ٢٨٥.
حنبل في زهده وورعه »(١) .
٥ - ( الدهلوي ) في كتابه ( التحفة ) ووصفه بـ « عمدة المحدثين » واعتمد على نقله واستشهد برواياته في مواضع عديدة منه.
(١١)
رواية ابن جرير الطبري
قال السيوطي بعد أنْ روى حديث « أنا دار الحكمة وعلي بابها » عن الترمذي والطبري وأبي نعيم، ثم ذكر عبارة الترمذي حوله، قال: « وقال ابن جرير: هذا خبر صحيح سنده، وقد يجب أنْ يكون هذا على مذهب الآخرين سقيماً غير صحيح لعلّتين: إحداهما: إنه خبر لا يعرف له مخرج عن علي عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا من هذا الوجه، والأخرى: إن سلمة بن كهيل عندهم ممن لا يثبت بنقله حجة.
وقد وافق علياً في رواية هذا الخبر عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم غيره: ثنا محمد بن إبراهيم الفزاري ثنا عبد السلام بن صالح الهروي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها.
ثنا إبراهيم بن موسى الرازي - وليس بالفراء - ثنا أبو معاوية بإسناده مثله. هذا الشيخ لا أعرفه ولا سمعت منه غير هذا الحديث. إنتهى كلام ابن جرير »(٢) .
____________________
(١). رسالة الاسانيد: ٤٤.
(٢). جمع الجوامع ١ / ٣٧٣.
ترجمته:
١ - ابن جزلة في مختار مختصر تاريخ بغداد - مخطوط.
٢ - السمعاني في الأنساب - الطبري.
٣ - ياقوت في معجم الأدباء ٦ / ٤٢٣.
٤ - النووي في تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٧٨.
٥ - الذهبي في تذكرة الحفاظ ٢ / ٧١٠ والعبر.
٦ - ابن الوردي في تتمة المختصر حوادث ٣٠٧.
٧ - اليافعي في مرآة الجنان ٢ / ٢٦١.
٨ - السبكي في طبقات الشافعية ٢ / ١٣٥.
٩ - ابن الشحنة في روضة المناظر حوادث ٣١٠.
١٠ - إبن قاضي شهبة الأسدي في طبقات الشافعية ١ / ١٠١.
١١ - السيوطي في طبقات الحفاظ ٣٠٧.
١٢ - الدوادي في طبقات المفسرين ٢ / ١٠٦.
وقد ذكرنا ترجمته بالتفصيل في مجلَّد حديث الولاية.
وقالابن خلكان ما ملخصه: « كان إماماً في فنون كثيرة منها التفسير والحديث والفقه والتاريخ وغير ذلك، وله مصنفات مليحة في فنون عديدة تدل على سعة علمه وغزارة فضله، وكان من الأئمة المجتهدين لم يقلّد أحداً، وكان أبو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني المعروف بابن طرار على مذهبه، وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى.
وكان ثقة في نقله وتاريخه أصح التواريخ وأثبتها، وذكره الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء من جملة المجتهدين »(١) .
____________________
(١). وفيات الأعيان ٤ / ١٩١.
وقالأبو الفداء الأيوبي: « كان حافظاً لكتاب الله، عارفاً بالقراآت، بصيراً بالمعاني، وكان من المجتهدين لم يقلّد أحداً، وكان فقيهاً عالماً عارفاً بأقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم ولمـّا مات تعصّبت عليه العامّة ورموه بالرفض، وما كان سببه إلّا أنّه صنّف كتاباً فيه اختلاف الفقهاء ولم يذكر فيه أحمد ابن حنبل فقيل له في ذلك، فقال: لم يكن أحمد بن حنبل فقيهاً وإنما كان محدَثاً. فاشتد ذلك على الحنابلة وكانوا لا يحصون كثرة ببغداد فشنّعوا عليه بما أرادوه »(١) .
وقالالجزري: « الامام أبو جعفر الطبري الآملي البغدادي أحد الأعلام وصاحب التفسير والتاريخ والتصانيف قال الخطيب: كان أحد الأئمة العلم يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظاً لكتاب الله، عارفاً بالقراآت، بصيراً بالمعاني، فقيهاً في أحكام القرآن، عالماً بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، ناسخها ومنسوخها، عارفاً بأقوال الصحابة والتابعين، عارفاً بأيّام الناس وأخبارهم ...»(٢) .
(١٢)
رواية أبي بكر الباغندي
قال ابن المغازلي: « أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ البغدادي، نا الباغندي محمد بن محمد ابن سليمان، نا محمد بن مصفى نا حفص بن عمر العدناني، نا علي بن عمرو عن أبيه
____________________
(١). المختصر - حوادث ٣٠٧.
(٢). غاية النهاية في طبقات القراء ٢ / ١٠٦.
عن جرير عن علي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ولا تؤتى البيوت إلّا من أبوابها »(١) .
ترجمته:
١ - السمعاني في ( الأنساب - الباغندي ).
٢ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٢ / ٧٣٦ ) و ( العبر ٢ / ١٥٣ ) و ( دول الإسلام حوادث ٣١٢ ).
٣ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٣١١ ) وغيرهم، فليراجع.
(١٣)
رواية الأصم
قال الحاكم ما نصّه: « حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي بالرملة، ثنا أبو الصّلت عبد السلام بن صالح، ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباسرضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب.
هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، وأبو صلت ثقة مأمون، فإني سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب في التاريخ يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سألت يحيى بن معين عن أبي الصّلت الهروي فقال: ثقة فقلت: أليس قد حدّث عن أبي معاوية عن الأعمش أنا مدينة العلم؟ فقال: حدّث به محمد ابن جعفر الفيدي وهو ثقة مأمون »(٢) .
____________________
(١). المناقب لابن المغازلي: ٨١.
(٢). المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢٦.
و قال ابن المغازلي « أخبرنا أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبد الله الأصفهاني - قدم علينا واسطاً، إملاءً في جامعنا في شهر رمضان من سنة أربع وثلاثين وأربعمائة - أنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، نا محمد بن عبد الرحيم الهروي، نا عبد السلام بن صالح نا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .
ترجمته:
١ - السمعاني: « الأصم - بفتح الألف والصاد المهملة وتشديد الميم في آخر الكلمة - هذه صفة لمن كان لا يسمع، من الصمم، والمشهور به في المشرق والمغرب: أبو العباس محمد بن يعقوب، محدّث عصره بلا مدافعة، ولم يختلف قط في صدقه وصحة سماعه، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: ما رأينا الرحالة في بلد من بلاد الإسلام أكثر منها إليه، فناهيك بهذا شرفاً واشتهاراً وعلواً في الدين وقبولاً في بلاد المسلمين بطول الدنيا وعرضها »(٢) .
٢ - الذهبي: « الأصم: الامام الثّقة محدث المشرق، قال الحاكم: سمعت محمد بن الفضل بن خزيمة قال سمعت جدي إمام الأئمة - وسئل عن كتاب المبسوط للشافعي فقال - اسمعوه من أبي العباس الأصم فإنه ثقة قد رأيته يسمع بمصر، وسمعت أبا أحمد الحافظ يقول: سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: ما بقي لكتاب المبسوط راو غير أبي العباس الوراق، وبلغنا أنه ثقة صدوق »(٣) .
____________________
(١). المناقب لابن المغازلي: ٨٣.
(٢). الأنساب - الأصم. ملخصاً.
(٣). تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٦٠. ملخّصاً.
و في ( العبر ): « وفيها محدّث خراسان ومسند العصر أبو العباس الأصم محمد بن يعقوب »(١) .
٣ - السيوطي: « الأصم: الامام المفيد الثقة محدّث المشرق محدّث عصره بلا مدافعة ...»(٢) .
(١٤)
رواية أبي الحسن ابن تميم البغدادي
لقد ظهرت روايته للحديث من عبارة الحاكم الآنفة الذكر، كما ستعلم ذلك فيما يأتي أيضاً.
(١٥)
رواية أبي بكر ابن الجعابي
قال ابن شهرآشوب: « وقال النبيعليهالسلام بالاجماع: أنا مدينة ألعلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب. رواه أحمد من ثمانية طرق، وإبراهيم الثقفي من سبعة طرق، وابن بطة من ستة طرق، والقاضي الجعابي من ستة طرق »(٣) .
____________________
(١). العبر في خبر من غبر - حوادث: ٣٦٤.
(٢). طبقات الحفاظ ٣٥٤.
(٣). مناقب آل أبي طالب ٢ / ٣٤.
ترجمته:
ترجم له الحافظ جلال الدين السيوطي بما هذا نصّه: « ابن الجعابي الحافظ البارع، فريد زمانه، قاضي الموصل أبوبكر محمد بن عمر بن محمد بن مسلم التميمي البغدادي، ولد في صفر سنة ٢٨٤ وتخرّج بابن عقدة، وصنف الأبواب والشيوخ، روى عنه الدارقطني والحاكم وأبو نعيم - وهو خاتمة أصحابه -. قال أبو علي: ما رأيت في المشايخ أحفظ من ابن الجعابي، وسمعت من يقول: إنه يحفظ مائتي ألف حديث ويجيب في مثلها، إلّا أنه كان يفضل الحافظ، فإنه يسوق المتون بألفاظها، وأكثر الحفاظ يتسمحون في ذلك، وكان إماماً في معرفة العلل وثقات الرجال وتواريخهم. مات بغداد في رجب سنة ٣٥٥ »(١) .
(١٦)
رواية الطبراني
لقد اخرجه من حديث ابن عباس، حيث قال: « ثنا الحسن بن علي المعمري ومحمد بن علي الصائفي المكي قال ثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه »(٢) .
ورواه بهذا اللفظ عنه: ابن حجر - على ما نقل عنه السيوطي في شرح
____________________
(١). طبقات الحفاظ ٣٧٥ وله ترجمة في تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٢٥ وفي العبر ٢ / ٣٠٢.
(٢). عن المعجم الكبير.
الترمذي والسيوطي في ( جمع الجوامع )، والمتقي في ( كنز العمال ) والبدخشاني في ( نزل الأبرار ) و ( مفتاح النجا ) والمولوي مبين في ( وسيلة النجاة ) وولي الله في ( مرآة المؤمنين ) كما ستعرف فيما يأتي إن شاء الله تعالى.
وأخرجه فيه عن ابن عباس بلفظ آخر، قال السيوطي: « أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب، عق عد طب ك »(١) .
ورواه بهذا اللفظ عنه: السمهودي في ( جواهر العقدين ) والمتقي في ( كنز العمال ) كما ستعلم.
وتظهر روايته إياه من حديث ابن عباس من ( النكت البديعات ) و ( شرح المواهب ) و ( الفوائد المجموعة ) كما سيأتي فيما بعد إن شاء الله.
وأخرجه الطبراني في ( الأوسط ) من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري، فقد قال ابن حجر المكي « الحديث التاسع: أخرج البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله، والطبراني والحاكم والعقيلي في الضعفاء وابن عدي عن ابن عمر، والترمذي والحاكم عن عليرضياللهعنه ، قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها »(٢) .
وتظهر روايته له من حديث جابر من ( العقد النبوي ) و ( النبراس ) و ( نزل الأبرار ) و ( مفتاح النجا ) و ( تحفة المحبين ) و ( إسعاف الراغبين ) و ( وسيلة النجاة ) و ( السيف المسلول ) كما سيأتي فيما بعد إن شاء الله تعالى.
وأخرجه من حديث ابن عمر كما عرفت ذلك من عبارة ( الصواعق ) الآنفة قريباً، وستعرفه من عبارات ( نزل الأبرار ) و ( مفتاح النجا ) و ( تحفة المحبين ) و ( إسعاف الراغبين ) و ( وسيلة النجاة ) إن شاء الله.
هذا: ويعلم إخراجه حديث مدينة العلم بنحو الإطلاق من عبارة ( كنوز الحقائق ) إن شاء الله.
____________________
(١). الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير ١ / ١٠٨.
(٢). الصواعق المحرقة: ٧٣.
ترجمته:
١ - السمعاني في ( الأنساب - الطبراني ).
٢ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ١ / ٢١٥ ).
٣ - الذهبي في ( العبر ٢ / ٣١٥ ).
٤ - اليافعي في ( مرآة الجنان ( ٢ / ٣٧٢ ).
٥ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٣٧٢ ).
٦ - الجزري في ( طبقات القراء ١ / ٣١١ ).
وقد ذكرنا ترجمة بالتفصيل عن هذه الكتب وغيرها في مجلد ( حديث الطير ).
وقالالذهبي: « الطبراني: الحافظ الامام العلامة الحجة أبو القاسم سليمان ابن أحمد بن أيوب بن مطير الشامي اللخمي الطبراني مسند الدنيا »(١) .
وفي ( دول الاسلام ) « مسند الدنيا الحافظ أبو القاسم »(٢) .
وقالالقنوجي « كان حافظ عصره، رحل في طلب الحديث من الشام إلى العراق والحجاز واليمن ومصر وبلاد الجزيرة الفراتية، وأقام في الرحلة ثلاثاً وثلاثين سنة، وسمع الكثير، وعدد شيوخه ألف شيخ، وله المصنفات الممتعة النافعة الغريبة، منها المعاجم الثلاثة »(٣) .
هذا، وقد تمسك ( الدهلوي ) - كغيره - في مواضع عديدة من كتابه ( التحفة ) بأخبار الطبراني وأقواله.
____________________
(١). تذكرة الحفاظ ٣ / ٩١٢.
(٢). دول الاسلام ١ / ٢٢٣.
(٣). التاج المكلل: ٥٤.
(١٧)
رواية أبي بكر القفال الشاشي
قال الحاكم بعد أن أخرج الحديث من حديث ابن عباس « ولهذا الحديث شاهد من حديث سفيان الثوري باسناد صحيح: حدثني أبوبكر محمد بن علي الفقيه الامام الشاشي القفال ببخارا - وأنا سألته - حدثني النعمان بن هارون البلدي ببلد من أصل كتابه، ثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني، ثنا عبد الرزاق، ثنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي، قال سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .
ترجمته:
١ - السمعاني: « الامام أبوبكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي، أحد أئمة الدنيا في التفسير والحديث والفقه واللغة »(٢) .
وقال في ( القفال ) « إمام أهل عصره بلا مدافعة، وكان إماماً أصولياً لغوياً شاعراً، أفنى عمره في طلب العلم ونشره، وشاع ذكره في الشرق والغرب، وصنف التصانيف الحسان »(٣) .
____________________
(١). المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢٧.
(٢). الانساب - الشاشي.
(٣). المصدر نفسه - القفال.
٢ - الرافعي: « إمام من أئمة أصحاب الشافعيرضياللهعنه ، مقدَّم في العلوم، وله تصانيف مشهورة في التفسير والحديث والأصول والفقه »(١) .
٣ - النووي: « كان إمام عصره بما وراء النهر وأعلمهم بالأصول، وله مصنّفات من أجلّ المصنفات، وهو أول من صنف الجدل وشرح رسالة الشافعي.
قال الشيخ أبو إسحاق في طبقاته: له مصنفات كثيرة ليس لأحدٍ مثلها وقال الامام أبو عبد الله الحليمي: كان شيخنا القفال الشاشي أعلم من لقيته من علماء عصره »(٢) .
٤ - ابن خلكان: « الفقيه الشافعي، إمام عصره بلا مدافعة، كان فقيهاً محدِّثاً أصولياً لغوياً شاعراً، لم يكن بما وراء النهر في الشافعيين مثله في قوته »(٣) .
٥ - الذهبي: « هو صاحب وجه في المذهب »(٤) .
٦ - اليافعي: « الامام النحرير، الفاضل الشهير المعروف بالقفال الكبير وبالقفال الشاشي الفقيه الشافعي، إمام عصره بلا منازع، وفريد دهره بلا مدافع، صاحب المصنفات المفيدة والطريقة الحميدة، روى عن أكابر من العلماء منهم الامامان الكبيران محمد بن جرير الطبري وإمام الأئمة محمد بن خزيمة وأقرانهما، وروى عنه جماعة من الكبار منهم: الحاكم أبو عبد الله وابن مندة وأبو عبد الرحمن السلمي وغيرهم »(٥) .
٧ - السبكي: « الامام الجليل أحد أئمة الدهر، ذو الباع الواسع في العلوم واليد الباسطة والجلالة التامة والعظمة الوافرة، كان إماماً في التفسير، إماماً في الحديث، إماماً في الكلام، إماماً في الأصول، إماماً في الفروع، إماماً في الورع
____________________
(١). التدوين بذكر علماء قزوين ١ / ٤٥٧.
(٢). تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٢٨٢.
(٣). وفيات الأعيان ٣ / ٣٣٨.
(٤). العبر ٢ / ٣٣٨.
(٥). مرآة الجنان - حوادث: ٣٦٥.
والزهد، إماماً في اللغة والشعر، ذاكراً للعلوم، محققاً لما يورده، حسن التصرف فيما عنده، فرداً من أفراد الزمان.
قال فيه أبو عاصم العبادي: هو أفصح الأصحاب قلماً، وأثبتهم في دقائق العلوم قدماً، وأسرعهم بياناً، وأثبتهم جناناً، وأعلاهم إسناداً، وأرفعهم عماداً.
قال الحليمي: كان شيخنا القفال أعلم من لقيته من علماء عصره وقال الحاكم أبو عبد الله: هو الفقيه الأديب إمام عصره بما وراء النهر للشافعيين، وأعلمهم بالأصول وأكثرهم رحلة في طلب الحديث، وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي: كان إماماً وله مصنفات كثيرة ليس لأحدٍ مثلها وقال ابن الصلاح: القفال الكبير علم من أعلام المذهب مرفوع، ومجمع علوم هو بها عليم ولها جموع »(١) .
٨ - الأسنوي: « أحد أئمة الاسلام »(٢) .
(١٨)
رواية أبي الشيخ ابن حيّان
لقد رواه في ( كتاب السنة ) على ما ذكره السخاوي حيث قال: « حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها. الحاكم في المناقب من مستدركه، والطبراني في معجمه الكبير، وأبو الشيخ ابن حيان في السنة له، وغيرهم، كلّهم من حديث أبي معاوية الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً به بزيادة: فمن أراد العلم فليأت الباب »(٣) .
____________________
(١). طبقات الشافعية للسبكي ٣ / ٢٠٠.
(٢). طبقات الشافعية للاسنوي ٢ / ٧٩.
(٣). المقاصد الحسنة: ٩٧.
كما ستعلم ذلك من تصريح السمهودي والمناوي والزرقاني.
ترجمته:
١ - السّمعاني: « والمشهور بهذه النسبة: أبو محمد عبد الله بن عبد الله بن جعفر ابن حيان الاصبهاني المعروف بأبي الشيخ، حافظ كبير ثقة، صنّف التصانيف الكثيرة وأكثر عنه أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، وآخر من روى عنه أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب بأصبهان »(١) .
٢ - الذهبي: « أبو الشيخ حافظ إصبهان ومسند زمانه، الامام أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري، صاحب التصانيف السائرة، ويعرف بأبي الشيخ وكان مع سعة علمه وغزارة حفظه صالحاً خيّراً قانتاً لله صدوقاً قال ابن مردويه: ثقة مأمون، صنّف التفسير والكتب الكثيرة - في الأحكام وغير ذلك. قال أبوبكر الخطيب: كان حافظاً ثبتاً صدوقاً قال أبو نعيم: كان أحد الأعلام وكان ثقة »(٢) .
٣ - السيوطي: « أبو الشيخ حافظ إصبهان ومسند زمانه، الامام كان مع سعة علمه وغزارة حفظه أحد الأعلام، صالحاً خيّراً صدوقاً مأموناً ثقة متقناً، صنف التفسير وغيره. مات في محرم سنة ٣٦٩ »(٣) .
هذا، وجاء في ( كفاية المتطلع ) وهو الكتاب الذي ألّفه تاج الدين الدّهان في الكتب التي يرويها الشيخ حسن العجيمي - ما نصه « كتاب أخلاق النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم للامام المحدّث أبي عبد الله محمد بن محمد بن جعفر بن حيان المعروف بأبي الشيخرحمهالله تعالى: أخبر به عن الشيخ محمد بن علاء الدين البابلي عن محمد حجازي الشعراني عن المعمر محمد أركماس عن الحافظ أحمد بن
____________________
(١). الانساب - الحياني.
(٢). تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٤٥.
(٣). طبقات الحفاظ: ٣٨١.
حجر العسقلاني عن أبي إسحاق إبراهيم بن صديق الرسام قال أنا أبو محمد إسحاق بن يحيى الآمدي قال أنا أبو سفيان خليل الحافظ قال أنا ناصر بن محمد الويري قال أنا جعفر بن عبد الواحد الثقفي قال أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم قال أنا به مؤلفه أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان فذكره ».
والشيخ حسن العجيمي من المشايخ السبعة الذي يفتخر شاه ولي الله في ( الارشاد إلى مهمات الاسناد ) باتصال أسانيده إليهم. وعلى هذا يكون الشيخ أبو الشيخ الحياني من شيوخ مشايخ والد ( الدهلوي ).
أضف إلى ذلك: تمسك الكابلي في ( الصواقع ) وكذلك ( الدهلوي ) نفسه في ( التحفة ) برواية أبي الشيخ فمن العجيب تمسكه بروايته في مورد وإعراضه عنها في مورد آخر، وهل هذا إلّا تعصب؟!
(١٩)
رواية ابن السقاء الواسطي
قال ابن المغازلي: « قولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر أحمد العطار الفقيه الشافعيرحمهالله - بقراءتي عليه فأقرّ به، سنة أربع وثلاثين وأربعمائة - قلت له: أخبركم أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطيرحمهالله ، نا عمر بن الحسن الصيرفيرحمهالله ، نا أحمد بن عبد الله بن يزيد، نا عبد الرزاق قال أنا سفيان الثوري عن عبد الله ابن عثمان عن عبد الرحمن بن بهمان عن جابر بن عبد الله قال: أخذ النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم بعضد علي فقال: هذا أمير البررة وقاتل الكفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، ثم مدّ بها صوته فقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .
____________________
(١). المناقب لابن المغازلي: ٨٠.
ترجمته:
١ - ابن المغازلي في ( ذيل تاريخ واسط - مخطوط ).
٢ - السمعاني في ( الأنساب - السقاء ).
٣ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٦٥ ) و ( العبر ٢ / ٣٦٥ ).
٤ - ابن ناصر الدين في ( الطبقات ).
٥ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٣٨٥ ).
٦ - البدخشاتي في ( تراجم الحفاظ - مخطوط ).
ونكتفي هنا بعبارة الذهبي في ( العبر ) حيث قال « وأبو محمد ابن السقا الحافظ عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي، روى عن أبي خليفة وعبدان وطبقتهما، وما حدث إلّا من حفظه، توفي في جمادى الآخرة، وكان من كبراء أهل واسط وأولى الحشمة، رحل به أبوه »(١) .
(٢٠)
رواية أبي الليث
وروى أبو الليث نصر بن محمد السمرقندي حديث مدينة العلم حيث قال:
« عن قيس بن أبي حازمرضياللهعنه قال: جاء رجل إلى معاويةرضياللهعنه فسأله عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم بها، فقال الرجل: قولك أحب إليّ من قول علي، فقال معاوية: بئسما قلت ولؤم ما جئت
____________________
(١). العبر في خبر من غبر ٣ / ٣٦٥.
به، لقد كرهت رجلاً كان رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يهزه للعلم هزاً(١) وقد قال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي، ولقد كان عمر بن الخطاب يسأله ويأخذ عنه، ولقد شهدت عمر ابن الخطاب إذا أشكل عليه شيء فقال(٢) هاهنا علي بن أبي طالب. ثم قال للرجل - معاويةرضياللهعنه - قم لا أقام الله رجليك، ومحا اسمه من الديوان.
ويروي أن سائلاً سأل عائشة رضي الله عنها عن المسح على الخفين فقالت: سلوا عنها علي بن أبي طالب، فإنه أعلم بالسُنّة.
وقال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها »(٣) .
ترجمته:
١ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ).
٢ - عبد القادر في ( الجواهر المضية في طبقات الحنفية ٢ / ١٩٦ ).
٣ - الكفوي في ( كتائب أعلام الأخيار - مخطوط ).
٤ - القاري في ( الأثمار الجنية في طبقات الحنفية ).
٥ - الدهان في ( كفاية المتطلع - مخطوط ).
٦ - الكاتب الجلبي في ( كشف الظنون ٤٤١ ).
وقد ذكرنا ترجمته بالتفصيل في مجلد ( حديث الطير ).
____________________
(١). كذا.
(٢). كذا.
(٣). المجالس - مخطوط.
(٢١)
رواية محمد بن المظفر البغدادي
قال ابن المغازلي: « أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أنا أبو الحسين محمد ابن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ البغدادي، نا الباغندي محمد بن محمد بن سليمان، نا محمد بن مصفا، نا حفص بن عمر العدني، نا علي بن عمرو عن أبيه عن جرير عن عليعليهالسلام قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، ولا تؤتى البيوت إلّا من أبوابها »(١) .
ترجمته:
١ - الذهبي: في ( تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٨٠ ) و ( العبر ٣ / ١٢ ) و ( دول الإسلام ١ / ٢٣١ ).
٢ - الصفدي في ( الوافي بالوفيات ٤ / ٣٤ ).
٣ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٣٨٩ ).
وغيرهم وقد أوردنا ترجمته بالتفصيل في مجلد ( حديث الثقلين ).
(٢٢)
رواية ابن شاهين
قال ابن شهرآشوب: « وقال النبيعليهالسلام بالاجماع: أنا مدينة العلم
____________________
(١). المناقب لابن المغازلي: ٨٠.
وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. رواه أحمد من ثمانية طرق وابراهيم الثقفي من سبعة طرق، وابن بطة من ستة طرق، والقاضي الجعابي من ستة طرق، وابن شاهين من أربعة طرق »(١) .
ترجمته:
١ - السمعاني في ( الأنساب ).
٢ - ابن الأثير في ( الكامل حوادث: ٣٨٥ ).
٣ - الخوارزمي في ( أسماء رجال مسانيد أبي حنيفة ).
٤ - الذهبي في ( العبر ٣ / ٢٩ ).
٥ - اليافعي في ( مرآة الجنان ٢ / ٤٢٦ ).
٦ - الجزري في ( طبقات القراء ١ / ٥٨٨ ).
٧ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٣٩٢ ).
٨ - الداودي في ( طبقات المفسرين ٢ / ٢ ).
٩ - الدياربكري في ( الخميس حوادث ٣٨٥ ).
١٠ - الزرقاني في ( شرح المواهب اللدنية ١ / ١٦٦ ).
ونكتفي هنا بخلاصة ترجمته في ( تذكرة الحفاظ ) للاختصار:
« ابن شاهين، الحافظ المفيد المكثر محدّث العراق، قال ابن ماكولا: ثقة مأمون، سمع بالشام وفارس والبصرة، جمع الأبواب والتراجم، وصنّف شيئاً كثيراً. قال الأزهري: وابن شاهين ثقة عنده عن البغوي سبعمائة جزء، وقال ابن أبي الفوارس: ثقة مأمون صنّف ما لم يصنّفه أحد »(٢) .
____________________
(١). مناقب آل أبي طالب ٢ / ٣٤.
(٢). تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٧٧.
(٢٣)
إثبات الصّاحب بن عباد
لقد جاء في ( المناقب ) حيث استشهد بأبيات لبعض الشعراء في علم أمير المؤمنينعليهالسلام - ما نصه: « الصاحب:
كان النبي مدينة هو بابها |
لو أثبت النصاب ذات المرسل |
وله:
باب المدينة لا تبغوا سواه لها |
لتدخلوها فخلّوا جانب التيه » |
وقال في ذكر بعض من نظم حديث رد الشمس وأشعارهم: « الصاحب:
كان النبي مدينة العلم التي |
حوت الكمال وكنت أفضل باب |
|
ردت عليك الشمس وهي فضيلة |
ظهرت فلم تستر بلف نقاب »(١) |
ترجمته:
١ - الثعالبي في ( يتيمة الدهر ٣ / ٣١ - ١١٨ ).
٢ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ١ / ٧٥ ).
٣ - ابو الفداء الأيوبي في ( المختصر - حوادث: ٣٨٥ ).
٤ - ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٣٨٥ ).
٥ - الذهبي في ( العبر - حوادث: ٣٨٥ ).
____________________
(١). مناقب آل أبي طالب ٢ / ٣٥.
٦ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر - حوادث: ٣٨٥ ).
٧ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث: ٣٨٥ ).
٨ - السيوطي في ( بغية الوعاة ١٩٦ ).
وقد ذكرنا ترجمته في مجلد ( حديث الطير ) بالتفصيل.
(٢٤)
رواية ابن شاذان السكري الحربي
رواه في كتاب ( الامالي ) حيث قال: « ثنا إسحاق بن مروان، ثنا أبي، ثنا عامر بن كثير السراج عن أبي خالد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، يا علي كذب من زعم أنه يدخلها من غير بابها».
ترجمته:
١ - السمعاني في ( الأنساب - السكري ).
٢ - ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٣٨٦ ).
٣ - الذهبي في ( العبر - حوادث: ٣٨٦ ).
وقد أوردنا ترجمته في مجلد ( حديث الطير ).
(٢٥)
رواية ابن بطة
لقد علمت من كلام ابن شهر آشوب أنه قد رواه من ستة طرق.
ترجمته:
١ - السمعاني في ( الأنساب - العكبري ).
٢ - الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ٦ / ٥٢٩ ).
٣ - ابن كثير في ( تاريخه ١١ / ٣٢١ ).
٤ - ابن العماد في ( شذرات الذهب ٣ / ١٢٢ ).
وغيرهم، وقد ذكرنا في مجلد ( حديث الطير ) تمسك ابن تيمية برواياته واعتماده عليها، كما ذكرنا في مجلد ( حديث التشبيه ) أن ابن بطة من شيوخ مشايخ شاه ولي الله والد ( الدهلوي )
(٢٦)
رواية الحاكم النيسابوري
لقد رواه من طرق عديدة حديث قال: « حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي بالرملة، ثنا أبو الصلت عبد السّلام بن صالح، ثنا أبو معاوية بن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة من العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب.
هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه، وأبو الصلت ثقة مأمون، فإني سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب في التاريخ يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي فقال: ثقة، فقلت: أليس قد حدّث عن أبي معاوية عن الأعمش حديث أنا مدينة العلم؟ فقال: قد حدّث به محمد بن جعفر الفيدي وهو ثقة مأمون.
سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه القباني أمام عصره ببخارا يقول: سمعت صالح بن محمد بن حبيب الحافظ يقول - وسئل عن أبي الصلت الهروي فقال - دخل يحيى بن معين ونحن معه على أبي الصلت فسلّم عليه فلمـّا خرج تبعته فقلت له: ما تقول رحمك الله في أبي الصلت؟ فقال: هو صدوق، فقلت له: إنه يروي حديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأتها من بابها؟ فقال: قد روى هذا ذاك الفيدي عن أبي معاوية عن الأعمش كما رواه أبو الصلت.
حدثنا بصحة ما ذكره الامام أبو زكريا يحيى بن معين: - أبو الحسين محمد ابن أحمد بن تميم القنطري، ثنا الحسين بن فهم، ثنا محمد بن يحيى بن الضريس، ثنا محمد بن جعفر الفيدي، ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب. قال الحسين بن فهم: حدثناه أبو الصلت الهروي عن أبي معاوية.
قال الحاكم: ليعلم المستفيد لهذا العلم أن الحسين بن فهم بن عبد الرحمن ثقة مأمون حافظ. ولهذا الحديث شاهد من حديث سفيان الثوري بإسناد صحيح:
حدثني أبوبكر محمد بن علي الفقيه الامام الشاشي القفال ببخارا - وأنا سألته - حدثني النعمان بن هارون البلدي - ببلد من أصل كتابه - ثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني، ثنا عبد الرزاق ثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان ابن خثيم عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .
____________________
(١). المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢٦ - ١٢٧.
أقول:
لقد جهد الحاكم في تصحيح هذا الحديث الشريف وسعى في تنقيحه، وصحّح سنده مرة بعد أخرى، ليوهن كيد الجاحدين ويقلع ريب المرتابين والحمد لله رب العالمين.
ولقد أخرج الحاكم حديث مدينة العلم من حديث أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام أيضاً قال السيوطي: « وأخرج الترمذي والحاكم عن علي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها »(١) .
كما يعلم ذلك من ( الصواعق ) و ( العقد النبوي ) و ( النبراس ) و ( شرح المواهب ) و ( نزل الأبرار ) و ( مفتاح النجا ) و ( تحفة المحبين ) و ( إسعاف الراغبين ) و ( وسيلة النجاة ) و ( مرآة المؤمنين ) و ( ينابيع المودة ).
وأخرجه من حديث ابن عمر أيضاً. قال ابن حجر: « الحديث التاسع: أخرج البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله، والطبراني والحاكم والعقيلي في الضعفاء وابن عدي عن ابن عمر، والترمذي والحاكم عن عليرضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ..»(٢) .
ويعلم ذلك أيضاً من ( العقد النبوي ) و ( نزل الأبرار ) و ( مفتاح النجا ) و ( تحفة المحبين ) و ( إسعاف الراغبين ) و ( وسيلة النجاة ) و ( مرآة المؤمنين ) و ( ينابيع المودة ) كما ستقف عليه فيما بعد إنْ شاء الله تعالى.
ترجمته:
١ - أبو موسى المديني في ( المصنف المفرد - مخطوط ).
٢ - عبد الغافر الفارسي في ( تاريخ نيسابور ).
____________________
(١). تاريخ الخلفاء: ١٧٠.
(٢). الصواعق المحرقة: ٧٣.
٣ - الفخر الرازي في ( مناقب الشافعي ).
٤ - ابن الأثير في ( جامع الأصول - مخطوط ).
٥ - ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٤٠٥ ).
٦ - النووي في ( تهذيب الأسماء واللغات ).
٧ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ٣ / ٤٠٨ ).
٨ - أبو الفداء الأيوبي في ( المختصر ٢ / ١٤٤ ).
٩ - الذهبي في ( تتمة المختصر ١ / ٤٥٣ ).
١٠ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر ١ / ٤٥٣ ).
١١ - الخطيب التبريزي في ( رجال المشكاة - المطبوع مع المشكاة ).
١٢ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث: ٤٠٥ ).
١٣ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٤ / ١٥٥ ).
١٤ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٠٩ ).
١٥ - القنوجي في ( التاج المكلل ١١٣ ).
وغيرهم، وقد ذكرنا طرفاً من تراجمه في بعض المجلدات السابقة، ولعلّنا نذكر بعضها الآخر في المجلّدات اللّاحقة.
هذا، بالاضافة إلى أن شاه ولي الله الدهلوي يعتبره في ( قرة العينين ) مجدد الدين على رأس القرن الرابع، ويتمسك برواياته فيه وفي ( إزالة الخفاء )، وكذلك ( الدهلوي ) نفسه في مباحث كتابه ( التحفة ).
(٢٧)
إثبات الفردوسي
لقد أرسل أبو القاسم حسن بن إسحاق الفردوسي حديث مدينة العلم
إرسال المسلم حيث قال في ( الشاهنامه ):
چهارم على بود جفت بتول |
كه او را بخوبى ستايد رسول |
|
كه من شهر علمم عليّم درست |
درست اين سخن قول پيغمبر است |
|
گواهى دهم كين سخن را زاوست |
تو گوئي دو گوشم بر آواز اوست |
|
بدان باش كو گفت زان برمگرد |
چو گفتار روايت نياور بدرد » |
أقول: وهذا خير شاهد على اشتهار حديث مدينة العلم واستفاضته بين الأمة منذ العصور القديمة، بل يدل على صحته وثبوته لدى جميع المسلمين حتى المتعصبين من أهل السنة، وذلك لأن الفردوسي نظم ( الشاهنامه ) بأمر السلطان محمود ابن سبكتكين، وقد كان هذا السلطان من أشدّ الناس قياماً على الشيعة وأتباع أهل البيتعليهمالسلام ، وكان مولعاً بعلم الحديث ومن فقهاء الشافعية، فلو كان في الحديث مجال للطعن لفعل، وهذه عبارات بعض علماء أهل السنة في الثناء عليه:
ترجمة السلطان محمود:
١ - قالابن تيمية في ( منهاج السنة ): « وأما ما ذكره من الصلاة التي لا يجيزها أبو حنيفة وفعلها عند بعض الملوك حتى رجع عن مذهبه، فليس بحجة على فساد مذهب أهل السنة، لأن أهل السنة يقولون أن الحق لا يخرج عنهم، لا يقولون أنه لا يخطئ أحد منهم، وهذه الصلاة ينكرها جمهور أهل السنة كمالك والشافعي وأحمد، والملك الذي ذكره هو محمود بن سبكتكين، وإنما رجع إلى ما ظهر عنده أنه من سنة النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : وكان من خيار الملوك وأعدلهم، وكان من أشدّ الناس قياماً على أهل البدع لا سيّما الرافضة ».
٢ - قالابن خلكان: « وذكر إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك الجويني - المقدّم ذكره - في كتابه الذي سماه مغيث الخلق في اختيار الأحق: إن السلطان
المحمود المذكور كان على مذهب أبي حنيفةرضياللهعنه ، وكان مولعاً بعلم الحديث، وكانوا يسمعون الحديث من الشيوخ بين يديه وهو يسمع، وكان يستفسر الأحاديث، فوجد أكثرها موافقاً لمذهب الشافعيرضياللهعنه ، فوقع في جلده حكة فجمع الفقهاء من الفريقين في مرو والتمس منهم الكلام في ترجيح أحد المذهبين على الآخر، فوقع الاتفاق على أن يصلّوا بين يديه ركعتين على مذهب الامام الشافعيرضياللهعنه وعلى مذهب أبي حنيفةرضياللهعنه ، لينظر فيه السلطان ويتفكر ويختار ما هو أحسنهما، فصلى القفّال المروزي - وقد تقدم ذكره - بطهارة مسبغة وشرائط معتبرة من الطهارة والسترة واستقبال القبلة، وأتى بالاركان والهيئات والسنن والآداب والفرائض على وجوه الكمال والتمام وقال: هذه صلاة لا يجوز الامام الشافعي دونها رضي الله تعالى عنه.
ثم صلّى ركعتين على ما يجوز أبو حنيفةرضياللهعنه ، فلبس جلد كلب مدبوغاً، ثم لطخ ربعه بالنجاسة، وتوضأ بنبيذ التمر، وكان في صميم الصيف في المفازة، واجتمع الذباب والبعوض، وكان وضوئه منكساً منعكساً، ثم استقبل القبلة وأحرم بالصلاة من غير نية في الوضوء وكبّر بالفارسية، ثم قرأ آية بالفارسية دو برك سبز، ثم نقر نقرتين كنقرات الديك من غير فصل ومن غير ركوع، وتشهد وضرط في آخره من غير نية السلام، وقال: أيها السلطان هذه صلاة أبي حنيفة.
فقال السلطان: لو لم تكن هذه الصلاة صلاة أبي حنيفة لقتلتك، لأن مثل هذه الصلاة لا يجوّزها ذو دين، فأنكرت الحنفية أن تكون هذه صلاة أبي حنيفة، فأمر القفال باحضار كتب أبي حنيفة، وأمر السلطان نصرانياً كاتباً يقرأ المذهبين جميعاً، فوجدت الصلاة على مذهب أبي حنيفة على ما حكاه القفال، فأعرض السلطان عن مذهب أبي حنيفة وتمسك بمذهب الشافعيرضياللهعنه . إنتهى كلام إمام الحرمين.
وكانت مناقب السلطان محمود كثيرة، وسيره من أحسن السير، ومولده ليلة عاشوراء سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وتوفي في شهر ربيع الآخر وقيل حادي عشر
صفر سنة إحدى وقيل اثنتين وعشرين وأربعمائة بغزنة،رحمه الله تعالى »(١) .
٣ - الذهبي: « قال عبد الغافر الفارسي: كان صادق النية في إعلاء كلمة الله تعالى، مظفراً في غزواته، ما خلت سنة من سني ملكه عن غزوة أو سفرة، وكان ذكياً بعيد الغور موفق الرأي، وكان مجلسه مورد العلماء »(٢) .
٤ - اليافعي: بنحو ما تقدّم(٣) .
٥ - السبكي: « محمود بن سبكتكين السلطان الكبير، أبو القاسم، سيف الدولة ابن الأمير ناصر الدولة أبي منصور: أحد أئمة العدل، ومن دانت له البلاد والعباد وظهرت محاسن آثاره، وكان يلقّب قبل السلطنة سيف الدولة، وأما بعدها فلقّب يمين الدولة، وبهذا اللقب سمي الكتاب اليميني الذي صنفه أبو النصر محمد بن عبد الجبار العتبي في سيرة هذا السلطان، وأهل خوارزم وما والاها يعتنون بهذا الكتاب ويضبطون ألفاظه أشد من عناية أهل بلدنا بمقامات الحريري.
كان هذا السلطان إماماً عادلاً شجاعاً مفرطاً فقيهاً سمحاً جواداً سعيداً مؤيّداً، وقد اعتبرت فوجدت أربعة لا خامس لهم في العدل بعد عمر بن عبد العزيزرضياللهعنه - إلّا أن يكون بعض الناس لم تطل لهم مدة ولا ظهرت عنهم آثاره ممتدة وهم: السلطان محمود والوزير نظام الملك - وبينهما في الزمان مدة - وسلطان وملك في بلدنا هما السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب فاتح بيت المقدس، وقبله الملك نور الدين محمود بن زنكي الشهيد »(٤) .
هذا، وقد ترجم الفردوسي: دولت شاه السمرقندي في ( تذكرة الشعراء: ٥٧ ) وذكر بعض أحواله مع السلطان محمود بن سبكتكين بالتفصيل فليراجع.
____________________
(١). وفيات الأعيان ٢ / ٨٤.
(٢). العبر - حوادث: ٤٢١.
(٣). مرآة الجنان - حوادث: ٤٢١.
(٤). طبقات الشافعية للسبكي ٥ / ٣١٤ - ٣٢٧.
(٢٨)
رواية أبي بكر ابن مردويه
رواه من حديث أمير المؤمنينعليهالسلام قائلاً: « عن عليرضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب ».
ومن حديث ابن عباس حيث قال: « عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب ».
وتظهر روايته له من حديث ابن عباس من عبارة الشوكاني الآتية إن شاء الله تعالى.
ترجمته:
١ - ياقوت الحموي ( معجم البلدان ٢ / ٣٤٦ ).
٢ - الذهبي ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢١٢ ) و ( العبر - حوادث: ٤٥٨ ).
٣ - ابن كثير ( التاريخ - حوادث: ٤٥٨ ).
٤ - السيوطي ( طبقات الحفاظ ٤٤٦ ).
٥ - الزرقاني ( شرح المواهب اللدنية ١ / ٦٨ ).
(٢٩)
رواية أبي نعيم الاصبهاني
لقد رواه أبو نعيم الاصبهاني في كتاب ( معرفة الصحابة ) فقد جاء في:
( جمع الجوامع ) « أنا مدينة العلم وعلي بابها. أبو نعيم في المعرفة عن علي »(١) .
وقال السيوطي أيضاً: « الحديث السادس عشر: عنه - أي عن علي كرّم الله وجهه -: إن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. أخرجه أبو نعيم في المعرفة »(٢) .
كما تعلم روايته الحديث في ( المعرفة ) من ( الاكتفاء ) و ( نزل الأبرار ) و ( مفتاح النجا ) و ( تحفة المحبين )، وقد أوردها نور الدين السليماني في ( الدر اليتيم ) كما ستعرف إن شاء الله تعالى.
كما ذكر أبو نعيم معنى حديث مدينة العلم في جملة ألقاب سيدنا أمير المؤمنينعليهالسلام ، وذلك يدل على ثبوته بلا ريب، وهذا نص كلامه بترجمة الامامعليهالسلام :
« سيّد القوم، محبّ المشهود ومحبوب المعبود، باب مدينة الحكم [ العلم ] والعلوم، ورأس المخاطبات ومستنبط الاشارات، راية المهتدين ونور المطيعين، وولي المتقين وإمام العادلين، أقدمهم إجابة وإيماناً، وأقومهم قضية وإيقاناً، وأعظمهم حلماً وأوفرهم علماً، علي بن أبي طالبرضياللهعنه ، قدوة المتقين، وزينة العارفين، المنبي عن حقائق التوحيد، المشير إلى لوامع علم التفريد، صاحب القلب العقول واللسان السئول، والاذن الواعي والعهد الوافي، فقأ عيون الفتن، ووقى من فنون المحن، فدفع الناكثين ووضع القاسطين ودمغ المارقين، الأخيشن في دين الله، المموس في ذات الله»(٣) .
ترجمته:
١ - الفخر الرازي في ( مناقب الشافعي ).
____________________
(١). جمع الجوامع ١ / ٣٨٨.
(٢). القول الجلي في مناقب علي: ٣٥.
(٣). حلية الأولياء ١ / ٦١.
٢ - ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٤٣٠ ).
٣ - الخوارزمي في ( أسماء رجال مسانيد أبي حنيفة ).
٤ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ١ / ٢٦ ).
٥ - أبو الفداء الأيوبي في ( المختصر - حوادث ٤٣٠ ).
٦ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٩٢ ) و ( العبر ٣ / ١٧٠ ) و ( دول الإسلام حوادث ٤٣٠ ).
٧ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر - حوادث: ٤٣٠ ).
٨ - الخطيب التبريزي في ( أسماء رجال المشكاة - المطبوع مع المشكاة ٣ / ٨٠٥ ).
٩ - الصفدي في ( الوافي بالوفيات ٧ / ٨١ ).
١٠ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث ٤٣٠ ).
١١ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٤ / ١٨ ).
١٢ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ٤٧٤ ).
١٣ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٢٣ ).
١٤ - الشعراني في ( لواقح الأنوار في طبقات الأخيار ).
١٥ - الدياربكري في ( الخميس - حوادث: ٤٣٠ ).
١٦ - القنوجي في ( التاج المكلل: ٣١ ).
١٧ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ).
وغيرهم كما سيأتي في بعض مجلّدات الكتاب.
قالابن خلكان: « الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق ابن موسى بن مهران الاصبهاني الحافظ المشهور، صاحب كتاب حلية الأولياء، كان من أعلام المحدثين وأكابر الحفاظ الثقات، أخذ عن الأفاضل وأخذوا عنه وانتفعوا به، وكتابه الحلية من أحسن الكتب، وله كتب تاريخ إصبهان نقلت
منه »(١) .
وفي ( العبر ) « تفرَّد بالدنيا بعلوّ الإِسناد، مع الحفظ والاستبحار من الحيث وفنونه وصنّف التصانيف الكبار المشهورة في الأقطار »(٢) .
(٣٠)
رواية أحمد بن المظفر الفقيه الشافعي
رواه باسناده عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما تقدّم عن ( المناقب ) لابن المغازلي، وستقف عليه فيما بعد أيضاً إنْ شاء الله تعالى.
ترجمته:
ترجم لهالذهبي (٣) كما تظهر جلالته من رواية ابن المغازلي عنه ووصفه إيّاه بالفقيه الشافعي في مواضع عديدة من كتابه ( المناقب ).
(٣١)
رواية أبي الحسن الماوردي
وقد رواه أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الشافعي المعروف بالماوردي على ما نقل عنه ابن شهر آشوب حيث قال: « وقال
____________________
(١). وفيات الأعيان ١ / ٢٦.
(٢). العبر في خبر من غبر ٣ / ١٧٠.
(٣). نفس المصدر.
النبيعليهالسلام بالاجماع: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. رواه أحمد من ثمانية طرق، وإبراهيم الثقفي من سبعة طرق، وابن بطة من ستة طرق، والقاضي الجعابي من ستة طرق، وابن شاهين من أربعة طرق، والخطيب التاريخي من ثلاثة طرق، ويحيى بن معين من طريقين. وقد رواه السمعاني والقاضي الماوردي وأبو منصور السكري »(١) .
ترجمته:
١ - السمعاني: « أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري المعروف بالماوردي، من أهل البصرة سكن بغداد، وكان من وجوه الفقهاء الشافعيين، وله تصانيف عدة في أصول الفقه وفروعه وغير ذلك، قال الخطيب كتبت عنه وكان ثقة »(٢) .
٢ - ابن الأثير: « وكان إماماً وله تصانيف كثيرة، منها الحاوي وغيره في علوم كثيرة، وكان عمره ستاً وثمانين سنة »(٣) .
٣ - ابن خلكان: « كان من وجوه الفقهاء الشافعية وكبارهم وكان حافظاً للمذهب، وله فيه كتاب الحاوي الذي لم يطالعه أحد إلّا وشهد له بالتبحر والمعرفة التامة بالمذهب، وفوّض إليه القضاء ببلدان كثيرة »(٤) .
٤ - الذهبي: « وكان إماماً في الفقه والأصول والتفسير، بصيراً بالعربية »(٥) .
٥ - اليافعي: « الامام النحرير والبحر الكبير أقضى القضاة »(٦) .
____________________
(١). مناقب آل أبي طالب ٢ / ٣٤.
(٢). الأنساب - الماوردي. ملخّصاً.
(٣). الكامل في التاريخ - حوادث: ٤٥٠. ملخّصاً.
(٤). وفيات الأعيان ١ / ٣٢٦.
(٥). العبر في خبر من غبر - حوادث: ٤٥٠.
(٦). مرآة الجنان - حوادث: ٤٥٠.
٦ - السبكي: « الامام الجليل القدر الرفيع الشأن أبو الحسن الماوردي صاحب الحاوي كان إماماً جليلاً رفيع الشأن، له اليد الباسطة في المذهب والتفنن التام في سائر العلوم، قال الشيخ أبو اسحاق: درس بالبصرة وبغداد سنين كثيرة، وله تصانيف كثيرة في الفقه والأدب، وكان حافظاً للمذهب. وقال الخطيب: من وجوه الفقهاء الشافعيين، وله تصانيف عدة في أصول الفقه وفروعه وغير ذلك، قال: وجعل إليه القضاء ببلدان السلطان، وكان أحد الأئمة، له التصانيف الحسان في كلّ فنٍ من العلم
ومن كلام الماوردي الدال على دينه ومجاهدته لنفسه ما ذكره في كتاب أدب الدين والدنيا فقال: ومما أتدرك به من حالي أنّي صنّفت في البيوع كتاباً جمعته ما استطعت من كتب الناس، واجتهدت فيه نفسي وكرّرت فيه خاطري، حتى إذا نهدت واستكمل وكدت أعجب به، وتصوّرت أني أشدّ الناس اطلاعاً بعلمه، حضرني - وأنا في مجلس - أعرابيان فسألاني عن بيع عقداه في البادية على شروط تضمنت أربع مسائل لم أعرف لشيء منها جوابا، فأطرقت مفكرا وبحالي وحالهما معتبراً، فقالا: أما عندك فيما سألنا جواب وأنت زعيم هذه الجماعة؟ فقلت: لا، فقالا: إيهاً لك وانصرافا، ثم أتيا من قد يتقدّمه في العلم كثير من أصحابي فسألاه فأجابهما مسرعاً بما اقنعهما، فانصرفا عنه راضيين بجوابه حامدين لعلمه - إلى أنّ قال - فكان ذلك زاجر نصيحة وتدبر عظيمة، تذلل لهما قياد النفس وانخفض لهما جناح العجب.
قال الخطيب: كان ثقة »(١)
____________________
(١). طبقات الشافعية للسبكي ٣ / ٣٠٣.
(٣٢)
رواية أبي بكر البيهقي
قال أخطب خوارزم « أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، قال أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، قال أخبرنا أبوبكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين ابن داود العلوي رحمه الله تعالى، قال أخبرنا محمد بن محمد بن سعد الهروي الشعراني، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن النيسابوري، قال حدثنا أبو الصلت الهروي، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .
ترجمته:
١ - الفخر الرازي في ( مناقب الشافعي ).
٢ - ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٤٥٨ ).
٣ - ياقوت في ( معجم البلدان ١ / ٨٠٤ ).
٤ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ١ / ٢٠ ).
٥ - أبو الفداء الأيوبي في ( المختصر - حوادث: ٤٥٨ ).
٦ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر - حوادث: ٤٥٨ ).
٧ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٣٢ ) و ( العبر ٣ / ٢٤٠ ) و ( دول
____________________
(١). المناقب للخوارزمي: ٤٠.
الاسلام حوادث: ٤٥٨ ).
٨ - الخطيب التبريزي في ( أسماء رجال المشكاة المطبوع مع المشكاة ٣ / ٨٠٦ ).
٩ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث ٤٥٨ ).
١٠ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٤ / ٨ ).
١١ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ١ / ١٩٨ ).
١٢ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٣٣ ).
١٣ - القاري في ( المرقاة ١ / ٢٣ ).
١٤ - المناوي في ( فيض القدير ١ / ٢٨ ).
١٥ - الزرقاني في ( شرح المواهب ١ / ٣٣ ).
١٦ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ).
١٧ - القنوجي في ( التاج المكلل: ٢٨ ).
وغيرهم، وقد ذكرنا ترجمته في بعض مجلّدات الكتاب بالتفصيل، ونقتصر هنا على عبارة ابن خلكان، وهي هذه: « أبوبكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي الخسروجردي، الفقيه الشافعي، الحافظ الكبير المشهور، واحد زمانه وفرد أقرانه في الفنون، من كبار أصحاب الحاكم أبي عبد الله ابن البيع في الحديث، ثم الزائد عليه في أنواع العلوم، أخذ الفقيه عن أبي الفتح ناصر بن محمد العمري المروزي، غلب عليه الحديث واشتهر به ورحل في طلبه إلى العراق، والحجاز، وسمع بخراسان من علماء عصره، وكذلك ببقية البلاد التي انتهى إليها، وشرع في التصنيف، فصنّف فيه كثيرا حتى قيل تبلغ تصانيفه ألف جزء، وهو أول من جمع نصوص الامام الشافعي رضي الله تعالى عنه في عشر مجلّدات وكان قانعاً من الدنيا بالقليل، وقال إمام الحرمين في حقّه: ما من شافعي المذهب إلّا وللشّافعي عليه منة إلّا أحمد البيهقي فإنّ له على الشافعي منة. وكان من أكثر الناس نصراً لمذهب الشافعي، وطلب إلى نيسابور لنشر العلم
فأجاب وانتقل إليها، وكان على سيرة السلف، وأخذ عنه الحديث جماعة من الأعيان ».
(٣٣)
رواية أبي غالب ابن بشران النحوي
لقد علمت روايته من عبارة ( المناقب ) لابن المغازلي، وستقف على ذلك فيما بعد أيضاً ان شاء الله تعالى.
ترجمته:
١ - الذهبي في ( العبر - حوادث ٤٦٢ ).
٢ - القرشي في ( الجواهر المضية في طبقات الحنفية ٢ / ١١ ).
٣ - اليافعي ( مرآة الجنان - حوادث ٤٦٢ ).
٤ - القاري في ( الأثمار الجنيّة في طبقات الحنفية ).
وقد أوردنا ذلك في مجلّد ( حديث الطير ).
(٣٤)
رواية الخطيب البغدادي
لقد أخرج حديث مدينة العلم عن ابن عباس بطرق متعددة حيث قال:
« أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، قال حدثنا أحمد بن محمد بن علي الصيرفي، قال ثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، قال حدثنا محمد بن عبد الله
أبو جعفر الحضرمي، قال حدثنا جعفر بن محمد البغدادي أبو محمد الفقيه - وكان في لسانه شيء - قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .
« أخبرني أحمد بن محمد العتيقي، قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الشاهد، قال ثنا أبوبكر أحمد بن فاذويه بن عزرة الطحان، قال ثنا أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن يزيد بن سليم، قال حدثني رجاء بن سلمة قال حدثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(٢) .
« حدثنا محمد بن أحمد بن رزق، قال أخبرنا أبوبكر مكرم القاضي، قال حدثنا القاسم بن عبد الرحمن الأنباري، قال ثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح بن سليمان بن ميسرة الهروي، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها »(٣) .
وأخرجه من حديث جابر عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم حيث قال: « أخبرنا يحيى بن علي الدسكري بحلوان، قال أخبرنا أبوبكر محمد بن المقري باصبهان، قال ثنا أبو الطيّب محمد بن عبد الصمد الدقاق، قال ثنا أحمد بن عبد الله أبو جعفر المكتب، قال أخبرنا عبد الرزاق قال ثنا سفيان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن بهمان قال سمعت جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي: هذا أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله - يمد بها صوته - أنا مدينة
____________________
(١). تاريخ بغداد ٧ / ١٧٢.
(٢). المصدر نفسه ٤ / ٣٤٨.
(٣). المصدر نفسه ١١ / ٢٠٤.
العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .
وأخرجه من حديث سيدنا أمير المؤمنينعليهالسلام قائلاً: « أخبرنا عبد الله ابن محمد بن عبد الله، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا أبو جعفر الحسين بن حفص الخثعمي، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا يحيى بن بشير الكندي عن اسماعيل بن إبراهيم الهمداني عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي. وعن عاصم بن ضمرة عن علي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ الله خلقني وعلياً من شجرة، أنا أصلها وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرتها، والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيب إلّا الطيّب، وأنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب »(٢) .
ويعلم هذا من ( كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) أيضاً. كما سيأتي.
وأخرجه من حديث ابن عباس في كتاب ( المتفق والمفترق ) على ما جاء في ( الاكتفاء للوصابي ) وهذا نصه: - « وعنه ( أي عن ابن عباسرضياللهعنه ) قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب. أخرجه الحاكم في المستدرك والخطيب في المفترق والمتفق »(٣) .
كما أورد في ( تاريخ بغداد ) عدة روايات عن يحيى بن معين تتضمن إثبات وتصحيح حديث مدينة العلم، وستقف عليها إن شاء الله تعالى فيما بعد.
ترجمته:
١ - السمعاني في ( الأنساب - البغدادي ).
٢ - ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٤٦٣ ).
____________________
(١). تاريخ بغداد ٢ / ٣٧٧.
(٢). المصدر نفسه ١١ / ٤٩.
(٣). الاكتفاء للوصابي عن المتفق والمفترق للخطيب - مخطوط.
٣ - الخوارزمي في ( أسماء رجال جامع مسانيد أبي حنيفة ).
٤ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ١ / ٢٧ ).
٥ - أبو الفداء الأيوبي في ( المختصر - حوادث: ٤٦٣ ).
٦ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر - حوادث: ٤٦٣ ).
٧ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٣٥ ) و ( العبر ٣ / ٢٥٣ ) وغيرهما.
٨ - اليافعي في ( مرآة الجنان ٣ / ٨٧ ).
٩ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٤ / ٢٩ ).
١٠ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ١ / ٢٠١ ).
١١ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ: ٤٣٤ ).
١٢ - الدياربكري في ( الخميس - حوادث: ٤٦٣ ).
١٣ - المناوي في ( فيض القدير ١ / ٢٩ ).
١٤ - الزرقاني في ( شرح المواهب ١ / ١٠٥ ).
١٥ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٢٤٦ ).
١٦ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ).
١٧ - القنوجي في ( التاج المكلل ).
قال القنوجي: « الحافظ أبوبكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي ابن ثابت البغدادي، المعروف بالخطيب صاحب تاريخ بغداد وغيره من المصنفات، كان من الحفاظ المتقنين والعلماء المتبحرين، ولو لم يكن له سوى التاريخ لكفاه فانه يدل على اطلاع عظيم، وصنّف قريباً من مائة مصنّف، وفضله أشهر من أن يوصف، وأخذ الفقه عن أبي الحسن المحاملي والقاضي أبي الطيّب الطبري وغيرهما، وكان فقيهاً فغلب عليه الحديث والتاريخ، ولد في جمادى الآخرة سنة ٣٩٢ يوم الخميس لست بقين من الشهر، وتوفي يوم الاثنين سابع ذي الحجة سنة ٤٦٣ ببغداد، رحمه الله تعالى، وقال السمعاني: توفي في شوال. وسمعت أنّ الشيخ أبا إسحاق الشيرازيرحمهالله كان من جملة من حمل نعشه، لأنه انتفع به
كثيراً وكان يراجعه في تصانيفه، والعجب إنه كان في وقته حافظ المشرق وأبو عمرو يوسف بن عبد البر صاحب كتاب الاستيعاب حافظ المغرب، وماتا في سنة واحدة »(١) .
(٣٥)
رواية ابن عبد البر القرطبي
لقد روى حديث مدينة العلم بترجمة الامام أمير المؤمنينعليهالسلام حيث قال: « وروي عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه »(٢) .
ترجمته:
١ - السمعاني في ( الأنساب - القرطبي ).
٢ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ٢ / ٣٤٨ ).
٣ - أبو الفداء في ( المختصر حوادث: ٤٦٣ ).
٤ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر حوادث: ٤٦٣ ).
٥ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٢٨ ) و ( العبر ٣ / ٢٥٥ ) وغيرهما.
٦ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث: ٤٦٣ ).
٧ - ابن شحنة في ( روضة المناظر - حوادث ٤٦٣ ).
٨ - ابن ناصر الدين في ( طبقات الحفاظ - مخطوط ).
____________________
(١). التاج المكلل: ٣٢.
(٢). الاستيعاب في معرفة الاصحاب ٣ / ١١٠٢.
٩ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٣٢ ).
١٠ - الزرقاني في ( شرح المواهب ١ / ١٢٦ ).
١١ - البدخشاني في ( تراجم الحفاظ - مخطوط ).
١٢ - القنوجي في ( التاج المكلل ١٥٣ ).
١٣ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ).
قال الميرزا محمد البدخشاني ما ملخصه: « يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري الأندلسي أبو عمر، المعروف بابن عبد البر، أحد الأئمة - ذكره في نسبة القرطبي - الحافظ، كان إماماً فاضلاً كبيراً جليل القدر، صنّف التصانيف. مات سنة ٤٦٣. وذكره الذهبي وابن ناصر الدين في طبقات الحفّاظ ».
(٣٦)
رواية الغندجاني
لقد روى أبو محمد الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني حديث مدينة العلم، كما تقدم ويأتي في كلام ابن المغازلي، وقد أوردنا ترجمة الغندجاني في مجلد حديث الثقلين عن ( كتاب الأنساب ) فانّه جاء فيه: « كان شيخاً صالحاً ثقةً صدوقاً، سكن واسط بأخرة » وله ترجمة في ( معجم الأدباء ٧ / ٢٦١ ) و ( بغية الوعاة: ٢١٧ ) وغيرهما.
(٣٧)
رواية ابن المغازلي
لقد روى هذا الحديث بطرق عديدة وألفاظ مختلفة، حيث قال: « حدثنا
إبراهيم بن عبد الرحمن، قال حدثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي بالرملة، قال حدثنا أبو الصلت الهروي عبد السلام بن صالح، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فيمن أراد العلم فليأته من بابه ».
« قولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعيرحمهالله بقراءتي عليه فأقرّ به سنة أربع وثلاثين وأربعمائة قلت له: أخبركم أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطيرحمهالله ، نا عمر بن الحسن الصيرفيرحمهالله ، نا أحمد بن عبد الله بن يزيد، نا عبد الرزاق، قال أنا سفيان الثوري عن عبد الله ابن عثمان عن عبد الرحمن بن بهمان عن جابر بن عبد الله قال: أخذ النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم بعضد علي فقال: هذا أمير البررة وقاتل الكفرة، منصور من نصره مخذول من خذله، ثمّ مدّ بها صوته فقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.
أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج رحمه الله تعالى، أنا أبوبكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز إذناً، نا محمد بن حميد اللخمي أنا أبو جعفر محمد بن عمار بن عطية، نا عبد السلام بن صالح الهروي، نا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.
أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى ابن عيسى الحافظ البغدادي، نا الباغندي محمد بن محمد بن سليمان، نا محمد بن مصفا، نا حفص بن عمر العدني، نا علي بن عمر عن أبيه عن جرير عن علي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ولا تؤتى البيوت إلّا من أبوابها.
أخبرنا أبو منصور زيد بن طاهر بن سيار البصري - قدم علينا واسطاً - نا
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داسة، نا أحمد بن عبيد الله، نا بكر بن أحمد بن مقيل نا محمد بن الحسن بن العباس، نا عبد السلام بن صالح، نا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.
أخبرنا أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبد الله الاصفهاني - قدم علينا واسطاً إملاءً في جامعنا في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وأربعمائة - أنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور، أنا أبو العباس محمد ابن يعقوب الأصم، نا محمد بن عبد الرحيم الهروي، نا عبد السلام بن صالح، نا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب.
أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت القرشي، نا علي بن محمد المقري، نا محمد بن عيسى بن شعبة البزاز، نا أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدّب، نا عبد الرزاق، أنا معمر عن عبد الله بن عثمان عن عبد الرحمن قال سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم الحديبية - وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب - هذا أمير البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره مخذول من خذله، ثم مدّ بها صوته فقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.
أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحويرحمهالله تعالى - فيما أذن لي في روايته عنه - أن أبا طاهر إبراهيم بن عمر بن يحيى يحدّثهم نا محمد بن عبيد الله بن [ محمد بن عبيد الله بن ] المطلب، نا أحمد بن محمد بن عيسى سنة عشر وثلاثمائة، نا محمد بن عبد الله بن عمر بن مسلم اللاحقي الصفّار بالبصرة سنة أربع وأربعين ومائتين، نا أبو الحسن علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه علي بن الحسن عن أبيه الحسين عن أبيه علي ابن أبي طالب قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي أنا مدينة العلم
وأنت الباب، كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلّا من قبل الباب »(١) .
ترجمته:
ترجم له جماعة من أكابر علماء أهل السنة، وأثنوا عليه الثناء البالغ، كما ذكرنا في بعض مجلَّدات الكتاب، وهذه جملة من مصادر ترجمته: الأنساب – الجلّابي، ذيل تاريخ بغداد لابن النجار ٤ / ٧١، الوافي بالوفيات ٢٢ / ١٣٣، واللباب في الأنساب ١ / ٣١٩، تبصير المنتبه ١ / ٣٨٠
(٣٨)
رواية أبي المظفر السمعاني
قال ابن شهرآشوب « قال النبيعليهالسلام بالاجماع: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب.
رواه أحمد من ثمانية طرق، وإبراهيم الثقفي من سبعة طرق، وابن بطة من ستة طرق، والقاضي الجعابي من ستة طرق، وابن شاهين من أربعة طرق، والخطيب التاريخي من ثلاثة طرق، ويحيى بن معين من طريقين.
وقد رواه السمعاني والقاضي الماوردي وأبو منصور السكري »(٢) .
ترجمته:
١ - عبد الغافر الفارسي في ( سياق تاريخ نيسابور ).
٢ - السمعاني في ( الأنساب - السمعاني ).
____________________
(١). المناقب لابن المغازلي ٨٠ - ٨٥.
(٢). مناقب آل أبي طالب ٢ / ٣٤.
٣ - الرافعي في ( التدوين ٤ / ١١٨ ).
٤ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ).
٥ - الذهبي في ( العبر حوادث ٤٨٩ ) و ( دول الاسلام حوادث ٤٨٩ ).
٦ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث: ٤٨٩ ).
٧ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٥ / ٣٣٠ ).
٨ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ٢٩ ).
٩ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٣٨١ ).
١٠ - الداودي في ( طبقات المفسرين ٢ / ٣٣٩ ).
وغيرهم. قال الرافعي ما ملخصه:
« منصور بن محمد السمعاني التميمي أبو المظفر، تفقه على أبيه على مذهب أبي حنيفةرضياللهعنه حتى برع في الفقه، ثم ورد بغداد واجتمع بأبي اسحاق الشيرازي، وجرى بينه وبين أبي نصر بن الصباغ صاحب الشامل مسألة أحسن الكلام فيها، ثم انتقل إلى مذهب الشافعيرضياللهعنه .
وقال أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في سياق تاريخ نيسابور: أبو المظفر السمعاني وحيد عصره فضلاً وطريقة، من بيت العلم والزهد.
وصنف الامام أبو المظفر التفسير في ثلاث مجلدات، وصنّف في الخلاف كتباً مشهورة، توفي سنة تسع وثمانين وأربعمائة ».
(٣٩)
رواية أبي علي البيهقي
لقد روى أبو علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي حديث مدينة العلم، كما علمت سابقاً من عبارة ( المناقب ) لأخطب خطباء خوارزم.
ترجمته:
١ - ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٥٠٧ ).
٢ - أبو الفداء في ( المختصر - حوادث: ٥٠٧ ).
٣ - ابو الوردي في ( تتمة المختصر - حوادث ٥٠٧ ).
٤ - السبكي في ( طبقات الشافعية الوسطى - مخطوط ).
٥ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ١ / ٢٠٠ ).
٦ - ابن شحنة في ( روضة المناظر - حوادث: ٥٠٧ ).
وغيرهم. قال ابن الأثير: « وإسماعيل بن أحمد بن الحسين بن علي، أبو علي، ابن أبي بكر البيهقي، الامام ابن الامام، ومولده سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وتوفي بمدينة بيهق، ولوالده تصانيف كثيرة مشهورة ».
(٤٠)
رواية شيرويه الديلمي
رواه حيث قال: « أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .
ترجمته:
١ - الرافعي في ( التدوين ٣ / ٨٥ ).
٢ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٥٩ ) و ( العبر ٤ / ١٨ ) وغيرهما.
٣ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث: ٥٠٩ ).
٤ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ١٠٤ ).
____________________
(١). فردوس الأخبار ١ / ٧٦.
٥ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٧ / ١١١ ).
٦ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٢٩٢ ).
٧ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ: ٤٥٧ ).
٨ - المناوي في ( فيض القدير ١ / ٢٨ ).
وغيرهم، وستقف على ترجمته بالتفصيل في موضعه إن شاء الله تعالى.
هذا، ولا يخفى على أهل العلم أن كتاب ( الفردوس ) في أعلى درجات الاعتبار والشهرة لدى العلماء الأعلام، وجهابذة الحديث والأخبار، كما نصّ مؤلفه ( الديلمي ) في ديباجته على أنه قد انتقى أحاديثه من الأحاديث الصحاح والغرائب والأفراد، وصرح بخلوّه عن الأكاذيب الموضوعات.
كما أشاد ولده بفضل هذا الكتاب وشأنه في ( مسند الفردوس )، وكذا السيد على الهمداني في ( روضة الفردوس ) فراجع.
(٤١)
رواية العاصمي
رواه في ( زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ) حيث قال: « ذكر مشابه أبينا آدمعليهالسلام : أما آدمعليهالسلام ، فإنّه قد وقعت المشابهة بين المرتضى وبينهعليهالسلام بعشرة أشياء: أوّلها: بالخلق والطينة، والثاني: بالمكث والمدة، والثالث: بالصاحبة والزوجة، والرابع: بالتزويج والخلعة، والخامس: بالعلم والحكمة، والسادس: بالذهن والفطنة، والسابع: بالأمر والخلافة، والثامن: بالأعداء والمخالفة، والتاسع: بالوفاة والوصية والعاشر: بالأولاد والعترة ».
قال: « وأما بالعلم والحكمة فإنّ الله تعالى قال لآدمعليهالسلام :( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ) ففضّل بالعلم العباد الذين كانوا لا يعصون الله ما أمرهم
ويفعلون بما يؤمرون، واستحق بذاك منهم السجود له، فكما لا يصير العلم جهلاً والعالم جاهلاً فكذلك لم يصر آدم المفضل بالعلم مفضولاً، وكذلك حال من فضل بالعلم، وأما من فضل بالعبادة فربّما يصير مفضولاً، لأن العابد ربما يسقط عن درجة العبادة إن تركها معرضاً عنها، أو توانى فيها تغافلاً منها فيسقط فضله، ولذلك قيل: بالعلم ويعلو ولا يعلى، والعالم يزار ولا يزور، ومن ذلك وجوب الوصف لله سبحانه بالعلم والعالم وفساد الوصف له بالعبادة والعابد، ولذلك منَّ على نبيهعليهالسلام بقوله:( وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ) فعظّم الفضل عليه بالعلم دون سائر ما أكرمه به من الخصال والأخلاق، وما فتح عليه البلاد والآفاق.
وكذلك المرتضى رضوان الله عليه، فضّل بالعلم والحكمة ففاق بهما جميع الأمة ما خلا الخلفاء الماضين رضي الله عنهم أجمعين، ولذلك وصفه الرسولعليهالسلام بهما حيث قال: يا علي ملئت علماً وحكمة، وذكر في الحديث عن المرتضى رضوان الله عليه: إن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم كان ذات ليلة في بيت أم سلمة فبكرت إليه بالغداة، فإذا عبد الله بن عباس بالباب، فخرج النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم إلى المسجد وأنا عن يمينه وابن عباس عن يساره فقال النبيعليهالسلام : يا علي ما أول نعم الله عليك؟ قال: أن خلقني فأحسن خلقي. قال: ثم ما ذا؟ قال: أن عرّفني نفسه، قال: ثم ما ذا؟ قال قلت: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها. قال: فضرب النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم على كتفي وقال: يا علي ملئت علماً وحكمة. ولذلك قال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، وفي بعض الروايات: أنا دار الحكمة وعلي بابها.
أخبرني شيخي محمد بن أحمدرحمهالله ، قال حدثنا أبو سعيد الرازي، قال قرئ على أبي الحسن بن محمد بن مهرويه القزويني بها في الجامع وأنا اسمع، قال حدّثنا أبو أحمد داود بن سليمان بن وهب الفراء قال حدثني علي بن موسى الرضا، قال حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن
أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه قال: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. ولهذا الحديث طرق أخر نذكرها في فصل خصائص المرتضى رضوان الله عليه إن شاء الله عز وجلّ ».
ورواه في « ذكر مشابه داود ذي الأيد صلوات الله وسلامه عليه » قال:
« ووقعت المشابهة بين المرتضى رضوان الله عليه وبين داودعليهالسلام بثمانية أشياء والثامن بفصل الخطاب وأما فصل الخطاب فقوله تعالى:( وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ ) فكذلك المرتضى رضوان الله عليه أوتي من فصل الخطاب كما ذكرناه في معنى قولهعليهالسلام : أنا مدينة العلم وعلي بابها، وفي فصل قضائه ».
ورواه أيضاً في « أسماء الامامعليهالسلام » حيث ذكر فيها « باب مدينة العلم وباب دار الحكمة » ثم قال: وأما باب مدينة العلم فإنه أخبرنا محمد بن أبي زكريارحمهالله ، قال فيما أجاز لنا أبو حفص بن عمر، قال أخبرنا أبوبكر بن إسحاق قال أخبرنا العباس بن الفضل قال حدثنا أبو الصلت الهروي قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ».
(٤٢)
إثبات الحكيم السنائي
لقد أرسله أبو المجد مجدود بن آدم الشهير بالحكيم السنائي في كتاب [ حديقة الحقيقة والشريعة والطريقة ] إرسال المسلم حيث قال ما نصه « في مناقب زوج البتول وابن عم الرسول أبي الحسن والحسين، المبارز الكرار غير الفرار،
غالب الجيش، سيد المهاجرين والأنصار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه: من أحبّ علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، الذي أنزل الله تعالى في شأنه:( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) وقال النبيعليهالسلام : أنا مدينة العلم وعلي بابها. وقال: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي. وقالصلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: دخلت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها على النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم فقال: يا عائشة ما تقولين في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه؟ فأطرقت ملياً ثم رفعت رأسها فقالت بيتين:
إذا ما التبرحك على المحك |
تبين غشه من غير شك |
|
و فينا الغش والذهب المصفى |
على بيننا شبه المحك » |
وفي [ حديقة الحقيقة ] في مدح الامامعليهالسلام :
« آل يس شرف بدو ديده |
ايزد او را بعلم بگزيده |
|
مر نبى را وصى وهم داماد |
جان پيغمبر از جمالش شاد |
|
كتب ناديده بود خوانده بود بدل |
علم هر دو جهان ورا حاصل |
|
بفصاحت جو او سخن گفتى |
مستمع زان حديث در سفتى |
|
لطف او بود لطف پيغمبر |
عنف او عنف شير شرزه نر |
|
خوانده در دين وملك مختارش |
هم در علم وهم علمدارش » |
ترجمته:
١ - عبد الرحمن الجامي في ( نفخات الأنس من حضرات القدس ٥٩٥ ).
٢ - دولت شاهالسمرقندي في ( تذكرة الشعراء ١٠٦ ).
٣ - مجد الدينالبدخشاني في ( جامع السلاسل - مخطوط ).
وغيرهم وقد عدّه ( الدهلوي ) في ( التحفة ) من كبار أهل السنة المقبولين لديهم، ومن أجلة عظمائهم الذين جمعوا بين الشريعة والطريقة كما استشهد بشعرٍ له في تفسيره ( فتح العزيز ) معبّراً عنه بـ « بعض المحققين ».
هذا، وقد ذكر الكاتب الجلبي كتابه المذكور بقوله: « حديقة الحقيقة وشريعة الطريقة المعروف بفخري نامه، فارسي منظوم لأبي المجد - محمد - بن آدم الشهير بالحكيم السنائي المتوفى سنة ٥٢٥، نظمه من بحر الخفيف لبهرام شاه القونوي السبكتكيني، ورتّب على عشرين بابا في التوحيد وكلام الله ونعت الرسول وفضل الصحابة والخلفاء وفضل السيدين الشهيدين، والامامين أبي حنيفة والشافعي، والعقل والعلم والعشق والقلب والتصوف وصفة البشر والشيخوخة وغور الغفلة والحكمة والشهوة وصنعة الأفلاك والربيع. ومدح بهرام شاه ومدح ولده دولت شاه. والحكم والأمثال. فرغ من نظمه سنة ٥٢٤ »(١) .
(٤٣)
رواية شهردار الديلمي
لقد روى حديث مدينة العلم في كتابه ( مسند الفردوس ) الذي خرج فيه سند كل حديث رواه والده في كتاب ( الفردوس ). قال المناوي في ( فيض القدير ) « فر للديلمي في مسند الفردوس المسمى بمأثور الخطاب المخرج على كتاب الشهاب، والفردوس للامام عماد الاسلام أبي شجاع الديلمي، ألّفه محذوف الأسانيد مرتّباً على الحروف ليسهل حفظه، وأعلم بإزائها بالحروف للمخرجين كما مر، ومسنده لولده سيد الحفاظ أبي منصور شهردار بن شيرويه، خرّج سند كل حديث تحته وسمّاه: إبانة الشبهة في معرفة كيفية الوقوف على ما في كتاب الفردوس من علامات الحروف »(٢) .
____________________
(١). كشف الظنون ١ / ٦٤٥.
(٢). فيض القدير ١ / ٢٨.
وقد تقدم ذكر رواية والده الحديث في كتاب ( الفردوس ).
ترجمته:
١ - الذهبي في ( العبر - حوادث: ٥٥٨ ).
٢ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٤ / ٢٢٩ ).
٣ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ١٠٥ ).
٤ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٣٢٤ ).
٥ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ).
وقد تقدّم عن المناوي وصفه إياه بسيد الحفاظ.
(٤٤)
إثبات السمعاني
لقد قال السمعاني ما نصه:
« الشهيد - بفتح الشين المعجمة وكسر الهاء وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحتها وفي آخرها الدال المهملة - اشتهر بهذا الاسم جماعة من العلماء المعروفين قتلوا فعرفوا بالشهيد، أوّلهم ابن باب مدينة العلم وريحانة رسول الله الشهيد ابن الشهيد الحسين بن علي سيد شبّان أهل الجنة، وكان يكنّى أبا عبد الله »(١) .
ترجمته:
١ - ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٥٦٢ ) و ( اللباب - السمعاني ).
٢ - المحب ابن النجار في ( تاريخه - مخطوط ).
____________________
(١). الأنساب - الشهيد.
٣ - ابن خلكان ( وفيات الأعيان ١ / ٣٠١ ).
٤ - أبو الفداء في ( المختصر - حوادث: ٥٦٢ ).
٥ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر - حوادث: ٥٦٢ ).
٦ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣١٦ ) و ( العبر ٤ / ١٧٨ ).
٧ - اليافعي في ( مرآة الجنان ٤ / ٣٧١ ).
٨ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٧ / ١٨٠ ).
٩ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ٥٥ ).
١٠ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٧١ ).
١١ - الدياربكري في ( الخميس - حوادث ٥٦٢ ).
١٢ - القنوجي في ( التاج المكلل ٧٦ ).
وغيرهم. قال في ( تذكرة الحفاظ ) ما ملخصه: « السّمعاني: الحافظ البارع العلّامة تاج الاسلام، أبو سعد عبد الكريم التميمي السّمعاني المروزي صاحب التصانيف، ولد في شعبان سنة ست وخمسمائة، ورحل إلى الأقاليم النائية، وكان ذكيّاً فهماً سريع الكتابة مليحها، درّس وأفتى ووعظ وأملى، وكتب عمن دبّ ودرج، وكان ثقة حافظاً حجة واسع الرّحلة عدلاً ديّناً جميل السّيرة حسن الصحبة كثير المحفوظ.
قال ابن النجّار: وسمعت من يذكر أنّ عدد شيوخه سبعة آلاف شيخ وهذا شيء لم يبلغه أحد، وكان مليح التصانيف كثير الشيء والأسانيد لطيف المزاج ظريفاً حافظاً واسع الرّحلة ثقة صدوقاً ديناً، سمع منه مشايخه وأقرانه، وحدّث عنه جماعة.
مات في ربيع الأول سنة اثنتين وستين وخمسمائة بمرو، وله ست وخمسون سنة ».
(٤٥)
رواية الخطيب الخوارزمي
قال أبو المؤيد الموفق بن أحمد بن إسحاق الخوارزمي المكّي المعروف بأخطب خوارزم والخطيب الخوارزمي، في ألقاب عليعليهالسلام :
« الألقاب له، هو: أمير المؤمنين، ويعسوب الدين والمسلمين، ومبير الشرك والمشركين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، ومولى المؤمنين، وشبيه هارون، والمرتضى، ونفس الرسول، وأخوه، وزوج البتول، وسيف الله المسلول وأبو السبطين، وأمير البررة، وقاتل الفجرة، وقسيم الجنة والنار، وصاحب اللواء، وسيد العرب، وخاصف النعل، وكاشف الكرب، والصديق الأكبر، وأبو الريحانتين، وذو القرنين، والهادي، والفاروق، والواعي، والشاهد، وباب المدينة، وبيضة البلد، والولي، والوصي، وقاضي دين الرسول، ومنجز وعده »(١) .
وقال في الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب: -
« أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي قال أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، قال أخبرنا أبوبكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلويرحمهالله ، قال أخبرنا محمد بن محمد بن سعد الهروي الشعراني، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن النيسابوري، قال حدّثنا أبو الصلت الهروي، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب »(٢) .
____________________
(١). المناقب للخوارزمي: ٨.
(٢). نفس المصدر: ٤٠.
وقال في الفصل السادس عشر ما نصه: « روى أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أرسل إلى معاوية رسله: الطرماح وجرير بن عبد الله البجلي وغيرهما قبل مسيره إلى صفين، وكتب إليه مرّة بعد أخرى يحتج عليه ببيعة أهل الحرمين له وسوابقه في الإسلام، لئلا يكون بين أهل العراق وأهل الشام محاربة، ومعاوية يعتل بدم عثمان ويستغوي بذلك جهال أهل الشام وأجلاف العرب، ويستميل طلبة الدنيا والولايات، وكان يشاور في أثناء ذلك ثقاته وأهل مودته وعشيرته في قتال عليعليهالسلام ، فقال له أخوه عتبة: هذا أمر عظيم لا يتم إلّا بعمرو بن العاص فإنه قريع زمانه في الدهاء والمكر، يخدع ولا يخدع، وقلوب أهل الشام مائلة إليه، فقال معاوية: صدقت ولكنه يحب علياً فأخاف أن لا يجيبني، فقال: إخدعه بالأموال ومصر.
فكتب إليه معاوية: من معاوية بن أبي سفيان - خليفة عثمان بن عفان إمام المسلمين وخليفة رسول رب العالمين ذو النورين، ختن المصطفى على ابنتيه وصاحب جيش العسرة وبئر دومة، المعدوم الناصر الكثير الخاذل المحصور في منزله المقتول عطشاً وظلماً في محرابه المعذب بأسياف الفسقة - إلى عمرو بن العاص صاحب رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وثقته وأمير عسكره بذات السلاسل، المعظّم رايه المفخم تدبيره:
أمّا بعد فلن يخفى عليك احتراق قلوب المؤمنين وما أصيبوا به من الفجيعة بقتل عثمان، وما ارتكب به جاره حسداً وبغياً بامتناعه من نصرته وخذلانه إياه، وإشلائه الغاغة عليه [ واشياً العامة عليه ] حتى قتلوه في محرابه، فيا لها من مصيبة عمّت المسلمين وفرضت عليهم طلب دمه من قتلته، وأنا أدعوك إلى الحظ الأجزل من الثواب والنصيب الأوفر من حسن المآب، بقتال من آوى قتلة عثمانرضياللهعنه وأحلّه جنة المأوى.
فكتب إليه عمرو: من عمرو بن العاص صاحب رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم إلى معاوية بن أبي سفيان: أما بعد فقد وصل كتابك فقرأته وفهمته، فأمّا
ما دعوتني إليه من خلع ربقة الاسلام من عنقي والتهور في الضّلالة معك وإعانتي إياك على الباطل واختراط السيف على وجه علي بن أبي طالبرضياللهعنه - وهو أخو رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ووصيّه ووارثه وقاضي دينه ومنجز وعده وزوج ابنته سيدة نساء أهل الجنة وأبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة - [ فلن يكون ].
وأمّا ما قلت من أنك خليفة عثمان فقد صدقت، ولكن تبيّن اليوم عزلك عن خلافته، وقد بويع لغيره وزالت خلافتك.
وأمّا ما عظمتني ونسبتني إليه من صحبة رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وأني صاحب جيشه فلا أغتر بالتزكية ولا أميل بها عن الملة.
وأمّا ما نسبت أبا الحسن أخا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ووصيّه إلى الحسد والبغي على عثمان، وسمّيت الصّحابة فسقه، وزعمت أنه أشلاهم على قتله، فهذا غواية، ويحك يا معاوية: أما علمت أن أبا حسن بذل نفسه بين يدي رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وبات على فراشه، وهو صاحب السبق إلى الإِسلام والهجرة وقد قال فيه رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : هو منّي وأنا منه، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي، وقد قال فيه رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يوم غدير خم: ألا من كنت مولاه فعليّ مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، وهو الذي قال فيهعليهالسلام يوم خيبر: لأعطينَّ الرّاية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وهو الذي قال فيهعليهالسلام يوم الطير: اللهم ايتني بأحبّ خلقك إليك، فلما دخل إليه قال: وإليَّ وإليَّ، وقد قال فيه يوم النظير: علي إمام البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله، وقد قال فيه: علي وليّكم من بعدي، وآكد القول عليك وعليّ وعلى جميع المسلمين وقال: إني مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي وقد قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها.
وقد علمت يا معاوية ما أنزل الله تعالى من الآيات المتلوّات في فضائله التي
لا يشترك فيها أحد كقوله تعالى:( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ) و( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) .( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ) وقال الله تعالى لرسولهعليهالسلام ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) وقد قال له رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أما ترضى أن يكون سلمك سلمي وحربك حربي وتكون أخي ووليي في الدنيا والآخرة، يا أبا الحسن من أحبّك فقد أحبّني ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أحبّك أدخله الله الجنة، ومن أبغضك أدخله الله النار.
وكتابك يا معاوية الذي كتبت هذا جوابه، ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين، والسلام»(١) .
ترجمته:
والخطيب الخوارزمي من أعيان علماء أهل السنة، ومن أساطين محدّثيهم الثقات المعتمدين، وقد أثنى عليه ونقل عنه كبار علمائهم ومشاهير حفاظهم أمثال:
أبي حامد محمود بن محمد الصالحاني.
وعماد الدين الكاتب الاصفهاني.
وأبي الفتح ناصر بن عبد السيد المطرزي.
ومحبّ الدين ابن النجار البغدادي.
وجمال الدين القفطي.
وأبي المؤيد الخوارزمي.
وأبي عبد الله الكنجي الشافعي.
وشمس الدين الذهبي.
وجمال الدين الزرندي.
____________________
(١). المناقب للخوارزمي: ١٢٨.
وصلاح الدين الصفدي.
وعبد القادر القرشي.
ومحمد بن أحمد الفارسي.
وأحمد بن إبراهيم الصنعاني المعروف بابن الوزير.
وشهاب الدين أحمد صاحب توضيح الدلائل.
ونور الدين ابن الصباغ المالكي.
وجلال الدين السيوطي.
ونور الدين السمهودي.
والشمس الدمشقي الصالحي.
وشهاب الدين ابن حجر المكي.
وأحمد بن باكثير المكي.
وعبد الله بن محمد المطيري.
وولي الله اللكهنوي.
و ( الدهلوي نفسه )
فراجع أسفارهم، وقد أوردنا طرفاً من كلماتهم في بعض المجلدات.
(٤٦)
رواية ابن عساكر
لقد روى أبو القاسم علي بن الحسن المعروف بابن عساكر الدمشقي حديث مدينة العلم بطرق عديدة كما قال الكنجي وهذا نصّ عبارته:
« أخبرنا العلامة قاضي القضاة أبو نصر محمد بن هبة الله ابن قاضي القضاة ومحمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي، أخبرنا الحافظ أبو القاسم أخبرنا أبو القاسم ابن [ محمد ] السمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف
أخبرنا أبو أحمد ابن عدي، حدثنا النعمان بن هارون البلدي ومحمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي وعبد الملك بن محمد قالوا: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدب حدثنا عبد الرزاق عن سفيان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن بهمان قال سمعت جابراً يقول: سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم الحديبية - وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب وهو يقول -: هذا أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره ومخذول من خذله، ثم مدّ بها صوته وقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب.
قلت: هكذا رواه ابن عساكر في تاريخه وذكر طرقه عن مشايخه »(١) .
ترجمته:
١ - ياقوت الحموي في ( معجم الأدباء ١٣ / ٧٣ ).
٢ - الخوارزمي في ( أسماء رجال جامع مسانيد أبي حنيفة ).
٣ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ١ / ٣٣٥ ).
٤ - أبو الفداء في ( المختصر - حوادث: ٥٧١ ).
٥ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر - حوادث: ٥٧١ ).
٦ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٢٨ ) و ( العبر ٤ / ٢١٢ ) و ( دول الاسلام حوادث ٥٧١ ).
٧ - اليافعي في ( مرآة الجنان ٣ / ٣٩٣ ).
٨ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٧ / ٢١٥ ).
٩ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ٢١٦ ).
١٠ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٣٤٥ ).
١١ - جلال الدين السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٧٤ ).
١٢ - الدياربكري في ( الخميس - حوادث: ٥٧١ ).
____________________
(١). كفاية الطالب: ٢٢٠.
١٣ - القنوجي في ( التاج المكلل ٨٤ ).
قال ابن خلكان ما ملخصه: « الحافظ أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي الملقّب ثقة الدين، كان محدّث الشام في وقته، ومن أعيان الفقهاء الشافعية، غلب عليه الحديث فاشتهر به وبالغ في طلبه إلى أنْ جمع منه ما لم يتفق لغيره، ورحل وطوف وجاب البلاد ولقي المشايخ، وكان حافظاً ديّناً جمع بين معرفة المتون والأسانيد وكان حسن الكلام على الأحاديث، محفوظاً في الجمع والتأليف، صنّف التاريخ الكبير لدمشق في ثمانين مجلدة أتى فيه بالعجائب، وهذا الذي ظهر هو الذي اختاره وما صحّ له هذا إلّا بعد مسودّات ما يكاد ينضبط حصرها، وله غيره تواليف حسنة وأجزاء ممتعة ».
وفي ( العبر ): « الحافظ ابن عساكر صاحب التاريخ الثمانين مجلّداً، محدّث الشام، ثقة الدين، ساد أهل زمانه في الحديث ورجاله، وبلغ في ذلك الذروة العليا، ومن تصفح تاريخه علم منزلة الرجل في الحفظ ».
(٤٧)
إثبات أفضل الدين الخاقاني
لقد أرسله أفضل الدين إبراهيم بن علي المعروف بالخاقاني إرسال المسلّم، وأثبته جازماً به في كتابه ( تحفة العراقين ) حيث قال في قصيدةٍ له في مدح محمد بن مطهر العلوي:
« اين قدر وصفا كه خاطرم راست |
از خدمت سيد اجل خاست |
|
اين مايه كه طبع را قوام است |
هم همت سيد امام است |
|
ذو الفضل محمد مطهر |
آن عرق محمد پيمبر |
|
آن مردم ديده مصطفى را |
وان وارث صدق مصطفى را |
|
قدرش زدو كون بر گذشته |
يك موى زمصطفى نگشته |
إلى أن قال:
در شهر علم حيدر |
وين سيد دين كليد آن در |
|
وقف ابديست بر زبانش |
هر خانه كه داشت شهر دانش |
|
جاى شرفست وبحر علم است |
استاد سراى شهر علم است |
|
بيش كرمش زروى تسليم |
بيش قلمش ببوى تعليم |
|
شهرى كه خراجش آورد دهر |
او ميوه باغ آن چنان شهر » |
هذا، وقد ذكر كتاب ( تحفة العراقين ) في ( كشف الظنون ) بقوله: « تحفة العراقين، فارسي، منظومة لأفضل الدين إبراهيم بن علي الخاقاني الشاعر المتوفى سنة ٥٨٢، وزنه من مزاحفات المسدس »(١) .
ترجمته:
١ - دولت شاه السمرقندي في ( تذكرة الشعراء: ٨٨ ).
٢ - عبد الرحمن الجامي في ( نفحات الأنس: ٦٠٧ ).
(٤٨)
إثبات ابن الشيخ البلوي
لقد ذكر أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي الأندلسي المعروف بابن الشيخ حديث مدينة العلم في مناقب أمير المؤمنينعليهالسلام ، جازماً بصحته وقاطعاً بثبوته وذلك حيث قال في كتابه ( ألف با ) بعد أن أورد كلماتٍ لابن عباس في أعلميّة الامامعليهالسلام ما نصه: « وإذ قد وقع ذكر علي وابن عباس رضي
____________________
(١). كشف الظنون ١ / ٣٦٩.
الله عنهما فلنذكر بعض فضائلهما، ولنبدأ بمفاخر علي الزكي العلي ابن عم النبي، ولنثن بالثناء على ابن عباس العدل الرضي ابن عم النبي أيضاً:
قال أبو الطفيل: شهدت علياً يخطب وهو يقول: سلوني، فو الله لا تسألوني عن شيء إلاّ أخبرتكم به، وسلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية إلّا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار، أم في سهل أم في جبل، ولو شئت لأوقرت سبعين بعيراً من تفسير فاتحة الكتاب.
وسيأتي قول النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم فيه: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه، وقول ابن عباس فيه: لقد أعطي على تسعة أعشار العلم وأيم الله لقد شاركهم في العشر العاشر ...»(١) .
وأورده مرة أخرى في كتابه المذكور - بعد أن ذكر حكاية فيها قول الحجاج الثقفي في أمير المؤمنينعليهالسلام « فإنه المرء يرغب عن قوله » - قائلاً:
« قلت: ولمـّا رأيت هذه الحكاية في الكامل وقول الحجاج في عليرضياللهعنه هذا الجفا لم أملك نفسي، وحملتني الغيرة على حبيبي عليرضياللهعنه أن كتبت في طرة الكتاب:
حجاج فيما قلته تكذب |
في قول من فيه الورى يرغب |
|
ذاك علي ابن أبي طالب |
من مثله أو منه من يقرب |
|
يكفيه أن كان ابن عم الذي |
في جاهه تطمع يا مذنب |
|
صلّى عليه الله من سيد |
ما تطلع الشمس وما تغرب |
وقلت أيضاً: أنظر إلى الحجاج وقلّة جدّه مع سطاحة خده، يقول في مولانا علي هذه المقالة ويرغب عما قاله، تالله ما حمله على هذا القول الردي إلّا الحسد المردي، وإلّا فقد علم الغوي أن مكان علي في العلم المكان العلي، كيف لا؟ و النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول فيه: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم
____________________
(١). كتاب الالف باء ١ / ١٢٢.
فليأته من بابه. وابن عباسرضياللهعنه يقول: والله لقد أعطي علي بن أبي طالبرضياللهعنه تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شاركهم في العشر العاشر. وقال عمر بن الخطابرضياللهعنه : أقضانا علي. وقال ابن مسعودرضياللهعنه : أعلم أهل المدينة بالفرائض ابن أبي طالب »(١) .
كتاب ألف باء
هذا، وقد ذكر كتابه ( ألف باء ) في ( كشف الظنون ) بقوله: « ألف با في المحاضرات للشيخ أبي الحجاج يوسف بن محمد البلوي الأندلسي المعروف بابن الشيخ، وهو مجلد ضخم، أوله: إن أفصح كلام سمع وأعجز وأوضح نظام وأوجز حمد الله تعالى نفسه إلخ، ذكر فيه أنه جمع فوائد بدائع العلوم لابنه عبد الرحيم ليقرأه بعد موته، إذ لم يلحق بعد لصغره إلى درجة النبلاء، وسمى ما جمعه لهذا الطفل بكتاب ألف با وهو تأليف غريب لكن فيه فوائد كثيرة »(٢) .
(٤٩)
رواية أبي السعادات ابن الأثير
لقد روى أبو السعادات المبارك بن محمد المعروف بابن الأثير الجزري حديث مدينة العلم حيث قال: « علي: إن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. أخرجه الترمذي »(٣) .
وفي ( توضيح الدلائل ) « عن علي رضي الله تعالى عنه: إن رسول الله صلّى
____________________
(١). الالف باء.
(٢). كشف الظنون ١ / ١٥٠.
(٣). جامع الاصول ٩ / ٤٧٣.
الله عليه وآله وبارك وسلّم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. رواه في جامع الأصول وقال: أخرجه الترمذي »(١) .
ترجمته:
١ - أبو الحسن ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٦٠٦ ).
٢ - ابن المستوفي في ( تاريخ إربل - مخطوط ).
٣ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ١ / ٤٤١ ).
٤ - ابو الفداء في ( المختصر - حوادث: ٦٠٦ ).
٥ - إبن الوردي في ( تتمة المختصر - حوادث: ٦٠٦ ).
٦ - الذهبي في ( العبر حوادث ٦٠٦ ) و ( دول الاسلام - حوادث ٦٠٦ ).
٧ - الخطيب التبريزي في ( أسماء رجال المشكاة ٣ / ٨٠٨ ).
٨ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث: ٦٠٦ ).
٩ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٥ / ١٥٣ ).
١٠ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ١ / ١٣٠ ).
١١ - ابن شحنة في ( روضة المناظر - حوادث: ٦٠٦ ).
١٢ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٣٩٢ ).
١٣ - السيوطي في ( بغية الوعاة: ٣٨٥ ).
١٤ - القنوجي في ( التاج المكلل ١٠٠ ).
وغيرهم، وقد ذكرنا ذلك في مجلد ( حديث الطير ) قال السبكي ما ملخصه « المبارك بن محمد الشيباني العلّامة مجد الدين أبو السعادات الجزري ابن الأثير، صاحب جامع الأصول وغريب الحديث وشرح مسند الشافعي وغير ذلك، كان فاضلاً رئيساً مشاراً اليه، توفي سنة ست وستمائة».
____________________
(١). توضيح الدلائل - مخطوط.
(٥٠)
إثبات فريد الدين العطّار
لقد أثبت الشيخ فريد الدين محمد بن إبراهيم الهمداني المعروف بالعطار حديث مدينة العلم في مواضع من ديوانه ( مظهر العجائب ) منها قوله في قصيدة له:
هيج ميدانى كه معجز آن كيست |
وين همه مدح وثنا در شأن كيست |
|
كه نهاده پاى بر كتف رسول |
مصطفى كرده ومعراجش قبول |
|
كه بده خود تاجدار انما |
كه بده در ملك معنى هل اتى |
|
كه بده قرآن ناطق در عيان |
كه شده در لو كشف اسرار دان |
|
كيست باب علم از گفت رسول |
خود كرا بودست در علم قبول |
وقال في ديوانه ( اسرار نامه ):
اگر فرمانبرى فرمان شه بر |
وگرنه اوفتادى خود به چه در |
|
اگر فرمانبرى فرمان حيدر |
چو باب است آن بعلم مصطفى در » |
وقال في ديوانه ( الهى نامه ):
« پيمبر گفت با آن نور ديده |
زيك نوريم هر دو آفريده |
|
على چون با نبى باشد زيك نور |
يكى باشند هر دو از دوى دور |
|
چنان در شهر دانش باب آمد |
كه جنت را بحق بواب آمد |
ترجمته:
ترجم له كبار علماء أهل السنة وعدوّه من مشاهير عرفائهم، كما سيأتي في بعض مجلدات الكتاب بالتفصيل إن شاء الله تعالى، وقد نص ( الدهلوي ) على أنه من الأكابر المقبولين لدى أهل السنة، كما استشهد هو والكابلي بكلام له، قال الكابلي: قال الشيخ الجليل فريد الدين أحمد بن محمد النيسابوري: من آمن بمحمد ولم يؤمن بأهل بيته فليس بمؤمن، أجمع العلماء والعرفاء على ذلك ولم ينكره أحد » أنظر: ( الصواعق للكابلي ) و ( التحفة الاثنا عشرية ).
(٥١)
رواية أبي الحسن ابن الأثير
لقد روى أبو الحسن علي بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير حديث مدينة العلم في كتابه ( أسد الغابة في معرفة الصحابة ) حيث قال: « أنبأنا زيد بن الحسن بن زيد أبو اليمن الكندي وغيره كتابةً قالوا: أنبأنا أبو منصور زريق أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت، أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أنبأنا أبوبكر بن مكرم بن أحمد بن مكرم القاضي، حدثنا القاسم بن عبد الرحمن الأنباري، حدثنا أبو الصّلت الهروي حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت بابه »(١) .
ترجمته:
١ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ١ / ٣٤٧ ).
____________________
(١). أسد الغابة ٤ / ٢٢.
٢ - الذهبي في ( دول الاسلام - حوادث: ٦٣٠ ) و ( العبر ٥ / ١٢٠ ).
٣ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث: ٦٣٠ ).
٤ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٥ / ١٢٧ ).
٥ - الاسنوي في ( طبقات الشافعية ١ / ١٣٢ ).
٦ - ابن شحنة في ( روضة المناظر حوادث ٦٣٠ ).
٧ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٤١٢ ).
٨ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ: ٤٩٢ ).
وغيرهم من كبار العلماء في كتبهم المعتبرة، قال الذهبي ما ملخصه بلفظه: « ابن الأثير: الامام العلامة الحافظ فخر العلماء، عز الدين أبو الحسن علي بن الأثير الجزري المحدّث اللغوي صاحب التاريخ ومعرفة الصحابة والأنساب وغير ذلك، كانت داره مجمع الفضلاء، وكان مكملاً في الفضائل، علامةً نسابة أخبارياً عارفاً بالرجال وأنسابهم، لا سيّما الصحابة مع الأمانة والتواضع والكرم. مات في أواخر شهر شعبان سنة ثلاثين وستمائة »(١) .
(٥٢)
إثبات محيي الدين ابن عربي
لقد أرسله محيي الدين ابن عربي الطائي إرسال المسلّم حيث قال في كتابه ( الدر المكنون والجوهر المصون ) - على ما نقل عنه البلخي القندوزي - ما نصه: « والامام عليرضياللهعنه ورث علم الحروف من سيدنا محمّدصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإليه الإِشارة بقولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(٢) .
____________________
(١). تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٩٩.
(٢). ينابيع المودة ٤١٤.
ترجمته:
وقد ترجم لابن عربي جمع من أعلام المؤرخين والرجاليين، ونقل عنه كبار المحدثين والعرفاء، وفيهم من وصفه بالأوصاف الجليلة وعزاه إلى المقامات العالية، وممن ترجم له وأثنى عليه أو نقل عنه في كتابه واعتمد عليه:
١ - ابن النجار في ( ذيل تاريخ بغداد ).
٢ - إبن نقطة في ( تكملة الاكمال ).
٣ - ابن العديم في ( تاريخ حلب ).
٤ - المنذري في ( الوفيات ).
٥ - ابن الأبار في ( التاريخ ).
٦ - ابن الزبير في ( التاريخ ).
٧ - ابن الدبيثي في ( ذيل تاريخ بغداد ).
٨ - أبو العلاء الفرضي في ( مشتبه النسبة ).
٩ - قطب الدين اليونيني في ( تاريخ مصر ).
١٠ - سبط ابن الجوزي في ( مرآة الزمان ).
١١ - القطب اليونيني في ( ذيل مرآة الزمان ).
١٢ - ابن فضل الله في ( المسالك ).
١٣ - الاسكندري في ( لطائف المنن ).
١٤ - اليافعي في ( مرآة الجنان ).
١٥ - الصفدي في ( الوافي بالوفيات ).
١٦ - ابن شاكر الكتبي في ( فوات الوفيات ).
١٧ - الشعراني في ( لواقح الأنوار ).
١٨ - الجامي في ( نفحات الأنس ).
١٩ - الكفوي في ( كتائب أعلام الأخيار ).
٢٠ - الأزنيقي في ( مدينة العلوم ).
٢١ - البرزنجي في ( الاشاعة ).
٢٢ - السهالوي في ( الصبح الصادق ).
٢٣ - صديق حسن في ( الجنة في اتباع السنة ).
٢٤ - ( الدهلوي ) في ( رسالة الرؤيا ).
ومنهم من ألّف في مناقبه كتاباً مفرداً كالجلال السيوطي، له ( تنبيه الغبي في مناقب ابن عربي).
واليك بعض مصادر ترجمته: الوافي بالوفيات ٤ / ١٧٣، البداية والنهاية ١٣ / ١٥٦، سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٨، مرآة الجنان ٤ / ١٠٠، طبقات المفسرين ٣٨، النجوم الزاهرة ٦ / ٣٣٩ فوات الوفيات ٢ / ٢٤١، شذرات الذهب ٥ / ١٩٠ نفح الطيب ٧ / ٩٠، تاريخ ابن الأبار ١ / ٣٥٦، التكملة لوفيات النقلة ٣ / ٥٥٥.
(٥٣)
رواية محب الدين ابن النجار
ورواه محب الدين محمد بن محمود البغدادي المعروف بابن النجار باسناده عن سيدنا الامام الرضاعليهالسلام إذ قال: « أنبأتنا رقيّة بنت معمر بن عبد الواحد أنبأتنا فاطمة بنت محمد بن أبي سعد البغدادي، أنا سعيد بن أحمد النيسابوري أنا علي بن الحسن بن بندار بن المثنى، أنا علي بن محمد مهرويه ثنا داود بن سليمان الغازي ثنا علي بن موسى الرضا عن آبائه عن علي مرفوعاً: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .
____________________
(١). ذيل تاريخ بغداد - مخطوط.
ترجمته:
١ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٢٨ ) و ( العبر ٥ / ١٨٠ ).
٢ - الصفدي في ( الوافي بالوفيات ٥ / ٩ ).
٣ - اليافعي في ( مرآة الجنان ٤ / ١١١ ).
٤ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ٥٠٢ ).
٥ - الكتبي في ( فوات الوفيات ٢ / ٥٢٢ ).
٦ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٤٥٤ ).
٧ - صديق حسن القنوجي في ( التاج المكلل ١٨٠ ).
ترجمة علي بن محمد بن مهرويه
ولا يخفى أن: « علي بن محمد بن مهرويه » الواقع في سند الحديث في رواية ابن النجار والعاصمي من كبار المحدثين الموثّقين، فقد قال السمعاني: « وأبو الحسن علي بن محمد بن مهرويه القزويني حدّث في القرية ببغداد والجبال. عن يحيى بن عبدك القزويني، وداود بن سليمان الغازي، ومحمد بن المغيرة، والحسن ابن علي بن عفان.
روى عنه: عمر بن محمد بن سنبك، وأبوبكر محمد بن عبد الله الأبهري، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وأبو حفص ابن شاهين الواعظ وغيرهم.
ذكره أبو الفضل صالح بن محمد بن أحمد الحافظ في طبقات أهل همدان وقال: أبو الحسن القزويني قدم علينا سنة ثمان عشرة، روى عن هارون بن هزاري وداود بن سليمان الغازي نسخة علي بن موسى الرضا، ومحمد بن الجهم السمري والعباس بن محمد الدوري ويحيى بن أبي طالب وأبي حاتم الرازي، سمعت منه مع أبي، وكان يأخذ على نسخة علي بن موسى الرضا، وكان شيخاً مسنّاً ومحلّه الصدق »(١) .
____________________
(١). الانساب - القزويني.
وكذا ذكره الرافعي(١) ، وذكر عن الخطيب أنّه حدّث ببغداد سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
ترجمة داود بن سليمان الغازي
و « داود بن سليمان الغازي القزويني » أيضاً من مشاهير الرواية وأئمة الحديث، فقد ذكر الرافعي ما نصه: « داود بن سليمان بن يوسف الغازي أبو أحمد القزويني، شيخ اشتهر بالرواية عن علي بن موسى الرضا، ويقال: إنّ علياً كان مستخفياً في داره مدة مكثه بقزوين، وله نسخة عنه يرويها أهل قزوين عن داود، كاسحاق بن محمد وعلي بن محمد بن مهرويه وغيرهما »(٢) .
وفي ( إيضاح لطافة المقال للرشيد الدهلوي ) في ذكر الامام الرضاعليهالسلام « وقد روى عنه أكثر أئمة الحديث، قال في مفتاح النجا بترجمته: روى عنه إسحاق ابن راهويه، ويحيى بن يحيى، وعبد الله بن عباس القزويني، وداود بن سليمان، وأحمد بن حرب، ومحمد بن أسلم وخلق غيرهم، روى له ابن ماجة ».
(٥٤)
إثبات ابن طلحة الشافعي
وقد أثبته ابن طلحة الشافعي جازماً بصحته، مستشهداً به، في كلام له في الفصل الرابع حول صفة أمير المؤمنينعليهالسلام بـ « الأنزع البطين ». وهذا نص بعض كلامه:
____________________
(١). التدوين بذكر علماء قزوين ٣ / ٤١٧.
(٢). التدوين ٣ / ٣.
« ولم يزل بملازمة رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يزيده الله تعالى علماً حتى قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم -: فيما نقله الترمذي في صحيحه بسنده عنه - أنا مدينة العلم وعلي بابها. فكان من غزارة علمه يذلّل جوامع القضايا، ويوضح مشكلات الوقائع، ويسهل مستصعب الأحكام، فكلّ علم كان له فيه أثر، وكلّ حكمة كان له عليها استظهار، وسيأتي تفصيل هذا التأصيل في الفصل السادس المعقود لبيان علمه وفضله إنْ شاء الله تعالى ».
وقال في الفصل السادس الذي أشار اليه: « ومن ذلك ما رواه الامام الترمذي في صحيحه بسنده وقد تقدم ذكره في الاستشهاد في صفة أمير المؤمنين بالانزع البطين: إن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها ، و نقل الامام أبو محمد الحسين بن مسعود القاضي البغوي في كتابه الموسم بالمصابيح إن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها لكنّهصلىاللهعليهوآلهوسلم خص العلم بالمدينة والدار بالحكمة لما كان العلم أوسع أنواعا وأبسط فنونا، وأكثر تشعبا، وأغزر فائدة، وأعم نفعاً من الحكمة، خص الأعم بالأكبر والأخص بالأصغر. إلى آخر ما سيأتي إن شاء الله تعالى فيما بعد ».
كتاب مطالب السئول
وكتاب ( مطالب السئول ) يعدّ في الكتب الجليلة والأسفار المعتبرة، وقد اعتمد عليه كبار العلماء في شتى كتبهم، ولقد استند إليه واستشهد بمواضيعه محمد محبوب العالم في مواضع من تفسيره الذي أثنى عليه ( الدهلوي ) وتلميذه الرشيد وأشادوا بعظمته ووثاقته.
كما صرح ابن طلحة نفسه في صدر كتابه المذكور بثقته بأحاديث هذا الكتاب، وقد أوردنا نص كلامه في مجلّد ( حديث الطير ).
بل صرّح في الفصل السادس - حيث أورد فيه حديث مدينة العلم - بقوله:
« لم أورد فيه ما يصل إليه وارد الاضطراب، ولا أودعته ما يدخل عليه رائد الارتياب، ولا ضمّنته غثّاً تمجّه أصداف الأسماع، ولا غثاء تقذفه أصناف
الألباب، بل مريت له أخلاف رواية الخلف عن السلف، حتى اكتنفت بزبد الأوطاب، ونظمت فيه جواهر درر صرحت ألسن السنن ونطقت بها آيات الكتاب، وقررته بأدلة نظر محكمة الأسباب بالصواب، هامية السحاب بالمحاب، مفتحة الأبواب للطلاب مثمرة إن شاء الله تعالى لجامعها جميل الثناء وجزيل الثواب ».
ومما قال في الفصل المذكور: « فقد صدّرت هذا الفصل المعقود لبيان فضله الموفور وعلمه المشهور، من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بما فيه شفاء الصدور ووفاء بالمستطاع والمقدور، واهتداء يخرج القلوب الضالة من الظلمات إلى النور، واقتصرت عليها لكونها واضحة جدداً، راجحة صحة ومعتقداً، وقد جعلت المعقبات الإِلهية من بين يديها ومن خلفها لحفظها رصداً، ولم أتجاوزها إلى إيراد أخبار كثيرة عدداً واهية سنداً ومستنداً ».
(٥٥)
رواية سبط ابن الجوزي
ونقله شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزعلي المعروف بـ « سبط ابن الجوزي » عن أحمد بن حنبل وصححه حيث قال: « حديث أنا مدينة العلم: قال أحمد في الفضائل: حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن عبد الله(١) الرومي ثنا شريك عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي عن علي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، وفي رواية: أنا دار الحكمة وعلي بابها، وفي رواية: أنا مدينة الفقه وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب. ورواه عبد الرزاق فقال: فمن أراد الحكم فليأت الباب.
____________________
(١). كذا.
فإنْ قيل: قد ضعّفوه. فالجواب: إن الدارقطني قال: قد رواه سويد بن غفلة عن الصنابحي ولم يذكر سويد بن غفلة، وقول الدارقطني إنْ ثبت فهو صفة الإرسال، والمرسل حجة في باب الأحكام فكيف بباب الفضائل؟
فإنْ قيل: في هذه الروايات مقال. قلنا: نحن لم نتعرض لها، بل نحتج بما خرّجه أحمد وهو الرواية الأولى عن علي، وإذا ثبتت الرواية الأولى ثبتت الروايات كلّها، لأن رواية الحديث بالمعنى جائزة في أحكام الشريعة فههنا أولى.
فإن قيل: محمد بن علي(١) الرومي شيخ شيخ أحمد بن حنبل ضعّفه ابن حبان فقال: يأتي على الثقات بما ليس من أحاديث الأثبات. قلنا: قد روى عنه إبراهيم بن محمد شيخ أحمد، ولو كان ضعيفاً لبيّن ذلك، وكذا أحمد فإنه أسند إليه ولم يضعّفه ومن عادته الجرح والتعديل، فلمـّا أسند عنه علم أنه عدل في روايته »(٢) .
هذا، والجديد بالذكر أنه قال في كتابه في الباب الثاني المعقود لبيان فضائل أمير المؤمنينعليهالسلام : « فضائله أشهر من الشمس والقمر، وأكثر من الحصى والمدر، وقد اخترت منها ما ثبت واشتهر، وهي قسمان: قسم مستنبط من الكتاب والثاني من السنّة الطاهرة التي لا شكّ فيها ولا ارتياب»(٣) .
فثبت أن حديث مدينة العلم من فضائلهعليهالسلام الثابتة المشتهرة التي لا ريب فيها ولا ارتياب.
ويدل على التزامه بنقل ما ثبت فحسب قوله في الفصل الذي عقد في ذكر أم أمير المؤمنينعليهماالسلام : « قلت: وقد أخرج لها أبو نعيم الحافظ حديثاً طويلاً في فضلها، إلّا أنّهم قالوا: في إسناده روح بن صلاح، ضعّفه ابن عدي، فلذلك لم نذكره »(٤) .
____________________
(١). كذا.
(٢). تذكرة خواص الامة: ٤٧ - ٤٨.
(٣). تذكرة خواص الامة: ١٣.
(٤). المصدر نفسه: ١٠.
على أن مجرد رواية أحمد الحديث في فضائله كاف لصحته لدى سبط ابن الجوزي وغيره، لأنّهم يرون أن كل حديث يرويه أحمد حجة، وأنه يجب المصير إليه، كما تقدم في رواية احمد للحديث.
ترجمته:
وتوجد ترجمة سبط ابن الجوزي مع التجليل والإكبار في كتب التاريخ وطبقات الفقهاء، كما نقل عنه كبار العلماء الأعلام في كتب الحديث والفقه والسيرة ومن ذلك:
١ - وفيات الأعيان لابن خلكان.
٢ - ذيل مرآة الزمان لليونيني.
٣ - المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء.
٤ - تتمة المختصر لابن الوردي.
٥ - العبر في خبر من غبر للذهبي.
٦ - الوافي بالوفيات للصفدي.
٧ - مرآة الجنان لليافعي.
٨ - الجواهر المضية في طبقات الحنفية للقرشي.
٩ - الأثمار الجنيّة في طبقات الحنفيّة للقاري.
١٠ - طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة.
١١ - مختصر الجواهر المضية للفيروزآبادي.
١٢ - غاية المرام بأخبار البلد الحرام لابن فهد.
١٣ - إتحاف الورى بأخبار أم القرى لابن فهد.
١٤ - طبقات المفسرين للداودي.
١٥ - كتائب أعلام الأخيار للكفوي.
١٦ - القول المنبي للسخاوي.
١٧ - حسن المقصد للسيوطي.
١٨ - الدر المختار للحصكفي.
١٩ - جواهر العقدين للسمهودي.
٢٠ - الصواعق المحرقة لابن حجر.
٢١ - إنسان العيون للحلبي.
٢٢ - كفاية الطالب للكنجي.
٢٣ - مفتاح النجا للبدخشاني.
٢٤ - التحفة ( للدهلوي ).
واليك بعض مصادر ترجمته: المختصر ٣ / ٢٦، العبر ٥ / ٢٢٠، مرآة الجنان ٤ / ١٣٦، الجواهر المضية ٢ / ٢٣١، طبقات المفسرين ٢ / ٣٨٣.
(٥٦)
رواية الكنجي الشافعي
وقد عقد أبو عبد الله محمد بن يوسف الكنجي الشافعي باباً من كتابه ( كفاية الطالب ) لحديث مدينة العلم، فأثبته فيه بطرق عديدة ووجوه سديدة حيث قال:
« الباب الثامن والخمسون في تخصيص علي بقولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها.
أخبرنا العلامة قاضي القضاة صدر الشام أبو الفضل محمد بن قاضي القضاة شيخ المذاهب أبي المعالي محمد بن علي القرشي، أخبرنا حجة العرب زيد ابن الحسن الكندي، أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا زين الحفاظ وشيخ أهل الحديث على الإطلاق أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، أخبرنا أبو عبد الله بن محمد بن عبد الله، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا أبو جعفر الحسين بن حفص الخثعمي، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا يحيى بن بشير [ بشر ] الكندي عن
إسماعيل بن إبراهيم الهمداني عن أبي إسحاق عن الحرث عن علي، وعن عاصم ابن ضمرة عن علي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : إن الله خلقني وعلياً من شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرتها والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيب إلّا الطيب؟ أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها [ فليأت الباب ].
قلت: هكذا رواه الخطيب في تاريخه وطرقه.
وأخبرنا العلامة قاضي القضاة أبو نصر محمد بن هبة الله وقاضي القضاة محمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي: أخبرنا الحافظ أبو القاسم أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد ابن عدي، حدثنا النعمان بن هارون البلدي ومحمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي وعبد الملك بن محمد قالوا: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدّب، حدثنا عبد الرزاق عن سفيان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن بهمان قال سمعت جابراً يقول: سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم الحديبية - وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب وهو يقول - هذا أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره، مخذول من خذله، ثمّ مدّ بها صوته وقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب [ فليأتها من بابها ].
[ قلت ] هكذا رواه ابن عساكر في تاريخه وذكر طرقه عن مشايخه.
أخبرنا علي بن عبد الله بن أبي الحسن الأزجي بدمشق عن المبارك بن الحسن أخبرنا أبو القاسم بن البسري، أخبرنا أبو عبد الله [ بن ] محمد أخبرنا محمد بن الحسين حدثنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن زاطيا، حدثنا عثمان بن عبد الله العثماني حدثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها.
قلت: هذا حديث حسن عال.
وقد تكلّم العلماء في معنى هذا الحديث إن علياً باب العلم، فأكثروا حتى قالت طائفة: إنما أراد النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : « أنا مدينة العلم » أي: أنا
معدن العلم وموضعه، وما كان عند غيري فغير معدود من العلم، و قوله: « وعلي بابها » يريد: إن باب هذه المدينة رفيع من حيث أن شريعة النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم أثبت الشرائع وأقومها وأهداها، لا يدخل عليها النسخ ولا التحريف ولا التبديل، بل هي محفوظة بحفظ الله عز وجل، مصونة من النقص لا ينسخها شيء، فلهذا نسبها إلى العلو، وكتابه آخر الكتب التي أنزلها الله عز وجل فلا يدخل عليه النسخ قال الله تعالى:( وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ) أي: إن القرآن يحكم على سائر الكتب المنزلة قبله، وما ورد فيه من الحرام والحلال لا يتغير ولا ينسخ ولا يبطل، فكان القرآن أجل الكتب التي أنزلها الله تعالى، وشريعة الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم أجل الشرائع وأعلاها وأبهاها وأسناها وأسماها، حيث لا يدخل عليها النسخ ولا التبديل، فهي عالية سامية عال بابها.
قلت - والله أعلم - إن وجه الحديث عندي أن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: « أنا مدينة العلم وعلي بابها » أرادصلىاللهعليهوآلهوسلم أن الله تعالى علّمني العلم وأمرني بدعاء الخلق إلى الإقرار بوحدانيّته في أول النبوة، حتى مضى شطر زمان الرسالة على ذلك، ثم أمرني الله بمحاربة من أبى الإقرار لله عزّ وجلّ بالوحدانية بعد منعه من ذلك « فأنا مدينة العلم » في الأوامر والنواهي، وفي السلم والحرب حتى جاهدت المشركين « وعلي بن أبي طالب بابها » أي هو أن من يقاتل أهل البغي بعدي من أهل بيتي وسائر أمتي، ولو لا أن علياً بين [ سن ] للناس قتال أهل البغي وشرع الحكم في قتلهم واطلاق الأسارى منهم وتحريم سلب أموالهم وذراريهم لما عرف ذلك، فالنبيصلىاللهعليهوآلهوسلم سنّ في قتال المشركين نهب أموالهم وسبي ذراريهم، وسنّ علي في قتال أهل البغي أن لا يجهز على جريح، ولا يقتل الأسير، ولا تسبى النساء والذرية، ولا تؤخذ أموالهم. وهذا وجه حسن صحيح.
ومع هذا، فقد قال العلماء من الصحابة والتابعين وأهل بيته بتفصيل علي، وزيادة علمه وغزارته وحدة فهمه ووفور حكمته وحسن قضاياه وصحة فتواه، وقد كان أبوبكر وعمر وعثمان وغيرهم من علماء الصحابة يشاورونه في الأحكام،
ويأخذون بقوله في النقض والإِبرام، إعترافاً منهم بعلمه ووفور فضله ورجاحة عقله وصحة حكمه.
وليس هذا الحديث في حقه بكثير، لأن رتبته عند الله وعند رسولهصلىاللهعليهوآلهوسلم وعند المؤمنين من عباده أجل وأعلى من ذلك »(١) .
كفاية الطالب
هذا، وقد صرّح الحافظ الكنجي في مقدمة كتابه بأنّه « كتاب يشتمل على بعض ما رويناه عن مشايخنا في البلدان، من أحاديث صحيحة من كتب الأئمة والحفاظ في مناقب أمير المؤمنين علي، الذي لم ينل رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فضيلة في آبائه وطهارة مولده إلّا وهو قسيمه فيها ».
ترجمته:
وترجم له كبار العلماء وأعيان المؤرخين في كتب التاريخ والرجال، وقد ترجمنا له في بعض مجلّدات الكتاب، ومن مصادر ترجمته: ذيل مرآة الزمان ١ / ٣٩٢، الوافي بالوفيات ٥ / ٢٥٤، تلخيص مجمع الآداب ٣ / ٣٨٩.
(٥٧)
إثبات العزّ ابن عبد السلام
ولقد ذكره الشيخ عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي، في كلام له أنشأه عن لسان مولانا أمير المؤمنينعليهالسلام ، أورده بنصه شهاب الدين أحمد في كتابه ( توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل ) حيث
____________________
(١). كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ٢٢٠ - ٢٢٣.
قال:
« قال سلطان العلماء في عصره، وبرهان العرفاء في دهره، الشيخ القدوة الامام في الأجلة الأعلام، مفتي الأنام، عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام عن لسان حال أول الأصحاب بلا مقال، وأفضل الأتراب لدى عدّ الخصال: علي ولي الله في الأرض والسماء، رضي الله تعالى عنه ونفعنا به في كلّ حال:
يا قوم نحن أهل البيت، عجنت طينتنا بيد العناية في معجن الحماية، بعد أن رش علينا [ عليها ] فيض الهداية، ثم خمرت بخميرة النبوة وسقيت بالوحي، ونفخ فيها روح الأمر، فلا أقدامنا تزل، ولا أبصارنا تضل، ولا أنوارنا تقل، وإذا نحن ضللنا فمن بالقوم يدل الناس؟! من أشجار شتى وشجرة النبوة واحدة، ومحمد رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وبارك وسلّم أصلها وأنا فرعها، وفاطمة الزهراء ثمرها، والحسن والحسين أغصانها، فأصلها نور، وفرعها نور، وثمرها نور، وغصنها نور، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، نور على نور، يا قومي: لما كانت الفروع تبنى على الأصول، بنيت فصل فضلي على طيب أصلي، فورثت علمي عن ابن عمي، وكشف به غمي، تابعت رسولاً أميناً، وما رضيت غير الاسلام ديناً، فلو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً، ولقد توجني بتاج من كنت مولاه ومنطقني بمنطقة أنا مدينة العلم وعلي بابها، وقلّدني بتقليد أقضاكم علي، وكساني بحلة أنا من علي وعلي مني، شعر:
عجبت منك أشغلتني بك عيني |
أدنيتني منك حتى ظننت أنك أني |
إلى آخر ما ذكر »(١) .
ترجمته:
١ - الذهبي: « وعز الدين شيخ الإسلام أبو محمد عبد العزيز بن
____________________
(١). توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل - مخطوط.
عبدالسلام بن أبي القاسم السلمى الدمشقي الشافعي برع في الفقه والأصول والعربية، ودرّس وأفتى وصنّف، وبلغ رتبة الإِجتهاد، وانتهت إليه معرفة المذهب، مع الزهد والورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصّلابة في الدين »(١) .
٢ - اليافعي: « الشيخ الفقيه العلامة الامام المفتي المدرّس القاضي الخطيب سلطان العلماء ومحل النجباء، المقدّم في عصره على سائر الأقران، بحر العلوم والمعارف والمعظم في سائر البلدان، ذو التحقيق والاتقان، والعرفان والايقان المشهود له بمصاحبة العلم والصّلاح والجلالة والوجاهة والاحترام، الذي أرسل النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم مع الشاذلي إليه السلام، مفتي الأنام وشيخ الاسلام: عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام أبي القاسم السلمي الدمشقي الشافعي
برع في الفقه والأصول والعربية، ودرّس وأفتى، وصنّف المصنفات المفيدة، وأفتى الفتاوى السديدة، وجمع من فنون العلوم العجب العجاب من التفسير والحديث والفقه والعربية والأصول واختلاف المذهب والعلماء وأقوال الناس ومآخذهم، حتى قيل بلغ رتبة الاجتهاد، ورحل إليه الطلبة من سائر البلاد، وانتهت إليه معرفة المذهب مع الزهد والورع، وقمعه للضلالات والبدع، وقيامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك مما عنه اشتهر، كان يصدع بالحق ويعمل به، متشدداً في الدين، لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا يخاف سطوة ملك ولا سلطان، بل يعمل بما أمر الله ورسوله وما يقتضيه الشرع المطهر، توفيرحمهالله بمصر سنة ستين وستمائة »(٢) .
٣ - الأسنوي: « كانرحمهالله شيخ الاسلام علماً وعملا وورعاً وزهداً وتصانيف وتلاميذ، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر »(٣) .
____________________
(١). العبر في خبر من غبر حوادث: ٦٦٠.
(٢). مرآة الجنان - حوادث: ٦٦٠.
(٣). طبقات الشافعية للاسنوي ٢ / ١٩٧.
٤ - ابن قاضي شهبة: « الشيخ الامام العلامة وحيد عصره، سلطان العلماء عز الدين أبو محمد السلمي روى عنه الدمياطي وخرّج له أربعين حديثاً، وابن دقيق العيد - وهو الذي لقّبه بسلطان العلماء - وخلق، وكان أمّاراً بالمعروف نهاءً عن المنكر، وقد ولي الخطابة بدمشق فأزال كثيراً من بدع الخطباء وأبطل صلاة الرغائب والنصف فوقع بينه وبين ابن الصلاح بسبب ذلك منازعة »(١) .
٥ - السيوطي: « أبو محمد شيخ الإسلام، سلطان العلماء، قال الذهبي في العبر: إنتهت إليه معرفة المذهب مع الزهد والورع وبلغ رتبة الاجتهاد،. وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي: قيل لي ما على وجه الأرض مجلس في الفقه أبهى من مجلس الشيخ عز الدين بن عبد السلام. وقال ابن كثير في تاريخه: إنتهت إليه رياسة المذهب وقصد بالفتوى من سائر الآفاق، ثم كان في آخر عمره لا يتعبد بالمذهب، بل اتسع نطاقه وأفتى بما أدى إليه اجتهاده. وقال تلميذه ابن دقيق العيد: كان ابن عبد السلام أحد سلاطين الإسلام. وقال الشيخ جمال الدين ابن الحاجب: ابن عبد السلام أفقه من الغزالي »(٢) .
(٥٨)
إثبات جلال الدين محمد المعروف بمولوي
وقد ضمّن جلال الدين محمد بن محمد البلخي المعروف بمولوي حديث مدينة العلم قصيدة له أنشأها بمدح مولانا أمير المؤمنينعليهالسلام في ديوانه ( المثنوي ) هذا أولها:
« از على آموز اخلاص عمل |
شير حق را دان منزه از دغل » |
____________________
(١). طبقات الشافعية ١ / ٤٤٠.
(٢). حسن المحاضرة ١ / ٣١٤.
الى أن قال:
چون تو بابى آن مدينه علم را |
چون شعاعى آفتاب حلم را |
|
باز باش اى باب بر جوياى باب |
تا رسند از تو قشور اندر لباب |
|
باز باش اى باب رحمت تا ابد |
بارگاه ما له كفواً احد » |
ترجمته:
١ - عبد القادر القرشي: « محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن أحمد بن قاسم بن مسيب بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ابن أبي قحافة التيمي، المعروف بمولانا جلال الدين الغزنوي. [ القونوي ] كان عالماً بالمذهب، واسع الفقه، عالماً بالخلاف وأنواع من العلوم، ثم إن الشيخ جلال الدين انقطع وتجرّد وهام، وترك التصنيف والاشتغال »(١) .
٢ - الفاضل الازنيقي « ومن علماء الحنفية الشيخ جلال الدين وتلقب أيضاً بسلطان العلماء، أو لقب [ لقبه ] بهذا اللقب النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، هكذا سمعه كثير من الصلحاء عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم في المنام »(٢) .
٣ - عبد الرحمنالجامي ترجمة مفصلة(٣) .
٤ - مجد الدينالبدخشاني كذلك(٤) .
هذا، وقد أثنى المولوي عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري الملقّب عندهم بـ « بحر العلوم » على « المولوي » و « المثنوي » في مقدمة كتابه « شرح المثنوي ».
____________________
(١). الجواهر المضية في طبقات الحنفية ٢ / ١٢٣ - ١٢٤.
(٢). مدينة العلوم للازنيقي.
(٣). نفحات الانس: ٤٥٩.
(٤). جامع السلاسل - مخطوط.
(٥٩)
إثبات محيي الدين النووي
لقد أثبت حديث مدينة العلم، حيث ضمّنه في بيت شعر له في مدح أمير المؤمنينعليهالسلام كما في ( توضيح الدلائل ) في ذكر من مدح الامامعليهالسلام : « وكالامام في الاسلام والمشار اليه في الأعلام، مرجع العلوم والفتاوى أبي زكريا محيي الدين يحيى النووي، فإنه قد قال وأجاد المقال:
إمام المسلمين بلا ارتياب |
أمير المؤمنين أبو تراب |
|
نبي الله خازن كل علم |
علي للخزانة مثل باب » |
ترجمته:
ترجم له أعلام الحفاظ والمؤرخين وأثنوا عليه بما لا مزيد عليه راجع:
١ - تذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٧٠.
٢ - العبر ٥ / ٣١٢.
٣ - مرآة الجنان - حوادث سنة ٦٧٦.
٤ - تتمة المختصر - حوادث ٦٧٦.
٥ - طبقات الشافعية للاسنوي ٢ / ٤٧٦.
٦ - طبقات الشافعية للسبكي ٨ / ٣٩٥.
٧ - النجوم الزاهرة ٧ / ٣٧٨.
٨ - طبقات الحفاظ ٥١٠.
٩ - الخميس - حوادث ٦٧٦.
(٦٠)
إثبات السعدي الشيرازي
لقد أثبت الشيخ شرف الدين مصلح بن عبد الله السعدي الشيرازي هذا الحديث، حيث ضمّنه في قصيدةٍ له في مدح مولانا أمير المؤمنينعليهالسلام ، ذكرها نور الدين جعفر الشهير بمير ملا البدخشي، وهذا نصها:
« منم كز جان شدم مولاي حيدر |
امير المؤمنين آن شاه صفدر |
|
على كورا خدا بى شك ولى خواند |
بامر حق على كردش بيمبر |
|
بحق بادشاه هر دو عالم |
خداى بى نياز فرد اكبر |
|
بحق آسمانها وملائك |
كز آن جا هيج جاى نيست برتر |
|
به بنج اركان شرع وهفت اقليم |
به نه جرخ وده ودو برج ديگر |
|
به كرسي وبه عرش ولوح محفوظ |
بحق جبرئيل آن خوب منظر |
|
به ميكائيل واسرافيل وصورش |
به عزرائيل وهول كور ومنكر |
|
به تورات وزبور وصحف وانجيل |
بحق حرمت هر جار دفتر |
|
بحق آية الكرسي ويس |
بحق سوره طه سراسر |
|
بحق آدم ونوح ستوده |
بحق هود وشيث دادكستر |
|
بدرد يحيى ودرمان لقمان |
به ذو القرنين ولوط نيك محضر |
|
به ابراهيم وقربان كردن او |
به اسحاق واسماعيل وهاجر |
|
بختم انبيا احمد كه باشد |
شفيع عاصيان در روز محشر |
|
بحق مكه وبطحا وزمزم |
بحق مروه وركني زمشعر |
|
بتعظيم رجب با قدر شعبان |
بحق روزه وتصديق داور |
|
به رنج اهل بيت وآه زهرا |
به خون ناحق شبير وشبر |
|
به آب ديده طفلان محروم |
به سوز سينه بيران محروم |
كه بعد از مصطفى در جمله عالم |
نه بد فاضل تر وبهتر زحيدر |
|
مسلم بد سلوني گفتن او را |
كه علم مصطفى را بود او در |
|
يقين اندر سخا وعلم وعصمت |
زپيغمبر نبود او هيج كمتر |
|
اكر دانى بكوئى جز على كيست |
كه دلدل زير رانش بود ورخور |
|
چه گويم وصف آن شاهى كه جبريل |
گهي بد مدح گويش گاه چاكر |
|
بدان گفتم كه تا خلقان بدانند |
كه سعدى زين سعادت نيست بى بر |
|
يا سعدى تو نيكو اعتقادى |
زدين واعتقاد خويش برخورد »(١) |
ترجمته
١ - عبد الرحمن الجامي في ( نفحات الانس ٦٠٠ ).
٢ - السمرقندي في ( تذكرة الشعراء: ٢٢٣ ).
(٦١)
رواية المحب الطبري
رواه في ( الرياض النضرة ) حيث قال: « ذكر اختصاصه بأنه باب دار العلم وباب مدينة العلم: عن عليرضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار العلم وعلي بابها.
أخرجه في المصابيح في الحسان، و أخرجه أبو عمروقال: أنا مدينة العلم وزاد: « فمن أراد العلم فليأته من بابه »(٢) .
وفي ( ذخائر العقبى ): « ذكر أنهرضياللهعنه باب دار العلم وباب مدينة العلم عن عليرضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار العلم وعلي بابها. أخرجه البغوي في المصابيح في الحسان.
____________________
(١). خلاصة المناقب - مخطوط.
(٢). الرياض النضرة في مناقب العشرة ٢ / ٢٥٥.
وخرجه أبو عمروقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وزاد: « فمن أراد العلم فليأته من بابه(١) .
ترجمة
ترجم له كبار الأئمة الحفاظ بكل تبجيل وإكبار. راجع:
١ - تذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٧٤.
٢ - طبقات السبكي ٨ / ١٨.
٣ - مرآة الجنان ٤ / ٢٢٤.
٤ - النجوم الزاهرة ٨ / ٧٤.
٥ - طبقات الحفاظ ٥١١.
(٦٢)
إثبات الفرغاني
وقد أثبته سعيد الدين محمد بن أحمد الفرغاني، وأرسله إرسال المسلَّم حيث قال في ( شرح التائية ) بشرح قول ابن الفارض:
« كراماتهم من بعض ما خصهم به |
بما خصهم من إرث كل فضيلة » |
قال: « وأما حصة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: العلم [ فالعلم ] والكشف وكشف معضلات الكلام العظيم والكتاب الكريم، الذي هو من أخص معجزاتهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، بأوضح بيان بما ناله بقولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، و بقوله: أنا مدينة العلم وعلي بابها، مع فضائل أخر لا تعدّ ولا تحصى ».
وقال في الشرح الفارسي بشرح:
« وأوضح بالتأويل ما كان مشكلا |
علي بعلم ناله بالوصية » |
____________________
(١). ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى: ٧٧.
قال: « أوضح علي بالتأويل ما كان مشكلاً فهمه من معاني الكتاب والسنة على غيره من الأصحاب، لا سيّما عمر القائل في هذا الشأن: لو لا علي لهلك عمر، ولقد أوضح تلك المشكلات بما ناله من العلوم وانتقل اليه بالوصية من المصطفىصلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولهذا قال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، أذكركم الله في أهل بيتي - قاله ثلاثا -.
وقال أيضاً: أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي.
وقال أيضاً: أنا مدينة العلم وعلي بابها ».
الفرغاني وشرح التائية
وليعلم أن شرح الفرغاني على التائية من الكتب المعروفة، وهو من أكابر علماء أهل السنة، قال في ( كشف الظنون ):
« تائية في التصوف للشيخ أبي حفص عمر بن علي من الفارض الحموي المتوفى سنة ٥٧٦ ولها شروح، منها: شرح السعيد محمد بن أحمد الفرغاني المتوفى في حدود سنة ٧٠٠، وهو الشارح الأول لها، وأقدم الشارحين له، حكى أن الشيخ صدر الدين القونوي عرض لشيخه محيي الدين ابن العربي في شرحها، فقال للصدر: لهذه العروس لعل من أولادك، فشرحها الفرغاني والتلمساني، وكلاهما من تلاميذه، وحكى أن ابن عربي وضع عليها قدر خمسة كراريس وكانت بيد صدر الدين، قالوا: وكان في آخر درسه يختم ببيت منها ويذكر عليه كلام ابن عربي، ثم يتلوه بما هو رده بالفارسية، وانتدب لجمع ذلك سعيد الدين. وحكى أن الفرغاني قرأها أولاً على جلال الدين الرومي المولوي، ثم شرحها فارسياً ثم عربياً، وسماه منتهى المدارك، وهو كبير أورد في أوله مقدمة في أحوال السلوك أوله: الحمد لله الرب القديم الذي تعزز »(١) .
وقد ذكره الجامي وقال: « هو من أكمل أرباب العرفان، وأكابر أصحاب
____________________
(١). كشف الظنون ١ / ٢٦٥.
الذوق والوجدان، ولم يبين أحد مسائل علم الحقيقة مع الضبط والتحقيق كما بين في ديباجة شرح تائية ابن الفارض، وقد كان قد كتبه أولاً بالفارسية، وعرضه على شيخه الشيخ صدر الدين القونويقدسسره وقد استحسنه الشيخ كثيراً وقرضه، وقد أورد الشيخ السعيد تقريضه في ديباجة الشرح على سبيل التيمن والتبرك، ثم إنه كتبه لتعميم وتتميم فائدته باللسان العربي، وأضاف إليه فوائد أخرى، جزاه الله تعالى عن الطالبين خير الجزاء.
وله تصنيف آخر سمّاه بمناهج العباد إلى المعاد، بيّن فيه مذاهب الأئمة الأربعة رضوان الله عليهم أجمعين في مسائل العبادات وبع المعاملات »(١) .
وترجم له محمود بن سليمان الكفوي بقوله: « الشيخ الفاضل الرباني، الكامل الصمداني، سعيد الدين الفرغاني. هو من أعزة أصحاب الشيخ صدر الدين القونوي، مريد الشيخ محيي الدين العربي.
كان من أكمل أرباب العرفان، وأفضل أصحاب الذوق والوجدان، وكان جامعاً للعلوم الشرعية والحقيقة. وقد شرح أحسن الشروح أصول الطريقة، وكان لسان عصره وبرهان دهره ودليل طريق الحق، وسر الله بين الخلق، بسط مسائل علم الحقيقة وضبط فنون أصول الطريقة في ديباج شرح القصيدة التائية الفارضية »(٢) .
وقال الذهبي: « والشيخ سعيد الكاشاني الفرغاني، شيخ خانقاه الطاجون وتلميذ الصدر القونوي، كان أحد من يقول بالوحدة، شرح تائية ابن الفارض في مجلدتين، ومات في ذي الحجة عن نحو سبعين سنة »(٣) .
____________________
(١). نفحات الانس: ٥٥٩.
(٢). كتائب اعلام الأخيار - مخطوط.
(٣). العبر في خبر من غبر - حوادث: ٦٩٩.
(٦٣)
إثبات الكازروني
لقد أثبت أحمد بن منصور الكازروني حديث مدينة العلم، اذ وصف أمير المؤمنينعليهالسلام بـ « باب العلم » بترجمتهعليهالسلام في كتابه ( مفتاح الفتوح ) حيث قال ما نصه:
« أبو الحسن علي بن أبي طالب، أوّل من سمّاه النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم أمير المؤمنين، خاتم الخلفاء الراشدين، أقدمهم إجابة وإيماناً، وأوّلهم تصديقاً وإيقاناً، وأقومهم قضية وإتقاناً، باب العلم، ومعدن الفضل، وحائز السبق، ويعسوب الدين، وقاتل المشركين والمتمردين، ذو القرنين، وأب [ أبو ] الريحانتين، ابن عم النبي لحاً وقسمة، وأخوه حقاً ونسباً، وصاحبه دنياً وديناً، ختم الله به الخلافة كما ختم بمحمدصلىاللهعليهوآلهوسلم الرسالة، ولمـّا كان النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم يضم الشكل إلى الشكل، والجنس إلى الجنس، والمثل إلى المثل، ادّخر علياً لنفسه واختصه بأخوته، وناهيه بهذا شرفاً وفخراً.
ومن تأمل في كلامه وكتبه وخطبه ورسالاته علم أن علمه لا يوازي علم أحد، وفضائله لا يشاكل فضائل أحد بعد محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم : ومن جملتها كتاب نهج البلاغة، وأيم الله لقد وقف دونه فصاحة الفصحاء وبلاغة البلغاء وحكمة الحكماء.
نزلت في شأنه آيات كثيرة، ووردت في فضائله أحاديث غير قليلة، كتب التفاسير مشحونة بذلك، وبطون الأسانيد مطوية عليها، لا يحصيها عاد، ولا يحويها تعداد، فما من مشكل إلّا وله فيه اليد البيضاء، ولا من معضل إلّا وجلاه حق الجلاء، لقد صدق الفاروق حيث قال: أعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو
الحسن.
لعلي أسماء أوردها الأئمة في كتبهم منها في السماء « اعلى »، وفي الأرض: « علي »، وفي التوراة: « ولي » وفي الانجيل: « وفي »، وفي الزبور: « تقي » وعند حملة العرش: « سخي » وفي الجنة: « الساقي »، وعند المؤمنين: « المرتضى » و « حيدر »، وفي القرآن:( رُكَّعاً سُجَّداً ) ويسمى « قصماً »، سمّاه النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم « علياً » وكنّاه بأبي الحسن، وأبي التراب، نسبه نسب رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وحسبه حسبه، ودينه دينه، قريب القربة، قديم الهجرة.
وامه فاطمة رضي الله عنها بنت أسد، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي، قيل: ولدت فاطمة علياً في الكعبة، ونقل عنها: أنها كانت إذا أرادت أن تسجد لصنم وعلي في بطنها لم يمكّنها، يضع رجله على بطنها ويلصق ظهره بظهرها، ويمنعها عن ذلك، ولذلك يقال عند ذكر اسمه: كرّم الله وجهه، أي: كرّم الله وجهه من أن يسجد لصنم »(١) .
كتاب مفتاح الفتوح
وكتاب ( مفتاح الفتوح ) من شروح كتاب ( المصابيح ) المعروفة، قال في ( كشف الظنون ): « ومن شروح المصابيح: مفتاح الفتوح، أوله: الحمد لله الذي قصرت الافهام عما يليق بكبريائه الخ. ذكر فيه: انه جمعه من شرح السنة والغريبين والفائق والنهاية، ووضع حروف الرموز لتلك الكتب، وفرغ منه في إحدى وعشرين [ من ] رمضان سنة سبع وسبعمائة »(٢) .
____________________
(١). مفتاح الفتوح في شرح المصابيح - مخطوط.
(٢). كشف الظنون ٢ / ١٧٠١.
(٦٤)
إثبات أمير حسيني الفوزي
لقد أثبت حسين بن محمد المعروف بأمير حسيني الفوزي حديث مدينة العلم، إذ وصف أمير المؤمنينعليهالسلام بهذا الوصف في جملة أوصافه التي ذكرها في ترجمتهعليهالسلام في كتاب ( نزهة الأرواح ).
ترجمته:
ويوجد الثناء عليه وعلى ( نزهة الارواح ) وسائر مصنفاته في الكتب المؤلفة في تراجم العرفاء ومشايخ الصوفية، مثل:
١ - نفحات الأُنس: ٦٠٥.
٢ - جامع السلاسل - مخطوط.
وفي ( كشف الظنون ): « نزهة الأرواح فارسي لفخر السادات حسين بن محمد المعروف بأمير حسيني الفوزي، ألفه سنة ٧١١، مختصر منثور ومنظوم »(١) .
(٦٥)
رواية صدر الدين الحموئي
لقد روى صدر الدين أبو المجامع إبراهيم بن محمد الحموئي الجويني
____________________
(١). كشف الظنون ٢ / ١٩٣٩.
حديث مدينة العلم حيث قال:
« أخبرني الشيخ الصالح أحمد بن محمد بن محمد القزويني مشافهة بها، بروايته عن الامام أبي القاسم محمد بن عبد الكريم إجازة « ح » وأنبأني الشيخ العدل بهاء الدين محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف بسماعي عليه بمسجد الربوة ظاهر مدينة دمشق، قال أنبأنا شيخ الشيوخ تاج الدين أبو محمد عبد الله بن عمر بن علي بن محمد بن حمويه الجويني إجازة، قالا أنبأنا شيخ الشيوخ سعد الدين أبو سعد عبد الواحد بن أبي الحسن علي بن محمد بن حمويه إجازة « ح » وأخبرنا الشيخ علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن حمزة الثعلبي إجازة بروايتهما عن أبي بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي، قال أنبأنا شيخ الشيوخ أبو سعد قراءة عليه بنيسابور في سلخ شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة أنبأنا أبو محمد الحسن بن أحمد الحافظ قال أنبأنا السيد أبو طالب حمزة بن محمد الجعفري قال أنبأنا محمد بن أحمد الحافظ قال أنبأنا أبو صالح الكرسي [ الكرابيسي ] أنبأنا صالح ابن أحمد قال أنبأنا أبو الصلت الهروي قال أنبأنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس.
عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد بابها فليأت علياً »(١) .
وفي ( ينابيع المودة ) بعد أن أورده عن ابن المغازلي: « أيضاً: أخرج هذا الحديث موفق بن أحمد، والحمويني، والديلمي في الفردوس، وصاحب كتاب المناقب عن مجاهد عن ابن عباس »(٢) .
ترجمته:
١ - الذهبي: « وفيها قدم شيخ الشيوخ صدر الدين ابراهيم ابن الشيخ
____________________
(١). فرائد السمطين ١ / ٩٨.
(٢). ينابيع المودة: ٧٢.
سعد الدين بن حمويه الجويني طالب حديث، فسمع الكثير، وروى لنا عن أصحاب المؤيد الطوسي، وأخبر ان ملك التتار غازان ابن ارغون أسلم على يده بواسطة نائبه نوروز، وكان يوماً مشهوداً »(١) .
٢ - الذهبي أيضاً حيث قال في ذكر شيوخه: « وسمعت من الامام المحدّث الأوحد الأكمل فخر الاسلام صدر الدين ابراهيم بن محمد بن المؤيد بن حمويه الخراساني الجويني شيخ الصوفية، قدم علينا طالب حديث، وروى لنا عن رجلين من أصحاب المؤيد الطوسي، وكان شديد الاعتناء بالرواية وتحصيل الأجزاء، على يده أسلم غازان الملك، مات سنة ٧٢٢، وله ثمان وسبعون سنة»(٢) .
٣ - اليافعي بمثل عبارة العبر(٣) .
٤ - الأسنوي: « كان إماماً في علوم الحديث والفقه، كثير الأسفار في طلب العلم، طويل المراجعة، مشهوراً بالولاية »(٤) .
وقد أوردنا هذه الكلمات وغيرها في مجلد ( حديث الطير ).
(٦٦)
إثبات نظام الأولياء البخاري
لقد أثبت - نظام الدين محمد بن أحمد بن علي البخاري المشهور على ألسنتهم بنظام الأولياء - حديث مدينة العلم، وصرّح بأنه من فضائل أمير المؤمنينعليهالسلام وخصائصه، على ما نقل عنه عبد الرحمن الجشتي في ( مرآة الأسرار ) ذكر أحواله عليه الصلاة والسلام.
____________________
(١). العبر - حوادث: ٧٩٥.
(٢). تذكرة الحفاظ ٤ / ١٥٠٥.
(٣). مرآة الجنان - حوادث: ٧٢٢.
(٤). طبقات الشافعية ١ / ٢١٧.
ترجمته:
ترجم له كبار العرفاء في كتبهم المؤلفة في تراجم مشايخهم أمثال:
١ - عبد الرحمنالجامي في ( نفحات الأنس ٥٠٤ ).
٢ - مجد الدينالبدخشاني في ( جامع السلاسل - مخطوط ).
٣ - عبد الحق الدهلوي في ( أخبار الأخيار: ٥٦ ).
٤ - والد ( الدهلوي ) في ( الانتباه في سلاسل أولياء الله ).
(٦٧)
رواية أبي الحجّاج المزّي
لقد روى جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزّي حديث مدينة العلم بترجمة الامامعليهالسلام قائلاً:
« وروي أنهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت من بابه »(١) .
وقد رواه أيضاً في الكتاب المذكور بترجمة أبي الصلت الهروي كما تقدم ويأتي.
ترجمته:
١ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٩٨ ) وغيره.
٢ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر حوادث: ٧٤٢ ).
٣ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ٤٦٤ ).
____________________
(١). تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٨٥.
٤ - ابن شحنة في ( روضة المناظر حوادث ٧٤٢ ).
٥ - ابن حجر في ( الدرر الكامنة ٥ / ٢٣٣ ).
٦ - ابن تغري بردي في ( النجوم الزاهرة ١٠ / ٧٦ ).
٧ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٥١٧ ).
٨ - الشوكاني في ( البدر الطالع ٢ / ٣٥٣ ).
٩ - صديق حسن خان في ( التاج المكلل ٤٧٥ ).
قالالسيوطي: « المزّي الامام العالم الحبر الحافظ الأوحد محدّث الشام تفقه قليلاً ثم أقبل على هذا الشأن، ورحل وسمع الكثير ونظر في اللغة ومهر فيها وفي التصريف وقرأ العربية، وأمّا معرفة الرجال فهو حامل لوائها، لم تر العيون مثله، صنف تهذيب الكمال والأطراف، وأملى مجالسه وأوضح مشكلات ومعضلات ما سبق إليها من علم الحديث ورجاله، وولى مشيخة دار الحديث الأشرفية، مات يوم السبت ثاني عشر صفر سنة ٧٤٢ ».
وقال الأسنوي ما ملخصه: « كان أحفظ أهل زمانه، لا سيّما الرجال المتقدمين وانتهت إليه الرحلة من أقطار الأرض لروايته ودرايته، وكان إماماً في اللغة والتصريف، ديّناً خيّراً منقبضاً عن الناس، طارحاً للتكلّف، فقيراً، صنف تهذيب الكمال في أسماء الرجال، وكتاب الأطراف ».
(٦٨)
رواية جمال الدين الزرندي
قال جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الأنصاري في ذكر ترتيب كتابه:
« فالسمط الأول مشتمل على فضائل جناب سيد المرسلين وخاتم النبيين ورسول رب العالمين محمد - عليه أفضل صلوات المصلّين - وشمائله وصفاته وما
خصه الله تعالى به من آياته ومعجزاته، وعلى مناقب ابن عمه وباب مدينة علمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالبرضياللهعنه »(١) .
ثم قال في القسم الثاني من السمط الأول: « القسم الثاني من السمط الأول في مناقب أمير المؤمنين وإمام المتقين، عين مناهج الحق واليقين ورأس الأولياء والصديقين، زوج فاطمة البتول قرة عين الرسول، ابن عمه وباب مدينة علمه، مؤازره وأخيه، وقرة عين صنو أبيه، المرتضى المجتبى الذي في الدنيا والآخرة إمام سيد. وفي ذات الله سبحانه وتعالى وإقامة دينه قوي أيد، ذي القلب العقول والاذن الواعية والهمة التي هي بالعهود والذمام وافية، يعسوب الدين وأخي رسول رب العالمين الليث القاهر والعقاب الكاسر والسيف البتور والبطل المنصور والضيغم الهصور والسيد الوقور والبحر المسجور والعلم المنشور، والعباب الزاخر الخضم والطود الشاهق الأشم، وساقي المؤمنين من الحوض بالاوفى والأتم، أسد الله الكرار، أبي الأئمة الأطهار. المشرّف بمزية من كنت مولاه فعلي مولاه، المؤيَّد بدعوة اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، كاسر الأنصاب وهازم الأحزاب، المتصدّق بخاتمه في المحراب، فارس ميدان الطعان والضراب، هزبر كلّ عرين وضرغام كلّ غاب، الذي كلّ لسان كلّ معتاب ومغتاب وبيان كل ذام ومرتاب عن قدح في قدح معاليه لنقاء جنابه عن كلّ ذم وعاب، المخصوص من الحضرة النبوية بكرامة الأخوة والانتخاب المنصوص عليه بأنه لدار الحكمة ومدينة العلم باب، وبفضله واصطفائه نزل الوحي ونزل [ نطق ] الكتاب، المكنى بأبي الريحانتين وأبي الحسن وأبي التراب »(٢) .
وقال: « فضيلة أخرى اعترف بها الأصحاب وابتهجوا، وسلكوا طريق الوفاق وانتهجوا: عن ابن عباس رضي الله عنهما: إن رسول الله صلّى الله عليه
____________________
(١). نظم درر السمطين: ٢٠.
(٢). نظم درر السمطين: ٧٧.
وسلّم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد بابها فليأت علياً »(١) .
وقال الزرندي في كتابه ( معارج الوصول ): « روى ابن عباس رضي الله عنهما: ان رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد بابها فليأت علياً »(٢) .
وقال الزرندي في كتابه ( الأعلام ) ما نصّه: « باب في خلافة أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشميرضياللهعنه ، يجتمع مع رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم في عبد المطلب، فهو ابن عمه وباب مدينة علمه ومؤازره ومؤاخيه وقرة عين صنو أبيه المخصوص من الحضرة النبوية بكرامة الاخوة والانتخاب والمنصوص عليه بأنه لدار الحكمة ومدينة العلم باب »(٣) .
الزرندي حجة
والزرندي من أكابر حفاظ أهل السنة، وقد أوردنا نصوص عباراتهم في الثناء عليه في مجلد ( حديث النور ).
وجاء في ( ذخيرة المآل ):
« هذا الذي قرّره الأجلة |
والمقتضى ولازم الأدلة |
وذلك أن أجلة العلماء لمـّا صرحت لهم الأدلة بهذه الخصوصيات لأهل البيت الشريف قرروا ذلك وحرروه، مثل: السيد علي السمهودي إمام أهل السنة في جواهره والحافظ الطبري الشافعي في ذخائره، والحجة الزرندي الشافعي في معارجه وشيخ الاسلام ابن حجر الشافعي في صواعقه، وجلال الدين السيوطي الشافعي في الثغور الباسمة في مناقب السيدة فاطمة، وإحياء الميت في ذكر أهل البيت، والسمطين في السبطين، وأسنى المطالب في فضائل علي بن أبي طالب ».
____________________
(١). المصدر: ١١٣.
(٢). معارج الوصول الى معرفة فضل آل الرسول - مخطوط.
(٣). الاعلام - مخطوط.
« الحجة » في الاصطلاح
قال الذهبي: « فأعلى العبارات في الرواة المقبولين: ثبت حجة، حافظ ثقة متقن ثقة، ثقة ثم ثقة، ثم صدوق، ولا بأس به، وليس به بأس، ثم محله الصدق وجيد الحديث، وصالح الحديث، وشيخ وسط، وشيخ، وحسن الحديث، وصدوق إن شاء الله، وصويلح، ونحو ذلك »(١) .
وقال: « والحافظ أعلى من المفيد في العرف، كما أن الحجة فوق الثقة »(٢) .
وقال العراقي: « قال ابن أبي حاتم وجدت الألفاظ في الجرح والتعديل على مراتب شتى، فاذا قيل للواحد: انه ثقة أو متقن فهو ممن يحتج بحديثه. قال ابن الصلاح: وكذا إذا قيل: ثبت أو حجة، وكذا إذا قيل في العدل: إنه حافظ أو ضابط. قال الخطيب: أرفع العبارات أن يقال: حجة أو ثقة »(٣) .
وقال السخاوي: « فكلام أبي داود يقتضي أن الحجة أقوى من الثقة، وذلك أن الآجري سأله عن سليمان بن بنت شرحبيل فقال: ثقة يخطئ كما يخطئ الناس. قال الآجري: فقلت: هو حجة؟ قال: الحجة أحمد بن حنبل. وكذا قال عثمان بن أبي شيبة في أحمد بن عبد الله بن يونس: ثقة وليس بحجة، وقال ابن معين في محمد بن إسحاق: ثقة وليس بحجة، وفي أبي أويس: صدوق وليس بحجة. وكأن لهذه النكتة قدمها الخطيب حيث قال: أرفع العبارات أن يقال: حجة أو ثقة»(٤) .
وقال القاري: « ثم الحافظ في اصطلاح المحدّثين من أحاط علمه بمائة ألف حديث متناً واسناداً، والطالب هو المبتدي الراغب فيه، والمحدّث والشيخ والامام هو الاستاذ الكامل، والحجة من أحاط علمه بثلاثمائة ألف حديث متناً وإسناداً،
____________________
(١). ميزان الاعتدال ١ / ٤.
(٢). تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٧٩.
(٣). شرح ألفية الحديث للزين العراقي ٢ / ٤.
(٤). شرح ألفية الحديث للسخاوي ٣ / ٢١.
وأحوال رواته جرحاً وتعديلاً وتاريخاً، والحاكم هو الذي أحاط علمه بجميع الأحاديث المروية كذلك»(١) .
(٦٩)
تحسين صلاح الدين العلائي
لقد أثبت صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي العلائي الدمشقي الشافعي حديث مدينة العلم وذكر ما يشهد بصحته، فقد جاء في ( المقاصد الحسنة ) في الكلام على هذا الحديث ما نصه: « بل صرح العلائي بالتوقف في الحكم عليه بذلك، فقال: وعندي فيه نظر، ثمّ بيّن ما يشهد بصحّته، لكون أبي معاوية راوي حديث ابن عباس حدث به، فزال المحذور ممن هو دونه، قال: وأبو معاوية ثقة حافظ يحتج بافراده كابن عيينة وغيره، فمن حكم على الحديث مع ذلك بالكذب فقد أخطأ، قال: وليس هو من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول، بل هو كحديث أرحم أمتي بأمتي - يعني الماضي - وهو صنيع معتمد »(٢) .
وقال السيوطي: « قال الحافظ صلاح الدين العلائي - ومن خطّه نقلت - في أجوبته عن الأحاديث التي تعقبها السّراج القزويني على مصابيح البغوي وادعى انها موضوعة -: حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها، قد ذكره أبو الفرج في الموضوعات من طرق عدة وجزم ببطلان الكل، وكذلك قال من بعده جماعة منهم الذهبي في الميزان وغيره، والمشهور بروايته أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً. وعبد السلام هذا تكلّموا فيه كثيراً: قال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني وابن عدي: متهم زاد الدارقطني: رافضي، وقال أبو حاتم: لم يكن عندي
____________________
(١). جمع الوسائل في شرح الشمائل ١ / ٧.
(٢). المقاصد الحسنة: ٩٧.
بصدوق، وضرب أبو زرعة على حديثه.
ومع ذلك فقد قال الحاكم: ثنا الأصم ثنا عباس - يعني الدوري - قال: سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت، فقال: ثقة، فقلت: أليس قد حدّث عن أبي معاوية حديث أنا مدينة العلم؟ فقال: قد حدّث به محمد بن جعفر الفيدي وهو ثقة عن أبي معاوية. وكذلك روى صالح جزرة عن ابن معين، ثم ساقه الحاكم من طرق محمد بن يحيى بن الضريس وهو ثقة حافظ عن محمد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية قال العلائي: فقد برئ أبو الصلت عبد السلام من عهدته وأبو معاوية ثقة مأمون من كبار الشيوخ وحفّاظهم المتفق عليهم، وقد تفرّد به عن الأعمش فكان ما ذا. وأي استحالة في أن يقول النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم مثل هذا في حق عليرضياللهعنه ؟
ولم يأت كلّ من تكلّم في هذا الحديث وجزم بوضعه بجواب عن هذه الروايات الصحيحة عن ابن معين.
ومع ذلك، فله شاهد رواه الترمذي في جامعه عن إسماعيل بن موسى الفزاري عن محمد بن عمر بن الرومي عن شريك بن عبد الله عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن أبي عبد الله الصنابحي عن علي مرفوعاً: أنا دار الحكمة وعلي بابها. ورواه أبو مسلم الكجي وغيره عن محمد بن عمر بن الرومي وهو ممن روى عنه البخاري في غير الصحيح وقد وثّقه ابن حبان وضعفه أبو داود، قال أبو زرعة فيه لين، وقال الترمذي بعد إخراج الحديث: هذا حديث غريب، وقد روى بعضهم هذا عن شريك ولم يذكر فيه الصنابحي ولا يعرف هذا عن أحد من الثقات غير شريك.
قال العلائي: فقد برئ محمد بن عمر بن الرومي من التفرد به، وشريك هو: ابن عبد الله النخعي القاضي، احتج به مسلم وعلّق له البخاري ووثقه يحيى ابن معين، وقال العجلي: ثقة حسن الحديث، وقال عيسى بن يونس: ما رأيت أحداً قط أورع في علمه من شريك، فعلى هذا يكون تفرده [ مفردة ] حسناً فكيف
إذا انضم إلى حديث أبي معاوية؟ ولا يرد عليه رواية من أسقط منه الصنابحي، لأن سويد بن غفلة تابعي مخضرم أدرك الخلفاء الأربعة، وسمع منهم، فذكر الصنابحي فيه من المزيد في متصل الأسانيد، ولم يأت أبو الفرج ولا غيره بعلة قادحة في حديث شريك، سوى دعوى الوضع دفعاً بالصدر. انتهى كلام الحافظ صلاح الدين العلائي »(١) .
وقد أورد السيوطي هذا الكلام في ( قوت المغتدى في شرح الترمذي ) أيضاً(٢) .
وقال في ( النكت البديعات ): « وتعقب الحافظ أبو سعيد العلائي على ابن الجوزي في هذا الحديث بفصل طويل سقته في الأصل وملخّصه، أن قال: هذا الحديث حكم ابن الجوزي وغيره بوضعه، وعندي في ذلك نظر، إلى أن قال: والحاصل إنه ينتهي بطرقه إلى درجة الحسن المحتج به، فلا يكون ضعيفاً فضلاً عن أن يكون موضوعاً ».
وتجد كلام العلائي المذكور في الكتب التالية أيضاً: ( الأحاديث المشتهرة للزركشي ) و ( الدرر المنتثرة للسيوطي ) و ( جواهر العقدين للسمهودي ) و ( السيرة الشامية ) و ( تنزيه الشريعة لابن عراق ) و ( تذكرة الفتني ) و ( المرقاة للقاري ) و ( فيض القدير للمناوي ) و ( حاشية المواهب اللدنية للشبرامِلسي ) و ( القول المستحسن ).
ترجمته:
١ - الذهبي في ( المعجم المختص: ٩٢ ).
٢ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ٢٣٩ ).
٣ - ابن حجر في ( الدرر الكامنة ٢ / ١٧٩ ).
٤ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٥٢٨ ).
٥ - العليمي في ( الانس الجليل ٢ / ١٠٦ ).
____________________
(١). اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ١ / ٣٣٢.
(٢). قوت المغتدى في شرح صحيح الترمذي.
٦ - الشوكاني في ( البدر الطالع ١ / ٢٤٥ ).
وهذه ترجمة الشوكاني له ملخصةً: « ولد في ربيع الأول سنة ٦٩٤، سمع على شرف الدين الفزاري وبرهان الدين الذهبي وابن عبد الدائم والقاسم بن عساكر، وجماعة كثيرة بلغوا إلى سبعمائة، ورحل إلى الأقطار، واشتغل قبل ذلك بالفقه والعربية، ومهر وصنّف التصانيف في الفقه والأصول والحديث.
قال ابن حجر في الدرر: إنه صنف كتباً كثيرة جدّاً سائرة مشهورة نافعة.
ووصفه الذهبي بالحفظ وقال: استحضر الرجال والعلل وتقدّم في هذا الشأن، مع صحة الذهن وسرعة الفهم.
وقال غيره: وكان إماماً في الفقه والنحو والأصول والحديث وفنونه حتى صار بقية الحفاظ، عارفاً بالرجال علّامة في المتون والأسانيد، ومصنفاته تنبئ عن إمامته في كلّ فن.
وقال الأسنوي: كان حافظ زمانه
مات سنة ٧٦١. ».
(٧٠)
رواية السيد علي الهمداني
لقد روى حديث مدينة العلم حيث قال: « عن جابررضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها.
وعن ابن مسعود، وعن أنس مثل ذلك »(١) .
وقال في ( السبعين في فضائل أمير المؤمنين علي ): « الحديث الثاني والعشرون: قال جابر: أخذ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم عضد علي وقال: هذا إمام البررة وقاتل الفجرة، مخذول من خذله، منصور من نصره، ثم مدّ صوته
____________________
(١). أنظر: ينابيع المودة: ٢٥٤.
وقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. رواه ابن المغازلي »(١) .
وقال في ( روضة الفردوس ): « الباب الأول يفتتح بما يروي باب مدينة العلم ومنبع الكرم والحلم صاحب المناقب علي بن أبي طالب كرم الله وجهه »(٢) .
وقال في الباب الحادي عشر الحاوي لما روي عن جابر: « وعنه قال قالعليهالسلام : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب »(٣) .
وأرسله إرسال المسلّم في كتابه الآخر: ( مشارب الأذواق ).
ترجمته:
ترجم له كبار العلماء الاعيان والعرفاء الاعلام ذاكرين مدائحه العظيمة ومناقبه الكريمة، كما تقدّم في ( حديث الغدير ) وسيأتي في مجلَّد ( حديث التشبيه ) إنْ شاء الله تعالى.
(٧١)
إثبات نور الدين البدخشاني
وقد أثبته نور الدين جعفر بن سالار البدخشاني المعروف بأمير ملّا، خليفة السيد الهمداني المذكور، حيث نقل حديثاً عن الامامعليهالسلام واصفاً إياه بـ « باب مدينة العلم ومنبع الكرم والحلم »(٤) .
____________________
(١). أنظر: ينابيع المودة: ٢٣٤.
(٢). روضة الفردوس - مخطوط.
(٣). المصدر نفسه.
(٤). خلاصة المناقب - مخطوط.
ترجمته:
١ - شاه ولي الله في ( الانتباه في سلاسل أولياء الله ).
٢ - مجد الدين البدخشاني في ( جامع السلاسل - مخطوط ).
(٧٢)
تحسين البدر الزركشي
لقد حكم بدر الدين محمد بن بهادر الزركشي الشافعي بأن حديث مدينة العلم « ينتهي إلى درجة الحسن المحتج به، ولا يكون ضعيفاً فضلاً عن كونه موضوعاً ».
وممن نقل عنه ذلك: المناوي(١) .
ترجمته:
١ - ابن قاضي شهبة: « محمد بن بهادر بن عبد الله، العالم العلامة المصنّف المحرّر بدر الدين أبو عبد الله المصري الزركشي، مولده سنة خمس وأربعين، وأخذ عن الشيخين جمال الدين الأسنوي وسراج الدين البلقيني، ورحل إلى حلب إلى الشيخ شهاب الدين الأذرعي وتخرج في الحديث بمغلطائي، وسمع الحديث بدمشق وغيرها.
قال بعض المؤرخين: كان فقيهاً، أصولياً، فاضلاً في جميع ذلك، ودرّس وأفتى، توفي في رجب سنة أربع وتسعين وسبعمائة »(٢) .
____________________
(١). فيض القدير شرح الجامع الصغير ٣ / ٤٧.
(٢). طبقات الشافعية ٢ / ٣١٩.
٢ - ابن حجر فذكر مشايخه ومصنفاته(١) .
٣ - السيوطي وقال: « أخذ عن الأسنوي ومغلطاي وابن كثير والاذرعي وغيرهم، وألّف تصانيف كثيرة في عدة فنون »(٢) .
٤ - الداودي: « الامام العالم العلامة المصنف المحرر وكان فقيهاً أصولياً مفسّراً، أديباً فاضلاً في جميع ذلك، ودرّس وأفتى »(٣) .
٥ - ( الدهلوي ) نفسه في ( بستان المحدثين ) حيث ذكر كتابه ( التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح ). وقد ذكر مشايخه ومصنفاته وأثنى عليه.
(٧٣)
إثبات فخر الدين ابن مكانس
وقد أثبته فخر الدين عبد الرحمن بن عبد الرزاق بن ابراهيم بن مكانس القبطي المصري، حيث أورده في أبيات له امتدح بها أمير المؤمنينعليهالسلام ، فقد قال ابن حجة:
« وقد نقلت منه ما امتدح به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه:
يا ابن عم النبي إن أناساً |
قد توالوك بالسعادة فازوا |
|
أنت للعلم في الحقيقة باب |
يا إماماً وما سواك مجاز »(٤) |
____________________
(١). الدرر الكامنة لابن حجر ٤ / ١٧.
(٢). حسن المحاضرة ١ / ٤٣٧.
(٣). طبقات المفسرين ٢ / ١٥٧.
(٤). خزانة الأدب لابن حجة الحموي: ٧٥، ٣٣٩.
ترجمته:
ترجم له ابن حجر العسقلاني بقوله:
« عبد الرحمن بن عبد الرزاق بن إبراهيم بن مكانس القبطي المصري فخر الدين، ولد في سلخ ذي الحجة سنة ٦٤٥، وكان أبوه من الكتاب في الدواوين فنشأ في ذلك، وكان له ذكاء، فتولع بالأدب فأخذ عن القيراطي وغيره، وصحب الشيخ بدر الدين البشتكي، ونظم الطريقة النباتية فأجاد مع قصور بين في العربية لكنه كان قوي الذهن، حسن الذوق، حاد النادرة، يتوقد ذكاء، وولي نظر الدولة وغيرها من المناصب بالقاهرة، وصودر مرة مع الصاحب كريم الدين أخيه، ثم ولي وزارة الشام فأقام بها مدة، ودخل إلى حلب صحبة الظاهر برقواق، وطارح فضلاء الشام في البلدين، ثم طلب من دمشق ليلي الوزارة بالديار المصرية فيقال إنه اغتيل بالسم وهو راجع، فوصل إلى بيته ميتاً، وذلك في ثاني عشر ذي الحجة سنة ٧٩٤ ولم يكمل خمسين سنة، اجتمعت به غير مرة، وسمعت منه شيئاً من الشعر »(١) .
(٧٤)
إثبات كمال الدين الدميري
وقال كمال الدين محمد بن موسى الدميري ما نصه: « ومناقبه رضي الله تعالى عنه كثيرة جدّاً، ويكفي منها قولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها »(٢) .
____________________
(١). الدرر الكامنة ٢ / ٣٣٠.
(٢). حياة الحيوان للدميري ١ / ٥٥.
ترجمته:
١ - ابن قاضي شهبة قائلاً: « محمد بن موسى بن عيسى الدميري المصري كمال الدين، ولد في حدود الخمسين وتكسب بالخياطة، ثم خدم الشيخ بهاء الدين السبكي وأخذ عنه، وعن الشيخ جمال الدين الأسنوي وأثنى عليه ثناء كثيراً، وتخرج ومهر في الفنون وقال الشعر، وولي تدريس الحديث بالقبة الزكية بالقرب من باب النصر، وحج مراراً وجاور وتكلّم على الناس في جامع الظاهر بالحسينية، وكان ذا حظ من العبادة والتلاوة لا يفتر لسانه غالباً عنهما، وله شرح المنهاج في أربع مجلدات ضمّنه فوائد كثيرة خارجة عن الفقه، والديباجة في شرح سنن ابن ماجة في أربع مجلدات، وجمع كتاباً سماه حياة الحيوان أجاد فيه ذكر فيه جملاً من الفوائد الطبيّة والخواص والأدبية والحديثية وغير ذلك، وله خطب مدونة جمعيّة ووعظية.
وقال الحافظ شهاب الدين ابن حجر في المعجم: وكان له حظ من العبادة تلاوة وصياماً ومجاورة بمكة والمدينة، واشتهرت عنه كرامات واخبار بأمور مغيبات يسندها إلى المنامات تارة وإلى بعض الشيوخ أخرى، وغالب الناس يعتقد انه يقصد بذلك الستر. توفي في جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانمائة »(١) .
٢ - تقي الدين الفاسي فذكر شيوخه ومصنفاته، وذكر كتاب ( حياة الحيوان ) وقال « وهو كتاب نفيس وقد اختصرته » وذكر أنه « لما رآه الشيخ بهاء الدين السبكي أهلاً للتدريس والفتوى تكلم له مع جدي القاضي كمال الدين أبي الفضل النويري في أن يجيز له ذلك ففعل » قال: « وبرع في التفسير والحديث والفقه وأصوله والعربية والأدب »(٢) .
٣ - شمس الدين السخاوي ترجمة مطولة نلخصها في ما يلي بلفظه: « وصفه
____________________
(١). طبقات الشافعية ٢ / ٣٩٠.
(٢). العقد الثمين في تاريخ بلد الله الامين ٢ / ٣٧٢.
الزيلعي في الطبقة بالفاضل كمال الدين كمال، وبرع في التفسير والحديث والفقه وأصوله والعربية والأدب وغيرها. وأذن له بالافتاء والتدريس وتصدى للاقراء، انتفع به جماعة، وكتب على ابن ماجة شرحاً عظم الانتفاع به، وحياة الحيوان وهو نفيس أجاده وأكثر فوائده.
وقد ترجمه التقي الفاسي في تاريخ مكة، وذكره شيخنا في أنبائه فقال: مهر في الفقه والأدب والحديث وشارك في الفنون، ودرس للمحدثين بقبة بيبرس وفي عدة أماكن، ووعظ فأفاد وخطب فأجاد، وكان ذا حظ من العبادة تلاوة وصياماً ومجاورة بالحرمين، ويذكر عنه كرامات كان يخفيها وربما أظهرها وأحالها على غيره »(١) .
٤ - جلال الدين السيوطي وقال: « مهر في الأدب ودرس الحديث بقبة بيبرس، وله تصانيف منها شرح المنهاج والمنظومة الكبرى وحياة الحيوان، واشتهرت عنه كرامات وأخبار بأمور مغيبات »(٢) .
(٧٥)
إثبات مجد الدين الفيروزآبادي
وقال مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي الفيروزآبادي ما نصه: - « حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها ذكره أبو الفرج ابن الجوزي في الموضوعات من عدة طرق، وجزم ببطلان الكل، وقال مثل ذلك جماعة. وعندي في ذلك نظر كما سنبينه.
والمشهور بروايته أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي عن أبي معاوية
____________________
(١). الضوء اللامع بأعيان القرن التاسع ١٠ / ٥٩ - ٦٢.
(٢). حسن المحاضرة ١ / ٣٣٠.
محمد بن خازم الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباسرضياللهعنه ، وعبد السلام هذا ضعّفوه جدّاً واتّهم بالرفض وهو مع ذلك صدوق، و قد روى عباس بن محمد الدوري في سؤالاته عن يحيى بن معين أنه سأله عن أبي الصلت هذا فوثّقه، فقال: أليس قد حدّث عن أبي معاوية حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها؟ فقال: قد حدث به عن أبي معاوية محمد بن جعفر الفيدي، وكذلك روى صالح بن محمد الحافظ وأحمد بن محمد بن محرز عن يحيى بن معين أيضاً، وفي رواية ابن محرز قال يحيى: هذا الحديث هو من حديث أبي معاوية، أخبرني ابن نمير قال: حدّث به أبو معاوية قديماً ثم كفّ عنه، وأبو الصلت الهروي كان رجلا موسرا يطلب هذه الأحاديث ويكرم المشايخ، يعني: فخصّه أبو معاوية بهذا الحديث.
فقد برئ عبد السلام عن عهدة هذا الحديث من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول، بل هو مثل قولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : في حديث أرأف أمتي بأمتي أبوبكر الحديث.
وقد حسّنه الترمذي وصحّحه غيره، ولم يأت من تكلم على حديث أنا مدينة العلم بجواب عن هذه الروايات الثابتة عن يحيى بن معين، والحكم بالوضع عليه باطل قطعاً، وإنما سكت أبو معاوية عن روايته شائعاً لغرابته لا لبطلانه، إذ لو كان كذلك لم يحدث به أصلاً مع حفظه واتقانه.
وللحديث طريق آخر رواه الترمذي في جامعه عن اسماعيل بن موسى الفزاري، عن محمد بن عمر الرومي عن شريك بن عبد الله عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن أبي عبد الله الصنابحي عن عليرضياللهعنه : إن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها، وتابعه أبو مسلم الكجي وغيره على روايته عن محمد بن عمر الرومي، ومحمد هذا روى عنه البخاري في غيره الصحيح، ووثقه ابن حبان وضعّفه أبو داود، وقال الترمذي بعد سياق الحديث: هذا حديث غريب وقد روى بعضهم هذا عن شريك ولم يذكروا فيه
الصنابحي، قال: ولا نعرف هذا عن أحد من الثقات غير شريك.
قلت: فلم يبق الحديث من أفراد محمد الرومي، وشريك هذا احتج به مسلم وعلق له البخاري، ووثّقه ابن معين والعجلي وزاد حسن الحديث، وقال عيسى بن يونس: ما رأيت أحداً قط أورع في علمه من شريك، فعلى هذا يكون مفردة حسناً ولا يرد عليه رواية من أسقط الصنابحي منه، لأن سويد بن غفلة تابعي مخضرم، روى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وسمع منهم فيكون ذكر الصنابحي من باب المزيد في متصل الأسانيد.
والحاصل: إن هذا الحديث ينتهي بمجموع طريقي أبي معاوية وشريك إلى درجة الحسن المحتج به، ولا يكون ضعيفاً فضلاً عن أن يكون موضوعاً، ولم أجد لمن ذكره في الموضوعات طعناً مؤثراً في هذين السندين، وبالله التوفيق »(١) .
وقد أورد الشيخ عبد الحق الدهلوي هذه العبارة في ( اللمعات في شرح المشكاة ) كما ستعرف فيما بعد ان شاء الله تعالى.
ترجمته:
١ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ٢ / ٣٩١ ).
٢ - تقي الدين الفاسي في ( العقد الثمين ٢ / ٣٩٢ ).
٣ - السخاوي في ( الضوء اللامع ١٠ / ٧٩ ).
٤ - السيوطي في ( بغية الوعاة ١ / ٢٧٣ ).
٥ - الشوكاني في ( البدر الطالع ٢ / ٢٨٠ ).
٦ - طاش كبرى زاده في ( الشقائق النعمانية: ٢١ ).
وغيرهم ولنذكر طرفاً من عبارات بعضهم، قال طاش كبرى زاده في ذكر علماء الطبقة الرابعة ما ملخصه: « ومنهم المولى الفاضل صاحب القاموس، برع في العلوم كلها، سيما الحديث والتفسير واللغة، وله تصانيف كثيرة تنيف على
____________________
(١). نقد الصحيح.
أربعين مصنفاً، وكان سريع الحفظ، وكان يقول: لا أنام إلّا وأحفظ مائتي سطر، وكان كثير العلم والاطلاع على المعارف العجيبة، وبالجملة: كان آية في الحفظ والتصنيف ».
وقال الشوكاني ما ملخصه: « الامام الكبير، الماهر في اللغة وغيرها من الفنون ولد سنة ٧٢٩ بكازرون، وارتحل إلى العراق ودخل واسط، ثم دخل بغداد، ثم ارتحل الى دمشق، ودخل بعلبك وحماة وحلب والقدس، واستقر بالقدس نحو عشر سنين، ودرّس وتصدّر وظهرت فضائله وكثر الأخذ عنه، وتلمّذ له جماعة من الأكابر كالصلاح الصفدي وغيره، وجال في البلاد الشمالية والمشرقية، ودخل الروم والهند، ثم دخل اليمن، وكان زائد الحظ مقبولاً عند السّلاطين، فلم يدخل بلداً إلّا وأكرمه صاحبها، مع كثرة دخوله إلى الممالك، وله مصنفات كثيرة نافعة، وقد أخذ عند الأكابر في كلّ بلاد وصل اليه، ومن جملة تلامذته: الحافظ ابن حجر والمقريزي والبرهان الحلبي، ومات ممتعاً بسمعه وحواسه في ليلة عشرين من شوال سنة ٨١٢ ».
(٧٦)
إثبات إمام الدين الهجروي
وأثبت إمام الدين محمد الهجروي الإِيجي حديث مدينة العلم في كتاب ( أسماء النبي وخلفائه الأربعة ) على ما نقل عنه شهاب الدين أحمد في ( توضيح الدلائل ) حيث قال بعد ذلك بعض أسماء أمير المؤمنينعليهالسلام وإيراد الهجروي المذكور لها: « ومنها باب مدينة العلم - عن عليرضياللهعنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وبارك وسلّم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت من بابه، رواه الطبري من تخريج أبي عمرو، وأورده الامام الفقيه المذكور وقال كما في الحديث ».
ترجمته:
والهجروي من كبار فقهاء أهل السنة وعرفائهم، وقد وصفه شهاب الدين المذكور في كتابه بـ « الامام الشيخ العالم العارف الرباني، الملقب لوفور علمه ومعرفته بالغزالي الثاني، مرشد الخلائق الفقيه إمام الدين محمد الهجروي الإيجيقدسسره » ونحو ذلك.
(٧٧)
إثبات يوسف الأعور الواسطي
ولم يجترئ يوسف الأعور الواسطي في رسالته المشهورة في رد الامامية على جحد أصل حديث مدينة العلم، فأخذ يتنكب في تأويله يميناً وشمالاً، فذكر وجوها في الجواب عنه سنجيب عنها في ما بعد إن شاء الله تعالى، وهذا نص كلامه:
« الثاني من وجوه حجج الرافضة بالعلم حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها.
والجواب عنه أيضاً من وجوه: أحدها - إن هذا الحديث يتضمن العلم لعلي، ولا شك أنه بحر علم زاخر لا يدرك قعره، إلّا أنه لا يتضمن ثبوت الرجحان على غيره، بدليل ثبوت العلم لغيره على وجه المساواة بقول النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم في مجموع الأصحاب: أصحابي كالنجوم بأيديهم اقتديتم اهتديتم. فثبت العلم لكلهم.
ثانيها: إن بعض أهل السنة ينقل زيادة على هذا القدر، وذلك قولهم: ان النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها وأبوبكر وعمر وعثمان حيطانها وأركانها والباب فضاء فارغ والحيطان والأركان ظرف محيط، فرجحانهنّ
على الباب ظاهر.
ثالثها: دفع في تأويل علي بابها، أي مرتفع. وعلى هذا يبطل الاحتجاج به للرافضة ».
فالعجب كل العجب من ( الدهلوي ) كيف جمع بين الطعن في سنده والنكول عن معناه ومدلوله، حتى فاق بصنيعه أهل النصب والانحراف؟
(٧٨)
رواية شمس الدين ابن الجزري
لقد روى حديث مدينة العلم حيث قال: « أخبرنا الحسن بن أحمد بن هلال قراءة عليه عن علي بن أحمد بن عبد الواحد، أخبرنا أحمد بن محمد بن محمد في كتابه من أصبهان، أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسين المقري، أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ، أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني، أخبرنا الجرجاني، أخبرنا الحسن بن سفيان، أخبرنا عبد الحميد بن بحر، أخبرنا شريك عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي عن عليرضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها.
ورواه الترمذي في جامعه عن إسماعيل بن موسى، حدثنا محمد بن عمر الرومي، حدثنا شريك عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن الصنابحي عن علي وقال: حديث غريب. ورواه بعضهم عن شريك ولم يذكروا فيه الصنابحي قال: ولا يعرف هذا الحديث عن واحد من الثقات غير شريك، وفي الباب عن ابن عباس. انتهى.
قلت: ورواه بعضهم عن شريك عن سلمة ولم يذكر فيه عن سويد، ورواه الأصبغ بن نباتة والحارث عن علي نحوه.
ورواه الحاكم من طريق مجاهد عن ابن عباس عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ولفظه: أنا مدينة العلم وعلي بابها. فمن أراد العلم فليأتها من بابها. وقال الحاكم: صحيح الاسناد ولم يخرجاه.
ورواه أيضاً من حديث جابر بن عبد الله ولفظه: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .
اعتبار احاديث اسنى المطالب
ولا يخفى أن ابن الجزري يصرّح في خطبة هذا الكتاب باعتبار الأحاديث التي حواها، وهذا نص كلامه: « وبعد، فهذه أحاديث مسندة مما تواتر وصح وحسن من أسنى مناقب الأسد الغالب، مفرّق الكتائب، ومظهر العجائب، ليث بني غالب أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ورضي الله عنه وأرضاه، أردفتها بمسلسلات من حديثه وبمتصلات من روايته وتحديثه، وبأعلى إسناد صحيح إليه من القرآن والصحبة والخرقة التي اعتمد فيها أهل الولاية عليه، نسأل الله تعالى أن يثيبنا على ذلك ويقربنا لديه ».
وقال في خاتمته: « فهذا نزر من بحر وقل من كثر، بالنسبة إلى مناقبه الجليلة ومحاسنه الجميلة، ولو ذهبنا لاستقصاء ذلك بحقه لطال الكلام بالنسبة إلى هذا المقام، ولكن نرجو من الله تعالى أن ييسر افراد ذلك بكتاب نستوعب فيه ما بلغنا من ذلك، والله الموفق للصواب ».
ترجمته:
ترجم له ووصف بالأوصاف الجليلة في جميع المعاجم الرجالية وكتب الحديث وغيرها، ومن ذلك:
١ - معجم الشيوخ لنجم الدين ابن فهد المكي.
____________________
(١). أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ٦٩.
٢ - أنباء الغمر لابن حجر العسقلاني.
٣ - الدرر الفريدة للمقريزي.
٤ - الضوء اللامع للسخاوي.
٥ - الانس الجليل للعليمي.
٦ - الحبل المتين في إجازات الأمين لابن روزبهان.
٧ - شرح الشمائل له.
٨ - طبقات الحفاظ للسيوطي.
٩ - حسن المقصد له.
١٠ - ميزان المعدلة له.
١١ - الاتقان له.
١٢ - الصواعق لابن حجر المكي.
١٣ - مقاليد الأسانيد للثعالبي.
١٤ - الشقائق النعمانية لطاش كبرى زاده.
١٥ - النواقض للبرزنجي.
١٦ - كفاية المتطلع للدهان.
١٧ - مدارج الاسناد لأبي علي الصفوي.
١٨ - حصر الشارد لمحمد عابد السندي.
١٩ - المرافض للسهارنفوري.
٢٠ - الصواقع للكابلي.
٢١ - الانتباه في سلاسل أولياء لشاه ولي الله الدهلوي.
٢٢ - البدر الطالع للشوكاني.
٢٣ - بستان المحدثين ( للدهلوي ).
٢٤ - التحفة له.
٢٥ - إشباع الكلام لشاه سلامة الله.
٢٦ - التاج المكلل لصديق حسن خان.
وقد ذكرنا ترجمته بالتفصيل في مجلّد ( حديث الغدير ) وهذا بعض مصادرها: الضوء اللامع ٩ / ٢٥٥، الانس الجليل ٢ / ١٠٩، الشقائق النعمانية ١ / ٩٨ طبقات الحفاظ ٥٤٣، البدر الطالع ٢ / ٢٥٧، التاج المكلل ٤٦٣.
(٧٩)
إثبات زين الدين الخوافي
لقد أثبت الشيخ زين الدين أبوبكر محمد بن محمد بن علي الخوافي حديث مدينة العلم جازماً به، على ما نقل عنه شهاب الدين أحمد في ( توضيح الدلائل ) حيث قال بعد ذكر نزول قوله تعالى:( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) في شأن أمير المؤمنينعليهالسلام قال: « قال شيخ المشايخ في زمانه وواحد الأقران في علومه وعرفانه: الشيخ زين الدين أبوبكر محمد بن علي الخوافي قدس الله تعالى سره: فلذا اختص علي كرّم الله وجهه بمزيد العلم والحكمة، حتى قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وبارك وسلّم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وقال عمر: لولا علي لهلك عمر ».
ترجمته:
١ - عبد الرحمن الجامي في ( نفحات الانس ٤٩٢ ).
٢ - عبد الحق الدهلوي في ( أخبار الأخيار ٤٨ ).
٣ - القشاشي في ( السمط المجيد ٧٧ ).
وقد أثنوا عليه الثناء البالغ ووصفوه بالأوصاف الجميلة، وعن الخواجا محمد بارسا - وهو شيخ الخوافي - وصف الخوافي بقوله: « ذو العلم النافع والعمل الرافع، ملاذ الجمهور شفاء الصدور، وصفوة العلماء والعرفاء والفقهاء، رافع أعلام السنة
وقامع أضاليل البدعة، ناهج مناهج الحقيقة سالك مسالك الشريعة والطريقة الداعي إلى الله سبحانه على طريق اليقين: سيّدنا ومولانا زين الملة والدين ».
(٨٠)
إثبات ملك العلماء الدولت آبادي
وقد أثبته ملك العلماء شهاب الدين ابن شمس الدين الزاولي الدولت آبادي وأرسله إرسال المسلَّم في ( هداية السعداء ). وذكره من جملة الأدلة على أن علياًعليهالسلام هو وارث النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، دون عمه العباس.
ترجمته:
وترجم له كبار العلماء في كتبهم، وقد أوردنا ترجمته في مجلد ( حديث النور ) ونقتصر هنا على ترجمة غلام على آزاد له وهي هذه: « مولانا القاضي شهاب الدين ابن شمس الدين الزاولي الدولت آبادي نوّر الله ضريحه، ولد القاضي بدولت آباد دهلي وتلمذ على القاضي عبد المقتدر الدهلي ومولانا خواجكي الدهلوي وهو من تلامذة مولانا معين الدين العمراني رحمهم الله تعالى، ففاق أقرانه وسبق إخوانه، وكان القاضي عبد المقتدر يقول في حقه يأتيني من الطلبة من جلده علم ولحمه علم وعظمه علم، ولمـّا توجّه الموكب التيموري إلى الهند، وخرج مولانا خواجكي قبل وصوله إلى دهلي منها إلى بكالبي، وذهب القاضي شهاب الدين صحبة أستاذه إلى كالبي فاقام مولانا خواجكي بكالبي، وذهب القاضي إلى دار الخيورجونفور - بفتح الجيم وسكون الواو والنون وضم الفاء وسكون الواو وآخرها راء، بلدة عظيمة من صوبة آله آباد، كانت دار الخلافة للسلاطين الشرقية، وذكر طبقتهم مسطور في تواريخ الهند، نشأ بها كثير من المشايخ والعلماء - فاغتنم السلطان
ابراهيم الشرقي والي جونفور وروده ونضر سقاه الله تعالى سحائب الاحسان وروده، عظمه بين الكبراء ولقبه بملك العلماء، فزين القاضي مسند الافادة، وفاق البرجيس في افاضة السعادة، وألّف كتباً سارت بها ركبان العرب والعجم، وأذكى سراجاً أهدى من النار الموقدة علم العلم
توفي لخمس بقين من رجب المرجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة »(١) .
(٨١)
إثبات ابن حجر العسقلاني
ولقد أثبت شهاب الدين أبو الفضل ابن حجر العسقلاني حديث مدينة العلم، وأورده في فضائل أمير المؤمنينعليهالسلام ، وحكم ببطلان القول بوضعه، ونصّ على كثرة طرقه في كتبه المختلفة:
فقال بترجمة أمير المؤمنينعليهالسلام في جملة من فضائله: « وروى أنه عليه الصلاة والسلام قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها.
وقال عمر: علي أقضانا وأبي أقرؤنا.
وقال يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب: كان عمر يتعوّذ من معضلة ليس لها أبو الحسن.
وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس: كنا إذا أتانا الثبت عن علي لم نعدل به.
وقال معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل شهدت علياً يخطب وهو يقول: سلوني فو الله لا تسألوني عن شيء إلّا أخبرتكم به، وسلوني عن كتاب الله
____________________
(١). سبحة المرجان في آثار هندوستان: ٣٩.
فو الله ما من آية إلّا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل »(١) .
وقال السيوطي في ( قوت المغتذي ): « وقال الحافظ ابن حجر في أجوبته: حديث ابن عباس أخرجه ابن عبد البر في كتاب الصحابة المسمى بالاستيعاب ولفظه: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه، وصحّحه الحاكم، وأخرجه الطبراني من حديث ابن عباس بهذا اللفظ، ورجاله رجال الصحيح إلّا عبد السلام الهروي، فإنّه ضعيف.
قاله في جواب فتيا رفعت إليه في هذا الحديث ».
وقد أورد هذه الفتوى عنه ابن حجر المكي في ( المنح المكية ) كما سيأتي.
وصرّح في فتوى أخرى له بحسن حديث مدينة العلم وبطلان القول بوضعه، جاء ذلك في ( اللآلي المصنوعة ) حيث قال: « وسئل شيخ الاسلام أبو الفضل ابن حجر عن هذا الحديث في فتيا فقال: هذا الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك وقال: إنه صحيح، وخالفه أبو الفرج ابن الجوزي فذكره في الموضوعات وقال: إنه كذب. والصواب خلاف قوليهما معاً، وأن الحديث من قسم الحسن لا يرتقى إلى الصحة ولا ينحط إلى كذب، وبيان ذلك يستدعي طولاً، ولكن هذا هو المعتمد في ذلك، انتهى ومن خطه نقلت »(٢) .
وقد ذكرت فتواه هذه في ( جمع الجوامع ) و ( النكت البديعات ) و ( الدرر المنتثرة ) و ( جواهر العقدين ).
كما ذكر حكمه بحسن الحديث في ( السيرة الشامية ) و ( تنزيه الشريعة ) و ( تذكرة الموضوعات ) و ( المرقاة ) و ( فيض القدير ) و ( رجال المشكاة ) و ( حاشية المواهب اللدنية ) و ( شرح المواهب اللدنية ) و ( نزل الأبرار ) و ( تحفة المحبين ) و ( الروضة الندية ) و ( وسيلة النجاة ) و ( السيف المسلول ) و ( الفوائد المجموعة ) و ( مرآة المؤمنين ) و ( القول المستحسن).
____________________
(١). تهذيب التهذيب ٧ / ٣٣٧.
(٢). اللئالي المصنوعة ١ / ٣٣٤.
وقد حكم بحسنه في أجوبته عن الأحاديث التي انتقدها السراج القزويني على المصابيح، وزاد أن له شاهداً جاء ذلك في ( اللآلي المصنوعة ) بعد العبارة السابقة، حيث قال: « وذكر في أجوبته عن الأحاديث التي انتقدها السراج القزويني على المصابيح نحو ذلك. وزاد أن الحاكم روى له شاهداً من حديث جابر قال: حدثني أبوبكر محمد بن علي الفقيه الشاشي القفال حدثني النعمان بن هارون البلدي، ثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني، ثنا عبد الرزاق، ثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن جابر مرفوعاً به ».
وقد صرح العسقلاني في ( لسان الميزان ) بكثرة طرقه، وهذا نص كلامه كما في ( اللآلي المصنوعة ) بعد العبارة السابقة: « وقال في لسان الميزان - عقب إيراد الذهبي رواية جعفر بن محمد عن أبي معاوية وقوله: هذا موضوع - ما نصه: وهذا الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع »(١) .
ترجمته:
١ - البدر البشتكي في ( الطبقات ).
٢ - الفاسي في ( ذيل التقييد ).
٣ - ابن ناصر الدين في ( توضيح المشتبه ).
٤ - ابن خطيب الناصرية في ( الدر المنتخب ).
٥ - المقريزي في ( العقود الفريدة ).
٦ - ابن قاضي شهبة الأسدي في ( الأعلام ).
٧ - التقي ابن فهد المكي في ( ذيل طبقات الحفاظ ).
٨ - النجم ابن فهد المكي في ( معجم الشيوخ ).
____________________
(١). اللئالي المصنوعة ١ / ٣٣٤، وانظر لسان الميزان ٢ / ١٢٢.
٩ - القطب الخيضري في ( طبقات الشافعية ).
١٠ - السخاوي في ( الضوء اللامع ).
١١ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ).
١٢ - السيوطي أيضاً في ( نظم العقيان ).
١٣ - السيوطي أيضاً في ( حسن المحاضرة ).
١٤ - الشوكاني في ( البدر الطالع ).
١٥ - شاه ولي الله في ( قرة العينين ).
١٦ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ).
١٧ - صديق حسن خان في ( التاج المكلل ).
توجد ترجمته والنقل عنه والاعتماد عليه في هذه الكتب وغيرها، وقد أوردنا طرفاً من كلمات القوم في التعظيم له والثناء عليه في بعض مجلدات الكتاب، ومن مصادر ترجمته: ذيل طبقات الحفاظ لابن فهد ٣٨٠، الضوء اللامع ٢ / ٣٦ شذرات الذهب ٧ / ٢٧٠، نظم العقيان ٤٥، البدر الطالع ١ / ٨٧ - ٩٢ طبقات الحفاظ ٥٤٧، حسن المحاضرة ١ / ٣٦٣. وللسخاوي: الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الاسلام ابن حجر.
(٨٢)
رواية شهاب الدين أحمد
وعقد شهاب الدين أحمد في ( توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل ) باباً خاصاً برواية حديث مدينة العلم وحديث أنا دار الحكمة، وتحقيق أعلمية سيدنا أمير المؤمنينعليهالسلام ، قال: « الباب الخامس عشر في أن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم وبارك وسلم دار حكمة ومدينة علم وعلي لهما باب، وأنه أعلم الناس بالله
تعالى وأحكامه وآياته، وكلامه بلا ارتياب:
عن مولانا أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم: يا علي إن الله أمرني أن أدنيك فأعلمك لتعي، وأنزلت هذه الآية( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) وأنت أذن واعية لعلمي. رواه الحافظ الامام أبو نعيم في الحلية ، و رواه سلطان الطريقة وبرهان الحقيقة الشيخ شهاب الدين أبو جعفر عمر السهروردي في العوارف بأسناده إلى عبد الله بن الحسن رضي الله تعالى عنهما ولفظه قال: حين نزلت هذه الآية:( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم لعلي رضي الله تعالى عنه: سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي. قال علي كرّم الله تعالى وجهه: فما نسيت شيئاً بعده وما كان لي أن أنسى. قال شيخ المشايخ في زمانه وواحد الأقران في علومه وعرفانه الشيخ زين الدين أبوبكر محمد بن محمد بن علي الخوافي قدس الله تعالى سره: فلذا اختص علي كرّم الله وجهه بمزيد العلم والحكمة حتى قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وقال عمر: لولا علي لهلك عمر.
وعن علي رضي الله تعالى عنه: إن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وبارك وسلّم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، رواه في جامع الأصول وقال: أخرجه الترمذي.
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبارك وسلّم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد بابها فليأت علياً. رواه الزرندي وقال: هذه فضيلة اعترف بها الأصحاب وابتهجوا، وسلكوا طريق الوفاق وانتهجوا. رواه الطبري وقال: أخرجه أبو عمر ولفظه: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه ».
وقال في ذكر أسماء أمير المؤمنينعليهالسلام : « ومنها: ( باب مدينة العلم ). عن عليرضياللهعنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم:
أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه، رواه الطبري من تخريج أبي عمر، وأورده الامام الفقيه المذكور وقال كما في الحديث: واعلم أن الباب سبب لزوال الحائل والمانع من الدخول إلى البيت، فمن أراد الدخول وأتى البيوت من غير أبوابها شق وعسر عليه دخول البيت، فهكذا من طلب العلم ولم يطلب ذلك من عليرضياللهعنه وبيانه، فإنه لا يدرك المقصود، فإنهرضياللهعنه كان صاحب علم وعقل وبيان، ورب من كان عالماً ولا يقدر على البيان والافصاح، وكان عليرضياللهعنه مشهوراً من بين الصحابة بذلك، فباب العلم وروايته واستنباطه من عليرضياللهعنه ، وهو كان باجماع الصحابة مرجوعاً إليه في علمه موثوقاً بفتواه وحكمه، والصحابة كلّهم يراجعونه مهما أشكل عليهم ولا يسبقونه، ومن هذا المعنى قال عمر: لو لا علي لهلك عمر. رضي الله تعالى عنهم ».
وقال: « ومنها ( الفاروق ) وقد تقدّم حديثه قبل ذلك، وإني قد وجدت بخط بعض سادة العلماء والأكابر ما هذه صورته بتحبير المحابر مما قال أمير المؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه على المنبر:
أنا النون والقلم، وأنا النور ومصباح الظلم، أنا الطريق الأقوم، أنا الفاروق الأعظم، أنا عيبة العلم، أنا أوبة الحلم، أنا النبأ العظيم، أنا الصراط المستقيم، أنا وارث العلوم، أنا هيولى النجوم، أنا عمود الاسلام، أنا مكسر الاصنام، أنا ليث الزحام، أنا أنيس الهوام، أنا الفخار الأفخر، أنا الصديق الأكبر، أنا إمام المحشر، أنا ساقي الكوثر، أنا صاحب الرايات، أنا سريرة الخفيات، أنا جامع الآيات، أنا مؤلف الشتات، أنا مفرّج الكربات، أنا دافع الشقاة، أنا حافظ الكلمات، أنا مخاطب الأموات، أنا حلال المشكلات، أنا مزيل الشبهات، أنا صنيعة الغزوات، أنا صاحب المعجزات، أنا الزمام الأطول، أنا محكم المفصل، أنا حافظ القرآن، أنا تبيان الايمان، أنا قسيم الجنان، أنا شاطر النيران، أنا مكلم الثعبان، أنا حاطم الأوثان، أنا حقيقة الأديان، أنا عين الأعيان، أنا قرن الأقران، أنا مذل الشجعان، أنا فارس الفرسان، أنا سؤال
متى، أنا الممدوح بهل أتى، أنا شديد القوى، أنا حامل اللوا، أنا كاشف الردى، أنا بعيد المدى، أنا عصمة الورى، أنا ذكى الوغى، أنا قاتل من بغى، أنا موهوب الشذا، أنا أئمة القذى، أنا صفوة الصفا، أنا كفو الوفا، أنا موضح القضايا، أنا مستودع الوصايا، أنا معدن الإنصاف، أنا محض العفاف، أنا صواب الخلاف، أنا رجل الأعراف، أنا سور المعارف، أنا معارف العوارف، أنا صاحب الاذن، أنا قاتل الجن، أنا يعسوب الدين وصالح المؤمنين وإمام المتقين، أنا أول الصديقين، أنا الحبل المتين، أنا دعامة الدين، أنا صحيفة المؤمن، أنا ذخيرة المهيمن، أنا الحبل المتين، أنا دعامة الدين، أنا صحيفة المؤمن، أنا ذخيرة المهيمن، أنا الامام الامين، أنا الدرع الحصين، أنا الضارب بالسيفين، أنا الطاعن بالرمحين، أنا صاحب بدر وحنين، أنا شقيق الرسول، أنا بعل البتول، أنا سيف الله المسلول، أنا أوام الغليل، أنا شفاء العليل، أنا سؤال المسائل، أنا نجحة الوسائل، أنا قالع الباب، أنا مفرق الاحزاب، أنا سيد العرب، أنا كاشف الكرب، أنا ساقي العطاش، أنا النائم على الفراش، أنا الجوهرة الثمينة، أنا باب المدينة، أنا حكمة الحكمة، أنا واضع الشريعة، أنا حافظ الطريقة، أنا موضح الحقيقة، أنا مطية الوديعة، أنا مبيد الكفرة، أنا أبو الأئمة، أنا الدوحة الأصلية، أنا مفضال الفضيلة، أنا خليفة الرسالة، أنا سميدع البسالة، أنا وارث المختار، أنا ظهير الاطهار، أنا عقاب الكفور، أنا مشكاة النور، أنا جملة الأمور، أنا زهرة النور، أنا بصيرة البصائر، أنا ذخيرة الذخائر، أنا بشارة البشر، أنا الشفيع المشفّع في المحشر، أنا ابن عم البشير النذير، أنا طود الأطواد، أنا جود الأجواد، أنا حلية الخلد، أنا بيضة البلد، أنا صمصام الجهاد، أنا جلسة الآساد، أنا الشاهد المشهود، أنا العهد المعهود، أنا منحة المنائح، أنا صلاح المصالح، أنا غمضة الغوامض، أنا لحظة اللواحظ، أنا عذوبة اللفظ، أنا أعجوبة الحفظ، أنا نفيس النفائس، أنا غياث الضنك، أنا سريع الفتك، أنا رحيب الباع، أنا وقر الأسماع، أنا ارث الوارث، أنا نفثة النافث، أنا جنب الله، أنا وجه الله ».
وقال: « قال الامام الهمام المتفق على علوّ شأنه في العلوم والأعمال، المتسق له دراري الفضل في سلك النظم بألسنة أهل الكمال، الحافظ الورع البارع العالم العامل العارف الكامل بلا شك ومرية، أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصفهاني في كتابه الفائق اللائق المسمى بالحلية:
وسيد القوم، محب الشهود ومحبوب المعبود، باب مدينة الحكم والعلوم ورأس المخاطبات ومستنبط الاشارات، راية المهتدين ونور المطيعين وولي المتقين وامام العادلين، أقدمهم إجابة وإيماناً، وأقومهم قضية وإيقانا، وأعظمهم حلماً وأوفرهم علماً: علي بن أبي طالب رضوان الله تعالى عليه، قدوة المتقين وزينة العارفين المنبئ عن حقائق التوحيد والمشير إلى لوامع علم التفريد، صاحب القلب العقول، واللسان السئول، والاذن الواعي والعهد الوافي، فقأعيون الفتن، ووقى من فنون المحن، فدفع الناكثين ووضع القاسطين ودمغ المارقين ».
كما أورد كلام العز ابن عبد السلام عن لسان حال أمير المؤمنينعليهالسلام وشعر أبي زكريا النووي، وكلام الزرندي في نظم درر السمطين وقد تقدم كلّ واحد في محله.
(٨٣)
إثبات ابن الصباغ
وقد أرسله نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي المكي إرسال المسلَّم بعد ذكر حكم الامامعليهالسلام في قضية الخنثى، قال: « فانظر رحمك الله إلى استخراج أمير المؤمنين عليرضياللهعنه بنور علمه وثاقب فهمه ما أوضح به سبيل السداد وبيّن به طريق الرشاد، وأظهر به جانب الذكورة على الأنوثة من مادة الايجاد وحصلت له هذه المنة الكاملة والنعمة الشاملة بملاحظة النبي عليه
السلام وتربيته إياه وحنّوه عليه وشفقته، فاستعد لقبول الأنوار وتهيّأ لفيض العلوم والأسرار، فصارت الحكمة من ألفاظه ملتقطة والعلوم الظاهرة والباطنة بفؤاده مرتبطة، لم تزل بحار العلوم تتفجر من صدره ويطفو عبابها، حتّى قالصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها »(١) .
ترجمته:
ترجم له نجم الدين عمر بن فهد المكي وعدّه من علماء مكة المكرمة، وأرخ وفاته سنة ٨٥٥، وكذا تلميذه السخاوي(٢) .
وقد وصفه أحمد بن عبد القادر العجيلي في ( ذخيرة المآل ) بأوصاف جليلة مثل « الشيخ » و « الامام » وصرّح بكونه من علماء المالكيّة، ونقل كلماته واعتمد عليها في مواضع من كتابه.
وكذا عبد الله بن محمد المطيري في كتابه ( الرياض الزاهرة في فضل آل بيت النبي وعترته الطاهرة ) وهكذا اعتمد على كتابه ( الفصول المهمة ) ونقل عنه كل من: المولوي إكرام الدين الدهلوي في ( سعادة الكونين ) والبلخي القندوزي في ( ينابيع المودة ) والسمهودي في ( جواهر العقدين ) والحلبي في ( إنسان العيون ) والشيخاني القادري في ( الصراط السوي ) والصفوري في ( نزهة المجالس ) ومحبوب عالم في ( تفسيره ) والصبان في ( إسعاف الراغبين ) والعدوي الحمزاوي في ( مشارق الأنوار ) والشبلنجي في ( نور الأبصار ).
هذا وقد عدّه رشيد الدين خان - تلميذ ( الدهلوي ) - في ( إيضاح لطافة المقال ) في علماء أهل السنة المؤلفين في فضائل أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، إذ ذكره واصفاً إياه بـ « الشيخ الجليل » وذكر كتابه ( الفصول المهمة ). وكفى بذلك حجة قاهرة على ثقته واعتباره، وبيّنة زاهرة على جلالته واشتهاره.
____________________
(١). الفصول المهمة في معرفة الأئمة: ١٩.
(٢). الضوء اللامع ٥ / ٢٨٤.
(٨٤)
إثبات البسطامي الحنفي
وقد أثبت عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أحمد البسطامي الحنفي حديث مدينة العلم في كتابه ( درة المعارف الإِلهية في الأسرار الحرفية ) على ما نقل عنه البلخي حيث قال: « ثم إن الامام علياً كرّم الله وجهه ورث علم الأسرار والحروف من سيدنا ومولانا محمد رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإليه الإِشارة بقولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها »(١) .
ترجمته:
ترجم له السخاوي بقوله: « عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أحمد، أو أحمد ابن علي البسطامي الحنفي، ممن أخذ عن العزّ محمد بن جماعة في سنة بضع وثماني مائة، وتميز في علم الحروف، وله فيه شمس الآفاق في علم الحروف والأوفاق، وكان حيّاً سنة إحدى وأربعين »(٢) .
(٨٥)
إثبات الشّمس الجيلاني
أثبت شمس الدين محمد بن يحيى بن علي الجيلاني اللاهجي النوربخشي
____________________
(١). ينابيع المودة: ٤٠٠.
(٢). الضوء اللامع ٤ / ٢٨٤.
حديث مدينة العلم، ضمن فضائل لأمير المؤمنينعليهالسلام في ( مفاتيح الإِعجاز في شرح گلشن راز) بشرح قوله:
« زهر ساية كه اول گشت حاصل |
در آخر شد يكى ديگر مقابل » |
مفاتيح الاعجاز
وقد ذكر حاجي خليفة كتابه المذكور في شروح « گلشن راز » حيث قال « وشرحه مظفر الدين علي الشيرازي، والشيخ شمس الدين محمد بن يحيى بن علي اللاهجي الجيلاني النوربخشي شرحاً فارسيّاً ممزوجاً سمّاه مفاتيح الاعجاز، بيّضه في ذي الحجة سنة ٨٧٧ »(١) .
(٨٦)
إثبات شمس الدين السخاوي
وقد أثبت شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي المصري وحقّق حديث مدينة العلم في كتابه ( المقاصد الحسنة ) حيث قال:
« حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها، الحاكم في المناقب من مستدركه، والطبراني في معجمه الكبير، وأبو الشيخ ابن حيان في السنة له، وغيرهم، كلّهم من حديث أبي معاوية الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا به بزيادة فمن أراد العلم فليأت الباب.
ورواه الترمذي في المناقب من جامعه، وأبو نعيم في الحلية وغيرهما من حديث عليرضياللهعنه : إن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها.
____________________
(١). كشف الظنون ٢ / ١٥٠٥.
قال الدارقطني في العلل عقب ثانيهما: إنه حديث مضطرب غير ثابت. وقال الترمذي: إنه منكر. وكذا قال شيخه البخاري وقال: إنه ليس له وجه صحيح. وقال يحيى بن معين - فيما حكاه الخطيب في تاريخ بغداد -: إنه كذب لا أصل له. وقال الحاكم - عقب أولهما -: إنه صحيح الاسناد. وأورده ابن الجوزي من هذين الوجهين في الموضوعات، ووافقه الذهبي وغيره على ذلك، وأشار إلى هذا ابن دقيق العيد بقوله: هذا الحديث لم يثبتوه وقيل إنه باطل، وهو مشعر بتوقفه فيما ذهبوا إليه من الحكم بكذبه، بل صرّح العلائي بالتوقّف في الحكم عليه بذلك فقال: وعندي فيه نظر، ثمّ بيّن ما يشهد بصحته، لكون أبي معاوية راوي حديث ابن عباس حدّث به، فزال المحذور ممن هو دونه، قال: وأبو معاوية ثقة حافظ يحتج بافراده كابن عيينة وغيره، فمن حكم على الحديث بالوضع مع ذلك فقد أخطأ، قال: وليس هو من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول، بل هو كحديث أرحم أمتي بأمتي - يعني الماضي -.
وهو صنيع معتمد، فليس هذا الحديث بكذب.
خصوصاً و قد أخرج الديلمي في مسنده بسندٍ ضعيف جدّاً عن ابن عمر مرفوعاً: علي بن أبي طالب باب حطة فمن دخل فيه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً.
ومن حديث أبي ذر رفعه: علي باب علمي ومبيّن لأمتي ما أرسلت به من بعدي حبه إيمان وبغضه نفاق والنظر إليه عبادة.
ومن حديث ابن عباس رفعه: أنا ميزان العلم وعلي كفّتاه والحسن والحسين خيوطه. الحديث.
وأورد صاحب الفردوس - وتبعه ابنه المذكور بلا اسناد - عن ابن عباس رفعه: أنا مدينة العلم وأبوبكر أساسها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعلي بابها.
وعن أنس مرفوعاً: أنا مدينة العلم وعلي بابها ومعاوية حلقتها.
وبالجملة، فكلها ضعيفة، وألفاظ أكثرها ركيكة، وأحسنها حديث ابن عباس بل هو حسن.
و قد روى الترمذي أيضاً والنسائي وابن ماجة وغيرهم من حديث حبشي بن جنادة مرفوعاً: علي مني وأنا من علي لا يؤدّي عني إلّا أنا أو علي »(١) .
ترجمته:
١ - عبد القادر العيدروس اليمني ترجمة مفصلة ذكر فيها شيوخه وتصانيفه وما قيل في حقه من سائر العلماء، وقد وصفه في أول الترجمة بـ « الشيخ العلامة الرحلة الحافظ » وقال: « لم يخلف بعده مثله في مجموع فنونه وأما مقرواته ومسموعاته فكثيرة جدّاً لا تكاد تنحصر، وأخذ عن جماعة لا يحصون، حتى بلغت عدة من أخذ عنه زيادة عن أربعمائة نفس، وأذن له غير واحد بالإفتاء والتدريس والاملاء
وكان شيخه شيخ الاسلام ابن حجر يحبه ويثني عليه وينّوه بذكره ويعرّف بعلوّ فخره، ويرجّحه على سائر جماعته المنسوبين إلى الحديث وصناعته ومما وصفه به بعض الحفاظ: هو والله بقية من رأيت من المشايخ، وأنا وجميع طلبة الحديث بالبلاد الشامية والبلاد المصرية وسائر بلاد الإسلام عيال عليه، والله ما أعلم في الوجود له نظيرا. وقال غيره: هو الآن من الأفراد في علم الحديث الذي اشتهر فيه فضله وليس بعد شيخ الاسلام ابن حجر فيه مثله وقال آخر: هو الذي انعقد على تفرده بالحديث النبوي الاجماع، وانه في كثرة اطلاعه وتحقيقه لفنونه بلغ ما لا يستطاع، ودوّنت تصانيفه واشتهرت، وثبت سيادته في هذا الفن النفيس وتقررت، ولم يخالف أحد من العقلاء في جلالته ووفور ثقته وديانته وأمانته، بل صرحوا بأجمعهم بأنه هو المرجوع إليه في التعديل والتجريح والتحسين والتصحيح، بعد شيخه شيخ الاسلام ابن حجر حامل راية العلوم والأثر ...»(٢) .
____________________
(١). المقاصد الحسنة: ٩٧.
(٢). النور السافر: ١٦.
٢ - فضل الله بن روزبهان في ( شرح الشمائل ) إذ وصفه بـ « الشيخ الامام الرحلة، حافظ العصر مسند مصر، الذي تفرّد في زمانه بعلوّ الإِسناد ورفعة الشأن، حتى أذعن لجلالة قدره أجلة أئمة الدوران ».
٣ - عبد الغفار العدثاني في ( عجالة المراكب وبغية الطالب ) بقوله: « الحافظ الكبير العلم الشهير خاتمة الحفاظ بلا نزاع، ولد بربيع الأول سنة ٨٢١ بالقاهرة إمام جليل القدر وخاتم حفاظ العصر. توفي سنة ٩٠١ بالمدينة الشريفة ».
٤ - الشوكاني ترجمة مفصلة كذلك(١) .
(٨٧)
اثبات الكاشفي الواعظ
ولقد أثبته حسين بن علي الكاشفي المعروف بالواعظ البيهقي في ذكر مولانا أمير المؤمنينعليهالسلام وبيان فضائله ومناقبه من كتابه الشهير ( روضة الشهداء ).
روضة الشهداء
وغير خفي أن كتاب ( روضة الشهداء ) من الكتب المعروفة التي اعتنى بها العلماء قال في ( كشف الظنون ) « روضة الشهداء فارسي لحسين بن علي الكاشفي المعروف بالواعظ البيهقي المتوفى سنة ٩١٠، وترجمه الفضولي محمد بن سليمان البغدادي المتوفى سنة ٩٧٠ وسمّاه حديقة السعداء قال فيه: اقتديت بروضة الشهداء في أصل التأليف وألحقت الفوائد من الكتب، فكان كتاباً مستقلاً كما مر في الحاء، وترجمه أيضاً الجامي المصري المتوفى سنة، وسمّاه سعادت نامه، قال:
____________________
(١). البدر الطالع ٢ / ١٨٤.
اقتفيت اثره غير أني أوردت الآيات والأحاديث في خلال الحكايات »(١) .
(٨٨)
رواية جلال الدين السيوطي
لقد روى جلال الدين السيوطي حديث مدينة العلم وأثبته وحققه في جملة من مصنفاته:
قال في ( القول الجلى ) « الحديث السادس عشر - وعنه - أي علي كرم الله وجهه - إن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. أخرجه أبو نعيم في المعرفة.
الحديث السابع عشر عن جابر: إن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. أخرجه الحاكم وتعقب.
الحديث الثامن عشر - عن ابن عباس: إن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه. أخرجه الطبراني ».
القول الجلي
وقد قال السيوطي في أول كتابه ( القول الجلي ): « وبعد، فهذه نبذة من قطرة من قطرات بحار زاخرة، أوردت فيها يسيراً من المناقب الباهرة، لسيدنا علي كرم الله وجهه، ملقبة بالقول الجلي في فضائل علي، وضمنتها أربعين حديثاً مختصرة متبعة بالعزو لمخرجيها وبعض غريب ألفاظها ومشكل معانيها، والله أسأل أن يتحفني بالقبول، وأن يرزقني ببركة الاستمساك بحب آل البيت أشرف مأمول ».
وقد عدّه ( الدهلوي ) في ( رسالة أصول الحديث ) والمولوي صديق حسن
____________________
(١). كشف الظنون ١ / ٩٢٦.
خان القنوجي في ( الحطة في ذكر الصحاح الستة ) في كتب أحاديث المناقب التي صنّفها كبار المحدثين، حيث قالا - واللفظ للثاني -: « وأحاديث المناقب والمثالب تسمى علم المناقب، وفيها أيضاً تصانيف عديدة متنوعة، وقد أفرز بعض المحدثين مناقب بعضهم عن بعض سيما مناقب الآل والأصحاب لغرض تعلق به، كمناقب قريش، ومناقب الأنصار، ومناقب العشرة المبشرة المسماة بالرياض النضرة في مناقب العشرة المبشرة للمحب الطبري، وذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، وحلبة الكميت في مناقب أهل البيت، والديباج في مناقب الأزواج. وصنفت كتب كثيرة في مناقب الخلفاء الراشدين كالقول الصواب في مناقب عمر ابن الخطاب، والقول الجلي في مناقب علي، وللنسائي رسالة طويلة الذيل في مناقبه كرم الله وجهه، وعليها نال الشهادة في دمشق من أيدي نواصب الشام، لفرط تعصبهم وعداوتهم معهرضياللهعنه ».
وقال السيوطي في ( جمع الجوامع ): « أنا مدينة العلم وعلي بابها ومن أراد العلم فليأت الباب: ك وتعقب عن جابر، ك وتعقب، والخطيب عن ابن عباس.
أنا مدينة العلم وعلي بابها. أبو نعيم في المعرفة عن علي.
أنا مدينة العلم وعلي بابها ومن أراد العلم فليأته من بابه. طب عن ابن عباس »(١)
ورواه في ( الجامع الصغير ) بقوله: « أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. عق عد طب ك »(٢)
وقال في ( الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة ): « حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها. الترمذي من حديث علي وقال منكر، وأنكره البخاري أيضاً، والحاكم في مستدركه من حديث ابن عباس وقال: صحيح، قال الذهبي: بل هو موضوع
____________________
(١). جمع الجوامع ١ / ٣٨٨.
(٢). الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير بشرح المناوي ٣ / ٤٧.
وقال أبو زرعة: كم خلق افتضحوا فيه، وقال يحيى بن معين: لا أصل له، وكذا قال أبو حاتم ويحيى بن سعيد، قال الدارقطني: غير ثابت، وقال ابن دقيق العيد:لم يثبتوه، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات.
وقال الحافظ أبو سعيد العلائي: الصواب أنه حسن باعتبار طرقه لا صحيح ولا ضعيف، فضلاً عن أن يكون موضوعاً.
قلت: وكذا قال شيخ الاسلام ابن حجر في فتوى له، وقد بسطت كلام العلائي وابن حجر في التعقبات التي لي على الموضوعات »(١) .
وقال في ( تاريخ الخلفاء ): « وأخرج البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله، وأخرج الترمذي والحاكم عن علي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها هذا حديث حسن على الصواب لا صحيح كما قال الحاكم ولا موضوع كما قاله جماعة منهم ابن الجوزي والنووي، وقد بيّنت حاله في التعقبات على الموضوعات »(٢) .
وتعقّب في ( النكت البديعات على الموضوعات ) على ابن الجوزي في حكمه بوضعه قائلاً: « حديث ت ك: أنا مدينة العلم وعلي بابها، أورده من حديث علي وابن عباس. قلت: حديث علي أخرجه الترمذي والحاكم، وحديث ابن عباس أخرجه الحاكم والطبراني، وحديث جابر أخرجه الحاكم. وتعقّب الحافظ أبو سعيد العلائي على ابن الجوزي في هذا الحديث بفصل طويل سقته في الأصل وملخّصه أن قال:
هذا الحديث حكم ابن الجوزي وغيره بوضعه، وعندي في ذلك نظر، إلى أن قال: والحاصل أنه ينتهي بطرقه إلى درجة الحسن المحتج به، ولا يكون ضعيفاً فضلاً عن أن يكون موضوعاً. ورأيت فيه فتوى قدّمت للحافظ ابن حجر فكتب عليها: هذا الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك وقال إنه صحيح، وخالفه ابن
____________________
(١). الدرر المنتثرة في الاحاديث المشتهرة: ٢٣.
(٢). تاريخ الخلفاء: ١٧٠.
الجوزي فذكره في الموضوعات وقال: إنه كذب، والصواب خلاف قوليهما معاً، وأن الحديث من قسم الحسن لا يرتقى إلى الصحة ولا ينحط إلى الكذب، وبيان ذلك يستدعي طولاً. ولكنّ هذا هو المعتمد، هذا لفظه بحروفه ».
وكذا فعل في ( اللئالي المصنوعة ) وانتقد حكم ابن الجوزي مستشهداً بكلمات الحاكم والخطيب والعلائي وابن حجر العسقلاني(١) .
وهكذا في ( قوت المغتذي على جامع الترمذي ) حيث شيّد أركانه وأثبته بكلام العلائي وابن حجر المتقدمين في محلّهما.
بل حكم بصحّته في كتاب ( جمع الجوامع ) حيث قال ما نصه: « قال الترمذي وابن جرير معاً: ثنا إسماعيل بن موسى السري أنا محمد بن عمر الرومي عن شريك عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن الصنابحي عن علي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها. حل. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي نسخة: منكر، وروى بعضهم هذا الحديث عن شريك ولم يذكروا فيه عن الصنابحي ولا نعرف هذا الحديث عن أحد من الثقات غير شريك، وفي الباب عن ابن عباس.
وقال ابن جرير: هذا خبر عندنا صحيح، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيماً غير صحيح لعلّتين: إحداهما أنه خبر لا يعرف له مخرج عن علي عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا من هذا الوجه. والأخرى: إن سلمة بن كهيل عندهم ممن لا يثبت بنقله حجة، وقد وافق علياً في رواية هذا الخبر عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم غيره: حدثني محمد بن إسماعيل الفزاري ثنا عبد السلام بن صالح الهروي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها. حدثني إبراهيم بن موسى الرازي - وليس بالفراء - ثنا أبو معاوية بإسناده مثله، هذا الشيخ لا أعرفه ولا سمعت منه غير هذا الحديث انتهى كلام ابن جرير.
____________________
(١). اللئالي المصنوعة ١ / ٣٣٢.
وقد أورد ابن الجوزي في الموضوعات حديث علي وابن عباس وأخرج ك حديث ابن عباس وقال: صحيح الاسناد. وروى خط في تاريخه عن يحيى بن معين أنه سئل عن حديث ابن عباس فقال: هو صحيح. وقال عد في حديث ابن عباس: انه موضوع.
وقال الحافظ صلاح الدين العلائي: قد قال ببطلانه أيضاً الذهبي في الميزان وغيره، ولم يأتوا في ذلك بعلة قادحة سوى دعوى الوضع دفعاً بالصدر. وقال الحافظ ابن حجر في لسانه: هذا الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع، وقال في فتوى له: هذا الحديث أخرجه ك في المستدرك وقال: انه صحيح، وخالفه ابن الجوزي فذكره في الموضوعات وقال انه كذب، والصواب خلاف قوليهما معاً وإن الحديث من قسم الحسن، لا يرتقي إلى الصحة ولا ينحط إلى الكذب، وبيان ذلك يستدعي طولا ولكن هذا هو المعتمد في ذلك انتهى.
وقد كنت أجيب بهذا الجواب دهراً إلى أن وقفت على تصحيح ابن جرير لحديث علي في تهذيب الآثار، مع تصحيح ك لحديث ابن عباس، فاستخرت الله تعالى وجزمت بارتقاء الحديث عن رتبة الحسن إلى مرتبة الصحة. والله أعلم »(١)
وصنّف السيوطي جزء في طرق حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها، كما نص على ذلك في فهرست مصنفاته في الكتب التي صنّفها في فن الحديث وتعلقاته، وقد أورد الفهرست في ترجمته لنفسه في ( حسن المحاضرة ).
ترجمته:
١ - الشعراني ترجمة مطولة في ( لواقح الأنوار ) نلخصها فيما يلي: « ومنهم شيخنا وقدوتنا إلى الله الشيخ جلال الدين السيوطيرحمهالله تعالى، وقد ذكر الشيخ عبد القادر الشاذلي بعض مناقبه في جزء، وها أنا ملخص لك عيونه فأقول
____________________
(١). جمع الجوامع ١ / ٣٨٨.
وبالله التوفيق: كان الشيخ جلال الدينرحمه الله تعالى مجبولاً على الخصال الحميدة الجميلة من صفاء الباطن وسلامة السريرة وحسن الاعتقاد، زاهداً ورعاً مجتهداً في العلم والعمل، وله من المؤلفات أربعمائة وستون مؤلفاً مذكورة في فهرست كتبه من عشر مجلَّدات إلى ما دونها، وانتشرت مؤلفاته في البلاد، وكانرضياللهعنه يقول: قد رزقني الله تعالى التبحّر في سبعة علوم: التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع، وكانرضياللهعنه يقول: قد بلغت مقام الكمال في جميع آلات الاجتهاد المطلق المنتسب، وصرّحت بذلك تحدّثا بنعمة الله تعالى، قال: وأما أنا فأحفظ مائتي ألف حديث، ولو وجدت أكثر لحفظته، ولعلّه لا يوجد على وجه الأرض الآن أكثر من ذلك، وأما الاجتهاد في الفقه فقد ألّفنا فيه كتبا، وكان يقول: ما أجبت قط عن مسألة إلّا وأعددت لها جواباً بين يدي الله عز وجلّ إنْ سئلت عنه.
وكانرضياللهعنه أعلم أهل زمانه بالفقه والحديث وفنونه، حافظاً متفنناً، يعرف غريب ألفاظه واستنباط الأحكام، وكانرضياللهعنه يجتمع بالنبيصلىاللهعليهوآلهوسلم يقظة، ومناقب الشيخ كثيرة مشهورة ».
٢ - العيدروس اليمني « وفي يوم الجمعة وقت العصر تاسع عشر جمادى الأولى، سنة إحدى عشرة توفي الشيخ العلّامة الحافظ أبو الفضل جلال الدين السيوطي المصري الشافعي ووصلت مصنفاته نحو ستمائة مصنف، سوى ما رجع عنه وغسله، وولي المشيخة في مواضع متعددة من القاهرة، ثم إنه زهد في جميع ذلك وانقطع إلى الله بالروضة، وكانت له كرامات وعلم غالبها بعد وفاته »(١) .
٣ - أبو مهدي الثعالبي في ( مقاليد الأسانيد ) بقوله: « هو الامام الحافظ أبو الفضل له التصانيف التي عمّ نفعها وعظم في نفوس ذوي الكمال وقعها، واغتبط بها الشادي والبادي، وانتجع إلى خصيب مرعاها الحاضر والبادي، وقد
____________________
(١). النور السافر عن أخبار القرن العاشر ٥٤ - ٥٨.
أفرد أسماءها في جزء ».
٤ - ووصفه محمد بن يوسفالشامي في أوّل ( سبل الهدى والرشاد ) بـ « شيخنا حافظ الاسلام بقية المجتهدين الأعلام ».
٥ - والمناوي بـ « الحافظ الكبير الامام الجلال »(١) .
٦ - والمقرّي المالكي في ( فتح المتعال في مدح النعال ) بـ « مجدّد المائة التاسعة ومقرب الفوائد الشاسعة الجلال السيوطي ».
٧ - والقشاشي بـ « شيخ الاسلام الحافظ الزاهد الجامع بين العلم والدين السالك سبيل السادة الأقدمين »(٢) .
والجدير بالذّكر: إن السيوطي شيخ مشايخ والد ( الدهلوي ) كما في ( الإرشاد إلى مهمّات الاسناد ) حيث قال: « فصل: قد اتصل سندي والحمد لله بسبعة من المشايخ الجلة الكرام الأئمة القادة الأعلام من المشهورين بالحرمين المحترمين المجمع على فضلهم من بين الخافقين
فصل: سند هؤلاء المشايخ السبعة ينتهي إلى الامامين الحافظين القدوتين الشهيرين بشيخ الاسلام زين الدين زكريا والشيخ جلال الدين السيوطي ».
كما أنه من مشايخه في سلسلة التصوف والخرقة كما في ( الانتباه في سلاسل أولياء الله ) وقد ذكر ذلك ولده ( الدهلوي ) في ( رسالة أصول الحديث ) أيضاً.
(٨٩)
رواية نور الدين السمهودي
وقد رواه نور الدين علي بن عبد الله السمهودي وأثبته إذ قال: « وقد أخرج
____________________
(١). فيض القدير في شرح الجامع الصغير - مقدمة الكتاب.
(٢). السمط المجيد: ٨٦.
ابن السمان عن أبي سعيد الخدريرضياللهعنه أنه سمع عمر يقول لعلي رضي الله عنهما - وقد سأله عن شيء فأجابه ففرّج عنه -: لا أبقاني الله بعدك يا علي. قال الزين العراقي في شرح التقريب في ترجمة عليرضياللهعنه قال عمررضياللهعنه : أقضانا علي، وكان يتعوّذ من معضلة ليس لها أبو حسن. انتهى، وهذا التعوّذ رواه الدارقطني وغيره ولفظه: أعوذ بالله من معضلةٍ ليس لها أبو حسن، وفي رواية له عن أبي سعيد الخدري قال: قدمنا مع عمر مكة ومعه علي بن أبي طالب فذكر له علي شيئاً فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قومٍ لست فيهم يا أبا الحسن قالوا: وإنما لم يولّه شيئاً من البعوث لأنه كان يمسكه عنده لأخذ رأيه ومشاورته. وأخرج الحافظ الذهبي عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: ذكر لعطاء أكان أحد من أصحاب رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم أفقه من علي؟ قال: لا والله ما علمته.
قلت: وهذا وأشباهه مما جاء في فضيلة علي في هذا الباب شاهد لحديث أنا مدينة العلم وعلي بابها، رواه الامام أحمد في الفضائل عن عليرضياللهعنه والحاكم في المناقب من مستدركه، والطبراني في معجمه الكبير، وأبو الشيخ ابن حيان في السنة له، وغيرهم، كلّهم عن ابن عباس مرفوعاً بزيادة: فمن أراد العلم فليأت الباب.
ورواه الترمذي من حديث علي مرفوعاً: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وقال الترمذي عقب هذا: إنه منكر، وكذا قال شيخه البخاري، وقال الحاكم عقب الأول: إنه صحيح الاسناد، وأورده ابن الجوزي مع الثاني في الموضوعات.
وقال الحافظ أبو سعيد العلائي: الصّواب أنه حسن باعتبار طرقه لا صحيح ولا ضعيف، فضلاً عن أن يكون موضوعاً، وكذا قال الحافظ ابن حجر في فتوىً له »(١) .
____________________
(١). جواهر العقدين - مخطوط.
ترجمته:
ترجم له وأثنى عليه واعتمد على كلماته في الكتاب المذكور وغيره جل من تأخر عنه من العلماء الاعلام راجع:
١ - السخاوي في ( الضوء اللامع ).
٢ - جار الله بن فهد المكي في ( ذيل الضوء اللّامع ).
٣ - قطب الدين المكي في ( الإِعلام بأعلام بيت الله الحرام ).
٤ - العيدروس اليمني في ( النور السافر ).
٥ - العدثاني في ( عجالة الراكب وبلغة الطالب ).
٦ - محمد بن يوسف الشامي في ( سبل الهدى والرشاد ).
٧ - ابن باكثير المكي في ( وسيلة المآل ).
٨ - الشيخاني في ( الصراط السوى ).
٩ - عبد الحق الدهلوي في ( جذب القلوب ).
١٠ - الكردي الكوراني في ( بلغة المسير ).
١١ - تاج الدين الدهان في ( كفاية المتطلع ).
١٢ - رضي الدين الشامي في ( تنضيد العقود السنية ).
١٣ - البزرنجي في ( الإِشاعة ) و ( النواقض ).
١٤ - البدخشي في ( مفتاح النجا ).
١٥ - العجيلي في ( ذخيرة المآل ).
١٦ - الشوكاني في ( البدر الطالع ).
١٧ - رشيد الدين الدهلوي في ( إيضاح لطافة المقال ).
١٨ - حيدر علي في ( إزالة الغين ).
وقد أوردنا شطراً من عبارات هؤلاء القوم في مجلد ( حديث الغدير ). وانظر: الضوء اللامع ٥ / ٢٤٥، البدر الطالع ١ / ٤٧٠، النور السافر ٨٥ - ٦٠.
جواهر العقدين:
قال في ( كشف الظنون ): « جواهر العقدين في فضل الشرفين شرف العلم الجلي والنسب العلي، للسيد نور الدين أبي الحسن علي بن عبد الله السمهودي المدني الشافعي المتوفى سنة إحدى عشرة وتسعمائة، وهو مجلد أوله: الحمد لله الذي أعز أوليائه الخ، رتب على قسمين الأول في فضل العلم والعلماء وفيه ثلاثة أبواب، والثاني في فضل أهل البيت النبوي وشرفهم وفيه خمسة عشر بابا، ذكر أنه فرغ من تأليفه سنة ٨٩٨ »(١) .
وقد ذكر رشيد الدين خان كتاب ( جواهر العقدين ) في الكتب التي ألّفها علماء أهل السنة في مناقب أهل البيت النبوي عليهم الصلاة والسلام.
كما يظهر اعتباره من كلام السمهودي نفسه في خطبة الكتاب.
(٩٠)
تصحيح ابن روزبهان
وقد اعترف فضل الله بن روزبهان الخنجي الشيرازي - مع ما هو عليه من التعصب والتعنت - بصحة حديث مدينة العلم، إذ قال في ( ابطال الباطل ) في جواب كلام العلامة الحليرحمهالله واستدلاله بأعلمية أمير المؤمنينعليهالسلام لإِثبات الإِمامة، ثم استشهاده بحديث الترمذي في صحيحه: أنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها.
قال ابن روزبهان: « ما ذكره المصنف من علم أمير المؤمنين فلا شك في أنه من علماء الأمة، والناس محتاجون إليه فيه وكيف لا؟ وهو وصي النبي صلّى الله
____________________
(١). كشف الظنون ١ / ٦١٤.
عليه وسلّم في إبلاغ العلم وبدائع حقائق المعارف، فلا نزاع لأحد فيهٍ. وأمّا ما ذكره من صحيح الترمذي فصحيح ».
وقال بجواب قوله « التاسع عشر: في مسند أحمد بن حنبل وصحيح مسلم قال: لم يكن أحد من أصحاب رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول سلوني إلّا علي بن أبي طالب. و قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها » قال:
« هذا يدل على وفور علمه واستحضاره أجوبة الوقائع واطلاعه على العلوم والمعارف، وكلّ هذه الأمور مسلّمة، ولا دليل على النص ».
فهذا منه اعتراف بصحة حديث مدينة العلم مع ما هو عليه من العناد واللجاج مع الحق وأهله، فالعجب من ( الدهلوي ) كيف تفوّه بالطعن في سند هذا الحديث؟
ترجمته:
ترجم له شمس الدين السخاوي(١) . وأثنى عليه رشيد الدين خان الدهلوي، واعتمد على أقواله في مختلف كتبه، كما نسج على منواله وتبعه في خرافاته حيدر علي صاحب ( منتهى الكلام ) في مواضع من كتابه.
وبالجملة، فهو من أكابر محدثي أهل السنة، ومن مشاهير متكلّميهم، وقد ذكرنا ترجمته في مجلد ( حديث الطير ).
(٩١)
إثبات العز ابن فهد المكي
وقال عز الدين عبد العزيز عمر المعروف بابن فهد الهاشمي المكّي، بترجمة
____________________
(١). الضوء اللّامع ٦ / ١٧١.
مولانا عليعليهالسلام :
« مفرق الكتائب ومفرج النوائب، عضنفر الهيجاء بلا مرية وهزبر المعامع من غير ما فرية، معدن الفضائل وطيب الشمائل، ذي العدل العميم والفضل الجسيم المجمع على كمال سيادته، المتفق على شدة إبائه وفرط شجاعته، ذي السبق والأخوة والمنعة والفتوة، زوج البتول وابن عم الرسول، ليث بني غالب ذي الفضائل والمناقب، أمير المؤمنين علي الذي فضله بين الأنام جلى، عليه من ربّه الرحمة والرضوان ما اختلف الملوان:
ليث الحروب المدره الضرغام من |
بحسامه جاب الدياجي والظلم |
|
صهر الرسول أخوه باب علومه |
أقضى الصحابة ذو الشمائل والشيم |
|
الزهد والورع الشديد شعاره |
ودثاره العدل العميم مع الكرم |
|
في جوده ما البحر ما التيار ما |
كل السيول وما الغوادي والديم |
|
وله الشجاعة والشهامة والحيا |
وكذا الفصاحة والبلاغة والحكم |
|
ما عنتر ما غيره في البأس ما |
أسد الشرى معه إذا الحرب اصطلم |
|
ما نجل ساعدة البليغ لديه ما |
سحبان إن نثر الكلام وإن نظم |
|
حاز الفضائل كلها سبحان من |
من فضله أعطاه ذاك من القدم |
|
نصر الرسول وكم فداه فيا له |
من نجل عم فضله للخلق عم |
|
كل أقر بفضله حقا وذا |
أمر جلي في علي ما انبهم |
|
فعليه منّي ألف ألف تحية |
وعلى الصحابة كلهم أهل الذمم »(١) |
ترجمته:
١ - السخاوي بقوله: « عبد العزيز بن عمر بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد العز أبو فارس وأبو الخير، ابن صاحبنا النجم أبي القاسم الهاشمي المكي الشافعي ويعرف كسلفه « ابن فهد ». برع في الحديث طلباً وضبطاً وأذنت
____________________
(١) غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام - ترجمة أمير المؤمنينعليهالسلام .
له في التدريس والافادة والتحديث، وكذا أذن له الجوجري في تدريس الفقه والنحو والافادة، والمحيوي ضمن جماعة في إقراء الألفية، وليس بعد أبيه ببلاد الحجاز من يدانيه في الحديث، مع المشاركة في الفضائل، وجودة الخط والفهم، وجميل الهيئة وعلي الهمة، والمروة والتخلق بالأوصاف الجميلة، والتقنّع باليسير وإظهار التجمل وعدم التشكي، وهو حسنة من حسنات بلده »(١) .
٢ - ابنهجار الله ابن فهد وقال: « وبعد المؤلف انفرد بها وصار شيخ المحدثين فيها، وأخذ عنه غالب مروياته خلق من أهلها والقادمين عليها »(٢) .
٣ - وقالتاج الدين المكي في كتابه ( كفاية المتطلع ) الذي جمع فيه مرويّات شيخه حسن العجيمي ما نصّه: « الموطأ رواية أبي عبد الرحمن عبد الله بن سلمة القعنبيرحمهالله تعالى - أخبر به عن الامام صفي الدين أحمد بن محمد القشاشي عن الشيخ عبد الرحمن بن عبد القادر بن فهد الهاشمي عن عمه الرحلة محمد جار الله ابن الرحلة عز الدين عبد العزيز ابن الحافظ عمر ابن الحافظ تقي الدين بن فهد قال أخبرني والدي عمر بن فهد مع ابن عمه شيخنا الخطيب محب الدين النويري ».
ويستفاد من هذه العبارة أيضاً كون « عبد العزيز بن فهد » من مشايخ « الشيخ حسن العجيمي » المعلوم كونه أحد السبعة من مشايخ « شاه ولي الله الدهلوي »، فهو إذن من شيوخ مشايخ والد ( الدهلوي ).
____________________
(١). الضوء اللامع ٤ / ٢٢٤.
(٢). ذيل الضوء اللامع. وتوجد ترجمته في شذرات الذهب ٨ / ١٠٠.
(٩٢)
إثبات القسطلاني
ولقد أثبته شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني الشافعي حيث قال في ذكر أسماء الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم : « والذي رأيته في كلام شيخنا في القول البديع، والقاضي عياض في الشفاء، وابن العربي في القبس والاحكام له، وابن سيد الناس، وغيرهم، يزيد على الأربعمائة، وقد سردتها مرتبة على حروف المعجم ».
ثم ذكر في حرف الميم أسماء لهصلىاللهعليهوآلهوسلم منها « مدينة العلم »(١) .
ترجمته:
١ - السخاوي في ( الضوء اللامع ٢ / ١٠٣ ).
٢ - ابن فهد المكي في ( ذيل الضوء اللامع ).
٣ - الشعراني في ( لواقح الأنوار ).
٤ - العيدروس في ( النور السافر: ١١٣ ).
٥ - الثعالبي في ( مقاليد الأسانيد ).
٦ - القشاشي في ( السمط المجيد: ٩٧ ).
٧ - الدهان المكي في ( كفاية المتطلع ).
٨ - الشوكاني في ( البدر الطالع ١ / ١٠٢ ).
____________________
(١). المواهب اللدنية ١ / ١٨٣.
٩ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدّثين ).
١٠ - صدّيق حسن خان في ( اتحاف النبلاء المتقين ).
قال ابن فهد: « كثرت مؤلفاته واشتهرت، منها المواهب اللدنية بالمنح المحمدية عظيم في بابه، وإرشاد الساري على صحيح البخاري مزجاً في أربع مجلّدات، وشرح صحيح مسلم مثله لم يكمله، واشتهر بالصلاح والتقشّف على طريق أهل الفلاح مات في ليلة الجمعة سابع المحرم سنة ٣٩٣ ولم يخلف بعده مثله. نفعنا الله ببركاته ».
(٩٣)
إثبات جلال الدين الدواني
ولقد أثبت جلال الدين محمد بن أسعد الدواني الصديقي حديث مدينة العلم إذ قال في ( شرح الزوراء ) ما نصه: « فأوّل ما أقول: إن لهذه الرسالة شأناً وهو: إني رأيت في منامي - في خارج بغداد ظاهر دار السلام على قرب من شاطئ الزوراء - أمير المؤمنين يعسوب الموحدين علياً كرّم الله وجهه في مبشرة طويلة محصلها: إنه كرم الله وجهه كان ملتفتاً إليّ بنظر العناية، ومعتنياً بشأني بطريق الكلائه، فصار ذلك باعثاً على أن أعلق رسالة معنوية باسمه العالي متبرّكاً به، وأتلوها على روضته المقدسة وقت التشرف بزيارته والاكتحال بنور تراب عتبته، وكنت متردداً في تعيين المقصد في تلك الرسالة، فتارة كنت أعزم أن اكتبها في تحقيق ماهية العلم لمناسبة قول النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، وأخرى يخطر ببالي غير ذلك، ولم يتعين شيء من الخواطر، إلى أن وفّقني الله تعالى للاستسعاد بلثم العتبة القدسية الغروية والمقدسة الحائرية على النبي وعلى ساكنيهما الصلاة والسلام، ثم بعد المراجعة سألني واحد من أصحابي المستعدين
لدرك الحقائق ممن كان له درك رائق وذهن فائق، كريم الشيم والسجايا، حسن الاسم والمسمى، وقد قرأ علي كتاب حكمة الاشراق للشيخ الأجل والحكيم الأكمل شهاب الدين السهروردي، وكنت أقرّر له أثناء مباحثة هذا الكتاب طرفاً من السوانح، وأملي عليه بعضا من اللوائح، أن أجمعها له في رسالة، فصار سؤاله سبباً للإِقدام على هذه الرسالة، فاجتمع مقاصدها في خاطري في أقرب من ساعة وكنت ذاهلاً عن المقصد الأول إلى أن أتممته، فلمـّا نظرت فيها بعد التمام، وجدتها بعينها هي التي كانت ترام، فتيقنت أن نفحات الامداد فيها كانت تهب من باب مدينة العلم، وسفينة الجود المستوي على جودي الحكم والحلم على النّبي وعليه الصلاة والسلام والتحية والإكرام، وسميتها بالزوراء، وهي اسم الدجلة، والمناسبة ظاهرة، مع ما فيه من التلويح إلى أن هذا الفيض من زيارة المشاهد المقدسة والمواقف المونسة، والله تعالى مناح الغيوب فتاح القلوب ».
وقال: « فاجعل ذلك هنا لك تكسر به صولة ما فر طبعك عنه في بدو النظر حتى يأتيك اليقين، وتتصعد إلى الأفق المبين، وترى بعين العيان ما يعجز عنه البيان، وتشرف على حقيقة قول سيدنا النبي المبعوثعليهالسلام لتتميم سائر ما أتت به الأنبياء: النوم أخ الموت، و قول صاحب سرّه وباب مدينة علمهعليهالسلام : الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ».
ترجمته:
١ - السخاوي قائلاً: « محمد بن أسعد مولانا جلال الدين الصديقي الدّواني - بفتح المهملة وتخفيف النون نسبة لقرية من كازرون - الكازروني الشافعي القاضي بإقليم فارس، والمذكور بالعلم الكثير، ممن أخذ عن المحيوي اللاري وحسن ابن البقال، وتقدَّم في العلوم سيما العقليات، وأخذ عنه أهل تلك النواحي، وارتحلوا إليه من الروم وخراسان وما وراء النهر، وسمعت الثناء عليه من جماعة ممن أخذ عني، واستقر به السلطان يعقوب في القضاء، وصنّف الكثير، من
ذلك شرح على شرح التجريد للطوسي عمّ الانتفاع به، وكذا كتب على العضد، مع فصاحة وبلاغة وصلاح وتواضع، هو الآن في سنة سبع وتسعين حي ابن بضع وسبعين »(١) .
٢ - العيدروس قال: « وفي سنة ثمان وعشرين: توفى العلّامة محمد بن أسعد جلال الدين الصديق الدواني »(٢) .
٣ - محمد بن يعقوب الاماسي في ( حاشية روض الأخيار ) وقال: « قد تفوّق في رأس المائة التاسعة في الفنون الحكمية، وتبحّر في العلوم الشرعية من الفقه والحديث والقراءة، وصنّف في التصوف وعلم الأخلاق، ومؤلفاته قريبة إلى مائة. روى العلوم الأدبية والعقلية والحديث والتفسير والفقه، عن والده مولانا أسعد الصديقي المحدّث بالجامع المرشدي بكازرون ».
٤ - الشوكاني وقال: « عالم العجم بأرض فارس، وإمام المعقولات وصاحب المصنفات، أخذ العلم عن المحيوي والبقال، وفاق في جميع العلوم لا سيما العقلية، وأخذ عنه أهل تلك النواحي، وارتحل إليه أهل الروم وخراسان وما وراء النهر، وله شهرة كبيرة وصيت عظيم، وتكاثر تلامذته ...»(٣) .
روايتهم لتصانيفه
وقد روى علماء أهل السنة تصانيف جلال الدين الدواني بأسانيدهم المتصلة، كما هو واضح لمن راجع كتب هذا الشأن مثل ( الأمم لإِيقاظ الهمم ) و ( كفاية المتطلع ) و ( الإِمداد بمعرفة الاسناد ) و ( الدرر السنية فيما علا من الأسانيد الشنوانية ) و ( إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر ) و ( حصر الشارد ).
____________________
(١). الضوء اللامع ٧ / ١٣٣.
(٢). النور السافر ١٣٣ - ١٣٤.
(٣). البدر الطالع ٢ / ١٣٠.
(٩٤)
إثبات الميبدي
وقد أثبت القاضي كمال الدين حسين بن معين الدين اليزدي الميبدي وحقّق حديث مدينة العلم، حيث أورده عن صحيح الترمذي ولفظه: « أنا مدينة العلم وعلي بابها » ونقل بعده قولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : « أنا ميزان الحكمة وعلي لسانه » عن الغزالي، إلى غيرهما من فضائلهعليهالسلام الباهرة ومناقبه المشتهرة »(١) .
ترجمته:
ترجم له كبار العلماء الاعلام ووصفوه بالأوصاف الجميلة الحميدة، وقد ترجمنا له بالتفصيل في مجلد ( حديث التشبيه ).
(٩٥)
إثبات عبد الوهاب البخاري
وقد أثبته عبد الوهاب بن محمد بن رفيع الدين أحمد البخاري في تفسيره ( الأنوري ) بتفسير قوله تعالى( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) إذ قال: « إعلم يا هذا أن الآية لبيان فرضية حبّ أهل البيت على جميع المسلمين إلى
____________________
(١). الفواتح - شرح ديوان امير المؤمنين: ٣.
يوم القيامة صلّى الله على محمد وأهل بيته، فقد روي: أنّها لـمّا نزلت قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وابناهما » ثم قال بعد ذكر نبذة من فضائلهم « عن جابررضياللهعنه قال: أخذ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم بعضد علي وقال: هذا أمير البررة وقاتل الفجرة، مخذول من خذله منصور من نصره، ثمّ مدَّ صوته وقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. رواه ابن المغازلي » ثم قال بعد أحاديث رواها ما نصه: « إعلم يا هذا أن هذه الأحاديث وردت عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم في عليرضياللهعنه ».
ترجمته:
١ - الشيخ عبد الحق الدهلوي في ( أخبار الأخيار ٢٠٦ ).
٢ - السيد محمد ماه عالم في ( تذكرة الابرار - مخطوط ).
(٩٦)
إثبات خواند أمير
وقال غياث الدين بن همام الدين المدعو بخواند أمير في خطبة كتابه ( حبيب السير في أخبار أفراد البشر ): « صلوات الله عليه وسلامه وعلى عترته، سيما وصيه ووارث علمه وخليفته المكرم بتكريم: أنا مدينة العلم وعلي بابها ، المتشرف بتشريف: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، مظهر العجائب ومظهر الغرائب، أمير المؤمنين وإمام المسلمين علي بن أبي طالب ».
حبيب السير
جاء في ( كشف الظنون ): « حبيب السير في أخبار أفراد البشر - فارسي، لغياث الدين بن همام الدين المدعو بخواند أمير، وهو تاريخ كبير من الكتب الممتعة المعتبرة ».
وقد اعتمد عليه العلماء كحسام الدين السهارنفوري في ( المرافض ) و ( الدهلوي ) نفسه في مواضع من ( التحفة )
(٩٧)
إثبات محمد بن يوسف الصالحي الشامي
وقد حكم بحسنه وأثبته محمد بن يوسف الصالحي الشامي في ( سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ) حيث قال في ذكر أسماء النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : « مدينة العلم. روى الترمذي وغيره مرفوعاً: أنا مدينة العلم وعلي بابها. والصواب أنه حديث حسن كما قال الحافظان العلائي وابن حجر، وقد بسط الشيخ الكلام عليه في كتابه تهذيب الموضوعات، وفي النكت ».
ترجمته:
١ - الشعراني في ( لواقح الأنوار ): « ومنهم: الأخ الصالح العالم الزاهد المتمسك بالسنّة المحمّدية: الشيخ محمد الشامي نزيل التربة البرقوتيةرضياللهعنه ، كان عالماً صالحاً متفنناً في العلوم، وألّف السيرة المشهورة التي جمعها من ألف كتاب، وأقبل الناس على كتابتها، ومشى فيها على أنموذج لم يسبق إليه ».
٢ - ووصفهابن حجر المكي في ( الخيرات الحسان ) بـ « الامام العلامة
الصالح الفهامة، الثقة المطلع والحافظ المتتبع، الشيخ محمد الشامي الدمشقي ثم المصري ».
٣ - وقال المفتيصدر الدين خان في ( منتهى المقال ): « قال الشيخ الامام العالم العلامة، أفضل المحققين والمحدّثين محمد الشامي، في باب الدليل على مشروعية السفر، وشدّ الرحال لزيارة سيّدنا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، والرد على من زعم أن شدّ الرحل لزيارتهصلىاللهعليهوآلهوسلم معصية: قد تقدم أنه انعقد الإجماع على تأكّد زيارته ».
٤ - وقال المولويحسن زمان: « وقال العلامة الحافظ الشامي صاحب السيوطي، في السيرة المسماة بسبل الهدى والرشاد في سيرة خير العبادصلىاللهعليهوآلهوسلم : ومشروعية السفر لزيارة قبر النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم الأمجاد قد ألّف فيها الشيخ تقي الدين السبكي، والشيخ كمال الدين ابن الزملكاني، والشيخ أبو داود سليمان كتاب الانتصار، وابن جملة، وغيرهم من الأئمة »(١) .
(٩٨)
تحسين أبي الحسن ابن عرّاق الكناني
وقد حكم بحسنه أبو الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني قال: « حديث أنا دار الحكمة وعلي بابها. ابن بطة نع مرطب حب عد خط. و في لفظ: أنا مدينة الفقه، و آخر: أنا مدينة العلم. وفيه جماعة كثيرة مجروحون ومجاهيل، تعقب بأنه أخرجه الحاكم والترمذي، وقال الحافظ ابن حجر: أخرجه الحاكم وصحّحه، وخالف أبو الفرج ابن الجوزي فذكره في الموضوعات.
والصواب خلاف قوليهما معاً، وأن الحديث من قسم الحسن، لا يرتقي إلى
____________________
(١). القول المستحسن في فخر الحسن. وله ترجمة في شذرات الذهب ٨ / ٢٥٠.
الصحة ولا ينحط إلى الكذب، وبيان ذلك يستدعي طولاً، لكن هذا هو المعتمد. وكذا حسّنه العلائي »(١) .
ترجمته:
١ - رحمة الله السندي في خطبة ( مختصر تنزيه الشريعة ): « شيخنا الامام الحافظ العلامة، عالم المدينة النبوية في زمانه، الشيخ علي بن محمد بن العراق، ولي الخلّاق المشهور في الآفاق ».
٢ - العيدروس: « اعلم أن في قلبي حسرة عظيمة، إذ لم يتيسر لي الوقوف على تواريخ جماعة من الأعيان المشهورين، كطائفة من الأولياء الكرام، وجملة من العلماء الأعلام، مثل شيخ الشيوخ على الاطلاق الشيخ محمد بن عراق وولديه الشيخ الامام العلامة علي والشيخ الفاضل عبد النافع »(١) .
قال: « فكان من كبار أهل العلم وله جملة مصنفات »(٢) .
٣ - الصديق حسن خان القنوجي: في ( أبجد العلوم ): « الشيخ علي بن محمد ابن عراق عالم المدينة المنورة، وخطيب مسجد النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، كان نائباً مناب أبيه في العلم والعمل والتقوى، له تصانيف مفيدة، منها كتاب: تنزيه الشريعة عن الأحاديث الموضوعة، لخصه تلميذه الشيخ رحمة الله السندي، وهو في غاية اللطف من الاختصار ».
وله ترجمة في: شذرات الذهب ٨ / ٣٣٧، الكواكب السائرة ٢ / ١٩٧.
____________________
(١). تنزيه الشريعة ١ / ٣٧٧.
(٢). النور السافر في أعيان القرن العاشر: ٨٤.
(٩٩)
تحسين ابن حجر المكّي
وحكم بحسنه شهاب الدين أحمد بن محمد بن حجر الهيتمي المكي في عدة من مصنفاته:
قال في ( الصواعق ) في أحاديث فضائل عليعليهالسلام : « التاسع - أخرج البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله، والطبراني والحاكم والعقيلي في الضعفاء وابن عدي عن ابن عمر، والترمذي والحاكم عن عليرضياللهعنه ، قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها. وفي رواية: فمن أراد العلم فليأت الباب. و في أخرى عند الترمذي عن علي قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها و في أخرى عند ابن عدي: علي باب علمي
وصوّب بعض محققي المتأخرين المطّلعين من المحدثين أنه حديث حسن ومر الكلام عليه »(١) .
وقال في ( المنح المكية شرح القصيدة الهمزية ) -: « وكعليرضياللهعنه لقولهصلىاللهعليهوآلهوسلم - في الحديث الحسن - خلافاً لمن زعم وضعه - أنا مدينة العلم وعلي بابها، ومن ثمّ قال ابن عباسرضياللهعنه : جميع ما آثرته لكم من التفسير فإنما هو من علي كرّم الله وجهه ».
وقال « إن لهم فيه أربعة آراء: صحيح وهو ما ذهب إليه الحاكم ويوافقه قول الحافظ العلائي وحسن وهو التحقيق، ويوافقه قول شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر: رجاله رجال الصحيح إلّا عبد السلام الهروي فإنه
____________________
(١). الصواعق المحرقة: ٧٣.
ضعيف عندهم انتهى وسبقه الى آخر كلامه الحافظ العلائي فقال: الهروي هذا تكلّموا فيه كثيراً انتهى.
ويعارض ذلك تعقيب أبي زرعة على حديثه، ونقل الحاكم عن يحيى بن معين: أنه وثقه، فثبت أنه حسن مقارب للصحيح بما علمت من قول ابن حجر أنّ رواته كلهم رواة الصحيح إلّا الهروي، وأن الهروي وثّقه جماعة وضعّفه آخرون.
وضعيف أي بناء على رأى من ضعف الهروي.
وموضوع وعليه كثيرون أئمة حفاظ كالقزويني وابن الجوزي، وجزم ببطلان جميع طرقه الذهبي في ميزانه وغيره.
وهؤلاء - وإن كانوا أئمة أجلّاء، لكنهم - تساهلوا تساهلاً كثيراً كما علم مما قررته، وكيف ساغ الحكم بالوضع مع ما تقرر أن رجاله كلّهم رجال الصحيح إلّا واحداً فمختلف فيه، ويجب فيه تأويل كلام القائلين بالوضع، بأنّ ذلك لبعض طرقه لا كلّها، وما أحسن قول بعض الحفاظ في أبي معاوية أحد رواته المتكلم فيهم بما لا يسمع: هو ثقة مأمون من كبار المشايخ وحفاظهم، وقد تفرد به عن الأعمش فكان ما ذا؟ وأي استحالة في أنهصلىاللهعليهوآلهوسلم : يقول مثل هذا في حق علي ...».
وقال في ( تطهير الجنان ) مدافعاً عن معاوية « السادس - خروجه على علي كرّم الله وجهه ومحاربته له، مع أنه الامام الحق بإجماع أهل الحل والعقد والأفضل والأعدل والأعلم بنص الحديث الحسن - لكثرة طرقه، خلافاً لمن زعم وضعه، ولمن زعم صحته، ولمن أطلق حسنه -: أنا مدينة العلم وعلي بابها. قال الأئمة الحفاظ: لم يرد لأحدٍ من الصحابة رضي الله عنهم من الفضائل والمناقب والمزايا ما ورد لعلي كرّم الله وجهه »(١) .
____________________
(١). تطهير الجنان: ٧٤ هامش الصواعق.
قال: « قال ابن عباس: « وهذا - أي كون عليرضياللهعنه يخبر بالأشياء المغيبة فيقع كما أخبر - لما كان رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يخبره - أي بالمغيبات - فيخبر بها علي كرّم الله وجهه كما أخبرهصلىاللهعليهوآلهوسلم : ومن استند إخباره إلى إخبار الصادق لا يكون إلّا صادقاً، وفي هذه منقبة علية جدّاً لعلي كرّم الله وجهه لما أتحفهصلىاللهعليهوآلهوسلم به من العلوم الغيبية، ولذا كان باب مدينة العلم النبوي وأمين السرّ العلوي ».
وفي ( فتاواه ): « وسئلرضياللهعنه : أن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم وأبوبكر أساسها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعلي بابها. هل الحديث صحيح أم لا؟
فأجاب بقوله: الحديث رواه صاحب مسند الفردوس وتبعه ابنه بلا اسناد، عن ابن مسعودرضياللهعنه مرفوعاً، وهو حديث ضعيف، كحديث أنا مدينة العلم وعلي بابها ومعاوية حلقتها، وهو ضعيف أيضاً.
وأما حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فهو حديث حسن، بل قال الحاكم: صحيح - وقول البخاري: ليس له وجه صحيح والترمذي: منكر، وابن معين: كذب، معترض - وان ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وتبعه الذهبي وغيره على ذلك ».
ترجمته:
١ - الشعراني في ( لواقح الأنوار في طبقات الأخيار ).
٢ - الخفاجي في ( ريحانة الألباء ٢١١ - ٢١٢ ).
٣ - العيدروس في ( النور السافر ٢٨٧ - ٢٩٨ ).
٤ - الشرقاوي في ( التحفة البهية في طبقات الشافعية ).
٥ - القاري في ( المرقاة في شرح المشكاة ).
٦ - عبد الحق الدهلوي في ( ما ثبت بالسنة ).
٧ - الدهان المكي في ( كفاية المتطلع ).
٨ - ابن سالم البصري في ( الإِمداد في علوّ الاسناد ).
٩ - الشنواني في ( الدرر السنية في الأسانيد الشنوانية ).
١٠ - ( الدهلوي ) في ( رسالة أصول الحديث ).
ولعبد القادر بن أحمد الفاكهي: ( كتاب في فضائل شيخه ابن حجر الهيتمي ) كما في ( البدر الطالع ١ / ١٠٩ ) بترجمته.
(١٠٠)
رواية المتقي الهندي
وقال علي بن حسام الدين الشهير بالمتقي: « أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. عق، عد، طب، ك، عن ابن عباس، عد، ك عن جابر »(١) .
« أنا مدينة العلم وعلي بابها. أبو نعيم في المعرفة، عن علي.
« أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه. طب، عن ابن عباس »(٢) .
وقال المتقي: « قال الترمذي وابن جرير معاً: ثنا إسماعيل بن موسى السري أنبأ محمد بن عمر الرومي عن شريك عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن الصنابحي عن علي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها. حل. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي نسخة: منكر، وروى بعضهم هذا الحديث عن شريك ولم يذكروا فيه الصنابحي ولم يعرف هذا الحديث
____________________
(١). كنز العمال ١٢ / ٢٠١.
(٢). كنز العمال ١٢ / ٢١٢.
عن أحد من الثقات غير شريك، وفي الباب عن ابن عباس. إنتهى.
وقال ابن جرير: هذا خبر صحيح سنده، وقد يجب أن يكون هذا على مذهب الآخرين سقيماً غير صحيح لعلتين، إحداهما: أنه خبر لا يعرف له مخرج عن علي عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا من هذا الوجه. والأخرى: أن سلمة ابن كهيل عندهم ممن لا يثبت بنقله حجة.
وقد وافق علياً في هذا الخبر عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم غيره: ثنا محمد ابن إبراهيم الفزاري، ثنا عبد السلام بن صالح الهروي، ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها. ثنا إبراهيم بن موسى الرازي - وليس بالفرا - ثنا أبو معاوية بإسناده مثله. هذا الشيخ لا أعرفه ولا سمعت منه غير هذا الحديث. إنتهى كلام ابن جرير.
وقد أورد ابن الجوزي في الموضوعات حديث علي وابن عباس. وأخرج ك حديث ابن عباس وقال: صحيح الإِسناد، وروى خط في تاريخه عن يحيى بن معين: أنه سئل عن حديث ابن عباس فقال: هو صحيح، وقال عد في حديث ابن عباس: إنه موضوع، وقال الحافظ صلاح الدين العلائي: قد قال ببطلانه أيضاً الذهبي في الميزان وغيره، ولم يأتوا في ذلك بعلّة قادحة سوى دعوى الوضع دفعاً بالصّدر.
وقال الحافظ ابن حجر في لسانه: هذا الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم، أقلّ أحوالها أن يكون للحديث أصل، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع. وقال في فتوى: هذا الحديث أخرجه ك في المستدرك وقال: إنه صحيح، وخالفه ابن الجوزي فذكره في الموضوعات وقال: إنه كذب.
والصّواب خلاف قولهما معاً وأن الحديث من قسم الحسن، لا يرتقي إلى الصحة ولا ينحط إلى الكذب، وبيان ذلك يستدعي طولاً، ولكنْ هذا هو المعتمد في ذلك. إنتهى.
وقد كنت أجيب بهذا الجواب دهراً، إلى أن وقفت على تصحيح ابن جرير لحديث علي في تهذيب الآثار مع تصحيح ك لحديث ابن عباس فاستخرت الله وجزمت بارتقاء الحديث عن مرتبة الحسن إلى مرتبة الصحة. والله أعلم »(١) .
ترجمته:
ذكر جماعة ترجمة المتقي وآيات علوّ درجته ومقامه، ومنهم:
١ - عبد الحق الدهلوي في ( أخبار الأخيار ٢٤٥ ).
٢ - العيدروس اليمني في ( النور السافر ٣١٥ ).
٣ - غلام علي آزاد في ( سبحة المرجان ٤٣ ).
٤ - حاجي خليفة في ( كشف الظنون ٢ / ١٥١٨ ).
وللشيخ عبد القادر الفاكهي كتاب ( القول النقي في مناقب المتقي ).
كما للشيخ عبد الوهاب المتقي القادري كتاب ( إتحاف التقي في فضل الشيخ علي المتقي ).
(١٠١)
رواية الوصّابي الشافعي
ورواه إبراهيم بن عبد الله الوصابي اليمني الشافعي في كتاب فضائل أمير المؤمنينعليهالسلام حيث قال: « الباب التاسع في فضل علمهرضياللهعنه وعنه - أي عن عليرضياللهعنه - إن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. أخرجه أبو نعيم في المعرفة »(٢) .
____________________
(١). كنز العمال ١٥ / ١٢٩ - ١٣٠.
(٢). الاكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء - مخطوط.
قال: « وعنه - أي عن ابن عباسرضياللهعنه - قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب، أخرجه الحاكم في المستدرك، والخطيب في المفترق والمتفق »(١)
(١٠٢)
تحسين محمد طاهر الفتني
وقال محمد طاهر الفتني: « أنا مدينة العلم وعلي بابها. أورده من حديث علي وابن عباس وجابر: قلت: قد تعقّب العلائي على ابن الجوزي في حكمه بوضعه، فإنه ينتهي طرقه إلى درجة الحسن، فلا يكون ضعيفاً فضلاً عن أن يكون موضوعاً. وقال ابن حجر: صحّحه الحاكم وخالفه ابن الجوزي فكذّبه، والصواب خلاف قولهما، والحديث حسن لا صحيح ولا كذب »(٢) .
قال: « له متابعات، فمن حكم بكذبه فقد أخطأ »(٣) .
ترجمته:
١ - العيدروس في حوادث سنة ٩٨٦: « وفيها استشهد الرجل الصالح العلامة جمال الدين محمد طاهر الملقّب بملك المحدثين الهنديرحمهالله آمين، على يد المبتدعة من فرقتي الرافضة السبّابة والمهدويّة القتّاله، وسبب ذلك أنه كان يناقرهم ويناظرهم ويريدهم يرجعون إلى الحق، ويتركون ما هم عليه من الضلالة والزندقة، وكان هذا دأبه أبداً، وجرى له معهم وقائع كثيرة وقهرهم في مجالس عديدة، وأظهر فضائحهم وكشف خزعبلاتهم وردعهم، وأدحض حجتهم
____________________
(١). نفس المصدر - مخطوط.
(٢). تذكرة الموضوعات: ٩٥.
(٣). نفس المصدر: ٩٦.
وأبطلها وبالغ في الرد عليهم والتحذير عنهم، حتى قال بكفرهم وجزم بخروجهم من الدين والمنهج القويم وضلالهم عن الصراط المستقيم، وأراد إعدام هذا المذهب القبيح رأساً، وسعى في ذلك سعياً بليغاً، وأراد التوصّل إلى سلطان الزمان لذلك، فاحتالوا عليه حتى قتلوه قبل أن يصل إلى ذلك، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله.
وهو الذي أشار إليهصلىاللهعليهوآلهوسلم بالمزيّة في الرؤيا التي رآها الشيخ المتقي السابقة، وناهيك بها من منقبة عليّة، وكان على قدمٍ من الصلاح والورع والتبحّر في العلم »(١) .
٢ - عبد الحق الدهلوي بمثل ما تقدم(٢) .
٣ - غلام علي آزاد بقوله: « مولانا الشيخ محمد طاهر الفتني هو خادم الأحاديث المقدسة وناصر السنن المؤسسة »(٣) .
٤ - صديق حسن خان القنوجي بقوله: « صار رأساً في العلوم الحديثية والأدبية، ورحل إلى الحرمين الشريفين وأدرك علماءهما ومشايخهما سيما الشيخ علي المتقي وقد ذكر الشيخ عبد الحق الدهلوي ترجمته في أخبار الأخيار، وذكرتها أنا في إتحاف النبلاء، وأيضاً أفردت ترجمته في رسالة مستقلة »(٤) .
(١٠٣)
رواية ميرزا مخدوم الشيرازي
وقد ذكره عباس بن معين الدين الشهير بميرزا مخدوم الجرجاني ثم
____________________
(١). النور السافر ٣٦١.
(٢). أخبار الاخيار: ٢٦٨.
(٣). سبحة المرجان ٤٣ - ٤٤.
(٤). أبجد العلوم ٨٩٥.
الشيرازي في ( نواقض الروافض ) في الفصل الثاني « في فضائل علي بن أبي طالبرضياللهعنه » حديث أورد طائفة من أحاديث فضائله ومناقبهعليهالسلام ، قائلاً: « و عن علي: إن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. أخرجه الترمذي ».
(١٠٤)
رواية العيدروس اليمني
وروى شيخ بن عبد الله العيدروس اليمني حديث مدينة العلم حيث قال:
« وأخرج البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله، والطبراني والحاكم والعقيلي في الضعفاء وابن عدي عن ابن عمر، والترمذي والحاكم عن علي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها. وفي رواية: فمن أراد العلم فليأت الباب، و في أخرى عند الترمذي عن علي: أنا دار الحكمة وعلي بابها و في أخرى عند ابن عدي: علي باب علمي »(١) .
وقد ذكر العيدروس قصيدة ابن جابر الأندلسي مستحسناً إياها بقوله: « ولله درّ ابن جابر الأندلسي حيث قال:
وإن علياً كان سيف رسوله |
وصاحبه السامي لمجد مشيّد |
|
وصهر النبي المجتبى وابن عمه |
أبا الحسنين المحتوي كلَّ سؤدد |
|
وخير نساء الغر زوجته غدت |
وحسبك هذا سؤدد المسوّد |
|
وزوّجه رب السماء من سمائه |
وناهيك تزويجاً من العرش قد بري |
|
فباتا وحلي الزهد خير حلاهما |
وقد آثرا بالزاد من جاء يجتدي |
|
فأثمرت الجنات من حلل ومن |
حلاهما رعيا لذاك التزهد |
____________________
(١). العقد النبوي والسر المصطفوي - مخطوط.
وما ضرّ من قد بات والصوف لبسه |
وفي السندس الغالي سوف يغتدي |
|
وقال رسول الله إني مدينة |
من العلم وهو الباب والباب فاقصد»(١) |
كما أورد قصيدة أبي الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الرحمن السقاف، وقد نظم في أحد أبياتها حديث مدينة العلم وهو ذا:
« ومن سرّ باب العلم أكرم حلة |
علي العلى أكرم بذاك المهذّب »(٢) |
ترجمته:
١ - عبد القادر بن شيخ العيدروس ترجمة مطولة هذا ملخّصها: « وفي ليلة السبت لخمس وعشرين خلت من رمضان سنة تسعين: توفي الشيخ الكبير والعلم الشهير القطب العارف بالله شيخ بن عبد الله العيدروس بأحمدآباد، ودفن بها في صحن داره، وعليه قبة عظيمة، وكان مولده سنة تسع عشرة وتسعمائة ولقد صار بحمد الله شيخ زمانه باتفاق عارفي وقته، وقد ألهم الله أهله حيث سموه شيخاً قبل أوانه ووقته ومن شيوخه شيخ الإسلام الحافظ شهاب الدين ابن حجر الهيثمي المصري، والفقيه الصالح العلّامة عبد الله بن أحمد باقشير الحضرمي، وله من كلٍ منهما إجازة، في جماعة آخرين يكثر عددهم، واجتمع بالعلامة الديبع بزبيد، وأما مقروّاته فكثيرة جداً، ومن تصانيفه العقد النبوي والسر المصطفوي ومناقبه وكراماته ليس هذا محلّها، وقد أفردها غير واحد من العلماء بالتصنيف »(٣) .
٢ - ووصفه الشيخاني القادري لدى النقل عن كتابه بـ « الشيخ الامام والغوث الهمام، بحر الحقائق والمعارف السيد السند والفرد الأمجد الشريف الحسيني »(٤) .
____________________
(١). العقد النبوي والسر المصطفوي - مخطوط.
(٢). نفس المصدر.
(٣). النور السافر ٣٧٢.
(٤). الصراط السوى - مخطوط.
(١٠٥)
رواية جمال الدين المحدّث الشيرازي
وقال جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي المعروف بجمال الدين المحدّث: « الحديث السادس عشر عن جابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم - وفي رواية: أنا دار الحكمة - وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .
وقال المحدّث الشيرازي في مقدمة كتابه: « وبعد: فيقول العبد الفقير إلى الله الغني، عطاء الله بن فضل الله المشتهر بجمال الدين المحدّث الحسيني، أحسن الله أحواله وحقق بجوده العميم آماله: هذه أربعون حديثاً في مناقب أمير المؤمنين وإمام المتقين، ويعسوب المسلمين ورأس الأولياء والصدّيقين، ومبيّن مناهج الحق واليقين، كاسر الأنصاب وهازم الأحزاب، المتصدّق بخاتمه في المحراب، فارس ميدان الطعان والضراب، المخصوص بكرامة الأخوة والانتجاب، المنصوص عليه بأنه لدار الحكمة ومدينة العلم باب، وبفضله واصطفائه نزل الوحي ونطق الكتاب ».
وقد وصفه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه العبارات في صدر كتابه الآخر ( تحفة الأحباء من مناقب آل العبا ).
كما أثبته في كتاب ( روضة الاحباب ) عند بيان مقام أمير المؤمنينعليهالسلام ومنزلته العلمية
____________________
(١). الاربعين في فضائل أمير المؤمنين - مخطوط.
روضة الأحباب
وكتابه ( روضة الأحباب في سيرة النبي والآل والأصحاب ) من الكتب المشتهرة في الآفاق في التاريخ والسيرة، وقد اعتمد عليه المؤرّخون وصرحوا باعتباره واستندوا إلى رواياته، منهم غياث الدين خواند أمير في ( حبيب السير ) والديار بكري في ( الخميس ) وعبد الحق الدهلوي في ( مدارج النبوة ) وشاه ولي الله والد ( الدهلوي ) في ( إزالة الخفا )، وقد ذكره حاجي خليفة في ( كشف الظنون )(١) .
(١٠٦)
إثبات أبي العصمة محمد معصوم السمرقندي
وقد أثبت أبو العصمة محمد معصوم بابا السمرقندي في رسالته ( الفصول الأربعة ) حديث مدينة العلم واحتج به، حيث قال في الفصل الثاني في الجواب على قضية غصب فدك: « وبعد التسليم بصحة ما قيل من شهادة الأمير بذلك، فإنه لا يلزم على القاضي قبول تلك الشهادة، مع أن الشريعة المطهّرة صريحة في عدم قبولها، وهذا من الأدلة على كذب هذه الرواية، إذ لا يتصور من حضرة الأمير كرّم الله وجهه مع اختصاص شرف « أنا مدينة العلم وعلي بابها » به أن يقدم على مثل هذه الشهادة، ومن هذا القبيل شهادة الحسنين رضي الله عنهما ».
(١٠٧)
رواية علي القاري
وقال علي بن سلطان محمد الهروي المعروف بالقاري في ( شرح الفقه
____________________
(١). كشف الظنون ١ / ٩٢٢.
الأكبر ) بشرح قول الماتن « ثم علي بن أبي طالب » ما نصه:
« أي ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي، وهو المرتضى زوج فاطمة الزهرا وابن عم المصطفى، والعالم في الدرجة العليا، والمعضلات التي سأله كبار الصحابة ورجعوا إلى فتواه فيها فضائل كثيرة شهيرة، تحقّق قولهعليهالسلام : أنا مدينة العلم وعلي بابها، و قولهعليهالسلام : أقضاكم علي »(١) .
وقال في ( المرقاة ): « ثم اعلم أن حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها رواه الحاكم في المناقب من مستدركه من حديث ابن عباس وقال: صحيح. وتعقّبه الذهبي فقال: بل هو موضوع، وقال أبو زرعة: كم خلق افتضحوا فيه، وقال يحيى بن معين: لا أصل له، وكذا قال أبو حاتم ويحيى بن سعيد، وقال الدارقطني: ثابت، ورواه الترمذي في المناقب من جامعه وقال: إِنه منكر، وكذا قال البخاري وقال: إنه ليس له وجه صحيح، وأورده ابن الجوري في الموضوعات، وقال ابن دقيق العيد: هذا الحديث لم يثبتوه، وقيل: إنه باطل.
لكن قال الحافظ أبو سعيد العلائي: الصّواب إنه حسن باعتبار طرقه لا صحيح ولا ضعيف، فضلاً عن أن يكون موضوعاً. ذكره الزركشي، وسئل الحافظ العسقلاني عنه فقال: إنه حسن لا صحيح كما قال الحاكم ولا موضوع كما قال ابن الجوزي. وقال السيوطي: وقد بسطت كلام العلائي والعسقلاني في التعقبات التي على الموضوعات »(٢) .
ترجمته:
١ - المحبي: « علي بن محمد السلطان الهروي المعروف بالقاري الحنفي نزيل مكة، وأحد صدور العلم، فرد عصره، الباهر السمت في التحقيق وتنقيح
____________________
(١). شرح الفقه الأكبر: ١١٣.
(٢). المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٥٧١.
العبارات، وشهرته كافية عن الإطراء في وصفه إشتهر ذكره وطار صيته، وألّف التآليف الكثيرة اللطيفة التأدية، المحتوية على الفضائل الجليلة »(١) .
٢ - الشوكاني: « قال العصامي في وصفه: الجامع للعلوم العقلية والنقلية والمتضلّع في السنّة النبوية، أحد جماهير الأعلام ومشاهير أولي الحفظ والأفهام - ثم قال - لكنه امتحن بالاعتراض على الأئمة لا سيّما الشافعي وأصحابه، واعترض على الامام مالك بن أنس في إرساله يديه، ولهذا تجد مؤلَّفاته ليس عليها نور العلم، ولهذا نهى عن مطالعتها كثير من العلماء والأولياء إنتهى.
وأقول: هذا دليل على علوّ منزلته، فإن المجتهد شأنه أن يبيّن ما يخالف الأدلة الصحيحة ويعترضه، سواء كان قائله عظيماً أو حقيراً، فتلك شكاة ظاهر عنك عارها. وكان وفاة صاحب الترجمة سنة ١٠١٤ »(٢) .
٣ - صديق حسن خان القنوجي في ( اتحاف النبلاء ) وقال: « تآليفه مقبولة ومتداولة بين أهل العلم، فما معنى ليس عليها نور العلم؟ ».
وقد اعتمد أقواله واستند إليها كبار العلماء المتأخرين عنه، كالفاضل الرشيد، وشاه سلامة الله، والمولوي حيدر علي. كما أن جماعة رووا كتبه بالأسانيد المتصلة إلى مؤلّفها القاري، كتاج الدين الدّهان، ومحمد عابد السندي
(١٠٨)
رواية عبد الرؤف المناوي
ورواه عبد الرؤف بن تاج العارفين المناوي الشافعي في كتبه ففي
____________________
(١). خلاصة الأثر ٣ / ١٨٥.
(٢). البدر الطالع ١ / ٤٤٥.
( كنوز الحقائق ): « أنا مدينة العلم وعلي بابها. ط »(١) .
وفي ( فيض القدير ) بشرح حديثٍ: « عن باب مدينة العلم وربان سفينة الفهم، سيّد الحنفاء زين الخلفاء، ذي القلب العقول واللسان السؤل بشهادة الرسول، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب القائل فيه المصطفى: من كنت مولاه فعلي مولاه والقائل هو: لو شئت لأوقرت لكم من تفسير الفاتحة سبعين وقراً، والقائل: أنا عبد الله وأخو رسوله والصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلّا كاذب »(٢) .
وقال شارحاً حديث مدينة العلم: « فإن المصطفىصلىاللهعليهوآلهوسلم المدينة الجامعة لمعاني الديانات كلّها، ولا بدّ للمدينة من باب، فأخبر أن بابها هو علي كرّم الله وجهه، فمن أخذ طريقه دخل المدينة ومن أخطأه أخطأ طريق الهدى، وقد شهد له بالأعلمية الموافق والمؤالف والمعادي والمخالف، وخرّج الكلاباذي: إن رجلاً سأل معاوية عن مسألة فقال: سل علياً هو أعلم مني، فقال: أريد جوابك فقال: ويحك كرهت رجلاً كان رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يغره بالعلم غراً، وكان أكابر الصحب يعترفون له بذلك، وكان عمررضياللهعنه يسأله عما أشكل عليه، جاءه رجل فسأله فقال: ههنا علي فاسأله، فقال: أريد أن أسمع منك يا أمير المؤمنين فقال: قم لا أقم الله رجليك، ومحا اسمه من الديوان، وصح عنه من طرق أنه كان يتعوّذ من قوم ليس هو فيهم، حتى أمسكه عنده ولم يولّه شيئا من البعوث لمشاورته في المشكل. وأخرج الحافظ عبد الملك بن سليمان قال: ذكر لعطاء أكان أحد من الصحب أفقه من علي؟ فقال: لا والله. وقال الحرالي: قد علم الأولون والآخرون أن فهم كتاب الله منحصر إلى علم علي، ومن جهل ذلك فقد ضل عن الباب الذي من ورائه، يرفع الله من القلوب
____________________
(١). كنوز الحقائق - هامش الجامع الصغير ١ / ٨٠.
(٢). فيض القدير في شرح الجامع الصغير ١ / ٥١ - ٥٢.
الحجاب حتى يتحقق اليقين الذي لا يتغير بكشف الغطاء. إلى هنا كلامه »(١) .
وقد أفتى بحسن الحديث في ( التيسير ) حيث قال بعد شرحه إياه « وهو حسن باعتبار طرقه لا صحيح ولا ضعيف، فضلاً عن كونه موضوعاً، ووهم ابن الجوزي »(٢) .
ترجمته:
ترجم له المحبي ترجمةً حافلةً هذا ملخّصها: « الامام الكبير، الحجة الثبت القدوة، صاحب التصانيف السائرة، وأجل أهل عصره من غير ارتياب، وكان إماماً فاضلاً زاهداً عابداً، قانتاً خاشعاً له، كثير النفع، وكان متقرباً بحسن العمل مثابراً على التسبيح والأذكار، صابراً صادقاً، وقد جمع من العلوم والمعارف على اختلاف أنواعها وتباين أقسامها ما لم يجتمع في أحدٍ ممّن عاصره. ولّي تدريس المدرسة الصالحية فحسده أهل عصره، وكانوا لا يعرفون مزية علمه لانزوائه عنهم، ولما حضر الدّرس فيها ورد عليه من كلّ مذهب فضلاؤه منتقدين عليه، وشرع في إقراء مختصر المزني، ونصب الجدل في المذاهب، وأتى في تقريره بما لم يسمع من غيره، فأذعنوا لفضله وصار أجلاء العلماء يبادرون لحضوره، وأخذ عنه منهم خلق كثير، وتآليفه كثيرة. وبالجملة، فهو أعظم علماء هذا التاريخ آثاراً، ومؤلفاته غالباً متداولة كثيرة النفع، وللناس عليها تهافت زائد ويتغالون في أثمانها، وأشهرها شرحاه على الجامع الصغير، وشرح السيرة المنظومة للعراقي.
وكانت ولادته في سنة ٩٥٢، وتوفي ١٠٣١ »(٣) .
وقد روى كتبه ونقل عنها كبار العلماء كما في ( مقاليد الأسانيد ) و ( الامداد
____________________
(١). فيض القدير ٣ / ٤٦.
(٢). التيسير في شرح الجامع الصغير ١ / ٣٧٧.
(٣). خلاصة الاثر ٢ / ٤١٢ - ٤١٦.
بمعرفة علوّ الأسناد ) و ( أسانيد أحمد النخلي المكي ) و ( غرة الراشدين ) و ( ازالة الغين ). وقد مدح ( الدهلوي ) كتابه ( فيض القدير ) في ( أصول الحديث ).
(١٠٩)
إثبات الملّا يعقوب البنباني
وقد سلّم الملّا يعقوب البنباني اللّاهوري ثبوت هذا الحديث في ( عقائده ) وان ناقش في مدلوله وسيأتي نص كلامه في محله.
ترجمته:
ترجم له صاحب ( نزهة الخواطر )(١) ووصفه بالشيخ العالم المحدث، أحد الرجال المشهورين في الفقه والحديث والفنون الحكمية، ثم نقل الثناء عليه عن ( الأفق المبين في أحوال المقربين ) و ( مرآة آفتاب نما ) وذكر مؤلفاته وأرخّ وفاته بسنة ١٠٩٨.
وقد نقل ( الدهلوي ) مناقشته في دلالة حديث الثقلين معتمداً عليها في حاشية ( التحفة الاثنا عشرية ). وقد ذكرناها وبيّنا ما فيها في مجلَّد ( حديث الثقلين ).
(١١٠)
إثبات المقري الأندلسي
وقد أثبت أبو العباس أحمد بن محمد المقري الأندلسي حديث مدينة
____________________
(١). نزهة الخواطر ٤ / ٢٨٥.
العلم، إذ نقل الأبيات المذكورة في الوجه (١٠٤) من قصيدة ابن جابر الأندلسي ثم قال « وهذا ما وقفت عليه من هذه القصيدة الفريدة، وليس بيدي الآن ديوان شعره حتى أكتبها بكمالها، فإنها مناسبة لهذا الباب الذي جعلناه ختماً للكتاب، كما لا يخفى »(١) .
ترجمته:
١ - الشهاب الخفاجي: « العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد المقري المغربي المالكي نزيل مصر، فاضل لغر المناقب مشرق، وبدر لعلو همته سار من المغرب للمشرق، وهو رفيق السداد وبيت مجده منتظم الأسباب ثابت الأوتاد، وهو - كما قيل - فيه دمث من غير خفر، ولين جانب من غير خور، ذو رأي يرد اللبن في الضرع والنار في الزند، وله آثار يثنى عليها ثناء النسيم على الند، وأدب امتزج باللطف امتزاج الماء بالخمر، وفيصل حكم رفع به التنازع بين زيد وعمرو، وهو لفقه مالك أكرم سيد مالك، وقد بوّاه الله في الحديث تكرمة بين العلياء والسند، وجدٌّ في إرث المجد بغير كلالة عن أكرم أب وجد »(٢) .
٢ - المحيي: « حافظ المغرب جاحظ البيان، ومن لم ير نظيره في جودة القريحة وصفاء الذهن وقوة البديهة، وكان آية باهرة في علم الكلام والتفسير والحديث، ومعجزاً باهراً في الأدب والمحاضرات، وله المؤلفات الشائعة »(٣) .
٣ - رضي الدين الشامي في ( تنضيد العقود السنية ) بترجمة الشريف المبارك ابن الشريف نامي: « فصل في الحوادث المتعلقة بدولة صاحب الترجمةرحمهالله إلى عام وفاته: ففي سنة ثنتين وأربعين بعد الألف توفي العالم العلامة الشيخ أحمد المقري المالكي صاحب التصانيف الجمة والعلوم الكثيرة، ولد بتلمسان وسكن
____________________
(١). نفح الطيب ٤ / ٦٠٣.
(٢). ريحانة الألبا ٢٩٣ - ٢٩٧.
(٣). خلاصة الأثر ١ / ٣٠٢ - ٣١١.
فاس من أرض المغرب، وأخذ العلم بها، واتسعت معرفته وكملت فضيلته، ورحل إلى الحرمين ومصر والشام وكان واسع الفضل، له مشاركة تامة في سائر العلوم ».
٤ - صديق حسن خان القنوجي بنحو ما تقدم(١) .
والجدير بالذكر أن الشهاب أحمد المقري من شيوخ مشايخ والد ( الدهلوي ) الذين حمد الله باتصال سنده إليهم، ووصفهم « بالمشايخ الأجلة الكرام والأئمة القادة الأعلام، والمشاهير بالحرمين المحترمين، والمجمع على فضلهم من بين الخافقين ».
(١١١)
رواية ابن باكثير المكي
ورواه أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي الشافعي حيث قال: « وعنه - أي عن عليرضياللهعنه - قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه. أخرجه أبو عمرو »(٢) .
ترجمته:
وذكرنا ترجمة ابن باكثير واعتبار كتابه المذكور في مجلد ( حديث الولاية ) ومن مصادر ترجمته: ( خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ١ / ٢٧١ ).
____________________
(١). التاج المكلل: ٣٢٤.
(٢). وسيلة المآل في مناقب الآل - مخطوط.
(١١٢)
رواية الشيخاني القادري
ورواه محمود بن محمد بن علي الشيخاني القادري حيث قال: « روى الامام أحمد في الفضائل والترمذي مرفوعاً: إن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. ولهذا كان ابن عباس يقول: من أتى العلم فليأت الباب وهو عليرضياللهعنه »(١) .
الصراط السوي
ويظهر اعتبار كتاب ( الصراط السوي ) هذا من كلام مؤلّفه في صدره، فإنه قال بعد التحميد والتصلية « أما بعد، فإنّ العمل بغير العلم وبال، والعلم بغير العمل خيال، ولا يقبض العلم إلّا بموت العلماء كما في الحديث المتفق على صحته في رواية عبد الله بن عمر: إن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بموت العلماء، كلّما ذهب عالم ذهب بما معه، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا.
واعلم أن الفحول قد قبضت والوعول قد هلكت، وانقرض زمان العلم وخمدت جمرته وهزمته كرة الجهل وعلت دولته، حتى لم يبق من الكتب التي يعتمد عليها في ذكر الأنساب إلّا بعض الكتب المؤلَّفة التي صنّفها أصحاب البدعة كما ستقف على أسمائها في تضاعيف الكتاب ان شاء الله تعالى، يلوح لك شرارها من
____________________
(١). الصراط السوي في مناقب آل النبي - مخطوط.
بعيد كالسراب، لكونها فارغة عن الصدق والصواب، وذلك إما لاندراس محبة آل بيت النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم من قلوب الصالحين من أهل السنة والعياذ بالله من تلك الفتنة، أو لنقص في الايمان وترداد في اليقين، أو لشين فاحش وكلم في أمر الدين، والدليل على ذلك أني سمعت من جماعة لا يعبأ الله بها أنهم يسبّون الأشراف القاطنين بمكة المشرفة والمدينة المنورة من بني الحسن والحسين فأجبتها بقول القائل:
لو كلّ كلبٍ عوى لقّمته حجراً |
لأصبح الصّخر مثقالاً بدينار |
ثم نودي في سري في الروضة بين القبر الشريف والمنبر بالانتصار لأهل البيت، فشرعت عند ذلك في كتاب أذكر فيه مناقب أهل البيت على ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة على وجه الاختصار، وأذكر فيه إن شاء الله تعالى مع ذكر كل واحد من أئمة أهل البيت من كان معاصراً لهم من أصحابهم وأعدائهم، كما ترى ذلك إن شاء الله تعالى قريباً، وسميته ( الصراط السوي في مناقب آل النبي ) ولقد أجاد من قال ارتجالاً فيه شعراً حسناً:
هذا كتاب نفيس قد حوى درراً |
في مدح آل رسول الله والشرف |
|
أنعم به من كتاب تحفة برزت |
ما مثلها في خبايا الدهر من تحف |
|
فغنّ به صاح واغنم في مطالعه |
واستخرج الجوهر المكنون في الصدف |
|
يزول عنك العنا والهمّ سائره |
وفيه تهدى صراطاً غير مختلف |
|
فهو الصراط السوي في الاسم شهرته |
تأليف محمود تالي منهج السّلف |
|
القادري طريقاً في مسالكه |
الشافعي اتباعاً للعهود وفي » |
(١١٣)
إثبات الشيخ عبد الحق الدهلوي
وقال الشيخ عبد الحق الدهلوي في ( اللمعات في شرح المشكاة ) بصدد
إثبات حديث مدينة العلم ما نصه: « واعلم أن المشهور من لفظ الحديث في هذا المعنى: أنا مدينة العلم وعلي بابها. وقد تكلّم النقّاد فيه، واصله من أبي الصلت وكان شيعياً، وقد تكلّم فيه، وصحّح هذا الحديث الحاكم، وحسّنه الترمذي وضعّفه آخرون، ونسبه إلى الوضع طائفة، ونحن ننقل ما ذكره علماؤنا في ذلك بعباراتهم، وإنْ كانت مشتملة على التكرار فنقول:
قال الشيخ مجد الدين الشيرازي اللغوي صاحب القاموس في نقد الصحيح: حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها، ذكره أبو الفرج ابن الجوزي في الموضوعات من عدّة طرق، وجزم ببطلان الكلّ، وقال مثل ذلك جماعة، وعندي في ذلك نظر كما سنبيّنه، والمشهور بروايته أبو الصلت عبد السّلام بن صالح الهروي عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعبد السلام هذا ضعّفوه جدّاً واتّهم بالرفض.
ومع ذلك فقد روى عباس بن محمد الدوري في سؤالاته عن يحيى بن معين أنه سأله عن أبي الصلت هذا فوثّقه فقال: أليس قد حدّث عن أبي معاوية: أنا مدينة العلم وعلي بابها؟ فقال: قد حدّث به عن أبي معاوية محمد بن جعفر الفيدي. وكذلك روى صالح بن محمد الحافظ الملقب جزرة، وأبو الصلت أحمد ابن محمد بن محرز عن يحيى بن معين أيضاً، وفي رواية أبي الصلت ابن محرز قال يحيى في هذا الحديث: هو من حديث أبي معاوية أخبرني ابن نمير قال حدّث به أبو معاوية قديماً ثم كفَّ عنه، وكان أبو الصلت الهروي رجلاً موسراً يطلب هذه الأحاديث ويكرم المشايخ - يعني فخصّه أبو معاوية بهذا الحديث - فقد برئ عبد السلام عن عهدة هذا الحديث، وأبو معاوية الضرير حافظ يحتجُّ بأفراده كابن عيينة وغيره، وليس هذا الحديث من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول بل هو مثل قولهصلىاللهعليهوآلهوسلم في حديث أرأف أمتي أبوبكر الحديث.
وقد حسّنه الترمذي وصحّحه غيره، ولم يأت من تكلّم على حديث أنا مدينة العلم بجواب عن هذه الروايات الثابتة عن يحيى بن معين، والحكم عليه بالوضع باطل قطعاً، وإنما أمسك أبو معاوية عن روايته شائعاً لغرابته لا لبطلانه، إذ لو
كان كذلك لم يحدّث به أصلاً مع حفظه وإتقانه.
وللحديث طريق اُخرى رواها الترمذي في جامعه عن إسماعيل بن موسى الفزاري عن محمد بن عمر الرومي عن شريك بن عبد الله عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن أبي عبد الله الصنابحي عن عليرضياللهعنه : أن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها. وتابعه أبو مسلم الكجي وغيره على روايته عن محمد بن عمر الرومي. ومحمد هذا روى عنه البخاري في غير الصحيح، ووثّقه ابن حبان وضعّفه أبو داود.
وقال الترمذي بعد سياق الحديث: هذا حديث غريب وقد روى بعضهم هذا عن شريك ولم يذكروا فيه الصنابحي، ولا يعرف هذا عن أحد من الثقات غير شريك.
قلت: فلم يبق الحديث من أفراد الرومي، وشريك احتج به مسلم وعلّق له البخاري ووثّقه ابن معين والعجلي وزاد حسن الحديث، وقال عيسى بن يونس: ما رأيت أحداً قط أورع في علمه من شريك، فعلى هذا يكون مفردة حسناً. ولا يرد عليه رواية من أسقط الصنابحي منه، لأن سويد بن غفلة تابعي مخضرم، روى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وسمع منهم، فيكون ذكر الصنابحي فيه من باب المزيد في متصل الأسانيد.
والحاصل: إن الحديث ينتهي بمجموع طريقي أبي معاوية وشريك إلى درجة الحسن المحتج به ولا يكون ضعيفاً، فضلاً عن أن يكون موضوعاً، ولم أجده لمن ذكره في الموضوعات طعناً مؤثراً في هذين السندين. وبالله التوفيق. إنتهى كلام الشيخ مجد الدين ».
ثم نقل الشيخ عبد الحق الدهلوي كلام السخاوي في ( المقاصد الحسنة ).
وصوّب هذين الكلامين.
وقد فسّر الحديث وبيّن معناه في ( أشعة اللمعات ) وقال: « والأصل في رواية هذا الحديث هو أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، وهو شيعي ولكنّه
صدوق، وكان يكرم المشايخ »(١) .
وقد ذكر « مدينة العلم » في أسماء النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم (٢) ، وهو أيضاً دليل على ثبوت هذا الحديث عنده.
ترجمته:
وتوجد ترجمة الشيخ عبد الحق الدهلوي في الكتب المؤلّفه بتراجم علماء الهند، مثل ( تذكرة الأبرار ) و ( مرآت آفتاب نما ) و ( اتحاف النبلاء ) و ( سبحة المرجان بذكر آثار هندوستان ).
قالغلام علي آزاد: « مولانا الشيخ عبد الحق الدهلوي، هو المتضلّع من الكمال الصوري والمعنوي، والعاشق الصادق من عشاق الجمال النبوي، رزق من الشهرة قسطاً جزيلاً، وأثبت المؤرخون ذكره إجمالاً وتفصيلاً، وفي قبة مزاره بدهلي لوح من الحجر نقشت عليه فذلكة من أحواله بالفارسية، وأنا أترجمها بالعربية: هو من مبادئ الشعور شدّ نطاقه على طاعة الحق وطلب العلم، وقريباً من أوان البلوغ تناول الأكثر من العلوم الدينية، وفرغ من تحصيله كلّها وله اثنان وعشرون سنة، وحفظ القرآن وجلس على مسند الافادة، وفي عنفوان الشباب أخذته جذبة إلهية فقطع علاقة محبته عن الخلّان والأوطان، وتوجّه إلى الحرمين وأقام بتلك الأماكن مدّة، وصحب بها أقطاب الزمان والأولياء الكبار مع بركات وافرة، واستقر به اثنين وخمسين سنة في جمعيّة الظاهر والباطن، واشتغل بتكميل الأولاد والطالبين، ونشر العلوم لا سيما الحديث الشريف، بحيث لم يتيسر مثله لأحد من العلماء السابقين واللاحقين في ديار الهند، وصنّف في العلوم خصوصاً في الحديث كتباً معتبرة اعتنى بها علماء الزمان وجعلوها دستوراً لعملهم، وتصانيفه من الكبار والصغار بلغت مائة مجلّد. ولد في المحرم سنة ٩٥٨ وتوفي سنة ١٠٥٢. تمّت
____________________
(١). أشعة اللمعات ٤ / ٦٦٦.
(٢). مدارج النبوة - فصل اسماء النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم .
الترجمة »(١) .
وقال اللكهنوي: « الشيخ الامام العالم العلامة المحدّث الفقيه شيخ الاسلام وأعلم العلماء الأعلام وحامل راية العلم والعمل في المشايخ الكرام، أول من نشر علم الحديث بأرض الهند تصنيفاً وتدريساً »(٢) .
ومن آيات جلالة عبد الحق الدهلوي وعظمته كونه من شيوخ الشيخ حسن العجيمي، والعجيمي من مشايخ شاه ولي الله الدهلوي السبعة الذين يحمد الله على اتّصال سنده بهم
وقال شاه ولي الله في ( المقدمة السنية ): « ومن عجيب صنع الله أنه كما تراكم في عهد هذين ( يعني أكبر شاه وجهانكير شاه ) من الفتن الدهماء ما لم يرو معشاره في عصور القدماء، فكذلك لم ير مثل عهدهما في اجتماع الأولياء أصحاب الآيات الظاهرة والكرامات الباهرة، والعلماء أصحاب التصانيف المفيدة والتواليف المجيدة، كالسيد عبد الوهاب البخاري، وشاه محمد خيالي صاحب الآيات العجيبة والشيخ عبد العزيز حامل لواء الجشتية في زمانه، والخواجة باقي ناشر الطريقة النقشبندية في أقطار الهند، والشيخ عبد الحق، له شرحان على المشكاة، وشرح على سفر السعادة للشيخ مجد الدين الفيروزآبادي، وله جذب القلوب إلى ديار المحبوب في تاريخ المدينة المنورة، وغيرها من الرسائل المفيدة، كلّهم بمحروسة دهلي ».
(١١٤)
رواية السيد محمد ماه عالم
وقد نصّ السيّد محمد ابن السيد جلال ماه عالم ابن السيد حسن البخاري
____________________
(١). سبحة المرجان: ٥٢.
(٢). نزهة الخواطر ٥ / ٢٠١.
على صحة حديث مدينة العلم، حيث قال في ذكر مناقب أمير المؤمنينعليهالسلام في ( تذكرة الأبرار ): « فضائله أكثر من أن تحصر، ويعجز البيان عن الإِحاطة بكمالاته، تتجلى رفعة نسبه الشريف من الخبر المعتبر عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : « أنا وعلي من نور واحد » وعظمة حسبه من قوله: « أخي في الدنيا والآخرة » ووفور علمه من الحديث الصحيح: « أنا مدينة العلم وعلي بابها » وسعة جوده من قوله تعالى:( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً ) وآثار شجاعته من: « لا فتى إلّا علي ولا سيف إلّا ذو الفقار » وأخبار فضيلته من: « لمبارزة علي بن أبي طالب يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي ».
وفيه: « ذكر سيد السادات: السيد علي ابن السيد جعفر البخاري: ينتهي نسبه إلى باب مدينة العلم عليرضياللهعنه وعن جميع أولاده ».
(١١٥)
إثبات الله بن عبد الرحيم
وقد أثبت الله بن عبد الرحيم بن بينا الحكيم الجشتي العثماني حديث مدينة العلم في كتابه ( سير الأقطاب ) ضمن فضائل أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.
(١١٦)
إثبات عبد الرحمن الجشتي
وكذا أثبت عبد الرحمن بن عبد الرسول بن قاسم الجشتي حديث أنا مدينة
العلم في ( مرآة الأسرار ) بترجمة سيدنا أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.
مرآة الأسرار
وقد اعتمد على كتاب ( مرآة الاسرار ) ونقل عنه شاه ولي الله الدهلوي في ( الانتباه في سلاسل أولياء الله ) ورشيد الدين خان الدهلوي في ( ايضاح لطافة المقال ).
(١١٧)
إثبات الجفري
وقال شيخ بن علي بن محمد الجفري في ( كنز البراهين الكسبية والأسرار الألوهية الغيبية لسادات مشايخ الطريقة العلوية ): « و قالصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ومن أراد العلم فليأت الباب ».
ترجمته:
ذكرنا ترجمة الجفري هذا في مجلد ( حديث الطير ).
(١١٨)
تحسين العزيزي
وقد أفتى بحسنه علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم العزيزي حيث قال:
« أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب » يؤخذ منه أنه
ينبغي للعالم أن يخبر الناس بفضل من عرف فضله، ليأخذوا عنه العلم « عق عد طب ك عن ابن عباس عدك عن جابر » ابن عبد الله. قال الشيخ: حديث حسن لغيره، أي باعتبار طرقه »(١) .
ترجمته:
ترجم له محمد أمين المحبي بقوله: « علي العزيزي البولاقي الشافعي، كان إماماً فقيهاً محدّثاً حافظاً متقناً ذكياً، سريع الحفظ بعيد النسيان، مواظباً على النظر والتحصيل، كثير التلاوة سريعها، متودّداً متواضعاً، كثير الاشتغال بالعلم، محبّاً لأهله خصوصاً أهل الحديث، حسن الخلق والمحاضرة، مشاراً إليه في العلم، شارك النور الشبراملسي في كثير من شيوخه وأخذ عنه واستفاد منه، وكان يلازمه في دروسه الأصليّة والفرعيّة وفنون العربية، وله مؤلفات كثيرة نقله فيها يزيد على تصرفه، منها: شرح على الجامع الصغير للسيوطي في مجلّدات، وحاشية على شرح التحرير للقاضي زكريا، وحاشية على شرح الغاية لابن قاسم في نحو سبعين كراسة، وأخرى على شرحها للخطيب، وكانت وفاته ببولاق في سنة سبعين وألف وبها دفن، والعزيزي بفتحة ومعجمتين مكسورتين بينهما ياء تحتية نسبة للعزيزية من الشرقية بمصر »(٢) .
(١١٩)
إثبات النور الشبراملسي
وقال أبو الضياء نور الدين علي بن علي الشبراملسي القاهري الشافعي في
____________________
(١). السراج المنير في شرح الجامع الصغير ٢ / ٦٣.
(٢). خلاصة الاثر ٣ / ٢٠١.
حاشيته على ( المواهب اللّدنية ) المسماة بـ ( تيسير المطالب السنية ) في ذكر أسماء النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم « قوله: « مدينة العلم » روى الترمذي وغيره مرفوعاً: أنا مدينة العلم وعلي بابها. والصواب أنه حديث حسن كما قاله الحافظ العلائي وابن حجر ».
ترجمته:
١ - المحبي بقوله: « علي بن علي أبو الضيا نور الدين الشبراملسي الشافعي القاهري، خاتمة المحققين وولي الله تعالى، محررّ العلوم النقلية وأعلم أهل زمانه، لم يأت مثله في دقة النظر وجودة الفهم وسرعة استخراج الأحكام من عبارات العلماء، وقوة التأني في البحث واللطف والحلم والإِنصاف، بحيث أنه لم يعهد منه أنه أساء إلى أحد من الطلبة بكلمةٍ حصل له منها تعب، بل كان غاية ما يقول إذا تغيّر من أحد من تلامذته: الله يصلح حالك يا فلان، وكان شيخاً جليلاً عالماً عاملاً، وكان زاهداً في الدنيا، لا يعرف أحوال أهلها ولا يتردّد إلى أحد منهم إلّا في شفاعة خير، وكان إذا مرَّ في السوق تتزاحم الناس مسلمها وكافرها على تقبيل يده، ولم ينكر أحد من علماء عصره وأقرانه فضله، بل جميع العلماء إذا أشكلت عليهم مسألة يراجعونه فيها فيبيّنها لهم على أحسن وجه وأتمّه.
وقال فيه العلامة سريّ الدين الدروري: لا يكلّمه أحد إلّا علاه في كلّ فن، وكان يقول: ما في الجامع إلّا الأعمى ويشير إليه، وكان سريّ الدين هذا فريد عصره في العلوم النظرية.
... ولازمه لأخذ العلم عنه أكابر علماء عصره، كالشيخ شرف الدين ابن شيخ الإسلام، والشيخ زين العابدين، ومحمد البهوتي الحنبلي، ويس الحمصي ومنصور الطوخي، وعبد الرحمن المحلي، والشهاب البشبيشي، والسيد أحمد الحموي، وعبد الرزاق الزرقاني، وغيرهم ممّن لا يحصى ولم يشتهر من مؤلّفاته إلّا حاشيته على المواهب اللّدنية في خمس مجلَّدات ضخام »(١) .
____________________
(١). خلاصة الأثر ٣ / ١٧٤ - ١٧٧.
٢ - الشرقاوي في ( التحفة البهيّة في طبقات الشافعية ) بقوله: « شيخ مشايخ الاسلام، ملك العلماء الأعلام، الشيخ نور الدين علي الشبراملسي المكنى بأبي الضيا، كانرضياللهعنه على خلقٍ عظيم ونفع عميم، وكان في التواضع والأدب وعدم دعوى العلم على جانب عظيم، ولم يزل يطلب العلم على مشايخه ويحضر دروسهم حتى قال له الشيخ محمد الشوبري: إلى متى تطلب العلم على المشايخ وتحضر دروسهم، ألزمتك بالجلوس لإِقراء العلم في الدروس ونفع الطلبة. فامتثل كلامه وقرأ العلم وانتفع الناس به، وألَّف كتباً كثيرة
وكان إماماً في سائر العلوم الشرعية والعقلية من فقهٍ وحديثٍ وتفسيرٍ وأصولٍ ومعانٍ وبيانٍ ونحوٍ وصرفٍ وقراآت وغير ذلك من العلوم الدينية، وكان الغالب عليه علم الوهب اللّدني.
توفي يوم الخميس ثامن عشر شوال من شهور سنة ١٠٨٧، ودفن بتربة المجاورين، بجواز تربة الشيخ حسن الشرنبلاني ».
٣ - رضي الدين الشامي في ( تنضيد العقود السنية ) في حوادث السنة المذكورة: « وفي هذه السنة توفي العالم العلّامة شيخ الاسلام نور الدين بن علي الشبراملسي. كان رئيس العلماء ومقدّم الفضلاء، وانتهت إليه رياسة العلم بمصر وغيرها ».
كما ذكر اسمه في كتب الإِجازات والشيوخ بكل احترام وتبجيل مثل ( كفاية المتطلع ) و ( الإِمداد بمعرفة علوّ الإِسناد ) و ( رسالة الشيخ أحمد النخلي )
(١٢٠)
إثبات التاج السنبهلي
وقد أثبته الشيخ تاج الدين السنبهلي في رسالة له في ( الأشغال النقشبندية ) حيث ذكر شيوخه في الطريقة قائلاً:
« وهذه الطريقة العلية النقشبندية أخذها الفقير الحقير الكامل في النقصان، والعاجز في معرفة الرحمن تاج الدين السنبهلي، عن مهدي الزمان الخواجا محمد الباقي، وهو أخذها عن المولى خواجكي أمكنكي وهو أخذها عن المولى درويش محمد، وهو عن المولى محمد الزاهد، وهو عن الغوث الأعظم الخواجا عبيد الله أحرار، وهو عن شيخ الشيوخ يعقوب الجرخي وهو عن الخواجا الكبير الخواجة بهاء الدين المعروف بنقشبند، وهو عن السيد أمير كلال، وهو عن الخواجا محمد بابا سهامي، وهو عن حضرة العزيزان الخواجا علي الرامتيني، وهو عن الخواجا محمود الخيرفعنوي، وهو عن الخواجا ريوكري وهو عن الخواجة عبد الخالق الغجدواني، وهو عن الشيخ يوسف بن يعقوب بن أيوب الهمداني، وهو عن أبي علي الفارمدي، وهو عن أبي الحسن الخرقاني.
والشيخ أبو علي له نسبة الخدمة [ الخرقة ] والصحبة والاستفاضة بالشيخ أبي القاسم الكركاني أيضاً، وحيث كان عند المحققين أن الشيوخ ثلاثة: شيخ الخرقة وشيخ الذكر وشيخ الصحبة. وشيخ الصحبة أتم وأكمل في الارتباط وهو الشيخ الحقيقي، لا جرم أوردنا نسبة الشيخ أبي القاسم الذي انتهى بها السلوك للشيخ أبي علي، وبين الشيخ أبي القاسم إلى الإِمام علي بن موسى الرضا ست وسائط: الشيخ أبو عثمان المغربي، وأبو علي الكاتب، وأبو علي الرودباري، وسيد الطائفة الجنيد البغدادي، والسري السقطي، ومعروف الكرخي،رضياللهعنه تعالى عنهم.
ولمعروف قدّس الله سرّه نسبة أخرى يتصل بها إلى داود الطائي عن حبيب العجمي، عن الحسن البصري قدس الله أسرارهم، وتمام نسبته إلى باب مدينة العلم معروف ومشهور.
وها أنا الآن أرجع إلى رأس الكلام فاعلم: أن الشيخ أبا الحسن الخرقاني أخذ عن روحانية أبي يزيد البسطامي، كنسبة أويس قدس الله سره من منبع الأنوار عليه أفضل الصلاة والسلام وأكمل التحيات، وهكذا نسبة سلطان
العارفين إلى روحانية جعفر الصادق، والمعروف من خدمته وصحبته غير صحيح، والإِمام جعفر الصادق مع وجود أنوار وراثة آبائه الكرام يتصل لجدّه لأُمه القاسم ابن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهم، وهو من الفقهاء السبعة في التابعين، كان من أكملهم في علم الظاهر والباطن، وهو منسوب إلى سلمان الفارسيرضياللهعنه ، وسلمان مع تشرّفه بصحبة النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم أخذ الطريقة عن الصدّيق رضي الله تعالى عنه، وهو عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، والطريقة الأُخرى للامام جعفر أباً عن جدٍ إلى باب مدينة العلم معروفة ».
السنبهلي و رسالته:
ورسالة السنبهلي هذه من الرسائل المعتبرة لدى أهل السنة، قال شاه ولي الله والد ( الدهلوي ) في ( الانتباه في سلاسل أولياء الله ): « يقول كاتب الحروف: إن للشيخ تاج الدين السنبهلي خليفة حضرة الخواجا محمد باقي رسالة وجيزة في باب الأشغال النقشبندية، وكان والدي العظيم يمدحها جدّاً، وكان قد استنسخها بخطه عن نسخة لبعض أصحاب الشيخ تاج الدين، وكان يرشد الطالبين إلى العمل بها، ولقد قرأتها عنده بحثاً ودراية، وقد أحببت ذكرها هنا كاملة، وبالله التوفيق » ثم ذكر شاه ولي الله الرسالة بكاملها في كتابه.
ومن مفاخر السنبهلي - هذا - كونه من مشايخ شاه ولي الله في الطريقة، بل هو من مشايخ عبد الله بن سالم البصري الذي هو أحد المشايخ السبعة الذين يفتخر ولي الله الدهلوي باتصال سنده إليهم، ويثني عليهم غاية الثناء في ( الانتباه ).
(١٢١)
رواية الكردي الكوراني
وقال إبراهيم بن حسن الكردي الكوراني الشهرزوري الشافعي في كتاب ( النبراس لكشف الإِلتباس الواقع في الأساس ) ما نصه:
« والصلاة والسلام على محمد النبي المختار لتبليغ الرسالة إلى الثقلين لاستيداء شكر نعمته، وعلى أخيه ووصيه وباب مدينة علمه المنزّل منزلة هارون إلّا النبوة و ولي عهده بعده في أمته.
أمّا أخوّته ففي قولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنت أخي في الدنيا والآخرة. رواه الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وأما أنه باب مدينة علمه ففي قولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، رواه البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله، والترمذي والحاكم عن علي.
وأمّا أنّه منزَّل منزلة هارون ففي قولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، رواه الشيخان عن سعد بن أبي وقاص، والامام أحمد والبزار عن أبي سعيد الخدري، والطبراني عن أسماء بنت عميس، وأم سلمة، وابن عمر، وابن عباس، وجابر بن سمرة، وعلي، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم.
واحتج المؤلَّف بهذا الحديث على إمامة علي رضي الله تعالى عنه في الفصل الثالث من كتاب الإِمامة، وسيجيء الكلام عليه إنْ شاء الله تعالى، وإنه لا دلالة فيه على ما ذكروه ».
ترجمته:
١ - المرادي: « إبراهيم بن حسن الكوراني الشهرزوري الشهراني الشافعي، نزيل المدينة المنورة، الشيخ الامام العالم العلّامة خاتمة المحققين عمدة المسندين، العارف بالله تعالى، صاحب المؤلَّفات العديدة، الصوفي النقشبندي المحقق المدقّق، الأثري المسند النسابة أبو الوقت برهان الدين، ولد في شوال سنة خمس وعشرين، وألف وطلب العلم بنفسه، ورحل إلى المدينة المنورة وتوطّنها وأخذ بها عن جماعة من صدور العلماء، واشتهر ذكره وعلا قدره، وهرعت إليه الطالبون من البلدان القاصية للأخذ والتلقّي عنه، ودرّس بالمسجد الشريف النبوي، وألَّف مؤلفاتٍ نافعة عديدة تنوف عن المائة، وكان جبلاً من جبال العلم، بحراً من بحور العرفان. توفي يوم الأربعاء بعد العصر ثامن عشري شهر ربيع الثاني سنة إحدى ومائة وألف، بمنزلة ظاهر المدينة المنورة، ودفن بالبقيعرحمهالله تعالى »(١) .
٢ - الشيخ أحمد النخلي في ( رسالته في الأسانيد ) في ذكر شيوخه: « ومنهم العالم العلّامة الحبر الهمام، من حكت أفكاره في صحة الاستنباط المتقدمين في جميع الفنون، فكانت مصنفاته جديرة بأن تكتب بماء العيون، وأن يبذل في تحصيلها المال والأهل والبنون: الشيخ برهان الدين أبو الفضائل إبراهيم بن حسن الكردي الكوراني الشافعي الصوفي، نزيل المدينة المشرفة وعالمها، نفعنا الله تعالى به والمسلمين، ورحمه رحمة واسعة في الدنيا والآخرة. آمين »(٢) .
٣ - سالم البصري في ( الإِمداد بمعرفة علوّ الاسناد ) في ذكر مشايخ والده قائلاً: « ومنهم: العلّامة المحقق إبراهيم بن حسن الكوراني المدني ».
٤ - فخر الدين الاورنقابادي لدى النقل عنه « قال زبدة المحدثين عمدة المحققين، مشيّد قواعد الطريقة، الجامع بين الشريعة والحقيقة، سالك الصراط
____________________
(١). سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر ١ / ٥.
(٢). بغية الطالبين: ٤٥.
المستقيم، الشيخ إبراهيم الكردي، شيخ شيخ صاحب المقامات العلية والكرامات الجلية الشيخ ولي الله المحدِّث، سلمه الله تعالى وأبقاه، في فن الحديث ».
٥ - المولوي حسن زمان في كتابه ( فخر الحسن ): « والكردي هذا كان آية من آيات الله تعالى في الأصلين والفروع الفقهية وعلوم الصوفيّة، وكان في عصره إليه النظر والإِشارة في أقطار الأرض كلّها في سائر ما ذكر، وكانت ترد عليه المسائل من الخافقين فيجيب عنها ويجعلها رسائل، وله في جميع هذه الفنون تحرير كثير عديم النظير تعرف منها براعة علمه وغزارة فضله »
هذا، والكردي من مشايخ شاه ولي الله الدهلوي، وهذا نص كلامه في ( الارشاد إلى مهمات الاسناد ): « فصل - قد اتصل سندي والحمد لله بسبعة من المشايخ الجلّة الكرام، الأئمة القادة الأعلام، من المشهورين بالحرمين المحترمين، المجمع على فضلهم من بين الخافقين: الشيخ محمد بن العلاء البابلي، والشيخ عيسى المغربي الجعفري، والشيخ محمد بن محمد بن سليمان الرداني المغربي، والشيخ إبراهيم بن الحسن الكردي المدني، والشيخ حسن بن علي العجيمي المكي، والشيخ أحمد بن محمد النخلي المكي، والشيخ عبد الله بن سالم البصري ثم المكي، ولكل واحد منهم رسالة جمع هو فيها أو جمع له فيها أسانيده المتنوعة في علوم شتى ».
والجدير بالذكر: إن ( الدهلوي ) قد استند إلى كلام للكردي - هذا - في كتابه ( التحفة ) في الجواب عن الاستدلال بقوله تعالى( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ ) الآية.
فاستدلاله بكلامه هناك وإعراضه عن كلامه هنا بالنسبة إلى حديث مدينة العلم عجيب.
(١٢٢)
إثبات الكردي البصري
ولقد أثبت الشيخ إسماعيل بن سليمان الكردي البصري حديث مدينة العلم جازماً به، في كتابه ( جلاء النظر في دفع شبهات ابن حجر ) بصدد إبطال نسبة ابن تيمية الناصب العنيد الخطأ إلى أمير المؤمنينعليهالسلام ، وهذا نص عبارته بعد كلامه له:
« وإيّاك والاغترار بظواهر الآثار والأحوال من التزيّى بزي آثار الفقر، كلبس المرقعات وحمل العكاز وغير ذلك، لأنها ليست نافعة لمن اتصف بها وهو ليس على شيء من المعرفة بالله، بل قد يكون المتّصف بها صاحب انتقاد على المشايخ بنظره إلى نفسه، حيث أنه يرى حقيقة الأمر عنده دون غيره، وكثير من أهل هذا الشأن هلكوا في أودية الحيرة، لأنهم اعتراهم الجهل المركّب فلا يدرون ولا يدرون أنهم لا يدرون، كابن تيمية، وابن المقري، والسعد التفتازاني، وابن حجر العسقلاني وغيرهم، فإن اعتراضهم على معاصريهم وعلى من سبق من الموتى دال على حصرهم طريق الحق عندهم لا غير.
وقد زاد ابن تيمية بأشياء، ومن جملتها ما ذكره الفقيه ابن حجر الهيتميرحمهالله في فتاواه الحديثية عن بعض أجلاء عصره: إنه سمعه يقول - وهو على منبر جامع الجبل بالصالحية - أن سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه له غلطات، وأيّ غلطات، وأن سيدنا عليرضياللهعنه أخطأ في أكثر من ثلاثمائة مكان، فيا ليت شعري من أن يحصل لك الصواب إذ أخطأ عمر وعلي رضي الله عنهما بزعمك؟
أما سمعت قول النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم في حق سيدنا عليرضياللهعنه : أنا مدينة العلم وعلي بابها؟ ».
(١٢٣)
رواية الزرقاني المالكي
وقال محمد بن عبد الباقي بن يوسف الأزهري الزرقاني المالكي، بشرح أسماء النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم :
« مدينة العلم. كما قالصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، رواه الترمذي والحاكم وصحّحه وغيرهما عن علي، والحاكم أيضاً والطبراني وأبو الشيخ وغيرهم عن ابن عباس. والصّواب أنه حديث حسن كما قاله الحفاظان العلائي وابن حجر، لا موضوع كما زعم ابن الجوزي، ولا صحيح كما قال الحاكم، لكن في المحدّثين من يسمي الحسن صحيحاً »(١) .
ترجمته:
ترجم له المرادي قائلاً « محمد الزرقاني ابن عبد الباقي بن يوسف الأزهري المالكي الشهير بالزرقاني، الامام المحدِّث والناسك النحرير الفقيه العلّامة، أخذ عن والده وعن النور علي الشبراملسي، وعن الشيخ محمد البابلي وغيرهم، وله من المؤلّفات: شرح على الموطأ، وشرح على المواهب وغير ذلك. وأخذ عن الشيخ محمد بن خليل العجلوني الدمشقي، والجمال عبد الله الشبراويّ. وكانت وفاته سنة ١١٢٢ رحمه الله تعالى »(٢) .
____________________
(١). شرح المواهب اللدنية ٣ / ١٤٣.
(٢). سلك الدرر ٤ / ٣٢ - ٣٣.
شرح المواهب
قال في ( كشف الظنون ): « وشرح المواهب المولى العلامة خاتمة المحدّثين محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني المصري المالكي المتوفى سنة ١١٢٢، شرحا حافلا في أربعة مجلّدات، جمع فيه أكثر الأحاديث المرويّة في شمائل المصطفى صلّى الله تعالى عليه وسلّم وسيره وصفاته الشريفة، جزاه الله خيرا ورحمه رحمة واسعة »(١) .
وقد ذكره زيني دحلان في مصادر ( سيرته ) ونصّ على أن « هذه الكتب هي أصح الكتب المؤلَّفة في هذا الشأن ».
كما أشار مؤلفه الزرقاني في صدر الكتاب باعتباره
(١٢٤)
إثبات سالم البصري
وقال سالم بن عبد الله بن سالم البصري الشافعي في ( الامداد بمعرفة علوّ الاسناد ):
« وأمّا سلسلة الطريقة النقشبندية فقد أخذها الشيخ الوالد حفظه الله تعالى عن شيخه عبد الله باقشير، وهو أخذها عن الشيخ العارف تاج الدين العثماني النقشبندي وهو عن الخواجا محمد باقي » إلى آخر ما تقدم في الوجه (١٢٠).
ترجمته:
والشيخ سالم بن عبد الله البصري من مشايخ إجازات كبار العلماء،
____________________
(١). كشف الظنون ٢ / ١٨٩٦.
كالشيخ محمد بن محمد الأمير الأزهري المالكي كما في ( رسالة أسانيده ) وشاه ولي الله الدهلوي كما في ( الإِرشاد إلى مهمات الاسناد )، والشوكاني كما في ( إتحاف الأكابر بأسناد الدفاتر ). وغيرهم.
(١٢٥)
إثبات البرزنجي المدني
وقال محمد بن عبد الرسول البرزنجي الكردي المدني في ( الاشاعة في أشراط الساعة ) بعد نقل الحكاية الموضوعة في تعلم الخضر من أبي حنيفة عن كتاب ( المشرب الوردي في مذهب المهدي لعلي القاري ) قال:
« قال الشيخ علي: ولا يخفى أن هذا مع ركاكته ولحنه كلام بعض الملحدين الساعين في فساد الدين، إذ حاصله: أن الخضر الذي قال الله تعالى في حقه( عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ) وقد تعلم منه موسىعليهالسلام تلميذ أبي حنيفة، وما أسرع فهم التلميذ حيث أخذ عن الخضر في ثلاث سنين ما تعلّم الخضر من أبي حنيفة حيّاً وميتاً في ثلاثين سنة، وأعجب منه أن أبا القاسم القشيري ليس معدوداً في طبقات الحنفية، ثم العجب من الخضر أنه أدرك النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يتعلّم منه الإسلام، ولا من علماء الصحابة كعلي باب مدينة العلم وأقضى الصحابة ».
ترجمته:
ترجم لهالمرادي بقوله: « محمد البرزنجي ابن عبد الرسول بن عبد السيد ابن عبد الرسول بن قلندر بن عبد السيد، المتصل النسب بسيدنا الحسن بن علي ابن أبي طالبرضياللهعنه ، الشافعي البرزنجي الأصل والمولد، المحقق المدقق
النحرير الأوحد الهمام، ولد بشهر زور ليلة الجمعة ثاني عشر ربيع الأول سنة أربعين وألف، ونشأ بها وقرأ القرآن وجوده على والده، وبه تخرّج في بقية العلوم ثمّ توطّن المدينة الشريفة وتصدّر التدريس وصار من سراة رءوسها، وألّف تصانيف عجيبة وبالجملة، فقد كان من أفراد العالم علماً وعملاً، وكانت وفاته في غرة محرم سنة ثلاث ومائة وألف، ودفن بالمدينةرحمهالله تعالى »(١) .
(١٢٦)
رواية البدخشاني
ورواه الميرزا محمد بن معتمد خان الحارثي البدخشاني بقوله: « وأخرج البزار عن جابر بن عبد الله، والعقيلي وابن عدي عن ابن عمر، والطبراني عن كليهما والحاكم عن علي وابن عمر، وأبو نعيم في المعرفة عن عليرضياللهعنه قالوا قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها. زاد الطبراني في رواية عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً: فمن أراد العلم فليأته من بابه.
وهذا الحديث صحيح على رأي الحاكم، وخالفه ابن الجوزي فذكره في الموضوعات، وقال الحافظ ابن حجر: الصّواب خلاف قوليهما معاً، فالحديث حسن لا صحيح ولا موضوع، وهو عند الترمذي وأبي نعيم في الحلية عن علي كرّم الله وجهه بلفظ: أنا دار الحكمة وعلي بابها »(٢) .
ورواه في ( مفتاح النجا ) كذلك ثم قال: « أقول: ذهب أكثر محققي المحدثين إلى أن هذا الحديث حديث حسن، بل قال الحاكم صحيح، ولم يصب ابن الجوزي في إيراده في الموضوعات»(٣) .
____________________
(١). سلك الدرر ٤ / ٦٥ - ٦٦.
(٢). نزل الابرار بما صح في مناقب اهل البيت الاطهار - ٧٣.
(٣). مفتاح النجا في مناقب آل العبا - مخطوط.
ورواه في ( تحفة المحبين ) أيضاً بقوله: « أنا مدينة العلم وعلي بابها. ر، طس عن جابر بن عبد الله، عق، طب، عد عن ابن عمر. عم في المعرفة عن علي. ك عن كلا الأخيرين.
أقول: هذا الحديث صحّحه الحاكم وخالفه ابن الجوزي فذكره في الموضوعات، وقال الحافظ ابن حجر: الصواب خلاف قوليهما معاً، فالحديث حسن لا صحيح ولا موضوع. أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه. طب عن ابن عباس »(١) .
(١٢٧)
إثبات صدر العالم
وقد أثبته محمد صدر العالم(٢) حيث أورد كلام الحافظ السيوطي في ( جمع الجوامع ) بطوله، وقد تقدم نصه في محله ( الوجه ٨٨ ).
(١٢٨)
رواية شاه ولي الله
وأرسله شاه ولي الله والد ( الدهلوي ) في مواضع من كتابه ( قرة العينين )
____________________
(١). تحفة المحبين - مخطوط.
والبدخشاني من كبار محدثي أهل السنة المعتمدين، فان كثيراً من علمائهم المتأخرين عنه ينقلون عن كتبه: نزل الابرار، تحفة المحبين، مفتاح النجا، ويستشهدون برواياته فيها وقد ترجم له صاحب ( نزهة الخواطر ٦ / ٢٥٩ ) قائلاً: « الشيخ العالم المحدث محمد بن رستم بن قباد الحارثي البدخشي، أحد الرجال المشهورين في الحديث والرجال » ثم ذكر كتبه المذكورة وغيرها.
(٢). وهو من كبار علماء أهل السنة في الديار الهندية في القرن الثاني عشر، كان معاصراً لشاه ولي الله الدهلوي وقد أثنى عليه ومدحه في كتابه ( التفهيمات الالهية ).
إرسال المسلم، فمنها: قوله في فضائل أمير المؤمنينعليهالسلام : « وقد شهدصلىاللهعليهوآلهوسلم بعلمه بقوله: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وبتفوّقه في القضاء بقوله: أقضاكم علي ».
ومنها: قوله: « وقالصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ».
ومنها قوله: « النكتة السابعة: لقد شاء الله تعالى انتشار دينه بواسطة رسوله في جميع الآفاق، وهذا لم يمكن إلّا عن طريق العلماء والقرّاء الذين أخذوا القرآن منهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأظهر سبحانه على لسانهصلىاللهعليهوآلهوسلم فضائل جماعة من الصحابة ليكون حثّاً للناس على أخذ العلم والقرآن منهم، وأصبحت تلك الفضائل بمثابة إجازات المحدثين لتلاميذهم، ليعرف الأقوال بالرجال من لا يعرف الرجال بالأقوال، ولقد كان علماء الأصحاب يشتركون في هذه الفضائل كما تنطق بذلك كتب الحديث، ومن هذا الباب: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وأقرؤكم أبي، وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ».
وقال شاه ولي الله في ( ازالة الخفا في سيرة الخلفا ) في مآثر أمير المؤمنينعليهالسلام « وعن ابن عباس رضي الله عنها قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. و عن جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها ومن أراد العلم فليأت الباب ».
ولقد اعترف ( الدهلوي ) برواية والده حديث مدينة العلم حيث قال في رسالته التي ألّفها في بيان اعتقادات والده - على ما في ( ذخيرة العقبى لعاشق علي خان الدهلوي ) قال: « وقد أخرج في مصنفاته ما لا يحصى من أحاديث مناقب أمير المؤمنين، ولا سيّما « حديث غدير خم » و « أنت مني وأنا منك » و « من فارقك يا علي فقد فارقني » و حديث « ائتني بأحب خلقك إليك » و « أنا مدينة العلم وعلي بابها » و حديث « هذا أمير البررة وقاتل الفجرة » وأخرج حديث رد الشمس - الذي اختلف المحدثون فيه - بطريق صحيح عن الشيخ أبي طاهر المدني عن أبي القاسم
الطبراني، ثم نقل شواهده عن الطحاوي وغيره من كبار المحدثين، وحكم بصحته، كما روى كرامات عديدة للمرتضى بطرق صحيحة ».
ترجمته:
والشاه ولي الله الدهلوي غني عن التعريف، فهو شيخ علماء الهند ومن عليه اعتمادهم، فقد وصفه محمد معين السندي بـ « عالم الهند وعارف وقته »(١) .
وفي موضع آخر بـ « قدوة علماء دهره يعسوب زماننا، الشيخ الأجل، الصوفي الأكمل، إمام بلاد الهند »(٢) .
ووصفه رشيد الدين الدهلوي في ( غرة الراشدين ) بـ « عمدة المحدثين، قدوة العارفين ».
ووصفه حيدر علي الفيض آبادي في ( منتهى الكلام ) بـ « خاتم العارفين، قاصم المخالفين، سيد المحدثين، سند المتكلمين، حجة الله على العالمين ». وترجم له الصديق حسن خان القنوجي في ( اتحاف النبلاء ) و ( أبجد العلوم )، وهذه خلاصة ما ذكر في الكتاب الثاني:
« مسند الوقت الشيخ الأجل شاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم المحدِّث الدهلوي. له رسالة سماها الجزء اللطيف في ترجمة العبد الضعيف ذكر فيها ترجمته بالفارسية مفصلة، حاصلها: إنه ولد يوم الأربعاء رابع شوال وقت طلوع الشمس في سنة ١١١٤ الهجرية، تاريخه عظيم الدين، ورأى جماعة من الصلحاء منهم والده الماجد مبشرات قبل ولادته، وهي مذكورة في كتاب القول الجلي في ذكر آثار الولي للشيخ محمد عاشق بن عبيد الله البارهوي البهليتي المخاطب بعلي، واكتسب في صغر سنّه الكتب الفارسية والمختصرات من العربية، واشتغل بأشغال المشايخ
____________________
(١). دراسات اللبيب في الاسوة الحسنة بالحبيب: ٢٧٣.
(٢). نفس المصدر: ٢٩٢.
النقشبندية، ولبس خرقة الصوفية، وأجيز بالدّرس وفرغ من تحصيل العلم، وأجازه والده بأخذ البيعة ممن يريدها وقال: يده كيده، ثم اشتغل بالدرس نحو اثني عشرة سنة، وحصل له فتح عظيم في التوحيد والجانب الواسع في السلوك، ونزل على قلبه العلوم الوجدانية فوجاً فوجاً، وخاض في بحار المذاهب الأربعة واشتاق إلى زيارة الحرمين الشريفين، فرحل إليهما في سنة ١١٤٣ وأقام هناك عامين كاملين، وتلمذ على الشيخ أبي الطاهر المدني وغيره من مشايخ الحرمين.
ومن نعم الله تعالى عليه أن أولاه خلعة الفاتحية، وألهمه الجمع بين الفقه والحديث، وأسرار السنن ومصالح الأحكام، وسائر ما جاء بهصلىاللهعليهوآلهوسلم من ربه عزّ وجل، حتى أثبت عقائد أهل السنة بالأدلة والحجج، وطهّرها من قذى أهل المعقول، وأعطي علم الابداع والخلق والتدبير والتدلي مع طول وعرض وعلم استعداد النفوس الانسانية لجميعها، وأفيض عليه الحكمة العملية وتوفيق تشييدها بالكتاب والسنة، وتمييز العلم المنقول من المحرف المدخول، وفرق السنة السنية من البدعة غير المرضية. انتهى.
وكانت وفاته سنة ١١٧٦ الهجرية. وله مؤلفات جليلة ممتعة يجل تعدادها منها: فتح الرحمن في ترجمة القرآن، والفوز الكبير في أُصول التفسير، والمسوّى والمصفّى في شروح الموطإ، والقول الجميل والخير الكثير، والانتباه، والدر الثمين، وكتاب حجة الله البالغة، وكتاب إزالة الخفا عن خلافة الخلفاء، ورسائل التفهيمات. وغير ذلك.
وقد ذكرت له ترجمة حافلة في كتابي إتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء والمحدثين، وذكر له معاصرنا المرحوم المولوي محمد محسن بن يحيى البكري التيمي الترهتيرحمهالله ترجمة بليغة في رسالته اليانع الجني، وبالغ في الثناء عليه، وأتى بعبارة نفيسة جداً، وأطال في ذكر أحواله الأُولى والأُخرى وأطاب ».
(١٢٩)
إثبات محمد معين السندي
وقال معين بن محمد أمين السندي: « واستدلّوا على حجية القياس بعمل جمع كثير من الصحابة، وأن ذلك نقل عنهم بالتواتر، وإنْ كانت تفاصيل ذلك آحاداً، وأيضاً: عملهم بالقياس وترجيح البعض على البعض تكرر وشاع من غير نكير، وهذا وفاق وإجماع على حجية القياس.
فالجواب: إنه كما نقل عنهم القياس نقل ذمّهم القياس أيضاً، فعن باب مدينة العلمرضياللهعنه أنه قال: لو كان الدين بالقياس لكان باطن الخف أولى بالمسح من ظاهره »(١) .
ترجمته:
ومحمد معين السندي من مشاهير محققي أهل السنة، ومن تلامذة الشيخ عبد القادر مفتي مكّة المكرّمة ومن معاصري شاه ولي الله، وكتابه ( دراسات اللبيب ) من الكتب المعتبرة المشهورة، قال فيه: « وقد وافقنا على هذا الرأي قدوة علماء دهره يعسوب زماننا الشيخ الأجل الصوفي الأكمل إمام بلاد الهند الشيخ ولي الله ابن عبد الرحيم مشافهاً، في جملة صالحة من آرائنا مخاطباً لي في تفرّدي ببعض ما خالفت فيه الجماهير: ومن الرديف فقد ركبت غضنفراً؟. والحمد لله تعالى على ذلك حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى ».
وقد ذكره المولوي صديق حسن خان القنوجي في ( إتحاف النبلاء المتقين
____________________
(١). دراسات اللبيب: ٢٨٤.
بإحياء مآثر الفقهاء والمحدثين ) ووصفه بـ « الشيخ الفاضل المحقق » وأثنى عليه وعلى كتابه المذكور، ونوّه بالقصيدة التي أنشدها بعض معاصري السندي - وهو القاضي البشاوري - في وصف ( دراسات اللبيب ) واستجودها، وهي مطبوعة في آخر الكتاب المذكور.
(١٣٠)
إثبات محمد سالم الحفني
وأثبته الشيخ محمد بن سالم الحفني الشافعي في ( حاشية الجامع الصغير ) بقوله: « قوله ( فليأت الباب ) يعني: علياً، فقد ورد إن العلم جزّاً عشرة أجزاء أعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءاً، ولذا سئل سيدنا معاوية فقال للسائل: سل علياً فإنه أعلم مني ».
ترجمته:
١ - محمد بن محمد الأمير الأزهري في ( أسانيده ) بعد ذكر أخيه جمال الدين الحفني « ومنهم أخوه طراز عصابة العلماء المحققين، وبقية السادة الهداة العارفين، بهجة الدنيا وزينة الملة والدين، موصل السالكين ومجمل الواصلين، الاستاذ الأعظم شيخ الشيوخ، أبو عبد الله بدر الدين سيدي محمد الحفنيرضياللهعنه وأرضاه، حضرته في مجالس من الجامع الصغير والنجم الغيطي في مولدهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفي متن الشمائل للترمذي، وماترحمهالله أثناء قراءتها، وتلقنت عنه الذكر من طريق الخلوتية، وأجازني إجازة عامّة ».
٢ - المرادي: « محمد الحفني - الشيخ العالم المحقق المدقق العارف بالله تعالى قطب وقته أبو المكارم نجم الدين، ولد سنة ١١٠١ ودخل الأزهر واشتغل
بالعلم على من به من الفضلاء، وألَّف التآليف النافعة، وكان يحضر درسه أكثر من خمسمائة طالب، وكان حسن التقرير ذا فصاحة وبيان، شهماً مهاباً محققاً مدققاً يهرع إليه الناس جميعاً، واشتهرت طريقة الخلوتية عنه في مشرق الأرض ومغربها في حياته. وكانت وفاته في شهر ربيع الأول سنة ١١٨١ » إنتهى ملخصاً(١) .
(١٣١)
رواية محمد بن إسماعيل الأمير
وروى محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير اليماني الصنعاني حديث مدينة العلم وأثبت صحته، إذ قال في ( الروضة الندية في شرح التحفة العلوية ) ما نصه: « قوله:
[ باب علم المصطفى إنْ تأته |
فهنيئاً لك بالعلم مريا ] البيت |
إشارة إلى الحديث المشهور المروي من طرق ابن عباس وغيره، ولفظه عن ابن عباس أنهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب. أخرجه العقيلي وابن عدي والطبراني والحاكم.
أخرج ابن عدي أيضاً والحاكم من حديث جابر، و أخرج الترمذي من حديث عليعليهالسلام بلفظ: أنا دار الحكمة وعلي بابها قال الترمذي: هذا حديث غريب - وفي نسخة: منكر -.
وقال العلّامة الحافظ الكبير المجتهد محمد بن جرير الطبري: هذا حديث عندنا صحيح، صحيح سنده. وقال الحاكم في حديث ابن عباس: صحيح الاسناد. وروى الخطيب في تاريخه عن يحيى بن معين أنه سئل عن حديث ابن
____________________
(١). سلك الدرر ٤ / ٣٨.
عباس وقال: هو صحيح.
وقال ابن عدي: إنه موضوع، وأورد ابن الجوزي الحديثين حديث جابر وابن عباس في الموضوعات، وقال الحافظ صلاح الدين العلائي: قد قال ببطلانه أيضاً الذهبي في الميزان وغيره، ولم يأتوا في ذلك بعلة قادحة سوى دعوى الوضع دفعاً بالصدر.
وقال الحافظ ابن حجر: هذا الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع وقال: الصواب خلاف قول الحاكم إنه صحيح وخلاف قول ابن الجوزي إنه موضوع، بل هو من قسم الحسن، لا يرتقي إلى الصحة ولا ينحطُّ إلى الكذب.
قال الحافظ السيوطي: قد كنت أجيب بهذا الجواب - وهو أنه من قسم الحسن - دهراً إلى أنْ وقفت [ على ] تصحيح ابن جرير لحديث علي في تهذيب الآثار مع تصحيح الحاكم لحديث ابن عباس، فاستخرت الله تعالى وجزمت بارتقاء الحديث عن رتبة الحسن إلى رتبة الصحة. إنتهى.
قلت: قد قسم أئمة الحديث الصحيح من الأحاديث إلى أقسام سبعة أحدها: أن ينص إمام من أئمة الحديث غير الشيخين [ على ] أنه صحيح، وهذا الحديث قد نص إمامان حافظان كبيران الحاكم أبو عبد الله والعلامة محمد بن جرير الذي قال الخطيب البغدادي في حقه: وكان ابن جرير من الأئمة يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، جمع من العلوم ما لم يشاركه أحد من أهل عصره، وقال في حقه المعروف عندهم بإمام الأئمة ابن خزيمة: ما أعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير، وأما الحاكم فهو إمام غير منازع. قال الذهبي في حقه: المحدِّث الحافظ الكبير إمام المحدّثين، وقال الخليل بن عبد الله: هو ثقة واسع بلغت تصانيفه قريباً من خمسمائة.
قلت: فأين يقع ابن الجوزي عند هذين الامامين؟ وأين هو من طبقتهما وحفظهما وإتقانهما؟ وهو الذي قال الحافظ الذهبي في حقه - نقلاً عن الموقاني - أن
ابن الجوزي كان كثير الغلط فيما يصنفه، ثم قال الذهبي قلت: نعم له وهم كثير في تواليفه، يدخل عليه الداخل من العجلة والتحوّل من كتاب إلى آخر. انتهى.
قلت: وسمعت ما قاله الحافظ العلائي أنه لا علة قادحة، وإنما دعوى الوضع دفع بالصدر، وقد قال الذهبي في حق العلائي: إنه قرأ وأفاد وانتقى ونظر في الرجال والعلل، وتقدّم في هذا الشأن مع صحة الذهن وسرعة الفهم. انتهى. هذا كلام الذهبي فيه وهو عصريّه ومن أقرانه، وقد أثنى عليه غيره ممن تأخر عن عصره بأكثر من هذا.
فظهر لك بطلان دعوى الوضع وصحة القول بالصحة كما أختاره الحافظ السيوطي، وهو قول الحاكم وابن جرير ».
وفي ( الروضة الندية ) أيضاً:
« وكفاه كونه للمصطفى ثانياً |
في كلّ ذكرٍ وصفيّاً |
قوله: وكفاه، أي كفاه شراً وفخراً أنه يذكر ثانياً وتالياً لذكرهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنه صفي ومختار لله تعالى ولرسوله كما تقدم من إكرامه، والبيت يشير إلى ما خص الله الوصيعليهالسلام من إلقاء ذكره الشريف على ألسنة العالم من صبي ومكلّف وحرٍ وعبدٍ وذكرٍ وأنثى، فإنهم إذ ذكروا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ذكروه لذكره، وهذا من إكرام الله له، ينشأ الصبي فيهتف يا محمد يا علي، والعامي وغيرهما، وهذا من رفع الذكر الذي طلبه خليل الله في قوله:( وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ) وهو الذي امتن الله به على رسولهصلىاللهعليهوآلهوسلم في قوله تعالى:( وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ ) .
وكفاه شرفاً أنه أول السابقين إلى الاسلام.
وكفاه شرفاً أنه أول من صلّى، والذي رقى جنب أبي القاسمصلىاللهعليهوآلهوسلم لكسر الأصنام.
وكفاه شرفاً أنه الذي فداه بنفسه ليلة مكر الذين كفروا به.
وكفاه شرفاً أنه الذي أدّى عنه الأمانات.
وكفاه شرفاً أنه من رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم بمنزلة الرأس من البدن.
وكفاه شرفاً أنه من رسول الله وأن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم منه.
وكفاه شرفاً أنه سلّمت عليه الأملاك يوم بدر.
وكفاه شرفاً أنه الذي قطر أبطال المشركين في كلّ معركة.
وكفاه شرفاً أنه قاتل عمرو بن عبد ود.
وكفاه شرفاً أنه فاتح خيبر.
وكفاه شرفاً أنه مبلّغ براءة إلى المشركين.
وكفاه شرفاً أن الله سبحانه زوّجه البتول.
وكفاه شرفاً أن أولاده لرسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم أولاد.
وكفاه شرفاً أنه خليفته يوم غزوة تبوك، وأنه منه بمنزلة هارون من موسى.
وكفاه شرفاً أنه أحبّ الخلق إلى الله بعد رسولهصلىاللهعليهوآلهوسلم .
وكفاه شرفاً أنه أحبّ الخلق إلى رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم .
وكفاه شرفاً أن الله باهى به ملائكته.
وكفاه شرفا أنه قسيم النار والجنة.
وكفاه شرفاً أنه أخو رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم .
وكفاه شرفاً أنه من آذاه فقد أذى رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم .
وكفاه شرفاً أن النظر إلى وجهه عبادة.
وكفاه شرفاً أنه لا يبغضه إلّا منافق ولا يحبّه إلّا مؤمن.
وكفاه شرفاً أن فيه مثلاً من عيسى بن مريمعليهماالسلام .
وكفاه شرفاً أنه ولي كلّ مؤمن ومؤمنة.
وكفاه شرفاً أنه سيّد العرب.
وكفاه شرفاً أنه سيد المسلمين.
وكفاه شرفاً أنه يحشر راكباً.
وكفاه شرفاً أنه يسقى من حوض رسول الله المؤمنين ويذود المنافقين.
وكفاه شرفاً أنه لا يجوز أحد الصراط إلّا بجوازٍ منه.
وكفاه شرفاً أنه يكسى حلة خضراء من حلل الجنة.
وكفاه شرفاً أنه ينادى من تحت العرش نعم الأخ أخوك علي.
وكفاه شرفاً أنه مع رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم في قصره مع ابنته سيدة نساء العالمين.
وكفاه شرفاً أنه حامل لواء الحمد، آدم ومن ولده يمشون في ظله.
وكفاه شرفاً أنه يقول أهل المحشر حين يرونه: ما هذا إلّا ملك مقرب أو نبي مرسل، فينادي مناد ليس هذا بملك مقرب ولا نبي مرسل، ولكنه علي بن أبي طالب أخو رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم .
وكفاه شرفاً أنه مكتوب اسمه مع اسم رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم :
محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته به.
وكفاه شرفاً أنه يقبض روحه كما يقبض روح رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم .
وكفاه شرفاً أنه تشتاق اليه الجنة كما في حديث أنس: تشتاق الجنة إلى ثلاثة علي وعمار وسلمان.
وكفاه شرفاً أنه باب مدينة علمه.
وكفاه شرفاً أنها سدّت الأبواب إلّا بابه.
وكفاه شرفاً أنه لم يرمد بعد الدعوة النبوية ولا أصابه حر ولا برد.
وكفاه شرفاً أنه أول من يقرع باب الجنة.
وكفاه شرفاً أن قصره في الجنة بين قصري خليل الرحمن وسيد ولد آدمصلىاللهعليهوآلهوسلم .
وكفاه شرفاً نزول آية الولاية فيه.
وكفاه شرفاً أن الله سماه مؤمناً في عشرة آيات.
وكفاه شرفاً أكله من الطائر مع رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم .
وكفاه شرفاً بيعة الرضوان.
وكفاه شرفاً أنه رأس أهل بدر.
وكفاه شرفاً أنه وصي رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم .
وكفاه شرفاً أنه وزيره.
وكفاه شرفاً أنه أعلم أمته.
وكفاه شرفاً أنه يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم على تنزيله.
وكفاه شرفاً أنه قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين.
وكفاه شرفا أنه حامل لوائهصلىاللهعليهوآلهوسلم في كلّ معركة.
وكفاه شرفاً أنه الذي غسل رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وتولّى دفنه.
وكفاه شرفاً ما أعطاه الله من الزهادة والعبادة والتأله.
وكفاه شرفاً ما فاز به من الزهادة والزلفى.
هذي المفاخر لا قعبان من لبن |
شيبا بماء فعادا بعد ابوالا |
ترجمته:
توجد مفاخره السامية وترجمته الحافلة في الكتب التالية:
١ - البدر الطالع ٢ / ١٣٣ - ١٣٩.
٢ - الجنة في الاسوة الحسنة بالسنّة للقنوجي.
٣ - إتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء والمحدثين.
٤ - الحطة في ذكر الصحاح الستّة للقنوجي.
٥ - ذخيرة المآل في عدّ مناقب الآل، للعجيلي.
٦ - أبجد العلوم ٨٦٨.
٧ - التاج المكلل ٤١٤.
وغيرها
(١٣٢)
رواية محمّد الصبان
وقال محمد بن علي الصبان: « أخرج البزار والطبراني في الأوسط عن جابر ابن عبد الله، والطبراني والحاكم والعقيلي في الضعفاء، وابن عدي عن ابن عمر، والترمذي والحاكم عن علي. قال: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، وفي رواية: فمن أراد العلم فليأت الباب، و في أخرى عند الترمذي عن علي: أنا دار الحكمة وعلي بابها ، و في أخرى عند ابن عدي: علي باب علمي.
وقد اضطرب الناس في هذا الحديث، فجماعة على أنه موضوع، منهم ابن الجوزي والنووي، وبالغ الحاكم على عادته فقال: إن الحديث صحيح، وصوّب بعض محققي المتأخرين المطّلعين من المحدّثين أنه حسن »(١) .
(١٣٣)
إثبات سليمان الجمل (٢)
وقال الشيخ سليمان جمل في كتاب ( الفتوحات الأحمدية بالمنح المحمدية )
____________________
(١). اسعاف الراغبين هامش نور الأبصار: ١٥٦.
وأبو العرفان الشيخ محمد بن علي الصبان الشافعي المتوفى سنة ١٢٠٦ عالم كبير محقق، ولد بمصر وتخرج على علمائها حتى برع في العلوم النقلية والعقلية، واشتهر بالتحقيق والتدقيق وشاع ذكره في مصر والشام، وله مؤلفات كثيرة مفيدة.
(٢). هو الشيخ سليمان بن عمر بن منصور العجيلي الازهري المعروف بالجمل، فاضل من أهل منية عجيل - احدى قرى الغربيّة بمصر - انتقل الى القاهرة، له مؤلفات » الاعلام ٣ / ١٣١ وأرخ وفاته بسنة ١٢٠٤.
بشرح:
« ووزير ابن عمه في المعالي |
ومن الأهل تسعد الوزراء » |
وقوله « ومن الأهل إلخ » من تلك السعادة ما أمدّ به من المؤاخاة، فقد أخرج الترمذي: آخىصلىاللهعليهوآلهوسلم بين أصحابه، فجاء علي تدمع عيناه فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تواخ بيني وبين أحد. فقال: أنت أخي في الدنيا والآخرة، ومنها العلوم التي أشار إليها بقوله: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب ».
(١٣٤)
إثبات الاورنقابادي
وقال قمر الدين الحسيني الاورنقابادي في ( نور الكونين ) في ذكر بيت النبوة: « حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وسدّوا كلّ خوخة إلّا خوخة أبي بكر، وسدّوا كل خوخة إلّا باب علي، فيها إشارة إلى كلية هذا البيت، وإلى أبوابه ».
ترجمته:
١ - غلام علي آزاد في سبحة المرجان ١٠١.
٢ - صديق حسن خان القنوجي في ( أبجد العلوم ): « السيد قمر الدين الحسيني الأورنك آبادي، كان قمراً طالعاً في ميزان الشرع المبين، وكوكباً ساطعاً في أوج الشرف الرصين، آباؤه من سادات خجند، والسيد ظهير الدين منهم هاجر منها إلى الهند، وتوفّى في أمن آباد من توابع لاهور، ثم ابنه السيد محمد رحل إلى الدكن، وكان ابنه السيد عناية الله من العرفاء، أخذ الطريقة النقشبندية عن
الشيخ أبي المظفر البرهانفوري عن الشيخ محمد معصوم عن أبيه الشيخ أحمد السهرندي، وتوطّن ببلدة بالابور على أربع منازل برهانفور، وتوفي بها سنة ١١١٧، وابنه السيد منيب الله المتوفى سنة ١١٦١ كان من العرفاء أيضاً، وصاحب هذه الترجمة ولده الأرشد.
ولد سنة ١١٢٣ وساح في مناهج الفنون وبرع في العلوم العقلية والنقلية، حتى صار في النقليات إماماً بارعاً، وفي العقليات برهاناً ساطعاً، حفظ القرآن وزان العلم بالعمل وراح إلى دهلي وسهرند، وزار قبر المجدد، ورحل إلى لاهور واجتمع بطائفة من العلماء والعرفاء في تلك البلاد، ثم رجع إلى بالابور، وجاء إلى أورنك آباد، وانعقد الوداد بينه وبين السيد آزاد، فكانا فرقدين على فلك الاتحاد، ثم ارتحل إلى الحرمين الشريفين مع ابنيه الكريمين مير نور الهدى ومير نور العلى، ورجع إلى الهند، ثم انتهض مع أهل بيته إلى أورنك آباد، له كتاب في مسألة الوجود سماه مظهر النور، بين فيه مذاهب العلماء ومسالك المتكلمين والحكماء، ذكر طرفاً منها السيد آزاد في السبحة، وأرخ له بأبيات عربية
توفي في أورنك آباد في سنة ١١٩٣ ودفن داخل البلد. قال آزاد في تاريخ وفاته: موت العلماء ثلمة ».
(١٣٥)
رواية شهاب الدين العجيلي
وقال شهاب الدين أحمد بن عبد القادر العجيلي الشافعي ما نصه:
« ودعوة الحق وباب العلم |
وأعلم الصحب بكل حكم |
قالت أم سلمة رضي الله عنها: سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: أما ترضين يا فاطمة أن زوّجتك أقدم أمتي سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم
حلماً؟ و قالت أم سلمة رضي الله عنها: سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فهو الداعي إلى الحق، وهو دعوة الحق. و في الجامع الكبير: قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءاً واحداً وعلي أعلم بالواحد منهم.
وأخرج الترمذي أنه قالصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب، ولهذا كانت الطرق والسلسلات راجعة اليه. و في الكبير للسيوطيرحمهالله قالصلىاللهعليهوآلهوسلم : علي باب علمي ومبين لأمّتي ما أرسلت به من بعدي، رواه أبو ذر و فيه قالصلىاللهعليهوآلهوسلم : علي بن أبي طالب أعلم الناس بالله وأكثر الناس حباً وتعظيماً لأهل لا إله إلّا الله. أخرجه أبو نعيم. وكان عمررضياللهعنه يقول: أعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو الحسن، ويقول: إن علياً أقضانا، ولو لا علي لهلك عمر. وقالت عائشة رضي الله عنها: إنه أعلم من بقي بالسنة، و من كلامهرضياللهعنه : لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً من تفسير سورة الفاتحة و كان يشير إلى صدره ويقول: كم من علوم هاهنا لو وجدت لها حاملاً »(١) .
وقال أيضاً: « والمراد بقولي على اصطلاح العلماء، أعني مدينة العلمصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأعني أعلم خلق الله بمراد الله، وأعني باب المدينة ونقطة الباءرضياللهعنه ، وأعني عالم قريش الذي يملأ طباق الأرض علماً، ومن تابعهم على ذلك المنهج سلفاً وخلفاً، فإن صريح أقوالهم ما ذكرته في المنظومة: إن الشيعة كلّ من تولّى علياً وأهل بيته وتابعهم في أقوالهم وأفعالهم، فمن سلك منهجهم القويم واتخذهم أولياء صدق عليه اسم التشيع، إذ هو المتبع لهم حقيقة ولا نفضّل مذهباً من مذهب ولا فرقة من فرقة، ومن أظهر اتباعهم وتشيع به وهو عارٍ منه فهو من أعدائهم وان تسمى بذلك الاسم، فالأسماء لا تغيّر المعاني، ومن تبعني فإنّه مني ».
____________________
(١). ذخيرة المآل في شرح عقد جواهر اللال - مخطوط.
وقال بعد نقل كلام نسبوه إلى أمير المؤمنينعليهالسلام في حق الشيخين « فانظر إلى كلام باب مدينة العلم وشهادته لهما بالحق، فإنك تعرف بذلك من دخل الباب ومن خرج »(١) .
(١٣٦)
رواية محمد مبين السهالوي
وقال محمد مبين بن محب الله السهالوي:
« وأما بيان علمه وحكمته وحلّه للمشكلات وفقاهته وذكائه وجوده، فالقلم عاجز عنه، ولكن نتعرض إلى طرف منه، ويكفي لطالبي الحقيقة قول رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم في حقه: أنا مدينة العلم وعلي بابها. أخرجه البزار عن جابر ابن عبد الله والعقيلي وابن عدي عن ابن عمر، والطبراني عن كليهما، والحاكم عن علي وابن عمر، وزاد الطبراني في رواية عن ابن عباس مرفوعاً: فمن أراد العلم فليأته من بابه. وهذا الحديث صحيح على رأي الحاكم وقال ابن حجر حسن، وهو عند الترمذي وأبي نعيم عن علي بلفظ: أنا دار الحكمة وعلي بابها.
بار بگشا أي علي مرتضى |
اى پس از سوء القضا حسن القضا |
|
چون تو بابى آن مدينه علم را |
چون شعاعى آفتاب حلم را |
|
باز باش اى باب رحمت تا ابد |
بارگاه ما له كفوا أحد |
|
از همه طاعات اينت بهترست |
سبق يأبى بر هر آن سابق كه هست»(٢) |
____________________
(١). والعجيلي من كبار علماء القرن الثالث عشر وأدبائه، ترجم له القنوجي: « بالشيخ العلامة المشهور، عالم الحجاز على الحقيقة لا المجاز » الخ. التاج المكلل: ٥٠٩.
(٢). وسيلة النجاة: ١٣٦.
وكفاه شرفاً أن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم انتجاه.
ترجمته:
ذكرنا مآثره ومفاخره عن أهل السنة في مجلد ( حديث الولاية )، وقد وصفه صاحب نزهة الخواطر ٧ / ٤٠٣ بالشيخ الفاضل الكبير أحد الفقهاء الحنفية ثم ذكر كتابه، وأرخ وفاته بسنة ١٢٢٥.
(١٣٧)
رواية ثناء الله باني بتي
وقال ثناء الله باني بتي في ( السيوف المسلول ): « الخامس حديث جابر عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها. رواه البزار والطبراني عن جابر، وله شواهد من حديث ابن عمر وابن عباس وعلي وأخيه، وصحّحه الحاكم، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات وقال يحيى بن معين: لا أصل له، وقال البخاري والترمذي: إنه منكر وليس له وجه صحيح، وقال النووي والجزري: إنه موضوع. وقال الحافظ ابن حجر: الصواب خلاف قول الفريقين - يعني من قال إنه صحيح ومن قال إنه موضوع - فالحديث حسن لا صحيح ولا موضوع.
أقول: ما ذكره ابن حجر هو الصواب بالنظر إلى سند الحديث، وأما بالنظر إلى كثرة شواهده فيحكم بصحته.
والجواب: إن هذا الحديث لا دلالة فيه على الامامة ».
ترجمته:
قالالصديق حسن خان القنوجي في ( إتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء والمحدثين ) ما حاصله: « القاضي ثناء الله باني بتي، من أحفاد الشيخ
جلال الدين الجشتي كبير الأولياء، وينتهى نسبه إلى عثمانرضياللهعنه ، كان متبحّراً في العلوم العقلية والنقلية، وقد بلغ مرتبة الاجتهاد في الفقه والأصول، له كتاب واسع في الفقه ذكر فيه أدلة الأقوال وفتاوى المجتهدين الأربعة في كلّ مسألة، وقد ذكر مختاره مع دليله في رسالة مستقلة أسماها بمأخذ الأقوى، كما حرّر مختاراته في الأصول، وله تفسير كبير جمع فيه أقوال المفسرين، وله رسائل في التصرف وتحقيق معارف مجدّد الألف الثاني الشيخ أحمد السرهندي، وكان شاه عبد العزيز الدهلوي يعبر عنه ببيهقي العصر، له تآليف كثيرة نافعة ومقبولة، وكان يروي عنه شاه ولي الله المحدّث الدهلوي.
وكمالاته وفضائله أكثر من أن تحصر في هذا المختصر، ولم يظهر له نظير في علماء الحنفية في بلاد الهند من حيث التحقيق والانصاف وعدم التعصب ومتابعة الدليل. توفي سنة ١٢٢٥ ».
(١٣٨)
إثبات الدّهلوي
ولقد أثبت ( الدهلوي ) حديث مدينة العلم في فتوى له موجودة بخط بعض أفاضل أهل السنة، وهذه صورة السؤال والجواب:
« السؤال: لقد ثبت لدى أهل الحق - أعني أهل السنّة والجماعة - بالبراهين العقلية والنقلية اختصاص العصمة بالانبياء والملائكة فقط، وأنه لا يصح وصف أحد سواهم بالعصمة، ولذا منع الفقهاء والمتكلّمون من ذلك، ولكن ذكر جناب فخر المحدثين جناب شاه ولي اللهقدسسره في التفهيمات وغيره تحقق الصفات الأربعة - وهي العصمة والحكمة والوجاهة والقطبية الباطنية - في الأئمة الاثني عشر، كما أنه أثبت ذلك لهم في رسالته التي ألّفها في اعتقاداته - فعلى أيّ وجهٍ صحيح يمكن حمل هذا الكلام؟ وما الدليل عليه من الكتاب والسنّة والاجماع؟
وكيف الجمع بينه وبين مذهب أهل السنة؟
وأيضاً: فإنّه ينافي تفضيل الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم خصوصاً حضرات الشيخين، والحال أن هذا التفصيل مما أجمع عليه أهل السنة الذين يعتدّ بهم، على أنهقدسسره قد قرر مسألة التفضيل هذه بكلّ جهده بالدلائل العقلية والنقلية والكشفية والوجدانية، فما يرفع هذا التخالف والتعارض؟
الجواب من مولانا شاه عبد العزيز المحدّث الدهلوي: - إن للعصمة والحكمة والوجاهة معان اصطلاحية لدى الصوفية، وقد ذكر ذلك في كتب هذا الشأن لا سيّما مصنفات حضرة الوالد الماجدقدسسره
والحكمة معناها العلم النافع، فإنْ كان مكتسباً لم يسم حكمة في اصطلاحهم بل يسمونه « فضيلة » وإنْ كان نازلاً على قلب شخص عن طريق الوهب سمّي عندهم « حكمة » نحو قوله تعالى:( وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ ) ( وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً ) سواء ذاك العلم في باب العقائد أو الاعمال أو الأخلاق، وهذا المعنى أيضاً يختص بالأنبياء كقوله تعالى:( وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ) الآية، فما كان حاصلاً بالوحي فهو خاص بالأنبياء، وفي الحديث: أنا دار الحكمة وعلي بابها ، و في الحديث المشهور: أنا مدينة العلم وعلي بابها ، والمراد من العلم هنا هو المعنى المذكور كذلك ».
كما أن ( الدهلوي ) أثبت حديث مدينة العلم في رسالته التي كتبها في اعتقادات والده شاه ولي الله الدهلوي، وقد تقدم كلامه في الوجه (١٢٨) فلا نعيد.
فهذا ( الدهلوي ) الماهر، قد ألجأه الحق القاهر، فأثبت بنفسه هذا الحديث السافر الزاهر، واعترف بشهرته في جواب مسألة له بالاعتراف الجلي الظاهر، وأثبته أيضاً في رسالته المعمولة لتبرئة والده الزائغ المجاهر عن شين عناد الأطيبين الأطاهر، فيا عجباً من صنع ( الدهلوي ) الشاهر للخلاف الفاضح الجاهر، كيف آثر طعن الحديث في ( تحفته ) المردودة بالحجج القواهر، ورام من غمط الحق ما هو
فوق كل قنة وظاهر؟!
(١٣٩)
إثبات الساباطي الحنفي
وقال الشيخ جواد ساباط بن إبراهيم ساباط الحنفي(١) في ( البراهين الساباطية ) في البرهان السابع من براهين المقالة الثالثة من التبصرة الثالثة بعد نقل عبارة من رؤيا يوحنا - قال: « وترجمته العربية والأبواب الاثنا عشر اثنا عشر لؤلؤة كل واحد من الأبواب كان من لؤلؤة واحدة وساحة المدينة من الذهب الأبريز كالزجاج الشفاف.
أقول: هذا بيان لما قبله وصفة للأبواب وكون كل باب من لؤلؤة واحدة فيه البشارة إلى ما يدّعيه الاماميّون من عصمة أئمتهم، لأن اللؤلؤة كروية، ولا شكّ أن الشكل الكروي لا يمكن انثلامه، لأنه لا يباشر الأجسام إلّا على ملتقى نقطة واحدة كما صرح به اوقليدس، والأصل في عصمة الامام أمّا عند أهل السنة والجماعة فإن العصمة ليست بشرط بل العمدة فيه انعقاد الاجماع، وأما عند الامامية فهي واجبة فيه، لأنه لطف ولأن النفوس الزكية الفاضلة تأبى عن اتباع النفوس الدنية المفضولة، وعدم العصمة علّة عدم الفضيلة، ولهما فيها بحث طويل لا يناسب هذا المقام.
قوله: وساحة المدينة من الذهب الابريز كالزجاج الشفاف، يريد بذلك
____________________
(١). قال في هدية العارفين ١ / ٢٥٨: « جواد ساباط بن ابراهيم ساباط بن محمد ساباط باسيفين الحسيني الهجري الأصل البصري الحنفي. ولد في مارية ١١٨٨ وتوفي في حدود سنة ١٢٥٠. من تصانيفه: أنموذج الساباطي في العروض والقوافي. البراهين الساباطية فيما يستقيم به دعائم الملة المحمدية وتنهدم به أساطين الشريعة المنسوخة العيسوية فرغ منها سنة ١٢٢٨ ».
أهل ملّتهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنهم لا ينحرفون عن اعتقادهم ولا ينصرفون عن مذهبهم في حالة العسرة، وأما الذين أغواهم قسوس الانكتاريين فمن الجهال الذين لا معرفة لهم بأصول دينهم، وهذا هو مصداق قولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ».
(١٤٠)
رواية الخربوتي الحنفي
وقال عمر بن أحمد الخربوتي الحنفي(١) في ( عصيدة الشهدة في شرح قصيدة البردة ) بشرح: « فاق النبيين في خلق وفي خلق ولم يدانوه في علم ولا كرم » قال ما نصه: « ثم اعلم أن بيان علمه ثابت بقوله تعالى( وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ) وبقولهعليهالسلام : أنا مدينة العلم. الحديث. وغير ذلك ».
ترجمته:
لقد أثنى عليه وقرّض كتابه المذكور أفاضل عصره وأماثل جهابذة وقته، وقد ذكرت نصوص تلك التقريظات في آخر الكتاب، فراجع.
(١٤١)
رواية الشوكاني
وقال القاضي محمد بن علي الشوكاني الصنعاني في ( الفوائد المجموعة في
____________________
(١). قال الزركلي: « عمر بن أحمد بن محمد سعيد الخربوتي الرومي المتخلص بنعيمي: ففيه حنفي أديب =
الأحاديث الموضوعة ): « حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب، رواه الخطيب عن ابن عباس مرفوعاً، ورواه الطبراني وابن عدي والعقيلي وابن حبان عن ابن عباس أيضاً مرفوعاً، وفي إسناده جعفر بن محمد البغدادي وهو متهم، وفي إسناد الطبراني أبو الصلت الهروي عبد السلام بن صالح، قيل هو الذي وضعه. وفي إسناد ابن عدي أحمد بن سلمة الجرجاني يحدّث عن الثقات بالأباطيل، وفي إسناد العقيلي عمر بن إسماعيل بن مجالد كذاب، وفي إسناد ابن حبان إسماعيل بن محمد بن يوسف ولا يحتج به، وقد رواه ابن مردويه عن علي مرفوعاً، وفي اسناد من لا يجوز الاحتجاج به، و رواه أيضاً ابن عدي عن جابر مرفوعاً بلفظ: هذا - يعني علياً - أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب، قيل: لا يصح ولا أصل له، وقد ذكر هذا الحديث ابن الجوزي في الموضوعات من طرق عدة، وجزم ببطلان الكل، وتابعه الذهبي وغيره.
وأجيب عن ذلك بأن محمد بن جعفر البغدادي الفيدي قد وثّقه يحيى بن معين، وأن أبا الصلت الهروي قد وثّقه ابن معين والحاكم، وقد سئل يحيى عن هذا الحديث فقال: صحيح، وأخرجه الترمذي عن علي مرفوعاً، وأخرجه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس مرفوعاً وقال: صحيح الإِسناد، قال الحافظ بن حجر: والصواب خلاف قولهما معاً - يعني ابن الجوزي والحاكم - وإن الحديث من قسم الحسن لا يرتقي إلى الصحة ولا ينحط إلى الكذب. انتهى. وهذا هو الصواب لأن يحيى بن معين والحاكم قد خولفا في توثيق أبي الصلت ومن تابعه، فلا يكون مع هذا الخلاف صحيحاً بل حسناً لغيره، لكثرة طرقه كما بيّناه، وله طرق أخرى ذكرها صاحب اللآلي وغيره ».
____________________
= مولده ووفاته في خربوت بتركيا. كان مفتياً لها، وصنف كتباً منها: عصيدة الشهدة في شرح قصيدة البردة. ط. وشروح وحواش ورسائل » الاعلام ٥ / ٤١. وأرخ وفاته بسنة ١٢٩٩.
ترجمته:
وترجمة القاضي الشوكاني في كافة المصادر تجدها منقولة عنها في مجلّدات كتابنا، وقد ترجم له علماء الهند أيضاً في كتبهم: فالصديق حسن ترجم له في ( التاج المكلّل ) وفي ( أبجد العلوم ) وفي ( اتحاف النبلاء ) قال في الأول نقلاً عن كتاب ( الديباج الخسرواني ) لحسن البهلكي:
« السنة الخمسون بعد المائتين والالف، وفيها في شهر جمادى الآخرة كانت وفاة شيخنا محمد بن علي الشوكاني، وهو قاضي الجماعة، شيخ الاسلام، المحقق العلامة الامام، سلطان العلماء، إمام الدنيا، خاتمة الحفاظ بلا مراء، الحجة النقاد، عالي الاسناد، السابق في ميدان الاجتهاد، المطلع على حقائق الشريعة وغوامضها، العارف بمداركها ومقاصدها. وعلى الجملة فما مثل نفسه ولا رأى من رآه مثله، علماً وورعاً وقياماً بالحق بقوة جنان وسلاطة لسان، قد أفرد ترجمته تلميذه الأديب العلامة محمد بن حسن الشيخي الذماري بمؤلف سماه: ( التقصار في جيد زمن عالم الأقاليم والأمصار ) قصره على ذكر مشايخه وتلامذته وسيرته، وما انطوت عليه شمائله، وما قاله من شعر وما قيل فيه من مدح وثناء بالنظم والنثر، جاء في مجلَّد ضخم.
مولده يوم الاثنين الثامن والعشرين من ذي القعدة الحرام سنة اثنين وسبعين بعد المائة والألف ».
وقال صديق حسن خان: « محمد بن علي بن محمد الشوكاني، شيخنا الامام العلّامة الربّاني والسهيل الطالع من القطر اليماني، إمام الأئمة ومفتي الأمة، بحر العلوم وشمس الفهوم، سند المجتهدين الحفاظ، فارس المعاني والألفاظ، فريد العصر نادرة الدهر، شيخ الاسلام قدوة الأنام علامة الزمان ترجمان الحديث والقرآن، علم الزهاد أوحد العباد قامع المبتدعين آخر المجتهدين، رأس الموحّدين تاج المتّبعين، صاحب التصانيف التي لم يسبق إلى مثلها، قاضي الجماعة شيخ
الرواية والسماعة، عالى الاسناد السابق في ميدان الاجتهاد على الأكابر الأمجاد، المطّلع على حقائق الشريعة ومواردها، العارف بغوامضها ومقاصدها.
قال القاضي العلامة عبد الرحمن بن أحمد البهكلي في كتابه نفح العود في أيام الشريف حمود صار مشاراً إليه في علوم الاجتهاد بالبنان، والمجلّي في معرفة غوامض الشريعة عند الرهان، له المؤلفات في أغلب العلوم وقد تفضل عليه بالاجتهاد وقد جمعت فتاواه ورسائله فجاءت في مجلدات
قال السيد الجليل العلامة عبد الرحمن بن سليمان بن يحيى بن عمر مقبول الأهدلرحمهالله في كتابه المسمى بالنفس اليماني والروح الريحاني في إجازة القضاة بني الشوكاني ما عبارته: وممن تخرّج بسيدي الامام عبد القادر بن أحمد الحسني: إمام عصرنا في سائر العلوم وخطيب دهرنا في إيضاح دقائق المنطوق والمفهوم، الحافظ المسند الحجة الهادي في إيضاح السنن النبوية إلى المحجة عز الاسلام، محمد بن علي الشوكاني بلغه الله في الدارين أقصى الأماني وقد ذكر لي بعض المعتمدين أن مؤلفاته الحاصلة الآن مائة وأربعة عشر مؤلّفاً عدد سور كتاب الله تعالى، قد شاعت في الأمصار الشاسعة فضلاً عن القريبة
وقد اعتنى بشرح مناقبه وفضائله عدّة من العلماء الأعلام والجهابذة الفخام »(١) .
(١٤٢)
إثبات رشيد الدين الدهلوي
وقد وصف محمد رشيد الدين خان تلميذ ( الدهلوي ) سيدنا أمير المؤمنينعليهالسلام بـ « باب مدينة العلم » حيث قال في ( إيضاح لطافة المقال ): « إن الحق
____________________
(١). ابجد العلوم ٣٠٥ - ٣١٧.
الذي كان مع باب مدينة العلم كان مؤهلاً له للخلافة، ولا ريب في استحقاق من خالف هذا الحق للطعن والملامة ».
ترجمته:
ورشيد الدين خان هذا من أكابر متكلمي ومحدّثي أهل السنة، وقد مدحه شيخه ( الدهلوي ) كما ذكر هو في كتابه ( غرة الراشدين ).
واستند إلى أقواله حيدر علي الفيض آبادي في كتابه ( إزالة الغين ).
وذكره الصديق حسن خان في ( ابجد العلوم ) في أصحاب ( الدهلوي ) بقوله:
« ومنهم الشيخ رشيد الدين خان الدهلوي. كان فاضلاً جامعاً بين كثير من العلوم الدرسية، وكان حسن العبارة وآية الذب عن حمى أهل السنة والجماعة والنكاية في الرافضة المشائيم، صنّف في الردّ عليهم كتابه الشوكة العمرية وغيرها، مما يعظم موقعه عند الجدليين من أهل النظر، ونجاره كشميري »
وترجم له في نزهة الخواطر ٧ / ١٧٧ وأثنى عليه الثناء الكبير، وذكر تتلمذه على صاحب التحفة وأخويه حتى صار علماً مفرداً في العلم معقولاً ومنقولاً ثم ذكر مصنّفاته وأرخ وفاته بسنة ١٢٤٣.
(١٤٣)
رواية ميرزا حسن المحدّث
وقال جمال الدين أبو عبد الله محمد بن عبد العلي القرشي المعروف بميرزا حسن علي المحدِّث، تلميذ ( الدهلوي ):
« وأخرج البزار والطبراني في الأوسط عن جابر وأبو نعيم في المعرفة عن علي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، هذا حديث
حسن على الصواب، لا صحيح كما قال الحاكم ولا موضوع كما قاله جماعة منهم ابن الجوزي والنووي »(١) .
ترجمته:
لقد أثنى عليه ونقل كلماته رشيد الدين في ( ايضاحه ) وسلامة الله البدايوني في ( إشباع الكلام )
(١٤٤)
رواية نور الدين السليماني
ورواه نور الدين بن إسماعيل السليماني في ( الدرر اليتيم ) نقلاً عن الاكتفاء حيث قال:
« وعنه - أي عن عليرضياللهعنه - إن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. أخرجه أبو نعيم في المعرفة ».
وفيه نقلاً عنه: « وعنه - أي عن ابن عباسرضياللهعنه - قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب. أخرجه الحاكم في المستدرك والخطيب في المفترق والمتفق ».
(١٤٥)
رواية ولي الله السهالوي
وقال ولي الله بن حبيب الله بن محب الله السهالوي اللكهنوي في بيان
____________________
(١). تفريح الاحباب: ٢٥٠.
فضائل أمير المؤمنينعليهالسلام : « ومنها قول النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم في حق عليرضياللهعنه : أنا مدينة العلم وعلي بابها. أخرج الحاكم عن علي وابن عمر وأبو نعيم في المعرفة عن عليرضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، والطبراني عن ابن عباس أنه قال: فمن أراد العلم فليأته من بابه، وصححه الحاكم، وأنكر ابن الجوزي، واختار الحافظ ابن حجر أنه حسن لا صحيح ولا موضوع، وأورد الترمذي لفظ الدار مكان المدينة »(١) .
ترجمته:
ترجم له في نزهة الخواطر ٧ / ٥٢٧ ووصفه بالشيخ الفاضل العلامة أحد الأساتذة المشهورين. ثم ذكر مصنفاته منها كتابه المذكور. ووفاته سنة ١٢٧٠.
(١٤٦)
إثبات شهاب الدين الآلوسي
وقال شهاب الدين محمود بن عبد الله الآلوسي البغدادي في تفسيره ( روح المعاني ) في بحثه حول رؤية اللوح المحفوظ ما نصه: « ثم إن الإِمكان ممّا لا نزاع فيه، وليس الكلام إلّا في الوقوع، وورد ذلك عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم وأجلة الصحابة، كالصّديق والفاروق وذي النورين وباب مدينة العلم والنقطة تحت الباء رضي الله عنهم أجمعين ».
ترجمته:
ترجم له الصديق حسن خان القنوجي حيث قال: « السيد شهاب الدين
____________________
(١). مرآة المؤمنين - مخطوط.
محمود ابن السيد عبد الله أفندي آلوسي زاده البغدادي، ينتهي نسبه الشريف من جهة الأب إلى الحسين، ومن جهة الأم إلى الحسن رضي الله عنهما، بواسطة الشيخ الرباني السيد عبد القادر الجيلانيقدسسره ، وكانرحمهالله خاتمة المفسرين ونخبة المحدّثين، أخذ العلم عن فحول العلماء، منهم والده العلامة ومنهم الشيخ السويدي ومنهم خالد النقشبندي والشيخ علي الموصلي، وكل ذلك مفصل في ( حديقة الورود في مدائح السيد شهاب الدين محمود ). وكان أحد أفراد الدنيا بقول الحق واتّباع الصدق وحب السنن وتجنب الفتن، حتى جاء مجدّداً وللدين الحنيفي مسدّداً.
دنيا بها انقرض الكرام فأذنبت |
وكأنما بوجوده استغفارها |
وكان جلّ ميله إلى خدمة كتاب الله وحديث جدّه رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنهما المشتملان على جميع العلوم وإليهما المرجع في المنطوق والمفهوم، وكان غاية في الحرص على تزايد علمه وتوفير نصيبه منه وسهمه، وكان كثيراً ما ينشد:
سهري لتنقيح العلوم ألذّلي |
من وصل غانية وطيب عناق |
واشتغل بالتدريس والتأليف وهو ابن ثلاثة عشر سنة، ودرّس ووعظ وأفتى للحنفية في بغداد المحمية، وأكثر من إملاء الخطب والرسائل والفتاوى والمسائل، وخطه كأنه اللؤلؤ والمرجان أو العقود في أجياد الحسان، قلد الإِفتاء سنة ١٢٤٨ وهو عام ولادة محرر هذه السطور، أرسل إليه السلطان بنيشان ذي قدر وشأن.
قال نجله السيد أحمد - كان الله له خير ناصر - في ترجمته المسماة بأرج الند والعود: كان عالماً باختلاف المذاهب، مطلعاً على الملل والنحل والغرائب، سلفي الاعتقاد شافعي المذهب كآبائه الأمجاد، إلّا أنه في كثير من المسائل يقتدي بالإِمام الأعظم، ثم في آخر أمره مال إلى الاجتهاد كأمثاله من العلماء النقاد، حسبما صرّح به الأئمة في كتب الأصول وتعرفه الجهابذة الفحول، قال: ومن مؤلفاته ما هو أعظمها قدراً وأجلها فخراً تفسيره المسمى بروح المعاني في تفسير القرآن والسبع
المثاني
توفيرحمهالله في ٢١ ذي القعدة سنة ١٢٧٠ »(١) .
(١٤٧)
رواية البلخي القندوزي
ورواه سليمان بن إبراهيم البلخي القندوزي(٢) في كتابه ( ينابيع المودة ) بالأسانيد المتنوعة والطرق المختلفة
فقد قال: « الحمويني في فرائد السمطين بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها، ولن تؤتى المدينة، إلّا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبّني ويبغضك، لأنك مني وأنا منك، لحمك لحمي ودمك من دمي، وروحك من روحي، وسريرتك من سريرتي وعلانيتك من علانيتي، سعد من أطاعك وشقي من عصاك، وربح من تولّاك وخسر من عاداك، فاز من لزمك وهلك من فارقك، ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، ومثلكم كمثل النجوم كلما غاب نجم طالع نجم إلى يوم القيامة ».
وقال: « الباب الرابع عشر في غزارة علمهعليهالسلام (٣) : وفي الدر المنظم لابن طلحة الحلبي الشافعي قال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها وقال الله تعالى:( وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها ) فمن أراد العلم
____________________
(١). التاج المكلل: ٣٦٠ وله ترجمة في الاعلام ٧ / ١٧٦ عن عدة من المصادر، وذكر أنه قد ألفت في ترجمته رسائل مفصلة.
(٢). هو الشيخ سليمان ابن الشيخ ابراهيم المعروف بـ ( خواجه كلان ) الحسيني البلخي القندوزي الحنفي، المتوفى في القسطنطينية بسنة ١٢٧٠، أو ١٢٩٣.
(٣). ينابيع المودة ٦٥ - ٧٨.
فليأت الباب.
وقال: « ابن المغازلي بسنده عن مجاهد عن ابن عباس، وأيضاً عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قالا: أخذ النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم بعضد علي وقال: هذا أمير البررة وقاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله، فمدّ بها صوته ثم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. أيضاً: أخرج هذا الحديث موفق بن أحمد والحمويني والديلمي في الفردوس وصاحب كتاب المناقب عن مجاهد عن ابن عباس. أيضاً: ابن المغازلي أخرج عن حذيفة بن اليمان عن علي رضي الله عنهما قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ولا تؤتى البيوت إلّا من أبوابها ابن المغازلي بسنده عن محمد بن عبد الله قال حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليرضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها، كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلّا من قبل الباب. عن الأصبغ بن نباتة قال: لمـّا جلس عليعليهالسلام في الخلافة خطب خطبة ذكرها أبو سعيد البحتري إلى آخرها ثم قال للحسنعليهالسلام : يا بني فاصعد المنبر وتكلّم، فصعد وبعد الحمد والتصلية قال: أيها الناس سمعت جدي رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها وهل تدخل المدينة إلاّ من بابها فنزل. ثم قال للحسينعليهالسلام فاصعد المنبر وتكلّم، فصعد فقال بعد الحمد والتصلية: أيها الناس سمعت جديصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: إن عليا مدينة هدى فمن دخلها نجى ومن تخلّف عنها هلك. فنزل ثم قال عليعليهالسلام : أيها الناس إنهما والدا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ووديعته التي استودعها على أمته وسائل عنهما ».
وقال: « عن كنوز الحقائق: أنا مدينة العلم وعلي بابها. للطبراني والديلمي ».
وقال: عن الجامع الصغير: « أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. للعقيلي وابن عدي والطبراني في الكبير والحاكم عن ابن عباس،
وأيضاً رواه ابن عدي والحاكم عن جابر ».
وقال: عن ذخائر العقبى: « في ذكر كثرة علم علي: وعن علي مرفوعاً: أنا دار العلم وعلي بابها. أخرجه البغوي في المصابيح، و أخرجه أبو عمر: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه ».
وقال: نقلاً عن كتاب السبعين: « الحديث الثاني والعشرون قال جابر: أخذ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم عضد علي وقال: هذا إمام البررة وقاتل الفجرة مخذول من خذله منصور من نصره، ثم مدّ صوته وقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. رواه ابن المغازلي.
وقال: عن مودة القربى: « جابر رفعه: أنا مدينة العلم وعلي بابها. ورواه ابن مسعود وأنس مثله».
وقال: نقلاً عن الصواعق: « أخرج البزار والطبراني في الأوسط عن جابر ابن عبد الله. وأيضاً الطبراني والحاكم والعقيلي وابن عدي عن ابن عمر، والترمذي وأيضاً الحاكم عن علي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها. و في رواية: فمن أراد العلم فليأت الباب، و في أخرى عن الترمذي عن علي: أنا دار الحكمة وعلي بابها ».
وقال عن درّة المعارف: « ثم إن الامام علياً كرّم الله وجهه ورث علم أسرار الحروف من سيدنا ومولانا محمد رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإليه الإِشارة بقولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، وهو أول من وضع وفق مائة من مائة في الاسلام ».
وقال نقلاً عن الدر المنظم: « والغرض من هذا السر الباهر والرمز الفاخر إظهار لوائح لأرباب الذوق، لأنه من العلوم الجسيمة الفاتحة لأبواب المدينة لا يسمّه ناسوتي ولا ينظر به إلّا لاهوتي، وهذا هو العلم الذي خصّ به آل محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم ، والعلم الذي محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم مدينته وعلي بابها ».
وقال: عن الكتاب المذكور: « وهما كتابان جليلان أحدهما: ذكره الامام
علي كرم الله وجهه على المنبر وهو قائم يخطب بالكوفة على ما سيأتي بيانه وهو المسمى بخطبة البيان، والآخر: أسره رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهذا العلم المكنون هو المشار إليه بقولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، وأمره بتدوينه، فكتبه الامام عليرضياللهعنه حروفاً مفرّقة على طريقة سفر آدمعليهالسلام في جفر، يعني في رق قد صنع من جلد البعير واشتهر بين الناس بالجفر الجامع والنور اللامع، وقيل الفجر والجامعة ».
وقال عن الدر المكنون والجوهر المصون: « والامام عليرضياللهعنه ورث علم الحروف من سيدنا محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإليه الإِشارة بقولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فعليه بالباب».
(١٤٨)
إثبات البدايوني
وقد وصف سلامة الله البدايوني الامام أمير المؤمنينعليهالسلام بـ « باب مدينة العلم » في ( معركة الآراء ) حيث قال بعد إيراد حديث « أصبت وأخطأت » الموضوع قال: « والحاصل أنه لما خطّأ السائل جواب باب مدينة العلم قال: لقد أصبت وأخطأت، وفوق كل ذي علم عليم ».
(١٤٩)
إثبات حسن الزمان
وقال المولوي حسن الزمان ما نصه: « تنبيه: من أحسن بينة على معنى ختم الأولياء الحديث المشهور الصحيح الذي صحّحه جماعات من الأئمة منهم: أشد
الناس مقالاً في الرجال سند المحدثين ابن معين كما أسنده عنه ووافقه الخطيب في تاريخه وقد كان قال أولاً لا أصل له، ومنهم: الامام الحافظ المنتقد المجتهد المستقل المجدّد الجامع من العلوم، كما ذكره السيوطي وابن حجر والتاج السبكي والذهبي والنووي عن الامام الحافظ الخطيب البغدادي ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، ويؤيّده قول إمام الأئمة ابن خزيمة ما أعلم على أديم الأرض أعلم من ابن جرير - في تهذيب الآثار، وقد قال الخطيب: لم أر مثله في معناه كما نقل كلامه السيوطي في مسند علي من جمع الجوامع، ومنهم: الحاكم ومن آخرهم الحافظ المجد الشيرازي شيخ ابن حجر في نقد الصحيح وأطنب في تحقيقه كما نقله الدهلوي في لمعات التنقيح، واقتصر على تحسينه العلائي والزركشي وابن حجر في أقوام أخر ردّا على ابن الجوزي من قولهصلىاللهعليهوآلهوسلم :
أنا مدينة العلم وعلي بابها ولا يؤتى المدينة إلّا من بابها. قال الله تعالى:( وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها ) وهو أقوى شاهد لصحة رواية صحّحها الحاكم: فمن أراد العلم فليأت الباب، وهذا مقام الختم من أنه لا وليّ بعده إلّا وهو راجع إليه آخذ من لديه، وإليه الإِشارة بما في الحديث الصحيح المستفيض المشهور بل المتواتر من الأمر بسدّ كلّ باب إلّا بابه مستندا إلى أمر الله تعالى بذلك »(١) .
وفيه: « وقد صحّ عن أئمة الصحابة كباب مدينة العلم وابن مسعود وابن عباس تأويل فواتح السور وهي من المتشابه ».
وفيه بعد كلام له: « والأخبار والآثار في ذلك عن باب مدينة العلم ودار الحكمة لا تكاد تحصى كثرة »(٢) .
____________________
(١). القول المستحسن في فخر الحسن: ٤٥٢.
(٢). القول المستحسن في فخر الحسن، انظر مثلاً: ٦٥.
(١٥٠)
إثبات علي بن سليمان الشاذلي
وقد أثبته علي بن سليمان الدمنتي المغربي المالكي الشاذلي(١) ، حيث تكلّم عليه بالتفصيل، وأجاب عن المناقشة في سنده بكلام الحافظين الصلاح العلائي وابن حجر(٢) .
(١٥١)
إثبات عبد الغني الغنيمي
ووصف عبد الغني أفندي الغنيمي أمير المؤمنينعليهالسلام بـ « باب مدينة العلم » كما ذكر سليم فارس أفندي. مدير الجوائب - في ( قرة الأعيان ومسرّة الأذهان ) حيث قال: « وقال العالم المتفنن النحرير المتقن السيد عبد الغني أفندي الغنيمي: الحمد لله الذي جعل العلماء ورثة الأنبياء، واجتباهم لحفظ الشريعة الغرّاء شريعة نبيه المصطفى، وخصّهم بمزيد الهبات وأدام بدوامهم آثار من مضى وفات، وميّز بين مراتبهم تحقيقا لقوله تعالى:( وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ ) أحمده سبحانه من إله كريم جواد، جعل العلم مجازاً في الحقيقة لكل إسعاد، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد أشرف مرسل وأكرم مبعوث وأفضل
____________________
(١). ترجم له في الأعلام ٤ / ٢٩٢ قال: « فقيه من أعلام المغاربة » وذكر مؤلفاته. ولم يذكر شرحه على الترمذي - وأرخ وفاته بسنة ١٣٠٦.
(٢). نفع قوت المغتدي: ١٤٨.
وعلى آله وأصحابه وذريته الذين حازوا الشرف بتبعيته.
أما بعد: فقد وقفت على هذا التأليف الميمون، فوجدته وهو بغرر الدرر مشحون، حيث أخذ بأطراف الفنون وأظهر سرها المكنون، وكيف لا ومنشؤه ملك العلماء الأكرمين، وابن أمير المؤمنين خاتمة الخلفاء الأربعة الراشدين، باب مدينة العلم علي ابن عم سيد المرسلين، فهو الحائز للشرفين الحسب والنسب الأفخم والجامع بين الفضيلتين السيف والقلم »(١) .
____________________
(١). وترجم له في الاعلام بقوله: « عبد الغني بن طالب بن حمادة بن ابراهيم الغنيمي الدمشقي الميداني. فاضل من فقهاء الحنفية » ثم ذكر مؤلفاته. وقد أرخ وفاته بسنة ١٢٩٨.
شواهد حديث أنا مدينة العلم
والآن وبعد أن أسمعناك نصوص روايات الأئمة الأعلام وكلماتهم بالنسبة إلى حديث أنا مدينة العلم وتحقّق لديك صحة هذا الحديث وثبوته عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فلنذكر طائفة من الشواهد والمؤيّدات للحديث المذكور - وهي أحاديث معتبرة يصلح كل منها باستقلاله للاستدلال به ومنها:
(١)
أنا دار الحكمة وعلي بابها
وممن رواه أو أرسله إرسال المسلم:
١ - أبو عبد الله أحمد بن حنبل.
٢ - أبو عيسى الترمذي.
٣ - أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي.
٤ - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري.
٥ - أبوبكر محمد بن محمد الباغندي.
٦ - أبو الحسين محمد بن المظفر البغدادي.
٧ - أبو عبد الله عبيد الله بن محمد العكبري المعروف بابن بطة.
٨ - أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري.
٩ - أبوبكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني.
١٠ - أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني.
١١ - أبو الحسن علي بن محمد بن الطيّب المعروف بابن المغازلي.
١٢ - أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني.
١٣ - أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي.
١٤ - أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي.
١٥ - أحمد بن محمد بن علي العاصمي.
١٦ - كمال الدين أبو سالم محمد بن طلحة الشافعي.
١٧ - أبو المظفر يوسف بن قزعلي المعروف بسبط ابن الجوزي.
١٨ - أبو عبد الله محمد بن يوسف الكنجي الشافعي.
١٩ - محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري.
٢٠ - صدر الدين أبو المجامع إبراهيم بن محمد الحموئي.
٢١ - وليّ الدين محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي.
٢٢ - جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي.
٢٣ - صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي.
٢٤ - مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي.
٢٥ - شمس الدين محمد بن محمد الجزري.
٢٦ - شهاب الدين أحمد بن علي المعروف بابن حجر العسقلاني.
٢٧ - شهاب الدين أحمد صاحب توضيح الدلائل.
٢٨ - جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي.
٢٩ - شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني.
٣٠ - شمس الدين محمد العلقمي.
٣١ - شمس الدين محمد بن يوسف الشامي.
٣٢ - أحمد بن محمد ابن حجر المكي.
٣٣ - علي بن حسام الدين الشهير بالمتقي.
٣٤ - إبراهيم بن عبد الله الوصّابي.
٣٥ - شيخ بن عبد الله العيدروس اليمني.
٣٦ - رحمة الله بن عبد الله السندي.
٣٧ - جمال الدين عطاء بن فضل الله الشيرازي.
٣٨ - محمد عبد الرؤف بن تاج العارفين المناوي.
٣٩ - محمد حجازي بن محمد الشعراني.
٤٠ - ملا يعقوب البنباني اللّاهوري.
٤١ - أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي.
٤٢ - الشيخ عبد الحق الدهلوي.
٤٣ - شيخ بن علي بن محمد الجفري.
٤٤ - نور الدين علي بن أحمد العزيزي.
٤٥ - نور الدين علي بن علي الشبراملسي.
٤٦ - محمد بن عبد الباقي الزرقاني.
٤٧ - ميرزا محمد بن معتمد خان البدخشي.
٤٨ - محمد صدر العالم.
٤٩ - نظام الدين بن قطب الدين السهالوي.
٥٠ - شاه ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي.
٥١ - محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني.
٥٢ - محمد بن علي الصبّان المصري.
٥٣ - محمد مبين بن محب السهالوي اللكهنوي.
٥٤ - عبد العزيز بن ولي الله ( الدهلوي ).
٥٥ - محمد إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي.
٥٦ - حسن علي المحدِّث الدّهلوي.
٥٧ - نور الدين بن إسماعيل السليماني.
٥٨ - ولي الله بن حبيب الله اللكهنوي.
٥٩ - سليمان بن إبراهيم البلخي القندوزي.
(١)
رواية أحمد بن حنبل
لقد رواه أحمد بن حنبل بسنده عن الصنابحي في كتاب ( المناقب ) على ما جاء في ( تفريح الاحباب ) حيث قال: « عن عليرضياللهعنه قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها. رواه الترمذي وقال: هذا حديث غريب. وقال: روى بعضهم هذا الحديث عن شريك ولم يذكر فيه عن الصنابحي، ولا نعرف هذا الحديث عن أحد من الثقات غير شريك. ورواه أحمد عن الصنابحي»(١) .
(٢)
رواية الترمذي
ورواه أبو عيسى الترمذي في ( الجامع الصحيح ) كما في ( ذخائر العقبى ):
____________________
(١). تفريح الأحباب ٣٥٠.
« عن عليرضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها. أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن »(١) .
وفي ( الرياض النضرة: « عن علي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها. أخرجه الترمذي وقال: حسن غريب ».
وتعلم روايته من ( المشكاة ) و ( أجوبة العلائي ) و ( تاريخ ابن كثير ) و ( نقد الصحيح ) و ( أسنى المطالب ) ( والجامع الصغير ) و ( الصواعق ) و ( كنز العمال ) و ( المرقاة ) وغيرها أيضاً.
(٣)
رواية أبي مسلم الكجّي
ورواه أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي بسنده عن عليعليهالسلام كما تقدم في مواضع من الكتاب، نقلاً عن صلاح الدين العلائي قوله: « ومع ذلك فله شاهد رواه الترمذي في جامعه عن إسماعيل بن موسى الفزاري عن محمد بن عمر بن الرومي عن شريك بن عبد الله عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن أبي عبد الله الصنابحي عن علي عبد الله الصنابحي عن علي مرفوعاً: أنا دار الحكمة وعلي بابها.
ورواه أبو مسلم الكجي وغيره عن محمد بن عمر بن الرومي ».
وتقدّم عن الفيروزآبادي قوله: « وللحديث طريق آخر رواه الترمذي في جامعه وتابعه أبو مسلم الكجي وغيره على روايته ».
ترجمته:
١ - السمعاني: « الكجي اشتهر بهذه النسبة أبو مسلم إبراهيم بن
____________________
(١). ذخائر العقبى ٧٧.
عبد الله كان من ثقات المحدّثين وكبارهم »(١) .
٢ - الذهبي: « أبو مسلم الكجّي الحافظ المسند صاحب كتاب السنن وبقية الحفاظ وثّقه الدارقطني وغيره، وكان سرّيا نبيلا عالما بالحديث مات ببغداد في المحرم سنة ٢٩٢ وحمل إلى البصرة وقد قارب المائة »(٢) .
وفي ( العبر ): « الحافظ صاحب السنن ومسند الوقت وثّقه الدارقطني. وكان محدّثاً حافظاً محتشماً كبير الشأن »(٣) .
وفي ( دول الاسلام ): « شيخ المحدثين »(٤) .
٣ - اليافعي: « الحافظ صاحب السنن ومسند الوقت، وكان محدّثاً حافظاً محتشماً كبير الشأن»(٥) .
٤ - السيوطي: « أبو مسلم الكجي الحافظ المسند، وثقه [ بقية ] الشيوخ قال الدارقطني: كان ثقة نبيلاً عالماً بالحديث »(٦) .
(٤)
رواية الطبري
ورواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه ( تهذيب الآثار ) ونصَّ على صحّته بقوله: « هذا الخبر عندنا صحيح » وقد عرفت ذلك من عدة كتب فيما سلف. وقال السيوطي: « كنت أجيب بهذا الجواب دهراً إلى أن وقفت على
____________________
(١). الأنساب - الكجي.
(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٢٦٠.
(٣). العبر - حوادث ٢٩٢.
(٤). دول الاسلام - حوادث ٢٩٢.
(٥). مرآة الجنان - حوادث ٢٩٢.
(٦). طبقات الحفاظ ٢٧٣.
تصحيح ابن جرير لحديث علي في تهذيب الآثار، مع تصحيح الحاكم لحديث ابن عباس، فاستخرت الله تعالى وجزمت بارتقاء الحديث عن مرتبة الحسن إلى مرتبة الصحة ».
(٥)
رواية ابن بطة
ورواه أبو عبد الله العكبري المعروف بابن بطة بالسند الآتي:
« أبو علي محمد بن أحمد الصواف، ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، ثنا محمد بن عمر بن الرومي، ثنا شريك عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي عن علي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها ».
كما علمت روايته من كلام ابن عراق. الوجه (٩٨).
(٦)
رواية الحاكم
ورواه أبو عبد الله الحاكم النيسابوري في ( المستدرك )، كما سيأتي في كلام الصالحي والشبراملسي والزرقاني.
(٧)
رواية ابن مردويه
ورواه أبوبكر ابن مردويه الاصبهاني، بسنده عن الشعبي عن: « علي قال
قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها ».
كما علمت روايته في كلام ابن عراق. الوجه (٩٨) أيضاً.
(٨)
رواية أبي نعيم
ورواه أبو نعيم الاصبهاني حيث قال: « حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني، نا الحسن بن سفيان، ثنا عبد الحميد بن بحر، ثنا شريك عن سلمة ابن كهيل عن الصنابحي عن علي بن أبي طالب قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها. رواه الأصبغ بن نباتة والحارث عن علي نحوه، ومجاهد عن ابن عباس. عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم مثله »(١) .
ورواه في كتاب ( المعرفة ) أيضاً.
(٩)
رواية ابن المغازلي
ورواه أبو الحسن ابن المغازلي الواسطي حيث قال: « قولهعليهالسلام : أنا دار الحكمة:
أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي - قدم علينا واسطاً - أنا أبو الحسن علي بن محمد بن لؤلؤ إذنا، نا عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة، نا محمد ابن يحيى، نا محمد بن جعفر الكوفي عن محمد بن الطفيل، عن أبي معاوية عن
____________________
(١). حلية الأولياء ١ / ٦٤.
الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها. فمن أراد الحكمة فليأت الباب.
أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج قال أنا محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ إجازة نا الباغندي محمد بن محمد بن سليمان نا سويد عن شريك عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي عن علي عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها »(١) .
(١٠)
رواية أبي المظفّر السمعاني
ورواه أبو المظفر السمعاني في كتابه ( مناقب الصحابة ): « عن عليرضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها »(٢) .
(١١)
رواية الديلمي
ورواه الديلمي صاحب ( فردوس الأخبار ) بقوله: « أنا دار الحكمة وعلي بابها »(٣) .
(١٢)
رواية العاصمي
ورواه العاصمي صاحب ( زين الفتى ) حيث ذكر مشابه أمير المؤمنين عليه
____________________
(١). المناقب ٨٦ - ٨٧.
(٢). مناقب الصحابة - مخطوط.
(٣). فردوس الأخبار.
السلام لآدم أبي البشر. فقال في شبهه به في العلم والحكمة: « ولذلك قال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها. وفي بعض الروايات: أنا دار الحكمة وعلي بابها ».
ورواه أيضاً في مقام تفصيل الأسماء التي سمّى بها النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم علياًعليهالسلام ، قال: « وأما باب دار الحكمة، فإنه أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن نصررحمهالله ، قال أخبرنا الشيخ إبراهيم بن أحمد الحلوانيرحمهالله ، عن محمود بن محمد بن رجا، عن المأمون بن أحمد وعمّار بن عبد المجيد وسليمان بن خميرويه، عن الامام محمد بن كرّامرحمهالله ، عن أحمد بن محمد بن فضيل عن زياد بن زياد، عن عبيد بن أبي جعد، عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: أنا دار الحكمة وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأت الباب. مذكور في كتاب المكتفي.
وأخبرني شيخي محمد بن أحمدرحمهالله ، قال أخبرنا علي بن إبراهيم بن علي قال: حدثنا أو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، قال حدثنا حكيم بن الحجاج الهروي قال حدثنا إسماعيل بن بنت السدي، قال حدثنا محمد بن عمر الرومي عن شريك عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي، عن علي قال قال رسول الله:صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها.
وأخبرنا محمد بن أبي زكريارحمهالله قال أخبرنا أبو إبراهيم إسماعيل بن ابراهيم بن محمد بن أحمد الواعظ قراءة عليه بنيسابور، قال أخبرنا أبوبكر هلال ابن محمد بالبصرة قال حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، قال حدثنا محمد بن عمر بن عبد الله، قال حدثنا شريك عن سلمة عن الصنابحي عن علي. وذكر الحديث »(١) .
____________________
(١). زين الفتى بتفسير سورة هل أتى - مخطوط.
(١٣)
رواية ابن طلحة الشافعي
ورواه أبو سالم محمد بن طلحة الشافعي بد حديث مدينة العلم كما سمعت سابقاً حيث قال: « ونقل الامام أبو محمد الحسين بن مسعود القاضي البغوي في كتابه الموسوم بالمصابيح: إن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها »(١) .
(١٤)
رواية سبط ابن الجوزي
ورواه يوسف سبط ابن الجوزي حيث قال بعد حديث مدينة العلم: « وفي رواية: أنا دار الحكمة وعلي بابها. وفي رواية: أنا مدينة الفقه وعلي بابها »(٢) .
(١٥)
رواية الكنجي الشافعي
ورواه أبو عبد الله الكنجي الشافعي حيث عقد باباً خاصاً به وهو: « الباب الحادي والعشرون، فيما خصّ الله تعالى علياًرضياللهعنه بالحكمة. قال الله تعالى:( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) .
أخبرنا عبد اللطيف بن محمد ببغداد، أخبرنا محمد بن عبد الباقي، أخبرنا أبو الفضل بن أحمد حدثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا عبد الحميد بن بحر حدثنا شريك عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي عن عليرضياللهعنه قال قال رسول الله صلّى
____________________
(١). مطالب السئول: ٦١.
(٢). تذكرة خواص الأمة: ٤٨.
عليه وآله وسلّم: أنا دار الحكمة وعلي بابها.
قلت: هذا حديث حسن عال. وقد فسّرت الحكمة بالسنّة لقوله عز وجل:( وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ ) الآية: يدل على صحة هذا التأويل ما قد قالصلىاللهعليهوآلهوسلم : أوتيت الكتاب ومثله معه. أراد بالكتاب القرآن. ومثله معه ما علّمه الله تعالى من الحكمة، وبيّن له من الأمر والنهي والحلال والحرام. فالحكمة هنا هي السنة، فلهذا قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها »(١) .
(١٦)
رواية المحب الطبري
ورواه محب الدين الطبري الشافعي حيث قال: « ذكر اختصاصه بأنه باب دار الحكمة - عن عليرضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها. أخرجه الترمذي وقال: حسن غريب »(٢) .
وقال أيضاً: « ذكر أنهرضياللهعنه باب دار الحكمة - عن عليرضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها. أخرجه الترمذي، وقال: حديث حسن »(٣) .
(١٧)
رواية الحمّوئي
ورواه صدر الدين الحمّوئي بسنده حيث قال: « أخبرنا شيخنا الامام أبو
____________________
(١). كفاية الطالب ١١٨ - ١١٩.
(٢). الرياض النضرة ٢ / ٢٥٥.
(٣). ذخائر العقبى: ٧٧.
عمرو ابن الموفق بقراءتي عليه، قال أنبأ شيخ الاسلام سعد الحق والدين محمد بن المؤيد الحموئي قدّس الله روحه إجازة قال: أنبأ شيخ الاسلام نجم الدين أحمد بن عمر ابن محمد بن عبد الله الخيوقي إجازة إنْ لم يكن سماعاً قال أنبأ محمد بن عمر ابن علي الطوسي سماعاً عليه بقراءتي عليه بنيسابور، قال أنبأ أبو العباس أحمد ابن أبي الفضل السقائي أنبأ أبو سعيد محمد بن طلحة الجنابذي، أنبأ أبو علي أحمد ابن عبد الرحمن الدمشقي، أنبأ أبوبكر يوسف بن القاسم القاضي، نبّأ أبو عبد الله ابن محمد القاضي الكوفي، أنبأ إسماعيل بن موسى الفزاري، أنبأنا محمد بن عمر الرومي عن شريك عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي عن عليرضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها »(١) .
(١٨)
رواية الخطيب التبريزي
ورواه وليّ الدين الخطيب التبريزي صاحب ( المشكاة ) عن عليعليهالسلام : « قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها. رواه الترمذي وقال: هذا حديث غريب. وقال: روي بعضهم هذا الحديث عن شريك ولم يذكروا فيه عن الصنابحي، ولا نعرف هذا الحديث عن أحد من الثقات غير شريك »(٢) .
____________________
(١). فرائد السمطين ١ / ٩٩.
(٢). مشكاة المصابيح ٣ / ٢٤٤.
(١٩)
رواية الزرندي
وأرسله محمد بن يوسف الزرندي إرسال المسلم، حيث قال بمدح الامام عليعليهالسلام : « المخصوص من الحضرة النبوية بكرامة الأُخوة والانتخاب، المنصوص عليه بأنه لدار الحكمة ومدينة العلم باب ».
(٢٠)
رواية العلائي
ودافع صلاح الدين العلائي عن هذا الحديث وأثبت صحته، رداً على من طعن فيه وقد تقدم نص كلماته عن ( اللآلي المصنوعة ) في الوجه (٦٩).
(٢١)
رواية الفيروزآبادي
ورواه مجد الدين الفيروزآبادي في ( نقد الصحيح ) وحقّقه. وقد تقدمت عبارته سابقاً. الوجه (٧٥).
(٢٢)
رواية ابن الجزري
ورواه شمس الدين ابن الجزري في كتابه ( أسنى المطالب ) وقد تقدم نص عبارته. (٧٨).
(٢٣)
رواية العسقلاني
ورواه ابن حجر العسقلاني وأفتى بحسنه، كما ستعلم من عبارة الشامي والعلقمي والمناوي والزرقاني.
(٢٤)
رواية شهاب الدين أحمد
ورواه السيد شهاب الدين أحمد صاحب ( توضيح الدلائل ) في: « الباب الخامس عشر - في أنّ النبي صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم دار الحكمة ومدينة علم وعلي لهما باب. وأنه أعلم بالله تعالى وأحكامه وآياته وكلامه بلا ارتياب ».
قال: « عن علي رحمة الله ورضوانه عليه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وبارك وسلّم: أنا دار الحكمة وعلي بابها. رواه الحافظ أبو نعيم والطبري.
ورواه في المشكاة وقال: أخرجه الترمذي »(١) .
(٢٥)
رواية السيوطي
ورواه جلال الدين السيوطي في عدة من كتبه: ففي ( القول الجلي ): « الحديث الخامس عشر - عن علي كرّم الله وجهه إن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها. أخرجه الترمذي وقال غريب »(٢) .
وفي ( الجامع الصغير ): أنا دار الحكمة وعلي بابها. ت عن علي »(٣) .
وفي ( جمع الجوامع ): « أنا دار الحكمة وعلي بابها. ت غريب. حل ».
وكذا في ( اللئالي المصنوعة ) و ( شرح الترمذي ). وقد أورد كلام ابن جرير والعلائي.
(٢٦)
إثبات القسطلاني
وأثبته شهاب الدين القسطلاني بوصف النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم بـ « دار الحكمة » حيث قال: « د - دار الحكمة، الداعي إلى الله، دعوة إبراهيم، دعوة النبيين، دليل الخيرات »(٤) .
____________________
(١). توضيح الدلائل - مخطوط.
(٢). القول الجلي: ٣٣.
(٣). الجامع الصغير ١ / ١٠٨.
(٤). المواهب اللدنية ١ / ١٨٢.
(٢٧)
رواية العلقمي
ورواه العلقمي في شرحه على الجامع الصغير حيث قال: « حديث أنا دار الحكمة وعلي بابها. وقال في الكبير: ت غريب. قلت: وزعم القزويني وابن الجوزي بأنه موضوع. وردّ عليهما الحافظ العلائي وابن حجر والمؤلف بما يبطل قوليهما »(١) .
(٢٨)
رواية الشامي
وقال محمد بن يوسف الشامي في أسماء رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : « حرف الدال - دار الحكمة. أخذه الشيخرحمهالله تعالى من حديث عليرضياللهعنه : إن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها. رواه الحاكم في المستدرك وصحّحه، وادعى ابن الجوزي أنه موضوع. وتعقّبه الشيخ رحمه الله تعالى في النكت وفي اللآلي. وقال الحافظان العلائي وابن حجر: الصواب أنه حسن لا صحيح ولا موضوع. وقد بسطت الكلام عليه في كتاب الفوائد المجموعة في بيان الأحاديث الموضوعة ».
____________________
(١). الكوكب المنير - شرح الجامع الصغير - مخطوط.
(٢٩)
رواية ابن حجر المكي
ورواه شهاب الدين ابن حجر المكي في ( الصواعق المحرقة ) كما سمعت سابقاً حيث قال: « وفي أخرى عند الترمذي عن علي قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها »(١) وكذا في ( المنح المكية ).
(٣٠)
رواية المتقي
ورواه علي المتقي الهندي في فضائلهعليهالسلام حيث قال: « أنا دار الحكمة وعلي بابها. ت عن علي »(٢) .
ورواه عن الترمذي وابن جرير ثم ذكر قول ابن جرير: « هذا خبر صحيح سنده ».
____________________
(١). الصواعق المحرقة: ٧٣.
(٢). كنز العمال ١٢ / ٢٠١.
(٣١)
رواية الوصابي
ورواه إبراهيم الوصابي اليمني: « وعنه - أي عن أمير المؤمنين - إن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها. أخرجه الترمذي في جامعه وقال: غريب وأبو نعيم في المعرفة »(١) .
(٣٢)
روايه العيدروس
ورواه شيخ بن عبد الله العيدروس قائلاً: « وفي أخرى عن الترمذي عن علي: أنا دار الحكمة وعلي بابها »(٢) .
(٣٣)
رواية السندي
ورواهرحمهالله السندي قائلاً: « حديث - أنا دار الحكمة وعلي بابها. ابن
____________________
(١). الاكتفاء في مناقب الاربعة الخلفاء - مخطوط.
(٢). العقد النبوي والسر المصطفوي - مخطوط.
بطة. نع مرطب حب عد خظ وفي لفظ: أنا مدينة الفقه. وآخر: أنا مدينة العلم »(١) .
(٣٤)
إثبات المحدِّث الشيرازي
وأثبته جمال الدين المحدِّث في ( أربعينه ) حيث وصف الامام علياًعليهالسلام بـ « المنصوص عليه بأنه لدار الحكمة ومدينة العلم باب »(٢) .
(٣٥)
رواية المناوي
ورواه عبد الرؤف المناوي في ( كنوز الحقائق ) وفي ( التيسير ) وفي ( فيض القدير في شرح الجامع الصغير ). وهذا نص عبارته في الكتاب الأخير: « أنا دار الحكمة - وفي رواية: أنا مدينة العلم - وعلي بابها، أي علي بن أبي طالب هو الباب الذي يدخل منه إلى الحكمة، وناهيك بهذه المرتبة ما أسناها وهذه المنقبة ما أعلاها.
ومن زعم أن المراد بقوله: « وعلي بابها » إنه مرتفع من العلو وهو الارتفاع، فقد تحمّل لغرضه الفاسد بما لا يجديه ولا يسمنه ولا يغنيه.
أخرج أبو نعيم عن ترجمان القرآن مرفوعاً: ما أنزل الله عزّ وجلّ يا أيها
____________________
(١). مختصر تنزيه الشريعة - مخطوط.
(٢). الأربعين في فضائل أمير المؤمنين - مخطوط.
الذين آمنوا إلّا وعلي رأسها وأميرها، و أخرج عن ابن مسعود قال: كنت عند النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فسئل عن علي كرّم الله وجهه، فقال: قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءاً واحداً، و عنه أيضاً: أنزل القرآن على سبعة أحرف ما منها حرف إلّا له ظهر وبطن، وأما علي فعنده منه علم الظاهر والباطن، و أخرج أيضاً: علي سيد المرسلين [ المسلمين ] وإمام المتقين، وأخرج أيضاً: أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب، و أخرج أيضاً: علي راية الهدى، وأخرج أيضاً: إنّ الله أمرني أن أدنيك وأعلمك لتعي وأنزلت عليَّ هذه الآية:( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) وأخرج أيضاً عن ابن عباس: كنا نتحدث أن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم عهد إلى علي كرّم الله وجه سبعين عهداً لم يعهد إلى غيره. والأخبار في هذا الباب لا تكاد تحصى.
« ت » عن اسماعيل بن موسى الفزاري عن محمد بن عمر الرومي عن شريك عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن أبي عبد الله الصنابحي عن علي أمير المؤمنين « وقال غريب » وزعم القزويني كابن الجوزي وضعه، وأطال العلائي ردّه وقال: لم يأت أبو الفرج ولا غيره بعلة قادحة في هذا الخبر سوى دعوى الوضع دفعاً بالصدر.
وسئل عنه الحافظ ابن حجر في فتاويه فقال: هذا حديث صحّحه الحاكم وذكره ابن الجوزي في الموضوعات وقال إنه كذب، والصواب خلاف قوليهما معاً وأنه من قسم الحسن لا يرتقي إلى الصحة ولا ينحط إلى الكذب، قال: وبيانه يستدعى طولاً، لكن هذا هو المعتمد »(١) .
____________________
(١). فيض القدير في شرح الجامع الصغير ٣ / ٤٦.
(٣٦)
رواية الشعراني
ورواه محمد حجازي الشعراني في ( فتح المولى النصير بشرح الجامع الصغير ) وحكم بكونه حسناً كما في شرح العزيزي، فإنه المراد من « قال الشيخ » وسيأتي.
(٣٧)
إثبات يعقوب اللّاهوري
وأثبته الملّا يعقوب البنباني اللاهوري. وسيأتي كلامه فيما بعد.
(٣٨)
رواية ابن باكثير المكي
ورواه أحمد بن الفضل المكي حيث قال: « وعنه أيضاً كرّم الله وجهه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها. أخرجه الترمذي »(١) .
____________________
(١). وسيلة المآل - مخطوط.
(٣٩)
إثبات عبد الحق الدهلوي
وأثبته الشيخ عبد الحق الدهلوي في ( اللمعات شرح المشكاة ) وكذا في ( أشعة اللمعات ). كما ذكر « دار الحكمة » في أسماء النبي في ( مدارج النبوة ).
(٤٠)
رواية الجفري
وأرسله شيخ بن علي الجفري إرسال المسلَّم حيث قال في ( كنز البراهين الكسبية ): « قالصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها ».
(٤١)
رواية العزيزي
ورواه الشيخ علي العزيزي بشرح الجامع الصغير وقال: « قال العلقمي: وزعم القزويني وابن الجوزي أنه موضوع. وردّ عليهما الحافظ العلائي وابن حجر والمؤلف بما يبطل قولهما وقال الشيخ: حديث حسن »(١) .
____________________
(١). السراج المنير - شرح الجامع الصغير ٢ / ٦٢.
(٤٢)
رواية الشبراملسي
ورواه علي الشبراملسي في حاشيته على المواهب اللدنية بشرح « دار الحكمة » من أسماء النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: « قوله: دار الحكمة. أخذه الشيخ من حديث علي: إنّ النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها. رواه الحاكم في المستدرك وصححه ».
(٤٣)
رواية الزرقاني
وأثبته الزرقاني المالكي شارح المواهب اللدنية وحققه بشرح « دار الحكمة » قال: « لقولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها. رواه الحاكم في المستدرك وصححه، وزعم ابن الجوزي والذهبي أنه موضوع. وردّ بما يطول. قال الحافظان العلائي وابن حجر: الصواب إنه حسن لا صحيح ولا موضوع »(١) .
____________________
(١). شرح المواهب اللدنية ٣ / ١٢٩.
(٤٤)
رواية البدخشاني
ورواه الميرزا محمد البدخشاني في كتابه ( نزل الأبرار ) حيث قال بعد ذكر حديث مدينة العلم: « وهو عند الترمذي وأبي نعيم في الحلية عن علي كرم الله وجهه بلفظ: أنا دار الحكمة وعلي بابها».
وفي كتابه ( مفتاح النجا ): « وأخرجه الترمذي وأبو نعيم في الحلية عن علي كرم الله وجهه مرفوعاً بلفظ: أنا دار الحكمة وعلي بابها ».
وفي كتابه ( تحفة المحبين ) عن الترمذي وحكم بحسنه بالنظر إلى شواهده.
(٤٥)
رواية محمد صدر العالم
ورواه محمد صدر العالم في ( معارج العلى ) نقلا عن ( جمع الجوامع ) وقد مرّت عبارته فيما سبق.
(٤٦)
إثبات النظام السهالوي
وأثبته نظام الدين السهالوي في ( الصبح الصادق ) كما ستعرف.
(٤٧)
رواية ولي الله الدهلوي
ورواه شاه ولي الله الدهلوي في ( قرة العينين ) واختار أنه حسن.
(٤٨)
رواية الأمير الصنعاني
ورواه محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني عن الترمذي، ونقل تصحيح الطبري في ( الروضة الندية ).
(٤٩)
رواية محمد مبين اللكهنوي
ورواه المولوي محمد مبين اللكهنوي في ( وسيلة النجا ) عن الترمذي وأبي نعيم.
(٥٠)
رواية ( الدهلوي )
وقال عبد العزيز ( الدهلوي ) في كتابه ( عزيز الاقتباس ): « حديث أنا دار الحكمة وعلي بابها. رواه الترمذي ».
وذكره ( الدهلوي ) في جواب سؤال بعض السائلين واحتج به، وقد مضت عبارته.
(٥١)
إثبات محمد إسماعيل الدهلوي
وهو ابن أخ ( الدهلوي ) فإنه أثبت حديث أنا دار الحكمة في رسالته ( منصب امامت ) قال: « ومن ذلك الحكمة. قال الله تبارك وتعالى( وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ) وقالصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها. ودعاصلىاللهعليهوآلهوسلم لابن عباس: اللهم علمه الحكمة ».
(٥٢)
رواية المحدِّث الدهلوي
ورواه حسن علي المحدث الدهلوي تلميذ ( الدهلوي ) قائلاً: « عن علي
رضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها.
رواه الترمذي وقال: هذا حديث غريب، وقال روى بعضهم هذا الحديث عن شريك ولم يذكر فيه عن الصنابحي، ولا نعرف هذا الحديث عن أحد من الثقات غير شريك، ورواه أحمد عن الصنابحي ».
وكذا أثبته في كتابه ( شرح عزيز الاقتباس ).
(٥٣)
رواية السليماني
ورواه نور الدين السليماني في ( الدر اليتيم ) نقلاً عن كتاب ( الاكتفاء ): « وعنه - أي عن عليعليهالسلام - إن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها. أخرجه الترمذي في جامعه وقال غريب. وأبو نعيم في المعرفة ».
(٥٤)
رواية ولي الله اللكهنوي
ورواه ولي الله اللكهنوي حيث قال بعد حديث مدينة العلم: « وأورد الترمذي لفظ الدار مكان المدينة ».
(٥٥)
رواية البلخي القندوزي
ورواه الشيخ سليمان القندوزي حيث قال: « الترمذي والحمويني بسنديهما عن سويد بن غفلة عن الصنابحي عن عليرضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها وفي الباب عن ابن عباس.
الحمويني عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها.
ابن المغازلي بسنده عن مجاهد عن ابن عباس. و أيضاً عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي عن علي كرّم الله وجهه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها ».
وروى عن ( كنوز الحقائق ): « أنا دار الحكمة وعلي بابها. للترمذي » وكذا عن ( الجامع الصغير ) وعن ( الصواعق المحرقة ).
(٥٦)
رواية الشاذلي
ورواه الشاذلي الدمنتي في ( شرح الترمذي ) حيث أخرجه.
(٢)
أنا مدينة الحكمة وعلي بابها
وممن رواه أو أرسله إرسال المسلَّم:
١ - إسماعيل المدني الأنماطي.
٢ - أبو الحسن شاذان الفضلي.
٣ - أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني.
٤ - أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصفهاني.
٥ - أبوبكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي.
٦ - أبو المجامع ابراهيم بن محمد الحموئي.
٧ - السيد شهاب الدين أحمد.
٨ - جلال الدين عبد الرحمن السيوطي.
٩ - عبد الرؤف بن تاج العارفين المناوي.
١٠ - شاه ولي الله الدهلوي.
١١ - المولوي ولي الله اللكهنوي.
١٢ - الشيخ سليمان البلخي القندوزي.
(١)
رواية الأنماطي
لقد روى هذا الحديث بترجمة مولانا أمير المؤمنينعليهالسلام من كتابه في ( تاريخ الصحابة ) قائلاً: « حدثنا أبوبكر ابن خلاد وفاروق الخطابي قالا: أخبرنا أبو مسلم الكجي، عن محمد بن عمر بن الرومي، عن شريك عن سلمة بن كهيل، عن الصنابحي عن علي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة الحكمة وعلي بابها ».
(٢)
رواية شاذان الفضلي
ورواه أبو الحسن شاذان الفضلي في كتابه في ( خصائص علي )عليهالسلام على ما نقل عنه جلال الدين السيوطي، كما ستعلم.
(٣)
رواية الدارقطني
ورواه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني أيضاً كما ستعلم من عبارة الحافظ الخطيب البغدادي.
(٤)
إثبات أبي نعيم
وأثبت الحافظ أبو نعيم هذا الحديث بوصفه سيدنا أمير المؤمنينعليهالسلام بـ « مدينة الحكمة »، إذ في مدحه بقوله: « سيد القوم، محب الشهود ومحبوب العبود، باب مدينة الحكمة والعلوم ...»(١) .
(٥)
رواية الخطيب البغدادي
ورواه الحافظ أبوبكر الخطيب البغدادي في ( تاريخ بغداد ) حيث قال:
« أخبرنا علي بن أبي علي المعدّل وعبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن سابور، حدثنا عثمان بن إسماعيل بن مجالد، حدثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة الحكمة وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأت الباب »(٢) .
وفي كتاب ( تلخيص المتشابه في الرسم ) بقوله: « أخبرني الحسن بن أبي طالب نا علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن إبراهيم الأنماطي، نا الحسين بن عبيد الله التميمي، نا حبيب بن النعمان قال: أتيت المدينة لأجاور بها، فسألت
____________________
(١). حلية الأولياء ١ / ٦١.
(٢). تاريخ بغداد ١١ / ٢٠٤.
من خير أهلها فأشاروا إلى جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فأتيته فسلّمت عليه، فقال لي: أنت الأعرابي الذي سمعت من أنس بن مالك خمسة عشر حديثاً؟ قال قلت: نعم. قال: فأملها علي، قال: فأمليتها على ابنه وهو يسمع فقلت له: الا تحدثني بحديثٍ عن جدّك أخبرك به أبوك؟ قال: يا أعرابي تريد أن يبغضك الناس وينسبوك إلى الرفض؟ قال قلت: لا. قال: حدثني أبي عن جدّي قال حدثني جابر بن عبد الله قال رسول الله: أبوبكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة.
قال: فعجّلت. فعرف الذي أردت. قال:
وحدثني أبي عن أبيه عن جابر قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة الحكم - أو الحكمة - وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب »(١) .
كما وستعلم ذلك من عبارة السيوطي الآتية.
(٦)
رواية الحموئي
ورواه صدر الدين أبو المجامع الحمويني، كما ستعلم من عبارة القندوزي.
(٧)
رواية شهاب الدين أحمد
وقال شهاب الدين أحمد: « قال الامام الهمام المتفق على علو شأنه في العلوم
____________________
(١). تلخيص المتشابه ١ / ١٦١.
والأعمال، المتّسق له دراري الفضل في سلك النظم بألسنة أهل الكمال، الحافظ الورع البارع العالم العامل العارف الكامل بلا شك ومرية: أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصفهاني، في كتابه الفائق اللائق المسمى بالحلية: « وسيد القوم محب الشهود ومحبوب المعبود، باب مدينة الحكم والعلوم ...»(١) .
(٨)
رواية السيوطي
وقال جلال الدين السيوطي: « قال أبو الحسن شاذان الفضلي في خصائص علي: ثنا أبوبكر محمد بن ابراهيم بن فيروز الأنماطي، ثنا الحسين بن عبد الله التميمي، ثنا حبيب بن النعمان، حدثني جعفر بن محمد، حدثني أبي عن جدي عن جابر بن عبد الله قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة الحكمة وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت إلى بابها.
أخرجه الخطيب في تلخيص المتشابه من طريق الدارقطني، ثنا محمد بن ابراهيم الأنماطي به »(٢) .
(٩)
رواية المناوي
ورواه عبد الرؤف المناوي حيث قال: « أنا دار الحكمة. وفي رواية: أنا
____________________
(١). توضيح الدلائل - مخطوط.
(٢). اللالي المصنوعة ١ / ٣٣٥.
مدينة الحكمة - وعلي بابها. أي: علي بن أبي طالب هو الباب الذي يدخل منه إلى الحكمة»(١) .
(١٠)
رواية ولي الله الدهلوي
ورواه شاه ولي الله الدهلوي في ( إزالة الخفا ) مستشهداً به مرسلاً إيّاه إرسال المسلَّم حيث قال في ذكر مآثر أمير المؤمنينعليهالسلام : « وحكمته أكثر من أن تحصر وتحصى وكيف يتيسر ذلك وقد قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة الحكمة وعلي بابها »؟
(١١)
رواية ولي الله اللكهنوي
وكذا قال المولوي ولي الله اللكهنوي في ذكر مناقب الامامعليهالسلام من كتابه ( مرآة المؤمنين ).
(١٢)
رواية القندوزي
وقال القندوزي البلخي الحنفي: « أخرج الحمويني عن سعيد بن جبير عن
____________________
(١). فيض القدير ٣ / ٤٦.
ابن عباسرضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ولن تؤتى المدينة إلّا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبّني ويبغضك، لأنك مني وأنا منك، لحمك من لحمي ودمك من دمي وروحك من روحي وسريرتك من سريرتي وعلانيتك من علانيتي. وأنت إمام أمّتي ووصيي. سعد من أطاعك وشقي من عصاك وربح من تولاك وخسر من عاداك. فاز من لزمك وهلك من فارقك ومثلك ومثل الأئمة من ولدك مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق. ومثلكم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة »(١) .
تنبيه
يظهر من الحافظ الدارقطني أن له كلاماً في ثبوت حديث: ( أنا مدينة الحكمة وعلي بابها ) عن سيدنا عليعليهالسلام . وهذا نص كلامه في ( العلل ): « وسئل عن حديث الصنابحي عن علي عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة الحكمة وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها.
فقال: هو حديث يرويه سلمة بن كهيل. واختلف عنه. فرواه شريك عن سلمة عن الصنابحي عن علي. واختلف عن شريك، فقيل عنه عن سلمة عن رجل عن الصنابحي. ورواه يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن سويد بن غفلة عن الصنابحي ولم يسنده.
والحديث مضطرب غير ثابت. وسلمة لم يسمع من الصنابحي »(٢) .
أقول: هذا من الدارقطني غير مقبول. إذ لا تنافي بين طرق الحديث، بل إن بعضها يقوّي البعض الآخر، ولا اضطراب وتوضيح ذلك:
____________________
(١). ينابيع المودة: ١٣٠ ٦ / ٢٣٠.
(٢). تهذيب التهذيب ٤ / ١٥٦.
إن الطريق الذي فيه « شريك عن سلمة عن الصنابحي عن علي » لا كلام في ثبوت الحديث به، ودعوى الدارقطني أن « سلمة لم يسمع من الصنابحي » غير مسموعة، لأنها شهادة على النفي، بل لا وجه لاستبعاد سماعه منه، لأن سلمة ولد سنة ٧٤ كما ذكر ابن حجر(١) . وقد مات الصنابحي - وهو عبد الرحمن بن عسيلة - زمن عبد الملك، وذكره البخاري فيمن مات بين السبعين إلى الثمانين كما قال ابن حجر. فلو كانت وفاته سنة ٧٠ كان سلمة من أبناء الثالثة والعشرين. فلا شكال في سماعه منه.
والطريق الذي فيه: « شريك عن سلمة عن رجل عن الصنابحي » يثبت به الحديث كذلك، لأن « الرجل » فيه هو « سويد بن غفلة » بقرينة الطريق الآخر وهو من ثقات التابعين قال الذهبي: « سويد بن غفلة الجعفي أبو أمية ولد عام الفيل قدم المدينة حين دفنوا النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم . وسمع أبابكر وعدّة. وعنه سلمة بن كهيل وعبدة بن أبي لبابة. ثقة إمام زاهد قوّام »(٢) .
وأما قول الدارقطني: « ورواه يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن سويد ابن غفلة عن الصنابحي ولم يسنده » أي: لم يسنده إلى الصنابحي، بل رواه عن أمير المؤمنينعليهالسلام من دون ذكر له.
ففيه: إن « سويد بن غفلة » تابعي مخضرم، روى عن الخلفاء الأربعة كما لا يخفى على من لاحظ كتب الرجال، وقد نص على ذلك الحافظ العلائي في ( أجوبته ) والفيروزآبادي في ( نقد الصحيح ). على أنه والصنابحي في طبقة واحدة ولم يكن بين قدومهما المدينة المنورة إلّا أيّام معدودة. قال ابن حجر: « سويد بن غفلة - بفتح المعجمة والفاء - أبو أمية الجعفي، مخضرم من كبار التابعين، قدم المدينة يوم دفن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم وكان مسلما في حياته، ثم نزل الكوفة
____________________
(١). تهذيب التهذيب ٦ / ٢٣٠.
(٢). الكاشف ١ / ٤١٢.
ومات سنة ٨٠ وله مائة وثلاثون سنة »(١) .
وقال: « عبد الرحمن بن عسيلة - بمهملة مصغراً - المرادي أبو عبد الله الصنابحي ثقة من كبار التابعين. قدم المدينة بعد موت النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم بخمسة أيام، مات في خلافة عبد الملك »(٢) .
فلا مانع من سماع كلا الرجلين الحديث من أمير المؤمنينعليهالسلام مباشرة، فعدم إسناد « سويد بن غفلة » الحديث إلى « الصنابحي » لا يوجب الطعن في هذا الطريق.
فظهر أن تعلّل الدارقطني بهذا في ( العلل ) ليس إلّا عن جهل وغفلة إنْ لم يكن من علة في قلبه
ولا يخفى أن ما ذكره يدور حول الحديث عن أمير المؤمنين خاصة وقد علمت من عبارة الخطيب والسيوطي أن الدارقطني من رواته عن جابر. كما عرفت من رواية الحمويني ورود هذا الحديث عن ابن عباس أيضاً.
____________________
(١). تقريب التهذيب ١ / ٣٤١.
(٢). تقريب التهذيب ١ / ٤٩١.
(٣)
أنا دار العلم وعلي بابها
وممن رواه أو أثبته:
١ - أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي.
٢ - محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري.
٣ - علي بن سلطان القاري.
٤ - أحمد بن الفضل بن باكثير المكي.
٥ - شيخ بن علي الجفري.
٦ - سليمان بن إبراهيم القندوزي.
(١)
رواية البغوي
أما البغوي فقد روى هذا الحديث الشريف في كتابه ( مصابيح السنة ) كما
ستعلم من عبارة المحب الطبري الآتية.
(٢)
رواية المحب الطبري
فقد قال محب الدين الطبري في ( ذخائر العقبى ) إذْ قال: « ذكر أنهرضياللهعنه باب دار العلم وباب مدينة العلم. عن عليرضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار العلم وعلي بابها.
أخرجه البغوي في المصابيح في الحسان.
وأخرجه أبو عمروقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. وزاد: فمن أراد العلم فليأته من بابه »(١) .
وفي ( الرياض النضرة ): « ذكر اختصاصه بأنه دار العلم وباب مدينة العلم. عن عليرضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار العلم وعلي بابها. أخرجه في المصابيح في الحسان ».
وفيه: « ذكر علمه وفقهه. وقد تقدم - في ذكر أعلميته مطلقاً وأعلميته بالسنة، وأنه باب دار العلم، وأن أحداً من الصحابة لم يكن يقول: « سلوني » غيره، وإحالة جمع من الصحابة عليه - معظم أحاديث هذا الذكر ».
(٣)
رواية القاري
وقال علي القاري: « وعنه. أي عن علي. قال قال رسول الله صلّى الله
____________________
(١). ذخائر العقبى ٧٧.
عليه وسلّم: أنا دار الحكمة. وفي رواية: أنا مدينة العلم. و في رواية المصابيح: أنا دار العلم وعلي بابها. وفي رواية زيادة: فمن أراد العلم فليأته من بابه »(١) .
(٤)
رواية ابن باكثير
وقال ابن باكثير المكي: « وعن سيدنا علي كرّم الله وجهه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار العلم وعلي بابها. أخرجه البغوي في الحسان من المصابيح ».
(٥)
رواية الجفري
وقال الجفري في ( كنز البراهين ): « وقالصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا دار العلم وعلي بابها ».
(٦)
رواية القندوزي
ورواه القندوزي البلخي عن ( ذخائر العقبى ) كما تقدم.
____________________
(١). المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٥٧١.
(٤)
أنا ميزان العلم وعلي كفّتاه
ومن رواته:
١ - أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي
٢ - السيد علي بن شهاب الدين الهمداني.
٣ - عبد الوهاب بن محمد رفيع الدين البخاري.
٤ - سليمان القندوزي البلخي.
(١)
رواية الديلمي
قال الديلمي في ( فردوس الأخبار ): « ابن عباس: أنا ميزان العلم، وعلي كفّتاه، والحسن والحسين خيوطه، وفاطمة علاقته، والأئمة من أمتي عموده. يوزن فيه أعمال المحبين لنا والمبغضين لنا ».
(٢)
رواية الهمداني
ورواه السيد علي الهمداني في ( روضة الفردوس ) و ( مودة القربى ) و ( السبعين في فضائل أمير المؤمنين ) كذلك عن ابن عباس عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم .
(٣)
رواية عبد الوهاب البخاري
ورواه عبد الوهاب البخاري في تفسيره ( تفسير أنوري ) عن صاحب الفردوس عن ابن عباس كذلك.
(٤)
رواية القندوزي
وأورد الشيخ سليمان القندوزي روايات الهمداني في كتابه ( ينابيع المودة ).
(٥)
أنا مدينة الجنة وعلي بابها
ومن رواته:
١ - أبو الحسن علي بن محمد - ابن المغازلي.
٢ - سليمان القندوزي البلخي.
قال ابن المغازلي:
« قولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة الجنة:
أخبرنا محمد بن أحمد بن سهل النحويرحمهالله إذناً، عن أبي طاهر ابراهيم بن محمد بن عمر بن يحيى العلوي، نا عمر بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله، نا عبد الرزاق ابن سليمان بن غالب الأزدي، نا رباح ومحمد بن سعيد ابن شرحبيل، نا أبو عبد الغني الحسن بن علي نا عبد الوهاب بن همام، حدثني أبي عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: أنا مدينة الجنة وعلي بابها فمن أراد الجنة فليأتها من بابها »(١) .
ورواه القندوزي عن ابن المغازلي كذلك.
____________________
(١). مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي: ٨٦.
(٦)
أنا مدينة الفقه وعلي بابها
ومن رواته:
١ - أبو عبد الله عبيد الله بن محمد - إبن بطة العكبري.
٢ - شمس الدين يوسف بن قزعلي - سبط ابن الجوزي.
٣ - أبو الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني.
٤ - رحمة الله بن عبد الله السندي.
(١)
رواية ابن بطة
رواه ابن بطة العكبري بالسند الآتي: « ثنا أبوبكر محمد بن القاسم النحوي قال ثنا عبد الله بن ناجية، قال ثنا أبو منصور شجاع بن شجاع، قال ثنا عبد الحميد بن بحر البصري، قال ثنا شريك، قال حدثنا سلمة بن كهيل عن
عبد الرحمن عن علي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة الفقه وعلي بابها ».
(٢)
رواية سبط ابن الجوزي
وقال سبط ابن الجوزي في ذكر حديث أنا مدينة العلم: « وفي رواية: أنا دار الحكمة وعلي بابها. وفي رواية: أنا مدينة الفقه وعلي بابها »(١) .
(٣)
رواية ابن عراق
وقال ابن عراق كما سمعت سابقاً: « أنا دار الحكمة وعلي بابها. ابن بطة نع مرطب حب عد خط. و في لفظ: أنا مدينة الفقه. وفي آخر: أنا مدينة العلم ».
(٤)
رواية السندي
وأورد رحمة الله السندي في ( مختصر تنزيه الشريعة ) عبارة ابن عراق بنصها.
____________________
(١). تذكرة خواص الامة: ٤٨.
(٧)
أنا ميزان الحكمة وعلي لسانه
وممن أثبته:
١ - أبو حامد محمد بن محمد الغزالي.
٢ - كمال الدين الحسين الميبدي اليزدي.
قال الميبدي:
« ويجب على طالبي طريق الإيقان وشاربي رحيق العرفان - بحكم: « أنا مدينة العلم وعلي بابها » أخرجه الترمذي. و « أنا ميزان الحكمة وعلي لسانه » المذكور في الرسالة العقلية للإمام الغزالي - التوجه إلى باطن ملكوت موطن سيدنا أمير المؤمنين، إمام المحسنين، يعسوب الواصلين، مطلوب الكاملين »(١) .
____________________
(١). الفواتح - شرح ديوان أمير المؤمنين: ٣.
(٨)
أنا المدينة وأنت الباب ولا تؤتى المدينة إلّا من بابها
وممن رواه:العاصمي
قال أبو محمد أحمد بن محمد العاصمي ما نصه: « وأخبرنا محمد بن أبي زكريا الثقةرحمهالله ، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، قال أخبرنا محمد ابن عمر بن سلم الجعابي الحافظ أبوبكر، قال حدثني أبو محمد القاسم بن محمد ابن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمد بن علي، قال حدثني أبي عن أبيه عن محمد بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن محمد عن أبيه محمد عن أبيه عمر عن أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنهم قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي: إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك، وأعلّمك لتعي، وأنزلت عليّ هذا الآية:( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) فأنت الاذن الواعية لعلمي يا علي، وأنا المدينة وأنت الباب ولا تؤتى المدينة إلّا من بابها »(١) .
____________________
(١). زين الفتى بتفسير سورة هل أتى - مخطوط.
(٩)
فهو باب مدينة علمي - أو - فهو باب علمي
قالصلىاللهعليهوآلهوسلم في حديث المعراج، ومن رواته:
١ - أبو الحسن علي بن محمد - ابن المغازلي.
٢ - أبو المؤيّد الموفق بن أحمد - الخطيب الخوارزمي.
٣ - الشيخ سليمان القندوزي البلخي.
(١)
رواية ابن المغازلي
قال أبو الحسن ابن المغازلي: « قولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أتاني جبرئيل بدرنوك من درانيك الجنة:
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن موسى الكندجاني، نا أبو الفتح هلال ابن محمد الحفّار، نا إسماعيل بن علي بن رزين، نا أخي دعبل بن علي، نا شعبة
ابن الحجّاج عن أبي التياح عن ابن عبّاس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : أتاني جبرئيل بدرنوك من الجنة، فجلست عليه، فلمّا صرت بين يدي ربي فكلّمني وناجاني، فما علّمني شيئا إلّا علمه علي، فهو باب مدينة علمي.
ثم دعاه النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم إليه فقال له: يا علي، سلمك سلمي وحربك حربي، وأنت العلم بيني وبين أمتي من بعدي »(١) .
(٢)
رواية الخوارزمي
ورواه الموفّق الخوارزمي المكي بلفظ: « فهو باب علمي » على ما نقل عنه القندوزي. فإنه بعد أن أورد الحديث عن ابن المغازلي كما تقدّم رواه عن الخوارزمي بسنده عن ابن عباس، لكن بلفظ « فهو باب علمي »(٢) .
____________________
(١). المناقب لابن المغازلي ٥٠.
(٢). ينابيع المودة ٦٩.
(١٠)
علي مني وأنا من علي، فهو باب علمي ووصيي
قالهصلىاللهعليهوآلهوسلم في حديثٍ لعبد الرحمن بن عوف.
رواه السيد علي الهمداني، وعنه القندوزي، وهذا لفظه:
« عن عكرمة عن ابن عباسرضياللهعنه : - قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم لعبد الرحمن بن عوف: يا عبد الرحمن، إنّكم أصحابي، وعلي بن أبي طالب أخي ومني وأنا من علي، فهو باب علمي ووصيي. وهو وفاطمة والحسن والحسين هم خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً »(١) .
____________________
(١). ينابيع المودة ٢٦٣ عن المودة في القربى.
(١١)
علي باب علمي ومبيّن لأمتي ما أرسلت به
ومن رواته:
١ - شيرويه بن شهردار الديلمي.
٢ - شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي.
٣ - السيد علي الهمداني.
٤ - جلال الدين السيوطي.
٥ - عبد الوهاب البخاري.
٦ - علي المتقي الهندي.
٧ - إبراهيم الوصابي اليمني.
٨ - جلال الدين المحدّث الشيرازي.
٩ - محمد صدر العالم.
١٠ - أحمد بن عبد القادر العجيلي.
١١ - نور الدين السليماني.
١٢ - ولي الله اللكهنوي.
١٣ - سليمان القندوزي البلخي.
(١)
رواية شيرويه الديلمي
أما شيرويه الديلمي فتعلم من عبارة الهمداني في ( المودة القربى ) والمتقي في ( كنز العمال ) وغيرهما.
(٢)
رواية شهردار الديلمي
وأما رواية شهردار الديلمي فتعلم من عبارة السيوطي في ( اللآلي ) والوصابي في ( الاكتفاء ) وغيرهما.
(٣)
رواية الهمداني
وأما رواية الهمداني فهي في كتابه ( السبعين من مناقب أمير المؤمنين ): « الحديث التاسع والعشرون. عن أبي الدرداء [ أبي ذر ]رضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : علي باب علمي ومبيّن لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبّه إيمان وبغضه نفاق، والنظر إليه رأفةً ومودةً عبادة. رواه صاحب
الفردوس »(١) .
(٤)
رواية السيوطي
وأما رواية السيوطي فهذا نصها في ( اللآلي المصنوعة ): « وقال الديلمي: أنا أبي، أنا الميداني، أنا أبو محمد الحلّاج، أنا أبو الفضل محمد بن عبد الله، ثنا أحمد بن عبيد الثقفي، ثنا محمد بن علي بن خلف العطار، ثنا موسى بن جعفر ابن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ثنا عبد المهيمن ابن العباس عن أبيه، عن جده سهل بن سعد عن أبي ذر قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : علي باب علمي ومبيّن لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبّه إيمان وبغضه نفاق، والنظر إليه رأفة »(٢) .
ورواه في كتابه ( جمع الجوامع ) ولفظه: « علي باب علمي ومبيّن لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبه إيمان وبغضه نفاق، والنظر إليه رأفة. الديلمي عن أبي ذر ».
وقال في ( القول الجلي في فضائل علي ): « الحديث الثامن والثلاثون - عن أبي ذر: إن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال علي باب علمي ومبيّن لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبه إيمان وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة ».
____________________
(١). انظر: ينابيع المودة: ٢٥٤.
(٢). اللالي المصنوعة ١ / ٣٣٥.
(٥)
رواية عبد الوهاب البخاري
وأما رواية عبد الوهاب البخاري فهي في تفسيره ( تفسير أنوري ) عن الديلمي صاحب الفردوس باللفظ المتقدم.
(٦)
رواية المتقي
وأما رواية علي المتقي فهي: « علي باب علمي ومبيّن لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبّه إيمان وبغضه نفاق، والنظر إليه رأفة. الديلمي عن أبي ذر »(١) .
(٧)
رواية الوصابي
وأما رواية الوصابي فهي عن ( مسند الفردوس ) عن ابن عباس. قال: « وعن ابن عباسرضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : علي باب علمي ومبيّن لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبه إيمان وبغضه نفاق، والنظر إليه
____________________
(١). كنز العمال ١٢ / ٢١٢.
رأفة أخرجه الديلمي في مسند الفردوس »(١) .
(٨)
رواية الجمال المحدّث
وأمّا رواية جمال الدين المحدّث فهذا لفظها: « الحديث الثامن عشر - عن أبي ذر عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال: علي باب علمي وهديي، ومبيّن لأمّتي ما أرسلت به من بعدي، حبه إيمان وبغضه نفاق »(٢) .
(٩)
رواية صدر العالم
وأما رواية محمد صدر العالم فهي في ( معارج العلى ) عن الديلمي عن أبي ذر.
(١٠)
رواية العجيلي
وأمّا رواية أحمد العجيلي فقوله: « وفي الكبير للسيوطيرحمهالله ، قال صلّى
____________________
(١). الاكتفاء في مناقب الخلفاء - مخطوط.
(٢). الأربعين في مناقب أمير المؤمنين الحديث: ١٨.
الله عليه وسلّم: علي باب علمي ومبيّن لأمتي ما أرسلت به من بعدي. رواه أبوذر »(١) .
(١١)
رواية السليماني
وأما رواية نور الدين السليماني فهي هذه: « وعن ابن عباسرضياللهعنه قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : علي باب علمي ومبيّن لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبّه إيمان وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة. أخرجه الديلمي في مسند الفردوس »(٢) .
(١٢)
رواية اللكهنوي
وأمّا رواية ولي الله اللكهنوي فهي قوله: « قالصلىاللهعليهوآلهوسلم : علي باب علمي ومبيّن لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبه إيمان وبغضه نفاق، والنظر إليه رأفة »(٣) .
____________________
(١). ذخيرة المآل - مخطوط.
(٢). الدر اليتيم - مخطوط.
(٣). مرآة المؤمنين - مخطوط.
(١٣)
رواية القندوزي
وأما رواية الشيخ سليمان القندوزي فهي في ( ينابيع المودة ) عن ( السبعين ) باللفظ المتقدم. وكذا عن ( المودة في القربى )(١) .
____________________
(١). ينابيع المودة: ٢٥٤.
(١٢)
... وأنت باب علمي
هو في حديث طويل مشتمل على جملة من فضائل عليعليهالسلام ، روي عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، مخاطباً للامامعليهالسلام يوم خيبر ومن رواته:
١ - أبو سعد عبد الملك الخركوشي.
٢ - أبو نعيم الاصبهاني.
٣ - أبو منصور شهردار الديلمي.
٤ - أبو المؤيّد الموفّق الخوارزمي.
٥ - أبو العلاء العطّار الهمداني.
٦ - أبو حامد محمود الصالحاني.
٧ - أبو عبد الله الكنجي الشافعي.
٨ - السيد شهاب الدين أحمد.
٩ - الشيخ سليمان القندوزي.
(١)
رواية الخركوشي
أما رواية الخركوشي فهي في ( شرف النبوة ) كما ستعلم من ( توضيح الدلائل ).
(٢)
رواية أبي نعيم
وأما رواية أبي نعيم فستعلم من عبارة ( توضيح الدلائل ).
(٣)
رواية الديلمي
وأما رواية الديلمي فستعلمها من عبارة الموفّق الخوارزمي، فإنه يروي الحديث عنه معبّراً عنه بـ « سيد الحفّاظ ».
(٤)
رواية الخوارزمي
فقد قال ما نصه: « حدثنا سيّد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي - فيما كتب إليّ من همدان - حدثنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله ابن عبدوس الهمداني كتابة، أخبرنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمةرضياللهعنه - من مسند زيد بن عليرضياللهعنه ، - حدثنا الفضل بن الفضل ابن العباس، حدّثنا أبو عبد الله محمد بن سهل، حدّثنا محمد بن عبد الله البلدي، حدثني إبراهيم بن عبيد الله بن العلا، حدثني أبي عن زيد بن عليرضياللهعنه عن أبيه عن جدّه عن علي بن أبي طالبرضياللهعنه قال:
قال النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم يوم فتحت خيبر: لولا أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت اليوم فيك مقالاً لا تمرّ على ملأٍ من المسلمين إلّا أخذوا من تراب نعليك وفضل طهورك يستشفون به.
ولكنْ حسبك أن تكون مني وأنا منك، ترثني وأرثك. وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي. أنت تؤدّي ديني وتقتل على سنتي، وأنت في الآخرة أقرب الناس مني، وأنك غداً على الحوض خليفتي وتذود عنه المنافقين، وأنت أول من يرد على الحوض، وأنت أول داخل الجنة من أمتي، وإن شيعتك على منابر من نور رواء مرويين مبيضّة وجوههم حولي، أشفع لهم فيكونون غداً في الجنة جيراني. وإن عدوّك ظماء مظمئون مسودّة وجوههم مقمحون، حربك حربي وسلمك سلمي، وسرك سري وعلانيتك علانيتي، وسريرة صدرك كسريرة صدري، وأنت باب علمي.
وإن ولدك ولدي، ولحمك لحمي، ودمك دمي. وإن الحق معك، والحق
على لسانك، وفي قلبك، وبين عينيك، والإِيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي. وإن الله عزّ وجلّ أمرني أن أبشرّك أنك وعترتك في الجنة وأن عدوك في النار، لا يرد الحوض عليّ مبغض لك، ولا يغيب عنه محب لك.
قال علي: فخررت له سبحانه وتعالى ساجداً، وحمدته على ما أنعم به علي من الإسلام والقرآن، وحبّبني إلى خاتم النبيين وسيد المرسلينصلىاللهعليهوآلهوسلم »(١) .
(٥)
رواية العطّار الهمداني
وأما رواية الحفاظ أبي العلاء العطّار فستعلمها من عبارة الكنجي، فإنه من أعلام سند روايته.
(٦)
رواية الصالحاني
وأما رواية أبي حامد الصالحاني فتعلم من عبارة ( توضيح الدلائل )، فقد نقل عنه الحديث.
____________________
(١). مناقب أمير المؤمنين. وعنه القندوزي في الينابيع: ٦٣.
(٧)
رواية الكنجي
وأما رواية الكنجي الشافعي فقد قال ما نصه: « أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن بركة الكتبي، أخبرنا الحافظ أبو العلاء الهمداني، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله الهمداني، حدثنا أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة عن مسند زيد بن عليرضياللهعنه ، حدثنا الفضل بن الفضل بن العباس » إلى آخره(١) ، كما تقدم في الخوارزمي.
(٨)
رواية شهاب الدين أحمد
وأما رواية شهاب الدين أحمد فهي: « عن زيد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب، عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وعنهم، قال قال لي رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يوم فتحت خيبر: لولا أن تقول طوائف من أمتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم
رواه الامام الحافظ الصالحاني وقال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي نصر بدانكفاد بقراءتي عليه قال: حدثنا الحسن بن أحمد قال: أخبرنا الامام الحافظ العالم الرباني أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصفهاني بسنده إلى زيد بن علي. فذكر سنده
____________________
(١). كفاية الطالب: ٢٦٤.
ورواه أيضاً الإِمام أبو سعد في شرف النبوة بتغيير يسير في اللفظ وزيادة هي: ليس أحد من الأمة يتقدّمك، وأن أمير المؤمنين علياً كرم الله تعالى وجهه خرَّ ساجداً، ثم قال: الحمد لله الذي أنعم عليَّ بالاسلام، وهداني بالقرآن، وحبّبني إلى خير البرية خاتم النبيين وسيد المرسلين، إحساناً منه وتفضّلاً.
أقول: هذا حديث جامع يدخل فيه أشتات أبواب المناقب، ويشتمل أسباب خصائص الفضائل وعلو المراتب، قد رواه أجلة الثقات من أهل السنة وعناه أدلة الثقاة، ولله الفضل والمنة، والمراد من إيراده في هذا الباب كما خطّه قلمي لفظة: وتقاتل على سنتي والايمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي »(١) .
(٩)
رواية القندوزي
وأما رواية القندوزي فهي: « الموفق بن أحمد قال: أخبرنا سيّد الحفاظ أبو منصور » إلى آخر ما تقدم في الخوارزمي(٢) .
____________________
(١). توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل - مخطوط.
(٢). ينابيع المودة: ٦٣.
(١٣)
عيبة علمي وبابي الذي أوتى منه
ومن رواته:
١ - أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصفهاني.
٢ - أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد الخوارزمي.
٣ - أبو القاسم عبد الكريم بن محمد الرافعي.
٤ - أبو عبد الله محمد بن يوسف الكنجي.
٥ - أبو المجامع صدر الدّين الحموئي.
٦ - حسام الدين أبو عبد الله حميد المحلي.
٧ - السيد شهاب الدين أحمد.
٨ - محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني.
٩ - سليمان بن إبراهيم البلخي القندوزي.
(١)
رواية أبي نعيم
رواه أبو نعيم الاصفهاني بإسناده عن ابن عباس - حيث قال: « حدثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي قال: حدثنا محمد بن جرير قال: حدّثنا عبد الله بن داهر الرازي قال: حدّثني أبي داهر بن يحيى الأحمري المقري قال: حدّثنا الأعمش عن عباية، عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي.
وقال: يا أم سلمة، إشهدي واسمعي: هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي بابي الذي أوتي منه، والوصي على الأموات من أهل بيتي، أخي في الدنيا وخديني في الآخرة، ومعي في السّنام الأعلى »(١) .
(٢)
رواية الخوارزمي
ورواه الموفّق بن أحمد المكي الخوارزمي في ( المناقب ) بقوله: « أنبأني مهذب الأئمة هذا قال: أنبأنا محمد بن علي الشاهد قال: أخبرنا الحسن بن أحمد المقري - قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا حبيب بن الحسن قال: حدثنا
____________________
(١). منقبة المطهرين أهل بيت محمد سيد الاولين والآخرين - مخطوط.
عبدالله بن أيوب القرني قال: حدّثنا زكريا بن يحيى المنقري قال: حدّثنا إسماعيل ابن عباد المدني، عن شريك، عن منصور، عن ابراهيم بن علقمة، عن عبد الله قال:
خرج النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم من عند زينب بنت جحش، فأتى بيت أم سلمة - وكان يومها من رسول الله - فلم يلبث أن جاء عليرضياللهعنه فدقّ الباب دقّاً خفيفاً، فاستثبت رسول الله الدقّ وأنكرته أمّ سلمة، فقال لها رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : قومي فافتحي له الباب. فقالت: يا رسول الله من هذا الذي بلغ من خطره ما أفتح له الباب فأتلقاه بمعاصمي وقد نزلت فيَّ آية من كتاب الله بالأمس؟ فقال - كالمغضب -: إنّ طاعة الرسول طاعة الله، ومن عصى الرسول فقد عصى الله. إنّ بالباب رجلاً ليس بالنزق ولا الخرق، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. ففتحت له الباب، فأخذ بعضادتي الباب، حتى إذا لم يسمع حسّاً ولا حركة، وصرت إلى خدري - استأذن فدخل.
فقال رسول الله: أتعرفينه؟ قلت: نعم، هذا علي بن أبي طالب. قال: صدقت. سجيّته من سجيّتي، ولحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو عيبة علمي.
إسمعي واشهدي: وهو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي. إسمعي واشهدي: لو أن عبداً عبد الله ألف عام من بعد ألف عام بين الركن والمقام، ثمّ لقى الله مبغضاً لعليرضياللهعنه لأكبّه الله يوم القيامة على منخريه في نار جهنم ».
وقال الخوارزمي: « أنبأني أبو العلاء هذا، أخبرنا الحسن بن أحمد المقري قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي » إلى آخر ما تقدم في أبي نعيم.
(٣)
رواية الرّافعي
ورواه عبد الكريم الرافعي في ( التدوين في أخبار قزوين ) حيث قال: « كتب إلينا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي - وقرأت على يوسف بن عمر بسماعه منه - قال: ثنا أبو الفضل أحمد بن حسن خيرون، أنبأ أبو علي أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، ثنا أبوبكر بن كامل، ثنا القاسم بن العباس، ثنا زكريا بن يحيى الحراز، ثنا إسماعيل بن عبّاد، ثنا شريك عن منصور عن إبراهيم، عن علقمة عن عبد الله قال: خرج رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم من بيت زينب » بنحو ما تقدم إلى آخره.
(٤)
رواية الكنجي
ورواه أبو عبد الله الكنجي بقوله: « أخبرنا المعمَّر أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن يوسف الكاشغري، أخبرنا الشيخان ابن النبطي والكاغذي، قال أبو الفتح أخبرنا أبو الفضل ابن خيرون، وقال أبو المظفر أخبرنا أبوبكر أحمد بن علي الطريثيثي قالا: أخبرنا أبو علي ابن شاذان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، أخبرنا الحافظ أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفارسي الفسوي في مشيخته، حدثنا أبو طاهر محمد بن قسيم الحضرمي، حدثنا حسن بن حسين العرني، حدثني يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس قال:
قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم لأمّ سلمة: هذا علي بن أبي طالب، لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي. يا أم سلمة: هذا علي أمير المؤمنين وسيّد المسلمين ووعاء علمي ووصيي وبابي الذي أوتى منه. أخي في الدنيا والآخرة، ومعي في المقام الأعلى، يقتل القاسطين والناكثين والمارقين »(١) .
وقال الكنجي الشافعي: « الباب السادس والثمانون: في أن خلق عليرضياللهعنه مثل خلق النبي: أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن [ أبي ] الحسن الأرجي بدمشق، عن الحافظ أبي الفضل محمد بن ناصر بن علي السّلامي، أخبرنا محمد بن علي بن عبيد الله، ثنا عمي أحمد بن عبيد الله، حدثنا أبو الحسين بن الصواف، حدثنا عبد الله بن أبي سفيان، حدثنا محمد بن الكديمي، حدثنا زكريا ابن يحيى، حدثنا إسماعيل بن عبّاد عن شريك النخعي، عن سعيد بن زيد قال: خرج علينا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم من بيت زينب حتى دخل بيت أم سلمة - وكان يومها من رسول الله - فلم يلبث أن جاء علي بن أبي طالب فدقّ الباب » إلى آخر ما تقدم(٢) .
(٥)
رواية الحموئي
ورواه صدر الدّين الحموئي بسنده عن ابن درستويه عن الفسوي عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، كما تقدم
____________________
(١). كفاية الطالب: ١٦٧.
(٢). المصدر: ١٩٨.
في الكنجي(١) .
(٦)
رواية المحلي
ورواية حميد المحلي تعلم من كلام الأمير الصنعاني الآتي.
(٧)
رواية شهاب الدين أحمد
ورواه السيد شهاب الدين أحمد في ( توضيح الدلائل ) عن ابن عباس، كما تقدم.
(٨)
رواية الأمير الصنعاني
ورواه محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني في ( الروضة الندية - شرح التحفة العلوية ) حيث قال: « ذكر الفقيه العلامة حميدرحمهالله في شرحه بعضاً من الروايات في الخوارج ولم يستوف كما سقناه، إلّا أنه ذكر ما لم نذكره فيما مضى، وذكر بسنده الى ابن عباس قال: كان ابن عباس جالساً بمكة يحدّث الناس على شفير زمزم، فلما انقضى حديثه نهض إليه رجل من القوم فقال: يا ابن عباس، إنّي رجل من أهل الشام. قال: أعوان كلّ ظالم إلّا من عصم الله منكم، سل عما
____________________
(١). فرائد السمطين ١ / ١٤٩.
بدالك قال: يا ابن عباس إني جئت أسألك عن علي بن أبي طالب وقتله أهل لا إله إلّا الله لم يكفروا بقبلة ولا حج ولا صيام رمضان. فقال له: ثكلتك أُمّك سلْ عما يعنيك قال: يا عبد الله ما جئتك أضرب من حمص لحج ولا عمرة، ولكن أتيتك لتخرج لي أمر علي وفعاله. فقال ويحك إن علم العالم صعب لا يحتمل، ولا تقربه القلوب ( إلى أن نقل عن ابن عباس أنه قال في خطاب الشامي ) فاجلس حتى أخبرك الذي سمعته من رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وعاينته:
إن رسول الله تزوّج بنت جحش فأولم، وكانت وليمته الحيس، وكان يدعو عشرة عشرة من المؤمنين، فكانوا إذا أصابوا من طعام نبي الله استأنسوا إلى حديثه فمكث رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم سبعة أيام ولياليها، ثم تحوّل إلى بيت أم سلمة بنت أمية - وكان ليلتها وصبحها ويومها من رسول الله - فلما تعالى النهار وانتهى علي إلى الباب، فدقه دقاً خفيفاً، فعرف رسول الله دقّه وأنكرته أم سلمة، فقال: يا أم سلمة قومي وافتحي الباب
فقال الشامي: فرّجت عني يا ابن عباس، أشهد أن علياً مولاي ومولى كل مسلم ».
(٩)
رواية القندوزي
ورواه القندوزي عن الخوارزمي بسنده عن ابن عباس. وعن الحمويني بسنده عن ابن مسعود ».
أقول: ويؤيد هذاالحديث:
١ - قول أمير المؤمنينعليهالسلام في كلام له « أنا عيبة العلم أنا أوبة الحلم » رواه صاحب ( توضيح الدلائل ) وقد تقدّم النص الكامل له في الكتاب.
٢ - قولهعليهالسلام في خطبة له في وصف آل محمد: « هم موضع سره ولجأ أمره وعيبة علمه » رواها باختصار القندوزي في ( ينابيع المودة - ٥٢٠ ).
٣ - قول سيدنا علي بن الحسينعليهالسلام : « نحن أبواب الله ونحن الصراط المستقيم ونحن عيبة علمه » وسيأتي نصّه قريباً.
(١٤)
وهو بابي الذي أوتى منه
ومن رواته:
١ - أبوبكر أحمد بن موسى بن مردويه.
٢ - أبو القاسم علي بن الحسن ابن عساكر.
٣ - أبو عبد الله محمد بن يوسف الكنجي.
(١)
رواية ابن مردويه
أما رواية أبي بكر ابن مردويه الاصبهاني فهذا نصها على ما نقل: « حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا عبد الله بن داهر: قال حدثني أبي عن الأعمش عن عباية الأسدي عن ابن عباس قال: ستكون فتنة فمن أدركها - أو فإنْ أدركها أحد منكم - فعليه بخصلتين، كتاب الله وعلي بن أبي طالب، فإنّي سمعت رسول الله
صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول - وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب -: هذا أوّل من آمن بي وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة، وهو الصّديق الأكبر وهو بابي الذي أوتى منه ».
(٢)
رواية ابن عساكر
وأما رواية ابن عساكر، فقد ذكرها الكنجي، وإليك نص كلامه:
(٣)
رواية الكنجي
في الباب الرابع والأربعين من كتابه: « أخبرنا العلّامة مفتي الشام أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي، أخبرنا أبو القاسم الحافظ، أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أخبرنا أبو القاسم ابن مسعدة، أخبرنا أبو عبد الرحمن بن عمرو الفارسي، أخبرنا أبو أحمد ابن عدي، حدثنا علي بن سعيد بن بشير، حدثنا عبد الله بن داهر الرازي، حدثنا أبي عن الأعمش عن عباية عن ابن عباس قال: ستكون فتنة فمن أدركها منكم فعليه بخصلة من كتاب الله تعالى وعلي بن أبي طالب هكذا أخرجه محدّث الشّام في فضائل علي في الجزء التاسع والأربعين بعد الثلاثمائة من كتابه بطرق شتى »(١) .
____________________
(١). كفاية الطالب ١٧٨ - ١٨٨.
(١٥)
علي بن أبي طالب باب حطّة
ومن رواته:
١ - أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني.
٢ - أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي.
٣ - السيد علي بن شهاب الهمداني.
٤ - جلال الدين عبد الرحمن السيوطي.
٥ - عبد الوهاب بن محمد رفيع البخاري.
٦ - أحمد بن محمد - ابن حجر المكي.
٧ - علي بن حسام الدين المتقي.
٨ - شيخ بن عبد الله العيدروس اليمني.
٩ - علي بن أحمد العزيزي الشافعي.
١٠ - ميزا محمد بن معتمد خان البدخشاني.
١١ - محمد صدر العالم.
١٢ - محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني.
١٣ - أحمد بن عبد القادر العجيلي.
١٤ - سليمان بن إبراهيم القندوزي.
(١)
رواية الدّارقطني
أما رواية الدارقطني، فستعلمها من نقل السيوطي وابن حجر والمتقي وغيرهم.
(٢)
رواية الديلمي
وأمّا الديلمي، فقد رواه عن ابن عباس في كتاب ( فردوس الأخبار ) حيث قال: « ابن عباس: علي باب حطة من دخل منه كان مؤمناً، ومن خرج منه كان كافراً ».
(٣)
رواية الهمداني
وأمّا الهمداني، فقد رواه في ( روضة الفردوس ) وفي ( المودة في القربى ) كذلك عن ابن عباس باللفظ المتقدم.
(٤)
رواية السيوطي
وأما السيوطي فرواه بقوله: « علي باب حطة من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كافراً. قط في الأفراد »(١) .
وهو الحديث التاسع والثلاثون من ( القول الجلي ).
(٥)
رواية ابن حجر
وأما ابن حجر المكي، فرواه عن الدارقطني في ( الصواعق ) حيث جعله الحديث الرابع والثلاثين من مناقب أمير المؤمنينعليهالسلام (٢) .
(٦)
رواية المتقي
وأما المتقي، فقد رواه بقوله: « علي بن أبي طالب باب حطة من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً. قط في الأفراد عن ابن عباس »(٣) .
____________________
(١). الجامع الصغير ٢ / ٦٦.
(٢). الصواعق المحرقة: ٧٥.
(٣). كنز العمال ١٢ / ٢٠٣.
(٧)
رواية العيدروس
وأما العيدروس، فرواه عن الدارقطني عن ابن عباس كذلك(١) .
(٨)
رواية العزيزي
وأما العزيزي، فقال في شرحه: « علي باب حطة - أي طريق حط الخطايا، من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً. يحتمل أن المراد الحثّ على اتّباعه والزجر عن مخالفته. وقال المناوي: أي إنه تعالى كما جعل لبني اسرائيل دخولهم الباب متواضعين خاشعين سبباً للغفران، جعل الاهتداء بهدي علي سبباً للغفران. وهذا نهاية المدح. وقال العلقمي: أشار إلى قوله تعالى( وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ ) أي قولوا حط عنا ذنوبنا، وارتفعت على معنى مسألتنا أو أمرنا. فعلىرضياللهعنه ومن اقتدى به واهتدى بهديه وتبعه في أحواله وأقواله كان مؤمناً كامل الإِيمان. قط الأفراد عن ابن عباس »(٢) .
____________________
(١). العقد النبوي والسر المصطفوي - مخطوط.
(٢). السراج المنير - شرح الجامع الصغير - ٢ / ٤١٧.
(٩)
رواية الأمير الصنعاني
وأما الأمير الصنعاني فقد قال:
قل من المدح بما شئت فلم |
تأت فيما قلته شيئاً فريّا |
|
كلّ من رام يداني شأوه |
في العلى فاعدده روماً أشعبيا |
هذه فذلكة لما تقدم من فضائله، كأنه قال: إذا قد عرفت أنه أحرز كل كمال وبذ في كل فضيلة كملة الرجال، فقلت ما شئت في مدحه. كأن تمدحه بالعبادة فإنه بلغ رتبتها العليّة. وبالشجاعة فإنه أنسى من سبقه من أبطال البرية، وبالزهادة فإنّه إمامها الذي به يقتدى، وبالجود فإنه الذي إليه فيه المنتهى. وبالجملة، فلا فضيلة إلّا وهو حامل لوائها ومقدَّم أمرائها. فقل في صفاته ما انطلق به اللسان، فلن يعيبك في ذلك إنسان.
وفي هذا إشارة إلى عدم انحصار فضائله كما قد أشرنا إليه سابقاً، وكيف تحصر لنا وقد قال إمام المحدثين أحمد بن حنبل: إنه ما ثبت لأحد من الفضائل الصحيحة مثل ما ثبت للوصيعليهالسلام . وقد علم أن كتب السنة قد شرقت وغربت وبلغت مبلغ الرياح، فلا يمكن حصرها. ولنشر إلى ما لم نورده سابقاً.
فمن ذلك: إنه من الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم بمنزلة الرأس من البدن. كما أخرجه الخطيب من حديث البراء. و الديلمي في مسند الفردوس من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عنهصلىاللهعليهوآلهوسلم : علي مني بمنزلة رأسي من بدني. ومن ذلك: إنه باب حطّة كما أخرجه الدارقطني في الأفراد عن ابن عباس عنهصلىاللهعليهوآلهوسلم : علي باب حطة من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً ».
(١٦)
علي بن أبي طالب باب الدين
ومن رواته:
١ - أبو شجاع شيرويه الديلمي
٢ - السيد علي الهمداني.
٣ - سليمان القندوزي البلخي.
روى القندوزي في ( ينابيع المودة ) عن كتاب ( السبعين ) للسيّد علي الهمداني: « الحديث الأربعون - عنه - أي عن ابن عباس - قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : علي ابن أبي طالب باب الدين. من دخل فيه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً. رواه صاحب الفردوس »(١) .
ويؤيد هذاالحديث : قول أم الخير بنت حريش بن سراقة البارقي، في كلام لها في فضل أمير المؤمنينعليهالسلام : « فإلى أين تريدون - يرحمكم الله - عن ابن عم رسول الله وصهره وأبي سبطيه؟ خلق من طينته وتفرّغ من نبعته وجعله
____________________
(١). ينابيع المودة ٢٣٦.
باب دينه ».
وقد أورد كلامها بتمامه ابن عبد ربه القرطبي في كتاب الجمانة، تحت عنوان « وفود أم الخير بنت حريش على معاوية »(١) .
____________________
(١). العقد الفريد ٢ / ١١٥.
(١٧)
وأنت باب الله
ومن رواته:
القندوزي البلخي. رواه حيث قال: « وعن ياسر الخادم عن علي الرضا، عن أبيه، عن آبائه عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: يا علي أنت حجة الله وأنت باب الله، وأنت الطريق إلى الله، وأنت النبأ العظيم، وأنت الصراط المستقيم، وأنت المثل الأعلى، وأنت إمام المسلمين، وأمير المؤمنين، وخبر الوصيين، وسيد الصدّيقين، يا علي: أنت الفاروق الأعظم، وأنت الصدّيق الأكبر، وإنّ حزبك حزبي وحزبي حزب الله، وإن حزب أعدائك حزب الشيطان »(١) .
ويؤيّده: ما جاء في خطبةٍ لأمير المؤمنينعليهالسلام ، رواها القندوزي حيث قال: « في المناقب عن أبي بصير عن جعفر الصادق قال: قال أمير المؤمنين علي سلام الله عليه في خطبته: أنا الهادي وأنا المهتدي، وأنا أبو اليتامى والمساكين
____________________
(١). ينابيع المودة ٤٩٥.
وزوج الأرامل، وأنا ملجأ كلّ ضعيف ومأمن كلّ خائف، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة، وأنا حبل الله المتين، وأنا العروة الوثقى وكلمة التقوى، وأنا عين الله وباب الله ولسان الله الصادق، وأنا جنب الله الذي يقول الله تعالى فيه( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة، وأنا باب حطة من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربّه، لأني وصي نبيه في أرضه وحجّته على خلقه، لا ينكر هذا إلّا راد على الله ورسوله »(١) .
ويؤيده: قول سيدنا زين العابدين « نحن أبواب الله » رواه القندوزي حيث قال: « وفي المناقب عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين رضي الله عنهما قال: ليس بين الله وبين حجته حجاب، ولا لله دون حجته سر، نحن أبواب الله، ونحن الصراط المستقيم، ونحن عيبة علم الله وتراجمة وحيه، ونحن أركان توحيده وموضع سرّه »(٢) .
____________________
(١). ينابيع المودة ٤٩٥.
(٢). ينابيع المودة ٢٢.
(١٨)
أنا باب المدينة
قاله الامام في خطبة له. رواها:
١ - كمال الدين ابن طلحة.
٢ - القندوزي البلخي، عن ابن طلحة، وهي خطبة طويلة ننقل منها ما يلي:
قالعليهالسلام : « أنا سرّ الأسرار، أنا شجر الأنوار، أنا دليل السماوات، أنا أنيس المسبحات، أنا خليل جبرائيل، أنا صفي ميكائيل، أنا قائد الأملاك، أنا سمندل الأفلاك، أنا سرير الصراح، أنا حفيظ الألواح، أنا قطب الديجور، أنا البيت المعمور، أنا مزن السحائب، أنا نور الغياهب، أنا فلك اللجج، أنا حجة الحجج، أنا مسدد الخلائق، أنا محقق الحقائق، أنا مأول التأويل، أنا مفسر الإِنجيل، أنا خامس الكساء، أنا تبيان النساء، أنا إلفة الإِيلاف، أنا رجال الأعراف.
أنا سرّ إبراهيم، أنا ثعبان الكليم، أنا ولي الأولياء، أنا ورثة الأنبياء، أنا أوريا الزبور، أنا حجاب الغفور، أنا صفوة الجليل، أنا إيلياء الانجيل، أنا شديد
القوى، أنا حامل اللوا، أنا إمام المحشر، أنا ساقي الكوثر، أنا قسيم الجنان، أنا مشاطر النيران، أنا يعسوب الدين، أنا إمام المتقين، أنا وارث المختار، أنا ظهير الاظهار، أنا مبيد الكفرة.
أنا أبو الأئمة البررة، أنا قالع الباب، أنا مفرّق الأحزاب، أنا الجوهرة الثمينة، أنا باب المدينة، أنا مفسّر البيّنات، أنا مبيّن المشكلات، أنا النون والقلم، أنا مصباح الظلم، أنا سؤال متى، أنا ممدوح هل أتى، أنا النبأ العظيم، أنا الصراط المستقيم، أنا لؤلؤ الأصداف، أنا جبل قاف، أنا سرّ الحروف، أنا نور الظروف، أنا الجبل الراسخ، أنا العلم الشامخ، أنا مفتاح الغيوب، أنا مصباح القلوب، أنا نور الأرواح، أنا روح الأشباح، أنا الفارس الكرّار، أنا نصرة الأنصار، أنا السيف المسلول.
أنا الشهيد المقتول، أنا جامع القرآن، أنا بنيان البيان، أنا شقيق الرسول، أنا بعل البتول، أنا عمود الاسلام، أنا مكسر الأصنام، أنا صاحب الأذن، أنا قاتل الجن، أنا صالح المؤمنين، أنا إمام المفلحين، أنا إمام أرباب الفتوة، أنا كنز أسرار النبوة، أنا المطلع على أخبار الأوّلين، أنا المخبر عن وقائع الآخرين »(١) .
____________________
(١). ينابيع المودة ٤٠٥.
(١٩)
علي مني وأنا منه ولا يؤدّي إلّا أنا أو علي
ذكره السخاوي مؤيّداً لحديث أنا مدينة العلم، وهو من أشهر أحاديث مناقب أمير المؤمنينعليهالسلام وخصائصه، رواه وأخرجه كبار الأئمة والحفاظ والعلماء في مختلف القرون ومنهم:
١ - أبوبكر عبد الله ابن أبي شيبة.
٢ - أبو الحسن عثمان بن أبي شيبة.
٣ - أبو عبد الله أحمد بن حنبل.
٤ - أبو عبد الله محمد بن ماجة القزويني.
٥ - أبو عيسى الترمذي.
٦ - أبوبكر ابن أبي عاصم.
٧ - أبو عبد الرحمن النسائي.
٨ - أبو القاسم البغوي.
٩ - أبو الحسين ابن قانع البغدادي.
١٠ - أبو القاسم الطبراني.
١١ - أبو الحسن الجلّابي - ابن المغازلي الواسطي.
١٢ - أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي.
١٣ - أبو طاهر السّلفي الاصبهاني.
١٤ - مجد الدّين ابن الأثير الجزري.
١٥ - ضياء الدين المقدسي الحنبلي.
١٦ - أبو عبد الله الكنجي الشافعي.
١٧ - أبو الفتح محمد بن محمد الباوردي.
١٨ - محيي الدين النووي.
١٩ - محب الدين الطبري الشافعي.
٢٠ - صدر الدين أبو المجامع الحموئي.
٢١ - شمس الدين الذّهبي.
٢٢ - ولي الله الخطيب التبريزي.
٢٣ - شمس الدين السّخاوي.
٢٤ - جلال الدين السّيوطي.
٢٥ - أحمد ابن حجر الهيثمي المكي.
٢٦ - علي بن حسام المتقي.
٢٧ - إبراهيم الوصّابي اليمني.
٢٨ - شيخ بن عبد الله العيدروس.
٢٩ - عبد الرؤف المناوي.
٣٠ - علي بن أحمد العزيزي البولاقي.
٣١ - ميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني.
٣٢ - محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني.
٣٣ - محمد بن علي الصبان المصري.
٣٤ - شهاب الدين الحفظي العجيلي.
٣٥ - محمد مبين اللكهنوي.
٣٦ - ولي الله اللكهنوي.
٣٧ - سليمان بن إبراهيم القندوزي.
٣٨ - سيد مؤمن الشبلنجي المصري.
ولو أردنا إيراد روايات هؤلاء جميعاً بأسنادها ومتونها لطال بنا المقام جدّاً غير أنا نذكر منها ونكتفي بالإِشارة إلى البقية، ونذكر عدّةً من المصادر ليراجع من أراد التفصيل فنقول:
قال أحمد: « ثنا يحيى بن آدم وابن أبي بكير قالا: ثنا اسرائيل عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة، قال يحيى بن آدم السلولي - وكان قد شهد يوم حجة الوداع - قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : علي مني وأنا منه ولا يؤدّي عني إلّا أنا أو علي »(١) .
« ثنا أسود بن عامر، أنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال: سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: علي مني وأنا منه ولا يؤدّي عني إلّا أنا أو علي.
ثنا يحيى بن آدم ثنا شريك عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة السلولي قال سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: علي مني وأنا منه ولا يؤدّي عني إلّا أنا أو علي. قال شريك: قلت لأبي إسحاق: أنت سمعته منه؟ قال: موضع كذا وكذا، لا أحفظه.
ثنا أبو أحمد ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة السلولي - وكان قد شهد حجة الوداع - قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : علي مني وأنا منه ولا يؤدّي عني إلّا أنا أو علي »(٢) .
وقال ابن ماجة القزويني: « حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة وسويد بن سعيد
____________________
(١). المسند ٤ / ١٦٤ - ١٦٥.
(٢). المسند ٤ / ١٦٤ - ١٦٥.
وإسماعيل بن موسى قالوا ثنا شريك عن أبي إسحاق »(١) .
وقال الترمذي: « حدثنا إسماعيل بن موسى، نا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : علي مني وأنا من علي ولا يؤدّي عنّي إلّا أنا أو علي.
هذا حديث حسن غريب صحيح »(٢) .
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: « ذكر قولهصلىاللهعليهوآلهوسلم لا يؤدّي إلّا أنا أو علي: أخبرنا أحمد بن سليمان قال [ حدثنا يحيى بن آدم قال ] حدثنا إسماعيل عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة السلولي قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : علي مني وأنا منه، فلا يؤدّي عني إلّا أنا أو علي »(٣) .
وقال النووي: « وعن حبشي بن جنادة الصحابيرضياللهعنه قال: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : علي مني وأنا من علي ولا يؤدّي عني إلّا أنا أو علي. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة قال الترمذي: حديث حسن وفي بعض النسخ: حسن صحيح »(٤) .
وقال المحب الطبري تحت عنوان « ذكر اختصاصه بالتبليغ عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : « وعن حبشي بن جنادة خرّجه الحافظ السلفي »(٥) .
ورواه الذهبي بترجمة سويد بن سعيد عن طريق أبي القاسم البغوي عن أبي إسحاق عن حبشي »(٦) .
وقال المتقي: « علي مني وأنا من علي ولا يؤدّي عني إلّا أنا أو علي ش حم ت حسن صحيح غريب. ن ه وابن أبي عاصم والبغوي والباوردي. وابن قانع
____________________
(١). سنن ابن ماجة ١ / ٤٤.
(٢). صحيح الترمذي ٥ / ٦٣٦.
(٣). الخصائص للنسائي: ٩٠.
(٤). تهذيب الاسماء واللغات ١ / ٣٤٧.
(٥). الرياض النضرة ٢ / ١٧٤.
(٦). تذكرة الحفاظ ٢ / ٣٨.
طب ص عن حبشي بن جنادة السلولي »(١) .
وقال الوصابي: « وعن حبشي بن جنادة - وكان قد شهد حجة الوداع - قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : علي مني وأنا منه ولا يؤدّي عني إلّا أنا أو علي. أخرجه الإِمام أحمد في مسنده، والترمذي في جامعه، والنسائي وعثمان بن أبي شيبة في سننهما، والحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة في السلفيات. و في رواية أخرى عنه: إن رسول الله قال: علي مني وأنا من علي ولا يؤدّي عنّي إلّا أنا أو علي. أخرجه ابن ماجة وابن أبي عاصم في سننهما، والبغوي في المعجم، والطبراني في الكبير، والضياء في المختارة، والباوردي وابن قانع »(٢) .
وانظر: مشكاة المصابيح ٣ / ٢٤٣، الجامع الصغير ٢ / ٦٦ الصواعق المحرقة: ٨٣، المقاصد الحسنة: ٩٨، جامع الأصول ٩ / ٤٧١ المناقب لابن المغازلي ٢٢٢ فرائد السمطين ١ / ٥٨، كفاية الطالب ٢٧٦، إسعاف الراغبين ١٥٥، ينابيع المودة ١٨٠، ٢٨١، كنوز الحقائق - هامش الجامع الصغير - ٢ / ١٦، نزل الأبرار: ٣٨.
____________________
(١). كنز العمال ١٢ / ٢٠٣.
(٢). الاكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء - مخطوط.
(٢٠)
فهم الباب المبتلى بهم، من أتاهم نجا ومن أباهم هوى
قالهصلىاللهعليهوآلهوسلم في خطبة له في فضل أهل البيتعليهمالسلام ، ومن رواتها المشهورين:
أبو نعيم الاصبهاني، رواها باسناده:
« عن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يوما - ومعه علي والحسن والحسين - فخطبنا فقال: أيها الناس! إن هؤلاء أهل بيت نبيكم، قد شرّفهم الله بكرامته واستحفظهم سرّه واستودعهم علمه، فهم عماد الدين وشهداء على أمته، برأهم قبل خلقه إذْ هم أظلة تحت عرشه نجباء في علمه، وارتضاهم واصطفاهم، فجعلهم علماء وفقهاء لعباده، ودلّهم على صراطه، فهم الأئمة المهديّة والقادة الداعية والأئمة الوسطى والرحم الموصولة [ الموصولة ]، هم الكهف الحصين للمؤمنين، ونور أبصار المهتدين، وعصمة من لجأ إليهم ونجاة لمن احترز بهم، يغتبط من والاهم ويهلك من عاداهم، ويفوز من تمسّك بهم، الراغب عنهم مارق من الدين، والمقصّر عنهم زاهق، واللازق لهم لاحق، فهم الباب المبتلى بهم، من أتاهم نجى ومن أباهم هوى، هم حطّة لمن
دخله وحجّة الله على من جهله، إلى الله يدعون وبأمر الله يعملون وبآياته يرشدون، فيهم نزلة الرسالة وعليهم هبطت ملائكة الرحمة وإليه بعث الروح الأمين، تفضلاً من الله ورحمة وآتاهم ما لم يؤت أحداً من العالمين، فعندهم - بحمد الله - ما يلتمس ويحتاج من العلم والهدى في الدين، وهم النور من الضلالة عند دخول الظلم، وهم الفروع الطيبة من الشجرة المباركة، وهم معدن العلم وأهل بيت الرحمة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً»(١) .
ويؤيّده:
قال ابن عباس في كلام له في مدح أمير المؤمنين وأهل البيتعليهمالسلام : « هم الرحم الموصولة والأئمة المتخيرة والباب المبتلى به الناس، من أتاهم نجى ومن نأى عنهم هوى، حطة لمن دخلهم وحجة على من تركهم ».
رواه العاصمي(٢) .
وقد أوردنا نصه بتمامه في مجلد ( حديث السفينة ).
____________________
(١). منقبة المطهرين - مخطوط.
(٢). زين الفتى - مخطوط.
(٢١)
مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة
وهذا الحديث أيضاً ذكره السخاوي مؤيّداً لحديث أنا مدينة العلم، وهو من أشهر الأحاديث في مناقب العترة الطاهرة، رواه وأخرجه عدد كبير من مشاهير الأئمة والحفاظ والمحدثين ومنهم:
١ - أبوبكر أحمد بن عبد الخالق البزار.
٢ - أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي.
٣ - أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني.
٤ - أبو عبد الله الحاكم النيسابوري.
٥ - أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني.
٦ - أبو شجاع شيرويه الديلمي.
٧ - أبو محمد العاصمي.
٨ - أبو محمد عبد العزيز الجنابذي.
٩ - صدر الدين أبو المجامع الحموئي.
١٠ - السيد علي الهمداني.
١١ - شمس الدين السخاوي.
١٢ - جلال الدين السيوطي.
١٣ - نور الدين السمهودي.
١٤ - إبن حجر الهيتمي المكي.
١٥ - علي المتقي الهندي.
١٦ - شاه ولي الله الدهلوي.
١٧ - الشيخ سليمان القندوزي.
١٨ - أحمد زيني دحلان.
ولو أردنا إيراد روايات هؤلاء جميعاً لخرجنا عن المقصود كذلك، ولذا نكتفي بذكر الأهم منها فنقول:
قال الحاكم: « أخبرني أحمد بن جعفر بن حمدان الزاهد ببغداد، ثنا العباس ابن ابراهيم القراطيسي، ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، ثنا مفضل بن صالح عن أبي إسحاق عن حنش الكناني قال: سمعت أبا ذررضياللهعنه يقول - وهو أخذ بباب الكعبة -: من عرفني فأنا من عرفني، ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، ومثل حطّة لبني إسرائيل »(١) .
ورواه أبو نعيم الاصفهاني عن أبي سعيد الخدري وأبي ذر في كتابه ( منقبة المطهرين ).
ورواه السيد علي الهمداني عن الديلمي صاحب الفردوس في كتابه ( السبعين في مناقب أمير المؤمنين )(٢) . وكذا في ( روضة الفردوس ).
وقال السخاوي بعد أن رواه عن الحاكم: « وأخرجه أبو يعلى أيضاً من حديث أبي الطفيل عن أبي ذررضياللهعنه بلفظ: إن مثل أهل بيتي فيكم مثل
____________________
(١). المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٥٠.
(٢). أنظر ينابيع المودة ٢٤٠.
سفينة نوح من ركب فيها نجى ومن تخلف عنها غرق. وإن أهل بيتي مثل باب حطة. وأخرجه البزار من طريق سعيد بن المسيب عن أبي ذر نحوه. و عن أبي سعيد الخدريرضياللهعنه سمعت النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق. وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني اسرائيل من دخله غفر له. رواه الطبراني في الصغير والأوسط »(١) .
وقال السمهودي بعد أن رواه عن عدة من الحفاظ: « وأخرجه الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن الأخضر في معالم العترة النبوية »(٢) .
وانظر: فرائد السمطين ٢ / ٢٤٢، الصّواعق المحرقة ١٤٠، كنز العمال ١٣ / ٨٥، ينابيع المودة ٥٢٧، الفتح المبين ٢ / ٢٨٢ وغيرها.
ويؤيّده:
قول أمير المؤمنين عليه في السلام في وصف العترة: « ومثلهم باب حطة وهم باب السلم » رواه القندوزي حيث قال: « وفي تفسير( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ ) في المناقب: عن مسعدة بن صدقة عن جعفر الصادق عن أبيه عن جدّه عن الحسين عن أمير المؤمنين عليعليهمالسلام قال: ألا إن العلم الذي هبط به آدمعليهالسلام وجميع ما فضّلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين، فأين يتاه بكم، وأين تذهبون؟ وإنهم فيكم كأصحاب الكهف، ومثلهم باب حطة وهم باب السلم في قوله تعالى:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ ) (٣) .
____________________
(١). استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط.
(٢). جواهر العقدين - مخطوط.
(٣). ينابيع المودة ١١١.
(٢٢)
وهم أبواب العلم في أمّتي
قاله في وصف أهل بيتهعليهمالسلام . ومن رواته:
القندوزي البلخي حيث قال: « وفي المناقب بالاسناد عن أبي الزّبير المكّي عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما، قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ الله تبارك وتعالى اصطفاني واختارني وجعلني رسولاً، وأنزل عليّ سيد الكتب فقلت: إلهي وسيّدي إنك أرسلت موسى إلى فرعون فسألك أن تجعل معه أخاه هارون وزيراً يشد به عضده ويصدّق به قوله، وإني أسألك يا سيدي وإلهي أن تجعل لي من أهلي وزيراً تشد به عضدي، فاجعل لي علياً وزيراً وأخاً، واجعل الشجاعة في قلبه وألبسه الهيبة على عدوّه، وهو أول من آمن بي وصدّقني، وأوّل من وحّد الله معي، وإني سألت ذلك ربي عزّ وجل فأعطانيه وهو سيد الأوصياء، اللحوق به سعادة والموت في طاعته شهادة، واسمه في التوراة مقرون إلى اسمي وزوّجته الصديقة الكبرى ابنتي، وابناه سيدا شباب أهل الجنة ابناي، وهو وهما والأئمة من بعدهم حجج الله على خلقه بعد النبيين، وهم أبواب العلم في أمتي، من تبعهم نجا من النار ومن اقتدى بهم هدى إلى صراط مستقيم، لم يهب الله
محبّتهم لعبدٍ إلّا أدخله الله الجنة »(١) .
ويؤيّده:
قول أمير المؤمنينعليهالسلام في خطبةٍ له: « نحن الشّعار والأصحاب والخزنة والأبواب، ولا تؤتي البيوت إلّا من أبوابها ».
رواها القندوزي أيضاً(٢) .
* * *
____________________
(١). ينابيع المودة: ٦٢.
(٢). ينابيع المودة: ٢٥.
الفهرس
إهداء ٥
حديث أنا مدينة العلم ٧
المقدّمة ١٧
الفائدة الأولى في أسماء رواة الحديث من الأصحاب (١) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ١٩
(٢) الإمام السبط الحسن المجتبى عليهالسلام (٣) الامام السبط الحسين عليهالسلام (٤) عبد الله بن العباس ٢١
(٥) جابر بن عبد الله الأنصاري ٢٣
(٦) عبد الله بن مسعود (٧) حذيفة بن اليمان (٨) عبد الله بن عمر ٢٥
(٩) أنس بن مالك (١٠) عمرو بن العاص ٢٦
الفائدة الثانية في أسماء رواة الحديث من التابعين (١) الإِمام زين العابدين علي بن الحسين عليهالسلام (٢) الإِمام الباقر محمد بن علي عليهالسلام ٢٧
(٣) الأصبغ بن نباتة الحنظلي الكوفي (٤) جرير الضبي (٥) الحارث بن عبد الله الهمداني الكوفي ٢٨
(٦) سعد بن طريف الحنظلي الكوفي (٧) سعيد بن جبير الأسدي الكوفي (٨) سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي (٩) سليمان بن مهران الكوفي المعروف بالأعمش ٢٩
(١٠) عاصم بن ضمرة السلولي الكوفي (١١) عبد الله بن عثمان بن خثيم القاري المكي ٣٠
(١٢) عبد الرحمن بن عثمان - ويقال بهمان - التيمي المدني (١٣) عبد الرحمن بن عسيلة المرادي أبو عبد الله الصنابحي (١٤) مجاهد بن جبر أبو الحجاج المخزومي المكي ٣١
الفائدة الثالثة في أسماء رواة الحديث من الحفاظ والمحدّثين ٣٢
الفائدة الرابعة في ذكر من نص على صحة الحديث ٤٠
الفائدة الخامسة في ذكر من نص على حسن الحديث ٤٢
الفائدة السادسة في ذكر من أرسله إرسال المسلّم ٤٤
الفائدة السابعة في ذكر من وصف أمير المؤمنين بـ « باب مدينة العلم » ٤٧
الفائدة الثامنة في ذكر من نظم هذه المأثرة في أشعاره ٤٩
الفائدة التاسعة في شهرة هذا الحديث وتواتره على ضوء كلمات علماء أهل السنة ٥١
الفائدة العاشرة في زيادة توضيح لثبوت الحديث ٥٤
سند حديث مدينة العلم ٦١
رواية الامام الرضا عليهالسلام ٦٣
صحيفة الرضا من الأصول المعتبرة ٦٤
ترجمة السندي من رواة الصحيفة ٦٧
رواية الامام الرضا عليهالسلام بلفظ آخر شأن هذا الاسناد ٦٨
الامام الرضا عليهالسلام معصوم من الخطأ ٧١
رواية عبد الرزاق الصّنعاني ٧٢
رجال الحديث أمّا سفيان الثوري ٧٣
وأما عبد الله بن عثمان بن خثيم القاري ٧٤
وأما عبد الرحمن بن بهمان المدني ٧٥
رجال السند تصحيح يحيى بن معين ٧٦
رواية سويد بن سعيد الحدثاني ٨٠
ترجمته: رواية أحمد بن حنبل ٨١
متى روى أحمد حديثاً وجب المصير إليه ٨٢
رواية عبّاد بن يعقوب رواية الترمذي ٨٣
ترجمته: ٨٤
رواية ابن فهم البغدادي ٨٧
رواية البزار ٨٨
رواية ابن جرير الطبري ٨٩
ترجمته: ٩٠
رواية أبي بكر الباغندي ٩١
رواية الأصم ٩٢
ترجمته: ٩٣
رواية أبي الحسن ابن تميم البغدادي رواية أبي بكر ابن الجعابي ٩٤
رواية الطبراني ٩٥
ترجمته: ٩٧
رواية أبي بكر القفال الشاشي ٩٨
رواية أبي الشيخ ابن حيّان ١٠٠
رواية ابن السقاء الواسطي ١٠٢
رواية أبي الليث ١٠٣
رواية محمد بن المظفر البغدادي رواية ابن شاهين ١٠٥
إثبات الصّاحب بن عباد ١٠٧
رواية ابن شاذان السكري الحربي رواية ابن بطة ١٠٨
رواية الحاكم النيسابوري ١٠٩
ترجمته: ١١١
إثبات الفردوسي ١١٢
ترجمة السلطان محمود: ١١٣
رواية أبي بكر ابن مردويه رواية أبي نعيم الاصبهاني ١١٦
ترجمته: ١١٧
رواية أحمد بن المظفر الفقيه الشافعي رواية أبي الحسن الماوردي ١١٩
رواية أبي بكر البيهقي ١٢٢
رواية أبي غالب ابن بشران النحوي رواية الخطيب البغدادي ١٢٤
رواية ابن عبد البر القرطبي ١٢٨
رواية الغندجاني رواية ابن المغازلي ١٢٩
رواية أبي المظفر السمعاني ١٣٢
رواية أبي علي البيهقي ١٣٣
رواية شيرويه الديلمي ١٣٤
رواية العاصمي ١٣٥
إثبات الحكيم السنائي ١٣٧
رواية شهردار الديلمي ١٣٩
إثبات السمعاني ١٤٠
رواية الخطيب الخوارزمي ١٤٢
رواية ابن عساكر ١٤٦
إثبات أفضل الدين الخاقاني ١٤٨
إثبات ابن الشيخ البلوي ١٤٩
رواية أبي السعادات ابن الأثير ١٥١
إثبات فريد الدين العطّار ١٥٣
رواية أبي الحسن ابن الأثير ١٥٤
إثبات محيي الدين ابن عربي ١٥٥
رواية محب الدين ابن النجار ١٥٧
إثبات ابن طلحة الشافعي ١٥٩
رواية سبط ابن الجوزي ١٦١
رواية الكنجي الشافعي ١٦٤
إثبات العزّ ابن عبد السلام ١٦٧
إثبات جلال الدين محمد المعروف بمولوي ١٧٠
إثبات محيي الدين النووي ١٧٢
إثبات السعدي الشيرازي ١٧٣
رواية المحب الطبري ١٧٤
إثبات الفرغاني ١٧٥
إثبات الكازروني ١٧٨
إثبات أمير حسيني الفوزي رواية صدر الدين الحموئي ١٨٠
إثبات نظام الأولياء البخاري ١٨٢
رواية أبي الحجّاج المزّي ١٨٣
رواية جمال الدين الزرندي ١٨٤
تحسين صلاح الدين العلائي ١٨٨
رواية السيد علي الهمداني ١٩١
إثبات نور الدين البدخشاني ١٩٢
تحسين البدر الزركشي ١٩٣
إثبات فخر الدين ابن مكانس ١٩٤
إثبات كمال الدين الدميري ١٩٥
إثبات مجد الدين الفيروزآبادي ١٩٧
إثبات إمام الدين الهجروي ٢٠٠
إثبات يوسف الأعور الواسطي ٢٠١
رواية شمس الدين ابن الجزري ٢٠٢
إثبات زين الدين الخوافي ٢٠٥
إثبات ملك العلماء الدولت آبادي ٢٠٦
إثبات ابن حجر العسقلاني ٢٠٧
رواية شهاب الدين أحمد ٢١٠
إثبات ابن الصباغ ٢١٤
إثبات البسطامي الحنفي ٢١٦
إثبات الشّمس الجيلاني ٢١٦
إثبات شمس الدين السخاوي ٢١٧
اثبات الكاشفي الواعظ ٢٢٠
رواية جلال الدين السيوطي ٢٢١
رواية نور الدين السمهودي ٢٢٧
تصحيح ابن روزبهان ٢٣٠
إثبات العز ابن فهد المكي ٢٣١
إثبات القسطلاني ٢٣٤
إثبات جلال الدين الدواني ٢٣٥
إثبات الميبدي إثبات عبد الوهاب البخاري ٢٣٨
إثبات خواند أمير ٢٣٩
إثبات محمد بن يوسف الصالحي الشامي ٢٤٠
تحسين أبي الحسن ابن عرّاق الكناني ٢٤١
تحسين ابن حجر المكّي ٢٤٣
رواية المتقي الهندي ٢٤٦
رواية الوصّابي الشافعي ٢٤٨
تحسين محمد طاهر الفتني ٢٤٩
رواية ميرزا مخدوم الشيرازي ٢٥٠
رواية العيدروس اليمني ٢٥١
رواية جمال الدين المحدّث الشيرازي ٢٥٣
إثبات أبي العصمة محمد معصوم السمرقندي رواية علي القاري ٢٥٤
رواية عبد الرؤف المناوي ٢٥٦
إثبات الملّا يعقوب البنباني إثبات المقري الأندلسي ٢٥٩
رواية ابن باكثير المكي ٢٦١
رواية الشيخاني القادري ٢٦٢
إثبات الشيخ عبد الحق الدهلوي ٢٦٣
رواية السيد محمد ماه عالم ٢٦٧
إثبات الله بن عبد الرحيم إثبات عبد الرحمن الجشتي ٢٦٨
إثبات الجفري تحسين العزيزي ٢٦٩
إثبات النور الشبراملسي ٢٧٠
إثبات التاج السنبهلي ٢٧٢
رواية الكردي الكوراني ٢٧٥
إثبات الكردي البصري ٢٧٨
رواية الزرقاني المالكي ٢٧٩
إثبات سالم البصري ٢٨٠
إثبات البرزنجي المدني ٢٨١
رواية البدخشاني ٢٨٢
إثبات صدر العالم رواية شاه ولي الله ٢٨٣
إثبات محمد معين السندي ٢٨٧
إثبات محمد سالم الحفني ٢٨٨
رواية محمد بن إسماعيل الأمير ٢٨٩
رواية محمّد الصبان إثبات سليمان الجمل(٢) ٢٩٥
إثبات الاورنقابادي ٢٩٦
رواية شهاب الدين العجيلي ٢٩٧
رواية محمد مبين السهالوي ٢٩٩
رواية ثناء الله باني بتي ٣٠٠
إثبات الدّهلوي ٣٠١
إثبات الساباطي الحنفي ٣٠٣
رواية الخربوتي الحنفي رواية الشوكاني ٣٠٤
إثبات رشيد الدين الدهلوي ٣٠٧
رواية ميرزا حسن المحدّث ٣٠٨
رواية نور الدين السليماني رواية ولي الله السهالوي ٣٠٩
إثبات شهاب الدين الآلوسي ٣١٠
رواية البلخي القندوزي ٣١٢
إثبات البدايوني إثبات حسن الزمان ٣١٥
إثبات علي بن سليمان الشاذلي إثبات عبد الغني الغنيمي ٣١٧
شواهد حديث أنا مدينة العلم ٣١٩
أنا دار الحكمة وعلي بابها ٣٢١
رواية أحمد بن حنبل رواية الترمذي ٣٢٤
رواية أبي مسلم الكجّي ٣٢٥
رواية الطبري ٣٢٦
رواية ابن بطة رواية الحاكم رواية ابن مردويه ٣٢٧
رواية أبي نعيم رواية ابن المغازلي ٣٢٨
رواية أبي المظفّر السمعاني رواية الديلمي رواية العاصمي ٣٢٩
رواية ابن طلحة الشافعي رواية سبط ابن الجوزي رواية الكنجي الشافعي ٣٣١
رواية المحب الطبري رواية الحمّوئي ٣٣٢
رواية الخطيب التبريزي ٣٣٣
رواية الزرندي رواية العلائي رواية الفيروزآبادي ٣٣٤
رواية ابن الجزري رواية العسقلاني رواية شهاب الدين أحمد ٣٣٥
رواية السيوطي إثبات القسطلاني ٣٣٦
رواية العلقمي رواية الشامي ٣٣٧
رواية ابن حجر المكي رواية المتقي ٣٣٨
رواية الوصابي روايه العيدروس رواية السندي ٣٣٩
إثبات المحدِّث الشيرازي رواية المناوي ٣٤٠
رواية الشعراني إثبات يعقوب اللّاهوري رواية ابن باكثير المكي ٣٤٢
إثبات عبد الحق الدهلوي رواية الجفري رواية العزيزي ٣٤٣
رواية الشبراملسي رواية الزرقاني ٣٤٤
رواية البدخشاني رواية محمد صدر العالم إثبات النظام السهالوي ٣٤٥
رواية ولي الله الدهلوي رواية الأمير الصنعاني رواية محمد مبين اللكهنوي ٣٤٦
رواية ( الدهلوي ) إثبات محمد إسماعيل الدهلوي رواية المحدِّث الدهلوي ٣٤٧
رواية السليماني رواية ولي الله اللكهنوي ٣٤٨
رواية البلخي القندوزي رواية الشاذلي ٣٤٩
أنا مدينة الحكمة وعلي بابها ٣٥٠
رواية الأنماطي رواية شاذان الفضلي رواية الدارقطني ٣٥١
إثبات أبي نعيم رواية الخطيب البغدادي ٣٥٢
رواية الحموئي رواية شهاب الدين أحمد ٣٥٣
رواية السيوطي رواية المناوي ٣٥٤
رواية ولي الله الدهلوي رواية ولي الله اللكهنوي رواية القندوزي ٣٥٥
أنا دار العلم وعلي بابها رواية البغوي ٣٥٩
رواية المحب الطبري رواية القاري ٣٦٠
رواية ابن باكثير رواية الجفري رواية القندوزي ٣٦١
أنا ميزان العلم وعلي كفّتاه رواية الديلمي ٣٦٢
رواية الهمداني رواية عبد الوهاب البخاري رواية القندوزي ٣٦٣
أنا مدينة الجنة وعلي بابها ٣٦٤
أنا مدينة الفقه وعلي بابها رواية ابن بطة ٣٦٥
رواية سبط ابن الجوزي رواية ابن عراق رواية السندي ٣٦٦
أنا ميزان الحكمة وعلي لسانه ٣٦٧
أنا المدينة وأنت الباب ولا تؤتى المدينة إلّا من بابها ٣٦٨
فهو باب مدينة علمي - أو - فهو باب علمي رواية ابن المغازلي ٣٦٩
رواية الخوارزمي ٣٧٠
علي مني وأنا من علي، فهو باب علمي ووصيي ٣٧١
علي باب علمي ومبيّن لأمتي ما أرسلت به ٣٧٢
رواية شيرويه الديلمي رواية شهردار الديلمي رواية الهمداني ٣٧٣
رواية السيوطي ٣٧٤
رواية عبد الوهاب البخاري رواية المتقي رواية الوصابي ٣٧٥
رواية الجمال المحدّث رواية صدر العالم رواية العجيلي ٣٧٦
رواية السليماني رواية اللكهنوي ٣٧٧
رواية القندوزي ٣٧٨
... وأنت باب علمي ٣٧٩
رواية الخركوشي رواية أبي نعيم رواية الديلمي ٣٨٠
رواية الخوارزمي ٣٨١
رواية العطّار الهمداني رواية الصالحاني ٣٨٢
رواية الكنجي رواية شهاب الدين أحمد ٣٨٣
رواية القندوزي ٣٨٤
عيبة علمي وبابي الذي أوتى منه ٣٨٥
رواية أبي نعيم رواية الخوارزمي ٣٨٦
رواية الرّافعي رواية الكنجي ٣٨٨
رواية الحموئي ٣٨٩
رواية المحلي رواية شهاب الدين أحمد رواية الأمير الصنعاني ٣٩٠
رواية القندوزي ٣٩١
وهو بابي الذي أوتى منه رواية ابن مردويه ٣٩٣
رواية ابن عساكر رواية الكنجي ٣٩٤
علي بن أبي طالب باب حطّة ٣٩٥
رواية الدّارقطني رواية الديلمي رواية الهمداني ٣٩٦
رواية السيوطي رواية ابن حجر رواية المتقي ٣٩٧
رواية العيدروس رواية العزيزي ٣٩٨
رواية الأمير الصنعاني ٣٩٩
علي بن أبي طالب باب الدين ٤٠٠
وأنت باب الله ٤٠٢
أنا باب المدينة ٤٠٤
علي مني وأنا منه ولا يؤدّي إلّا أنا أو علي ٤٠٦
فهم الباب المبتلى بهم، من أتاهم نجا ومن أباهم هوى ٤١١
مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة ٤١٣
وهم أبواب العلم في أمّتي ٤١٦
الفهرس ٤١٨