شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

المهدي والحسين عليه السلام الدور والتجلي

0 المشاركات 00.0 / 5

المهدي والحسين عليه السلام الدور والتجلي

الباحثة: سحر جبار يعقوب/ أستاذة القانون العام ـ كلية القانون

خطة البحث

المقدمة

المبحث الأول: المعالم الرئيسية للثورة الحسينية

المطلب الأول: جذور النزاع الأموي الهاشمي   

الفرع الأول: عداء أمية لهاشم

الفرع الثاني: اضطراب النسب الأموي

المطلب الثاني: أسباب النهضة الحسينية وامتدادها

الفرع الأول : رفض مبايعة يزيد

الفرع الثاني: الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الفرع الثالث: دعوة الكوفيين 

المطلب الثلث: دور المظلومية في تحقيق الأهداف المقدسة 

المطلب الرابع: دور المرأة في النهضة الحسينية والثورة المهدوية 

المبحث الثاني: المهدي يكمل مسيرة الثائرين 

المطلب الأول: أهل البيت حماة الشريعة

المطلب الثاني: بين موقف الحسين والمهدي

الفرع الأول: أسلوب الحوار السلمي

الفرع الثاني: السفياني الحلقة الأخيرة في المسلسل الأموي 

الفرع الثالث: خارطة التحرك الحسيني والمهدوي

الفرع الرابع: يوم الظهور 

المطلب الثالث: أصحاب الحسين وعدة بدر

المطلب الرابع: وظيفتنا اتجاه

سيد الشهداء والإمام المهدي(عج)

الخاتمة

المصادر

 ********

المقدمة

 تتخذ الكتابة عن الأمام المنتظر (عج) أساليب شتى وصيغاً متعددة تختلف عن بعضها البعض باختلاف الوجه التي يسلكها الباحث وقد اغنى الباحثون في هذا المجال المكتبة الشيعية بالعديد من المؤلفات القيمة التي تناولت موارد شتى من العقيدة المهدية. وكلما غاص الفرد في خضم هذه العقيدة فتحت له أبواب لا حصر لها يلج فيها ليستخرج منها الدرر النفيسة. وفي هذه الدراسة الموجزة ارتأينا إيضاح أهم ما يربط الأمام المهدي (عج) بجده الحسين ( عليه السلام ) من خلال اثبات ذلك بشكل واضح متعدين عن بعض الجزئيات التي تركنا الخوض فيها خوفاً من الوقوع في الخطأ.

لهذا فقد تم تقسيم هذا البحث إلى مبحثين : تناول الأول منها المعالم الرئيسية للثورة الحسينية و قد تم تقسيم هذا المبحث إلى عدة مطالب اشار الأول منها إلى جذور النزاع الاموي الهاشمي في حين اكد  المطلب الثاني على أسباب الثورة الحسينية وامتدادها  اما المطلب الثالث فقد اشار إلى دور المظلومية في تحقيق الاهداف المقدسة في حين عرج المطلب الرابع إلى دور المراة في النهضة الحسينية والثورة المهدوية.   قد يجد القارئ لهذا الأسطر في الوهلة الأولى أنها تتعلق بالإمام الحسين فما هي علاقة البحث بالإمام المنتظر يمكن القول أن الربط واضح في كل فقرة يتم تناولها تباعا .

اما المبحث الثاني فقد اكد على عنوان حمل في طياته العديد من الأمور الجزائية والعناوين التي تتطلب الوقوف أمامها ثم ختم البحث بخلاصة موجزه تؤكد على أهم ما تم تناوله في البحث أملين أن نكون قد اصبنا الحق.

 

المبحث الأول

المعالم الرئيسية للثورة الحسينية

مما لا شك فيه أن كل الثورات والحركات المقدسة في التاريخ ضد الظلم والجور كان قوادها الأنبياء السابقين. وقد سلك الأمام الحسين( عليه السلام ) مسلك آبائه الطاهرين الرافض للظلم في قيادته لثورة خالدة لهذا تقرأ في زيارة وارث" السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله . .  . . ."

من هنا يمكن القول أن الأمام المهدي (عج) سيقود ثورة عالمية هل هذه الثورة لن تأتي من فراغ وإنما كان جده الحسين( عليه السلام ) قد مهد لها ضد السلطة الأموية .

لذا سيتم تقسيم هذا المبحث إلى عدة مطالب الأول منها سيشير إلى جذور النزاع الأموي الهاشمي أما الثاني فيؤكد على أسباب النهضة الحسينية في حين يشير الثالث إلى دور المظلومية في تحقيق الأهداف، وسيعرج الرابع إلى دور المرأة في النهضة الحسينية والثورة المهدوية.

المطلب الأول

جذور النزاع الأموي الهاشمي

الفرع الأول: عداء أمية لهاشم

يجد كل من يطالع كتب التاريخ والسير أن كل ما قد حصل على بني هاشم من وقائع مأساوية كان سببها النزاع الذي تعود جذوره الأولى إلى زمن سحيق. لعل بداياته الأولى انحدرت من الحقد الذي كنه عبد شمس لاخيه هاشم. هذا وقد أكثرت المصادر التاريخية في بيان أسباب النزاع في هاتين البيتين ويمكن القول باختصار انه تطرح في الساحة الفكرية نظرتين. لعل أحداهما تعد غير معقولة ولا يمكن الأخذ بها عقلاً في حين من الممكن الأخذ بالنظرية الثانية بحسب الوقائع التاريخية.

 

النظرية الأولى

تفسر سبب الحقد بين عبد شمس وهاشم إلى أن هاشماً كان تؤم أخيه عبد شمس من ابيهما عبد مناف بن قصي وانهما سقطا من بطن أمهما ملتصقين ففرق الحاضرون بينها بالسيف فسال الدم على الأرض وكان ذلك سبباً لتشاؤم الحاضرين من هذه الحادثة وقالوا سوف يقع الدم بينهما إلى الأبد.

من الناحية العلمية لا يمكن الأخذ بهذه النظرية اذ ما اكثر العمليات الجراحية التي تجري لاجل الفصل بين التوائم المتلاصقة فهل هذا يعني أن العداء سيقع بين كل من يفصل بهذه الطريقة.(1)

 

النظرية الثانية

 تعد مقبولة إذ ما دعمت بالأدلة التاريخية التي تدعمها وتسند مقالتها. تذكر هذه النظرية أن هاشماً كان طويل الباع، بعيد النظر، مطلاق الكف . . . الخ، حتى ذاع صيته الآفاق العربية في حين كان أخوه بعكسه في عامة الصفات. لهذا فقد كان هاشم يعول به لذا بات عبد شمس حاقداً على أخيه وأولاده الى درجة أن أمية الابن الأكبر لعبد شمس الذي كان على مستوى عالي من الانحراف والهبوط الخلقي والخروج على العادات والتقاليد الاجتماعية كان يحاول وهو في غرور الشباب مباراة عمه هاشم فخر قريش ألا أنه لم يستطيع ذلك، وقد كان هاشم مترفعاً عن مثل هذه الأمور ألا انه اضطر إلى الموافقة على المباراة بشروط قاسية توقع على الطرف الخاسر وهي الجلاء من مكة لعشر سنين وكانت المباراة قائمة على أساس شرط ثقيل وهو نحر خمسون ناقة سود الحدق تنحر في مكة أيام الموسم فقبل أمية من حمقه وغروره وشدة حقده وكان الحكم بينها الكاهن الخز اعي. وهكذا لم يتمكن أميه من الوفاء بهذا الشرط مما أدى إلى جلائه من مكة إلى الشام المدة المفروضة(2).

ومن ذلك الوقت وأمية وبنيه يدسون الدسائس لهاشم وبنيه بغية الانتقام واستمرت روح الرغبة في الانتقام تكبر يوماً بعد يوم لا سيما وهم يرون الرفعة والشرف الذي وصل أليه بني هاشم ومحمد واله ( صلى الله عليه واله وسلم ) لهذا فقد عمد البيت الأموي إلى السيطرة على مقاليد الخلافة الإسلامية محاولين القضاء على أفراد ذلك البيت الوضاء من خلال استئصال كل من يمت لمحمد واله وملاحقة شيعتهم في الأمصار كافة هذا  كما لعب أبو سفيان دوراً واضحاً في مواجهة خاتم الرسل(صلى الله عليه واله وسلم ) في بداية الدعوة الإسلامية وما لبث أن اكمل المسيرة الأموية بغية أعضاء الحزب الأموي حتى ليكون السفياني العضو الأخير في مسلسل الصراع.

 

الفرع الثاني :اضطراب النسب الاموي

عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) قال " لا يقتل النبيين ولا أولادهم ألا أولاد الزنا "(3).

من هذه النقطة تحديداً انطلقنا للبحث عن حقيقة العداء وسببه مبتعدين عن النظريات التي سيقت لتبرير ذلك ومن خلال تصفح المصادر التي تشير الى تاريخ عبد شمس وأمية والشجرة الخبيثة وجدنا أن شخصية أمية كانت مجهولة الصلة بالواقع فلم يزل يحوم حولها الشك والشبهات من حيث مدى صحة بنوته الشرعية لعبد شمس. تذكر بعض المصادر أنه كان عبد رومي لعبد شمس. فلما الفه فطنا اعتقه وتبناه، فقيل أمية بن عبد شمس، ومن المعلوم أن صلة التبني في الجاهلية كصلة االبنوة في إلحاق الولد بأبيه النسبي في ترتيب كل الاثر كما ويمكن الاستدلال على صحة هذا التشكيل من خلال المكاتبة التي دارت بين أمير المؤمنين( عليه السلام ) ومعاوية قبل حرب صفين. فقد كتب معاوية فيما كتب إلى أمير المؤمنين( عليه السلام ) متطاولاً ومفتخراً قوله . . . " ونحن بنو عبد مناف ليس لبعضنا على بعض فضل الأ فضل واحد ويقصد النبوة لا يستذل به عزيزاً ولا يسترق به حر . . " وقد كانت إجابة أمير المؤمنين( عليه السلام ) تنفي ما أكده من انتسابه لعبد مناف مع أن صاحب شرح نهج البلاغة كان تخريجه مخالفاً. في حين تؤيد ما أخرجه السيد حسين بحر العلوم بقوله , أن أمية كان عبد لعبد شمس مستدلاً بما رد به أمير المؤمنين( عليه السلام ) على معاوية قائلاً " . . وأما قولك انا بنو عبد مناف فذلك نحن، ولكن ليس أمية كهاشم، ولا حرب كعبد المطلب، ولا ابو سفيان كابي طالب، ولا المهاجر كالطليق ولا الصريح كاللصيق . ." هذه الفقرة الموجزة من الكلمات الرائعة لأمير البلاغة تؤكد صحة عدم انتساب أمية لعبد شمس إذ تشير عبارة ( الصريح كاللصيق ) إلى صحة التشكيك بنسب أمية ومهما يكن فان عبد شمس تبنى أمية  ومر الزمن وعبد شمس يدعو أبنا حتى ألف الناس ذلك، وهذا الدليل يدعمه دليل أخر يذكره مؤمن قريش طالب الذي أكد على عبودية أمية قائلاً:

قديماً أبوهم كان عبداً لجدنابني أمة شهلاء جاش بها البحر

أبو طالب في هذا البيت صرح بعبوديتين لامية.

الأولى: مجازية وهي ما تضمنها صدر البيت المذكور. وقد قصد بكلمتي أبوهم ((جدنا)) الجدين الاعليين لا سرتي هاشم وأمية.

الثانية: حقيقة وهي ما تضمنه عجز البيت المذكور. فالمقصود بنو امة يعني الشيء الذي يقذفه البحر الى الحجاز من التجارات الواردة إليهم من بلاد الروم. ولعل وصف أمه بالشهلاء تأكيد لهذا المعنى لاسيما أن معنى الشهل الزرقه المشابه بالسواد في العين التي كانت سمة العيون الرومية.

من الفقرات أعلاه تأكيد من رجلين على مستوى عالي من البر والتقوى علي وأبيه على عبودية أميه(4). وما يدعم هذا القول العلقة الخاصة بين البيت الأموي والروم والتي تظهر جليه في مواقف ابي سفيان ومعاوية  وبقية أعضاء الحزب الأموي.

المطلب الثاني

أسباب النهضة الحسينية وامتدادها

أن قضية استشهاد الأمام الحسين( عليه السلام ) ليست فقط واقعة تحمل من الجانب المأساوي والكارثي الشيء الكثير الذي قد لا تستوعبها عقول العامة من الناس و إنما هي مظهر من مظاهر الفداء النادر الوجود فهي تمثل حدث وواقعة أليمة في ذات الوقت الأمام الحسين( عليه السلام ) كان يدرك انه صاحب رسالة ثورية فهو بالتاكيد مظهر الإنسان الكامل على الأرض عليه فقد كان تكليفه تكليف يختلف عن تكليف باقي أئمة الهدى ( عليهم السلام ) مما استدعى إزالته لستار التقية والنهوض ثائراً.

لذا فمن أهم العوامل التي طرحت لتحديد أسباب نهضة الأمام الحسين(عليه السلام ) هي

 

الفرع الأول: رفض مبايعة يزيد

لعل من أهم الأسباب التي دعت الأمام إلى الثورة رفضه لمبايعة يزيد بن معاوية بخلافة المسلمين لان الأمام كان يدرك أن مثل هذه البيعة إنما تعني اضفاء الشرعية على ولاية العهد وتوارث الخلافة الذي كان يعد مخططاً قديماً اعد له الأمويون منذ عهد عثمان فهذا ابو سفيان يقول كلمته الشهيرة "تلقفوها تلقف الكرة، ولتصيرن إلى أولادكم وراثة . ." (5). فضلاً عن هذا فان مثل هذا المبايعة تعني المصادقة على سب أمير المؤمنين( عليه السلام ) وهو ما جعله معاوية سنه جارية و وقتذاك ومن هنا انطلاقاً من روح أبى الشهداء التي تأبى الركون إلى الظلم والاستبداد فقد أبت روحه الشريفه التسليم بأمرة المسلمين لشاب مثل يزيد الذي كان مستهتراً ممعناً في الفحشاء والمنكرات الى حد الغلو في الإمعان فقد قال فيه الأمام الحسين( عليه السلام ) حينما طلب منه والي المدينة المبايعة " انا اهل بيت النبوة ومعدن الرسالة بنا فتح الله وبنا ختم ويزيد بن معاوية، رجل فاسق، شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة، معلن بالفسق والفجور، ومثلي لا يبايع مثل"(6).

وهذا ما ظهر واضحا لعبد الله غسيل الملائكة وعدد من اهل المدينة حينما توجهوا إلى الشام تراه يقول " والله ما خرجنا من عند يزيد، حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء، أن رجلاً ينكح الامهات، والبنات، والأخوات، ويشرب الخمر، ويدع الصلاة، والله لو لم يكن معي أحد من الناس لا بليت والله فيه بلاء حسناً" . أذن أن المبايعة التي يريدها معاوية لابنه كانت تعني اختفاء الشرعية على حكم يزيد الذي كان يساوي المصادقة على القضاء على الإسلام برمته "وعلى الإسلام السلام أذ قد بليت الأمه براع مثل يزيد "(7).الأمام الحسين( عليهم السلام ) كان مستعداً لان يضحي بنفسه و أهل بيته ولا يقبل بمثل هذه البيعة.

 

الفرع الثاني :الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

لا ريب أن الخطر الذي كان يهدد الإسلام لا بل النظام الإسلامي ككل وفلسفة الحكم الإسلامي هو الذي دعى بالإمام إلى الثورة وبالتأكيد فان هذا ليس بمسألة جزئية أو فرعية تتحمل التقية. فضلاً عن كل هذا فقد كانت أمور المسلمين يومئذ قد وصلت إلى أسؤ حالاتها من كل الأصعدة.

الأمر الذي كان يهدد الشريعة المحمدية فكان من اللازم وعملاً بقاعدة الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يثور الأمام ضد مثل هذه الأوضاع الفاسدة مضحياً بنفسه في سبيل إعلاء كلمة الحق والإبقاء على شريعة جده ولعل هذا واضح في زيادة الأمام الحسين( عليه السلام ) ". . اشهد انك قد أقمت الصلاة وأتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر"(8). كما نلمس ذلك في زيارة النصف من شعبان" . . اشهد انك قد أمرت بالقسط والعدل ودعوت أليها . . ."(9). ولعل الخطب البليغة التي افحم بها الأمام( عليه السلام ) القوم لتؤكد على الهدف الأسمى لثورته الخالدة حيث قال " أني لم اخرج اشمرا ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالما و إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد أريد أن أمر بالمعروف و أنهى عن المنكر و أسير بسيرة جدي وسيرة أبي علي بن ابي طالب . " وله أيضا " أما بعد فاني أدعوكم إلى أحياء معالم الحق واماتة البدع فان تجيبوا تهتدوا سبل الرشاد "(10) وقوله( عليه السلام ) "وأنا أدعوكم الى كتاب الله وسنة نبيه فان سمعتم قولي واتبعتم أمري أهديكم إلى سبيل الرشاد"(11).

 

الفرع الثالث : دعوة الكوفيين

لما عرف الناس في مختلف الأمصار امتناع الحسين( عليه السلام ) عن إرسال البيعة ليزيد بن معاوية اتجهت أليه الأنظار وبخاصة الكوفة و أهلها فقد كانوا اشد الناس عداوة لبني أمية لذا فقد اجتمعوا في دار سليمان بن صرد الخزاعي.

وهكذا اجتمعت كلمتهم على مراسلة الأمام الحسين( عليه السلام ) ودعوته إلى العراق حتى قيل أن كتبهم وصلت الى ثمانية عشرة ألف كتاب تذكر الروايات أنه ( عليه السلام ) تلقى رسائل بهذا الشكل من البصرة والمدائن واليمن وسائر المناطق الإسلامية تعرض عليه ولاءها وبيعتها ومن الجدير بالذكر أن التاريخ يذكر وبكل دقة أن هذه الدعوة ما كانت لتتم لولا وصول خبر امتناع الأمام عن إعطاء البيعة مع التأكيد على مسألة وهي أن الأمام كان ليعلن الثورة سواء أكانت هذه المكاتبات قد وصلت من أهل الكوفة أم لا لان وجود الأمام كان في خطر مما استدعى خروجه وإحلاله من إحرامه يوم التروية ومسيرته و أهله إلى العراق(12).

ومن خلال إبراز هذه العوامل التي بلا شك تتباين قوة وضعفاً نجد أن لعامل الامتناع عن إعطاء البيعة وعامل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الاثر الكبير في دفع الأمام الى الثورة وهذا حفيده الأمام الغائب(عج) سيعلن ثورته أن شاء الله عندما تحين الساعة المناسبة وذلك بعد امتلاء الارض جوراً وظلماً حتى لا يبقى من الاسلام الا اسمه ومن القران الا رسمه وإضاعة  معالمه وذلك بابتعاد الناس عن الشريعة المحمدية وسلوك البعض للطرق الفرعية التي تؤدي الى تحقيق مصالح خاصة مشوهين بذلك الشريعة الخالدة.

 

المطلب الثالث: دور المظلومية في تحقيق الأهداف المقدسة

قال عز من قائل في محكم كتاب المجيد " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير"(13). يجد كل فرد ذي بصيرة نيرة عند مراجعة القران وأحاديث أئمة الهدى ( عليهم السلام ) أن طرح قضية المظلومية كان ولا يزال من الخطوط الرئيسية التي استخدمها القران والرسالات الإلهية قبله كخط يؤدي الى تحقيق الأهداف السامية لهذا فان طرح قضية المظلومية لا يعني طرح مسألة اثارة العواطف والبكاء و إنما لا بد من تحديد الهدف الرئيسي الباعث على استخدام المظلومية كسلاح لاخذ العبر والدروس "فكل ارض كر بلاء وكل يوم عاشوراء" من هذا ننطلق للقول أن قضية الأمام الحسين( عليه السلام ) إنما  كان  لها هذا الوقع في تاريخ المسلمين قاطبة لا في تاريخ اهل البيت ولعل العلة في ذلك أن مظلومية الأمام الحسين( عليه السلام ) كحالة ظاهرية واضحة لا يكاد يعتريها  شك أو تحوم حولها شبهه من نوع. ما بل هي أوضح من كل قضايا المظلوميات الأخرى التي تعرض لها أئمة الهدى ( عليهم السلام ) الذين كانت مظلومياتهم واضحة أيضا ألا أن وضوح الظلم في قضية الأمام الحسين( عليه السلام ) اكثر من الموارد الاخرى لان الأمام الحسين( عليه السلام ) كان يمثل الحق كله وجادة يزيد وأعوانه كانت تمثل الباطل والشرك كله لذلك يمكن القول أن معركة الطف كانت تمثل معركة الحق معركة الحفاظ على الإسلام الذي جاء به محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) معركة الحفاظ على المقدسات من الانتهاك لهذا نجده( عليه السلام ) مضى و أصحابه في الطريق الذي يفرضه عليه الواجب وهو يقول "لا أرى الموت ألا سعادة والحياة مع الظالمين ألا برما . ."(14). هذا ولم يحدث التاريخ أن معركة كان لها من الأثار الطيبة الخيرة لمصلحة الفئة المهزومة كما كان لمعركة الأمام الحسين( عليه السلام ) مع الأمويين. ولم تقم ثورة في العالم بعده ألا واستمدت من مبادئه وعزيمته ونضاله  ,لهذا  وإبرازا وتأكيداً لجانب المظلومية في قضية الأمام الحسين( عليه السلام ) نجد أن الشيعة يحتفلون بذكراه في كل عام لا بل ويحرصون على أن تبقى تلك الجذوة المشتعلة متقدة لا تخمد لتستمد منها الاجيال نهضتها وقوتها في وجه الطغيان في كل عصر كما أن أئمة الهدى(عليهم السلام ) حرصوا على إبقاء هذه الذكرى حية خالدة فأمروا بأحيائها ونشرها لأنها لا تنفصل عن أهداف الإسلام العليا ومقاصده السامية فهذا الأمام الصادق( عليه السلام ) يذكر لجماعه من أصحابه في يوم العاشر من محرم" أتذكرون ما صنع بجدي الحسين( عليه السلام ) لقد ذبح والله كما يذبح الكبش وقتل معه سبعة عشر شاباً من بنيه واهل بيته وإخوانه ما على وجه الأرض من قتيل " لعل هدف الأمام من ذلك ليس استدراج الدموع للخروج و إنما غرس عظمة الحق الذي قتل من اجله الحسين( عليه السلام ) و أهل بيته والاستهانة في سبيل ذلك بكل شيء ينقل عن الأمام الرضا( عليه السلام ) وهو يحدث جماعة من أصحابه عما جرى على الحسين( عليه السلام ) و أهل بيته ويعيد على أذهانهم واقعة كر بلاء "قولوا متى ما ذكرتموهم يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً " الأمام يريد من أصحابه وشيعته ومن كافة المسلمين أن يكونوا مع الحسين( عليه السلام ) بأرواحهم وعزيمتهم مع العاملين بمبادئ القران وسنن الأنبياء والصالحين العاملين لخير الإنسان في كل زمان ومكان لان الحسين(عليه السلام ) بثورته على الظلم كان يجسد هذه النواحي من الإسلام الأمام الرضا( عليه السلام ) يريد أن يقول لا صحابه وشيعته" في كل زمان ظالم كيزيد وجبابرة كبني أميه فكونوا في كل زمان على الظالمين والجبابرة والطغاة كما كان الحسين( عليه السلام ) في زمانه على يزيد وأعوانه إلى كثير من أمثال هذه المواقف التي تؤكد على ضرورة عدم الاستهانة بالمقدسات والحق والحرية (15).

وهكذا مولانا بغية الله الأعظم الامتداد الروحي والجسدي لذلك التأثر الذي سطر بدمه الخالد أروع معاني التضحية والفداء يؤكد في لقائه مع السيد إسماعيل الشرفي أنه مظلوم "أنا اول مظلوم في العالم"(16). الأمام المنتظر(عج) مظلوم ولعلنا بذنوبنا نزيد من ظلامته ونطيل فترة الغيبة الامام غاب وابعد عن أهله وذويه الذين ما لبثت السلطات القابضة على الحكم تعمل جاهدة على تصفيتهم جسدياً وملاحقة اتباعهم وما يزال الأمام غائب ينتظر الامرالإلهي بالخروج لهذا يقع علينا واجب نشر القضية المهدوية وتوعية العوام بما يحوك حولهم من  شبهات ودسائس تحاول النيل من العقيدة المهدوية وجرهم الى هاوية الضلال والانحراف.

 

المطلب الرابع: دور المرأة في النهضة الحسينية والثورة المهدية

يقال أن لكل ثورة رسالتين : رسالة الدم ، ورسالة الكلمة(17)-الاعلام - أما رسالة الدم فقد أداها الأمام الحسين( عليه السلام ) و أصحابه الذين قتلوا في كر بلاء، والذين سطروا بدمائهم الزواكي أروع ملاحم البطولة والتضحية أما رسالة الكلمة فكان واجب أدائها يقع على عاتق امرأة رقيقة تركت منزلها وأسرعت تحث الخطى خلف أخيها في رحلته إلى الشهادة تلك المرأة العظيمة زينب ( عليها السلام ) التي تعلم الرجال من سيرتها معاني الرجولة زينب ( عليها السلام ) وباقي النساء الهاشميات شاركن في إكمال مسيرة الثائرين التي بدؤها بالدم . من هنا يمكن القول أن دور المرأة لم يقل شيئاً عن دور الرجل الجهادي فمن دافعن دفاعاً وصبرنا على الأذى والأسر زينب(عليها السلام ) وباقي النساء ثائرات فقد لعبن أدوارا متعددة منها التحريض على المشاركة في القتال ولعل أوضح مثال على ذلك زوجة زهير بن القين حينما امتنع عن الاستجابة لنداء الحسين( عليه السلام ) نرى ذلك الموقف الرائع الذي وقفته تلك المرأة حينما قالت "يا زهير ابن بنت رسول الله يدعوك ثم لا تجيبه ما ضرك أن تذهب وتسمع ما يقول ثم ترجع " ولعل موقف طوعة الكوفة يدلل على أن المرأة المسلمة الموالية كانت حاضرة في تلك الموقف السياسية والجهادية الى جانب الرجل , هذا لعله لم يات من فراغ وانما كانت المرأة في تلك الظروف تدرك عظم المسؤولية الملقاة على عاتقها . لهذا فان النساء باتت تمارس دور لا يقل خطورة عن دور الرجل  , وهنا نأتي الى نساء كر بلاء اللواتي واجهن الأعلام الأموي والسبي غير مكترثات بمصيرهن لان الأمام ( عليه السلام ) أكد لهن في اكثر من مناسبة بأنه لا طاقة للعدو على إيذائهن فقد قال ( عليه السلام ) في كلمة له يوم العاشر " استعدوا للبلاء واعلموا أن الله حافظكم ومنجيكم من شر الأعداء ويضرب أعاديكم بأنواع البلاء"

لقد وقفت نساء كر بلاء بالمرصاد للحزب الأموي من خلال قيامهن بتصحيح وتوضيح أهداف الثورة لدى العامة والخاصة ممن التبس عليهم الأمر بفعل المفاهيم و التربية الخاطئة التي كان يتبعها الحزب الأموي فالحوراء ( عليها السلام ) أدركت أن عليها واجب شرعي ومسؤولية لهذا نجد أن الأمام ( عليه السلام ) لم يبعد النساء والأطفال لا بل لم يتركهن في المدينة و إنما عمل على اصطحاب العائلة كي تكمل النساء مسيرة الثورة من خلال الخطابات الرائعة التي ألقتها الحوراء ( عليها السلام ) في أزقة الكوفة، أو في قصر يزيد فقد كان لكلماتها والأمام السجاد( عليه السلام ) وبقية النسوة الأثر الكبير في جعل ميزان الأحداث لصالح القضية الحسينية فهذه زينب ( عليها السلام ) تقف لتقول وهي بكل وقار وجلال وهيبة تخاطب يزيد بن معاوية " امن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله حيارى قد هتكت ستورهن و أبديت وجوههن تحدو بهن الأعداء من بلدٍ إلى بلدٍ أن بنا على الله هواناً وبه عليك كرامه . . "(18). زينب (عليها السلام ) وباقي الهاشميات لم يخرجن سيفاً لمقارعة العدو في عقر داره و إنما اخرجن بياناً ناطقاً بالحق و أصوله من الله ودفاعاً عن مبادئ الإسلام ومقدساته لأمام( عليه السلام ) لم يخرج نساء عاديات و إنما اخرج نساء عارفات فزينب ( عليها السلام ) عالمة غير معلمة , نساء يعرفن المسؤولية وكيفية المواجهة فهذا موقف للعقيلة (عليها السلام ) تخرس به ابن زياد الصلف عندما قال لها ما رأيت صنع الله بأخيك : قالت (عليها السلام ) " ما رأيت ألا جميلا أولئك رجال كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم . . "(19). اذن لعبت النساء دور في إثارة الروح الانتقامية في الشام ضد يزيد والحزب الأموي مما دفع يزيد الى عقد مأتم للحسين( عليه السلام ) استمر أسبوعا ولم يمضي بعد على مقتل الحسين( عليه السلام ) ألا عشرون يوماً ,  وبعد أن كان راس الحسين( عليه السلام ) معلقاً على باب قصر معاوية اصبح القصر موشحاً بالسواد ويزيد يقول" لعن الله ابن مرجانه فقد عجل بقتل الحسين " . فضلاً عن كل هذا فقد لعبت السبايا دور فاعل في إثارة المدينة على الحكم الأموي, لا سيما بعد عودة الركب إلى المدينة حيث استمر مأتم الحسين( عليه السلام ) لمدة سنة، حتى أن مروان بن الحكم كان يبكي كلما مر على أم البنين (عليها السلام) التي كان لها دور لا يقل عن دور زينب (عليها السلام ) فقد الهبت مشاعر الناس بالحزن على مصيبة الحسين( عليه السلام )  . والأمانة تقتضي عدم إنكار دور نساء بني أسد الريفيات اللواتي اكتشفن جثث القتلى حينما ذهبن لا خذ الماء فشاهدن الحسين( عليه السلام ) وأنصاره وأدركن انهم شهداء كر بلاء فأسرعن إلى مضارب بتي أسد مسرعات باكيات مطالبات بدفن الجثث.

بعد أن وقفنا على دور المرأة في النهضة الحسينية تقول أن المرأة في عصر غيبة ولي الله الأعظم (عج) دور لا يمكن أن يغفل إذ يقع عليها واجب التبليغ ونشر العقيدة المهدوية والعمل على نوعية وتربية النشء الجديد لغرض إقامة قاعدة شعبية قادرة على استيعاب الأطروحة المهدوية وفهم فلسفة الثورة العالمية وأهدافها من هنا نرى النساء في عصر الظهور يمارسن دور لا يقل عن نساء الطف مع الفارق بين الدورين فقد لعبت المرأة دور في عصر بدء الرسالة المحمدية الخاتمة هذا الدور وأن ستلعبه النساء في عهد الحكومة العالمية وبدء الظهور بالتأكيد نساء عصر الظهور يمتلكن صفات ومؤهلات خاصة وصفات حميدة مما يؤهلهن كي يصبحن ضمن العدة المعدودة التي تلتحق لتبايع الأمام في مكة.

اختلفت الروايات في تحديد عدد النساء اللواتي يلتحقن بالإمام ويبايعنه في مكة فالبعض يشير الى خمسون امرأة والبعض ثلاثة عشر فقط وعند الجميع بين الروايات يجد الباحث أن عدد النساء اللواتي يصحبن جيش الأمام(عج) خمسون امرأة ثلاثة عشر منهن لهن أدوار خاصة تتمثل بالتحريض وإسعاف الجرحى فضلاً عن هذا تلعب المرأة دور في التبليغ ضد الدجال وحركته و الاباحية "عن الأمام الباقر( عليه السلام ) ويجيء والله ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكة على غير ميعاد فزعاً كفزع الخريف"(20).وعنه أيضا ( عليه السلام)  "وتؤتونا الحكمة في زمانه حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) ))(21).

 

البحث الثاني: المهدي يكمل مسيرة الثائرين

قال الباري في محكم كتابه المجيد " ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل أنه كان منصوراً"(22). سئل الأمام الصادق (عليه السلام ) عن قوله تعالى، قال :  ذلك قائم آل محمد يخرج فيقتل بدم الحسين فلو قتل أهل الأرض لم يكن مسرفاً ثم قال ( عليه السلام ) يقتل والله ذرا ري قتلة الحسين لرضاهم بفعال آبائهم (23). الأمام المهدي(عج) سيكمل ما بدأه الأنبياء و الأئمة وسيعمل على قيادة الثورة التي مهد لها سنة 61 ه

 

المطلب الأول: أهل البيت حماة الشريعة

"شرع لكم في الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وحينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا . . ."(24). هذه الآية تشير إلى أن طريق الأنبياء كلهم واحد وهو عين ما آتي به خاتمهم (صلى الله عليه واله وسلم ) ولعل هذا الشيء الذي وصى به الباري أنبيائه هو إقامة الدين وذلك قوله (( أن أقيموا الدين )) يقول النحات أن قوله (( أن أقيموا الدين )) يدل عن قوله تعالى (( وما وصينا )) يعني أن ما وصى به الله أنبيائه ومن جملتهم سيد الأنبياء (صلى الله عليه واله وسلم ) هو إقامة الدين أي جعله قائماً . فالدين إذا كان مبعد عن الحياة لم يكن قائماً وعودة الى قضية الأمام الحسين( عليه السلام ) غير أن الأمام الحسين أقام الدين ولولاه لما قامت للإسلام قائمة ورد عن الأمام الحسين( عليه السلام ) انه قال أتيت يوماً جدي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) فرأيت أبي بن كعب جالسا عنده فقال جدي : مرحبا بك يا زين السماوات والأرض فقال ابي : يا رسول الله وهل أحد سواك زين السماوات والأرض؟ فقال النبي و(صلى الله عليه واله سلم ) يا ابي بن كعب والذي بعثني بالحق نبياً أن الحسين بن علي في السموات أعظم مما هو في الأرض وانه مكتوب عن يمين العرش" أن الحسين مصباح الهدى وسيفنة النجاة "(25). ورد عن الإمام الصادق( عليه السلام ) انه قال   "من اتى الحسين  عارفا بحقه كتبه الله في اعلى عليين "(26). الباري جل وعلا دعا رسوله الكريم ( صلى الله عليه واله وسلم ) عندما عرج به الى السماء ليريه آياته الكبرى ومنها مكانة حفيده في السماوات لعل السر في ذلك يكمن في أن الامام الحسين( عليه السلام ) هو من طبق الآية المذكورة بمعنى أنه ( عليه السلام ) حفظ الشريعة فلولا دم الحسين لما بقيت صلاة ولا صوم ولا حج بيت الله أحد لان الحزب الأموي عمل جاهداً على القضاء على الشريعة الخاتمة ومحو معالم وبمعنى إقامة الدين الذي جاء به خاتم الرسل يفسر الحديث النبوي الشريف  "حسين مني وأنا من حسين "(27). أما ما يقال أن الحسين ( عليه السلام ) من النبي(صلى الله عليه واله وسلم ) فهذا امر لا غبار عليه لانه جده والامتداد الجسدي له في حين أن النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) من الحسين فهذا يعني أن استمرار رسالة محمد (صلى الله عليه ج وسلم ) وبقائها خالدة كان الفضل به لدم الحسين( عليه السلام ) لان بقاء اسم الخاتم (صلى الله عليه واله وسلم ) مرفوعاً في المآذن إنما كان ذلك بسبب دم الحسين( عليه السلام ) ولعل هذا معنى مخاطبة الزائر للأمام في الزياراة "اشهد انك قد أقحمت الصلاة وأتيت الزكاة و أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر و أطعت الله ورسوله حتى أتاك اليقين . . . "(28). لهذا فالدين الإسلامي لا بل العالم أجمعه مدين للإمام الحسين( عليه السلام ) لانه من حفظ الشريعة من الاندراس والانتهاء . ولعل هذا ما سيفعله الحفيد الأخير لبني أمية السفياني الذي سيعمل على تصفية القواعد الشعبية للإمام , الأمام (عج) سيخرج ليجد أن الظلم والجور قد وصل إلى أعلى درجاته . الأمام  سيعمل على الحفاظ على الشريعة سيعيد العباد الى حظيرة العبادة من جديد حتى قيل أن الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء . نعم أن المتمسكين بالشريعة السماء سيكونون غرباء في عصر غيبة الأمام قله من حيث العدة والعدد . الأمام هو من سينشر الدين الإسلامي في كل بقاع العالم حتى لا تبقى بقعة ألا ويعبد فيها ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون"(29). عن علي بن إبراهيم ألقمي في تفسيره لهذه الآية قال : با لقائم من ال محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) حتى إذا خرج يظهره الله على الدين كله حتى لا يعبد غير الله وهو قوله "يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا " . ًكما ورد في الكافي في تفسيره لسورة التوبة من آية ( 31ـ33) أنه قال ليظهره على جميع الأديان عند قيام القائم "(30). عن ابن عباس قال  "لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملة ألا ودخل في الإسلام . . ."(31). وعن سعيد بن جبير في تفسيره ذات الآية قال : (( هو المهدي من عترة فاطمة ))(32). ففي زمان ما قبل الظهور المقدس تذكر المصادر التاريخية أن الناس يخرجون من الدين الإسلامي وذلك بكثرة التحريفات والأباطيل التي تلحق بالشريعة المحمدية  فضلا عن ظهور المدعين والكذابين الذين سيضلون خلق كثير من الناس في رواية أنه "دخل الأمام الحسين على علي بن أبي طالب( عليه السلام ) وعنده جلساؤه فقال: هذا سيدكم سماه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) سيداً وليخرجن رجل من صلبه شبهه في الخلق والخلق يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجورا قيل له ومتى ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال: هيهات اذا خرجتم من دينكم . . "(33). سيدخل عدل الأمام المنتظر في كل بيت كما يدخله الحر والبرد  .الإسلام سيعم كل بلدان العالم حينها لن تكون المساجد كافية الاستيعاب تلك الأعداد المهولة من المصلين عندها سيتم بناء مساجد أخرى كي تسع أعداد المصلين المتزايدة . حتى قيل أن الجماعة لتقام في المسجد إحدى وعشرون مره , عندها سيتعلم القران الناس كما انزل . عن أمير المؤمنين( عليه السلام ) كأني انظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة قد ضربوا الفساطيط يعلمون الناس القران كما انزل "(34). كما ورد عن "أبي عبد الله ( عليه السلام ) كأني بشيعة علي في ايديهم المثأني يعلمون الناس"(35). وعن الصادق( عليه السلام ) أيضا" إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديداً وهداهم إلى أمر قد دثر وضل عنه الجمهور و إنما سمي المهدي مهدياً لا نه يهدي إلى أمر مظلول عنه وسمي القائم لقيامه بالحق (36)". عن أبي عبد الله عن عطاء المكي عن شيخ الفقهاء عن ابي عبد الله (عليه السلام ) قال: سألته عن سيرة المهدي كيف سيرته؟ فقال: " يصنع كما صنع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) امر الجاهلية ويستأنف الإسلام جديداً"(37).

 

المطلب الثاني: بين موقف الحسين( عليه السلام ) والمهدي(عج)

توجد في الواقع علقة خاصة بين الأمام المهدي وجده الحسين  لعل, هذا متأتي من تشابه الأدوار التي لعبها  وسيلعبها كل منهما  . فالإمام الحسين( عليه السلام ) قائد لاعظم ثورة في تاريخ البشرية، والحفيد التاسع سيكمل ما بدأه جده ليقود الثورة العالمية , ويؤسس الدولة الموعودة في القران.

لذا فان تشابه الأدوار يمكن أن يلمس منذ بداية ثورة الأمام الحسين( عليه السلام )

 

الفرع الأول: أسلوب الحوار السلمي

أن أسلوب إلقاء الحجة على المقابل ,هو الأسلوب الذي اتبعه خاتم الرسل(صلى الله عليه واله وسلم ) وأمير المؤمنين( عليه السلام ) وأئمة الهدى( عليهم السلام )  . إذ تذكر الروايات أن الأمام الحسين بعد تكاثر الكتب والرسائل من الوفود طالبة منه المجيء الى العراق ومبايعته بإمرة المسلمين لم يفكر الأمام بداية في الاستجابة لمطالبهم حتى يقف على حقيقة الموقف وذلك باختباره بشكل واضح لا لبس فيه, فكلف ابن عمه مسلم بن عقيل ( عليه السلام ) وكان من أفضل ثقاته من ذوي الرأي والخبرة والشجاعة بالذهاب إلى الكوفة فان رأي أهلها على مثل ما جاءت به كتبهم اخبره بحالهم ليكون في الأثر وكتب إليهم "أما بعد فقد أرسلت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل وأمرته أن يكتب لي أن راكم مجتمعين، فلعمري ما الأمام إلا العامل بالكتاب، القائم بالقسط الدائن بدين الله "(38). خرج السفير الفاتح والرسول الناجح من مكة في أواخر شهر رمضان واتى مدينة جده (صلى الله عليه واله وسلم ) فصلى في مسجد الرسول وودع أهله . وهكذا دخل مسلم الكوفة بعد ما حدث من حوادث الطريق التي كانت لا تشبر بوجود خير في المستقبل . اقام مسلم في منزل المختار بن أبي عبيده فحضرته الشيعة، واجتمعت له، فقرأ عليهم كتاب الحسين, الذي أجابهم به فاخذوا يبكون واخذ الناس يبايعون مسلم حتى انتهى ديوانه الى ثمانية عشر ألفا من المبايعين أو اكثر، وكتب إلى الحسين(عليه السلام ) بذلك مع عابس بن أبي شبيب الشاكري وسأله الاعجال بالقدوم إلى الكوفة ألا أن ما لبث أن تفرق ذلك الجميع بعد وصول خبر عبيد الله بن زياد ودخوله قصر الأمارة متخفياً بزي الحسين( عليه السلام ) ولعل أهل الكوفة يعرفون ابن زياد بالصرامة والشدة فكان من الطبيعي أن يحدث قدومه هزة في أوساط المعارضين لسياسته بقيادة مسلم  . وهكذا آل مصير سفير الحسين وهانئ القتل والرمي من على القصر والسحب في شوارع الكوفة ثم صلب الى جانب هانئ . هذا و أهل الكوفة وقوف في الشارع وكأنهم لا يعرفون من أمره شيئا وصدق الشاعر الفرزدق حينما صور هذه المأساة .

فان كنت لا تدري ما الموت فانظريإلى هانئ في السوق وابن عقيل إلى بطلٍ قد غير المـــوت لونـــــهواخر يهوي مــــن طمار قتـــــيل(39)

هكذا فعلت جلاوزة الحزب الأموي بسفير الحسين( عليه السلام ) وكذلك سيفعل بسفير الأمام المهدي ,إذ سيستخدم الأمام الغائب أسلوب المحاورة السلمية مع الجهة المقابلة من خلال إرساله لسفير خاص  _محمد بن الحسن الحسيني  _وهو من أصحاب الأمام  .فقد وردعن أبي بصير عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في حديث طويل . .يقول القائم(عج) لاصحابه يا قوم أن اهل مكة لا يريدونني ولكني مرسل إليهم لاحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم فيدعو رجلا من أصحابه فيقول له: امضي الى اهل مكه فقل يا أهل مكة أنا رسول فلان إليكم وهو يقول لكم : إنا أهل بيت الرحمة، ومعدن الرسالة والخلافة، ونحن ذرية محمد وسلالة النبيين وإنا قد ظلمنا واضطهدنا، وقهرنا، وابتز منا حقنا منذ قبض نبينا الى يومنا هذا فنحن نستنصركم فانصرونا، فإذا تكلم هذا الفتى بهذا الكلام أتوا عليه فذبحوه بين الركن والمقام، وهي النفس الزكية، فإذا بلغ ذلك الأمام قال لاصحابه: ألا أخبرتكم أن أهل مكة لا يريدوننا فلا يدعونه حتى يخرج فيهبط في عقبة طوى في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدة أهل بدر حتى يأتي المسجد الحرام فيصلي فيه عند مقام إبراهيم أربع ركعات ويستند ظهره إلى الحجر الأسود ثم يحمد الله ويثني عليه?"(40).الأمام المهدي يريد بهذا الأسلوب أن يعيد للأذهان موقف الرفض المستمر للحوار السلمي  .الأمام يتبع نهج إبائه السابقين ففي واقعة الجمل رفع أمير المؤمنين( عليه السلام ) مصحفاً بيده وقال: من يأخذ هذا المصحف فيدعوهم إلى ما فيه وله الجنة؟ فقام غلام شاب اسمه مسلم عليه قباء بيض فقال: أنا أخذه فأعادها الأمير ثلاثاً فلما اخذ الكتاب قال لهم هذا كتاب الله بيننا وبينكم فضربه رجل فقطع يده اليمنى، فتناوله باليسرى، فضربه أخرى فقطع اليسرى، فاحتضنه، فضربوه بسياطهم حتى قتل(41).من هنا نجد أن الأمام المنتظر يتبع سبيل إبائه . ولعل فحوى الخطاب الذي يلقيه في مكة عند إعلانه للثورة تأكيد على إلقاء الحجة على المقابل كذلك الأمام الحسين( عليه السلام ) فقد ذكر الناس وبأكثر من مناسبة بحقه و أهل بيته عليهم كما ذكرهم بكتبهم ومراسلاتهم له دعوتهم له للمجيء الى العراق وتخليصهم من سلطة الحزب الأموي فتجده يقول: " أتقو الله ربكم ولا تقتلوني فانه لا يحل لكم قتلي ولا انتهاك حرمتي فاني ابن بنت نبيكم وجدتي خديجة زوجة نبيكم ولعله قد بلغكم قول نبيكم الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة"(42). ولم يكن جواب القوم الا أن قالو أما أن تستسلم لابن زياد ليرى فيك رأيه أو نقاتلك قتالاً أدناه قطف الرؤوس وقطع الأيدي والأرجل(43). هذه هي حقيقة موقف الحزب الأموي وجلاوزته ويذكر موقف أخر للإمام الحسي ( عليه السلام  _الذي أكثر من الوعظ والإرشاد ولكن بلا جدوى_ حينما رام مسلم بن عوسجة أن يرمي معسكر العدو فمنعه الأمام( عليه السلام ) وقال له: "دعني حتى ارميه فان الفاسق من أعداء الله وعظماء الجبارين وقد أمكن الله منه، فقال الحسين( عليه السلام ) : لا ترمه فاني اكره أن ابدأهم بقتال"(44). هذه هي مواقف سيد الشهداء والتي سيعيدها جلية حفيده التاسع إذ سيخرج بعد مقتل النفس الزكية السفير الخاص بخمسة عشر ليلة وذلك بعد إلقاء الحجة وقطع العذر عن الأمام الصادق( عليه السلام ) "ليس بين قيام آل محمد وبين قتل النفس الزكية ألا خمسة عشر ليلة"(45).

 

الفرع الثاني: السفياني الحلقة الأخيرة في المسلسل الأموي

ورد عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في حديث ". . وأن قاتل يحيى بن زكريا أبن بغي وأن قاتل علي( عليه السلام ) ابن بغي، وكانت مراد تقول: ما نعرف له فينا أبا ولا نسباً، وأن قاتل الحسين بن علي ( عليه السلام ) ابن بغي، وأنه لم يقتل الأنبياء ولا أولاد الأنبياء ألا أولاد البغايا"(46).

في هذا الفرع نجد من المفيد عقد مقارنة بين يزيد بن معاوية والامتداد الأخير لهم والذي تسميه الروايات بالسفياني.

يزيد بن معاوية ولد لام مسيحية هي ميسون بنت بحدل الكلبية التي طلقها معاوية لكرهها العيش في القصور واستحبابها عيشة الصحراء فنشأ ولدها في البادية وتخلق بأخلاق الصحراء. لذلك كان فصيح وصاحب ديوان شعري خاص به، مولع بالصيد، ومتعلق بركوب الخيل وتربيته الحيوانات , لاسيما الكلاب والقردة ونتيجة للتربية البدوية التي نشأ عليها يزيد فقد كان عاشق لمنادمة أهل الفسوق ممتنع عن متابعة أمور العباد . فقد ترك متابعة أمور العباد إلى الحواشي يديرونها حسب أهوائهم لهذا ولغيره  ,فان وضع حكومة يزيد لم يكن بالصورة التي كان من الممكن أن يتحملها شخص أو تعقد معهما معاهدة صلح نعم الأمام الحسن( عليه السلام ) عقد معاهدة صلح مع معاوية إلا أن الأخير كان يختلف بعض الشيء من ولده الفاسق اذ كان معاوية يتمكن الى حد ما من المحافظة على الظواهر العامة عدا الأمور المرتبطة بملكية وسياسية مباشرة  . أما يزيد فقد كان يمثل أنموذجا للتظاهر بالفسق والفجور والانفلات إذ صدق الأمام الحسين (عليه السلام ) حينما قال : " وعلى الإسلام السلام اذ قد بليت الأمه براعٍ مثل يزيد"(47). هذه حقيقة قاتل الحسين( عليه السلام ) و أصحابه . أما السفياني وريث هذه الأخلاق الرذيلة فنجده الحلقة الأخيرة من حلقات الصراع العنيفة بين الحق والباطل بين العدل والظلم مظهر السفيانية لم يأتي من فراغ  . و إنما هو وريث صراعات تعود جذورها الأولى إلى ما قبل الإسلام . ولعل رائدها الأول أمية وأبي سفيان ومعاوية ويزيد وسيلعب الدور الأخير فيها السفياني لذلك فهي حركة صراع موروثة السفياني كما تشير الى ذلك الروايات رجل من ولد عتبة بن أبي سفيان يولد لام مسيحية لذلك يعبر عنه بأنه مضطرب النسب، رجل جبان، طموح، يحاول الوصول إلى السلطة ولانتقام، رجل كافر منافق، سفاح هدفه تصفية شيعة أهل البيت وقطع الطريق على الأمام يأتي بشعار الصليب ينادي ثأري والنار عن عمر بن يزيد قال : "قال لي أبو عبد الله( عليه السلام ) الصادق( عليه السلام ) انك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس أشقر احمر ازرق يقول ثأري ثم النار, وقد بلغ من خبثه انه يدفن أم ولد له وهي حية مخافة أن تدل عليه"(48). وعن أمير المؤمنين علي( عليه السلام ) قال: "يخرج ابن أكلة الأكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعة (أي مربوع) وحش الوجه, ضخم الهامة , بوجهه اثر الجدري , إذا رايته حسبته اعور اسمه عثمان وأبوه عينية . وهو من ولد أبي سفيان حتى يأتي ذات قرار ومعين فيستوي على منبرها"(49).من يتبع الروايات التي تتحدث عن السفياني وتبين شخصيته يجدها من أكثره نظراً لانه من شخصيات عصر الظهور السلبية التي حرص أئمة الهدى (عليهم السلام) على تفصيل كل ما يتعلق بها للشيعة كي لا تشتبه عليهم الأمور, لا سيما انه يحاول إعطاء حركته طابع ديني ألا انه سرعان ما تنكشف حقيقة هذه الشخصية تخرج في الشام في وقت اختلال ميزان القوى السياسية في المنطقة , وعندها سيسيطر على الشام ,ثم يبدأ بالنزوح إلى العراق لغرض إكمال السيطرة عليه وضمه إلى مناطق نفوذه ألا أن مصير هذه الشخصية هو القتل .

 

الفرع الثالث: خارطة التحرك الحسيني والمهدوي

من يتتبع جغرافية التحرك الحسيني يجدها عين خارطة التحرك المهدوي المرتقب تذكر الروايات أنه حينما امتنع الإمام الحسين عن مبايعة يزيد خرج من المدينة بعد أن أحس بحراجة الموقف متجهاً لى مكة في جوف الليل بأهله وبني عمومته وهو يتلو قوله " فخرج منها خائفاً يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين"(50). فقيل له: هلا تنكبت الطريق وسرت على غير الطريق الذي اعتاد الناس أن يسلكوها فأبى ذلك  .وكان عبد الله بن الزبير قد التجأ إلى مكة وكان ساخط على الأمويين. رفض الأمام مفارقة الطريق قائلاً: "والله لا أفارق الطريق الأعظم حتى يقضي الله ما هو قاض" ودخل مكة في اليوم الثامن من شعبان سنة 60 هـ ، فأقام بمكة بقية شهر شعبان ورمضان وشوال وذي القعدة وخرج من مكة يوم التروية من ذي الحجة(51). حيث الاجتماع الأعظم للناس لاداء مناسك الحج والذهاب الى عرفات لهذا فان جموع الناس لابد أن يلفت نظرهم تخلف ابن بنت رسول الله عن المشاركة في مثل تلك المراسيم . وانه لابد وأن يكون هناك أمر هام جداً دفع الأمام من الاستغناء عن المشاركة في أداء مناسك الحج لعل هذا التحرك الحسيني أملته ظروف معينة حيث كان يتهدد الأمام خطر القتل في تلك الساعات بالذات لا سيما أن بعض المصادر التاريخية تذكر أن عمر بن سعيد بن العاص، كان قد توجه في حينه على راس قوة عسكرية الى مكة بهدف تصفية الأمام الحسين( عليه السلام ) والإمام نفسه أعرب عن مثل هذا الاحتمال عندما تحدث مع الفرزدق قائلا " لو لم اخرج من مكة لكنت قد قتلت " وإضاعة دم الحسين( عليه السلام ) من خلال عرض القضية على أنها نزاع شخصي  . وبالتالي تحريف القضية الحسينية . لهذا فان حركة الأمام وخروجه من مكة الى العراق كان أمر ضروري شبهت حالت خروجه بخروج موسى بن عمران وهو يعبر صحراء سيناء متجهاً من مصر إلى فلسطين بعد أن اجتمع القوم على قتله.

وبالعودة الى تحديد خارطة تحرك الأمام المهدي. نجد أن الروايات تذكر أن الأمام يخرج من المدينة متجهاً الى مكة إلا انه وخلال مدة وجوده في المدينة لا يعلن الثورة , و إنما بعد وصول خبر وجود الأمام في المدينة يخرج هو و أصحابه إلى مكة وعندها سيدخل الجيش الشامي المدينة ليستبيحها ثلاثة أيام كواقعة الحرة  , وعند خروج الجيش من المدينة إلى مكة يخسف به الأرض في البيداء المنطقة الواقعة بين مكة والمدينة ولا يسلم من هذا الجيش ألا اثنان أو ثلاث أو واحد حسب قول الروايات.

أشرنا أن الأمام وخلال وجوده في المدينة لا يعلن الثورة ولكن في اللحظة المناسبة يعلن عن ثورته في مكة  , وذلك بعد اجتماع الأصحاب واكتمال العدة , للتحرك بهم إلى العراق , ألا انه قبل ذلك يتجه الى المدينة ليحررها من الجيش الشامي , وبعدها يتجه لتحرير العراق واتخاذ الكوفة عاصمة الدولة العالمية ومن هنا يبدأ الفتح العالمي.

 

الفرع الرابع: يوم الظهور

تتفق الروايات أن الأمام يخرج في العاشر من محرم وهو اليوم الذي قتل فيه الأمام الحسين ( عليه السلام ) في طف كر بلاء لان الأمام المهدي(عج) هو الأخذ بثار الحسين .وهذا ما نلمسه واضحا في دعاء الندبة "أين الطالب بذحول الأنبياء وأبناء الانبياء، اين الطالب بدم المقتول بكربلاء . ."(52). وفي سورة الإسراء " من قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل انه كان منصوراً"(53). الأمام المنتظر هو البقية الباقية من آل الرسول. وهو الثائر المطالب بدم من قتل مظلوماً عن الأمام الصادق( عليه السلام )" يخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة "(54). عن الباقر ( عليه السلام )" يخرج القائم يوم السبت يوم عاشوراء اليوم الذي قتل فيه الحسين "(55). وعنه أيضا " وهذا اليوم عاشوراء الذي يقوم فيه القائم "(56).

عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) "ينادي باسم القائم في ليلة الثالث والعشرين ويقوم في يوم عاشوراء وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي( عليه السلام ) كأني به في اليوم العاشر من المحرم قائماً بين الركن والمقام جبرائيل عن يمينه ينادي بالبيعة لله فتصير إليه شيعته من أطراف الأرض تطوى لهم طيا حتى يبايعونه فيملأ به الله الأرض عدلاً كما مليت جوراً وظلماً"(57).

 

المطلب الثالث : أصحاب الحسين وعدة بدر

لقد نال أصحاب الحسين( عليه السلام ) درجة يغبطهم عليها الأولون والآخرون لا نهم تجاوزوا من سبقوهم من الشهداء درجه ومرتبة . وهذا أبو عبد الله ( عليه السلام ) يقول بشأنهم " و أني لا اعلم أصحابا أوفى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أوصل ولا افضل من أهل بيتي"(58). فأصحاب أبي عبد الله ( عليه السلام ) كانوا أحرار فهم لم يكونوا محاصرين، ولم يكونوا تحت أي نوع من أنواع الضغط المعنوي من الأمام فهذا الأمام ( عليه السلام ) يقول لهم " بان الأعداء لا يريدون سواي و اني أجيز لكم استخدام الليل جملاً وركوبه وترك ساحة القتال"(59). لا بل الأكثر من ذلك فقد خفض رأسه الشريف كي لا تقع عينه على عين من يريد المغادرة فيقع أسير الخجل والحياء من الأمام (عليه السلام)  لذا يمكن القول بان أصحاب الحسين( عليه السلام ) أفضل من شهداء بدر في عهد خاتم الرسل(صلى الله عليه واله وسلم)  , وكذلك افضل من شهداء صفين ممن قاتل بين يدي أمير المؤمنين( عليه السلام ) فهؤلاء لم يقاتلوا كما دخل البدريون مع جماعة أبي سفيان للحرب بناء على العادة والعقيدة الجاهلية في حرب الخاتم (صلى الله عليه واله وسلم ) ولا كانت لديهم مسألة خلافية كما كانت لجماعة معاوية في قصة قتل عثمان  . لا بل انهم كانوا يرتكبون اشد الفظائع ونداء قلوبهم وصوت وجدانهم يقول" قلوبهم معك وسيوفهم عليك". هذه حقيقة أصحاب الأمام الحسين لذلك فهم يشكلون الثلة الصالحة في مجتمع باع أخرته بدنياه . ولعل ما يثير الاستغراب أن يجذب الجيش المغلوب بعض العناصر من الجيش الغالب ليكون الى جانبه , ويبدو هذا واضحاً في موقف الحر هذا بالتأكيد يعود الى تحقيق الغلبة الروحية و ايجاد حالة الانكسار الروحي لدى معسكر العدو

 فضلاً عن كل ما قيل من أهم مظاهر الإشراق في القضية الحسينية أن الأمام جمع أصحابه ليلة العاشر فخطب فيهم قائلاً " اثني على الله احسن الثناء، واحمده على السراء والضراء، الهم أني أحمدك. . "(60). في مثل تلك الظروف فان الأمام ( عليه السلام ) ينطق بعبارات الرضا والتسليم للظروف والعوامل الموضوعية الأمام وأصحابه كانوا يعيشون ظروفاً معنوية عالية لانه موحد بالله عقيدياً وعملياً عابد، ساجد فضلاً عن كونه امام واعي عارف بالنتائج النهائية لعمله أصحاب الأمام الحسين تميزوا بهذه الروحية العالية ,وهذا واضح في أقدامهم على القتال بين يدي الأمام فهم لم يحسوا بحرارة الحديد حتى أن البعض برز إلى المعركة كاشفا عن جسده لذلك صدق من قال بـ " انهم اثروا الموت " بمعنى انهم فضلوا الموت بعزة على حياة العار وما قضية الأمان الذي أعطى للعباس( عليه السلام ) وقضية محمد بن بشر الخضر مي وتحرير الأمام رقاب أصحابه من حل البيعة "انتم في حل من بيعتي "(61).وقضية القاسم والغلام الأسود ألا شهادات دامغة على اختيار أصحاب الأمام الموت طوعاً واختياراً على عيش الهوان . ومن الخصوصيات الأخرى التي تميز بها شهداء كربلاء هو اختيارهم الموت قبل شهادة الأمام أو أحد أفراد بني هاشم، وهذا دليل قاطع على أيمانهم المطلق بقادتهم فهم لم يقاتلوا من اجل الأجر أو الدنيا ولا خوفاً من شيء بل كانوا يقاتلون دفاعاً عن العقيدة والأيمان والحرية لهذا فان مدرسة الحسين(عليه السلام ) بحق مدرسة العشق الخالص للرسالة ( مناخ ركاب ومنازل عشاق )(62). فقد ورد في حديث أن أمير المؤمنين( عليه السلام ) مر بأرض كربلاء في أيام صفين فشم تربتها وقال: " واهاً لك أيتها التربة ليحشرن منك أقواما يدخلون الجنة بغير حساب"(63). أما عن أصحاب الأمام المهدي, فانهم كما تصفهم الروايات العدة المعدودة المذخورة للأمام. لهذا فانهم لابد وأن يكونوا على مستوى عالي من الأيمان والتدين والأخلاق بحيث تؤهلهم مواصفاتهم كي يكونوا حكام الأرض وسنامها أصحاب الأمام المنتظر لا شك أن صفاتهم هي صفات أصحاب الحسين وشهداء بدر وصفين .

عن الأمام السجاد( عليه السلام ) قال "المفقودون من فراشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، عدة بدر فيصبحون بمكة "(64). وهنا لابد من الإشارة الى نبذة عن أهم خصائص هؤلاء الحكام:ـ

1ـ العبادة والصلاح والتقوى عن أبي جعفر الباقر( عليه السلام ) "فيظهر في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، عدة بدر على غير ميعاد، قزعا كقزع الخريف، رهبان بالليل، و أسد بالنهار "(65). عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) " رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياماً على أطرافهم ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل، ليوث بالنهار . .  وهم من خشية الله مشفقون بهم ينصر الله أمام الحق "(66).

2ـ شدة حبهم وطاعتهم للأمام ,وبذلك يشابهون شهداء الطف في طاعتهم لقائدهم وأيمانهم به، عن أبي عبد الله( عليه السلام )  " . . له رجال كأن قلوبهم زير الحديد، هم أطوع له من الأمة لسيدها"(67). عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) "يتمسحون بسرج الأمام (عج) يطلبون بذلك البركة، ويحفون به يقونه بأنفسهم في الحرب ويكفونه ما يريد منهم"(68). عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) " يجمع الله له من أقاصي البلاد على عدة أهل بدر، كدأدون، مجدون في طاعته "(69).

3ـ شباب أقوياء لا كهول فيهم يتميز أصحاب الأمام المهدي(عج) بأنهم شبان لا كهول فيهم الا عداد قليل , بحيث تصفهم الروايات بأنهم كالملح في الزاد عن أمير المؤمنين( عليه السلام ) " أصحاب المهدي شبان لا كهول فيهم ألا مثل كحل العين، والملح في الزاد، واقل الزاد الملح"(70). عن الأمام السجاد( عليه السلام ) " إذا قام قائمنا اذهب الله عز وجل عن شيعتنا العاهة، وجعل قلوبهم كزبر الحديد، وجعل قوة الرجل منهم قوة أربعين رجلاً ويكونون حكام الأرض وسنامها"(71).

4ـ عشاق الشهادة من أهم صفات أصحاب الأمام (عج) هو عشقهم للشهادة حتى أن كانوا من أصحاب الأمام ويعيشون في حكومته ألا انهم يدركون عظمة الشهادة ودرجة الشهيد, لهذا فانهم يتمنون الشهادة من الله عن ابي عبد الله( عليه السلام ) "وهم من خشية الله مشفقون، يدعون بالشهادة، يتمنون أن يقتلوا في سبيل الله شعارهم يا لثارات الحسين(عليه السلام )، إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر"(72).

5ـ المعنويات العالية والتأثير بالمقابل. من أهم الخصائص التي يتميز بها أصحاب الأمام المهدي(عج) هو المعنويات العالية التي تجعلهم يؤثرون في الشخص المقابل.  ولعل هذا الموقف يذكرنا بالتحاق الحر بمعسكر الأمام الحسين( عليه السلام )  , تذكر الروايات أن هناك يوم يدعى بيوم الإبدال وهو ليوم الذي يلتحق به بعض ممن كان في معسكر السفياني إلى جهة الأمام ويلتحق المنافقون بجيش السفياني فقد ورد عن الأمام الباقر( عليه السلام ) " ثم يأتي الكوفة فيطيل بها المكث ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها ثم يسير حتى يأتي العذراء هو ومن معه وقد التحق به ناس كثير و السفياني يومئذٍ بوادي الرملة حتى إذا التقوا يخرج أناس كانوا مع السفياني من شيعة ال محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ويخرج ناس كانوا مع آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) إلى السفياني فهم من شيعته حتى يلتحقوا بهم  , ويخرج كل أناس إلى رايتهم وهو يوم الإبدال  .عن أمير المؤمنين( عليه السلام ) " ويقتل يومئذ السفياني ومن معه حتى لا يدرك منهم مخبر، والخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب، ثم يقبل إلى الكوفة فيكون منزله بها"(73). كما وتشير الروايات أن افضل الشهداء هم شهداء الطف. وشهداء الأمام المهدي(عج).

 

المطلب الرابع

وظيفتنا تجاه سيد الشهداء( عليه السلام ) والإمام المهدي(عج)

في هذا المطلب سنشير إلى ما يجب أن نقدمه للشهيد، وابن الشهيد، وأبو الشهداء و أخو الشهداء، ما هو تكليفنا تجاه من ضحى باثمن ما يملك لاجل الحفاظ على شريعة جده , بلا شك أن كلمة الشهيد، الشهادة، الشهداء من الكلمات المتعارفة , ولكن من هو الشهيد حقا؟ بالتأكيد لا يمكن أن تطلق هذه الكلمة ألا على شخص مضحي بكل ما يملك عن عشق ووفاء لمبدأ سامي(74).ولعل الأمام الحسين(عليه السلام ) قد أعلن عن هذا الهدف في المدينة قبل إعلان للثورة قائلاً "أني لم اخرج أشرا ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً و إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن أمر بالمعروف وانهي عن المنكر و أسير بسيرة جدي وأبي " ولعله أشار في مكان أخر "إلا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً أني لا أرى الموت إلا سعادةً والحياة مع الظالمين ألا برما "(75) . لهذا فان من أولى المسؤوليات التي تقع على عاتقنا هي:ـ

1ـ وجوب معرفة الأمام المعصوم حق معرفته لأداء حق على الوجه المطلوب , وهذا إنما يتحقق بواسطة العمل على دراسة المصادر التاريخية المعتبرة التي تؤكد وتشير إلى سيرة أئمة الهدى، والهدف من هذا كله هو استكمال الأيمان , لا سيما أن الإمامة اصل من أصول الدين عن أحدهما الباقر أو الصادق( عليه السلام ) انه قال : "لا يكون العبد مؤمنا حتى يعرف الله ورسوله و الأئمة كلهم وأمام زمانه ويرد أليه ويسلم له ثم قال : كيف يعرف الآخر وهو يجهل الأول"(76). من هذه الرواية يمكن الخروج بنتيجة , ألا وهي أنها حصرت الأيمان بمعرفة الله ورسوله و الأئمة كلهم وأمام الزمان هذه المعرفة بالتأكيد تستدعي تطبيق والتزام بمعرفة قائمه على دليل علمي وليست معرفة عمياء أي ضرورة الاهتمام بمعرفة الإمامة ألحقه التي تبدأ بالتأكيد بعد رحيل الرسول والخاتم (صلى الله عليه واله وسلم ) وصولاً إلى مولانا الغائب(عج) . علينا أن نبدأ من السقيفة بالتحديد لنرى الظلامات التي وقعت على أهل البيت(عليهم السلام) وملابسات السقيفة كي نصل إلى معرفة مولانا المهدي(عج) عن الأمام الكاظم( عليه السلام ) في رواية بين فيها مراتب معرفة الأمام بشكل أجمالي ثم بين ضرورة معرفته بالمرتبة الثانية بصفاته وخصائصه فقد روي عنه( عليه السلام ) "من شك في أربعة كفر بجميع ما انزل الله تبارك وتعالى أحدها معرفة الأمام في كل زمان وأوان بشخصه ونعته"(77). لهذا فان من المسائل الإسلامية التي يجب أن نقف أمامها , هو لزوم معرفة الأمام  . وفي معرض بحثنا لا بد من معرفة الأمام الحسين( عليه السلام ) كي نكون حقاً من السائرين على طريق الشهداء فقد ورد عن الأمام الرضا( عليه السلام ) " من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معناه في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر بمصابنا فبكى و أبكى لم تبكي عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحي فيه امرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب"(78). كما روي عن الأمام الصادق(عليه السلام ) " من آتى الحسين( عليه السلام ) عارفاً بحقه كتبه الله تعالى في أعلى عليين"(79). لهذا يجب ألا يكون المقصود من إقامة الشعائر الحسينية التضامن والسلوى لآل الرسول فقط كما يعبر عن ذلك أصحاب المنابر, وإنما لابد أن يكون الهدف الأساسي هو إيصال تعليمات الأئمة (عليهم السلام) ورسالة الحسين( عليه السلام ) إلى الناس كافة أئمة الهدى( عليهم السلام) يريدون منا أن نصنع من كر بلاء مدرسة تعليمية وتربوية خالدة كما أن الزهراء(عليها السلام) لتسعد حقاً حينما نسير على طريق الحسين( عليه السلام ) يريدون أهل البيت منا أن نستلهم من كر بلا معنى  الإباء وعدم الركون للظلم لا البكاء والإبكاء فقط (80). أما تكليفنا تجاه أمير عالم الوجود فهو تكليف لا يختلف عن الأمام الحسين( عليه السلام ) التعرف على الأمام المنتظر(عج) للوقوف على حقه  ,لا سيما انه الشمس الغائبة خلف السحاب , مع التأكيد على مسألة التأسف والحسرة لفقدان الماء المعين لا سيما أن هذا لا يقتصر على عصر الغيبة فقط و إنما أئمة الهدى (عليهم لسلام) كانوا يعيشون ويذكرون تألمهم لفراق الأمام الثاني عشر(عج) فهم قد بينوا عظمة الأمام ومقامه الشريف ومكانته واظهروا التأسف والحزن لغيبته إذ لم يقتصر بيان أهل البيت على تذكير فقط وإنما مارسوا ذلك عملياً من خلال البكاء والتأوه الصادر من القلب الحزين لطول غيبته الأمام المنتظر(عج) ألا انه مما يؤسف له أن الشيعة اغفلوا هذه الحقيقة والمسألة الأساسية التي لها تأثير عظيم في حياتهم الدنيوية و الاخرويه ويبدوا أنها العلة الثانية في عدم معرفة الناس بشخصية الأمام التي قد صرحت بعظمته منها الروايات الصادرة عن أهل البيت لهذا يقع علينا وظيفة إبلاغ هذه الحقيقة الى الناس وبإرشادهم إلى أمير عالم الوجود علينا أن نسعى جادين لإيصال تلك الفكرة والعقيدة إلى شريحة واسعة من الناس ممن يعاني من الخواء ألعقيدي لان هذا بالتأكيد وظيفة شرعيه.

2ـ من التكاليف الأخرى التي تقع علينا هي العمل على نشر الفكر الحسيني والعمل على تحقيقه بمعنى عدم التعامل مع الخط الحسيني تعامل سلبي يقتصر على إقامة المجالس الحسينية والمشاركة فيها فقط وإنما لابد من استلهام العبرة من هذه المجالس أي أن تكون مجالس العزاء مدارس للثورة للتحرر فكربلاء الحسين كانت وما تزال المصدر الذي تستمد منه كل الثورات وجودها وسببها فقد لعبت كربلاء دور بارز في شحذ النفوس بالغيض والحزن القائم على أساس منطقي , لهذا لابد من الاستفادة من مدرسة العشق الإلهي الخالص وعدم الاهتمام بمسألة إثارة العواطف فقط عن الأمام الحسين( عليه السلام ) "أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن ألا بكى"(81). لعل العبرة والأسوة ذكرها الأمام الصادق( عليه السلام ) في زيارة الأربعين قائلاً"وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة"(82).

أن لمقتل الحسين ( عليه السلام ) حرارة في قلوب المؤمنين فما حال قلب الأمام المهدي(عج) وهو يرى ويسمع كل هذه المصائب فهو الأمام الثائر الأخذ بدم سيد الشهداء وتسأل هل الذي بذمته ثار قرار أم له سكينة ؟

هذا الأمام الغائب(عج) يخاطب جده في زيارة الناحية المقدسة قائلاً " فلا ندبنك صباحاً ومساءً ولا بكين عليك بدل الدموع دماً"(83).

3ـ تقع علينا مسؤولية الحفاظ على التاريخ وصيانته من التحريف لعل هذا الواجب لا يقع على عاتق العلماء فقط و إنما نحن أيضا يشترك به لا سيما أن مجتمعنا يملك ثروة هائلة خالدة تلك هي الأمام الحسين( عليه السلام ) فتاريخ الحسين( عليه السلام ) مليء بالمفاخر والحماس التي تعجز الأقلام عن تسطيرها من هنا يأتي الواضعون باختلاف الأوهام التي لا تمت إلى الحقيقة بصله هذا لابد من الوقوف أمام كل محاولة لتحريف القضية الحسينية أو الإشارة أليها من أي ناحية كانت وعودة الى تكليفنا تجاه الأمام الغائب(عج) تقول أن عصر الغيبة لا يمكن أن يكون بأي حال عصر الهدوء والدعه أو لانزواء في زاوية مظلمة و إنما الانتظار الذي تبعته وتؤكد عليه الروايات بأنه افضل العبادة ليس هو الحالة السلبية التي يعيشها المنتظر من خلال الانطواء على النفس وتجميد كل الطاقات بحجة انتظار الغائب لا بالتأكيد هذه نظرة قاصدة عن الإحاطة بحقيقة أو فلسفة الانتظار  .الانتظار في أدبيات أهل البيت يعني حالة إيجابية عند المنتظر فهي ترقب يتطلب عمل بتقوى وورع في عالم الواقع لهذا فالانتظار حالة بناء تكاملي للإنسان وليس انطواء في ركن بعيد عن الناس وعندها سيكون الانتظار مبعث على الاستقرار النفسي والنجاح في كل المجالات عن المفضل بن عمر قال: سمعت الصادق( عليه السلام ) " من مات منتظراً لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه لابل كالضارب بين يدي رسول الله بالسيف"(84). أذن الانتظار المحمود هو عمل وسعي يبذله المنتظر في سبيل التهيؤ لخروج أمير عالم الوجود وقد ذكر السيد محمد تقي الأصفهاني أربع وخمسون وظيفة يليق بالمكلف في زمن الغبية الالتزام بها فضل عن المؤلفات التي تؤكد على وظيفة الامام في هذا الزمان.

 

الخاتمة

تعد العقيدة بالإمام المهدي(عج) من العقائد الراسخة عند المسلمين الشيعة بل حتى عند غير المسلمين مع اختلاف في تشخيص المصلح ولهذا فان هذا البحث يعد محاولة لا استعراض أهم ما يشترك به الأمام الحسين( عليه السلام ) مع الأمام المنتظر(عج) بصورة مبسطة. ولاشك أن مثل هذه الدراسة تبقى بحاجة لان ترفد بمعلومات آخر كي تظهر بالمستوى المطلوب.

وإذا كان لابد من ملاحظات إجمالية في ختام هذا الاستعراض فأننا نختصرها بما يلي:ـ

1ـ يجد الباحث أن كافة المصادر التي تناولت سيرة أئمة الهدى تؤكد على قضية جوهرية وهي العداء المستعر القائم بين بني أمية وهاشم . لهذا فقد تأكد لنا أن أمية شخصية مضطربة النسب ,وهذا ما يفسر العلقة الخاصة بين الحزب الأموي والروم التي تمثلت بشكل واضح في مواقف أبو سفيان وولده معاوية ويزيد وبقية أعضاء البيت الأموي

2ـ من أهم العوامل التي دفعت الأمام الحسين( عليه السلام ) إلى رفع ستار التقية رفضه مبايعة يزيد بأمرة المسلمين لان خطر مثل هذه البيعة كان متوجهة إلى النظام الإسلامي ككل وليس لشخص الأمام.

3ـ تعد ثورة الأمام الحسين( عليه السلام ) من اكثر الثورات دموية ومأساوية كونها شكلت جانب الحق بكل ما تحمل كلمة الحق من معاني عليا سامية في حين كان المعسكر المقابل يمثل قمة الفكر مع معرفتهم بحقيقة ومنزلة الأمام ( عليه السلام )  . وهذا واضح في مقولة الفرزدق للإمام قلوبهم معك وسيوفهم عليك.

4ـ مارست المرأة دور شهد له التاريخ لا بل ويقف أمامه بكل إجلال و إعظام فأي قلب قلب زينب لا بل أي امرأة صمدت ولم تنطق بما يغضب الرب بل كانت كلماتها حمداً وشكراً لله على مأمن على أهل هذا البيت بالشهادة والرفعة وليس غريباً فهي حفيدة خديجه وابنة سيدة النساء التي شاركت زوجها مصيبته في غصب الخلافة.

5ـ هناك علاقة ورابطه خاصة بين الأمام المهدي(عج) والحسين( عليه السلام ) لعل هذا يفسر لنا خروجه الشريف في اليوم الذي قتل فيه جده( عليه السلام ) في كربلاء ,ويحارب الشخصية التي كانت دائمة العداء البيت الهاشمي وأن كان مفيداً لهم .

6ـ من يقف على خارطة التحرك الحسيني سيجد أنها تشابه إلى حد ما جغرافية التحرك المهدي كون الأمام الحسين( عليه السلام ) لا يعلن الثورة خلال وجوده في المدينة. وإنما يتم الإعلان في مكة وكذلك حال الأمام المهدي(عج).

7ـ أصحاب الأمام المهدي(عج) يشابهون أصحاب الأمام الحسين ا( عليه لسلام ) في الصبر والأيمان والحماس والتضحية والفداء.

8ـ أن وظيفتنا تجاه الأمام الحسين لا تقتصر على إقامة مجالس العزاء للبكاء فقط و إنما لابد من استذكار عظمة الحق الذي من اجله قتل الحسين( عليه السلام ) وأصحابه.

 

المصادر:

أولا: القران الكريم

ثانيا الكتب

1ـ ابن طاووس، علي بن موسى المتوفى عام 664 هـ . ق: الملاحم والفتن ( مؤسسة الأمير / النجف الأشراف 2005)

اللهوف في قتلى الطفوف.

2ـ ابن طيفور، أبي الفضل بن ظاهر المتوفى عام 380 هـ : بلاغات النساء ( بصيرني/قم).

3ـ ابن نما الحلي، محمد بن جعفر المتوفى عام 645 هـ .ق: مثير الأحزان ( المطبعة الحيدرية/ النجف 1950) .

4ـ أبي مخنف الكوفي، لوط بن يحيى المتوفى عام 157 هـ : الجمل وصفين والنهروان ( الصدر: 2002).

5ـ الاربلي، علي بن يحيى المتوفى عام 693 هـ : كشف الغمة في معرفة الأئمة (الأضواء/بيروت).

6ـ البحراني، عبد الله نور: عوالم العوالم  الأمام الحسين (عليه السلام).

7ـ البحراني، هاشم المتوفى عام 1107 هـ : مدينة المعاجز (بهمن ، 1413 هـ . ق).

8ـ الجزائري، نعمة الله : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين ( بهمن 2005).

9ـ الجواهري، صالح: ضياء الصالحين ( شريعت :1380 هـ ش).

10ـ الحسني، هاشم معروف : سيرة الأئمة الأثنى عشر ( شريعت :1424 هـ .ق).

11ـ الحلي، الحسن بن يوسف المطهر المتوفى عام 726 هـ : كشف اليقين في فضائل امير المؤمنين (طهران/ ايران :1991).

12ـ الراوندي، قطب الدين المتوفي عام 573 هـ: قصص الأنبياء.

13ـ الساعدي، نعمه هادي: مسلم بن عقيل ( دار الضياء/ النجف 2006).

14ـ السماوي، محمد طاهر: أبصار العين في أنصار الحسين ( شريعت 1423 هـ .ق).

15ـ السيستاني، مرتضى المجتهدي : الصحيفة المهدية ( سبهرنوين :1427 هـ .ق).

16ـ الشريفي، محمود: موسوعة كلمات الأمام الحسين ( دانش/ رقم ).

17ـ الصدوق، محمد بن علي المتوفى عام 381 هـ : آمالي الصدوق (البعثة: 1417 هـ .ق)

 ثواب الأعمال   إكمال الدين وإتمام النعمة

18ـ الطبرسي، حسين نوري المتوفى 1320 هـ.ق: مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ( مؤسسة ال البيت الأحياء التراث: 1987)

19ـ الطبري، محمد جرير من أعلام القرن الخامس : تاريخ الأمم والملوك ( بريل/ لندن 1879م).

20ـ الطوسي، محمد بن الحسن المتوفي 460 هـ: الغيبة (بهمن 1415 هـ .ق).

21ـ القمي، جعفر بن محمد بن قولويه المتوفى 368 هـ.ق: كامل الزيارات، ( مؤسسة ال البيت لاحياء التراث).

22ـ القمي ، عباس المتوفى عام 1359هـ: الأنوار البهية في تواريخ الحجج الإلهية ( مؤسسة النشر الإسلامي).

23ـ القمي، علي بن بابويه المتوفى عام 329 هـ.ق: الإمامة والتبصره.

24ـ الكليني/ محمد بن يعقوب بن اسحق المتوفى عام 328 ـ 329 هـ: الكافي (دار الكتب الإسلامي).

25ـ المجلسي، محمد باقر: بحار الانوار ( مؤسسة الوفاء/ بيروت 1983).

26ـ المطهري، مرتضى: الملحمة الحسينية ( فيضية 1425 هـ.ق).

27ـ المفيد، محمد بن محمد بن نعمان المتوفى عام 413 هـ: الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد( مؤسسة آل البيت الأحياء التراث).

28ـ النعماني، محمد بن إبراهيم من أعلام القرن الرابع الهجري : الغيبة (طهران).

29ـ النيسابوري، الفتال : روضة الواعظين.

30ـ بحر العلوم ، حسين: الثورة الحسينية بجذورها ومعطياتها ، ج2، (دار الزهراء / بيروت).

31ـ شريعتي، علي: الشهادة( ناظرين: 2005).

الهوامش:

(1) ـ بحر العلوم: حسين/ الثورة الحسينية بجذورها ومعطيتها، ج2،ط1،( دار الزهراء ، بيروت) ص11 , الطبري , محمد جرير : تاريخ الامم والملوك ,ج2, (بريل |لندن : 1879م) ص13

(2) ـالمصدر السابق،ص13

(3) ـ الراوندي قطب الدين : قصص الأنبياء ، ص222 رقم 291.  نفس المعنى انظر

 الجزائري، نعمة الله: قصص الأنبياء والمرسلين ط1( بهمن،2005) ص370.

(4) ـ الثورة الحسينية لبحر العلوم، مصدر سابق،ص15 وما بعدها

(5) ـ المطهري مرتضى: الملحمة الحسينية، ط1،ج2،( فيضيه:1425)،ص95 وما بعدها

(6) ـ الحسني ، هاشم معروف: سيرة الأئمة الاثني عشر،ط1،( شريعت :ه.ق) ,  ص53

(7) ـابن طاووس، علي بن موسى: اللهوف في قتلى الطفوف،ص18

(8) ـ القمي، عباس: مفاتيح الجنان،ط1،( دار البلاغة :2003م)ص459

(9) ـ المصدر السابق ، ص483

(10) ـ الشريفي,محمود: موسوعة كلمات الأمام الحسين ( عليه السلام ) (دانش/قم)ص64

(11) ـ المصدر السابق، ص64

(12) ـ سيرة الأئمة للحسني،مصدر سابق، ص57 ومبعدها.

(13) ـ سورة الحج، آية(39) فسرت هذه الآية بالإمام علي (ع) والحسن والحسين (ع) بنصرهم بالقائم(عج) لمزيد راجع:

القمي: جعفر بن محمد بن قولويه: كامل الزيارات،ط1, ( مؤسسة الثورة النشر الإسلامية) باب18 ، ح156،ص135

(14) ـ البحراني، عبد الله نور: عوالم العوالم ، الامام الحسين (ع) ص67

(15) ـ سيرة الائمة للحسني: مصدر سابق ص102

(16) ـ السيستاني، مرتضى المجتهدي : الصحيفة المهدية،ط2 ( سبهر نوين :1427 ه.ق ) ص44

(17) ـ شريعتي ، علي : الشهادة ،ط1( ناظرين: 2005 ) ص133

(18) ـ ابن طيفور ، أبي الفضل بن  ابي طاهر: بلاغات النساء ( بصرتي / قم )ص22ـ21

(19) ـ ابن غا الحلي، نجم الدين محمد بن جعفر : مثير الأحزان( منشورات المطبعة الحيدرية النجف 1950) ص71

(20) ـ المجلسي، محمد باقر: بحار الأنوار، ج52 ( مؤسسة الوفاء/ بيروت 1403 هـ .ق ) ص223

(21) ـ المصدر السابق ص152

(22) ـ سورة الإسراء، أية 33

(23) ـ القمي، علي بن بابويه: الامامه والتبصره، باب 18، ح157،ص135

(24) ـ سورة الشورى اية (13)

(25) ـ بحار الأنوار للمجلسي: مصدر سابق،ج43،ص261

البحراني ، هاشم: مدينة المعاجز ( بهمن 1413 هـ ق) ج2، ص327، رقم 216

(26) ـ الصدوق، محمد بن علي: ثواب الأعمال ص85

(27) ـ الحلي ، الحسن بن يوسف: كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين (ع) ط1، (طهران 1991)ص305

الاربلي، علي بن علي: كشف الغمة في معرفة الأئمة، ج3 ( بيروت )ص216

(28) ـ سورة الصف، اية (9) سورة الفتح اية (28) سورة التوبة اية (33)

(29) ـسورة الصف اية (9)

(30) ـ الكليني، محمد بن يعقوب: الكافي ،ج1،ط3،( دار الكتب الإسلامي)ح91،ص432

(31) ـ كشف الغمة للاربلي، مصدر سابق،ج2،ص290،باب25

(32) ـ بحار الأنوار للمجلسي، مصدر سابق، ج51،ب5،ح59،ص61

(33) ـالملاحم لأبي طاووس ط1 ،( الأمير/ النجف الإشراف 2005)،ص114

(34) ـ بحار الأنوار للمجلسي، مصدر سابق،ج52،ص364

(35) ـ المصدر السابق،ص364

النعماني، محمد بن إبراهيم: الغيبة،(طهران)ص318

(36) ـ النيسابوري،القتال: روضة الواعظين،ص265

(37) ـ الغيبة للنعماني، مصدر سابق،ح13،ص231

(38) ـ المفيد، محمد بن نعمان: الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، مؤسسة ال البيت لا حياء التراث)،ص39

(39) ـ السيرة للحسني، مصدر سابق،ص62  لمزيد عن حياة مسلم راجع:

السماوي،محمد طاهر: ابصار العين في انصار الحسين( شريعت 1423 هـ .ق) ص58

(40) ـ بحار الأنوار للمجلسي، مصدر سابق،ج52، ص37

(41) ـ ابي مخنف ، لوط بن يحيى الكوفي: الجمل وصفين والنهروان،ط1( الصدر 2002) ص165.

(42) ـ كلمات الامام الحسين للشريفي، مصدر سابق،ص417

(43) ـ السيده للحسني، مصدر سابق،ص70 الارشاد للمفيد،ج2،مصدر سابق،ص99  بحار الأنوار للمجلسي، مصدر سابق،ج45،ص5

(44) ـ كامل الزيارات للقمي، مصدر سابق،ب57،ح2،ص649

(45) كامل الزيارات للقمي, مصدر سابق , باب 57,ج2, ص64.

(46)ـ قصص الأنبياء للراوندي، مصدر سابق، ص222 رقم292 ، نعمة الله الحزائري، قصص الأنبياء ص37

(47) ـ اللهوف لابن طاووس، مصدر سابق،ص18

(48) ـ كامل الزيارات للقمي، ص651،ح10

(49) ـ بحار الأنوار للمجلسي، مصدر سابق،ج52،ص205

(50) ـ سورة القصص اية (21)

(51) ـ السيره للحسني، مصدر سابق،ص54

(52) ـ الجواهري، صالح: ضياء الصالحين،ط1،( شريعت 1380 هـ .ش)ص501

(53) ـ سورة الاسراء اية (33)

(54) ـ بحار الأنوار للمجلسي، مصدر سابق، ج52،ص279

(55) ـ المصدر السابق ،ص285

(56) ـ المصدر السابق ،ص285

(57) ـ القمي، عباس : الأنوار البهية في تواريخ الحجج الإلهية،ط1( مؤسسة الثورة الإسلامية) ص379

(58) ـ اللهوف لابن طاووس ، مصدر سابق، ص55  عوالم العوالم للبحراني، مصدر سابق، ص165

(59) ـ  المصدر السابق،ص165

(60) ـ بحار الأنوار للمجلسي، مصدر سابق،ج45،ص6

(61) ـ عوالم العالم للبحريني، مصدر سابق، ص165

(62) ـ المصدر السابق، ح12، ص153

(63) ـ بحار الأنوار للمجلسي، المصدر السابق،ج44،ص255

(64) ـ الصدوق، محمد بن علي: كمال الدين وتمام النعمة،ح21،ص654

(65) ـ الملحمة الحسينية للمطهري، مصدر سابق،ص15

(66) ـ بحار الأنوار للمجلسي، مصدر سابق، ج52،ص308

(67) ـ المصدر السابق، ص308

(68) ـ نفس المصدر نفس الصفحة

(69) ـ المصدر السابق ، ص310

(70) ـ الطوسي، محمد بن الحسن: الغيبة، ( بهمن 1415 هـ . ق) ص476، ح501

الغيبة للنعماني، مصدر سابق، ص315، بحار الأنوار للمجلسي، مصدر سابق،ج52،ص334

(71) ـ المصدر السابق،ص317، كمال الدين للصدوق ، مصدر سابق،ج2،ص673

(72) ـ الطبرسي، حسين نوري: مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل،( مؤسسة ال البيت لاحياء التراث 1987) ج11، ص114

(73) ـ بحار الأنوار للمجلسي، مصدر سابق،ج52،ص224

(74) ـ الملحمة الحسينية للمطهري، هامش1 ص28

(75) ـ العوالي للبحراني، مصدر سابق،ص67

(76) ـ الكافي للكليني, مصدر سابق،ج1،باب الحجة،ح2،ص180

(77) ـ كمال الدين للصدوق، مصدر سابق، ج2،ب39، ح14،ص413

(78) ـ الصدوق ، محمد بن علي: آمالي الصدوق( البعثة 1417 هـ .ق) ص131، مجلس17،49، عن علي بن الحسن بن فضل عن أبيه

(79) ـ ثواب الأعمال للصدوق، مصدر سابق،ص85

(80) ـ الملحمة الحسينية للمطهري/ مصدر سابق،ص85

(81) ـ كلمات الأمام الحسين للشريفي، مصدر سابق،667،ص649

(82) ـ مفاتيح الجنان للقمي، مصدر سابق،ص510

(83) ـضياء الصالحين للجواهري، مصدر سابق،ص510

(84) ـ كمال الدين للصدوق،ج11،ص338

بحار الأنوار للمجلسي، مصدر سابق،ج52،ح33،ص31

عن خاتم الرسل (ص) افضل أعمال أمتي ( انتظار الفرج)

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية