ما هو الأساس الأهم للتربية

ما هو الأساس الأهم للتربية ؟ ..

(من موقع: تبيان)

إن الأساس الأول الذي يجب تعليمه للطفل في سبيل التربية الصحيحة إشعاره بوجود الله ، والإيمان به بلسان بسيط ميسر الفهم ..

فالحاجة للإيمان بالله، موجودة في باطن كل إنسان بفطرته الطبيعية ، وعندما يبدأ جهاز الإدراك عند الطفل بالنشاط و العمل ، و يستيقظ حسن التتبع فيه ، و يأخذ في السؤال عن علل الأشياء ، فإن نفسه الطاهرة و غير المشوبة، تكون مستعدة تماماً ، لتلقي الإيمان بخالق العالم ، و  هذه الحالة هي أشد الحالات طبيعية في بناء الطفل .

وعلى القائم بالتربية ، أن يستفيد من هذه الثروة الفطرية ، و يفهمه، أن الذي خلقنا، و الذي يرزقنا ،و الذي خلق جميع النباتات ،و  الحيوانات و الجمادات ،و الذي خلق العالم ، و أوجد الليل و النهار ، هو الله تعالى إنه يراقب أعمالنا في جميع اللحظات، فيثيبنا على الحسنات، و يعاقبنا على السيئات .

إن هذا الحديث سهل جداً ، و قابل للإذعان بالنسبة للطفل و نفسه ، فنراه يؤمن بوجود الله في مدة قصيرة ، و يعتقد به. بهذا الأسلوب نستطيع، أن نخلق في نفس الطفل حب النظام والإلتزام ، و نحثه على الإستقامة في السلوك، و تعلم الأخلاق الحسنة .

ثم إن الإيمان بالله هو أعظم ملجأ للإنسان ، وأكبر عامل للهدوء النفسي واطمئنان الخاطر، وهو أيضاً أهم أسس السعادة البشرية وأولى المواضيع التي أهتم بها الأنبياء في دعوتهم ..

و يجب أن نعرف ،أن المربي الكفء والقدير ، هو الذي يلفت نظر الطفل منذ الصغر نحو الله تعالى ، و يلقنه درس الإيمان به بلسان واضح بسيط .. إن على المربي القدير، أن يتحدث إلى الطفل عن رحمة الله الواسعة ،أتباعاً لمنهج القرآن الكريم ، و يبذر في نفسه بذور الأمل ، و يفهمه أن اليأس من روح الله ذنب عظيم ..

يجب أن يعرف الطفل منذ الصغر ،أن لا ييأس أمام حوادث الزمان ، فالله  قادر على حل مشاكله ( أي مشاكل الطفل ) و تيسير أموره ، فإن رفعنا يد الحاجة نحوه ساعدنا على مهمتنا ..

إن على المربي، أن يفهم الطفل أن أعظم الواجبات الإنسانية، هو جلب رضى الله ، و إن رضى الله ، يكمن في إطاعة أوامره ، التي بعثها إلينا عن طريق نبيه العظيم .. و إن الصدق و الأمانة ، يسببان رضى الله ، أما الخيانة فتسبب غضبه .

يجب على الأب و الأم .. و المربي، أن يوقظ الإحساس بالمسؤولية أمام الله في الطفل منذ الطفولة ، و يحثه على الشعور بواجبه ، و إشعاره بأسلوب بسيط : أن الله يراقبك في كل حال ، و يطلع على أفعالك ، الصالحة و السيئة ، و لا يخفى شيء على الله تعالى .. إنه يجازيك على حسناتك، و يعاقبك على سيئاتك " .

إن الآباء و الأمهات ، الذين يحيون الفطرة الإيمانية عند الطفل، و يربونه مؤمناً منذ الصغر ، فإنهم بذلك يصبون ركائز سعادته من جهة ، و يكونون قد قاموا بأول واجباتهم في التربية من جهة أخرى ..