أنت يا علي خليفتي من بعدي ق (2)

14/08/2011

المُقدَّم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، منتصف شهر رمضان ولادة الإمام الحسن المجتبى، بهذه المناسبة العطرة نتقدم بالتهاني إلى جميع المسلمين وإلى جميع محبي آل بيت رسول الله، نتمنى أن يعود عليهم هذا الشهر بالخير والبركة، أحيي وأهنئ سماحة السيد كما الحيدري، نتابع معه ما بدأناه في حلقة أمس وموضوع (حديث رسول الله: يا علي أنت خليفتي من بعدي، القسم الثاني) لكن قبل ذلك حبذا لأن الموضوع تأسيسي وبدأناه في الليلة الماضية تعطينا خلاصة له لكي نستمر فيه ونكمل خطواته في هذه الحلقة.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

بحمد الله تعالى في بحث الأمس انتهينا من جملة من النقاط والأمور التأسيسية لمسألة الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، هذه المسألة التي شغلت المسلمين منذ الصدر الأول للإسلام وإلى يومنا هذا وفي اعتقادي الشخصي أنها ستستمر إلى أن يظهر الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عجل الله فرجه الشريف لتظهر الحقائق للبشرية جمعاء. في بحث الأمس النقاط التي وقفنا عندها أشير إليها بنحو الإجمال:

النقطة الأولى: قلنا بأنه لابد أن نلتفت بأن للشخصية النبوية هناك بعدين أساسيين، البعد الأول نصطلح عليه بالبعد التبليغي أو البعد البياني أو البعد الدعوي الذي يرتبط ببيان الدين والبعد الثاني هو البعد التطبيقي أو ما اصطلحت عليه بإقامة الدين في حياة الناس وبإقامة الشريعة في حياة الناس (خذ من أموالهم صدقة) بعد أن بين أن الزكاة واجبة قال (خذ من أموالهم صدقة).

النقطة الثاني التي بيناها بشكل واضح وصريح قلنا بأن القرآن الكريم يشير إلى البعد الثاني في شخصية النبي صلى الله عليه وآله ببعد الولي والولاية (إنما وليكم الله ورسوله). طبعاً في القرآن الكريم آيات أخرى تبين أن هذا المقام قد يصطلح عليه بالإمامة (إني جاعلك للناس إماماً) ولكنه الآن باعتبار أن تلك الآية مرتبطة بالإمامة الإبراهيمية وبمقامات إبراهيم الخليل على نبينا وعليه آلاف التحية والثناء الآن أنا لا أريد أن أشير إلى هذا العنوان لأن القرآن الكريم كما استعمل بهذا المعنى استعمل الإمامة بأن الكتاب هو الإمام ولذا بحث الإمام له بحث آخر في القرآن، ولكن من باب الإشارة اشرت أن هذا البعد الثاني أيضاً قد يطلق عليه الإمام.

ولكنه هناك اصطلاح ثالث لم نشر إليه بالأمس وهنا بودي التأكيد عليه وهو أنه قد يطلق على هذا المقام وهو بعد إقامة الدين في حياة الناس وأن الشخص الذي يتولى هذه المسؤولية ويتولى هذه المهمة الإلهية يعبر عنه القرآن الكريم، التفتوا هذه النقطة المهمة التأسيسية في بحث الإمامة والخلافة يعبر عنه (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) هذه القضية ليست مرتبطة بالتشريع وليست مرتبطة بالتبليغ وليست مرتبطة بالدعوى إلى أحكام الشرع، وإنما مرتبطة بتطبيقها، يعني أيها الناس إذا أراد رسول الله شيئاً وأنتم أردتم شيئاً فالأولى هو الرسول، ليس فقط في الأمور الفردية بل في الأمور الفردية وفي الأمور الاجتماعية وفي الأمور السياسية وفي أمور إدارة الدولة بحسب الاصطلاح الحديث، وهذه آية مركزية في القرآن الكريم, وهي قوله تعالى في سورة الأحزاب (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) وهنا كما قال علماء الأصول أن حذف المتعلق يدل على العموم والإطلاق، ما معنى أنه أولى؟ يعني لو سألنا القرآن الكريم إلهي أولى في أي بعد؟ يقول أنا لم أعين البعد بل في أي بعد إذا أردتم وأراد فالمقدم رسول الله صلى الله عليه وآله. (النبي أولى) لم يقل في أمور الدين ولم يقل في أمور الدنيا ولم يقل في الأمور الفردية ولم يقل في الأمور الاجتماعية (النبي أولى) يعني مقدم، في ماذا؟ يقول في كل ما أراده، (إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون الخيرة من أمرهم) واللطيف أن القرآن الكريم كما أشرنا سابقاً وبيناه بشكل واضح (ومن يعص الله ورسوله) يعني أنه إذا اختار بخلاف ما يختاره النبي الأكرم فقد عصى الله ورسوله وضل ضلالاً بعيداً. إذن هذه نقطة مركزية، من أين تأتي أهمية هذه النقطة.

انتقلنا إلى النقطة الثالثة قلنا لابد أن نبحث في النصوص أن النبي صلى الله عليه وآله هل أعطى وفوض مقام الولاية التي أعطيت له من قبل الله سبحانه وتعالى أعطاها لغيره من بعده أم لم يعطها. هل أعطى مقام الأولوية التي ثبتت له قرآنياً أعطاها لغيره أم لم يعطها؟

الآن لا أريد أن استبق الأبحاث لأني لا أرغب كثيراً في تداخل الأبحاث وأن نستعجل الأبحاث وأن نحرق المراحل بالاصطلاح السياسي.

ولكن انظروا إلى قوله تعالى (وأنفسنا وأنفسكم) إذن أمير المؤمنين نفس رسول الله، إذن كل ما يثبت لرسول الله من الأولوية والولاية فهي ثابتة لعلي عليه السلام. بنص آية المباهلة ولا يوجد خلاف في أن هذه الآية نازلة في علي عليه السلام وإن شاء الله تعالى ... طبعاً رسول الله بين ذلك تفصيلاً بعد ذلك يعني هذا المتن (وأنفسنا) علي نفس رسول الله، ولذا جاء رسول الله فصل وقال من أحب علياً فقد أحبني، ومن أبغض علياً فقد أبغضني، من سب علياً فقد سبني، إذن كل التفاصيل وكل المقامات التي ثبتت لرسول الله رسول الله بينها تفصيلاً أنها ثابتة لعلي.

نعم، يبقى البحث أنه الولاية أيضاً الثابتة لرسول الله ثابتة لعلي أو لأحد، قد يقول قائل: لماذا تستبقون البحث وتقولون لعلي، لعل الولاية ثابتة لأبي بكر، بعد ذلك نحن والدليل (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).

المُقدَّم: لذلك يأتي السؤال وهو هل أعطى ...

سماحة السيد كمال الحيدري: وهناك نقطة رابعة بالأمس أشرت لها واليوم أريد تطبيقها، وهو أنه أساساً قلنا النقطة الرابعة لابد أن يلتفت إلى تصنيف الأدلة وهذه نقطة مركزية وهو أنه ليس كل آية أو رواية واردة عن الرسول تتكلم عن البعد الأول والبعد الثاني، هناك أدلة تتكلم عن البعد الأول وهناك أدلة تتكلم عن البعد الثاني، فلا يمكن أن نستند إلى أدلة البعد الأول لإثبات البعد الثاني أو ... ولا يمكن أن نستند إلى أدلة البعد الأول نقول لأنه لم تأتِ في أدلة البعد الأول فهي غير موجودة في البعد الثاني.

أضرب مثالاً لذلك: هؤلاء عندما تأتي إليهم وتقول أن النبي عين أحداً، لا أريد أن أقول علي، أي أحد، يقولون لا، هذا خلاف (اليوم أكملت لكم دينكم)؟ الجواب: هذه مغالطة في المنهج اليوم (أكملت لكم دينكم) مرتبطة بالبعد الأول، وعدم وجود شيء يضاف إلى الشريعة لأن الشريعة ختمت بخاتم الأنبياء والمرسلين انتهت هذه المرحلة، إلا أنك لست بنبي، باب التشريع أغلق بالنبي ولكن باب التطبيق أغلق بالنبي أو أنه مستمر بعد رسول الله؟ هذه هي المغالطة، ما دامت الرسالة ورسالة بلا أداة لتطبيقها وإقامتها في حياة الناس تبقى مجموعة من النظريات في الرفوف ولا قيمة لها، واقعاً القيمة إنما هي في إقامة العدل لا في التنظير للعدل، وكم من النظريات الآن في العالم من حقوق الإنسان ومن النظريات القيمة في القوانين الدستورية أو القوانين الجنائية، ولكن عندما تأتي إلى الواقع العملي تجد لها أثراً أو لا تجد لها أثراً، إذا كان القرآن تنظير محض بلا تطبيق وبلا تطبيقها وإقامتها في حياة الناس، أساساً بماذا افترقت شريعة خاتم الأنبياء عن باقي النظم والقوانين التنظيرية المحضة، إذن هذه النقطة التفتوا لي جيداً، لو أن علياً كان هو الخليفة لماذا لم يذكر في القرآن؟ الجواب: نحن نعتقد أن علي هو الخليفة يعني في البعد الثاني في البعد التطبيقي لا أنه هو مرتبط بالبعد الأول، البعد الأول انتهى من اختصاص النبي صلى الله عليه وآله وقد بين ولذا قال (اليوم أكملت لكم دينكم).

وبذا تتضح المغالطة التي تقدم الكلام عنها فيما سبق وهي عندما قال لهم رسول الله أأتوني بقلم ودواة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعدي أبداً، هذه الفئة وعلى رأسها الخليفة الثاني عمر مباشرة اوجدوا هذه المغالطة وقالوا (حسبنا كتاب الله) مع أن الذي كان يريد أن يبينه رسول الله ما هو؟ هو البعد الثاني البعد التطبيقي للرسالة لا البعد التشريعي حتى قال لرسول الله صلى الله عليه وآله حسبنا كتاب الله، وحتى يأتي مجموعة من أولئك الذين لا دقة لهم ولا تدبر لهم ولا فقه لهم في فهم القرآن وفهم النص النبوي المبارك يقولون: لا، الحق كان مع الخليفة الثاني لأن الشريعة تمت في عهد رسول الله قال حسبنا كتاب الله. أعزائي هذه من المغالطات ولو تابعتم الآن الفضائيات والقنوات والكتابات والمواقع الإلكترونية وغيرها تجدون هذه المغالطة إلى يومنا هذا قائمة وهو أنه إذا كان فلان لا أقول علياً لأن البحث بعده لم يأتي، سواء كان علياً أو كما يحاولون أن يقولوا أنه كان أبو بكر، لا فرق سواء كان هذا أو ذاك، هذا لا يرتبط بالبعد الأول وإنما يرتبط بالبعد الثاني.

ومن هنا أوجه دعوتي خصوصاً إلى أهل العلم والباحثين وأصحاب العلم وأهل المنبر أعزائي لا تخلطوا أدلة البعد الأول بأدلة البعد الثاني، فلا أدلة البعد الأول بالضرورة تثبت البعد الثاني ولا نفي البعد الأول بالضرورة ينفي البعد الثاني. وهذا الذي أنا اصطلح عليه في مناهج علم الكلام في علم أصول الكلام يعني العقيدة أعبر عنه بتصنيف الأدلة، يعني نحن لابد أن نصنف الأدلة وأنها مرتبطة بهذا النوع أو بهذا النوع أو بهذا النوع، وهذا ما سوف نتوفر له إن شاء الله تعالى في هذه الحلقات التي بدأناها.

المُقدَّم: نعود إلى السؤال هل نص النبي على من يتولى البعد الثاني من بعده أي بعد الولاية أو الخلافة أو التطبيق.

سماحة السيد كمال الحيدري: نحن في المقدمة ولكي نستذكر البحث قلنا لا نتوقع أن رسول الله أن يستعين باصطلاحاتنا المعاصرة حتى نسقطها على النص القرآني أو الروايات النبوية. لها حسابها الخاص بها، تلك لابد أن تستعمل في القرآن الكريم، نحن قلنا بأن هذا المقام يعبر عنه بعدة تعبيرات: التعبير الاول الولاية والولي. التعبير الثاني الأولى (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) هذا المقام حصل لأحد من بعده أم لا؟ وإذا ثبت هذا المقام فسوف يكون خليفة في البعد الثاني، يعني أن رسول الله نص على أحد أنه خليفة؟ ورب قائل يقول: هذا التعبير على ماذا يدل؟ أقول: يدل على كما أشرنا تعبير الخليفة خليفته في البعد ا لثاني لا في البعد الأول. نعم، إذا دلت قرينة خارجية أو داخلية يعني المراد من الخلافة في البعد الأول ولكن اصطلاحاً كاصطلاح عقدي وكاصطلاح كلامي عندما نقول خلافة رسول الله مراد منه في التطبيق وفي إقامة الدين يعني في البعد السياسي وفي الإمامة السياسية وفي قيادة الأمة وفي إيصال الأمة إلى كمالها في مختلف الأبعاد.

لنرى أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال ذلك أو لم يقل ذلك؟

تعالوا معنا إلى النص قبل أن ندخل أن هذه النصوص صحيحة أو غير صحيحة، أساساً توجد مثل هذه النصوص أو لا توجد؟

في كتاب (فضائل الصحابة) قلت لكم الآن لا تسألوا عن السند لأن بحثه سيأتي في الليالي القادمة، ومن يريد أن يتابع هذه الأبحاث يتابعوها كاملة لأنهم لا يقفون على الصورة كاملة بغير ذلك.

المُقدَّم: يعني مجرد ورودها له دلالة.

سماحة السيد كمال الحيدري: اللوحة متى تكون كاملة؟ إذا نظرت لها جميعاً عند ذلك يكون كل شيء في موقعه المناسب، أما إذا جزأتها فلا تصل إلى النتيجة المطلوبة.

في كتاب (فضائل الصحابة، ج2، ص850) للإمام أحمد بن حنبل المتوفى سنة 241هـ، حققه وخرج أحاديث وصي الله بن محمد عباس، ج2، دار ابن الجوزي، الطبعة الثالثة سنة 1426هـ، المملكة العربية السعودية، الرواية طويلة الذيل وهي الرواية عن ابن عباس قال: (إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط قالوا يا أبا عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلو بنا عن هؤلاء) عندنا حديث خاص معك (قال فقال ابن عباس بل أنا أقوم معكم، قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى، قال: فابتدءوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا. قال: فجاء) يعني ابن عباس (فجاء ينفض ثوبه ويقول أف وتف وقعوا في رجل له عشر) يعني عشر خصال (قال له النبي لأبعثن رجلاً لا يغيض الله أبداً يحب الله ... وقال له رسول الله) ص851 (وقال له رسول الله أنت ولي كل مؤمن بعدي). النص يشتمل على أمرين:

أولاً: لم يقل من كنت مولاه فهذا علي مولاه، حتى نقول أن مولى له 22 معنى كما حاولوا أن يميعوا هذه الكلمة، حتى تشكلوا علينا وتقولوا أن من كنت مولاه فهذا علي مولاه ... لا لا، قال: ولي. والله هو الولي، هل معنى الولي هناك يعني المحبة والنصرة؟ (إنما وليكم الله ورسوله) ولاية رسول الله كانت مختصة بالمحبة والنصرة أو شاملة للبعد الثاني في ذلك. إذن هذا النص بشكل واضح وصريح يبين أن علياً ... قلت للمشاهد الكريم لينتظر معي ولا يستعجل. سيدنا سند هذه الرواية؟ أقول: سيأتي البحث؟

ولكنه هذا التعبير ورد في فضائل الصحابة أن رسول الله قال لعلي (أنت ولي كل مؤمن) أي ولاية، هذه الولاية بعدي أو في حياتي؟ يعني بعد أن أغادر هذا العالم. هذا المورد الأول.

المورد الثاني: نص القرآن الكريم فالقرآن الكريم بشكل واضح وصريح بين أن النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم. أيوجد شك في هذه الآية، تعالوا معنا إلى رسول الله لنسأ رسول الله صلى الله عليه وآله يا رسول الله هذا المقام وهو الأولوية على كل مؤمن هل أعطيته لأحد من بعدك أم لا؟

في كتاب (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج30) تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، ج30، الرواية عن البراء بن عازب قال: (كنا مع رسول الله في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة) يعني اجتماع الناس (وكسح لرسول الله صلى الله عليه وآله تحت شجرة) ليستظل من حر الشمس (فصلى الظهر وأخذ بيد علي فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم) صدر حديث غدير خم ما هو؟ ألستم أولى بالمؤمنين من أنفسهم (قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟) أولى في ماذا يا رسول الله؟ في كل شيء، ومن أوضح مصاديق الأولوية الأمور المرتبطة بإدارة الأمة (قالوا: بلى، قال: فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه) وفي نص آخر اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه. هذه أي مولوية؟ مولوية محبة أو مولوية الأولوية؟ الجواب: إذا كانت أولوية المحبة لماذا يقدم رسول الله أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟! إذا لم يكن هذا الصدر مرتبط بهذا الذيل يكون ورود هذا الصدر عبثاً لغو وحاشا لرسول الله أن يقدم لكلامه ... يعني رسول الله يقدم استدلال بآية وهي مرتبطة بمحل الكلام أو غير مرتبطة؟ إذا قلنا أن المراد من مولى يعني المحبة فتكون أجنبية عن محل الشاهد.

وهناك شاهد آخر قل من التفت إليه، اللهم والي من والاه وعادي من عاداه، محل الشاهد هو الأمر الثاني هؤلاء الذين يبحثون عن الدليل، قال: (فلقيه عمر بعد ذلك) بعد حادثة غدير خم، أما في غدير خم أو بعد ذلك لا يهم (فقال له: هنيئاً يا ابن أبي طالب) في بعض النصوص بخ بخ (هنيئاً يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة). أولاً لابد أن تلتفتوا أن الأرنؤوط يقول أن الحديث صحيح لغيره، ما معنى أن الحديث صحيح لغيره؟ في كتاب (مصطلح الحديث، ص13 و14) للعثيمين يقول: (الصحيح لذاته ما رواه عدل) ما هو الصحيح لغيره (والصحيح لغيره الحسن لذاته إذا تعددت طرقه) ما معنى الحديث الحسن؟ قال؟ (ما رواه عدل خفيف الضبط بسند متصل وسلم من الشذوذ والعلة القادحة). إذن الحديث معتبر. ماذا قال له الخليفة الثاني؟ قال له: (أصبحت وأمسيت مولى) نسأل الأعزاء الذي يستدلون بهذا الحديث هذه مولى بمعنى المحبة أو الإمامة أو بمعنى الولاية يعني القيادة السياسية؟ إن كانت بمعنى المحبة فهي ثابتة لعلي قبل غدير خم. لا تحتاج أنه رسول الله يقول من كنت مولاه فهذا علي مولاه، يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، إذن هذه كانت ثابتة قبل هذه الواقعة إلا أن تقولوا أن الخليفة الثاني لم يكن يعرف اللغة العربية وهذا شأنكم.

مسألة المحبة والمودة ثابتة قرآنياً وروائياً إذن الخليفة الثاني عندما يقول (أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن) يعني بهذه الحادثة وبهذا النصب وبهذا الذي قاله رسول الله وبهذا الذي فعله رسول الله صرت وحصلت على مقام لم تكن حاصلاً عليه فلو كان مقام المودة والمحبة فأمير المؤمنين كان حاصلاً عليه قبل ذلك. إذن هذا تصريح ... وللمرة المئة أقول أن الخليفة الثاني كان يعلم أن رسول الله نصب علياً للإمامة، فلا يأتي قائل من هنا وهناك ويقول نعم أن رسول الله قال ذلك ولكن لم يكن بنحو صريح حتى يكون واضحاً لكبار الصحابة، لا، هذا تصريح وفي روايات معتبرة ومقبولة وحسنة وصحيحة لغيرها أن الخليفة الثاني أقر بذلك وهنئه بل وبايع من؟!

المُقدَّم: فهمها أكثر من غيره.

سماحة السيد كمال الحيدري: لا فقط فهمها، التفتوا ... أنه الخليفة الثاني بعد غدير خم قال: أصبحت، يعني ماذا؟ مولى كل مؤمن ومؤمنة ... الخليفة الثاني داخل في كل مؤمن أو غير داخل؟ إن قلتم غير داخل فهذا شأنكم وهذا معناه أنكم تنكرون إيمان الخليفة الثاني وتخرجوه عن الإيمان، وهذا أمركم. ولكن كما هو الظاهر وكما هو المعروف أنه داخل في قوله كل مؤمن، إذن صار علي في هذه الواقعة مولاه وإمامه ووليه وأولى به من نفسه بنص الآية المباركة (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم). لا أريد أن استبق الأبحاث ولكن الأبحاث بطبيعتها تتسلسل منطقياً.

إذن أعزائي من أين يقال بأنه أساساً لم تثبت هذه الإمامة وهذه الولاية وهذه الخلافة، بل ثبتت وأول أو من الأوائل الذي اعترف وأقر بها وبايع، وبعد ذلك عندما لم يعملوا بها فما هو حكمه، ذاك له حديث آخر لا أريد الوقوف عنده الآن.

الأمر الثاني بشكل واضح وصريح أن النبي في نصوص صحيحة معتبرة قال أن علي هو أولى بالمؤمنين ... والعجيب أن أمير المؤمنين وإن شاء الله إذا صار وقت مناسب عندما ندخل في هذا الدليل لأنه هذا دليل مستقل لإثبات الإمامة والخلافة والقيادة والولاية لعلي بن أبي طالب دليل مستقل يصرح في نهج البلاغة أولئك الذين يبحثون في نهج البلاغة يصرح أني أولى من الناس من أنفسهم، لا أنا أولى من المؤمنين بأنفسهم، أنا أولى الناس بالناس من أنفسهم.

يقولون: أين قال علي ابن أبي طالب. يقولون ما قال علي بن أبي طالب نص علي رسول الله. هذا تلاعب ومغالطة وإلقاء لاصطلاحاتنا على النص القرآني والنص النبوي، نحن لا يوجد عندنا في الآيات والروايات عنوان نص ينص، نعم، عندنا في الروايات جعل، عندنا في الآيات والروايات أولى، وعندنا ولي وعندنا الخليفة، أنتم ابحثوا عن هذه لا أن تقولون أين قال علي بأن النبي نص علي بالخلافة، لا أبداً، هذا تلاعب ومغالطة وهروب من البحث، لأنه نحن لابد أن نبحث عن أي اصطلاحات كما أصلنا له في المقدمة، الاصطلاحات التي اصطلح عليها القرآن ولا نذهب بعيداً هنا وهناك.

إذن أعزائي بهذا يتضح بشكل واضح، طبعاً فإذا ثبت أن علي بن أبي طالب هو الولي وأنه هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم إذن فهو خليفة رسول الله في البعد الثاني أو ليس خليفة؟ يحكم المشاهد. ولكنه مع ذلك كله قد يقول سيدنا رجاء إذا كان هناك نص فاعطونا إياه.

في كتاب (السنة، ج2، ص799، رقم الحديث 1222) للإمام أبي بكر أحمد بن عمر بن أبي عاصم المتوفى 287هـ حققه وخرج أحاديثه الأستاذ الدكتور الجوابرة، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود، الرياض، دار الصميعي، الطبعة 3 سنة 1426هـ الرواية (عن ابن عباس قال: قال رسول الله لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست نبياً، وأنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي). إذن أعزائي الآن الاصطلاحات الثلاثة وجدناها في أحاديث رسول الله، أنت ولي كل مؤمن، أنت خليفتي في كل مؤمن، أنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم. إذن من حيث النصوص بشكل واضح وصريح لا مجال للمناقشة، قد يقول سائل وسنجيب عنه بعد ذلك: قد يقول قائل سيدنا من قال أن هذه النصوص صحيحة السند، من يقبل هذه النصوص؟ هذا سيأتي بحثه ولذا إن شاء الله تعالى عندما نفتح باب المداخلات ... لا يخرج الآن أحد المتداخلين ويقولون سيدنا لم تشر إلى سند هذه الأحاديث؟ أقول له انتظرني قليلاً سنقف عند هذه الأبحاث بشكل جيد.

المُقدَّم: ما الذي تمتاز به هذه النصوص وما هي خصوصياتها عن باقي النصوص.

سماحة السيد كمال الحيدري: هذه النصوص يمكن تقسيمها إلى قسمين، نحن ذكرنا ثلاثة من النصوص: النص الأول أنت ولي كل مؤمن من بعدي. أو بعدي. النص الثاني: أنت خليفتي في كل مؤمن بعدي أو من بعدي على اختلاف النسخ. النص الثالث: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه.

نحن عندما كنا نستدل بحدث أنت مني بمنزلة هارون من موسى، كانوا يقولون هذا لا دلالة فيه على أنه هذه الخلافة ثابتة اخلفني في قومي واصلح ولا تتبع سبيل المفسدين من يقول أن هذه الخلافة مرتبطة بما بعده، بل هي خلافة في حياته.

عندما استدللنا بقوله (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) قال النهج الأموي وأتباع النهج الاموي وابن تيمية وأتباعه قالوا بأنه مراد من مولى يعني المحبة والنصرة ولا دلالة فيها على الإمامة والخلافة السياسية.

الآن نريد أن نسأل هذا السؤال: ولي وخليفة لا يمكن أن يشكل علينا بتلك الإشكالات، لماذا؟ لأن النص يقول من بعدي. للمشاهد الكريم أعيد القضية في (ص850) (أنت ولي كل مؤمن بعدي). وفي السنة للجوابرة قال: (أنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي). إذن هذه الخلافة مرتبطة بعد حياته المباركة، فلا يمكن لأحد أن يشكل علينا ويقول بان هذه الخلافة لما بعد رسول الله، لا، هذه صريحة.

وهذه الولاية (أنت ولي كل مؤمن بعدي) هذه الولاية ليست بمعنى المحبة، لأن المحبة ثابتة لعلي في حياة رسول الله، إذن تقييدها ببعدي.

لا يقول لنا قائل: سيدنا هل يوجد من قال من علماء السنة أن هذه الجملة كلمة (بعدي) تدل على الخلافة، يعني على مقام الإمامة والولاية؟ نعم، هذه ليست فقط اجتهادي أنا، وإن كان أنا أتصور بأنه واضح للمشاهد الكريم ولكنه مع هذا أريه دليلاً من كتب القوم.

في كتاب (تحفة الأحوذي، ج10، ص199) للإمام الحافظ العلامة محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوي، المتوفى 1353هـ بشرح جامع الترمذي، أعنى بها علي محمد معوض، وعادل عبد الموجود، دار إحياء التراث العربي، مؤسسة التأريخ العربي. قال: (وهو ولي كل مؤمن من بعدي كذا في بعض النسخ بزيادة من) بعضها كل مؤمن بعدي وبعضها كل مؤمن من بعدي، هذا لا يؤثر بعدي أو من بعدي (ووقع في بعضها بعدي بحذف من، وكذا وقع في رواية أحمد في مسنده، وقد استدل به الشيعة على أن علياً كان خليفة بعد رسول الله من غير فصل ... واستدلالهم به على هذا باطل) لماذا باطل؟ يقول: (باطل، فإن مداره على صحة زيادة لفظ بعدي) يعني إذا كان لفظ بعدي موجود في النص فاستدلال الشيعة صحيح، ولكن يقول لم يقم عندنا دليل أن هذا المقدار من النص موجود في الأحاديث الصحيحة، إذن هو لا يشكل في المضمون وإنما يشكل في السند، يقول لم يقم عندنا دليل على أن هذا المقطع موجود وإلا لو كان موجوداً فاستدلال الشيعة صحيح وهو أنهم استدلوا به على ان علي خليفة بعد رسول الله بلا فصل. (وكونها صحيحة محفوظة قابلة للاحتجاج والأمر ليس كذلك) يعني هذا المقطع غير ثابت في الحديث، يعني بعبارة أخرى يريد أن يقول لنا: لو كان هذا المقطع ثابتاً في الحديث فاستدلالكم أيها الشيعة استدلال تام أو ناقص؟ تام. فإذا استطعنا إن شاء الله تعالى في الليالي القادم أن نثبت صحة هذا المقطع في حديث رسول الله (أنت ولي كل مؤمن بعدي ... أنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي) فهذا تصريح أحد علماء أو كبار علماء السنة دال صحة نظرية الشيعة الإمامية أن علي هو الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله. قال: (واستدلالهم به على هذا باطل فإن مداره على صحة زيادة لفظ بعدي وكونها صحيحة محفوظة قابلة للاحتجاج والأمر ليس كذلك فأنه قد تفرد بها جعفر بن سليمان وهو شيعي بل هو غالٍ في التشيع).

في الليالي القادمة سيتضح أن هذه الرواية فقط نقلها هذا الشيعي الغالي، هذا هو النهج الأموي بمجرد أن صار شيعياً صار مطعوناً فيها أما إذا كان ناصبياً فيقولون لا، قد يكون ثقة وقد يكون صادقاً، نصبه الذي رسول الله يقول: ولا يبغضك إلا منافق، يعني نفاقه ليس مانعاً من قبول حديثه ولكن حبه لعلي يكون سبباً لرد حديثه.

المُقدَّم: الأخ نور الدين من العراق.

الأخ نور الدين: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ نوري الدين: أريد أن أسأل السيد كمال أقول بالله عليك أليس الذي اختاره الله ورسوله لكي يكون شاهداً ودليل إثبات على حقانية الديانة الإسلامية في آية المباهلة أولى من غيره بخلافة النبي ممن ليس له هذا المقام.

المُقدَّم: الأخ إبراهيم من السعودية.

الأخ إبراهيم: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ إبراهيم: يا شيخنا ذكرت النصوص وعلي مولانا أمير المؤمنين، علي مولاي من بعدي أو بعدي، هل هذا يثبت أن آل البيت كلهم أولياء ولهم الخلافة من بعدي. هذا السؤال الأول. السؤال الثاني: سواء كان علي خليفة من بعدي أصبح هو الأول أو الرابع ما الإشكال في ذلك؟ السؤال الثالث: لو أردت أن أدخل إلى المذهب الشيعي الإمامي ما هي الأركان أريد من السيد أن يفصل لي أركان دخول المذهب الاثني عشر.

المُقدَّم: هذا بحث آخر يمكن الاتصال بموقع سماحة السيد كمال الحيدري.

الأخ أبو سامي من ألمانيا.

الأخ أبو سامي: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ سامي: لو كان الأمر فقط لإظهار المحبة لكان واجباً تعريض الناس لهذا الموقف في الحر الشديد لمبايعة من قبل النساء والرجال والإتيان بطشت من الماء أكان لتبريد أياديهم فقط أم كان الأمر أعظم من ذلك، ثم السؤال ما سبب انقلاب عمر على ما أعطاه للإمام علي، بعض الناس يقولون أن عمر فهم من ذلك على انه المحبة وهذا ما ذهب إليه من كتاب الأحاديث والروايات.

المُقدَّم: الأخ مجاهد من السعودية.

الأخ مجاهد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الاخ مجاهد: سؤالي هل الإمام عهد الله لأن الله يقول (ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمون).

المُقدَّم: أيضاً هذا خارج البحث لأننا نبحث الآن في الحديث الذي يقول فيه أنت خليفتي من بعدي ويختص بالإمام علي.

الأخ حسين من السعودية.

الأخ حسين: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ حسين: أولاً له من المعقول أن يترك الرسول أمته من دون أن يعين خليفته من بعده، علماً بأنه صلى الله عليه وآله عندما كان يخرج من المدينة يعين لهم من يدير شؤونهم.

المُقدَّم: هذا نقوله نحن.

الأخ حسين: لماذا ... ليتم تنصيب الخليفة من قبل الرسول.

المُقدَّم: نايف من السعودية.

الأخ نايف: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ نايف: بالنسبة لاستشهاد الشيخ بالآية هذه أرضية، أقول هذه أرضية طيبة أن نتفق أن على أن نأخذ شريعتنا من المصحف، هو ابتدأ الآية وتكملة الآية هو وأزواجه أمهاتهم، فلابد أن نؤمن بالكتاب كله أو لا.

المُقدَّم: ومن قال أن الشيعة لا يؤمنون بأن أزواج النبي ليست أمهات المؤمنين.

الأخ نايف: لابد أن نؤمن بالكتاب كله يعني لا نأخذ مقطع من الآية.

المُقدَّم: يعني هذا السؤال يتبعه مقدمة، يحتاج إلى مقدمة، وهي غير متوفرة فيه.

معنا الأخ مهند من العراق.

الأخ مهند: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الاخ مهند: أود الإشارة إلى موضوع بسيط وهو أننا لو أردنا الدمج بين البعد الأول والثاني لوجدنا أن رسول الله قد وضع القرآن كما يدعون هم في ... في السلطة التشريعية فأمير المؤمنين عليه السلام هو المكمل كسلطة تنفيذية وبالأدلة العقلية والنقلية قد ثبت أن مطبق الشريعة بعد رسول الله هو أمير المؤمنين.

المُقدَّم: الأخ عبد الواحد من فرنسا.

الأخ عبد الواحد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ عبد الواحد: أولاً بالنسبة لخليفة الرسول وهو عمر أنه سيدنا علي كرم الله وجهه وحينما نناقش عن عمر وأبو بكر أن الله تعالى يقول (بالحكمة والموعظة وشاورهم في الأمر) أي أن الرسول يشاور الصحابة، وسيدنا علي احتراماً لأبي بكر وعمر لم يحاربهم ولم يعارضهما.

المُقدَّم: أخي عبد الواحد الحديث هناك حديث عن النبي صلى الله عليه وآله، نحن نناقش دلالة هذا الحديث ومعنى هذا الحديث القضية ليست قضية احترام ولا محبة ولا مودة ولا عداء ولا بغضاء، هل يثبت هذا الحديث أو لا يثبت هذا الحديث.

الأخ عبد الواحد: قال هل أن رسول الله عين الخليفة هم أئمة أهل البيت وأولهم سيدنا علي.

المُقدَّم: هذا يتفق عليهم جميع المسلمين.

معنا محمد من السعودية.

الأخ محمد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ محمد: أنا أقول يا سماحة السيد يكفينا هذا القول وهو قول رسول الله أنت مني بمنزلة هارون. إذا عرضنا منزلة هارون.

المُقدَّم: لنبقى في الحديث الذي نناقشه ولا نتحدث عن الأحاديث الأخرى.

سماحة السيد كمال الحيدري: ذكرنا تصنيف الأدلة، لأنه قضية لا نبي بعدي أنت مني بمنزلة هارون ليس بالضرورة مرتبطة بمسألة الخلافة، لماذا نحن كان إصرارنا على تصنيف الأدلة، هذا واحد من أسباب خلط الأدلة.

المُقدَّم: هل كل أهل البيت هم أولياء.

سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب أعزائي هذا سؤال كثيراً ما يقولوه لنا، بأنه سلمنا بأنه دالة على علي، ما هي دلالة الأدلة على باقي الأئمة؟ الآن النزاع في علي هل هو الخليفة أو لا، أنتم إذا قبلتم أ، علياً هو الخليفة اسألونا عن الأدلة لإثبات باقي الأئمة، لا تخلطوا بين المسائل، نحن الآن لم ندعِ بأن الأئمة إن الإثني عشر أو الأحد عشر هم خلفاء، لم نقل هذا، كلامنا في هذه القضية وهو أن رسول الله هل عين خليفة هل عين ولياً، هل صرح بأن شخصاً هو الأولى بالمؤمنين من أنفسهم، بعده أم لم يصرح؟ وانظروا أنه لم يأتِ بأي جواب من كل الأعزاء المتداخلين في هذه القضية.

إذن الحديث ليس في باقي الأئمة وإنما الحديث في علي بن أبي طالب.

المُقدَّم: السؤال الثاني ما هو الإشكال في أن يكون الاول أو الرابع؟

سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب: الإشكال كبير جداً أعزائي، الإشكال كبير جداً، وإلا لو لم يكن الإشكال كبيراً وعظيماً وخطيراً لما كان هذا البحث قائماً إلى يومنا هذا بعد 1420 أو 30 عاماً، الكثير من المسائل جاءت في التاريخ الإسلامي وذهبت، ولكن هذه المسألة قائمة على يومنا هذا، ما هو سبب قيامها، لأنها تعد من مهمات المعارف الدينية. أنا أذكر لك مثال واحد وهو أنه إذا ثبت أن علياً كان هو الإمام وهو الخليفة بعد رسول الله، إذن كل من جاء بعد رسول الله ولم يبايعه ما هو حكمه؟ من مات وليس في عنقه بيعة لإمام، إمام حق، لأنه هذه الروايات متفق عليها بين المسلمين من مات وليس في عنقه بيعة لإمام مات ميتة جاهلية. هذا أي إمام لابد أن تكون له بيعة، إمام حق أو حتى لو كان إمام الفئة الباغية، ولذا بايع إمام الفئة الباغية، يعني بايع معاوية يوم القيامة يأتي تحت لواء معاوية، لواء الغدر، لكل غادر لواء يوم القيامة بحسب غدرته، لماذا؟ لأنه يوم القيامة (سوف ندعوا كل أناس بإمامهم) فإذا كان إمامه في الدنيا إمام باطل وإمام بغي يوم القيامة يدعى ويكون تحت لواء هذا الإمام، إذن القضية خطيرة جداً إذا ثبت أن الإمامة الحقة لعلي بعد رسول الله إذن كل من لم يبايعه مات ميتة جاهلية.

المُقدَّم: مصير الإمامة قبل الإمام علي ما هي.

سماحة السيد كمال الحيدري: يقول ما الفرق سواء كان الأول أو الرابع ؟ لا، فرق كبير، لو كان هو الأول وخالفه الجميع أو خالفه البعض وأنا في اعتقادي أنه لم يخالفه الجميع خلافاً لما يقال، خالفه العلية هؤلاء إذن لم ... ولذا أنتم تقولون أن الذين خرجوا على أبي بكر ما هو حكمه؟ أنتم تعتقدون أن خلافة أبي بكر خلافة شرعية، فمن خرج عليه سميتموه مرتداً، لماذا أن الذين لم يقبلوا بحق علي وبإمامة علي لا يكونوا من الذين ... لماذا أولئك الذين خرجوا على علي في الجمل وصفين لا تعطوهم نفس الصفة التي أعطيتموها لمن خرج على الخليفة الأول؟! لماذا من خرج على الخليفة ... إلا أن تصنفوا الخلفاء وتقولوا أن عندنا خليفة طبقة أولى وخليفة طبقة ثانية وخليفة طبقة ثالثة وخليفة طبقة رابعة، فعلي خليفة من الدرجة الرابعة. فالذي يخرج على الطبقة الأولى يصير مرتد، والذي يخرج على الطبقة الرابعة يصير لا، علي أولى بالحق والآخر مجتهد وأخطأ، لماذا أولئك الذين خرجوا على الخليفة الأول لم تقولوا أنهم اجتهدوا فأخطأوا، لماذا أولئك الذين ثاروا على الخليفة الثالث لا تقولوا أنهم اجتهدوا وأخطأوا لماذا أنه من خرج على علي لأنه معاوية صار اجتهد فأخطأ. وهذا هو الهوى الأموي الذي قلت عنه.

إذن أخي العزيز الكريم واقعاً تدبر وتأمل في كلامي أنه بينكم وبين الله توجد ثمرة أو لا توجد ثمرة. واقعاً أنتم ماذا تقولون أن فاطمة عليها السلام بمقتضى حديث رسول الله بعد رسول الله من كان إمامها. من الذي أأتمت به فاطمة، فإن قلتم أنها أأمت بالخليفة الأول فأنتم تعلمون بأنها غاضبة عليهما. هذا إذن لابد أن تلتزموا أن فاطمة ماتت ميتة جاهلية، إذن كيف تكون سيدة نساء أهل الجنة، هذا تكذيب لرسول الله، لأن رسول الله قال فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، أنا لا أريد أن أقول سيدة نساء العالمين، لأن سيدة نساء أهل الجنة موجودة عندكم في البخاري وغيره. إذا كانت فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وهي على القطع واليقين لم تبايع الخليفة الأول، إذن على مبناكم لابد أن تلتزموا أنها ماتت ميتة جاهلية، وهل يوجد مسلم بل هل يجرأ أحد أن يقول أن الزهراء ماتت ميتة جاهلية، من قال هذا فقد خرج عن الملة لأنها من أهل البيت الذين طهرهم الله تطهيراً، وهي التي قال عنها أبوها أنها سيدة نساء أهل الجنة. هذا من أهم الأدلة على أن إمامة علي كانت هي الإمامة الحقة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.

المُقدَّم: الأسئلة التي تقدمت أجيب عن الكثير منها، ولكن أنوه إلى هذه القضية أن أغلب المسلمين يعيشون إشكالية هذا التراث وهذا التراكم المعرفي الذي أسس له بني أمية لذلك القضية يعني لا نريد أن نلوم أحداً على هذا التراكم إن شاء الله الحقيقة تبان والحساب مع رب العالمين وليس مع أحد من خلقه.

شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة ا لله وبركاته.