شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

السيدة المعصومة تفارق الحياة

0 المشاركات 00.0 / 5

السيدة المعصومة تفارق الحياة

بقيت ( لعيها السلام ) في دار موسى الأشعري سبعة عشر يوماً ، فما لبثت إلا هذه الأيام القليلة وتوفيت (1) . ولا يبعد أن يكون سبب وفاتها أنها قد دس السم إليها في « ساوة » (2) . وأمر موسى بن خزرج بتغسيلها وتكفينها ، وحملوها إلى مقبرة « بابلان » ووضعوها على سرداب حفر لها ، فاختلفوا في من ينزلها إلى السرداب . ثم اتفقوا على خادم لهم صالح كبير السن يقال له « قادر » فلمّا بعثوا إليه رأوا راكبين مقبلين من جانب الرملة وعليهما لثام ، فلما قربا من الجنازة نزلا السرداب وأنزلا الجنازة ، ودفناها فيه ، ثم خرجاغ ولم يكلما أحدا ، وركبا وذهبا ولم يدر أحد من هما (3) . ونقل أنّها ( سلام الله عليها ) توفيت في الثاني عشر من ربيع الثاني عام 201 هـ (4) . ولكن هذا لا ينسجم مع ما نقله صاحب دعائم الإسلام في كتابه « شرح الأخبار » من أن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ادخل على المأمون في العاشر من جمادي الآخر سنة 201 هـ (5) ، ومن المعلوم أنّ الإمام ( عليه السلام ) أرسل في طلب أخته المعصومة ( عليها السلام ) بعد وصوله ، وما نقل من تاريخ وفاتها يكون قبل وصوله ( عليه السلام ) إلى « خراسان » ، وهذا معناه أنّ الإمام ( عليه السلام ) لم يطلبها ، وأنها لم تهاجر قاصدة أخاها ، وهذا مما تنفيه الأخبار والتاريخ . وبناءً على ذلك يمكن أن يكون تأريخ وفاتها هو الثامن من شعبان سنة 201 هـ ، كما نقله الشيخ المنصوري في « حياة الست » نقلاً عن كتاب مخطوط بإسم « رياض الأنساب ومجمع الأعقاب » الذي نقله بدوره عن « الرسالة العربية العلوية » للشيخ الحر العاملي صاحب كتاب « وسائل الشيعة » . وعلى كل حال فقد فارقت روح السيدة المعصومة الحياة بعد أن كابدت صنوف الألم والمشقة والعذاب فسلام عليها يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث حية .

____________

(1) ترجمة تاريخ قم : ص 213 .

(2) الحياة السياسية للإمام الرضا : ص 428 ، عن قيام سادات علوي : ص 168 .

(3) ترجمة تاريخ قم : ص 213 و214 .

(4) مستدرك سفينة البحار : ج 8 ص 257 .

(5) شرح الأخبار : ج3 ص 340 .

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية