في عطائه ابي جعفر محمد بن علي عليهم السلام

روي الشيخ المفيد رحمه الله  عن الحسن بن كثير قال: شكوت الي ابي جعفر محمد بن علي عليهم السلام الحاجة وجفاء الاخوان، فقال: بئس الاخ اخ يرعاك غنيا ويقطعك فقيرا ثم امر غلامه فاخرج كيسا فيه
سبعمائة درهم وقال: استنفق هذه فاذا نفدت فأعلمني[1]، و في رواية: استعن بهذا القوت فاذا فرغت فأعلمني.
--------
[1] - الارشاد: ص 226.
 

في حلمه وحسن خلقه عليه السلام

روى الشيخ الطوسي عن محمد بن سليمان عن ابيه قال: كان رجل من اهل الشام يختلف الى ابي جعفر عليه السلام وكان مركزه بالمدينة، يختلف الى مجلس ابي جعفر يقول له: يا محمد الا ترى اني انما اغشي مجلسك حياء مني منك ولا اقول ان احدا في الارض ابغض الي منك اهل البيت، واعلم ان طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة امير المؤمنين في بغضكم ولكن اراك رجلا فصيحا لك ادب وحسن لفظ، فانما اختلافي اليك لحسن ادبك.
وكان ابوجعفر يقول له خيرا ويقول: لن تخفي على الله خافية فلم يلبث الشامي الا قليلا حتى مرض واشتد وجعه، فلما ثقل دعا وليه وقال له: اذا أنت مددت علي الثوب فأت محمد بن علي عليهما السلام وسله ان يصلي علي واعلمه اني انا الذي امرتك بذلك.
قال: فلما ان كان في نصف الليل ظنوا انه قد برد وسجوه، فلما ان اصبح الناس خرج وليه الي المسجد، فلما ان صلى محمد بن علي عليه السلام و تورك وكان اذا صلى عقب في مجلسه، قال له: يا ابا جعفر ان فلان الشامي قد هلك وهو يسألك ان تصلي عليه.
فقال ابوجعفرعليه السلام: كلا ان بلاد الشام بلا صرد والحجاز بلاد حر لهبا شديد فانطلق فلا تعجلن علي صاحبك حتي اتيكم، ثم قام عليه السلام من مجلسه فأخذ وضوءا ثم عاد فصلى ركعتين ثم مد يده تلقاء وجهه ما شاءالله ثم خر ساجدا حتى طلعت الشمس، ثم نهض فانتهى الى منزل الشامي فدخل عليه فدعاه، فأجابه ثم اجلسه واسنده ودعا له بسويق فسقاه وقال لاهله: املؤوا جوفه وبرّدوا صدره بالطعام البارد.
ثم انصرف عليه السلام فلم يلبث الا قليلا حتى عوف الشامي فأتى ابا جعفر عليه السلام فقال: اخلني فأخلاه، فقال: اشهد انك حجة الله على خلقه وبابه الذي يؤتي منه فمن اتي من غيرك خاب وخسر وضلَّ ضلالا بعيدا، قال له ابوجعفرعليه السلام: ‌وما بدالك؟ قال: اشهد اني عهدت بروحي وعاينت بعيني، فلم يتفاجأني الا ومناد ينادي، اسمعه بأذني ينادي وما انا بالنائم: ردوا عليه روحه فقد سألنا ذلك محمد بن علي، فقال له ابو جعفر: اما علمت ان الله يحب العبد ويبغض عمله، ويبغض العبد ويحب عمله؟ (اي كما انك كنت مبغوضا لدي الله لكن عملك وهو حبنا مطلوبا لله تعالى) قال (الراوي): فصار بعد ذلك من اصحاب ابي جعفرعليه السلام[1].
------------
[1] - البحار: ج 46، ص 233.

ذكر معجزة عن الامام عليه السلام

روى القطب الراوندي عن ابي بصير قال: خلت المسجد مع ابي جعفر عليه السلام والناس يدخلون ويخرجون، فقال لي: سل الناس هل يرونني؟ فكل من لقيته قلت له: أرأيت ابا جعفر؟ فيقول: لا ـ وهو واقف ـ حتى دخل ابوهارون المكفوف، فقال: سل هذا، فقلت: هل رأيت ابا جعفر؟ فقال: اليس هو بقائم؟ قلت: وما علمك؟ قال: وكيف لا اعلم وهو نور ساطع.
قال: وسمعته يقول لرجل من اهل افريقيا: ما حال راشد؟ قال: خلفته حيا صالحا يقرؤك السلام، قال: رحمه الله، قال: مات؟ قال: نعم، قال: ومتى؟ بعد خروجك بيومين. قال: والله ما مرض ولا كان به علة، قال: اما من يموت من مرض او علة.
قلت: من الرجل؟ قال: رجل كان لنا مواليا ولنا محباً، ثم قال: لئن ترون انه ليس لنا معكم اعين ناظرة او اسماع سامعة لبئس ما رأيتم، والله لا يخفى علينا شيء من اعمالكم، فأحضرونا جميلا وعوّدوا انفسكم الخير وكونوا من اهله تعرفون به فاني بهذا آمر ولدي وشيعتي[1].
---------
[1] - الخرائج: ج 2، ص 595.

فيما شاهده عمر بن حنظلة من الدلائل

روي الصفار عن عمر بن حنظلة قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: اني اظن ان لي عندك منزلة؟ قال: اجل، قال: قلت: فان لي اليك حاجة،‌ قال: وما هي؟ قلت: تعلمني الاسم الاعظم، قال:

وتطيقه؟ قلت: نعم.
قال: فادخل البيت، قال: فدخل البيت، فوضع ابو جعفر (ع) يده علي الارض فأظلم البيت، فارعدت فرائص عمر، فقال: ما تقول اعلمك؟ فقال: لا قال: فرفع يده فرجع البيت كما كان[1].
-------
[1] - بصائر الدرجات: ج 4، باب 12، ص 230.