شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

الشهادة

1 المشاركات 01.0 / 5

كـفاني  أسـىً لا تـوقظنّ  جـراحيا
ودعْ وجـدَ قـلبي فـي مطاويه ثاويا
أرى الـحقَّ يـهدي إن ملكت  بصيرةً
ولـيس لأعـمى الفكرِ والقلبِ  هاديا
هـو  الـعقل يـهدي مَن يرومُ  هدايةً
ومَـن رامَ مـهواة الـضّلال المهاويا
إذا أنـتَ أنـكرتَ الـصّباحَ  وضوءَه
فـحظّك قد أنكرتَ لا الصّبحُ ضاحيا
فـلا الـشّمسُ يـخبو نـورها  لمعاندٍ
ولا الـلّيل يـهدي لـلطّريقة  ساريا
ومـا  الـنّجم في جوّ السّماء  يضيرها
على الأرض أعمى ينكر النّجمَ ضاويا
بـصائر  فـافتح في الضّمير  شعاعَها
تـرى الدّهرَ دوّاراً على الغدرِ  طاويا
على خاطري ذكرى وفي القلبِ لوعةٌ
يـصعِّد مـن جمر المصائب  آهيا
دعِ العينَ يسقي الجرح فالقلب  لاهبٌ
ضـراماً ودع فـي النّائبات  سؤاليا
غـداةَ  بـدار الـوحي ألقت  رحالها
قـوافـلُ حـزنٍ مـثقلات  مـآسيا
وسـلْ  قـصّةَ الـغدْرِ القديمِ  سقيفةٍ
فـثمّةَ عـادت دورةُ الـشّرك ثانيا
وسـلْ عـن أراكٍ هاطلاتٍ  دموعها
وعـن فَـدَكٍ سلْ قهرَها  والخوافيا
وعـن  بـيتِ أحزانِ المدينةِ  حزنِها
ودمـعٍ جـرى فيها ولازال  جارياً
وقـبـر  رسـول الله مـرّ  أنـينها
وعـن طول شكواها المرير اللّياليا
وعـرّج  عـلى بـيت البتولةِ  فاطمٍ
فـإنّ أنـينَ الـدّارِ يـكفيك  هاديا
تـأنُّ وقـد هـدَّ الـفراقُ  قـرارَها
وذوّبـها جِـلْداً عـلى العظمِ  ذاويا
إلـهيَ ! قـد هـدَّ الأسى قلبَ  فاطمٍ
ولـم يُبق إلاّ الوجدَ والحزنَ  واريا
فـوا وحـشة الأيّـام بـعدَ  مـحمّدٍ
ووا ذلّــة الأيّـام مـمّا  دهـانيا
رمـتني  مـصيباتُ الزّمانِ لوَ  انّها
رَمَـتْ وضـحَ الأيّامِ صرنَ  لياليا
ألـهيَ  قـد عـفتُ الـحياةَ  وأهلَها
فـعجِّلْ وفـاتي لا أُريـدُ  حـياتيا
ومـا  طـالَ من بعدِ الحبيبِ  فراقُها
وسـرعانَ مـا كـان الفراقُ  تلاقيا
عـلى الـجمرِ أتـلو ذكرياتِ بلائِها
تـمرُّ عـلى قـلبي فـأنسى  بلائيا
غـداةَ  عـلى دارِ الـبتولةِ  جـمّعا
جـموعاً من الغوغاء ضلّت  مراميا
عـلى  بابِ دارٍ كان للوحي  والهدى
مـناراً ومـيعاداً ولـلدّين راعـيا
فـجاءت  وقد مضّ المصابُ  فؤادَها
تـنادي بـه مـا لـلعتيق  ومـاليا
ويـا ويـلكم ! في الدّار أحفادُ  أحمدٍ
أبـالنّار جـئتم تـحرقونَ  صغاريا
أبـوا  وأصرّوا في العنادِ  وأضرموا
على الباب أحطاب الضّغائن ضاريا
فـدارتْ  إلـى جنبِ الجدارِ ولم  يكنْ
سـوى البابِ يحميها الهجومَ  المُعاديا
ولـجّوا  بـه دهـساً وقد هدّه  اللّظى
وردّ عـلى أضـلاعِها الـبابُ  داويا
فويلي لبنتِ المصطفى حين حُوصرت
تـنادي أبـاها والـوصيَّ  المحاميا
أكـان  عـلى مـرأى الإمامِ  ومسمعٍ
غداةَ أصابوا ضلعَها ؟ لستُ داريا  ؟
سـلِ  الـبابَ والمسمارَ ثمّةَ ما جرى
تـفـاصيلُ آلامِ الـبـتولةِ وافـيـا
هـوت وهـوى وردٌ تـكسَّرَ  غُصْنُه
عـزيزاً عـلى بـيتِ الـنّبوّةِ  غاليا
وداروا  عـلى لـيثِ الـعرينِ  بدارِهِ
وبـالحبلِ قـادوا سـيّدّ الـقومِ  نائيا
يـصـيـح ألا وا جـعـفراهُ ولا أخٌ
ويـدعـوا ألا وا حـمزتاهُ  مـحاميا
وتـسـألني عـن فـاطمٍ  ومـصابِها
تـفـاصيلُ مـأساةٍ تـوالت  مـآسيا
فـسلْ  لـيلةً تـخفي الجروحَ  بمتنها
ونـعشاً عـلى كـفِّ الأحـبّةِ  عاليا
وسـلْ عـن يتامى فاطمٍ عمرَ  فاطمٍ
وعـن حسنٍ سلْ والحسينِ  المراثيا
وعـن  قـاهرِ الأحزابِ فاتحِ  خيبرٍ
إذ انـهدَّ وهـو الشّامخُ الطّودُ  باكيا
يـقول أيـا مـاضونَ بالنّعشِ  مهلةً
فـما بـعد هذا اليوم أرجوا  تلاقيا
دعـوها  يـودّعها الـيتامى  فـإنّها
مضتْ لم تودِّعْ حينَ غابتْ صغاريا
ويـا  نـعشُ رفـقاً بـالعزيزةِ  إنّها
مـجرّّحةٌ لا تـخدش الجرحَ  ثانيا
ألا آجــرَ اللهُ الـوصيَّ ..  وكـفّه
تـدسُّ إلـى عمقِ التّرابِ  الأمانيا
رنـا نـحوَ قبرِ المصطفى  ودموعه
تـشـاطرُه أحـزانَـه  والـتّعازيا
وديـعتُك الـزّهراءُ عادتْ كما ترى
ولـكنّها عـادتْ ولـيستْ كما  هيا
مـكسّرة  الأضـلاعِ مقهورة  الهوى
مـقرّحّة الأجـنان حـمراً  مـآقيا
فـسلْ كـعبةَ الأسرارِ حالي  وحالَها
وسـلْ قـبلةَ الأحزانِ حزنيَ  وافيا
فـكم من غليلٍ لا يزالُ  بصدرها
مـقيماً ومـا بثّتْ إليَّ  الشّكاويا
ستعرفُ  عن مسودَّة المتنِ ما بها
وتـعلمُ عن محمرَّةِ العينِ ما  بيا
وديعة  كنزِ العرشِ عادتْ  لدارها
وقـرّت ولـكن سلّبتني قراريا
على زفراتِ الحُزْنِ نفسي حبيسةٌ
فـيا لـيتها قـد رافقتْ  زفراتيا

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية