نفثات حزن 2
دَعْـها تـجـوبُ فدافدُ الأنجـادِ | وتَشقّ أزياقَ الـرُّبـى ووهـادِ | |
أغرى لها شوقُ الغريِّ فلن ترى | مَرأى ومرعى غيرَ ذاك الوادي | |
إذ كـان لـم يعـرفْـه إلاّ ربُّهُ | ونبيُّه.. ربُّ الفَـخـارِ البـادي | |
بينا عـزيمتُـه تـدانـى دونـَه | أعلا العُلاةِ وشـامـخَ الأطـوارِ | |
ويَشجُّ في الشهر الـكريمِ كريمَهُ | فـي وِرْدِه ظُلْماً بسيف مُـرادي | |
قـد غـاله وسْط الصلاةِ مُناجياً | لله فـي الـمحراب.. شرُّ معادي | |
لـهـفـي لـه لمّا عَلاهُ بضربةٍ | نـجـلاءَ.. قـد سُقِيتْ بسَمِّ عِنادِ | |
قد أَمَّه وهْو الإمامُ فخضّبَ الشـ | ـشـيبَ الكـريـمَ بدمِّه المـدّادِ | |
وبقي ثلاثاً مُدْنَفاً.. لا شـاكـيـاً | بـل شاكراً، إذ حاز خيـرَ مَفـادِ | |
مُتبتِّـلاً، ومُـحَـمْـدِلاً، ومُـهَلِّلاً | ومُـكبّـِراً، قـد فزتُ بـاستشهادِ | |
فتـشـرّفت أرضُ الغَـريِّ بقبرهِ | فـاخـتارَ منها التُّربَ نوراً بادي | |
وبكى جميعُ العـالمـيـن لرُزْئهِ | والـنيّـِراتُ تـجـلّلـتْ بسوادِ | |
اليـومَ عِـقْـدُ الدِّيـن حُلَّ نظامُهُ | وهَوَتْ نجومُ العـلـمِ والإرشـادِ | |
الـيـومَ أركـانُ المعـالي والعُلا | فـُلّـتْ بـسيفِ البـغيِ والأحقادِ |