ليلة القدر - ليالي القدر

ليلة القدر تعتبر أعظم ليلة في السنة االهجرية فيهم تقدر أقدار كل إنسان في ذلك العام. وقد شرف الله سبحانه و تعالى هذه اليلة بسورة كاملة في القرآن الكريم (97) حيث يقول الله عز وجل من قائل:

بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا * بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (صدق الله العلي العظيم)

الذي أُنزل في هذه الليلة المباركة كان القرآن الكريم  الذي نزله الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد (ص) والذي كان بدوره يبلغ الناس بآياته شيئاً بعد شيء حسب الزمان والمكان.
كل مسلم يعلم ويعتبر هذه الليلة ذات أهمية عظيمة خاصة وأنه يعلم أن الله سبحانه وتعالى وعد باستجابة الدعاء وقضاء الحاجات في تلك الليلة وأن الإنسان يمكنه في هذه الليلة يكون إلى خالقه أقرب من كل ليلة. ففي تلك الليلة تتنزل الملائكة بأمر الله عز وجل فيسلمون على المؤمنين ويستمعون إلى مناجاتهم وعباداتهم. والروايات التي تؤكد على ليلة القدر وعظمتها من النبي محمد (ص) و أهل البيت (ع) كثيرة منها ما ورد في وسائل الشيعة من أن النبي محمد (ص) قال: من أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء ومثاقيل الجبال ومكائيل البحار.

حسب الروايات فإن ليلة القدر تكون في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم أو اليلي الخمس المفردة منها.أما عند المسلمين الشيعة فتدل الروايات على أن الاحتمال الأقوى هو أن تكون تلك هي الليلة  التاسعة عشر أو الحادية والعشرون أو الثالثة والعشرون من شهر رمضان أو حسب بعض الروايات الليلتين 21 و23 منها. ومن هنا يعير المسلمون الشيعة تلك الليالي الثلاث أهمية خاصة ويؤدون فيها المزيد من العبادات. والمسلمون السنة يعيرون اليلة السابعة والعشرين من شهر رمضان أهمية خاصة باعتبارها هي ليلة القدر الموعودة. ولكن روايات كلا الطرفين تؤكد على أنها في العشر الأواخر. وقد ورد في مسند ابن حنبل أن النبي محمد (ص) قال:

أُطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، فإن غُلِبتم فلا تُغلَبوا على البواقي

ومن هنا تعتبر تلك الأيام المرحلة النهائية من الشهر الكريم حيث يقبل المؤمنون على تكثيف عباداتهم والاعتكاف في المسجد ليتفرغوا للمناجاة والعبادة بعيداً عن الدنيا وزخارفها. ومن الأدعية المشهورة في تلك اليلة المباركة دعاء الجوشن الكبير.

وليلة القدر تتسم بصبغة حزن نظراً لأن علي ابن أبي طالب عليه السلام ضرب على رأسه بالسيف أثناء سجوده في صلاة صبح اليوم التاسع عشر من شهر رمضان واستشهد متأثراً بجراحه في الواحد والعشرين منه. ومن هنا تترافق عبادة الليليتين السابقتين لهذين اليومين بإحياء تلك المناسبة عند المسلمين الشيعة.

ليلة القدر تعتبر أحد ألقاب فاطمة الزهراء (ع) كما أنه في بعض روايات الأئمة الإثنى عشر (ع) فإن ليلة القدر هي فاطمة (ع). ففي تفسير نور الثقلين والبرهان وكتاب بحار الأنوار عن تفسير فرات الكوفي مسنداً عن الإمام الباقر (ع) في تفسير سورة القدر ، قال :

إنّ فاطمة هي ليلة القدر ، من عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر ، وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها ، ما تكاملت النبوّة لنبيّ حتّى أقرّ بفضلها ومحبّتها وهي الصدّيقة الكبرى ، وعلى معرفتها دارت القرون الاُولى.