شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

كيفيّة‌ نزول‌ التوراة‌ علی النبيّ موسى‌، و نزول‌ الإنجيل‌ علی النبيّ عيسى(عليهما السّلام)

0 المشاركات 00.0 / 5

موقع علوم ومعارف الإسلام

هل‌ نزلت‌ التوراة‌ علی موسى‌ علی نبيّنا و آله‌ وعليه‌ السلام‌ في‌ تلك‌ الليالي‌ الأربعين‌ التي‌ ذهب‌ فيها إلى المناجاة‌ في‌ ميقات‌ ربّه‌؟ و من‌ أيّ شي‌ء كانت‌ الألواح‌ التي‌ كتبت‌ التوراة‌ عليها؟ و أين‌ يقع‌ جبل‌ الطور؟ و كيف‌ كان‌ نزول‌ الإنجيل‌؟ و هل‌ كتب‌ حواريّو عيسى الأناجيل‌ في‌ عصره‌ أم‌ بعده‌؟ و هل‌ كانوا بأجمعهم‌ من‌ الأخيار الصالحين‌ أم‌ لا؟

 ليس‌ من‌ الجليّ تماماً أنّ التوراة‌ نزلت‌ علی موسى‌ في‌ ليالي‌ المناجاة‌ تلك‌، لكن‌ من‌ الثابت‌ أنّ التوراة‌ كانت‌ ألواحاً علی موسى‌ (عليه السّلام) في‌ جبل‌ الطور في‌ أربعين‌ ليلة‌، فأخذها موسى‌ و أتي‌ بها قومه‌.

و لأنّه‌ كان‌ غاضباً منهم‌، فقد ألقي‌ بالألواح‌ فتحطّم‌ بعضها، و كانت‌ بأجمعها من‌ الزمرّد. أي‌ أنّ الله‌ تعالي‌ خلق‌ تلك‌ الألواح‌ الزمرديّة‌ من‌ كتم‌ العدد.

و يوجد في‌ التوراة‌ مطالب‌ عن‌ المقاطع‌ التأريخيّة‌ و القصص‌ و الحكايات‌ و الوقائع‌ ممّا لا يمكن‌ نسبته‌ إلى كتاب‌ سماويّ، و فيها أشياء في‌ منتهي‌ الغرابة‌.

أمّا الإنجيل‌ فكان‌ التلاعب‌ فيه‌ أقلّ ممّا في‌ التوراة‌. و لقد نزلت‌ التوراة‌ علی موسي‌ في‌ جبل‌ الطور، و هو جبل‌ في‌ صحراء سيناء. و من‌ المسلّم‌ أنّها نزلت‌ في‌ ذلك‌ الجبل‌ و في‌ تلك‌ الصحراء. و تقع‌ صحراء سينا إلى يسار البحر الأحمر بالنسبة‌ للمسافر الذاهب‌ إلى مكّة‌ بالباخرة‌ عن‌ طريق‌ البحر.

و قد نزلت‌ التوراة‌ بأجمعها خلال‌ الأربعين‌ يوماً، فجمعها موسى‌ و جاء بها قومه‌ فلم‌ يمثّل‌ لها أغلبُهم‌، فرفع‌ الله‌ سبحانه‌ الطور فوق‌ رؤوسهم‌ معلّقاً في‌ الهواء لتأديبهم‌.

(وَ إِذْ أَخَذْنَا مِثَـ'قَكُمْ وَ رَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ خُذُوا مَآ ءَاتَيْنَـ'كُمْ بَقُوَّةٍ وَ اسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَ عَصَيْنَا وَ أُشْرِبُوا فِي‌ قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَـنُكُمْ إِن‌ كُنتُم‌ مُّؤْمِنِينَ).

و كان‌ هذا التعليق‌ لجبل‌ الطور من‌ أجل‌ تأديبهم‌ و تخويفهم‌، من‌ أجل‌ أن‌ يسجدوا و يسلّموا للحقّ؛ فسجد بعضهم‌ و قالوا القول‌ الحقّ الذي‌ قيل‌ لهم‌، و قال‌ بعضهم‌ كلاماً آخر. و كان‌ هارون‌ وصيّ موسى‌ منذ البداية‌، لكنّه‌ (و هو أخو موسى‌) رحل‌ عن‌ الدنيا قبل‌ موسى‌ بينما كان‌ في‌ التيه‌، فغضب‌ موسى‌ يوشع‌ بن‌ نون‌ وصيّاً له‌. (وَ اذْكُرْ إِسْمَــعِيلَ وَالْيَسَعَ وَ ذا الْكِفْلِ وَ كُلُّ مِّنَ الاْخْيَارِ).

أمّا كيفيّة‌ نزول‌ الإنجيل‌ فأكثر إبهاماً، إذ ليس‌ مشخّصاً أنّ الإنجيل‌ نزل‌ علی عيسى في‌ هيئة‌ وحي‌ سماويّ! ليكون‌ ـ من‌ ثُمّ ـ كتاباً؛ أو انّه‌ كان‌ من‌ تليقين‌ موسى‌، أو أنّه كان‌ علی نحوٍ آخر ثم‌ جُمع‌ كتاباً.

و علی كلّ حال‌ فقد كُتبت‌ جميع‌ الأناجيل‌ بعد عيسى، فكُتب‌ بعد صعوده‌ مائة‌ و عشرون‌ إنجيلاً عُدّت‌ أربعة‌ منها معتبرة‌، أي‌ أنّ‌ الكنيسة‌ اعترفت‌ برسميّتها، و هي‌ الأناجيل‌ التي‌ دوّنها لُوقَا و يُوحَنَّا و مِرْقِس‌ و مَتزي‌؛ أمّا الأناجيل‌ المائة‌ و الستّة‌ عشر الباقية‌ فقد عُدّت‌ مرفوضة‌، و هي‌ الآن‌ كذلك‌ لا يعمل‌ بها أحد.

أمّا كيف‌ جري‌ تدوين‌ الإنجيل‌ و كيف‌ أُلقي‌ فأمرٌ ليس‌ واضحاً أبداً؛ و ليس‌ هناك‌ ـ أساساً ـ بين‌ المسيحيين‌ كلام‌ في‌ كيفيّة‌ إنجيلهم‌ و كيفيّة‌ نزوله‌، و النحو الذي‌ جري‌ به‌ تداوله‌ بينا لناس‌. كما لا توجد في‌ كلماتهم‌ دلالة‌ علی أنّ الإنجيل‌ كان‌ من‌ إنشاء المسيح‌ نفسه‌.

و لقد جاء إنجيل‌ برنانا فأثاروا ضجّة‌ كبيرة‌ بشأنه‌ حتى‌ أسقطوه‌ من‌ الاعتبار في‌ النهاية‌، لأنّه‌ يتّفق‌ مع‌ المسائل‌ الإسلاميّة‌ و القرآنيّة‌ في‌ كثير من‌ الأقسام‌، و فيه‌ بشارة‌ عن‌ قدوم‌ النبيّ محمّد (صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم)‌.

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية