يسر الإسلام ، وعظمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) سبب هدايتي

وهدوا إلى صراط الحميد

قصة أحد المعاصرين ، من الذين أنعم الله عليهم بالهداية إلى دينه القويم .. وهم، بجنسياتهم وبيئاتهم المختلفة، يعتبرون حجةً على مجتمعاتهم التي نشأوا وعاشوا ضمنها.. كما يعتبرون، في نفس الوقت ، حجة على المسلمين الذين نسوا ربهم ورسالته ، فأنساهم أنفسهم .. عسى أن تكون قصصهم هذه مدعاة للتفكّر والتأسّي والاعتبار.

 

يُسر الإسلام ، وعظمة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) سبب هدايتي

البروفسور الأميركي ريكيفول

منذ بعث الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)  بالحق والناس ـ في مشارق الأرض ومغاربها ـ يدخلون في دين الله أفواجاً، لأن الإسلام هو دين الفطرة .. ولأنه الشرعة السمحاء التي تبيّن لهم سبل الخير والرشاد وتقودهم إلى المحجّة الواضحة.

وهذا أخ من إخواننا في الدين ـ وهم كثر والحمد لله ـ ، هو البروفسور الأمريكي دونالد ريكيفول , رئيس تحرير مجلة (شخصيات من الراديو)، يتحدث إلى قرّاء (مجلة نور الإسلام) عن تجربته على طريق الهداية والإيمان .

إنه يحدثنا كيف اهتدى إلى الإسلام بعد أن اكتشف سماحته ويُسره ، من خلال بحثه الدائب عن الحقيقة ..

ثمة أسباب كثيرة جذبتني ودفعتني نحو الإسلام ، بعضها واضح ومؤكّد، وبعضها يستدعي البحث في أعمق أعماق النفس البشرية.

عندما رجعت إلى القرآن وسيرة محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  للإطلاع عليهما، أثارت اهتمامي نقاط وأمور معيّنة :

 بساطة الدين الإسلامي وسماحته ويسره , فهذا الدين ليس معقداً ولا فضفاضاً، ولكنه دين بسيط بوسع كل إنسان أن يفهمه ويستوعبه عن طريق العقل والتدبر في الخلق.

وبأخذ هذين الأمرين بنظر الاعتبار يغدو الإنسان مؤمناً حقيقياً بالله تعالى , وحين يعرف المرء خالقه ويقرّ بوجوده فان الإسلام يعلّمه:

( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) سورة ق / 16.

اُنظر كيف يتحدث القرآن الكريم عن الله تعالى: (  وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذَا دَعَانِ ) سورة البقرة / 186.

وعلى هذا، وبناء على روح الدين الإسلامي، فليس ثمة حاجة لوسيط بين الله وعباده ، كما أنه لا حاجة لوجود قسّيس أو رجل دين لكي تُقبل التوبة أو لكي يتم أداء الصلوات: ( وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِسورة البقرة / 115.

وموقف الإسلام إزاء أعدائه ومعارضيه، سواء زمن السلم أو الحرب ، وسواء تجاه اليهود أو المسيحيين، والتسامح الذي قابله به هما من الروعة بحيث انجذبتُ إلى الإسلام تلقائياً.

والطابع الإنساني في كل الأحكام الإسلامية وكذلك في تعاليمه، هو واضح ويبعث على الإعجاب.

فكل الناس هم متساوون أمام الله رغم كل الفوارق التي تفصل بينهم , وما من أحد مُفضّل أو متفوق على الآخر بسبب جنسه أو ثروته أو لونه. الكرامة والفضيلة فقط هما اللتان تمنحاننا التفوّق والفضل.

والأغنياء ملزمون شرعاً بدفع الزكاة عن أموالهم للفقراء والمعوزين.

ولا يعيق الإسلام المؤمنين به عن التقدم في طريق الحضارة والرقي .. بل يأمرهم أن يتّبعوا بشكل عقلاني ركب التقدم والثقافة.

والإسلام لا يحرّم الإفادة من الحياة: ( وَابْتَغِ فِيَما آتَاكَ اللّهُ الدّارَ الْآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدّنْيَا ) القصص / 77.

( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِالأعراف / 32.

نعم في الإسلام ثمة كثير من المزايا ـ كالبساطة والطيبة ـ ، سواء على صعيد الأيمان والعبادة أم على صعيد التعامل ، دفعتني إلى الدخول في الإسلام , ولا أستطيع ذكرها كلها هنا.

ويتعيّن عليَّ ـ قبل أن أختم كلمتي هذه ـ أن أشير إلى اهتمامي الفائق بشخصية محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعظمته , فكل من يعكف على دراسة شخصيته وسيرة حياته ـ سواء على صعيد الدعوة أم على صعيد شخصيته الروحية خلال فترة الجهاد أو في ساحات الوغى والقتال ، يعترف بلا تردّد بأن محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) هو خاتم الأنبياء ، وان الرسالة التي حملها إلى البشرية هي الأفضل والأقوم بين كل الرسالات السماوية الأخرى .

وعليه ، وتيمناً بالرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)  فقد اخترت اسم (محمد بن عبد الله) اسماً لي بدل اسمي السابق.