معادن علوم القرآن

معادن علوم القرآن(التدبّر في آيات القرآن الكريم لمعرفة الاشخاص الذين عيّنهم هذا الكتاب إلى النبي)
هناك ثلاثة طرق لمعرفة وتعيين المرجع العلمي للامة الاسلامية بعد الرسول الاكرم(صلى الله عليه وآله) :
أ ـ التدبّر في آيات القرآن الكريم لمعرفة الاشخاص الذين عيّنهم هذا الكتاب إلى جانب رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) .
ب ـ الفحص في سنة رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) وفي أقوال صحابته ; لمعرفة من هم الذين عيّنهم مرجعاً وملجأ للامة في حلّ معضلاتها .
جـ ـ البحث في التاريخ الاسلامي ، وأنه من كان المرجع والملجأ الذي ترجع إليه الامة في حل مشكلاتها العلمية .
والان ، ومع مراعاة الاختصار نوضح هذه النقاط فنقول :
أ ـ القرآن والمرجع العلمي بعد رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) :
القرآن هو الكتاب الذي بيّن وأوضح في العديد من آياته النهج القويم لنجاة الامة الاسلامية من ظلمات الحيرة والضلالة ، فقد قال تعالى : (ونزّلنا عليكَ الكتابَ تبياناً لكل شيء)([1]) . فمع هذا كيف يمكن لهذا الكتاب العظيم الذي هو (من لدن حكيم عليم)([2]) أن يهمل أهم المسائل الحيوية المرتبطة بمصير الاسلام ، ويتركها بدون بيان ؟
إن اللّه تعالى في العديد من الايات قد بين المرجعية للامة بالشكل الذي لا يبقى معه أي مجال للشك لدى المدقق المتعقل .

 

معرفة أُولي الامر :

طرحت الاية (59) من سورة النساء أشخاصاً بصفتهم اولي الامر إلى جانب رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ، وقرنت طاعتهم بطاعة اللّه تعالى ورسوله(صلى الله عليه وآله)بشكل مطلق وبدون أي استثناء .
ومن البديهي أن جعل وجوب طاعة أشخاص في معرض طاعة اللّه ورسوله بنحو مطلق من قبل الحكيم ، إنما يصح لو كانوا معصومين من كل خطأ واشتباه ، لماذا ؟ لان اللّه تعالى نهى وبشكل قاطع عن إطاعة الخاطئين والعاصين والظالمين والضالين في كثير من الايات الاخرى .
وقد اعترف امام المشككين الفخر الرازي بدلالة الاية على عصمة الرسول(صلى الله عليه وآله) وأولي الامر فقال : « المسألة الثالثة : اعلم أن قوله : (وأولي الامر منكم) يدل عندنا على أن إجماع الامة حجة ، والدليل على ذلك أن اللّه تعالى أمر بطاعة أولي الامر على سبيل الجزم في هذه الاية ، ومن أمر اللّه بطاعته على سبيل الجزم والقطع لابد أن يكون معصوماً عن الخطأ ، إذ لو لم يكن معصوماً عن الخطأ ، كان بتقدير إقدامه على الخطأ يكون قد أمر اللّه بمتابعته ، فيكون ذلك أمراً بفعل ذلك الخطأ ، والخطأ لكونه خطأً نهي عنه ، فهذا يقتضي اجتماع الامر والنهي في الفعل الواحد باعتبار واحد ، وأنه محال . فثبت أن اللّه تعالى أمر بطاعة أولي الامر على سبيل الجزم ، وثبت أن كل من أمر اللّه بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوماً عن الخطأ ، فثبت أن أولي الامر المذكورين في الاية لابد أن يكونوا معصومين »([3]) .
وأي مسلم منصف يستطيع أن يقول : إن أولي الامر تعني بعض زعماء الدول الاسلامية وخلفاء بني أمية وبني العباس الذين سوّدت جرائمهم وجه التاريخ ؟ وهل يستطيع أن يعطي احتمالاً بأن اللّه أمر بطاعتهم ؟ وبهذه الصورة أمر سبحانه عباده بالاستعاذة برب الناس من شياطين الجن والانس . وقال : (ولا تطيعوا أمر المسرفين)([4]) ، و (وإن تطع أكثر من في الارض يضلّوك)([5]) و (ولا تطع الكافرين والمنافقين)([6]) و (لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتّم)([7]) .
وهنا يدرك الانسان أن من اللازم أن يكون (أولي الامر) افراداً مخصوصين ومتميّزين ، ولديهم الكفاءة التي تجعلهم في مصاف اللّه ورسوله من حيث الطاعة ، ومن اللازم أيضاً أن الرسول(صلى الله عليه وآله) عرّفهم بعد أن بيّنهم اللّه تعالى .
كيف يمكن أن يكون الرسول ترك تعريفهم ، مع العلم أن اللّه تعالى يقول في ذيل هذه الاية : (فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى اللّه والرسول) ؟
وإذا كانت مسألة مهمة كهذه لا تحلّ بالرجوع إلى كلام اللّه ورسوله ، إذن كيف يأمرنا اللّه بالرجوع إليهما في أي مورد نزاع ؟ فلا مناص من الاقرار بأن اللّه تعالى ورسوله(صلى الله عليه وآله) قد عرّفا (أولي الامر) .
والروايات المنقولة من طرق أهل السنة والشيعة في ذلك كثير ، فقد عرّفت الامام علياً والائمة المعصومين(عليهم السلام) على أنهم هم أولو الامر بعد رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ، كما عن تفسير مجاهد في ذيل الاية ، ومثل ما رواه الحمويني ـ وهو من أعيان علماء العامة ـ في الحديث عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)([8]) ، والروايات عن طرق الشيعة كثيرة جداً([9]) ، والفرصة لا تسع لذكرها فلتراجع في مظانها .
من هو الذي عنده علم الكتاب ؟
قال تعالى : (ويقول الذين كفروا لست مرسلاً قل كفى باللّهِ شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب)([10]) .
في الاية المذكورة يذكر اللّه رسوله في مقام تسليته وتعزيته ، أن شهيدين كبيرين يشهدان بصدق رسالته ، هما اللّه ومن عنده علم الكتاب ، فلا قيمة إذن لانكار وتكذيب الاعداء . (قل كفى باللّهِ شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) .
الشهادة الاولى : شهادة اللّه تعالى التي ذكرتها الاية والايات الاخرى . وأي شهادة أعظم منها ؟
الشهادة الثانية : شهادة الشخص الذي عنده جميع علم الكتاب . ويكفي في كرامة وفضيلة وعظمة هذه الشهادة أنها مقرونة بشهادة اللّه تعالى . ومن الواضح أن علّة هذه الكرامة والعظمة هي علم هذا الشاهد : (ومن عنده علم الكتاب) .

 

حقيقة علم الكتاب :

لذا من الواجب معرفة حقيقة (علم الكتاب) ما هي ؟ بحيث وجب لها كل هذا الشرف وهذه العظمة ، وقرر لصاحبها مكانة مرموقة مقترنة باللّه تعالى ، وبحيث تكفي شهادة صاحبها في إثبات أحقية النبي محمد(صلى الله عليه وآله)وصدق رسالته .
والقرآن الكريم يتكلم في موضع آخر عن حقيقة علم الكتاب فيقول : (وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتدّ إليك طرفك)([11]) ، ومعنى هذه الاية أن الذي عنده جزء من علم الكتاب ، يملك قدرة تمكنه من إحضار عرش بلقيس من مدينة سبأ إلى نبي اللّه سليمان بفترة أقل من لمح البصر .
وفي الوقت الذي يمتلك من عنده بعض علم الكتاب هذه القدرة ، فأي قدرة عظيمة وقابلية خارقة يمتلكها من عنده جميع علم الكتاب ؟ إن مثل هذه القدرة ناتجة عن فضل اللّه الذي يعطيها لمن يشاء (ذلك فضلُ اللّهِ يؤتيه من يشاء)([12]) .
أي شخص هو صاحب علم الكتاب ؟
بالالتفات إلى خصوصيات هذا الشاهد ـ الذي أردفت شهادة اللّه بشهادته وأن شهادته كافية لاثبات صدق رسالة النبي(صلى الله عليه وآله) ، وأن الشخص الذي لديه بعض علم الكتاب يستطيع أن يظهر قدرة خارقة ـ يكون من الواضح أن هذا الشاهد ليس من قبيل من قال فيهم تعالى : (وشهد شاهد من بني اسرائيل)([13]) ومن قبيل : (أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني اسرائيل)([14]) ، وأمثالها من الايات ، حيث قال بعض المفسرين إن من (عنده علم الكتاب) هم علماء أهل الكتاب مثل عبد اللّه بن سلام .
عجباً ! كيف يمكن أن يكون المراد بمن عنده علم الكتاب بعض اهل الكتاب ، الذين وصفهم اللّه بأنهم ملعونون من قبل اللاعنين ، وأنهم يستحقون النار في العديد من الايات لانهم يكتمون الحق([15]) ، ثم يشير هنا إلى أن شهادتهم مقترنة بشهادة اللّه ، وأنها كافية لاثبات رسالة النبي(صلى الله عليه وآله) ؟
لذا من الواضح أن مصداق هذا الشاهد العظيم ليس هو عبد اللّه بن سلام واضرابه ، وإلاّ فما الايات المكية ؟ وما الايات المدنية ؟
ولهذا فإن بعض المؤلفين قد خلط بين مفهومين متفاوتين في تعيين المقصود بمن عنده علم الكتاب . وهذا الخلط ناشيء من التشابه اللفظي بين المفهومين . إن المنشأ الاصلي لهذا الخلط والاشتباه والانحراف هو ترك التمسك بالثقلين ، على الرغم من أمر الرسول وتكرار ذلك مراراً وقد بلّغ « إني مخلّف فيكم الثقلين ، إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي اهل بيتي »([16]) . وذلك طبقاً للاحاديث المتواترة .
ولقد وردت روايات كثيرة عن العترة الطاهرة توضح من هو المقصود بمن عنده علم الكتاب . وهذه الروايات وصلت عن طريق الفريقين . ومن جملة الروايات المستفيضة عن العامة في ذلك :
1 ـ روى ابن المغازلي الشافعي باسناده عن علي بن عابس قال : « دخلت أنا وأبو مريم على عبد اللّه بن عطا فقال : يا ابا مريم ، حدّث علياً بالحديث الذي عن أبي جعفر . قال : كنت عند أبي جعفر جالساً ، إذ مرّ عليه ابن عبد اللّه بن سلام . قلت : جعلني اللّه فداك ، هذا ابن الذي عنده علم الكتاب ؟ قال : لا ، ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب الذي نزلت فيه آيات من كتاب اللّه عزوجل : (ومن عنده علم الكتاب) و (أفمن كان على بيّنة من ربّه ويتلوه شاهد منه)و (إنما وليّكم اللّه ورسوله) »([17]) .
2 ـ وروي أنه سئل سعيد بن جبير : « (ومن عنده علم الكتاب) عبد اللّه بن سلام ؟ قال : لا ، وكيف وهذه السورة مكية ؟ » ورواه في الدر المنثور عن سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه عن ابن جبير([18]) .


أما عن طريق الشيعة :

فقد وردت روايات مستفيضة أيضاً تؤكد أن مصداق الاية هم عترة رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) منها :
1 ـ نقل الشيخ الكليني بسند معتبر عن بريد بن معاوية : قال : « قلت لابي جعفر(عليه السلام) : (قل كفى باللّه شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) . قال : إيّاي عنى ، وعليّ اوّلنا وخيرنا بعد النبي(صلى الله عليه وآله) »([19]) .
2 ـ قال امين الدين الطبرسي في تفسيره : « وروي عن الشعبي أنه قال : ما احد اعلم بكتاب اللّه بعد النبي(صلى الله عليه وآله) من علي بن ابي طالب(عليه السلام) » .
3 ـ وقال السيّد في الطرائف : « روى الثعلبي من طريقين أن المراد بقوله: (ومن عنده علم الكتاب) علي بن أبي طالب(عليه السلام) » .
4 ـ رواية اخرى نقلها الكليني ايضاً بسنده عن احمد بن محمد ، عن محمد بن الحسن ، عن عباد بن سليمان ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن سدير قال : « كنت أنا وأبو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير في مجلس ابي عبد اللّه(عليه السلام) ، إذ خرج الينا وهو مغضب ، فلما أخذ مجلسه قال : يا عجباً لاقوام يزعمون أنّا نعلم الغيب . ما يعلم الغيب إلاّ اللّه عزوجل . لقد هممت بضرب جاريتي فلانة ، فهربت منّي فما علمت في أي بيوت الدّار هي . قال سدير : فلمّا أن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وابو بصير وميسّر وقلنا له : جعلنا فداك ، سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك ، ونحن نعلم أنك تعلم علماً كثيراً ولا ننسبك إلى علم الغيب . قال : فقال : يا سدير ، ألم تقرأ القرآن ؟ قلت : بلى ، قال : فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللّه عزوجل : (قال الّذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتدّ اليك طرفك) ؟ قال : قلت : جعلت فداك ، قد قرأته . قال : فهل عرفت الرّجل ؟ وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب ؟ قال : قلت: أخبرني به . قال : قدر قطرة من الماء في البحر الاخضر ، فما يكون ذلك من علم الكتاب ؟ قال : قلت : جعلت فداك ، ما أقلَّ هذا ؟ فقال : يا سدير ، ما أكثر هذا أن ينسبه اللّه عزوجل إلى العلم الذي أخبرك به يا سدير ! فهل وجدتَ فيما قرأت من كتاب اللّه عزوجل أيضاً : (قل كفى باللّه شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) ؟ قال : قلت : قد قرأته جعلت فداك . قال : أفمن عنده علم الكتاب كلّه أفهم أم من عنده علم الكتاب بعضه ؟ قلت : لا ، بل من عنده علم الكتاب كلّه . قال : فأومأ بيده إلى صدره وقال : علم الكتاب واللّه كلّه عندنا ، علم الكتاب واللّه كلّه عندنا »([20]) .
من هو الشاهد الذي هو من نفس الرسول(صلى الله عليه وآله) ؟
قوله تعالى : (أفمن كان على بينّة من ربّه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة أولئك يؤمنون به ... )([21]) .
لا يخفى أن الاستفهام انكاري ، أي ليس من كان على بيّنة وكذا وكذا كغيره ممن ليس كذلك ، نظير قوله تعالى : (أفمن كان على بيّنة من ربّه كمن زيّن له سوء عمله)([22]) .
البيّنة
البيّنة هي الدلالة الواضحة كما في المفردات ، ولذا تطلق في القرآن الكريم على الايات ومعجزات الانبياء ; لانها فاصلة بين الحق والباطل .
ووصف البينة بأنها من الرّب تبارك وتعالى إنّما يناسب الاية الالهية لا الحجة العقلية . والمراد بها في الاية المبحوث عنها هو القرآن ، لانه المعجزة الخالدة كما في آيات اخرى([23]) . ومن هنا يظهر أن المراد بالموصول هو صاحب البينة ـ اعني النبيّ(صلى الله عليه وآله) ـ وهو مبتدأ خبره محذوف ، أي كغيره ممن ليس كذلك .
ويتلوه شاهد منه
يتلوه : من التلو لا من التلاوة ، أي يلي صاحب البينة ـ على الاحتمالين في مرجع ضمير يتلوه ـ وضمير (منه) يرجع إلى (من) الموصولة بلا شك ، فمعنى الاية : من كان على بيّنة هي القرآن ، ويتبعه بلا فصل شاهد منه ، أي من هو من نفسه(صلى الله عليه وآله) . وفي هذا تشريف وتعريف للشاهد بأنه من رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ، أي بعضه وبمنزلته ، فلا ينطبق على مثل عبد اللّه بن سلام .

 

معطيات الاية الكريمة

الاول : أن هذا الشاهد هو من رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) أي من بيته ، لوجود (منه) في الاية ، وبذلك ينطبق على اهل البيت المذكورين في آية التطهير .
الثاني : أن هذا الشاهد يأتي تلو الرسول لقوله تعالى : (ويتلوه) ، وأنه بمنزلة النبي(صلى الله عليه وآله) كما هو مفاد عبارة (وأنفسنا) الواردة في آية المباهلة ، وأن شهادته تساوق شهادة اللّه لانها اقترنت بها في قوله تعالى : (ومن عنده علم الكتاب) كما مر .
الثالث : أنه مما لا شك فيه أن الشهادة هنا شهادة التأدية ، ولابد من أن يسبقها تحمّل الشهادة . وليس هذا التحمّل عن ايمان بالنبوة ، وإلاّ لما كان هناك وجه لان تختص الشهادة بفرد معين كما يظهر من الاية ، حيث جاء الشاهد بلفظ المفرد والتنكير . فلابد إذن أن تكون مقومات شهادة هذا الشاهد مختلفة عن غيرها ، وذلك بأن تكون شهادته عن حضور وشهود لحقيقة النبوة ورؤية جبريل حامل الوحي إلى الرسول(صلى الله عليه وآله) ، وبذلك ينفرد هذا الشاهد عن غيره .
ويؤيد هذا المعنى قول النبي(صلى الله عليه وآله) لعلي(عليه السلام) : « إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى » كما جاء في الخطبة القاصعة الواردة في نهج البلاغة([24]) ، وما روي عن الامام الصادق(عليه السلام) أنه قال : « كان علي(عليه السلام) يرى مع النبي(صلى الله عليه وآله) قبل الرسالة الضوء ويسمع الصوت . وقال له الرسول(صلى الله عليه وآله) : لولا أني خاتم الانبياء لكنتَ شريكاً في النبوة »([25]) .
الرابع : أن الشهادة إنما تكون لازالة الريب والشك عن المدعى ، ولا يتم ذلك ـ خصوصاً في هذا الامر العظيم ـ إلاّ إذا انتفى السهو والنسيان عن الشاهد ، إذ مع احتمال الخطأ لا يزول الشك ولا يثبت المدعى بهذه الشهادة . وواضح أنه لا يرتفع احتمال الخطأ إلاّ مع كون الشاهد معصوماً .
الخامس : إننا إذا جمعنا بين هذه الاية والاية في آخر سورة الرعد ، عرفنا أن هذا الشاهد المذكور هنا هو (من عنده علم الكتاب) المذكور هناك .
هذه خلاصة المعطيات التي نستفيدها من نفس الاية الشريفة بتأييد الايات الاخرى .
الشاهد كما ورد في الاحاديث :
وفي المقام روايات كثيرة من طرق الفريقين في بيان الشاهد ، وأنه امير المؤمنين(عليه السلام) . ولا نطيل البحث بنقلها فليرجع إلى المصادر([26]) .

 

الامة الوسط الشاهد على باطن الاعمال

قوله تعالى : (وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)([27]) .
الوسط : ما بين طرفي الشيء ، ويستعمل بمعنى العدل ; لان الوسط هو اعدل ما يكون من الشيء وابعده من الانحراف . وبعبارة اخرى : إن العدل متوسط بين التفريط والافراط ، وكيف كان فهو صفة للشيء بالقياس إلى الغير .
الشهادة
الشهادة والشهود : الحضور مع المشاهدة بالبصر أو البصيرة . يقال : شهد المجلس : حضره واطلع عليه . والمستفاد من موارد استعمال هذه المادة اشراب معنى التطلع والاشراف فيها في كثير من الموارد ، فيفيد معنى الرقابة والنظارة ، فيستعمل مع لفظة «على» الاستعلائية . ومنه ما تكرر في القرآن الكريم من اطلاق الشهيد على اللّه تعالى ، مثل قوله سبحانه: (واللّه على كل شيء شهيد)([28]) .

 

الامة الوسط

وغير خفي على الناظر في هذه الاية أن وصف الامة بالوسطية تكريم لهم وتعظيم لشأنهم ومنة من اللّه سبحانه عليهم ، وأن غاية هذا الجعل كونهم شهداء على الناس وكون الرسول عليهم شهيداً . فالشهادة المذكورة علة غائية للجعل المذكور ، متفرعة عليه نحو تفرع الغاية على ذيها .
هذا كله مما لا ريب فيه ، وإنما الكلام فيما هو المراد من كونهم وسطاً وفي ارتباط الشهادة به . فقد قيل إن المراد هو كون هذه الامة على النهج الاوسط المعتدل ، فلا افراط ولا تفريط .
ويقرب من هذا الرأي ما قيل من أن هذه الاية تؤدي ما بينته الاية الكريمة الاخرى : (كنتم خير أمة اخرجت للناس ..)([29]) فهذه الامة المسلمة هي اسمى امة وأكملها ، وهي واسطة العقد بين الامم .
وقيل إن المراد هو جعل هذه الامة حجة ومناراً للخلق ، فهي تبلّغ احكام الاسلام ، وتعلّم الناس سبيل الكمال ، كما أن الرسول(صلى الله عليه وآله) حجة عليها ، إذ تأخذ معالم الدين منه(صلى الله عليه وآله) ويأخذ الناس منها هذه المعالم السامية ، فتكون وسطاً بينهم وبينه(صلى الله عليه وآله) ، كما أنه وسط بين الامة وبين اللّه تعالى .
وقيل إن هؤلاء المخاطبين جعلوا في الوسط تكويناً ، ليقوموا بمهمة الاشراف على الناس ومراقبة اعمالهم واقوالهم ، بل الاشراف على نياتهم ، وبذلك يتحملون الشهادة ليؤدّوها يوم القيامة .
الخواص المتصفون بالوسطية
ومهما كان مبلغ ما قيل أو يقال من الصحة ، فإنه من غير المشكوك أن وصف «الوسطية» السامي إنما هو للخواص من الامة ، دون من ينتحل الاسلام وهو لا يفهم منه إلاّ نزراً ، بل قد يكون أشقى الاخرين كما جاء في بعض الروايات .
فإذا وصفت الامة بأنها «الامة الوسط» ، فإن ذلك على اساس وجود من يتصف بهذا الوصف العالي فيها ، وذلك على حد قوله سبحانه وتعالى موجهاً الخطاب إلى بني اسرائيل : (وجعلكم ملوكاً)([30]) ، وقوله تعالى (وإني فضلتكم على العالمين)([31]) رغم أن الملك كان واحداً في كل عصر ، وأن الافضلية على العالمين كانت لخصوص فئة متفردة منهم . ومثله قوله تعالى : (محمد رسول اللّه والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)([32])رغم أن فيهم المنافقين والفاسقين .

 

مقام الشهادة في القيامة

والاية الكريمة بعد التأمل فيها وفي ما يناسبها من الايات تؤكد حقيقة قرآنية يتكرر التعبير عنها في الكتاب المجيد ، وهي موقف الشهادة يوم القيامة ، وتنوع الشهود فيه على اعمال العباد . فهناك الاعضاء والجوارح ، والملائكة المكرمون ، والاولياء المقربون من النوع الانساني كالانبياء والصالحين ، فيقول تعالى : (واشرقت الارض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق)([33]) ، ويقول سبحانه : (ويوم نبعث في كل أمة شهيداً عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيداً على هؤلاء)([34]) ، ويقول عزوجل: (إن اللّه لا يظلم مثقال ذرة وإن تكُ حسنة يضاعفها ويؤتِ من لدنه أجراً عظيماً * فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً)([35]) .
فكل هذه الايات تتحدث عن ذلك الموقف بصراحة ، ولا سيما الايتان المذكورتان من سورة النساء ، إذ نفت الظلم أولا عن اللّه سبحانه في مجال الجزاء ، ثم فرّعت عليه المجيء من كل امة بشهيد ، وإحضار الرسول(صلى الله عليه وآله)شهيداً على الشهداء ، مما يكاد يكون صريحاً في الحديث عن ذلك الموقف العظيم .
واصرح من ذلك قوله تعالى : (ومن أظلم ممن افترى على اللّه كذباً أولئك يعرضون على ربهم ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم)([36]) .

 

الشهادة موقوفة على الحضور والاشراف

فإذا تم هذا قلنا : إن من الطبيعي ألاّ تتحقق الشهادة إلاّ بالحضور والاشراف على المشهود عليه ، ثم أداء الواقع بدقة . كما أن الشهادة ليست على مجرد شكل العمل وصورته الظاهرة المتقضية ، وإنما تكون أيضاً على ما هو السر في كون العمل طاعة أو عصياناً ، أي النية والسريرة ونوعها . فلابد اذن من أن يكون مثل هذا الشاهد واقفاً على الضمائر ، ومطلعاً على السرائر في النشأة الاولى ; لكي تتحقق مقومات الشهادة يوم القيامة في النشأة الاخرى .
وهذا المعنى يظهر من قوله سبحانه حكاية عن عيسى بن مريم(عليه السلام) ، وجوابه للّه سبحانه في ذلك الموقف العظيم يوم الحساب : (وكنت شهيداً عليهم مادمت فيهم فلما توفّيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد)([37]) . ذلك أن اقتران شهادة المسيح على امته ورقابته عليهم بشهادة اللّه ورقابته عليهم ، تبيّن مدى التشابه بينهما ، رغم أن شهادة المسيح شعاع من تلك الشهادة . وهذا لا يتم إلاّ بالاشراف والاطلاع على القلوب .
الشهادة هي على باطن الاعمال
وبهذا تبين أن المراد من الشهادة في الاية المبحوث عنها هي الشهادة على الاعمال ، وأن هؤلاء الخواص من الامة جعلوا وسطاً ومنحوا هذه الكرامة لارتباط هذه الشهادة بهذا الوصف ، سواء كان المراد بالوسطية كونهم وسطاء بين الرسول والناس ، أو كونهم عدولاً غير مائلين إلى الافراط والتفريط ، فهم مثُل عليا للناس ، أو غير ذلك .
ويقرب من هذه الاية في الدلالة قوله تعالى : (هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس)([38]) .
فخلاصة الكلام أن في الامة المسلمة طائفة معينة فازت بمقام الشهادة على الاعمال ، وأن هذه الطائفة هي من ذرية ابراهيم(عليه السلام) ، على ما يقتضيه انطباق آية الاجتباء الاخيرة على آية الشهادة .
وقد وردت روايات من الفريقين تؤيد بل تدل على ما استفدناه من نفس الايات من كون الشهادة هي الشهادة على الاعمال .
فعن طريق القوم ، ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري قال : « قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) : يدعى نوح(عليه السلام) يوم القيامة فيقول : لبيك وسعديك يا رب ، فيقول : هل بلّغت ؟ فيقول : نعم ، فيقال لامته : هل بلّغكم ؟ فيقولون : ما أتانا من نذير ، فيقول : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد(صلى الله عليه وآله) وأمته ، فيشهدون أنه قد بلّغ (ويكون الرسول عليكم شهيداً) فذلك قوله : (وكذلك جعلناكم امة وسطاً) ، والوسط : العدل »([39]) .
وفي الكشاف روى أن الامم يوم القيامة يجحدون تبليغ الانبياء ، فيطالب اللّه الانبياء بالبينة . ويقرب منه ما في الدر المنثور وروح المعاني ومجمع البيان .
وعن طريقنا روى الكليني عن بريد العجلي قال : « سألت ابا عبد اللّه(عليه السلام)عن قول اللّه عزوجل : (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) قال : نحن الامة الوسطى ، ونحن شهداء اللّه على خلقه وحججه في ارضه .
قلت : قول اللّه عزوجل (ملّة أبيكم ابراهيم) قال : إيانا عنى خاصة (هو سمّاكم المسلمين من قبل) في الكتب التي مضت (وفي هذا) القرآن (ليكون الرسول عليكم شهيداً) ، فرسول اللّه(صلى الله عليه وآله) الشهيد علينا بما بلّغنا عن اللّه عزوجل ، ونحن الشهداء على الناس ، فمن صدق صدقناه يوم القيامة ، ومن كذب كذبناه يوم القيامة »([40]) .
مقتضيات هذا المقام الرفيع
وإذا استعرضنا جلال هذا المقام الرفيع وما أثبتته آيات الشهادة لهؤلاء الشهداء الكرام من العلم الحضوري ، أمكننا أن نتوصل إلى بعض مقتضيات هذا المقام ، وها نحن نذكر بعضها :
الاول : علمهم(عليهم السلام) بالغيب بسبل تختلف عن سبل غيرهم من الناس ، وهو ظاهر .
الثاني : أنهم واسطة الفيض الالهي المعبر عنه بـ (الولاية التكوينية) فإن العلم الحضوري هو حضور المعلوم بوجوده الخارجي عند العالم ، وهذا ـ كما برهن في محله ـ لا ينطبق في المقام إلاّ على علم العلّة بمعنى (ما به) على المعلول .
ويدل على ذلك روايات ، منها ما رواه في الكافي عن مولانا الصادق(عليه السلام)قال : « إن اللّه خلقنا فأحسن خلقنا وصوّرنا فأحسن صورنا ، وجعلنا عينه في عباده ، ولسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ، ووجهه الذي يؤتى منه ، وبابه الذي يدل عليه ، وخزّانه في سمائه وأرضه ، بنا أثمرت الاشجار ، واينعت الثمار ، وجرت الانهار ، وبنا ينزل غيث السماء وينبت عشب الارض ، وبعبادتنا عُبِدَ اللّه ، ولولا نحن ما عُبد اللّه »([41]) .
الثالث : العصمة من الضلال ، فإن اطلاق الوسط وعدم تقييده في قوله سبحانه يدل على أنهم في قلب الوسط الحقيقي ، ولذا فهم معصومون عن الانحراف والافراط والتفريط .
الرابع : وجود الشهداء إلى يوم القيامة ، أي أن هؤلاء الشهداء موجودون في الناس ، ولو على سبيل البدل والتدريج ما دام الاسلام إلى يوم القيامة .
روى الكليني(قدس سره) عن سماعة قال : « قال أبو عبد اللّه(عليه السلام) في قول اللّه عزوجل : (فكيف إذا جئنا من كل أمّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً)([42]) ، قال: نزلت في امة محمد(صلى الله عليه وآله) خاصة ، في كل قرن منهم امام منا شاهد عليهم ، ومحمد(صلى الله عليه وآله)شاهد علينا »([43]) .
المؤمنون الذين يرون اعمال العباد
قوله تعالى : (وقُل اعملوا فسيرى اللّه عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)([44]) .
لا كلام في رؤية اللّه اعمال العباد بحقائقها ، بظواهرها وكوامنها ، وبمبادئها ومطالبها ; فإن كل ما يوجد ويعمل لا يتحقق إلاّ بمحضر منه تعالى العالم بكل شؤونه ، ولا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء .
وكما أن اللّه تعالى يرى حقائق اعمال العباد ، كذلك الرسول وهؤلاء المؤمنون يرونها بالاشراف والتطلع عليها ، كما عرفت في آية الشهادة .
فالاية تدل على أن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) والائمة المعصومين(عليهم السلام) ـ وهم أجلى مصاديق المؤمنين ـ يرون كل ما يعمله العباد رؤية لا تتم إلاّ بالاشراف الوجودي على الاعمال ومنابعها النفسية .
وليعلم أن انتساب الرؤية إلى اللّه تعالى ـ كانتساب أي فعل آخر إليه ـ يخلو من عنصر الزمان ، فالعمل مثل كل شيء آخر يكون بمنظره ومرآه ، وقبله وحينه وبعده ، وفي اي مرتبة من مراتبه حاضر لديه تعالى .
وقد يقال : إن وجود حرف الاستقبال في الاية يجعلها ناظرة إلى مرتبة بقاء العمل بعد وقوعه ، في قبال من يتوهم زواله بعد أن لم يكن هناك زمان في الانتساب ، فتفارق آية الشهادة في أنها ناظرة إلى مرحلة ما قبل وقوع العمل إلى حين وقوعه .
وإن شئت فعبر عن ذلك بأن آية الشهادة تنظر إلى مختلف مراحل العمل ، إذ ينطلق من مبادئه النفسية ماراً بمراحل التحقق ، ومن ثم باقياً إلى حين أداء الشهادة في يوم القيامة . وأما آية الرؤية فهي تنظر إلى مرحلة بقاء العمل بعد تحققه فقط .
والملاحظ أن انطباق روايات عرض الاعمال على هذا الوجه اوضح منه على غيره .
روي عن عبد اللّه بن أبان الزيات ـ وكان مكيناً عند الرضا(عليه السلام) ـ قال : « قلت للرضا(عليه السلام) : ادع اللّه لي ولاهل بيتي . فقال : أولست أفعل ؟ واللّه إن اعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة . قال : فاستعظمت ذلك ، فقال لي : أما تقرأ كتاب اللّه عزوجل : (وقل اعملوا فسيرى اللّه عملكم ورسوله والمؤمنون) قال : هو واللّه علي ابن ابي طالب(عليه السلام) »([45])
آيات آخر
ما ذكرناه إنما هو بعض الايات المربوطة بالمقام ، وفي الكتاب الكريم آيات كثيرة تعرفنا بالائمة الذين جعلهم اللّه الحجة على الناس إلى يوم القيامة . مثل آية الامامة (البقرة : 25) وآية الولاية (المائدة : 55 و 56) وآية التبليغ (المائدة : 65 و 68) وآية الاكمال (المائدة : 3) وآية المباهلة (آل عمران : 61) وآية التطهير (الاحزاب : 3) وآية المودة (الشورى : 23 و 24) وآية الاجتباء (الحج : 77 و 78) وغيرها ، ولضيق المجال لا نستطيع التعرض لها وشرحها فليرجع إلى الكتب المؤلفة من العلماء والمحققين ، وقد افردوا لتفصيل الايات كتباً جامعة . وفّقهم اللّه تعالى لمرضاته .
________________________________________
([1]) النحل : 89 .
([2]) النمل : 6 .
([3]) تفسير الرازي 10:144 طـ . دار إحياء التراث العربي.
([4]) الشعراء : 151 .
([5]) الانعام : 116 .
([6]) الاحزاب : 1 و 48 .
([7]) الحجرات : 7 .
([8]) غاية المرام : 263 .
([9]) م . ن: 265 ـ 267 .
([10]) الرعد : 43 .
([11]) النمل : 40 .
([12]) الجمعة : 4. الحديد : 21.
([13]) الاحقاف : 10 .
([14]) الشعراء : 197 .
([15]) راجع: البقرة:29 ـ 30.
([16]) صحيح الترمذي 13:200 طـ. الصاوي بمصر.
([17]) مناقب ابن المغازلي: 314.
([18]) تفسير الميزان 11: 428.
([19]) اصول الكافي 1:229.
([20]) أصول الكافي 1:257.
([21]) هود : 17 .
([22]) محمد : 14 .
([23]) الانعام : 57 و 157 .
([24]) نهج البلاغة: الخطبة 34.
([25]) شرح نهج البلاغة لابن ميثم 4: 318.
([26]) غاية المرام: 359 ـ 362 و 340.
([27]) البقرة : 143 .
([28]) البروج : 9 .
([29]) آل عمران : 110 .
([30]) المائدة : 20 .
([31]) البقرة : 47 .
([32]) الفتح : 29 .
([33]) الزمر : 69 .
([34]) النحل : 89 .
([35]) النساء : 40 ـ 41 .
([36]) هود : 18 .
([37]) المائدة : 117 .
([38]) الحج : 78 .
([39]) صحيح البخاري 6: 339.
([40]) الكافي 1 : 190 .
([41]) الكافي 1 : 144 .
([42]) النساء : 41 .
([43]) الكافي 1 : 144 .
([44]) التوبة : 105 .
([45]) الكافي 1 : 219 .