شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

افتتح البخاري صحيحه بالطعن في النبي صلى الله عليه وآله واتهمه بأنه كان يشك في نبوته

1 المشاركات 05.0 / 5

افتتح البخاري صحيحه بخرافتهم عن بدء الوحي وكررها في كتابه مرات ! فروى عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله لم يبعث نبياً في جوٍّ واضح، ولا رأى جبرئل بالأفق المبين كما قال تعالى:( وَاللَّيْلِ إذا عَسْعَسَ. وَالصُّبْحِ إذا تَنَفَّسَ. إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. ذِي قُوَةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ. مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ. وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ. وَلَقَدْ رَآهُ بِالآفُقِ الْمُبِينِ. وَمَا هُوَعَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ. وَمَا هُو َبِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ. فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ. إِنْ هُوَإِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ. لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ. وَمَا تَشَاءُونَ إلا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ). (سورة التكوير:17 ـ 29)
يقول البخاري كلا ! فقد كان الأفق غائماً وكانت النبوة مشكوكة ! ويزعم الذي جاء للنبي صلى الله عليه وآله أشبه بكابوس منه بمَلَك، وكان تعامله معه وحشياً! فقد أمره أن يقرأ، ولم يقبل عذره بأنه لايعرف القراءة، فغطه غطاً عنيفاً ثلاث مرات !
هل تعرفون أن قولنا: (أمسكه وخبزه بالأرض ثم عجنه ) أخف من قوله (غطه)
لأن معناها أنه خنقه وحبس نفسه الى قرب الموت، ولم يكتف بذلك مرة واحدة، بل كرره ثلاث مرات !!
قال ابن الأثير في النهاية: 3/373: (الغط: العصر الشديد والكبس ).
وقال النووي في شرح مسلم:3/199: ( يقال غطه وغته وضغطه وعصره وخنقه غمزه، كله بمعنى واحد ) !! انتهى.
والأهم من مصيبة الإرعاب والتعذيب، أن النبي صلى الله عليه وآله لم يعرف جبرئيل، ولا فهم كلامه، ولا عرف ما يريده منه !
فقد عاد الى منزله في مكة مرعوباً شاكياً الى زوجته خديجة عليها السلام فطمأنته، لكنها بقيت هي أيضاً في شك ! فأخذت زوجها الى ورقة بن نوفل، وهو قسيس عجوز من قبيلتها بني زهرة، وعرضت عليه مشكلته، فسأله ورقة وأجابه، فطمأنه بأن الذي جاءه هو حبرئيل، وأنه فعلاً قد بعث نبياً !!
لكن النبي صلى الله عليه وآله لم يطمئن، خاصة بعد أن انقطع عنه الوحي ! فقرر أن يلقي بنفسه من رأس جبل شاهق وينتحر ! وذهب مراراً الى رؤوس الجبال، لكنه كلما ذهب الى رأس جبل لينتحر، كان جبرئيل يأتيه ويمنعه من ذلك !!
قال بخاري في صحيحه:8/67: (باب التعبير وأول ما بدئ به رسول الله(ص)من الوحي.. عن عائشة أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لايرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، فكان يأتي حِرَاء فيتحنَّث فيه، وهو التعبد الليالي ذوات العدد، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها، حتى فجأه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فيه فقال: إقرأ، فقال له النبي(ص): ما أنا بقارئ، قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجَهد ! ثم أرسلني فقال:إقرأ ! فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ! ثم أرسلني فقال: إقرأ ! فقلت:ما أنا بقارئ فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ! ثم أرسلني فقال: إقرأ باسم ربك ! ثم أرسلني فقال: إقرأ باسم ربك الذي خلق، حتى بلغ ما لم يعلم. فرجع بها ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة فقال: زمِّلوني زمِّلوني، فزمَّلوه حتى ذهب عنه الروع ! فقال يا خديجة مالي؟! وأخبرها الخبر وقال: قد خشيت على نفسي ! فقالت له: كلا، أبشر فوالله لايخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكَل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وهو ابن عم خديجة أخو أبيها، وكان أمرءاً تنصَّر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبري فيكتب بالعربية من الإنجيل ماشاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي، فقالت له خديجة: أي ابن عم إسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: ابنَ أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي(ص)ما رأى فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعاً أكون حياً حين يخرجك قومك؟ فقال رسول الله: أو مُخرجيَّ هم ؟ فقال ورقة: نعم، لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً، ثم لم ينشب ورقه أن توفي !
وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي(ص) فيما بلغنا حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل فقال: يامحمد إنك رسول الله حقاً، فيسكن لذلك جأشه وتقرُّ نفسه فيرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ! فإذا أوفى بذروة جبل تبدَّى له جبريل فقال له مثل ذلك)!!
نعم، افتتح البخاري كتابه بهذه الخرافة:1/2 وكررها في:4/124، و6/88 !!

 

الأسئلة

1 ـ كيف تفسرون قوله تعالى: وَلَقَدْ رَآهُ بِالآفُقِ الْمُبِينِ، وهل الأفق الذي زعم البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله رأى فيه جبرئيل عليه السلام أفقٌ مبين، وقد احتاج الى نصراني ضعيف الشخصية مثل ورقة ابن نوفل، ليبينه له ويهدئ خوفه ورعبه ؟!
2 ـ كيف تقبلون هذه الخرافة وهي تناقض نص القرآن على أن نبينا صلى الله عليه وآله كان على بصيرة ويقين من أمره، كقوله تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أدعو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أنا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أنا مِنَ الْمُشْرِكِينَ). (يوسف:1 8) وقوله تعالى: (إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ). (النمل:1 ) 3 ـ كيف تقبلون خرافة البخاري وهي تناقض الآيات التي تنص على بشارة الأنبياء عليهم السلام بنبينا صلى الله عليه وآله، وأن الناس كانوا يتنتظرون النبي الموعود من ذرية إسماعيل عليه السلام، وكان عدد منهم يعرفونه ! فكيف لم يكن هو يعرف نفسه حتى بعد نزول جبرئيل عليه عليهما السلام ؟!
قال الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يدي مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِى مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ). ( الصف: 6)
وقال تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ أَلَّذِينَ خَسِرُوا أنفسهم فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ). ( الأنعام:2 )
وقال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَئٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ). (الأعراف:156)
وقال تعالى: ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الآمّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالآنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أنزل مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ). (الأعراف:157)
وقال تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فضلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أثر السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الآنْجِيلِ كَزَرْعٍ أخرج شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عظيماً ). ( آخر سورة الفتح ).
4 ـ روى في الكافي:5/374: عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (لماأراد رسول الله صلى الله عليه وآله أن يتزوج خديجة بنت خويلد أقبل أبو طالب في أهل بيته، ومعه نفر من قريش حتى دخل على ورقة بن نوفل عم خديجة، فابتدأ أبو طالب بالكلام فقال:
الحمد لرب هذا البيت، الذي جعلنا من زرع إبراهيم، وذرية إسماعيل، وأنزلنا حرماً آمناً، وجعلنا الحكام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه، ثم إن ابن أخي هذا ـ يعني رسول الله صلى الله عليه وآله ـ ممن لايوزن برجل من قريش إلا رجَحَ به، ولا يُقاس به رجل إلا عظم عنه، ولا عِدْل له في الخلق.
وإن كان مقلاً في المال فإن المال رِفْدٌ جار وظلٌّ زائل. وله في خديجة رغبة ولها فيه رغبة، وقد جئناك لنخطبها إليك برضاها وأمرها، والمهر عليَّ في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله، وله ورب هذا البيت حظٌّ عظيم ودينٌ شائعٌ ورأيٌ كامل.
ثم سكت أبو طالب وتكلم عمها وتلجلج وقَصُر عن جواب أبي طالب، وأدركه القطع والبهر، وكان رجلاً من القسيسين، فقالت خديجة مبتدئة:
يا عماه إنك وإن كنت أولى بنفسي مني في الشهود، فلستَ أولى بي من نفسي قد زوجتك يا محمد نفسي، والمهر عليَّ في مالي، فأمر عمك فلينحر ناقة فليولم بها، وادخل على أهلك.
قال أبو طالب: أشهدوا عليها بقبولها محمداً وضمانها المهر في مالها، فقال بعض قريش: يا عجباه ! المهر على النساء للرجال ؟! فغضب أبو طالب غضباً شديداً وقام على قدميه، وكان ممن يهابه الرجال، ويُكره غضبه، فقال: إذا كانوا مثل ابن أخي هذا، طُلِبَتِ الرجال بأغلى الأثمان وأعظم المهر، وإذا كانوا أمثالكم لم يزوجو إلا بالمهر الغالي !
ونحر أبو طالب ناقة، ودخل رسول الله صلى الله عليه وآله بأهله). انتهى.
فهل ترون أن شخصية ورقة مهيأة لمثل هذا الدور الذي زعمته له رواية البخاري؟!
5 ـ نعتقد أن نبينا صلى الله عليه وآله كان نبياً منذ ولادته، وأنه كان على هدى ربه، يتعبد لله في حراء، وأنه في الأربعين بُعثَ رسولاً، وأن الله تعالى قرن به ملكاً منذ طفولته، فقد قال علي عليه السلام :(ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره.
ولقد كنت أتبعه اتِّبَاعَ الفصيل أثر أمه، يرفعُ لي في كل يوم من أخلاقه علماً، ويأمرني بالإقتداء به.
ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء، فأراه ولا يراه غيري. ولم يجمع بيتٌ واحدٌ يومئذ في الإسلام غير رسول الله صلى الله عليه وآله وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة ). (نهج البلاغة:2/157).
وتعتقدون أنتم بأنه صلى الله عليه وآله كان نبياً وآدم بين الماء والطين، أو بين الروح والجسد، فهو إذن يعرف الملائكة من صغره، ويعرف أنه نبي من الله تعالى.
ففي مجمع الزوائد:8/223: (عن العرباض بن سارية قال قال رسول الله(ص): إني عند الله لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك دعوة إبراهيم وبشرى عيسى، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات المؤمنين يرين، وفي رواية: وإن أم رسول الله(ص)رأت حين وضعته نوراً أضاءت منه قصور الشام، وفي رواية وبشارة عيسى قومه. رواه أحمد بأسانيد والبزار والطبراني بنحوه...وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح، غير سعيد بن سويد وقد وثقه ابن حبان. وعن ميسرة العجر قال: قلت يارسول الله متى كتبت نبياً؟ قال: وآدم بين الروح والجسد. رواه أحمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح ).
وقال الألباني في كتاب السنة لابن أبي عاصم ص179: ( عن ميسرة الغجر قال: قلت يا رسول الله متى كتبت نبياً ؟ قال: وآدم بين الروح والجسد. إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح. والحديث مخرج في الصحيحة ( 1856)، وذكرت له هناك شاهداً من حديث أبي هريرة ). انتهى.
وقد روته مصادر عديدة بلفظه أو نحوه مثل: أحمد:4/66 و:5/59، و379، والحاكم:2/6 9، وابن أبي شيبة :8/438، والطبراني في الأوسط :4/2727، والكبير:12/73، والضحاك في الآحاد والمثاني:5/347، والسيوطي في الدر المنثور:5/184، وغيرهم.
كما نص عديدون على صحته، مثل كشف الخفاء:2/129و132وتحفة الأحوذي:1 /56، ومغني المحتاج:3/124، وفتح القدير:4/267، والباقلاني في إعجاز القرآن ص58، وغيرهم.
وفي كشف الخفاء للعجلوني:2/129: (وقال التقي السبكي: (فإن قلت: النبوة وصف لا بد أن يكون الموصوف به موجوداً، وإنما تكون بعد أربعين سنة فكيف يوصف به قبل وجوده وقبل إرساله؟
قلت: جاء أن الله تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد، فقد تكون الإشارة بقوله كنت نبياً إلى روحه الشريفة أو حقيقته، والحقائق تقصر عقولنا عن معرفتها وإنما يعرفها خالقها ومن أمدًّه بنور إلهي.
ونقل العلقمي عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده مرفوعاً أنه قال: كنت نوراً بين يدي ربي عز وجل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام). انتهى.
فمع هذه الرواية الصحيحة كيف تقبلون رواية عائشة في البخاري التي تزعم أن النبي صلى الله عليه وآله تفاجأ برؤية الملك، وكان جاهلاً بنبوته حتى بعد البعثة؟!
6 ـ الوضع الطبيعي المنطقي عندما نزل جبرئيل عليه السلام من السماء على رسول الله صلى الله عليه وآله لأول مرة، أن يسلم على النبي صلى الله عليه وآله ويخبره أنه رسول ربه اليه، وأن الله بعثه رسولاً، وأنه سينزِّل عليه قرآناً، ثم يتلو عليه أول آياته، ويشرح له مهمته، ثم يودعه. كل ذلك في جو ملئ باليقين والإطمئنان والخشوع.
فكيف تقبلون هذا التعامل الإرهابي الذي نسبه البخاري الى جبرئيل عليه السلام، وهذا الجو من الرعب وعدم الثقة وعدم الوضوح، الذي سيطر على البعثة ؟
( فجاءه الملك فيه فقال: إقرأ، فقال له النبي(ص): ما أنا بقارئ، قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجَهد ! ثم أرسلني فقال: إقرأ ! فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ! ثم أرسلني فقال: إقرأ ! فقلت:ما أنا بقارئ فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ! ثم أرسلني فقال: إقرأ باسم ربك ! ثم أرسلني فقال: إقرأ باسم ربك الذي خلق، حتى بلغ ما لم يعلم. فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال: زمِّلوني زمِّلوني، فزمَّلوه حتى ذهب عنه الروع !)!
فهل هذه رواية لبعثة سيد المرسلين من رب العالمين، أم رواية حادثة غريبة كروايات كهَّان العرب المصابين بالعُصاب عند تعامل جِنِّيِّهم معهم؟!
7 ـ ما رأيكم بما نسبه البخاري الى النبي صلى الله عليه وآله من قوله: ( فقال يا خديجة مالي؟! وأخبرها الخبر وقال: قد خشيت على نفسي) ! فهل تقبلون أنه لم يكن يعرف ما جرى له، وكان يخاف على نفسه الجنون ؟! وأن خديجة أعقل منه وأعرف بالله تعالى وعدله: (فقالت له: كلا، أبشر فوالله لايخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق ).
ثم أخذته لتعرضه على قسيس عجوز أعمى، كما تجرُّ المرأة القوية زوجها البسيط الى عرَّاف، أو قارئ حظ ؟!
8 ـ هل سمعتم بنسخة الإنجيل العبرية التي كان يتعلم فيها العرب ويكتب منها ورقة بن نوفل ؟! أم هي تصورات عائشة الأمية ؟!
9 ـ ما رأيكم في ورقة بن نوفل، وما دام عرف صدق نبوة النبي صلى الله عليه وآله، فلماذا لم يُسلم ؟ مع أنه عاش حتى كثر المسلمون ؟!
قال في فتح الباري:8/554: (وتمسك ابن القيم الحنبلي بقوله في الرواية التي في بدء الوحي: ثم لم ينشب ورقة أن توفي، يرد ما وقع في السيرة النبوية لابن إسحاق أن ورقة كان يمر ببلال والمشركون يعذبونه وهو يقول أحد أحَد، فيقول: أحد والله يا بلال، لئن قتلوك لاتخذت قبرك حناناً، هذا والله أعلم وهمٌ لأن ورقة قال: وإن أدركني يومك حياً لأنصرنك نصراً مؤزراً، فلو كان حياً عند ابتداء الدعوة لكان أول من استجاب وقام بنصر النبي(ص)كقيام عمر وحمزة !
قلت: وهذا اعتراض ساقط، فإن ورقة إنما أراد بقوله: فإن يدركني يومك حياً أنصرك، اليوم الذي يخرجونك فيه، لأنه قال ذلك عنه عند قوله: أوَ مُخرجيَّ هم؟ وتعذيب بلال كان بعد انتشار الدعوة ). انتهى. (راجعوا في ترجمة ورقة: مسند أحمد:1/312، و:6/65 و223و233، وصحيح البخاري:4/124و:6/88، ومستدرك الحاكم:3/213، ومجمع الزوائد:9/416، و فتح الباري:8/554، والإصابة:6/474، وفيض القدير:6/52 ، وتفسير القرطبي:1/115و11/88، والتبيان:1/451، وابن كثير:1/32، والأم:2/153، وأمالي الطوسي:3 2 ومناقب آل أبي طالب:1/16و42، والفضائل لابن شاذان ص 38، وسعد السعود لابن طاووس ص 214، وبحار الأنوار:15/395, والصحيح من السيرة2/287، و أحاديث عائشة للعسكري:2/25 )
1 ـ هل تعرفون كيف استغل أعداء الإسلام خرافة البخاري عن البعثة، حتى قالوا إن نبيكم صلى الله عليه وآله كان يشك في نبوته حتى أخبره القسيس، وزعموا أن ورقة بن نوفل أستاذه ومعلمه، وأنه هو الذي بعثه وليس الله تعالى !!
وسبب كل ذلك أكاذيب البخاري ؟!

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية