زعموا أن النبي صلى الله عليه وآله نام عن الصلاة حتى طلعت الشمس فأيقظه عمر

قال البخاري في صحيحه:1/88 و:2/168: (عن عمران قال: كنا في سفر مع النبي (ص) وإنا أسْرَيْنا حتى إذا كنا في آخر الليل وقعنا وقعة ولا وقعة أحلى عند المسافر منها، فما أيقظنا إلا حَرُّ الشمس، وكان أول من استيقظ فلان ثم فلان ثم فلان، يسميهم أبو رجاء، فنسي عوف، ثم عمر بن الخطاب الرابع، وكان النبي(ص)إذا نام لم يوقظ حتى يكون هو يستيقظ، لأنا لا ندري ما يحدث له في نومه. فلما استيقظ عمر ورأى ما أصاب الناس وكان رجلاً جليداً، فكبر ورفع صوته بالتكبير، فما زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ بصوته النبي(ص)، فلما استيقظ شكوا إليه الذي أصابهم، قال: لا ضير أو لا يضير، إرتحلوا، فارتحل فسار غير بعيد، ثم نزل فدعا بالوضوء فتوضأ، ونودي بالصلاة فصلى بالناس ).
ورواه مسلم:2/14 ، وفيه: (فجعل يكبر ويرفع صوته حتى استيقظ رسول الله (ص) فلما رفع رأسه ورأى الشمس قد بزغت قال: إارتحلوا، فسار بنا حتى إذا ابيضت الشمس نزل فصلى بنا الغداة ) !

 

الأسئلة

1 ـ ما الذي يريدون إثباته بهذا الحديث، فضيلة لعمر أو منقصة للنبي صلى الله عليه وآله ؟
2 ـ ورد عندنا أن الله تعالى أنام نبيه عن صلاة الصبح فصلاها قضاء، حتى لايقال من ضيعها هلك، لكن هل تتعقلون أن ذلك كان في غزوة خيبر أو الحديبية أو مؤتة أو تبوك، وأن النبي صلى الله عليه وآله وكل جيش المسلمين ناموا عن صلاة الصبح حتى تؤذيهم الشمس بحرها، ولم يستيقظ احد منهم عند الفجر، ولا قبل طلوع الشمس؟!
3 ـ هل تستطيعون أن تسموا الغزوة التي وقعت فيها هذه الحادثة ؟ هل هي خيبر أو الحديبية أو مؤتة ؟ والأشخاص الذين كانوا فيها واستيقظوا قبل عمر فكان رابعهم؟! فقد عجز علماؤكم عن معرفة ذلك، كما عجزوا عن معرفة القوم الذين قال عنهم عمر إنهم كتبوا كتاباً فيه سنة نبيهم فتركوا كتاب ربهم !
ولماذا لم يسمِّ الراوي أولئك القوم، ولا سمى تلك الغزوة ! ألا يوجب ذلك الشك في صحة الحديث ؟!
لاحظوا تخبط ابن حجر وغيره وكيف غرقوا في الإحتمالات في تعيين الغزوة التي وقعت فيها الحادثة، والأشخاص الذين كانوا فيها، ولم يصلوا الى غير الشك والإحتمال !
قال في فتح الباري:1/379:( اختُلف في تعيين هذا السفر، ففي مسلم من حديث أبي هريرة أنه وقع عند رجوعهم من خيبر قريب من هذه القصة. وفي أبي داود من حديث ابن مسعود أقبل النبي(ص)من الحديبية ليلاً فنزل فقال من يكلؤنا فقال بلال أنا.. الحديث. وفي الموطأ، عن زيد بن أسلم مرسلاً: عرَّس رسول الله(ص)ليلة بطريق مكة ووكَّلَ بلالاً. وفي مصنف عبد الرزاق عن عطاء بن يسار مرسلاً أن ذلك كان بطريق تبوك، وللبيهقي في الدلائل نحوه من حديث عقبة بن عامر. وروى مسلم من حديث أبي قتادة مطولاً، والبخاري مختصراً في الصلاة قصة نومهم عن صلاة الصبح أيضاً في السفر لكن لم يعينه، ووقع في رواية لأبي داود أن ذلك كان في غزوة جيش الأمراء، وتعقبه ابن عبد البر بأن غزوة جيش الأمراء هي غزوة مؤتة ولم يشهدها النبي(ص)وهو كما قال. لكن يحتمل أن يكون المراد بغزوة جيش الأمراء غزوة أخرى غير غزوة مؤتة.
وقد اختلف العلماء هل كان ذلك مرة أو أكثر، أعني نومهم عن صلاة الصبح فجزم الأصيلي بأن القصة واحدة، وتعقبه القاضي عياض بأن قصة أبي قتادة مغايرة لقصة عمران بن حصين وهو كما قال، فإن قصة أبي قتادة فيها أن أبا بكر وعمر لم يكونا مع النبي(ص)لما نام، وقصة عمران فيها أنهما كانا معه كما سنبينه ! وأيضاً فقصة عمر أن فيها أن أول من استيقظ أبو بكر، ولم يستيقظ النبي (ص)حتى أيقظه عمر بالتكبير، وقصة أبي قتادة فيها إن أول من استيقظ النبي (ص) وفي القصتين غير ذلك من وجوه المغايرات !!
ومع ذلك فالجمع بينهما ممكن ! لا سيما ما وقع عند مسلم وغيره أن عبدالله بن رباح راوي الحديث عن أبي قتادة، ذكر أن عمران بن حصين سمعه وهو يحدث بالحديث بطوله فقال له: أنظر كيف تحدث، فإني كنت شاهداً القصة ! قال: فما أنكر عليه من الحديث شيئاً، فهذا يدل على اتحادها. لكن لمدعي التعدد أن يقول: يحتمل أن يكون عمران حضر القصتين فحدث بإحداهما وصدق عبد الله بن رباح لما حدث عن أبي قتادة بالأخرى. والله أعلم). انتهى.
فما رأيكم في هذه الدوامة التضارب والتعارض والتناقض ؟!
فإن غزوات النبي صلى الله عليه وآله كانت بحضور العشرات والمئات والألوف من اصحابه، وأخبارها مدونة، وحدث من هذا النوع لابد أن ينقله الكثيرون منهم !!
4 ـ من الذي استيقظ أولاً، هل هو النبي صلى الله عليه وآله أو عمر أو أبو بكر ؟!
فقد رأيتم قول ابن حجر: (وأيضاً فقصة عمر أن فيها أن أول من استيقظ أبو بكر، ولم يستيقظ النبي(ص) حتى أيقظه عمر بالتكبير، وقصة أبي قتادة فيها إن أول من استيقظ النبي(ص) وفي القصتين غير ذلك من وجوه المغايرات) ! انتهى.
أليس هذا التهافت من علامات الوضع أو التحريف ؟!