قول عمرعندهم سنةٌ مطاعة، يردون به سنة النبي صلى الله عليه وآله

أن السنة عندهم كانت بمعنى سنة أبي بكر وعمر قبل سنة النبي صلى الله عليه وآله ! وأن طالب العلم المتقي الذي كان يتوجس من ذلك خوفاً من الله تعالى، يحرمونه من وظائف الدولة ! قال صالح بن كيسان كما في طبقات ابن سعد:2/388: (وأخبرت عن عبدالرزاق قال: أخبرنا معمر أخبرني صالح بن كيسان قال: اجتمعت أنا والزهري ونحن نطلب العلم فقلنا نكتب السنن، قال وكتبنا ما جاء عن النبي(ص)قال: ثم قال: نكتب ما جاء عن الصحابة فإنه سنة ! قال قلت إنه ليس بسنة فلا نكتبه، قال فكتب ولم أكتب فأنجح وضيعت...)!!
فقد تَحَسُّر ابن كيسان لأن زميله الزهري قد ( أنجَحَ ) بكتابة سنة الخلفاء، وفاز برضا الدولة وألوف الوليد بن عبد الملك بن مروان ثمناً لدفاتره !أما هو فلم (يُنجح) لأنه اقتصر على سنة النبي صلى الله عليه وآله !
وكانت سنة عمر تسمى: (السنَّة الماضية)أي المطبقة عملياً، بينما سنة النبي صلى الله عليه وآله ليست هي الماضية، فقد يطبقها الولاة وقد يتركونها !
أطاعوا عمر وخالفوا النبي صلى الله عليه وآله حتى صاح ابن عباس وابن عمر: طفح الكيل!
قال ابن حزم في الإحكام:4/581: (أو ليس ابن عباس يقول: أما تخافون أن يخسف الله بكم الأرض ! أقول لكم قال رسول الله (ص) وتقولون: قال أبو بكر وعمر !! وكان إسحاق بن راهويه يقول فيما روى عنه محمد بن نصر المروزي في الإمام أنه سمعه يقول: من صح عنده حديث عن النبي(ص) ثم خالفه ـ يعني باعتقاده ـ فهو كافر ). انتهى. (ونحوه أيضاً في:5/65 )
وفي النصائح الكافية لمن يتولى معاوية ص213: (وقال بعض العلماء: لو اجتمع مجتهدوا الأرض كلهم على قول وكان قول النبي يقتضي خلافه، فالحق قول النبي عليه السلام، وإجماع المجتهدين في مقابله كضرطة بعير في فلاة.
وقال السيد الآلوسي في جلاء العينين نقلاً عن ابن تيمية قال: قد كان بعض الناس يناظر ابن عباس في المتعة فقال له: قال أبو بكر قال عمر، فقال ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ! أقول قال رسول الله(ص)وتقولون قال أبو بكر، قال عمر )!! انتهى. (راجع مجموع فتاوى ابن تيمية2 / 215 )
وفي الترمذي:2/159، عن سالم بن عبد الله: ( أنه سمع رجلاً من أهل الشام وهو يسأل عبد الله بن عمر عن التمتع بالعمرة إلى الحج، فقال عبد الله بن عمر: هي حلال، فقال الشامي: إن أباك قد نهى عنها ! فقال عبدالله بن عمر: أرأيت إن كان أبي نهى عنها وصنعها رسول الله(ص): أمرُ أبي يُتَّبَع أم أمرُ رسول الله(ص)؟! فقال الرجل: بل أمر رسول الله(ص). فقال: لقد صنعها رسول الله. هذا حديث حسن صحيح). انتهى.
ورواه أبويعلى في مسنده :9/341، وفيه:(ما ترى في التمتع بالعمرة إلى الحج؟ فقال عبد الله: حسن جميل لمن صنع ذلك. فقال له الرجل: فإن أباك قد كان ينهى عنها ! فغضب عبدالله ثم قال: ويلك أرأيت أن كان أبي نهى عنها، وكان رسول الله(ص)عمل بها، بأمر رسول الله (ص)تأخذ أم بأمر أبي؟! قال: لا بل بأمر رسول الله. قال: فإن رسول الله قد فعل ذلك، فقم لشأنك) ! ورواه ابن سلمة في شرح معاني الآثار:2/142. وحاول النووي في المجموع:7/155، أن يضعفه، لكن الألباني صححه في صحيح سنن الترمذي:1/ 247 برقم 658, وعاد وضعف مثله في ضعيف سنن الترمذي ص96 !!
وفي مسند أحمد:2/95: (سأل رجل ابن عمر عن المتعة وأنا عنده، متعة النساء، فقال: والله ما كنا على عهد رسول الله زانين ولا مسافحين ! ثم قال: والله لقد سمعت رسول الله(ص)يقول: ليكونن قبل يوم القيامة المسيح الدجال وكذابون ثلاثون أو أكثر ). ورواه في :2/1 4، وفيه: ( فغضب وقال والله..).ورواه أبو يعلى في:1 /69، و:1 /7 ، والقرطبي في تفسيره:2/388، وقال: ( أخرجه الدارقطني، وأخرجه أبو عيسى الترمذي). انتهى.
وقال ابن كثير في النهاية:5/159:(وقد كان الصحابة يهابونه كثيراً، فلا يتجاسرون على مخالفته غالباً، وكان ابنه عبد الله يخالفه فيقال له: إن أباك كان ينهى عنها، فيقول: لقد خشيت أن يقع عليكم حجارة من السماء ! قد فعلها رسول الله(ص) أفسنة رسول الله تتبع، أم سنة عمر بن الخطاب ! وكذلك كان عثمان بن عفان ينهى عنها، وخالفه علي بن أبي طالب كما تقدم وقال: لا أدع سنة رسول الله (ص)لقول أحد من الناس ) ! انتهى.
وقال الشافعي في كتاب الأم:1/163: (قال الشافعي)أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر أنه سجد في سورة الحج سجدتين. فقلت للشافعي: فإنا لا نسجد فيها إلا سجدة واحدة، فقال الشافعي فقد خالفتم ما رويتم عن عمر بن الخطاب وعبدالله بن عمر معاً، إلى غير قول أحد من أصحاب النبي(ص) عامة ! فكيف تتخذون قول ابن عمر وحده حجة، وقول عمر حجة وحده، حتى تردوا بكل واحد منهما السنة ! وتبتنون عليها عدداً من الفقه ؟! ثم تخرجون من قولهما لرأي أنفسكم ؟ هل تعلمونه مستدركاً على أحد؟!
قولٌ العورةُ فيه أبين منها فيما وصفنا من أقاويلكم ) !!
الأسئلة
1 ـ ما قولكم في سبب هذا التحيز من الدولة القرشية لقول عمر على حساب سنة النبي صلى الله عليه وآله حتى انتقده ابن عباس وابن عمر والشافعي ؟!
2 ـ هل تعملون بسنة النبي صلى الله عليه وآله في متعة الحج ومتعة النساء، أم تتركونه الى قول عمر ونهيه عنهما ؟!
3 ـ ما قولكم في تناقضات الألباني في تصحيحه وتضعيفه، وقد سماه ابن باز: أمير المؤمنين الحديث ! وهل قرأتم كتاب السقاف: تناقضات الألباني البيِّنات؟!
4 ـ ما رأيكم في كتاب: (النصائح الكافية لمن يتولى معاوية) للحافظ الشافعي محمد بن عقيل الحضرمي ؟!