أمر النبي(ص) أصحابه أن يسألوه عن آبائهم فلماذا لم يسأله عمر !

بعد فتح مكة أخذ القرشيون يعملون لأخذ خلافة النبي(ص) ، وكثفوا وجودهم في المدينة فسكنها منهم عدة آلاف، وأخذوا يتكلمون على بني هاشم ويستثنون النبي(ص) فيقولون إنما مثله في بني هاشم كشجرة نبتت في مزبلة ! واشتكى بنو هاشم والأنصار مراراً الى النبي(ص) من كلام قريش وتصرفاتهم ! وكان النبي(ص) يعلن غضبه ويجيبهم !
وذات مرة طفح طعن قريش بأسرة النبي(ص) فغضب ودعا للصلاة جامعة فقالت الأنصار أغضب نبيكم فاحضروا بالسلاح ! وخطب خطبة مطولة فمدح أسرته وآباءه وتحدى الطاعنين فيهم أن يسألوه عن آبائهم فسأله ناس ففضح بعضهم! وكان جبرئيل معه: «ثم أكثر أن يقول سلوني فبرك عمر على ركبتيه فقال رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً فسكت»! (صحيح بخاري:1/32).
«خرج رسول الله (ص)وهو غضبان مُحْمَارٌّ وجهه حتى جلس على المنبر فقام إليه رجل فقال: أين آبائي؟ قال: في النار ! فقام آخر فقال: من أبي؟فقال: أبوك حذافة! فقام عمر فقال: رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياًوبالقرآن إماماً، إنا يارسول الله حديث عهد بجاهلية وشرك والله أعلم من آباؤنا » ! (الدر المنثور:2/335)
وقد اعترفوا بأن النبي(ص) أراد أن يفضح رجالاً من قريش ويبين أنهم أولاد حرام! وهذا ما لم يفعله نبي قبله(ص) لأن جريمتهم لم يفعلها أصحاب نبي قبلهم! وقد كتبنا هذا الموضوع باختصار في هذه الكتاب: (1/193) مسألة:59.
أسئلة:
س1: في الدر المنثور:4/3 9: «عن ابن عباس قال: سألت عمر بن الخطاب عن قول الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ؟قال: كان رجال من المهاجرين في أنسابهم شئ ! فقالوا يوماً: والله لوددنا أن الله أنزل قرآناً في نسبنا فأنزل الله ما قرأت ! ثم قال لي: إن صاحبكم هذا يعني علي بن أبي طالب إن ولي زهد، ولكني أخشى عجب نفسه أن يذهب به ! قلت: يا أمير المؤمنين إن صاحبنا من قد علمت، والله ما نقول إنه غير ولا عدل ولا أسخط رسول الله أيام صحبته ! فقال: يا ابن عباس من ظن أنه يرد بحوركم فيغوص فيها حتى يبلغ قعرها فقد ظن عجزاً » !
فلماذا قال عمر إن قعر بني هاشم عميق، فهل يقصد الخلافة، أم يقصد طعنهم في أنساب أكثر القرشيين ؟!
س2: من هم هؤلاء (المهاجرون) الذين في نسبهم (شئ) ولماذا لم يسألوا عن نسبهم ؟ ولماذا كانوا يتكلمون على أسرة النبي(ص) ؟