لعن من تخلف عن جيش أسامة

ان مسألة جيش أسامة من المسلّمات عند جميع المسلمين، وقد تناقلوه في أكثر كتبهم.
وأما ورود الحديث في لعن المتخلّف عن جيش أسامة، فهو في المصادر الشيعية كثير، وأما المصادر السنية :فماورد في كتاب (الملل والنحل) وكتاب (السقيفة) فيهما الكفاية في إثبات الحديث في لعن المتخلف عن جيش أسامة، وذلك :
لأن الشهرستاني في (الملل والنحل) أرسل الحديث إرسال المسلّمات، والشهرستاني مع نصبه وعداوته المعروفة لأهل البيت وشيعتهم، لمّا يرسل مثل هذا الحديث إرسال المسلّمات، يكون حجة وأيّ حجة.
ولأن الجوهري في كتابه (السقيفة) ـ كما نقله عنه ابن أبي الحديد في الشرح ( 6 / 52، الطبعة الثانية دار احياء التراث العربي) ـ أورده بسند متصل معتبر : عن احمد بن اسحاق بن صالح، عن أحمد بن سيّار، عن سعيد بن كثير الانصاري، عن رجاله، عن عبد الله بن عبد الرحمن.
ولأن طاعة الرسول(ص) واجبة، وعليه فالتخلف عن جيش أسامة تخلف عن طاعة رسول اللـه(ص)، والتخلف عن طاعة رسول الله(ص) يوجب أذى رسول الله(ص)، وأذية رسول الله(ص) توجب اللعنة بنصّ القرآن الكريم : ((إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذاباً مهينا))(الاحزاب : 57)، ومن المجمع والمسلّم عليه بين كل المسلمين هو أن أبا بكر وعمر تخلّفا عن جيش أسامة.