شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

محاولات عمر تحريف آية: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَاب ِ!

0 المشاركات 00.0 / 5

ورد في القرآن الكريم تعبيرات رسمية عن العلم بالكتاب الإلهي:

1 ـ تعبير: إيتاء الكتاب، بمعنى الإيتاء للأمة عامة، بمن فيها الذين انحرفوا عنه وضيعوه ولم يعرفوا منه إلا أماني. قال الله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (سورة آل عمران: 19)
كما استعمل بمعنى الإيتاء الخاص للأنبياء وأوصيائهم (عليهم السلام) قال تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ. أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لاأَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ). (سورة الأنعام:89 ـ 9 )
2 ـ توريث الكتاب، وقد ورد أيضاً بمعنى عام وخاص، واجتمعا في قوله تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (سورة فاطر: 32)
3 ـ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إلا أُولُو الْأَلْبَابِ). (سورة آل عمران:7)
4 ـ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ. قال تعالى: (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ. قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ. قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) (النمل:38 ـ 4 )
5 ـ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ، قال تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ). (سورة الرعد:43)
وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن الراسخين في العلم، والذين عندهم علم الكتاب، هم بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل بيته الطاهرون (عليهم السلام)، ويدل عليه حديث الثقلين المتفق عليه بين الجميع وهو قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني أوشك إن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروني بم تخلفوني فيهما. (رواه أحمد:3/17 بأسانيد صحيحة، وغيره، وغيره), فإنه لامعنى لإخبار الله تعالى لنبيه أنهما لن يفترقا إلى يوم القيامة، إلا أنه سيكون منهم إمام في كل عصر عنده علم الكتاب، فيكون أفضل من وزير سليمان ووصيه آصف بن برخيا (الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ).
إلى هنا لامشكلة ولاخلاف، لكن مارأيك بمن يكسر كلمة (مَنْ) في قوله تعالى: (وََمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) فيغيرها من اسم موصول إلى حرف جر، ويكسر كلمة: عِنْدَهُ، فيجعلها: عِنْدِهُ؟!
لابد أنك تقول إن هذا شيطنة وتحريف للقرآن!
وتقول: إن معنى الجملة يصير: قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وبالله الذي علم الكتاب عنده، وهو معنى ركيك لأنه يقطع الربط بين الفقرتين ويجعل (ومِنْ عنده) جملة جديدة بعيدة عن الموضوع، مع أن الآية آخر آية في سورة الرعد!
ولكن هاوي التحريف لايهمه ركاكة المعنى، فهدفه أن ينفي وجود أشخاص عندهم علم الكتاب، ويبعد الآية عن علي (عليه السلام)!!
وهذا ما عمله عمر في قراءته: (وَمِنْ عِنْدِهِ)، ونسبه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
قال السيوطي في الدر المنثور:4/69: (وأخرج تمام في فوائده وابن مردويه عن عمر أن النبي (ص) قرأ: ومن عندِه علم الكتاب، قال: من عندِ الله علم الكتاب).
وفي كنز العمال:2/593: (عن عمر أن النبي (ص) قرأ: وَمِنْ عِنْدِهِ عِلمُ الكتاب. الدارقطني في الإفراد، وتمام، وابن مردويه).
وفي:12/589: (عن ابن عمر قال: قال عمر، وذكر إسلامه، فذكر أنه حيث أتى الدار ليسلم سمع النبي (ص) يقرأ: ومِن عندِه علم الكتاب. ابن مردويه)!

 

علماء السنة رأوا قراءة عمر..واقفة!

رأى أتباع عمر أن قراءته ضعيفة لاوجه لها، فلم يطيعوه، ولذا ترى
الموجود في مصحف الجميع: (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)!
وخلاصة ما قاله الطبري في تفسيره:7/118، أن في الآية قراءتين: قراءة بالفتح فتكون مَن إسماً موصولاً. وقراءة بالكسر كان يقرؤها المتقدمون! ورواها عن مبغضي علي (عليه السلام) مثل مجاهد والحسن البصري وشعبة وقتادة وهارون والضحاك بن مزاحم! وتجنب روايتها عن عمر، مع أن عمر أسندها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!
قال الطبري: (وقد روي عن رسول الله (ص) خبر بتصحيح هذه القراءة وهذا التأويل، غير أن في إسناده نظراً، وذلك ما حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال: ثنا عباد بن العوام، عن هارون الأعور، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه عن النبي (ص) أنه قرأ: وَمِنْ عِنْدِهِ عِلم الكتاب، عند الله علم الكتاب، وهذا خبر ليس له أصل عند الثقات من أصحاب الزهري.
فإذا كان ذلك كذلك وكانت قراء الأمصار من أهل الحجاز والشام والعراق على القراءة الأخرى وهي: (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب) كان التأويل الذي على المعنى الذي عليه قراء الأمصار أولى بالصواب ممن خالفه، إذ كانت القراءة بما هم عليه مجمعون أحق بالصواب) انتهى.
وبذلك رجح الطبري قراءة الفتح على الموصولية على قراءة عمر ومن تبعه من كبار القراء والمفسرين القدماء! وأسقط رواية الزهري لأن تلاميذ الزهري الثقاة لم يوثقوها! لكنه أغفل أن قراءة الكسر ليست محصورة بطريق الزهري وأن أول من اخترعها عمر!
أما الفخر الرازي فقد هرب من معركة قراءة الكسر واكتفى في تفسيره:19/69، بذكر الأقوال بناء على قراءة الفتح وقراءة الكسر، ولم يرجح أياً منها فقال: (والله تعالى أعلم بالصواب)!
وهكذا اختار مفسروا السنة قراءة الفتح، واضطروا أن يسلكوا طريقاً آخر لإبعاد الآية عن علي (عليه السلام) فقالوا إن المقصود بالكتاب فيها ليس القرآن، بل التوراة والإنجيل، والمقصود (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب) هو عبد الله بن سلام، أو غيره من علماء اليهود والنصارى!
لكن يرد عليهم ثلاث إشكالات لا جواب لها:
أولاً: أنه لو كان عند عبد الله بن سلام وعلماء اليهود والنصارى علم الكتاب لكانت درجتهم أعلى من درجة آصف بن برخيا الذي أتى بعرش بلقيس من اليمن، والذي عنده علم من الكتاب!
ثانياً: كيف يجعل الله تعالى علماء اليهود والنصارى شهداء على الأمة الإسلامية بعد نبيها؟! ولو سألتهم أول سؤال عن نبوة نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم)، لنفوها؟!
ثالثاً: لو سلمنا أن هؤلاء عندهم علم التوراة والإنجيل، فأين الذي عنده علم القرآن من أمة نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
فهل لا يوجد علم القرآن بعد النبي عند أحد؟! أو يوجد عند فلان وفلان الصحابي
الذي لم يعرف معنى آية مثل: (وَفَاكِهَةً وَأَبّاً)؟!
رابعاً: قال لهم سعيد بن جبير: إن الآية مكية، واليهودي عبد الله بن سلام أسلم في المدينة، فكيف تقصده الآية قبل إسلامه؟!
إن تنازل الجيل التالي منهم عن قراءة عمر بالكسر، وتفسيرهم لها بعبد الله بن سلام لم يجبر الموضوع! فمن حق الباحث أن يتعجب من الطبري وغيره كيف يقبلون أن يكون الشخص الذي ارتضاه الله تعالى شاهداً على الأمة الإسلامية علماء اليهود كلهم أو بعضهم؟!!
ومن طريف ما رواه الطبري في تفسيره:7/118 رواية (عن أبي صالح في قوله: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب؟ قال: رجل من الإنس ولم يسمه)!!
فقد خاف أبو صالح أن يقول إنه علي (عليه السلام) فقال: رجل من الإنس!!
أمثلة من أحاديثهم الموضوعة في تفسير الآية!
قال السيوطي في الدر المنثور:4/69: قوله تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا..الآية.) أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قدم على رسول الله (ص) أسقف من اليمن فقال له رسول الله (ص): هل تجدني في الإنجيل رسولاً؟ قال لا، فأنزل الله: قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ، يقول: عبد الله بن سلام!) انتهى.
لكن واضع الحديث لم يلتفت إلى حادثة
أسقف اليمن كانت في المدينة، بينما الآية نزلت في مكة، وأن عمر قال في روايته إنه سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرؤها بالكسر في مكة عندما أسلم!
ثم نقل السيوطي عدة روايات عن ابن سلام يفتخر بها بهذا الثوب الذي ألبسته إياه قريش لإبعاده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)!
قال السيوطي: (وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق عبد الملك بن عمير أن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام قال قال عبد الله بن سلام: قد أنزل الله فيَّ القرآن:ً قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَاب.. عن جندب قال جاء عبد الله بن سلام حتى أخذ بعضادتي باب المسجد ثم قال: أنشدكم بالله أتعلمون أني أنا الذي أنزلت فيه ومن عنده علم الكتاب؟ قالوا اللهم نعم!
عن عبد الله بن سلام أنه لقي الذين أرادوا قتل عثمان فناشدهم بالله فيمن تعلمون نزل: قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ؟ قالوا فيك. وعن مجاهد أنه كان يقرأ: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، قال هو عبد الله بن سلام).
ثم روى السيوطي روايتين تكذبان أن يكون المقصود بالآية ابن سلام قال: (وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه عن سعيد بن جبير أنه سئل عن قوله: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، أهو عبد الله بن سلام؟قال: وكيف وهذه السورة مكية؟!... وعن الشعبي قال: ما نزل في عبد الله ابن سلام شئ من القرآن)
! ثم روى تفسيراً آخر وسع فيه: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، ليشمل عدة أشخاص مع ابن سلام! قال (وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه منهم عبد الله بن سلام والجارود وتميم الداري وسلمان الفارسي).
ثم روى تفسيراً آخر جعل الشهداء على الأمة الإسلامية كل أهل الكتاب (الذين يشهدون ضدها!) قال: (وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، قال هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى!).
ثم روى تفسيراً آخر جعله جبرئيل (عليه السلام) قال: (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، قال: جبريل! وتفسيراً آخر جعله الله تعالى قال: (وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، قال:هو الله عز وجل)!
عبد الله بن سلام لم يزل يهودياً!
عندما نرجع إلى حياة عبد الله بن سلام الذي ادعوا أنه الشاهد الرباني على الأمة، نجد أن تعصبه اليهودي لايجعله أهلاً لهذه المسؤولية الضخمة، فقد روى الذهبي عنه أنه استجاز النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في أن يقرأ القرآن ليلة والتوراة ليلة.. فأجازه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!!
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ:1/27: (يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه أنه جاء إلى النبي
فقال إني قرأت القرآن والتوراة فقال: إقرأ هذا ليلة وهذا ليلة، فهذا إن صح ففيه الرخصة في تكرير التوراة وتدبرها!). انتهى.
وإذا جاز ذلك عند الذهبي، فينبغي أن توزع بفتواه نسخ التوراة المحرفة على المسلمين، أو يطبعوها مع القرآن!!
ومما يدل على أن عبد الله بن سلام وأولاده كانوا مرتزقة بني أمية، ما رواه في مجمع الزوائد:9/92: (عن عبد الملك بن عمير أن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام استأذن على الحجاج بن يوسف فأذن له فدخل وسلم، وأمر رجلين مما يلي السرير أن يوسعا له فأوسعا له فجلس، فقال له الحجاج: لله أبوك أتعلم حديثاً حدثه أبوك عبد الملك بن مروان عن جدك عبد الله بن سلام؟
قال: فأي حديث رحمك الله؟
قال: حديث المصريين حين حصروا عثمان؟
قال: قد علمت ذلك الحديث: أقبل عبد الله بن سلام وعثمان محصور فانطلق فدخل عليه فوسعوا له حتى دخل فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال: وعليك السلام ما جاء بك يا عبد الله بن سلام؟
قال: جئت لأثبت حتى استشهد أو يفتح الله لك... في حديث طويل، قال في آخره: رواه الطبراني ورجاله ثقات) انتهى.
فإن صح ذلك فمعناه أن الصحابة كانوا كلهم ضد عثمان، وابن سلام كان من الأوفياء الثابيتن معه! ولكنه لايصح لأن اليهود أول الناس هروباً، وقد قتل
عثمان وبقي بدون دفن، فلو كان ابن سلام بذل له دمه في حياته، فأين كان عن تشييعه ودفنه؟!
ونعرف بذلك السبب في جعلهم ابن سلام مجاهداً مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بل بدرياً!
قال في هامش تهذيب الكمال:15/75 (وقال ابن حجر: ذكره أبو عروبة في البدريين وانفرد بذلك! وأما ابن سعد فذكره في الطبقة الثالثة ممن شهد الخندق وما بعدها، والله أعلم). تهذيب التهذيب:5/249).
الأسئلة
1 ـ ما رأيكم في محاولة عمر تحريف الآية؟!
2 ـ من هو الذي جعله الله شاهداً في الأمة على نبوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
3 ـ ما رأيكم فيما رويناه في أن هذا الشاهد على نبوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو عليٌّ (عليه السلام)؟
قال الحويزي في تفسير نور الثقلين:2/523: (في أمالي الصدوق (قدس سره) بإسناده إلى أبي سعيد الخدري، قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن قول الله جل ثناؤه: قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ؟قال:ذاك أخي علي بن أبي طالب).
وقال العياشي في تفسيره:2/22 : (عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: ومن عنده علم الكتاب؟ قال: نزلت في علي (عليه السلام)، إنه عالم هذه الأمة بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
عن بريد بن معاوية العجلي قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ؟ قال: إيانا عنى وعليٌّ أفضلنا وأولنا وخيرنا بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
عن عبد الله بن عطاء قال قلت لأبي جعفر (عليه السلام): هذا ابن عبد الله بن سلام يزعم أن أباه الذي يقول الله. قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ؟ قال: كذب.. هو علي بن أبي طالب!
عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قوله: قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ؟ فقال: نزلت في علي بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي الأئمة بعده، وعلي عنده علم الكتاب) انتهى.
وقال علي بن إبراهيم القمي في تفسيره:1/367: (حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الذيعِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ هو أمير المؤمنين (عليه السلام). وسئل عن الذيعِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ أعلم أم الَّذِي عِنْدَهُ مِنَ عِلْمُ الْكِتَابِ؟ فقال: ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب، إلا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر.. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ألا إن العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله وسلم)).

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية