من هو عبدالله بن سبأ ؟

للتعرّف على هوية عبدالله بن سبأ سوف أبدأ بالمنبع الأساس وهو تاريخ الطبري، واُعقِّبه بباقي المصادر عنه، وسأنقل قول الطبري من خلال ما نقله أبو زهرة، قال: كان عبدالله بن سبأ يهودياً من أهل صنعاء، اُمّه سوداء، فأسلم أيام عثمان، ثمّ تنقّل في بلدان المسلمين يحاول إضلالهم، فبدأ ببلاد الحجاز ثمّ البصرة ثمّ الشام، فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام، فأخرجوه حتّى أتى مصر، فقال لهم فيما يقول: العجب ممّن يزعم أنّ عيسى يرجع ويكذّب بأنّ محمّداً يرجع، وقد قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَاد)([1]) .
ثمّ إنّ محمّداً أحقّ بالرجعة من عيسى، ثمّ قال بعد ذلك: إنّه كان ألف نبيّ، ولكلّ نبيّ وصيّ، وعليّ وصيّ محمّد، ومحمّد خاتم النبيين وعليّ خاتم الأوصياء([2]) .
وهنا نقاط ذكرها اُريد أن اُؤكد عليها للمقارنة مع غيرها وهي:
أوّلا: أنّه ابن السوداء .
وثانياً: أنّه من أهل صنعاء .
وثالثاً: أنّه يؤكد رجوع النبيّ(صلى الله عليه وآله)للدنيا .
ورابعاً: أنّه ذكر أنّ عليّاً وصيّ النبيّ .
وخامساً: أنّه أسلم أيام عثمان .
وبعد ذلك نعود لأبي زهرة وفي نفس كتابه المذكور، أي «تاريخ المذاهب الإسلامية» قال في مورد آخر:
عبدالله بن سبأ كان يهودياً .
من أهل الحيرة .
أظهر الإسلام .
وأخذ ينشر بين الناس أنّه وجد في التوراة أنّ لكل نبيّ وصيّاً وأنّ عليّاً وصيّ محمّد .
وأنّ عليّاً أراد قتله، ولكن نهاه عبدالله بن عباس، فنفاه للمدائن بدل قتله([3]) .
وبين هذين المقتطفتين الفروق التالية ألفت النظر إليها، وهي:
إنّه في الاُولى من أهل صنعاء، وفي الثانية من أهل الحيرة .
وإنّه في الاُولى أسلم أيام عثمان، وفي الثانية أظهر الإسلام ولم يحدد وقت إسلامه .
وإنّ الإمام أراد قتله كما ذكر في الثانية، في حين لم يذكر ذلك في الاُولى .
وإنّه من ] المقتطفة[ الثانية قرأ فكرة الوصاية في التوراة، في حين في الاُولى لم يذكر مصدر فكرة الوصاية .
فلنحفظ هذا لنرى ما بين المقتطفات من فروق وخصائص قد تتضارب .

_________________________
[1] . القصص : 85 .
[2] . تاريخ المذاهب الإسلامية : 1/32 .
[3] . تاريخ المذاهب الإسلامية : 1/43 .