شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

الامام الصادق عليه السلام وقصة عن الانسانيه والرحمة في الاسلام

1 المشاركات 05.0 / 5

عن زكريا بن إبراهيم قال: كنت نصرانياً فأسلمت وحججت فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام

فقلت: إنّي كنت على النصرانية وإنّي أسلمت,
فقال: وأيّ شيء رأيت في الإسلام؟

قلت: قول الله عزّ وجلّ: ﴿مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء﴾.
فقال: لقد هداك الله,
ثمّ قال: اللّهمّ اهده، ثلاثاً, سل عمّا شئت يا بنيّ.
فقلت: إنّ أبي وأمّي على النصرانية وأهل بيتي, وأمّي مكفوفة البصر فأكون معهم وآكل في آنيتهم؟
قال عليه السلام: يأكلون لحم الخنزير؟
فقلت: لا, ولا يمسّونه,
فقال عليه السلام: لا بأس, فانظر أمّك فبرّها, فإذا ماتت فلا تكلها إلى غيرك.
فلمّا قدمت الكوفة ألطفت لأمّي, وكنت أطعمها وأفلّي ثوبها ورأسها وأخدمها,
فقالت لي: يا بنيّ ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديني, فما الّذي أرى منك منذ
هاجرت فدخلت في الحنيفية؟
فقلت: رجل من ولد نبيّنا أمرني بهذا,
فقالت: هذا الرجل هو نبيّ؟
فقلت: لا ولكنّه ابن نبيّ,
فقالت: يا بنيّ هذا نبيّ, إنّ هذه وصايا الأنبياء,
فقلت: يا أمه إنّه ليس بعد نبيّنا نبيّ, ولكنّه ابنه,
فقالت: يا بنيّ دينك خير دين, اعرضه علي, فعرضته عليها, فدخلت في الإسلام وعلّمتها, فصلّت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة, ثمّ عرض لها عارض في الليل.
فقالت: يا بنيّ أعد عليّ ما علّمتني, فأعدته عليها فأقرّت به وماتت فلمّا أصبحت كان المسلمون الّذين غسلوها وكنت أنا الّذي صلّيت عليها ونزلت في قبرها.
.......................................
نعم هذا هو ديننا الحنيف, دين الإنسانيّة, دين الأخلاق والوجدان, الدِّين الّذي يوصي بالإحسان إلى الوالدِّين وإن لم يكونا مسلمين, ونصّ القرآن: ﴿وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾.

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية