السيد محمد هادي الخراساني الحائري

اسمه ونسبه(1)

السيّد محمّد هادي ابن السيّد الأمير علي ابن السيّد محمّد الحسيني الخراساني الحائري.

 

ولادته

ولد في الأوّل من ذي الحجّة 1297ﻫ بمدينة كربلاء المقدّسة.

 

دراسته وتدريسه

بدأ بدراسة العلوم الدينية في مسقط رأسه، وهو ابن سبع سنين، وفي عام 1309ﻫ سافر مع أبيه إلى خراسان، وبقي فيها إلى عام 1304ﻫ، مكبّاً على تحصيل العلوم الدينية، ثمّ رجع إلى كربلاء لإكمال دراسته الحوزوية، ثمّ سافر إلى النجف الأشرف عام 1315ﻫ لإكمال دراسته الحوزوية العليا، وفي عام 1320ﻫ سافر إلى سامرّاء، وفيها قام بتدريس الخارج فقهاً وأُصولاً، كما درّس المعقول والكلام، وفي عام 1335ﻫ سافر مع أُستاذه الشيخ الشيرازي إلى الكاظمية وأقام فيها مدّة، ثمّ سافر إلى كربلاء عام 1336ﻫ، واستقرّ بها حتّى وافاه الأجل، مشغولاً بالتدريس والتأليف وأداء واجباته الدينية.

 

من أساتذته

الشيخ محمّد تقي الشيرازي، أبوه السيّد علي، الشيخ محمّد كاظم الخراساني المعروف بالآخوند، السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي، الشيخ فتح الله الإصفهاني المعروف بشيخ الشريعة، الشهيد الشيخ محمّد باقر الإصطهباناتي، الشيخ عبد الجواد المعروف بالأديب النيشابوري الكبير.

 

من تلامذته

السيّد محمّد مهدي الإصفهاني الكاظمي.

 

جهاده

اشترك(قدس سره) مع أُستاذه الشيخ محمّد تقي الشيرازي في عدّة قضايا اجتماعية أدّت به إلى السجن في بغداد، بصفته الناطق عن الشيخ وذلك عام 1330ه‍.

ولمّا بدأت الحرب العالمية الأُولى سنة 1333ه‍ انتدبه أُستاذه الشيخ الشيرازي ليُمثّله في بعض المهمّات الخاصّة، وأوفده إلى إيران.

وفي شوّال 1335ه‍ خرج بصحبة أُستاذه الشيرازي مهاجرين من سامرّاء، وأقاموا مدّة في الكاظمية، ثمّ دخلا كربلاء في 18 صفر 1336ه‍.

ولمّا دخل أُستاذه الشيرازي معمعة الجهاد المقدّس، والدفاع عن حوزة الإسلام وكرامة المسلمين ضدّ الإنكليز المحتلّين، كان السيّد إلى جانبه طول المدّة التي وقف فيها علماء الإسلام، حتّى تُوفّي زعيم الثورة الشيخ الشيرازي في ذي الحجّة 1338ه‍.

 

من مواقفه

* تصدّى(قدس سره) للزعامة الدينية في كربلاء، وقلّده جماعة من أهلها، كما قلّده جمع من أهالي بغداد وخراسان وطهران، وكان يُعدّ من فقهاء الطائفة وأُصولييها، مع تبحّره في العلوم العقلية والكلامية وعلوم القرآن والحديث.

* له مواقف نضالية في مواجهة الحكومة العراقية في قضايا خاصّة مذكورة في تاريخ حياته.

* له مواقف في الدفاع عن حريم أهل البيت(عليهم السلام) عندما أقدم الوهّابيون الجهلة على هدم قبورهم في المدينة المنوّرة، فكان له سعي بليغ في إثارة الأُمّة لاستنكار هذه الجريمة النكراء، كما جدّ في فضح القائمين بها بالكتب التي ألّفها ردّاً عليها، ومنها كتاب دعوة الحقّ إلى أئمّة الخلق.

* له مواقف من تصرّفات شاه إيران الأسبق المشبوهة والهادفة لمحو آثار الديانة، ومسخ الشعب الإيراني المسلم، وقفة حازمة، فكانت له مناقشات حادّة مع الشاه نفسه، ومع جلاوزته وأعوانه، كما كان يُثير الأُمّة وعلمائها للتحرّك ضدّ تلك الإجراءات الفاسقة.

 

من مؤلّفاته

أحسن الجدل مع أحمد بن حنبل (3 مجلّدات)، أُصول الشيعة وفروع الشريعة (مجلّدان)، الباقيات الصالحات (رسالته العملية)، البيّنات والزبر في وجوه أدلّة العصمة للأربعة عشر، البصائر الربّانية في إثبات الصانع والوحدانية، إزالة الوصمة عن وجوه براهين العصمة، أسنّة السنّة السنية لقطع ألسنة السنية، المسائل النفيسة في إعجاز القرآن، البوارق الفارقة على أعناق المارقة في الردّ على الصواعق المحرقة، انتقاد الاعتقاد في المبدأ والمعاد، أُصول الآيات وآيات الأُصول، حقائق الصدق في أُصول الدين الحق، أعلام الإسلام في أُصول الدين، عروض البلاء على الأولياء، دعوة الحقّ إلى أئمّة الخلق.

ومن مؤلّفاته باللغة الفارسية: الحجّة البالغة، القرعة في الإمامة، مصابيح العترة الأطياب ورجم الشياطين النصاب، نطق الحقّ في الإمامة.

 

وفاته

تُوفّي(قدس سره) في الثاني عشر من ربيع الأوّل 1368ه‍ بمدينة كربلاء المقدّسة، ودُفن في الصحن الحسيني.

 

رثاؤه

أرّخ الشيخ عبد الحسين الحويزي عام وفاته بقوله:

عن هذهِ الدنيا مضى سيّدٌ   سادَ الورى بالجدِّ والجد
نواحساً أيّامها أصبحت   مذ غابَ نجمُ اليُمنِ والسعد
إذ كان نوراً ومناراً بهِ   للخلقِ يزهو منهجَ الرشد
والعلمُ أضحى جيدَهُ عاطلاً   وأنبت سمط جوهرِ العقد
أروع في تاريخِهِ (ماجدٌ   هادَ البرايا قرَّ في الخُلد)

ــــــــــــــــــــــ

1ـ اُنظر: مجلّة تراثنا 26/ 191.