شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

ظُلامات ومقتل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام

1 المشاركات 05.0 / 5

نابهة

في مسألة وَفَيات النبيّ وآله صلوات الله عليهم كان هنالك ثلاثة آراء: الأوّل ـ تبنّاه جماعةٌ من العلماء مِن أهل التحقيق قالوا بشهادتهم على نحو القطع واليقين، داعمين رأيهم بالأدلّة العقليّة والنقلية، مِن مصادر العامّة والخاصّة. الثاني ـ ذهب إليه مجموعة من المؤلّفين، لم يقولوا بشهادة جميع أهل البيت عليهم السلام، لا على نحو الإنكار، إنّما اعتذروا بأنّ هذا الأمرَ لم يثبت عندهم، أو لم يحقّقوا في الموضوع، ربّما لانشغالهم بأمورٍ أخرى وضيق الفرصة في مراجعة هذه الفكرة وجمع أدلّتها. أمّا الرأي الثالث ـ فهو رأيٌ غيرُ ناهض، لا يقبل شهادة أهل البيت عليهم السلام جميعاً، إنّما يقرّ بثلاثةٍ منهم على نحو الجزم، ويشكّون في شهادة الرابع، ويستغربون شهادة الآخَرين، من غير دليلٍ لهم في ذلك.
ولَمّا علا صوتُهم في الردّ على شهادة أهل البيت، وفي ضمنهم رسولُ الله صلّى الله عليه وآله، رأت بعضُ الأقلام الغيورة أن تترشّح عن مؤلّفاتٍ في هذا الأمر، مستعينةً بـ: الآيات، والروايات، والأخبار والسيرة وآراء العلماء من أصحاب العقائد والتحقيقات العلميّة المتينة.. موزّعين أدلّتهم الروائيّة على صنفين:
الروايات العامّة التي تذكر أنّ الأنبياء والأوصياء عليهم السلام قد خُتِمتْ حياتهم الشريفة بـ « الشهادة »، مِن ذلك ما رُويَ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال ـ كما في رواية الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ـ: « ما مِنّا إلاّ مقتولٌ أو مسموم » ( كفاية الأثر للخزّار القمّي:160 ـ 162، 227. والصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم للنباطيّ البياضيّ 128:2 )، كذلك روي قولُه صلّى الله عليه وآله: « ما مِن نبيّ، ولا وصيّ.. إلاّ شهيد ».
أمّا الروايات الخاصة، فهي التي تذكر أسماء الشهداء من الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، وتذكر أسماءَ قتَلَتِهم وكيف ارتكبوا هذه الجريمة العظمى في قتل أولياء الله!
وهذه هي طريقة بعض المؤلّفين، فكتبوا على أسلوب الاختصاص شهادات: النبيّ والزهراء وأئمّة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم في كتبٍ مستقلّة تذكر قَصَص هذه الظُّلامة الكبرى بنحوٍ من التفصيل المشفوع بذِكر المصادر العامّة والخاصة في صورة ( مقاتل )، كان منها هذا المؤلَّف النافع ( ظُلامات ومقتل أمير المؤمنين عليه السلام )، وقد جاء في:

 

مقدّمته

قول المؤلّف: يعجز البيان واللسان والفكر عن ذِكر وإحصاء فضائل أمير المؤمنين الجليّة، ومناقبه الزهيّة.. وقد قال فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله: « لو أنّ الأشجار أقلام، والبحرَ مِداد، والجِنَّ حُسّاب، والإنسَ كُتّاب، ما أحصَوا فضائلَ عليِّ ابنِ أبي طالب » ( كفاية الطالب للگنجيّ الشافعيّ:251، لسان الميزان لابن حجر 63:5، المناقب للخوارزميّ الحنفيّ:20، كنز الفوائد للكراجكيّ:129 ).
وإليك بعض هذه الأنوار اللامعة في حقّ أمير المؤمنين عليه السلام:
1 ـ أنوارٌ من القرآن في حقّ عليٍّ عليه السلام ( أورد المؤلف تحت هذا العنوان عشرات الآيات مشيراً إلى المصادر التي تقول بكون نزولها في أمير المؤمنين خاصّة ).
2 ـ أنوارٌ من أقوال النبيّ صلّى الله عليه وآله في حقّ عليٍّ عليه السلام ( كذلك أورد عشرات الأحاديث الشريفة في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وفضائله وخصائصه الفريدة، دعمها بمصادر العامّة ).
3 ـ ما قيل في عليٍّ أمير المؤمنين عليه السلام ( وذكر هنا أيضاً عشرات النصوص المقرّة بأفضليّة الإمام عليٍّ عليه السلام على جميع الصحابة، أدلى بها المخالفون والمُؤالفون إعجاباً واعترافاً ).
ثمّ قال الشيخ الشريفيّ: وأمّا هذا الكتاب، فهو نبذةٌ ممّا جرى على مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بعد ارتحال الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله من الظُّلامات التي مرّ بها.. وقد جَمَعْنا مقتلَ الإمام عليه السلام وقسّمناه إلى أربعة أقسام؛ ليُقرأ في ليلة التاسع عشر وليلة العشرين وليلة الحادي والعشرين وليلة الثاني والعشرين من شهر رمضان المبارك.. وقد استخرجنا هذه الحوادث من مصادر الفريقين المعتَمَدِ عليها، ذكرناها في الهامش على ترتيب الحروف.. وذكرنا بعد الحوادث شواهدَ شعريّة من قريضٍ وشعبيّ، رقيقة ومؤثّرة في النفوس، تنفع الخطباء وخُدّام أهل البيت عليهم السلام.. وذكرنا أيضاً خُطباً لأمير المؤمنين عليه السلام مِن ( نهج البلاغة ) كشواهد على الحوادث التي مرّت عليه سلام الله عليه من خلافته الظاهرية، وحروب: الجمل وصفّين والنهروان، والخطبة الشِّقْشقيّة، وتأسّفه على إخوانه الذين مَضَوا.
والهدف من إعداد هذا الكتاب هو جمعُ الظلامات والمحن والمصائب التي مرّت على الإمام، وكيف كانت شهادته عليه السلام، بإيجار؛ ليطّلع عليها القارئ الكريم ( في موضعٍ واحد ).

 

أمّا الكتاب
فقد قسّمه الشيخ المؤلف على هذا النحو:

القسم الأوّل: ظلامات أمير المؤمنين عليه السلام.

[ استعرض فيه ما جرى على الإمام عليٍّ عليه السلام بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله من: أخذ الخلافة، والإجبار على البيعة، وما عاناه عليه السلام في حكومته من مؤامرات المارقين والقاسطين والناكثين والمنافقين والخوارج ].

القسم الثاني: مقتل أمير المؤمنين عليه السلام.
[ رتّبه المؤلّف على أُسلوبٍ خطابيّ مِنبري، قدّم له قصائدَ قريض، ثمّ أبياتاً من الشعر الشعبيّ، بعدها جاء بالوقائع المرويّة من حوادث ليلة التاسع عشر، وما بعدها من الليالي الرمضانيّة الحزينة التي انتهت بشهادته سلامُ الله عليه، على نحو التفصيل والعرض الروائيّ المصوِّر، مختوماً بأشعارٍ مُشجيةٍ حزينة ].
بعد ذلك تتوافد مَلاحق الكتاب بهذه العناوين:
ـ مُلحق الشعر القريض.. في رثاء أمير المؤمنين عليه السلام. [ عشر قصائد من أجمل ما قيل في ذلك من قبل الشعراء المعاصرين ].
ـ ملحق الشعر الشعبيّ.. في رثاء أمير المؤمنين عليه السلام. [ أربع قصائد فاخرة لشعراء مرموقين من أهل الولاء والبلاغة الشعبيّة ].
ـ مصادر.. ودليل الكتاب. [ تعريف موجز بهويّات المصادر المستفادة في تأليف هذا الكتاب، وقد بلغت ( 89 ) كتاباً. ثمّ مصادر الأشعار الواردة في هذا المؤلَّف. بعدها الفهرس التفصيلي، لينتهي الكتاب بالصفحة ( 120 ) ].
فبُورك هذا من مشروع نافع، ودليلٍ قاطع، على بعض الظلامات التي أقرّها التاريخ وتجاهلها البعض احترازاً من أن يكون فيها إشارةٌ إلى بعض الظالمين!

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية