السيد محمد بن الحسين المعروف بالشريف الرضي

اسمه وكنيته ونسبه(1)

السيّد أبو الحسن، محمّد بن الحسين بن موسى بن محمّد بن موسى بن إبراهيم ابن الإمام موسى الكاظم(عليه السلام).

 

ولادته

ولد عام 359ﻫ بالعاصمة بغداد.

 

دراسته

درس هو وأخوه السيّد المرتضى عند ابن نباتة وهما طفلان، ثمّ تولّى تعليمهما الشيخ المفيد(قدس سره).

 

مكانته العلمية

كان(قدس سره) فقيهاً متبحّراً، ومتكلّماً حاذقاً، ومفسّراً لكتاب الله وحديث رسوله(صلى الله عليه وآله)، وأديباً بارعاً متميّزاً، وأخفت المكانة العلمية لأخيه السيّد المرتضى شيئاً من مكانته العلمية، كما أخفت مكانته الشعرية شيئاً من مكانة أخيه الشعرية.

ولهذا قال بعض العلماء: «لولا الرضي لكان المرتضى أشعر الناس، ولولا المرتضى لكان الرضي أعلم الناس».

قال السيّد فخار بن معد الموسوي(قدس سره): «إنّ الشيخ المفيد(قدس سره) رأى في منامه كأنّ فاطمة الزهراء(عليها السلام) دخلت إليه وهو في مسجده بالكرخ، ومعها ولداها الحسن والحسين(عليهما السلام) صغيرين، فسلّمتهما إليه، وقالت له: علّمهما الفقه، فانتبه متعجّباً من ذلك، فلمّا تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا، دخلت إليه المسجد فاطمة بنت الناصر، وحولها جواريها، ومن بين يديها ابناها محمّد الرضي وعلي المرتضى صغيرين، فقام إليها وسلّم.

فقالت: أيّها الشيخ، هذانِ ولداي قد أحضرتهما إليك لتعلّمهما الفقه، فبكى الشيخ المفيد وقصّ عليها المنام، وتولّى تعليمهما، وأنعم الله تعالى عليهما، وفتح لهما من أبواب العلوم والفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا، وهو باقٍ ما بقي الدهر».

 

من أساتذته

الشيخ محمّد بن محمّد بن النعمان المعروف بالشيخ المفيد، الشيخ الحسن بن عبد الله ابن المرزبان النحوي المعروف بالسيرافي، الشيخ عيسى بن علي بن عيسى بن داود ابن الجرّاح، الشيخ عبد الرحيم بن محمّد المعروف بابن نباتة، الشيخ علي بن عيسى الربعي النحوي البغدادي، الشيخ إبراهيم بن أحمد بن محمّد الطبري، الشيخ عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني، الشيخ الحسن بن أحمد الفارسي النحوي، الشيخ هارون بن موسى التلعُكبري، الشيخ محمّد بن موسى الخوارزمي، الشيخ عبد الجبّار بن أحمد الشافعي المعتزلي، الشيخ عبد الله بن محمّد الأسدي الأكفاني، الشيخ محمّد بن عمران المرزباني، الشيخ عثمان ابن جنّي الموصلي.

 

من تلامذته

القاضي السيّد علي بن بندار بن محمّد الهاشمي، الشيخ أحمد بن الحسين النيسابوري الخزاعي، الشيخ محمّد بن أبي نصر محمّد العكبري، الشيخ عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري، الشيخ جعفر بن محمّد الدوريستي، الشيخ مهيار بن مرزويه الديلمي، القاضي أحمد بن علي بن قُدامة، السيّد عبد الله بن علي كيابكي، الشيخ محمّد بن علي الحلواني.

 

شعره

نظم(قدس سره) الشعر وعمره عشر سنوات، وأجاد في ذلك، كما أنّه نظم في جميع فنون الشعر، ويمتاز شعره بأنّه مطبوع بطابع البلاغة والبداوة والبراعة، وعذوبة الألفاظ التي تأخذ بمجامع القلوب، بالإضافة إلى المميّزات الأُخرى التي لا نكاد نجدها في شعر غيره.

وممّا امتاز به شعر السيّد الشريف الرضي أنّه كان نقيّاً من كلّ ما يتعاطاه الشعراء من الغزل المشين، والهجاء المقذع، والتلوّن بالمدح تارةً والذمّ تارةً أُخرى.

 

أخوه

الشريف المرتضى، قال عنه الشيخ النجاشي(قدس سره) في رجاله: «حاز من العلوم ما لم يُدانه فيه أحد في زمانه، وسمع من الحديث فأكثر، وكان متكلّماً شاعراً، عظيم المنزلة في العلم والدين والدنيا».

 

من مؤلّفاته

نهج البلاغة، خصائص الأئمّة(عليهم السلام)، حقائق التأويل في متشابه التنزيل، تلخيص البيان عن مجاز القرآن، انشراح الصدر في مختارات من الشعر، الزيادات في شعر ابن الحجّاج، الزيادات في شعر أبي تمّام، الحسن من شعر الحسين، أخبار قضاة بغداد، المجازات النبوية، معاني القرآن، ديوان شعر.

 

وفاته

تُوفّي(قدس سره) في السادس من المحرّم 406ﻫ بالعاصمة بغداد، ودُفن في الكاظمية المقدّسة، وقبره معروف يُزار، وقيل: نُقل جثمانه ودُفن بجوار قبر أبيه في كربلاء المقدّسة.

ـــــــــــــــــــــــ

1ـ اُنظر: خصائص الأئمّة، مقدّمة المحقّق.