شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

البـداء(1)

1 المشاركات 05.0 / 5

المبحث الأوّل: خصائص مسألة البداء

1- وقعت مسألة البداء موقع سوء الفهم عند أهل السنة، وفهم هؤلاء من البداء ما لم يقصده أتباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، ولهذا جعل هؤلاء مسألة البداء ذريعة لشنّ الهجمات ضدّ مذهب أهل البيت(عليهم السلام).

2- أدّى الصراع العقائدي بين الشيعة ومخالفيهم حول مسألة البداء إلى اشتهار هذه المسألة، وتسليط المزيد من الأضواء عليها في الساحات العلمية وغير العلمية.

3- الأمر الباعث على الاستغراب حول مسألة البداء أنّها مسألة: يعتبرها أتباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام) من صميم الدين! ويعتبرها أتباع مذهب أهل السنة عقيدة هدّامة للدين!

4- أكّد أهل السنة على إنكار عقيدة البداء; لأنّهم ظنّوا بأنّها تستلزم اتّصاف الله تعالى بالجهل وخفاء الأمور عليه، ويعود هذا الظن إلى عدم فهمهم الصحيح لهذه المسألة، واكتفائهم بالمعنى اللغوي الظاهري لمصطلح البداء.

الصفحة 284

المبحث الثاني: أهمية الاعتقاد بالبداء

أكّد أئمة أهل البيت(عليهم السلام) على أهمية الاعتقاد بالبداء أشدّ التأكيد بحيث ورد عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام):

1- قال(عليه السلام): “لو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه”(1).

2- وقال(عليه السلام): “ما عُظِّم الله بمثل البداء”(2).

3- وقال(عليه السلام): “ما عُبد الله بشيء مثل البداء”(3).

4- وقال(عليه السلام): “ما بعث الله عزّ وجلّ نبيّاً حتّى أخذ عليه ثلاث خصال:…، أنّ الله يقدّم ما يشاء، ويؤخّر ما يشاء”(4).

وسيتبيّن لاحقاً ـ بعد بيان معنى البداء ـ أسباب أهمية الاعتقاد بالبداء والفوائد المترتبة على الإيمان به.

____________

1-  (2) (3) (4) الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، باب البداء، ح 12، 1، 3، ص 146 ـ 148. التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 54، ح 7، 2، 1، 3، ص 324 ـ 325.

الصفحة 285

المبحث الثالث: معنى البداء

معنى البداء(1) في الاصطلاح اللغوي :

البداء يعني الظهور.(2)(3)

قال الشيخ الصدوق: “البداء… هو ظهور أمر، يقول العرب: بدا لي شخص في طريقي، أي: ظهر”(4).

قال الشيخ المفيد: “الأصل في البداء هو الظهور”(5).

قال الشيخ الطوسي: “البداء حقيقة في اللغة هو الظهور”(6).

المعنى اللغوي للبداء في آيات القرآن الكريم :

1 ـ { بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل } [ الأنعام: 28 ] أي: ظهر لهم.

2- { ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين } [ يوسف: 35 ]أي: ظهر لهم.

3- { والله يعلم ما تبدون وما تكتمون } [ المائدة: 99 ] أي: يعلم ما تظهرون.

____________

1- البداء مصدر بدا، يبدو، بدواً (من الناقص الواوي).

وليس من بدا بالهمز (الذي يعني الابتداء).

2- تنبيه: لا يكون “الظهور” إلاّ بعد “الخفاء”، ولهذا فالمعنى الأدق للبداء هو “الظهور بعد الخفاء”.

3- انظر: لسان العرب، ابن منظور: مادة (بدو)، 1 / 334.

مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادة (بدا)، ص 113.

4- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 54، ذيل ح 9، ص 327.

5- تصحيح اعتقادات الإمامية، الشيخ المفيد: فصل في معنى البداء، ص 65.

6- الغيبة، الشيخ الطوسي: ذيل ح 418، ص 429.

الصفحة 286

4 ـ { بدا لهم سيئات ما عملوا } [ الجاثية: 33 ] أي; ظهر لهم.

5- { فلمّا ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما } [ الأعراف: 22 ] أي، ظهرت لهما.
معنى البداء في الاصطلاح العرفي :

اكتسب “البداء” في الاستعمال العرفي معنىً آخر له صلة بالظهور، وهو كما أشار إليه الشيخ المفيد: “إنّ لفظ البداء أطلق في أصل اللغة على تعقّب الرأي والانتقال من عزيمة إلى عزيمة”(1).

توضيح ذلك:

يقال: بدا له.

ويُقصد: أراد أن يقوم بفعل معيّن، فظهر له أمراً دفعه إلى تغيير موقفه الذي كان يقصده فيما سبق.

وعلى ضوء هذا المعنى يكون المقصود من البداء المنسوب إلى الله هو: أن يقدّر الله شيئاً في المستقبل بالنسبة إلى العباد، فيصدر بعد ذلك من العباد شيئاً يدعو الله إلى تغيير ما قدّره لهم.

وهل يصلح نسبة هذا المعنى إلى الله أم لا؟

هذا ما سيتبيّن في البحوث القادمة.

____________

1- تصحيح اعتقادات الإمامية، الشيخ المفيد: فصل في معنى البداء، ص 67.

الصفحة 287

المبحث الرابع: بيان كيفية وقوع البداء في أفعال الله وأسباب ذلك

إذا أراد الله وقوع فعل من أفعاله في المستقبل، فستتجلّى هذه الإرادة الإلهية في الواقع الخارجي على شكل “تقدير” يتمّ تثبيته في “لوح المحو والإثبات”.

وبعد ذلك:

توجد مرحلة بين “ما قدّر الله وقوعه” وبين “تحقّق هذا التقدير” وفي هذه المرحلة لا يلزم على الله أن يحقّق ما قدّر وقوعه، بل الله مخيّر بعد ذلك:

بين “تحقّق” هذا التقدير.

وبين “عدم تحقّق” هذا التقدير.

فإذا حقّق الله ما قدّره، وأبقاه على ما كان عليه، ولم يغيّره بتقدير آخر، سُمّي هذا الأمر بـ “الإمضاء”.

وإذا لم يحقّق الله ما قدّره، ولم يبقه على ما كان عليه، وغيّره بتقدير آخر، سُمّي هذا الأمر بـ “البداء”.

بعبارة أخرى:

“الإمضاء” عبارة عن إبقاء التقدير الأوّل على ما كان عليه، وعدم استبداله بتقدير آخر، وإيصال التقدير الأوّل إلى مرحلة التنفيذ.

و “البداء” عبارة عن عدم إبقاء التقدير الأوّل على ما كان عليه، بل استبداله بتقدير آخر، وإيصال التقدير الثاني إلى مرحلة التنفيذ.

فقوله تعالى: { يمحو الله ما يشاء ويثبت } [ الرعد: 39 ]

“يمحو الله ما يشاء” هو البداء.

الصفحة 288

“ويثبت” هو الإمضاء.

وإذا أمضى الله شيئاً فلا بداء بعد ذلك.

إذ لا معنى بعد وقوع الفعل أن نقول بأنّ هذا الفعل هل سيقع أو لا يقع.

ولهذا قال الإمام علي بن موسى(عليه السلام): “فإذا وقع القضاء بالإمضاء فلا بداء”(1).

أسباب تغيير التقدير الإلهي إزاء العباد :

لا يتعامل الله مع العباد وفق مشيئة أو إرادة محدّدة مسبقاً، أو قضاء وقدر غير قابل للتغيير، بل يتّخذ الله دائماً إزاء العباد المواقف المنسجمة مع المتطلّبات الجديدة.

وقد جعل الله لأفعال العباد الدور الكبير في كيفية تعامله معهم.

ومن هذا المنطلق يغيّر الله ما قدّره للعباد بموازات تغييرهم لسلوكهم وتصرّفاتهم.

قال تعالى: { إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم } [ الرعد: 11 ]

مثال ذلك:

1- يشاء الله أن يرزق أحد العباد مالاً، فيقدّر له أن يحصل على هذا الرزق بعد يومين، وفي اليوم التالي يصدر من العبد فعلاً شيئاً، فيغيّر الله تعالى تقديره السابق وفق المتطلّبات الجديدة، ويقدّر حرمان هذا العبد من هذ الرزق أو يقدّر وصول هذا الرزق إلى هذا العبد بعد أربعة أيام.

2- يشاء الله أن ينزل البلاء على أحد العباد، فيقدّر أن يتحقّق نزول هذا البلاء بعد يومين، وفي اليوم التالي يتوسّل هذا العبد بالدعاء ويسأل الله أن يرحمه برحمته الواسعة، فيغيّر الله تبعاً لذلك ما قدّره لهذا العبد، ويستبدل تقديره السابق بتقدير جديد منسجم مع المتطلّبات الجديدة.

ولهذا:

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): “الدعاء يردّ القضاء بعد ما أُبرم

____________

1- الكافي: الشيخ الكليني: ج 1، كتاب التوحيد، باب البداء، ح 16، ص 149.

الصفحة 289

إبراماً”(1).

قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام): “عليكم بالدعاء، فإنّ الدّعاء لله والطلب إلى الله يردّ البلاء وقد قدّر وقضي ولم يبق إلاّ إمضاؤه”(2).

____________

1- الكافي، الشيخ الكليني: ج 2، باب: إنّ الدعاء يردّ البلاء والقضاء، ح 7، ص 470.

2- المصدر السابق: ح 8 .

الصفحة 290

المبحث الخامس: أسباب التسمية بالبداء

الرأي الأوّل :

نسبة “البداء” إلى الله نسبة مجازية.

والمقصود من “البداء” هو “الإبداء” بمعنى “الإظهار”.

أي: يظهر من أفعال الله للعباد ما كان خافياً عنهم، وما لم يتوقّعوه، ولم يكن في حسبانهم لعدم اطّلاعهم على علله وأسبابه.

قال الشيخ المفيد:

إنّ “اللام” في مقولة “بدا لله” بمعنى “من”.

أي: بدا من الله للناس.

يقول العرب: قد بدا لفلان عمل حسن أو بدا له كلام فصيح.

كما يقولون: بدا من فلان كذا، فيجعلون “اللام” مقام “من”.

فقولهم “بدا لله”، أي: بدا من الله سبحانه(1).

قال الشيخ الطوسي:

“إنّ البداء في اللغة هو الظهور، فلا يمتنع أن يظهر لنا من أفعال الله تعالى ما كنّا نظن خلافه أو نعلم ولا نعلم شرطه”(2).

يلاحظ عليه :

هذا المعنى بحدّ ذاته صحيح.

____________

1- انظر: تصحيح اعتقادات الإمامية، الشيخ المفيد: فصل في معنى البداء، ص 65. (بتصرّف).

2- الغيبة، الشيخ الطوسي: ذيل ح 418، ص 430.

الصفحة 291

ولكن يستبعد أن يكون هذا المعنى هو المقصود من البداء الذي اهتمّ به أئمة أهل البيت(عليهم السلام)، وأكّدوا عليه أشدّ التأكيد، كما اتّضح من أحاديثهم الشريفة التي أشرنا إلى أهمّها في المبحث الثاني من هذا الفصل.

دليل ذلك:

إنّ ظهور ما لم يتوقّعه العباد من الله شيء طبيعي، وذلك لقصور معرفة العباد وقلّة إلمامهم وعلمهم، وقد قال تعالى: { وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً } [ الإسراء: 85 ]

ويتبيّن من هنا بأنّ المعنى المقصود من البداء أرفع شأناً من هذا المعنى الذي لا يدل إلاّ على قلّة مستوى علم الإنسان بالأفعال الإلهية.

الرأي الثاني :

البداء عبارة عن تغيير الله ما قدّره للعباد، وقد سمّي البداء بـ “البداء”; لأنّ هذا التغيير لا يتحقّق إلاّ بعد أن يظهر لله تعالى في الواقع الخارجي أمراً من العباد يدعوه إلى هذا التغيّر في التعامل معهم. وسيتبيّن في المبحث اللاحق المقصود من “الظهور لله تعالى”.

الصفحة 292

المبحث السادس: المقصود من “الظهور لله تعالى“

معنى الظهور الذي لا يصح نسبته إلى الله تعالى(1) :

الظهور بعد الخفاء بمعنى العلم بعد الجهل.

دليل تنزيه الله تعالى عن هذا الظهور:

يتضمّن هذا المعنى اتّصاف الله بالجهل، وخفاء الأمور عنه تعالى، وعدم معرفته بعواقب الأمور، ولكنّه عزّ وجلّ منزّه عن هذه الأمور، وهو الذي لا تخفى عليه خافية، وهو بكلّ شيء عليم.

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): “ما بدا لله في شيء إلاّ كان في علمه قبل أن يبدو له”(2).

قال(عليه السلام): “إنّ الله لم يُبد له من جهل”(3).

قال(عليه السلام): “ليس شيء يبدو له إلاّ وقد كان في علمه، إنّ الله لا يبدو له من جهل”(4).

سُئل(عليه السلام): “هل يكون اليوم شيء لم يكن في علم الله بالأمس؟ قال(عليه السلام): “لا، من قال هذا فأخزاه الله”(5).

قال(عليه السلام): “من زعم أنّ الله عزّ وجلّ يبدو له في شيء لم يعلمه أمس فابرؤوا

____________

1- انظر: تصحيح اعتقادات الإمامية، الشيخ المفيد: فصل في معنى البداء، ص 65.

2- الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، كتاب التوحيد، باب البداء، ح 9، ص 148.

3- المصدر السابق: ح 10، ص 148.

4- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج4، باب 3، ح 63، ص 121.

5- الكافي، الشيخ الكليني، ج1، كتاب التوحيد، باب البداء، ح 11، ص 148.

الصفحة 293

منه”(1).

قال(عليه السلام): “من زعم أنّ الله بدا له في شيء بداء ندامة، فهو عندنا كافر بالله العظيم”(2).

معنى الظهور الذي يصح نسبته إلى الله تعالى :

الظهور بعد الخفاء بمعنى أن يجد الله تحقّق الشيء في الواقع الخارجي بعد عدمه.

توضيح ذلك:

ينقسم ظهور الأشياء لله إلى قسمين:

1 ـ ظهور في مقام العلم الذاتي لله تعالى .

وجميع الأشياء ـ على ضوء هذا المعنى ـ ظاهرة لله، ولا يمكن استثناء شيء منها.

2 ـ ظهور في مقام العلم الفعلي لله تعالى .

والعلم الفعلي عبارة عن ظهور الأشياء لله بعد تحقّقها في الواقع الخارجي .

والأشياء ـ على ضوء هذا المعنى ـ لا تكون ظاهرة لله في مقام الفعل إلاّ بعد تحقّقها في الواقع الخارجي، أمّا الأشياء التي لم توجد بعد، ولم يكن لها وجود في الواقع الخارجي فهي لا تتّصف بالظهور في مقام الفعل، بل لا معنى للقول بأنّها ظاهرة في مقام الفعل وهي بعد معدومة وليس لها وجود في الواقع الخارجي(3).

بعبارة أخرى:

إنّ الأشياء الموجودة والمتحقّقة في الواقع الخارجي:

يعلمها الله تعالى بالعلم الذاتي، ولها عنده تعالى ظهور في الواقع الخارجي.

____________

1- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج 4، باب 3، ح 30، ص 111.

2- الاعتقادات، الشيخ الصدوق: باب الاعتقاد في البداء، ص 41.

3- انظر: عدّة الأصول، الشيخ الطوسي: ج 2، الباب السابع، الفصل الأوّل، ص 496.

الصفحة 294

إنّ الأشياء غير الموجودة والتي ستتحقّق في الواقع الخارجي.

يعلمها الله تعالى بالعلم الذاتي، ولكن ليس لها عنده ظهور إلاّ بعد تحقّقها.

النتيجة :

نستنتج من التقسيم الذي تمّ بيانه حول مصطلح “الظهور” بأنّ قولنا في البداء:

ظهر لله كذا بعد أن لم يكن ظاهراً.

أي: وجد الله كذا في الواقع الخارجي بعد أن لم يجده.

مثال هذا الظهور في القرآن الكريم:

قال تعالى: { ولنبلونّكم حتّى نعلمَ المجاهدينَ منكم } [ محمّد: 31 ]

أي: “حتّى نعلم جهادكم موجوداً”(1); لأنّ قبل وجود الجهاد لا يُعلم الجهاد موجوداً، وإنّما يُعلم كذلك بعد حصوله”(2).

قال تعالى: { وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلاّ لنعلم من يتّبع الرسول ممّن ينقلب على عقبيه } [ البقرة: 142 ]

أي: لنعلم ذلك في مقام الفعل وفي الواقع الخارجي.

وإلاّ فالله عالم بالأشياء قبل كونها بعلمه الذاتي الأزلي.

وإنّما المقصود هنا هو “العلم الفعلي” الذي هو عبارة عن وجود وتحقّق الشيء في الواقع الخارجي(3).

____________

1- التبيان في تفسير القرآن، الشيخ الطوسي: تفسير آية 31 من سورة محمّد، 9 / 306. مجمع البيان في تفسير القرآن، الشيخ الطبرسي: تفسير آية 31 من سورة محمّد، 9 / 161.

2- عدّة الأصول، الشيخ الطوسي: ج 2، الباب السابع، الفصل الأوّل، ص 496.

3- للمزيد راجع في هذا الكتاب: الفصل الثامن: علم الله تعالى، المبحث التاسع: علم الله بالأشياء بعد إيجادها .

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية