بيان أصل الوراثة في العصمة

قال اللهُ الحكيم في كتابه الكريم :

ثّمّ أَوْرَثْنَا الكِتَبَ الّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَهِ ذَ لِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (1) .

قانون الوراثة أصلٌ مهم جرت مطالعته بدقّة في جميع شؤون الموجودات ، من الإنسان و الحيوان و النبات ، حيث استُحصلت منه ءاثار ونتائج هامّة ؛ ويمكن القول أنّه أحد السُنن الالهيّة التي لا تتبدّل و لا تتغيّر . إنّ التمعّن في أفراد البشر و ملاحظة إنتقال الخصوصيّات و الكيفيّات من نطفة الأب و الأمّ و لقاحها و ظهورها على هيئة جنين ثم ظهورها في الطفل ، سيُثبت هذا الأساس بصورة كليّة لدى الإنسان .

انّ نطفة الانسان هي ذرّة من نظامه الوجودي تتراكم فيها و تندمج جميع الأثار و الخصائص الإنسانية و توجد في صورة القوّة و الاستعداد . وعندما تستقرّ النطفة في رحم الأمّ في وعائها الخاصّ و شرائطها الخاصّة ، فانّها تصل الى مرحلة الفعليّة و تظهر بصورة النشر مُشيرةً الى جميع الخصائص المادّية و الأخلاقيّة و الروحيّة التي حصل عليها الجنين من والديه .

فالولد لا يرث من أبيه لون الجلد و شكل الأعضاء و الجوارح وتركيب العظام فقط ، بل انّه يرث كذلك التشابه في كلّ ذرّة من الدّم و في كلّ خليّة لا تُرى ؛ بحيث انّه لو حصل هناك شكّ في الطفل ، فانّه يمكن تعيين أبيه الحقيقي عن طريق فحص الدم.

و ليس ذلك الاّ لأنّ الطفل في الحقيقة فرعٌ أو غصن تفرّع من شجرة وجود أبيه و أصله الماديّ و المعنويّ ، فصار يُحاكي ذلك الاصل في جميع خواصّه . و بغضّ النظر عن العين و الدماغ و الأذن و القلب و المعدة و الكلية والعظام و الهيكل ، فانّ الطفل يكتسب من أبويه بعنوان الوراثة خواصّ الوجود و ءاثاره ، حتّى في الأجزاء البسيطة المجهريّة . حتّى انّ بعض الأمراض تنتقل اليه من أجداده عن طريق الوراثة ، فإن لم تظهر هذه الأمراض في النسل الأوّل أو الثاني ، فانّ تلك الامراض ستحفظ في مرحلة التطورّ و التغيّر في عدّة أجيال حتى تنهي مرحلة كمونها فتظهر في أجيال أخرى حين تتحقّق شرائط وجودها .

و هذه الخصائص و الأثار لا تنتقل من الوالد الى نطفته فحسب ، بل انّ ءاثارها الوجوديّة ستكون مشهودةً واحدة في جميع خلايا الإنسان . ويمكن القول بأنّ هناك في كلّ ذرّة من جسم الإنسان إنساناً كاملاً على نحو الاستعداد و القوّة الوجوديّة ، بحيث اذا توفّرت له شرائط التربية و التكامل فانّه سيظهر في هيئة إنسان كامل .

و بعبارة اخرى فليس هناك فى النطفة وحدها إنسان كامل يظهر في الرحم و الظرف المستعدّ ، بل انّ هناك في كلّ خليّة إنساناً كاملاً موجوداً على نحو الوراثة و انتقال مراتب الوجود .

و على الرغم من انّهم لم يتمكّنوا عملاً من تلقيح خليّة رجل مع خليّة امرأة في وعاء معدّ خاص لإيجاد طفل خارج و عاء الرحم ، لكنّ ذلك ليس دليلاً قاطعاً على إمتناع هذا الأمر ، بل انّ هناك أدلّة قد أقيمت على إمكانه . ولربّما سيرى البشر يوماً من خلال تقدّم مسيرة العلم ، نشوءَ طفل من تلقيح خلايا المرأة و الرجل في أوعية معدّة و مناسبة خارج بدن الأم ، فيظهر في زمن قصير مليارات الأطفال من امرأة و رجل واحد .

و هذا الموضوع على اثر ذلك الاصل فى الوراثة الذي يجعل جميع خصائص الفرد مؤثّرة في كلّ ذرّة من ذرّات بدنه ، فتحكي تلك الذرّة جميع الأثار الوجوديّة لذلك الشخص .

كما انّه يُشاهد في النباتات انّ أصل الوراثة قد فعل فعله ليس فقط عن طريق زرع البذور في الأرض ، بل و عن طرق شتّى أخرى كالتكثير بالأقلام ، و عن طريق التطعيم ، حيث تنشأ بذلك شجرة تُناظر أصلها الذي اُخذت منه ، و سيحمل ذلك الغُصن المقتطع جميع خصائص الشجرة من الجذر و الساق و الأوراق و الثمار نظير جذر و ساق و أوراق و ثمار أصله الذي اقتُطع منه .

و كذلك الحال في عملية التكثير بالبراعم ، فانّ البراعم المطعّمة ستجعل ساق الشجرة الأخرى رحماً لتربيتها ، فتنمو هناك و تنشأ و تظهر فيها جميع ءاثار أصلها بدون أيّ تخّطٍ أو أدنى تجاوز .

مَا مِن دَآبّةٍ إلّا هُوَ ءَاخِذٌ بِنَاصِيَتِهَآ إنّ رَبّى عَلَى صِرَ طٍ مُسْتَقِيمٍ (2) .

و اذا ما تجاوزنا الماديّات و مراتب الظهور الطبيعي في الإنسان إلى الأفكار و الأخلاق و الروحيّات ، فانّنا سنرى أنّ الطفل يتأثّر و راثياً أيضاً بأصله ، فتظهر فيه عن طريق النطفة غرائز و أخلاق و الديه ، و من تركيب تلك النطفتين فانّ مجموعاً مركّباً منهما سيُظهر الطفل بأخلاق خاصة هي نتاج غرائزالوالدين معاً .

فالولد الذي له والدان يتصّفان بالشجاعة سيكون شجاعاً بالتأكيد ، أمّا إذا كان والداه يتصّفان بالجبن و الخوف فانّه سيصبح جباناً ، و اذا كانا سخيّين فانّه سيكون سخيّاً ، أو كانا لئيمين أو مُضحيّين فانّه سيماثلهما في ذلك . كما انّ الوالدين العاقلين سينجبان ولداً عاقلاً ، فإن كانا أبلهين صار طفلهما أبلهاً . و على أيّ حال فانّ جميع الأخلاقيّات و الغرائز الروحيّة للولد لن تخرج عن أصل الوالديين ، بل هي تابعة الى صفاتهما ، و ناتجة عن اللقاح و الفعل و الانفعال لقواهما الروحيّة و الأخلاقية .

و قد يحصل أحياناً أنّ شخصاً عاقلاً يخرج من صلبه ولدٌ جاهل ، والعكس صحيح ، و بالطبع فانّ ذلك سيكون ناجماً من شرائط و ظروف التربية في الرحم ، أو من انتقال نطفة أحد أجداده الذين كانوا كذلك ، فظهرت هذه الصفة في هذا النسل ، و هذا بالطبع ينطبق على أصل الوراثة .

و كما انطبق أصل الوراثة في الإنسان ، فانّه ينطبق كذلك على النباتات و الحيوانات ، فولد الذئب سيكون ذئباً ، و ولد الخروف خروفاً وولد الأسد أسداً ، ثم انّ ءاثار اولئك و كيفيّتهم ستنتقل الى الأجيال والطبقات التالية نسلاً بعد نسل من وجهة نظر كيفيّة تشكيل الجسم والخلايا الجسميّة و الصفات الروحيّة . و الأمر في النباتات كذلك ، فورد الياسمين ينتج ياسميناً ، و الورد المحمّدي ينتج ورداً محمّدياً يتبع أصله في شكله ولونه و رائحته ، كما انّه لن يخرج من شجرةِ التفّاح إجاص و لو مضى عليها ألف عام ، و لو تعاقبت الأجيال .

بلى ، لقد كان أصل الوراثة أساس عالم الوجود ، و هذه الظهورات ستستمرّ و تتقدّم طبقاً لهذه السُنن .

فَلَن تَجِدَ لِسُنّتِ اللَهِ تَبْدِيلًا وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنّتِ اللَهِ تَحْوِيلًا (3) .

و لقد حفظ أصل الوراثة ثباته و بقاءه في جميع الشؤون المذكورة ، والأهمّ و الأعلى من ذلك بقاؤه و ثباته في المعنويّات و الأسرار الالهيّة .

إنّ الله سبحانه و تعالى خلق ءادم أبا البشر و جعله خليفته في الأرض ، و جعل قلبه مركز تجليّات أنوار جماله ، و جعل عقله قوّياً و صدره منشرحاً و قلبه متّسعاً ، بحيث يمكنه الاطّلاع على جميع أسرار عالم الكون ، و العلم بحقائق الموجودات ، و تمزيق حجب الأوهام ، و الاستقرار فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (4) . و الوصول الى مقام الاطمئنان ، والاطّلاع على أسرار الغيب ، و محادثة الملائكة ، و السكنى في حرم الأمن و الأمان الالهيّ ، فيصبح قلبه مركز تجلّيات أسماء و صفات المعبود جلّ شأنُه .

و هكذا فانّه سيُشاهد رأي العين إحاطة قدرة و علم و حياة الله في جميع مراحل الوجود ، و سُيناجي ربّه و يتكلّم معه من السرّ و الباطن ، وسيفوز بمقام:

عَلّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرّةٍ فَاسْتَوَى وَ هُوَ بِالاُفُقِ الْأعْلَى ثُمّ دَنَا فَتَدلّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إلَى عَبْدِهِ مَآ أَوْحَى (5) .

و البقاء ببقاء الله بعد فناء النفس ، و طيّ أسفاره الأربعة ليكون مرءاةً تامّة و مظهراً تامّاً كاملاً للحضرة الأحديّة .

و قد أودع هذا النور في ءادم عليه السلام منذ بدء الخلقة ؛ وبمقتضى : وَ عَلَمّ ءَادَمَ الْأسْمَآءَ كُلّهَا (6) .

و كذلك بمفاد قوله :

وَ إذْ قَالَ رَبّكَ لِلْمَلَنِكَةِ إِنّى جَاعِلٌ فِي الْأرْضِ خَلِيفَةً (7) .

فانّ ءادم وحده جوهر عالم الوجود ، و هو وحده اللؤلؤة الثمنية في صدف عالم الكون ، و خزينة أسرار الحضرة الربوبيّة التي طلعتْ و ظهرت فيه الى حدّ ما . و بموجب أصل الوراثة فقد انتقل ذلك السرّ الى أبناء ءادم ، فظهر و برز في الأنبياء واحداً بعد الأخر كلّاً بدوره ، و بمراتب الاختلاف التي تُشاهد فيهم ، فأصبح كلّ واحد منهم مركزاً لتجلّي ذلك النور بقدر استعداده و ظرفيّته .

تِلْكَ الرّسُلُ فَضّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلّمَ اللَهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَتٍ و ءَاتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَتِ وَ أَيّدْنَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (8) .

الى أن وصل الدور الى خاتم الأنبياء و سيّد المرسلين محمّد بن عبدالله صلّى الله عليه و ءاله ، فأشرق ذلك النور فيه على أتمّ نحوٍ و أكمله ، و بمقتضى أصل الوراثة فقد مرّ في دور الكمون في أصلاب الأباء ، و ها قد وصل الى مرحلة الظهور و البروز ، و أشرق كما ينبغي له بلا زيادة و لا نقصان لذا فانّ شريعته صلوات الله و سلامه عليه ناسخة لجميع الأديان ، ودينه متمّم و مكمّل لجميع الأديان ، و باقٍ و خالد الى يوم القيامة .

و قد حصلت هذه الأثار بواسطة سعة روح النبيّ و سعة قلبه المبارك ، و ليست أمراً اعتباريّاً تشريفيّاً ، ثمّ انّها انتقلت في ذريّته ، اي انّ ذلك النور انقسم الى قسمين ، أحدهما في نفسه المباركة و الأخر في نفس أميرالمؤمنين عليه السلام ، و انتقل من لقاح نور أميرالمؤمنين عليه السلام والصدّيقة الطاهرة سلام الله عليها الى ذريّتهما ، حيث قال صلوات الله وسلامه عليه :

إنّ اللَهَ جَعَل ذُرّيّةَ كُلّ نَبِيٍ ّ فِي صُلْبِهِ و جَعَلَ ذُرّيّتِي فِي صُلْبِ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ . (9)

و روى أحمد بن حنبل ، و هو أحد كبار أئمّة أهل السنّة ، عن سلمان الفارسي ، تبعاً لرواية كتاب (الرياض النضرة) انّه قال :

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَهِ صلّى اللَهُ عليه [وآله] و سَلّم يقولُ : كُنْتُ أَنَا وَ عَلِيّ نُورًا بَيْنَ يَدِي اللَهِ تَعَالَى قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ ءادَمَ بِأَرْبَعَةِ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ ، فَلَمّا خَلَقَ اللهُ ءادَمَ قَسّمَ ذَلِكَ النّورِ جُزْئَيْنِ جُزْءٌ أَنَا وَ جُزْءٌ عَلِيّ . خرّجه أحمد في المناقب (10) .

و يحدّث أيضاً في (ينابيع المودّة) نقلاً عن كتاب (مودّة القربى) ، عن عثمان انّه روى عن رسول الله صلى الله عليه [وآله ] و سلّم :

خُلِقْتُ أَنَا وَعَلِيّ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ قَبْلَ أَن يَخْلُقَ اللَهُ ءادَمَ بِأَرْبَعَةِ ءالَافِ عَامٍ ، فَلَمّا خَلَقَ اللَهُ ءادَمَ رَكِبَ ذَلِكَ النّور فِي صُلْبِهِ فَلَمْ يَزَل شَيئًا وَاحِدًا حَتّى افتَرَقْنَا فِي صُلْبِ عَبْدِ الْمُطَلَب ، فَفِيّ النّبُوّةُ وَ فِي عَلِيّ الْوَصِيّةُ (11) .

و ينقل المؤرّخ الأمين الحسين بن علي المسعودي في (مروج الذهب) روايةً جامعة عن أميرالمؤمنين عليه السلام حول ابتداء الخلقة وكيفيّة خلق نور محمّد و ءال محمد عليهم السلام ، و عن كيفيّة انتقال ذلك النور في النشئآت المختلفة الى أن يصل الى خلقة الملائكة و خلقة ءادم ، ثم يقول :

ثُمَ نَبّه ءادَمَ عَلَى مُستُودِعِه ، وَ كَشَفَ لَهُ [عَنْ ] خَطَرِ مَا ائْتَمَنَهُ عَلَيْهِ ، بَعْدَ ما سَمّاهُ إماماً عِنْدَ الْمَلَائِكَةِ .

فَكَانَ حَظّ ءادَمَ مِنَ الْخَيرِ مَا أواهُ مِنْ مُسْتَودَعِ نُورِنا ، وَ لَمْ يَزَل اللهُ تَعالى يخبأ النُورَ تَحتَ الزّمانِ إلى أَنَ فَضّلَ مُحَمّداً صَلّى اللهُ عليه [وآله ] و سَلمّ في ظَاهِرِ الفَتَراتِ .

فَدَعَى النّاسَ ظَاهِرًا وَ بَاطِنًا ، وَ نَدَبَهُمْ سِرّا و عَلَانِيّةً ، واسْتَدْعى عليه السّلامُ التَنْبيهَ عَلى العَهْدِ الّذي قدّمه الى الذّرِ قبلَ النسلِ .

فَمَنْ وَافَقَهُ و قَبَسَ مِنْ مِصباحِ النّورِ المُقْدِمِ ، اهْتدى إلى سِرّهِ و استَبانَ وَاضِحَ أمرِهِ ؛ و مَنْ أبلسته الغفلةُ ، استحقّ السّخطَ .

ثمّ انتقل النّورُ الى غَرائزِنا ، و لَمَعَ فِي أئمتِنَا ، فَنَحْنُ أنوارُ السّماءِ و أنوارُ الأرضِ فَبِنَا النّجاةُ ، و مِنّا مَكنونُ العِلمِ ، و إلينا مَصيرُ الْأُمُورِ ، و بمهديّنا تنقطعُ الحُججُ ، خَاتمةُ الأئمّةِ و مُنقذِ الأمّةِ ، وَ غَايَةِ النّورِ ، وَ مصدر الأمورِ .

فَنَحْنُ أَفْضَلُ الْمَخْلوقينَ ، و أَشْرَفُ الْمُوَحّدينَ ، وَ حُجَجُ رَبّ الْعالَمينَ .

فَلْيَهْنأ بالنّعمةِ مَنْ تَمَسّكَ بِوِلايَتِنا ، وَ قَبَضَ عَلَى عُرْوَتِنَا .

ثم يقول المسعودي : فهذا ما نروي عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه (12) .

و يقول المسعودي أيضاً : و قد رأيت في كثير من كتب التواريخ والسيرة و الأنساب انّ ءادم أباالبشر حين سمع هاتفاً يُخبره عن مقتل ولده هابيل زاد حزنه و غمّه لما جرى و ما سيأتي .

فَأَوْحَى اللَهُ إَلَيْهِ : إنّي مُخْرِجٌ نُوري الّذي بِهِ السّلوكُ فِي الْقَنَواتِ الطّاهِرةِ ، و الاُروماتِ الشّريفَةِ ، و أُباهِي بِهِ الأَنْوارَ ، و أَجْعَلُهُ خَاتَمَ الْأنْبياءِ ، وَ أَجْعَلُ ءَالَهُ خِيارَ الْأئِمّةِ الْخُلَفاءِ .

و أَخْتَمُ الزّمانَ بِمُدّتِهِمْ ، و أَغُصّ الْأرْضَ بِدَعْوَتِهِمْ ، و أَنْشُرُها بِشيعَتِهِمْ .

فَشَمّرْ و تَطَهّرْ ، و قدّسْ ، و سَبّحْ ، وَ اغْشَ زَوْجَتَكَ عَلَى طَهَارَةٍ مِنْهَا ، فانّ وَدِيعَتي تَنْتَقِلُ مِنْكُما إلَى الْوَلَدِ الْكائِنِ مِنْكُمَا (13) .

امّا الأن و قد اتّضح الموضوع ، فاننا نرجع الى تفسير الأية التي ذكرناها في مطلع كلامنا : ثُمّ أَوْرَثْنَا الْكِتَبَ الّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا .

و علينا أن نرى ما هو هذا الميراث ؟ و هذا البحث يتناول موضوعين :

1 ـ الموضوع الأوّل : ما هو المقصود من الكتاب ؟

2 ـ الموضوع الثاني : من هم العباد المصطفون الذين أورثهم الله الكتاب ؟

امّا الموضوع الأوّل ، فليس هناك من شكّ في انّ المقصود بالكتاب هو القرءان الكريم ، لأنّه يقول في الأية التي سبقتها :

وَ الّذِي أوْحَيْنَا إلَيْكَ مِنَ الْكِتَبِ هُوَ الْحَقّ مُصَدّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إنّ اللَهَ بِعِبَادَهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (14) .

و هذا الخطاب موجّه الى رسول الله صلّى الله عليه و ءاله ؛ كما انّ الكتاب الذي أوحي اليه هو القرءان الكريم .

و باعتبار انّه يقول بعد هذه الأية مباشرة :

ثُمّ أوْرَثْنَا الْكِتَبَ الّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا .

فقد اتّضح بأن المراد بهذا القرءان المورث ليس القرءان المكتوب ، بل انّ المراد بذلك هو حقيقة القرءان الذي نزل على قلوبهم . فقد تلقّى رسول الله ـ وفق نهجٍ معيّن ـ تلك الحقائق من جبرئيل الأمين ، و بنفس ذلك النهج تلقّى هؤلاء العباد المصطفون القرءان من رسول الله صّلى الله عليه وءاله و تلك الحقائق و الأسرار و اللطائف التي : لَا يَمَسّهُ إِلّا الْمُطَهّرُونَ (15) . و إنّا جَعَلْنَهُ قُرْءانًا عَرَبِيّا لّعَلّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَ إِنّهُ فِي أُمِ ّ الْكِتَبِ لَدَيْنَا لَعَلىّ حَكِيمٌ (16) ؛ حيث وردت على قلوبهم بمستو رفيع مختصّ بهم .

امّا فيما يخصّ الموضوع الثاني ، فحسب الروايات المستفيضة والمتظافرة التي وردت عن الامام محمد الباقر و الإمام جعفر الصادق عليهما السلام ، فانّ المراد بهؤلاء العباد المصطفين ، ذريّة الرسول الأكرم صلّى الله عليه و ءاله من أولاد فاطمة الزهراء سلام الله عليها ؛ الذين يقعون في ذريّة : (وءالَ إبراهيم) بمقتضى الأية المباركة : إنّ اللَهُ اصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحًا وَ ءَالَ إِبْراهِيمَ وَ ءَالَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَلَمِينَ (17) .

و علاوةً على ذلك ، فلم يدّعِ أحد منذ صدر الإسلام حتّى الأن أنّ هناك شخصاً أعلم بكتاب الله من أميرالمؤمنين و الأئمّة الطاهرين عليهم السلام ؛ بل انّ أميرالمؤمنين ـ حسب الروايات المتواترة الواردة عن كبار أهل السنّة ـ أعرف الأمّة و أعلمها بكتاب الله . و بناءً على هذا فانّ من المُسَلّم انّ المراد بالعباد المصطفين الذين أورثهم اللهُ القرءان هؤلاء الأئمّة الطاهرين .

و بغضّ النظر عن ذلك فانّه وفقاً للحديث المتواتر بين السّنّة و الشيعة الذي جعل فيه النبيّ عترته ملازمةً للقرءان و قرينةً له ، فانّه يتّضح أنّ المراد من العباد المصطفين عترة رسول الله :

إِنّي تَاركٌ فِيكُمُ الثَقلينِ كِتابَ اللَهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي لَنْ يَفْتَرِقَا حَتّى يَرِدَا عَلَيّ الحَوضَ (18) .

علاوة على الروايات الكثيرة الواردة في علم أميرالمؤمنين عليه السّلام ، كالحديث الوارد عن أمّ سلمة حيث قالت : قال النبيّ :

عَلِيّ مَعَ الْقُرْءانِ و الْقُرْءانُ مَعَ عَلِيّ ٍ (19) .

و حديث : أَنَا مَدِيَنَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِيّ بَابُهَا (20) .

و نظائرها من الروايات الواردة في علم أميرالمؤمين ، و التي تفيد انّه كان من وارثي كتاب الله من رسول الله صلّى الله عليه و ءاله .

امّا بشأن قوله تعالى :

فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإذِنِ اللَهِ .

فمن الجلّي انّ المقصودَ بهم أصحاب الشمال و أصحاب اليمين والمقربّون ، و مسلّماً فانّ المراد بالعباد المصطفين هم الفئة الثالثة الذين سبقوا الى الخيرات .

و بناءً على هذا فانّ الضمير في (منهم) امّا ان يكون عائداً الى (عبادنا) بدون قيد الاصطفاء ، أي انّ مطلق عبادنا ينقسمون الى ثلاث مجاميع ، لكنّ من بينهم السابقون الى الخيرات الذين كانوا هم المصطفين وورثة الكتاب .

و امّا أن يعود الضمير في (منهم) الى (الّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) ، اي انّ الطوائف الثلاث شركاء في وراثة الكتاب ، على الرغم من انّ الفئة الثالثة ستكون العالمة بالكتاب و المحافظة عليه و الوارث الحقيقيّ له .

و لا مانع هناك أن يكون القائمون بكتاب الله و المحافظون عليه فئةً خاصّة بينما تُنسب الوراثة الى الجميع ، كما في الأية الكريمة الشريفة :

وَ أَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَ ءِيلَ الْكِتَب (21) ، التي تنسب الوراثة الى بني إسرائيل مع انّ نزول التوراة كان على موسى (عليه السلام) لا عليهم جميعاً ، ولكن باعتبار انّ موسى كان يعيش في بني اسرائيل ، فانّ نسبة إعطاء التوراة لبني اسرائيل صحيحة تجوّزاً . و بناءً على هذا الاحتمال ، فسيكون المراد بعبارة (ظالمٌ لنفسه) أفراد المسلمين الذين ظلموا أنفسهم بارتكاب السيئّات والمعاصي ، و ذلك لأنّه تبعاً لهذا الاحتمال فانّ فئة (ظالمٌ لنفسه) سيكونون من المصطفين ، لذا لا يمكن جعلهم من أصحاب الشمال ، بل هم من أصحاب اليمين ، غاية الأمر انّ فيهم بعض النقائص .

و على كلّ حال فلنعد الى أصل البحث ، و هو ان اميرالمؤمنين والأئمة الأطهار باعتبارهم عبادالله المصطفين ـ طبقاً للنصوص الصريحة التي نقلها أهل السنّة بأنفسهم عن كبار المحدّثين ـ فانّهم حارسو و حافظو كتاب الله . فالحافظ للقرءان و الوارث له هو الذي يمتلك مقامَ و منزلة رسول الله ، و يمتلك قلباً كقلب رسول الله في تحمّل تلك الحقائق واستيعابها .

و سنذكر هنا بعض الروايات التي أوردها علماء العامّة المعروفون في كتبهم ليتضّح مقام أميرالمؤمنين عليه السلام و منزلته في نظرهم .

فقد روى في (ينابيع المودّة) عن جابر بن عبدالله الأنصاري انّ الرسول الأكرم صلّى الله عليه و ءاله قال : كَفّ عَلِيّ كَفّي (22) .

و من البيّن انّ المراد باليد الأثار المترتّبة على اليد من الأخذ و العطاء و الكتابة و الحرب و غير ذلك ، و اجمالاً فانّ المراد به كلّ ما تفعله اليد . ولأنّ هذه الأفعال مترتّبة على إرادة النفس و اختيارها ، فانّ تساوي الكفيّن سيلازم المساواة في جميع المبادئ و المراحل الفعليّة من الحالات النفسيّة و مكارم الأخلاق و الصفات الحسنة . و ورد أيضاً عن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه و ءاله قال :

يَا أبابَكر كَِفّي وَ كَفّ عَلِيّ فِي الْعددِ سَواءٌ (23) . و في رواية أخرى : يا أبابَكْر كَفِي و كَفّ عَلِيٍ ّ فِي العدلِ سَواءٌ (24) .

و بالطبع فانّ التساوى في العدل كما بيّنا يتلازم مع تساوي الصفات النفسيّة و مكارم الأخلاق و الإطّلاع على السرائر ، الذي سينجم عنه في مرحلة الفعل أن تكون أفعاله و سيرته كأفعال و سيرة النبيّ الأكرم .

و امّا التساوي في العدد فهو كناية عن التساوي في جميع مراتب القدرة و مراحلها ، فكلّ شي يستطيع الرسول صلى الله عليه و ءاله فعلَه فانّ أميرالمؤمنين هو الأخر يستطيع فعله ، لأنّ اليد في هذا التعبير الذي افتُرض لها عدد فيه معلولٌ للقدرة و ءالة لإجراء النوايا النفسانية و الإرادات الروحيّة .

و بناءً على هذا فانّ هذا التعبير يبيّن تساوي قدرة رسول الله مع قدرة عليّ عليه السلام ، و هكذا فانّ المعجزات العجيبة التي ظهرت على يد الرسول الأكرم موجودة كلّها في مركز إرادة و قدرة عليّ عليه السلام .

يروي محبّ الدين الطبري في (الرياض النّضرة) ، عن أنس بن مالك قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله ] و سلّم : مَا مِنْ نَبِيٍ ّ إلّا و لَهُ نَظيرٌ فِي أُمّته ، و عَليّ نَظِيري (25) .

و هذه الرواية تبيّن بأنّه لا يوجد أحدٌ في جميع أمّة رسول الله يُماثله في الصفات الروحيّة و الكمالات النفسيّة كعليّ بن أبي طالب ، فقد كان مولى الموحدين وحده نظيراً لرسول الله صلى الله عليه و ءاله .

و جاء نظير هذه الرواية في (ينابيع المودّة) عن أنس بن مالك برواية صاحب (الفردوس) : قالَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عليه [وآله ] وسلّم : مَا مِنْ نَبِيّ ٍ إلّا وَ لَهُ نَظِيرٌ من أمّتي … الى أن قال وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ نَظِيرِي (26) . و يقول في (صحيح البخاري) في باب مناقب عليّ :

قَال النبيّ صلّى اللَهُ عليه [وآله ] و سَلّم لِعليّ : أَنْتَ مِنّي وَ أَنَا مِنْكَ (27) .

و هذا التعبير يبيّن غاية الإتحاد و التلاحم مع عليّ عليه السلام ، كأنّ وجودهما كان وجوداً واحداً تجلّى في جسميْن .

كما نقل ابن حجر الهيتمي المكيّ في (الصواعق المحرقة) (28) ، عن البراء بن عازب ؛ و نقل محبّ الدين الطبري في (الرياض النضرة) انّ رسول الله صلّى اللهُ عليه [وآله ] و سَلّم قال : عَليّ ٌ مِنّي بِمَنْزِلَةِ رَأْسِي مِنْ بَدَنِي (29) .

و هذا التعبير يدلّل على غاية الاتّحاد و التكاتف و التلاحم ، فرسول الله صلى الله عليه و ءاله يقول : كما انّ الجسم لا حياة له بدون الرأس ، فانّ حياتي مرتبطة و منوطة بحياة عليّ . و يروي في (ينابيع المودّة) عن عبدالله بن مسعود أن رسول الله قال :

عَليّ مِنّي مثلُ رَأْسِي مِنْ بَدَنِي (30) .

و يروي في (ينابيع المودّة) عن أبي هُريرة أنّه قال :

كَانَ رَسُولُ اللهِ صلّى اللَهُ عليه [وآله ] و سَلّم بَعَثَ بَعْثَيْنِ ، و بَعَثَ على أَحَدِهِما عَلِيّاً وَ عَلَى الآخَرِ خالِدَ بْنَ الْوَليدِ ،

و قالَ : إذَا الْتَقَيْتُمْ فَعَلِيّ ٌ عَلَى النّاس ، و إذا افْتَرَقْتُمْ فَكُلّ عَلَى جُنْدِهِ ، فَلَقينا بَني زُبيدة ، فاقْتَتَلْنا و ظَفَرْنا عَلَيْهم ، و سَبَيْنَاهُم ، فَاصْطَفَى عَليّ مِنَ السّبْى واحِدًا لِنَفْسِهِ .

فَبَعَثَني خالِدٌ الى النّبيّ صلّى اللهُ عليه [وآله ] و سلّم حَتّى أُخْبِره ذلكَ ، فَلَمّا أَتَيْتُ و أَخْبَرْتُهُ فَقُلْتُ : يا رَسولَ الله بَلّغتُ ما أُرْسِلْتُ بِهِ ؟

فقالَ : لَا تَقَعُوا فِي عَليٍ ّ ، فَإنّهُ مِنّي و أَنَا مِنْهُ ، و هُوَ وَليّي وَ وَصِيّي مِنْ بَعْدِي (31) . رواه الإمام أحمد في مسنده .

و روى ابن الأثير في (أسد الغابة) (32) ، بسنده المتّصل عن عمران بن الحصين ؛ و القندوزي في (ينابيع المودّة) (33) عن (سنن الترمذي) عن عمران بن الحصين ؛ كما روى محبّ الدين الطبري عن عمران بن الحصين (34) قال :

بعث رسول الله صلى الله عليه [وآله ] و سلّم جيشاً ، و استعمل عليهم عليّ بن أبي طالب ، فمضى في السريّة فأصاب جارية ، فأنكروا عليه ، وتعاهد أربعة من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه [وآله ] و سلّم فقالوا : اذا لقينا رسول الله صلّى الله عليه [وآله ] و سلّم أخبرناه بما صنع عليّ . و كان المسلمون اذا رجعوا من السفر بدأوا برسول الله صلّى الله عليه [وآله ] وسلّم ، فلمّا قدمت السريّة فسلّموا على رسول الله صلّى الله عليه [وآله ] وسلّم فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله صلّى الله عليه [وآله ] و سلّم ألم تَرَ الى عليّ بن أبي طالب صنع كذا و كذا ؟ فأعرض عنه رسول الله صلّى الله عليه [وآله ] و سلّم ، ثمّ قام الثاني فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الثالث فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا : فَأقبَلَ إليهِم رَسولُ اللَهِ صلّى اللهُ عليه [وآله ] و سَلّم و الْغَضَبُ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ ، فقالَ : ما تُريدُونَ مِنْ عَلِيٍ ّ ؟ مَا تُريدُونَ مِنْ عَلِيٍ ّ ؟ ما تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍ ّ ؟ إنّ عَليّا مِنِّي و أَنَا مِنْ عَلِيٍ ّ ، وَ هُوَ وَلِيّ كُلّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي (35) .

تعليقات:
1) الأية 32 ، من السورة 35 : فاطر .
و قد أورد ابن بابويه في تفسير هذه الأية الشريفة حديثًا عن الإمام الرضا عليه السلام بيّنه في مجلس المأمون في مرو ، و كان حاضرًا ءانذاك مع علماء العراق و خراسان فسأله المأمون عن تفسير هذه الأية . و هذا الحديث شيّق للغاية و حاوٍ لمطالب قيّمة . و قد ورد كذلك في كتاب (غاية المرام) ، ص 219 تحت عنوان : التاسع .
2) ذيل الأية 56 ، من السورة 11 : هود .
3) ذيل الأية 43 ، من السورة 35 : فاطر .
4) الأية 55 ، من السورة 54 : القمر .
5) الأيات 5 ـ 11 ، من السورة 53 : النجم .
6) صدر الأية 31 ، من السورة 2 : البقرة .
7) صدر الأية 30 من السورة 2 : البقرة .
8) صدر الأية 253 ، من السورة 2 : البقرة .
9) ينابيع المودّة) ، ص . 252
) الرياض النضرة) ، ج 1 ، ص . 154
11) ينابيع المودّة) ، ص . 256
12) مروج الذهب) المجلّد الأول ، في طبعة مطبعة السعادة مصر ، 1367 هجرية ، ص 32 و 33 ؛ و في طبعة مطبعة دار الأندلس بيروت 1393 هجرية ، ص 42 و . 43 و ورد فيه لفظ (أراه) بدلاً من (أواه) .
13) مروج الذهب) المجلّد الأوّل ، في طبع مطبعة السعادة ـ مصر ، 1367 هجرية ، ص 37 ؛ و في طبع مطبعة دار الأندلس ـبيروت 1393 هجرية ، ص . 47
14) الأية 31 ، من السورة 35 : فاطر .
15) الأية 79 ، من السورة 56 : الواقعة .
16) الأية 3 و 4 ، من السورة 43 : الزخرف .
17) الأية 33 ، من السورة 3 : ءال عمران .
18) يروي أحمد بن حنبل هذا الحديث عن حديث زيد بن ثابت بطريقين صحيحين ، أوّلهما بداية ص 182 من الجزء الخامس من مسنده ، لكن العبارة هكذا : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله ] و سلم : انّي تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبلٌ ممدود ما بين السمآء و الأرض او ما بين السماء الى الأرض و عترتي اهل بيتي و انّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض . و ثانيهما في نهاية ص 189 من الجزء الخامس من مسنده ، لكنّ عبارته بهذه الكيفيّة : قال النبيّ : إنّي تارك فيكم نليفتين كتاب الله و أهل بيتي و انّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض جميعاً . و يقول في تفسير (الدّر المنثور) ، ج 6 ، ص 7 : و أخرج الترمذي وحسن ابن الانباري في المصاحف عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه [وآله ] و سلّم : إنّى تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أعظم من الأخر ، كتاب الله حبلٌ ممدودٌ من السماء الى الأرض و عترتي أهل بيتي ، و لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما .
19) كنز العمال) ، ج 12 ، ص 203 ، الحديث 1152 ، طبعة الهند . 1384
20) كنز العمال) ، ج 12 ، ص 201 ، الحديث 1130 ، طبعة الهند . 1384
21) الأية 53 ، من السورة 40 : المؤمن .
22) ينابيع المودّة) ، ص . 252
23) ينابيع المودّة) ، ص . 252
24) و لا يُستبعد أنّ الحديثين كانا كلاهما (في العدل) فصُحّف أحدهما الى (في العدد) .
25) الرياض النضرة) ، ج 3 ، ص 153
26) ينابيع المودّة) ، ص . 235
27) صحيح البخاري) ، ج 2 ، ص 299
28) الصواعق المحرقة) ، ص . 123
29) الرياض النضّرة) ، ج 3 ، ص . 149
30) ينابيع المودّة) ، ص . 236
31) ينابيع المودّة) ، ص . 233
32) أسد الغابة) ، ج 4 ، ص . 27
33) ينابيع المودّة) ، ص 53 و . 54
34) الرياض النضرة) ، ج 3 ، ص . 164
35) يبيّن في كتاب (عليّ و الوصيّة) من ص 352 الى 354 موارد عديدة شكى فيها البعضُ أميرالمؤمنين الى رسول الله فتغيّر صلوات الله عليه وءاله وردعهم وهدّدهم وسمّى عليّاً أخاً و وصيّاً و وليّ كلّ مؤمن .