نص الإمام الكاظم(ع) على إمامة الرضا(ع)

نصّب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ولده الإمام الرضا ( عليه السلام ) علماً لشيعته ، ومرجعاً لأمته ، وقد خرجت من السجن عِدة ألواح كُتب فيها : ( عَهدي إلى وَلَدي الأكبر ) .

وقد أهتمّ الإمام الكاظم ( عليه السلام ) بتعيين ولدِه الرضا ( عليه السلام ) إماماً من بعده ، وعهد بذلك إلى جَمْهَرَة كبيرة من أعلام شيعته ، كان من بينهم :

۱ – محمد بن إسماعيل الهاشمي قال : دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) وقد اشتكى شكاة شديدة ، فقلت له : أسأل الله أن لا يريناه – أي : لا يرينا فَقدَك – فإلى من ؟

فقال ( عليه السلام ) : ( إلى ابني عَلي ، فَكتابُهُ كِتابي ، وهو وَصِيّي وخَليفَتي من بعدي ) .

۲ – علي بن يقطين قال : كنتُ عند موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) وعنده علي ابنه ، فقال : ( يا علي ، هذا ابني سَيّد وُلدِي ، وقد نَحلتُه كُنيتي ) .

وكان في المجلس هشام بن سالم ، فضرب على جبهته وقال : إنا لله ، نعَى والله إليك نفسه .

۳ – نعيم بن قابوس ، قال : قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( علي ابني أكبرُ وُلدِي ، وأسمَعُهم لقولي ، وأطوعُهم لأمري ، ينظر في كتاب الجَفر والجامعة ، ولا ينظر فيهما إلا نبيّ أو وصي نبيّ ) .

۴ – داود بن كثير الرقي ، قال : قلت لموسى الكاظم ( عليه السلام ) : جُعلت فداك ، إني قد كبرتُ ، وكبر سِني ، فخذ بيدي وأنقذني من النار ، من صاحبُنا بعدك ؟

فأشار ( عليه السلام ) إلى ابنه أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وقال : ( هذا صاحبُكُم بعدي ) .

۵ – سليمان بن حفص المروزي ، قال : دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) وأنا أريد أن أسألُه عن الحجة على الناس بعده .

فلما نظر إلي ابتَدَأَنِي وقال : ( يا سُليمان ، إن عليّاً ابني ووصيّي ، والحُجة على الناس بعدي ، وهو أفضل وُلدي ، فان بقيتَ بعدي فاشهد له بذلك عند شيعتي وأهل ولايتي المُستخبرِينَ عن خليفَتي بعدي ) .

۶ – قال عبد الله الهاشمي : كُنّا عند قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) نحو ستين رَجُلاً مِنا ومن موالينا ، إذ أقبل موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) وَيَد علي ابنه في يده ، فقال ( عليه السلام ) : ( أتَدرون مَن أنا ) ؟

فقلنا : أنت سَيدُنا وكبيرُنا .

فقال ( عليه السلام ) : ( سَمّوني وانسبُوني ) .

فقلنا : أنت موسى بن جعفر بن محمد ( عليهم السلام ) .

فقال ( عليه السلام ) : ( من هذا ) وأشار إلى ابنه ؟

قلنا : هو علي بن موسى بن جعفر ( عليهم السلام ) .

فقال ( عليه السلام ) : ( فاشهدوا أنه وكيلي في حياتي ، وَوَصيّي بعد موتي ) .

۷ – عبد الله بن مرحوم قال : خرجتُ من البصرة أريد المدينة ، فلما صرتُ في بعض الطريق لقيتُ أبا إبراهيم وهو يذهب به ( عليه السلام ) إلى البصرة .

فأرسل ( عليه السلام ) إلي ، فدخلت عليه ، فدفع ( عليه السلام ) إليّ كُتُباً ، وأمرني أن أوصلها إلى المدينة .

فقلت : إلى من أدفعها ، جعلت فداك ؟

فقال ( عليه السلام ) : ( إلى علي ابني ، فإنه وصيّي ، والقَيّم بأمري ، وخير بني ) .

۸ – عبد الله بن الحرث ، قال : بعثَ إلينا موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، فَجَمّعَنا ثم قال : ( أتدرون لِمَ جَمّعتُكُم ) ؟ فقلنا : لا .

فقال ( عليه السلام ) : ( اشهدوا إنّ عليّاً ابني هذا وصيّي ، والقَيّم بأمري ، وخليفتي من بعدي ، من كان له عندي دَين فليأخذه من ابني هذا ، ومن كانت له عندي عِدّة فَليَستَنْجِزُها منه ، ومَن لم يكن له بُدّ من لقائي فلا يَلقَني إلا بكتابِه ) .