في مواقيت الصلاة الخمس

قال الله تعالى في سورة بني إسرائيل : ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ).

وقال في سورة طه : ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ).

عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : سأل يهودي النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : يا محمد ، لأي شئ وقتت هذه الصلوات الخمس في خمسة مواقيت على أمتك في ساعات الليل والنهار ؟

فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن الشمس إذا طلعت وبلغت عند الزوال لها حلقة تدخل فيها عند الزوال ، فإذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبح لله كل شئ ما دون العرش لوجه ربي ، وهي هذه الساعة التي يصلي علي فيها ربي ، فافترض الله تعالى علي وعلى أمتي فيها الصلاة ، وقال : ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) وهي الساعة التي يؤتى فيها بجهنم يوم القيامة ، فما من مؤمن يوافق في تلك الساعة ساجدا أو راكعا أو قائما إلا حرم الله جسده على النار .

وأما صلاة العصر ، فهي الساعة التي أكل آدم ( عليه السلام ) فيها من الشجرة فأخرجه الله تعالى من الجنة ، فأمر الله ذريته بهذه الصلاة إلى يوم القيامة ، واختارها لأمتي فرضا ، وهي من أحب الصلاة إلى الله عز وجل ، وأوصاني أن أحفظها من بين الصلوات .

وأما صلاة المغرب ، فهي الساعة التي تاب الله فيها على آدم ، وكان بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب الله عليه ثلاثمائة سنة من أيام الدنيا ، ومن أيام الآخرة يوم كألف سنة ، ما بين العصر إلى العشاء ، فصلى آدم ثلاث ركعات : ركعة لخطيئته ، وركعة لخطيئة حواء ، وركعة لتوبته ، فافترض الله عز وجل هذه الثلاث ركعات على أمتي ، وهي الساعة التي يستجاب فيها الدعاء ، وهي الصلاة التي أمرني بها ربي وقال : ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ).

وأما صلاة العشاء الآخرة فإن للقبر ظلمة ، وليوم القيامة ظلمة ، فأمرني الله عز وجل وأمتي بهذه الصلاة في ذلك الوقت لتنور القبور ، وليعطيني وأمتي النور على الصراط ، وما من قدم مشت إلى صلاة العتمة إلا حرم الله جسدها على النار ، وهي الصلاة التي اختارها الله للمرسلين قبلي .

وأما صلاة الفجر ، فإن الشمس إذا طلعت تطلع على قرني الشيطان ، فأمرني الله تعالى أن أصلي صلاة قبل طلوع الشمس ، وقبل أن يسجد لها الكافر ، فتسجد أمتي لله عز وجل ، وسرعتها أحب إلى الله ، وهي الصلاة التي تشهد بها ملائكة الليل وملائكة النهار .

قال : صدقت يا محمد .

حدثنا محمد بن موسى المتوكل قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لما اهبط آدم من الجنة ظهرت به شامة سوداء في وجهه من قرنه إلى قدميه ، فطال حزنه وبكاؤه على ما قد ظهر به ، فأتاه جبرائيل ( عليه السلام ) فقال له : ما يبكيك يا آدم ؟

قال : لهذه الشامة التي ظهرت بي ، قال : قم يا آدم فصل فهذا وقت الصلاة الأولى ، فقام فصلى ، فانحطت الشامة إلى عنقه ، فجاءه في الصلاة الثانية فقال : يا آدم قم فصل فهذا وقت الصلاة الثانية ، فقام فصلى ، فانحطت الشامة إلى سرته ، فجاءه في الصلاة الثالثة فقال : يا آدم قم فصل فهذا وقت الصلاة الثالثة فقام فصلى ، فانحطت الشامة إلى ركبته ، فجاءه في الصلاة الرابعة فقال : يا آدم قم فصل فهذا وقت الصلاة الرابعة ، فقام فصلى ، فانحطت الشامة إلى رجليه ، فجاءه في الصلاة الخامسة فقال يا آدم : قم فصل فهذا وقت الصلاة الخامسة ، فقام فصلى ، فخرج منها ، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ، فقال جبرائيل ( عليه السلام ) : مثل ولدك في هذه الصلاة كمثلك في هذه الشامة ،  من صلى من ولدك في كل يوم وليلة خمس صلوات خرج من ذنوبه كما خرجت من هذه الشامة .a