حكم صلاة الجمعة في زمن الغيبة

السؤال:

أود أن أعرف وبالتفصيل عن عدم وجوب صلاة الجمعة عند المذهب الجعفري منذ غيبة الإمام المهدي ( عليه السلام ) ، رغم وجود سورة ( الجمعة ) والنَصُّ الذي فيها صريح ، وهو قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلوةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) الجمعة ۹ .

 

الجواب:

إن صلاة الجمعة كانت واجبة في الشريعة الإسلامية في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة ( سلام الله عليهم ) .

ولكن بعد غيبة الإمام الثاني عشر ( عليه السلام ) اختلف فقهاء الإمامية في بقاء الوجوب .

فبعض ذهب إلى عدم وجوبها ، لأن من شرطها وجود الإمام المعصوم ( عليه السلام ) الذي يتمكن من إقامتها ، حيث فهموا من الروايات أن الذي يقيمها هو الإمام المعصوم ( عليه السلام ) .

وبما أن الإمام المعصوم الثاني عشر ( عليه السلام ) غائب فيسقط وجوب صلاة الجمعة في حال الغيبة .

وهناك قسم آخر يرى وجوبها ، لأنه فهم من الروايات التي تقول أن شرطها هو الإمام أي إمام الجماعة العادل ، وليس الإمام المعصوم .

لذا قد أفتى السيد الخوئي بوجوب صلاة الجمعة في هذه الأيام ، وإذا توفَّرت شروطها – والتي منها وجود الإمام العادل – يجب المبادرة إليها .

فليس من الصحيح القول بعدم وجوب صلاة الجمعة عند المذهب الجعفري ، بل إن المسألة خلافية حسب فهم العلماء للروايات الواردة في شروطها .

والآن تقام صلاة الجمعة في إيران – مثلاً – بصورة واسعة جداً ، وهو أدلُّ دليل على عدم صحة عدم وجوبها عند الجعفرية .