الإمام الجواد عليه السلام والقرآن

كان الإمام الجواد عليه السلام مقصداً للذين يستفسرون عما يحيّرهم من المسائل التي لا يمكن أن يفهموها بعيداً عن ذوي العلم والمعرفة وخصوصاً كتاب الله العزيز، فكان يبيّن للناس تفسير آيات الله في الفقه والعقائد والأحكام وغير ذلك من العلوم ومما ورد عنه عليه السلام في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}.(البقرة:83)

عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام أنه قال: «قال محمد بن علي الرضا عليه السلام: من اختار قرابات أبَوَي دينه: محمد وعلي عليهما السلام على قرابات أبَوَي نسبه، اختاره الله تعالى على رؤوس الأشهاد يوم التناد، وشهره بخلع كراماته، وشرفه بها على العباد، إلا من ساواه في فضائله أو فضله».(تفسر الإمام العسكري:336،ح210)

قال الراغب الأصفهاني في المفردات: الأب: الوالد، ويسمى كل من كان سبباً في إيجاد شيء أو إصلاحه أو إظهاره أباً، ولذلك سمّي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا المؤمنين قال الله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}.(الأحزاب:6)

وروى أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي عليه السلام: «أنا وأنت أبوا هذه الأمة».(الغارات:2/717)

وعن الإمام العسكري عليه السلام قال: «قال محمد بن علي بن موسى عليه السلام حين قال رجل بحضرته: إني لأحب محمداً وعلياً حتى لو قطعت إرباً إرباً أو قرضت، لم أزل عنه. قال محمد بن علي عليه السلام: لا جرم أنّ محمداً وعلياً يعطيانك من أنفسهما ما تعطيهما أنت من نفسك، إنهما ليستدعيان لك في يوم فصل القضاء ما لا يفي ما بذلته لهما بجزء من مائة ألف ألف جزء من ذلك».(تفسير الإمام العسكري عليه السلام:322،ح199)

وقال الإمام الجواد عليه السلام في تفسير قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.(البقرة:148)

عن عبد العظيم الحسني قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى: إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً فقال عليه السلام: «مَا مِنَّا إِلَّا قَائِمٌ بِأَمْرِ اللهِ وَهادي إِلَى دِينِ اللهِ وَلَكِنَّ الْقَائِمَ الَّذِي يُطَهِّرُ الله عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الْأَرْضَ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ وَالْجُحُودِ وَيَمْلَأُهَا عَدْلًا وَقِسْطاً هُوَ الَّذِي يَخْفَى عَلَى النَّاسِ وِلَادَتُهُ وَيَغِيبُ عَنْهُمْ شَخْصُهُ وَيَحْرُمُ عَلَيْهِمْ تَسْمِيَتُهُ وَهُوَ سَمِيُّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وَكَنِيُّهُ وَهُوَ الَّذِي تُطْوَى لَهُ الْأَرْضُ وَيَذِلُّ لَهُ كُلُّ صَعْبٍ يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ مِنْ أَصْحَابِهِ عَدَدُ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَقَاصِي الْأَرْضِ وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ {أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، فَإِذَا اجْتَمَعَتْ لَهُ هَذِهِ الْعِدَّةُ مِنْ أَهْلِ الْإِخْلَاصِ أَظْهَرَ أَمْرَهُ فَإِذَا أُكْمِلَ لَهُ الْعَقْدُ وَهِيَ عَشَرَةُ آلافِ رَجُلٍ خَرَجَ بِإِذْنِ اللهِ فَلَا يَزَالُ يَقْتُلُ أَعْدَاءَ اللهِ حَتَّى يَرْضَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ عَبْدُ الْعَظِيمِ قُلْتُ لَهُ يَا سَيِّدِي وَكَيْفَ يَعْلَمُ أَنَّ اللهَ قَدْ رَضِيَ قَالَ يُلْقِي فِي قَلْبِهِ الرَّحْمَة».(بحار الأنوار:51/157)

وقال عليه السلام في قوله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.(البقرة:173)

عن الشيخ الطوسي رحمه الله: «… عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام أنّه قال: سألته عما أهل لغير الله، قال عليه السلام: «ما ذبح لصنم أو وثن أو شجر حرم الله ذلك، كما حرم الميتة والدم ولحم الخنزير {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} أن يأكل الميتة….»، فقلت له: يابن رسول الله! فما معنى قوله عز وجل: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ}؟ قال عليه السلام: «العادي، السارق، والباغي، الذي يبغي الصيد بطراً ولهواً لا ليعود به على عياله، ليس لهما أن يأكلا الميتة إذ اضطرا، هي حرام عليهما في حال الاضطرار كما هي حرام عليهما في حال الاختيار، وليس لهما أن يقصرا في صوم ولا صلاة في سفر…».(تهذيب الأحكام:9/83)

وقال عليه السلام في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}.(البقرة:264)

عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام قال: «دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عليهم السلام وَهُوَ مَسْرُورٌ، فَقَالَ عليه السلام: «مَا لِي أَرَاكَ مَسْرُوراً»، قَالَ: يَابْنَ رَسُولِ الله، سَمِعْتُ أَبَاكَ يَقُولُ: أَحَقُّ يَوْمٍ بِأَنْ يُسَرَّ الْعَبْدُ فِيهِ يَوْمٌ يَرْزُقُهُ اللهُ صَدَقَاتٍ وَمَبَرَّاتٍ وَسَدَّ خَلَّاتٍ مِنْ إِخْوَانٍ لَهُ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّهُ قَصَدَنِي الْيَوْمَ عَشَرَةٌ مِنْ إِخْوَانِيَ [الْمُؤْمِنِينَ‏] الْفُقَرَاءِ لَهُمْ عِيَالاتٌ، قَصَدُونِي مِنْ بَلَدِ كَذَا وَكَذَا، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَلِهَذَا سُرُورِي. فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ علي عليه السلام: لَعَمْرِي إِنَّكَ حَقِيقٌ بِأَنْ تُسَرَّ إِنْ لَمْ تَكُنْ أَحْبَطْتَهُ أَوْ لَمْ تُحْبِطْهُ فِيمَا بَعْدُ». فَقَالَ الرَّجُلُ: وَكَيْفَ أَحْبَطْتُهُ وَأَنَا مِنْ شِيعَتِكُمُ الْخُلَّصِ قَالَ عليه السلام: «قَدْ أَبْطَلْتَ بِرَّكَ بِإِخْوَانِكَ وَصَدَقَاتِكَ». قَالَ: وَكَيْفَ ذَاكَ يَابْنَ رَسُولِ اللهِ قَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام:اقْرَأْ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى}؛ قَالَ الرَّجُلُ: يَابْنَ رَسُولِ اللهِ مَا مَنَنْتُ عَلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ تَصَدَّقْتُ عَلَيْهِمْ وَلا آذَيْتُهُمْ! قَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيّ عليه السلام: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّمَا قَالَ: {لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى} وَلَمْ يَقُلْ لاَ تُبْطِلُوا بِالْمَنِّ عَلَى مَنْ تَتَصَدَّقُونَ عَلَيْهِ، [وَبِالْأَذَى لِمَنْ تَتَصَدَّقُونَ عَلَيْهِ‏] وَهُوَ كُلُّ أَذًى، أَفَتَرَى أَذَاكَ لِلْقَوْمِ الَّذِينَ تَصَدَّقْتَ عَلَيْهِمْ أَعْظَمُ، أَمْ أَذَاكَ لِحَفَظَتِكَ وَمَلَائِكَةِ اللهِ الْمُقَرَّبِينَ حَوَالَيْكَ، أَمْ أَذَاكَ لَنَا»، فَقَالَ الرَّجُلُ: بَلْ هَذَا يَابْنَ رَسُولِ اللهِ. فَقَالَ عليه السلام: «فَقَدْ آذَيْتَنِي وَآذَيْتَهُمْ وَأَبْطَلْتَ صَدَقَتَكَ». قَالَ: لِمَاذَا قَالَ عليه السلام: «لِقَوْلِكَ (وَكَيْفَ أَحْبَطْتُهُ وَأَنَا مِنْ شِيعَتِكُمُ الْخُلَّصِ) وَيْحَكَ، أَتَدْرِي مَنْ شِيعَتُنَا الْخُلَّصُ»؟ [قَالَ: لَا. قَالَ عليه السلام: «شِيعَتُنَا الْخُلَّصُ‏] حِزْقِيلُ الْمُؤْمِنُ، مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ وَصَاحِبُ يس الَّذِي قَالَ اللهُ تَعَالَى [فِيهِ‏]: {وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى} وَسَلْمَانُ وَأَبُو ذَرٍّ وَالْمِقْدَادُ وَعَمَّارٌ، أَسَوَّيْتَ نَفْسَكَ بِهَؤُلاَءِ أَمَا آذَيْتَ بِهَذَا الْمَلَائِكَةَ، وَآذَيْتَنَا». فَقَالَ الرَّجُلُ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، فَكَيْفَ أَقُولُ‏ قَالَ عليه السلام: «قُلْ أَنَا مِنْ مُوَالِيكُمْ وَمُحِبِّيكُمْ، وَمُعَادِي أَعْدَائِكُمْ، وَمُوَالِي أَوْلِيَائِكُمْ». فَقَالَ: كَذَلِكَ أَقُولُ، وَكَذَلِكَ أَنَا يَابْنَ رَسُولِ اللهِ، وَقَدْ تُبْتُ مِنَ الْقَوْلِ الَّذِي أَنْكَرْتَهُ، وَأَنْكَرَتْهُ الْمَلَائِكَةُ، فَمَا أَنْكَرْتُمْ ذَلِكَ إِلَّا لِإِنْكَارِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عليه السلام: «الْآنَ قَدْ عَادَتْ إِلَيْكَ مَثُوبَاتُ صَدَقَاتِكَ وَزَالَ عَنْهَا الْإِحْبَاطُ».(بحار الأنوار: 51/157)

وقال الإمام الجواد عليه السلام في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.(البقرة:275)

عن أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره، عن أبيه قال: إِنَّ رَجُلًا أَرْبَى دَهْراً مِنَ الدَّهْرِ فَخَرَجَ قَاصِداً أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ عليه السلام: «مَخْرَجُكَ مِنْ كِتَابِ اللهِ يَقُولُ اللهُ {فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى‏ فَلَهُ ما سَلَفَ} وَالْمَوْعِظَةُ هِيَ التَّوْبَةُ فَجَهْلُهُ بِتَحْرِيمِهِ ثُمَّ مَعْرِفَتُهُ بِهِ فَمَا مَضَى فَحَلَالٌ وَمَا بَقِيَ فَلْيَحْفَظْ».(النوادر:161)

وقال عليه السلام في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ}.(المائدة:1)

عن علي بن إبراهيم القمي رحمه الله قال: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ عَامِرٍ عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام فِي قَوْلِهِ تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله عَقَدَ عَلَيْهِمْ لِعَلِيٍّ بِالْخِلَافَةِ فِي عَشَرَةِ مَوَاطِنَ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} الَّتِي عُقِدَتْ عَلَيْكُمْ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام».(تفسير القمي:1/160)‏

وقال عليه السلام في قوله تعالى: {لاَ تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.(الأنعام:103)

عن مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قوله {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصارَ} فَقَالَ عليه السلام: «يَا أَبَا هَاشِمٍ أَوْهَامُ الْقُلُوبِ أَدَقُّ مِنْ أَبْصَارِ الْعُيُونِ أَنْتَ قَدْ تُدْرِكُ بِوَهْمِكَ السِّنْدَ وَالْهِنْدَ وَالْبُلْدَانَ الَّتِي لَمْ تَدْخُلْهَا وَلاَ تُدْرِكُهَا بِبَصَرِكَ وَأَوْهَامُ الْقُلُوبِ لاَ تُدْرِكُهُ فَكَيْفَ أَبْصَارُ الْعُيُونِ».(الكافي:1/99)

وعَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْأَشْعَثُ بْنُ حَاتِمٍ أَنَّهُ سَأَلَ الرِّضَا عليه السلام عَنْ شَيْءٍ مِنَ التَّوْحِيدِ فَقَالَ عليه السلام: «أَلَا تَقْرَأِ الْقُرْآنَ»، قُلْتُ نَعَمْ: قَالَ: «اقْرَأْ {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ} فَقَرَأْتُ فَقَالَ: «مَا الْأَبْصَارُ؟»، قُلْتُ: أَبْصَارُ الْعَيْنِ، قَالَ عليه السلام: «لاَ إِنَّمَا عَنَى الْأَوْهَامَ لاَ تُدْرِكُ الْأَوْهَامُ كَيْفِيَّتَهُ وَهُوَ يُدْرِكُ كُلَّ فَهْم‏».(المحاسن:1/239)

وعن محمد بن عيسى، عن أبي هاشم، عن أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام نَحْوَهُ، إلاّ أنه قَالَ: «الأَبْصَارُ هَاهُنَا أَوْهَامُ الْعِبَادِ فَالْأَوْهَامُ أَكْثَرُ مِنَ الْأَبْصَارِ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَوْهَامَ وَلاَ تُدْرِكُهُ الْأَوْهَامُ».(المحاسن:1/239)

وقال عليه السلام في قوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}.(يوسف:22)

عن الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام وَقَدْ خَرَجَ عَلَيَّ فَأَخَذْتُ النَّظَرَ إِلَيْهِ وَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى رَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ لِأَصِفَ قَامَتَهُ لِأَصْحَابِنَا بِمِصْرَ فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ حَتَّى قَعَدَ فَقَالَ: «يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ احْتَجَّ فِي الْإِمَامَةِ بِمِثْلِ مَا احْتَجَّ بِهِ فِي النُّبُوَّةِ فَقَالَ {وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}، وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ، وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يُؤْتَى الْحِكْمَةَ وَهُوَ صَبِيٌّ وَيَجُوزُ أَنْ يُؤْتَاهَا وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً».(الكافي:1/384،ح7)

وقال عليه السلام في قوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.(يوسف:108)

عن عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَسَّانَ لأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام: يَا سَيِّدِي إِنَّ النَّاسَ يُنْكِرُونَ عَلَيْكَ حَدَاثَةَ سِنِّكَ فَقَالَ عليه السلام: «وَمَا يُنْكِرُونَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وآله {قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى‏ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} فَوَ اللهِ مَا تَبِعَهُ إِلَّا عَلِيٌّ عليه السلام وَلَهُ تِسْعُ سِنِينَ وَأَنَا ابْنُ تِسْعِ سِنِينَ».(الكافي:1/385،ح8)