ما جاء عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في زيارة سيد الشهداء عليه السلام

عن أبي العباس الرزاز، عن محمد ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن أبي داود المسترق، عن أم سعيد الأحمسية قالت: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وقد بعثت من يكتري لي حماراً إلى قبور الشهداء، فقال: «ما يمنعك من زيارة سيد الشهداء؟».
قالت: قلت: ومن هو؟ قال: «الحسين عليه السلام».
قالت: قلت: وما لمن زاره؟ قال: «حجة وعمرة مبرورة ومن الخير كذا وكذا ثلاث مرات بيده».(1)
* عن محمد بن الحسين، عن الحكم ابن مسكين، عن أم سعيد الأحمسية، قالت:
جئت إلى أبي عبد الله عليه السلام فدخلت عليه، فجاءت الجارية فقالت: قد جئت بالدابة، فقال لي:
«يا أم سعيد أيّ شيء هذه الدابة، أين تبغين تذهبين».

قالت: قلت: أزور قبور الشهداء، قال:
«أخّري ذلك اليوم، ما أعجبكم يا أهل العراق، تأتون الشهداء من سفر بعيد وتتركون سيد الشهداء لا تأتونه».
قالت: قلت له: من سيد الشهداء؟ فقال: «الحسين بن علي عليهما السلام».
قالت: قلت: إني امرأة! فقال: «لا بأس لمن كان مثلك أن يذهب إليه ويزوره».
قالت: قلت: أيّ شيء لنا في زيارته، قال: «تعدل حجة وعمرة واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامها وخيرها كذا وكذا».
قالت: وبسط يده وضمها ضماً ثلاث مرات.(2)
* عن محمد بن الحسن، عن سعد ابن عبد الله، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق الغمشاني، عن أم سعيد الأحمسية، قالت:
دخلت المدينة فاكتريت حماراً على أن أطوف على قبور الشهداء، فقلت لابد أبدأ بابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فادخل عليه، فأبطأت على المكاري قليلاً، فهتف بي، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: «ما هذا يا أم سعيد؟».
قلت له: جعلت فداك تكاريت حماراً لأدور على قبور الشهداء، قال: «أفلا أخبرك بسيد الشهداء».
قالت: بلى، قال: «الحسين بن علي عليهما السلام».
قلت: وإنه لسيد الشهداء، قال: «نعم».
قلت: فما لمن زاره؟ قال: «حجة وعمرة ومن الخير كذا وكذا».(3)
* عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري جميعاً، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن عبد الله ابن القاسم الحارثي، عن عبد الله بن سنان، عن أم سعيد الأحمسية، قالت:
دخلت المدينة فاكتريت البغل أو البغلة لأدور عليه قبور الشهداء، قالت: قلت: ما أحد أحقّ أن ابدأ به من جعفر بن محمد عليهما السلام، قالت: فدخلت عليه فأبطأت، فصاح بي المكاري: حبستِنا عافاك الله، فقال لي أبو عبد الله:
«كأن إنساناً يستعجلك يا أم سعيد».
قلت: نعم جعلت فداك إني اكتريت بغلاً لأدور عليه قبور الشهداء فقلت: ما آتي أحداً أحق من جعفر بن محمد عليهما السلام، قالت: قال: «يا أم سعيد فما يمنعك من أن تأتي قبر سيد الشهداء».
قالت: فطمعت أن يدلّني على قبر علي بن أبي طالب عليه السلام، فقلت: بأبي أنت وأمي ومن سيد الشهداء؟ قال:
«الحسين بن فاطمة عليهما السلام، يا أم سعيد، من أتاه ببصيرة ورغبة فيه كان له حجة وعمرة مبرورة، وكان له من الفضل هكذا وهكذا».(4)
وهذه الأحاديث تدل على أن الحوار الذي دار بين الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام وبين أم سعيد الأحمسية قد تضمن جميع هذه الخصائص في زيارة الإمام الحسين عليه السلام إلاّ أن الرواة نقلوا بعض أجزائه فجاءت الروايات على النحو الذي عرضناه للقارئ الكريم.
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) البحار: ج101، ص35.
(2) وسائل الشيعة: ج14، ص436.
(3) مستدرك سفينة البحار: ج10، ص259.
(4) البحار: ج110، ص71.