هل أن الإمامة أصل قرآني (1)

سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) صدق الله العلي العظيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين، واصحابه الغر الميامين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته. نظراً لاهمية موضوع الإمامة في القرآن الكريم، ولدور هذا الموضوع وضرورته في الأبحاث العقائدية والإيمانية يبدأ برنامج: مطارحات في العقيدة، دورته الجديدة تحت عنوان: هل ان الإمامة أصل قرآني، وذلكم بحضور سماحة آية الله السيد كمال الحيدري لبحث هذا الموضوع المهم. تحية لكم مشاهدينا الكرام مجدداً احييكم واحيي باسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.

آية الله السيد كمال الحيدري: مرحباً بكم دكتور، اهلاً ومرحباً.

المقدم: حياكم الله. سماحة السيد، ان شاء الله تعالى، برنامج مطارحات في العقيدة يعود مرة أخرى ومن جديد إلى المشاهدين الكرام وبحضور سماحتكم ولبحث موضوع مهم من الموضوعات الملحة وهناك اثارات عديدة وكثيرة هل ان الإمامة أصل قرآني؟ إذن لماذا طرح مثل هذا الموضوع مثل هذه التساؤلات وأين تكمن أهميته وضرورته.

آية الله السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. اعتقد بأن هذه المسألة وهي مسألة الإمامة في القرآن والإمامة في الإسلام، والإمامة في النظرية عموماً، في المنظومة العقدية التي أسس لها القرآن الكريم وقع هناك اختلاف كبير، واختلاف شديد، بأنه أساساً هذه القضية وهي مسألة الإمامة هل تعد ركناً عقديا وإيمانيا أو انها ليست كذلك، وليست هذه المسألة وليدة هذا اليوم حتى نتصور بانه تطرح في مثل هذه الأيام، وإنما هي موجودة بعد رحلة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) طرح هذه العنوان وهذه المسألة للبحث وهو هل ان الإمام أصل من الأصول الإيمانية والقرآنية والعقدية أو انها ليست كذلك، وحيث ان هناك مدرسة كبيرة من مدارس المسلمين ذهبت إلى ان الإمامة تعد ركناً من أركان العقيدة، واصلاً من الأصول الإيمانية التي أسس لها القرآن قبل الحديث النبوي وقبل الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

من هنا انا أتصور بانه وجدت من الضروري ان نقف قليلاً عند البعد القرآني لهذه المسألة لا البعد الذي يرتبط بالروايات الواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وان كان قد نستشهد ببعض هذه الروايات، ولكنه أحاول ان شاء الله تعالى في هذا البحث الذي سنبدأه إن شاء الله تعالى من هذه الليلة هو انه نقف على الرؤية القرآنية لمسألة الإمامة محاولين بقدر الإمكان ان نستكشف هذه الرؤية من خلال نفس المنظومة القرآنية لا من خلال الروايات، لا من خلال النصوص الروائية التي وردت عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت وان كانت تلك النصوص سوف تكون المصباح هي النور الذي نهتدي به لفهم المضمون القرآني.

يعني انا اعتقد ان شاء الله تعالى كما سنقف عليه لاحقاً ان المنهج القرآني يقوم على هذا الأساس وهو ان الحقائق القرآنية يمكن استنتاجها قرآنياً، ولكن نحتاج إلى من يوجهنا، يحتاج إلى من يرشدنا، نحتاج إلى من يوجه السهم إلى نقطة معينة يقول ابحثوا في هذه النقطة أو في هذا المضمون وتصلون إلى النتيجة.

إذن انا اعتقد قد يقول المشاهد الكريم انه سيدنا انتم في الأبحاث السابقة لعله سنتين أو ثلاث طرحتم بحث الإمامة، نعم، انا عرضت لمسائل الإمامة ولكن أولاً لكثرة التساؤلات التي طرحت خصوصاً في الآونة الأخيرة من خلال الكتابات من خلال الفضائيات من خلال الأسئلة وبالضرورة انا لا اعتقد ان كل هذه الأسئلة أسئلة مغرضة، لا، ليست بالضرورة ذلك وانما بعض هذه الأسئلة أسئلة تبحث عن حقيقة تبحث عن إجابة واقعية لها، وهذا ما نحاول ان شاء الله تعالى في هذه الحلقة وفي الحلقات اللاحقة ان نقف عند ذلك.

إذن انا اعتقد ضرورة هذه المسألة تكمن في هذه الجهة، وهو ان هناك مدرسة كبيرة من مدارس المسلمين واتجاه أساسي من الاتجاهات الإسلامية اعتقد بأن الإمامة تعد أصلاً من الأصول الإيمانية، واصل من الأصول العقدية وان الإمامة ركن من الأركان التي عرض لها القرآن قبل ان يبينها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وقبل ان يفصل الحديث عنها الإمام أمير المؤمنين وأولاده (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، إذن إذا كان الأمر كذلك إذن انا أتصور كأننا نريد ان نبدأ بحثاً قرآنياً قبل ان نبحث بحثاً يرتبط بالنصوص الواردة في هذا الأمر.

المقدم: إذن الآن المفهوم من كلامكم ان المسلمين بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد انقسموا على مدرستين، مدرسة ترى ان الإمامة أصل قرآني وهي ركن أساس من أركان الدين ومن أركان الإيمان.

آية الله السيد كمال الحيدري: على حد النبوة على حد التوحيد، طبعاً كلها متفرعات في التوحيد فليكن المشاهد الكريم على بينة من هذه القضية، نحن عندما نقول ان الإمامة أصل من الأصول العقدية لا يتبادر إلى ذهن احد أو يحاول مع الاسف ان البعض يستفيد يقول إذن إنّ مدرسة أهل البيت يعتقدون ان الإمامة تساوي التوحيد أو ان مرتبتها مرتبة التوحيد، لا يا أخي ابداً.

المقدم: الإيمان بها قد يكن كالإيمان بالتوحيد.

آية الله السيد كمال الحيدري: نعم وهي من فروع التوحيد، يعني كلها هذه شعب وفروع التوحيد أصل الأصول العقدية هو التوحيد، هو نحن انما اعتقدنا بالإمامة اعتقدنا بهذه الأصول العقدية لاننا وجدنا انها هي من النتائج الأساسية للفهم الذي نعرفه عن التوحيد، ولما قد قرأناه ولما فهمناه من التوحيد القرآني وجدنا ان التوحيد القرآني هو يهدينا إلى النبوة، هو يهدينا إلى الإمامة، هو يهدينا إلى العدل، هو يهدينا إلى المعاد، أصل الأصول العقدية هو التوحيد، ولكن كما تفضلتم من الناحية الإيمانية كما ينبغي الإيمان بالله (سبحانه وتعالى) وبتوحيده وبعدله وبصفاته وباسمائه كذلك ينبغي الإيمان بالنبوات والرسالات والرسل جميعاً كذلك ينبغي الإيمان بهذا الأصل القرآني، ارجع وأقول لا يأتي مباشر احد ويقول لنا الإيمان بائمة أهل البيت، نعم نحن نعتقد بأئمة أهل البيت بأن أهل البيت أئمة ولكن الحديث هنا الآن نريد ان نرجع عن أصل الإمامة في القرآن هل ان الإمامة أصل قرآني، هل ان القرآن عرض لهذا الأصل أم لم يعرض.

المقدم: احسنتم، إذن هنا فريق من المسلمين اتجه هذا الاتجاه الأول ورأى ان الإمامة أصل قرآني وهي ينبغي الإيمان بها كما ينبغي الإيمان بالنبوة بالتوحيد، بسائر الأمور، وهناك فريق آخر الملاحظ من كلامكم انه لا، ما نظر إلى الإمامة على انها أصل قرآني.

آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، ولذا جعلها من فروع الدين وكما سأبين يعني جعلها مسألة فقهية.

المقدم: إذن هناك مدرستان، كيف تفصلون القول في الفرق الأساس بين هاتين المدرستين.

آية الله السيد كمال الحيدري: بين هذين الاتجاهين الأساسيين في الإسلام، وهذان الاتجاهان انما وجدا بعد رسول الله. طبعاً انا عندما أقول ان هذين الاتجاهين وجدا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يتبادر احد انه إذا كانت قضية سياسية استحدثت بعد رسول الله لا، لا ابداً، وإنما أريد ان أقول تبلور هذا الخلاف، تبلور هذا النزاع، اتضح هذا النزاع بعد ذهاب الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وإلا جذور هذه المسألة حقيقة هذه المسألة أساس هذه المسألة انما هي في البيان القرآني وفي بيانات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، إذن أيضاً المشاهد الكريم بودي ان يلتفت إلى هذه الحقيقة عندما أقول بعد رسول الله لا يتبادر إلى ذهن احد كما يحاول البعض ان يصوّر ان قضية الإمامة هي قضية سياسية ابداً ابداً ابداً، ليس هذا اعتقادنا بالإمامة، الإمامة من ثمراتها النزاع السياسي، وإلا لها جذور ولها أسس ولها بناءات هي أساس كل هذه النتائج التي من نتائجها مسألة الإمامة السياسية والخلافة السياسية.

إذن النزاع حول الإمامة ليس نزاعاً سياسياً وليس نزاعاً تأريخياً، البعض يريد ان يصوّر القضية ان الإمامة قضية مرتبطة بعمق التأريخ إذن فلنترك التأريخ لحاله ولنترك الخلافات التي وقعت في صدر الإسلام ونجعل الحكم فيها هو الله (سبحانه وتعالى) هو يحكم بين عباده وبين صحابة رسول الله يوم القيامة وما بالنا نشغل انفسنا بهذه القضية، نعم انا معكم إذا كانت قضية الإمامة هي قضية سياسية أو قضية تأريخية الحق مع هذه الدعوى انه فلنتركها جانباً، ولكن ادعاء هنا مدعى مدرسة أهل البيت ان مسألة الإمامة مسألة إيمانية، مسألة عقدية، يعني إذا أردت ان أتكلم بلغة الاصطلاح مسألة مرتبطة بمسائل علم الكلام، ومسائل علم الكلام ترتبط بالبعد الإيماني للإنسان المسلم، لأنّه ان شاء الله تعالى بعد ذلك سنبين ان هناك بعدين أساسين في المعارف الدينية، بعد يرتبط بالإيمان يعني المطلوب منه الإيمان يعني مرتبط بالجوانح لا الجوارح مرتبط بالقلب بعقد القلب، وبعد يرتبط بالبعد العملي، يرتبط بالبعد التطبيقي التنفيذي الاجرائي عبّر ما شئت هذا الذي يصطلح عليه بأصول الدين وفروع الدين الذي هو انا لا ارغب بهذا الاصطلاح كما سأبين، إذن القضية قضية إيمانية، قضية عقدية، قضية كلامية، وقد يتبادر إلى الذهن عندنا نقول قضية كلامية قد يقال انه في التأريخ الإسلامي هناك كثير من المسائل الكلامية طرحت وانتهى دورها فلماذا انتم تبحثونها من جديد، افترضوا مسألة خلق القرآن هل ان القرآن كلام الله مخلوق أو غير مخلوق، هذه طرحت والآن تجاوزها الزمن، في زمان لا يوجد مثل هذا البحث، الجواب كلا والف كلا، مسألة الإمامة ليست من مسائل من قبيل ان كلام الله مخلوق أو لا، مسألة الإمامة كما نعتقدها نحن اتباع مدرسة أهل البيت نعتقد انها مسألة إيمانية مستمرة وانها تعد ركناً أساسياً من أركان المنظومة الإيمانية والعقدية في مدرسة أهل البيت، من هنا واقعاً إذا اتضحت هذه النقطة لابد ان نعرف الفرق الأساس، انا أتصور من خلال هذه المقدمة المختصرة استطعنا ان نذكر الفرق الأساس وهو ان المدرسة الأخرى هي لا تعتقد ان الإمامة تعد ركناً من أركان المنظومة الإيمانية والعقدية في القرآن، نحن اتباع مدرسة أهل البيت ومدرسة أهل البيت بتعليم من القرآن الكريم نعتقد ان الإمامة تعد ركن من أركان  الإيمان، السؤال الأساس الذي تفضلتم به وهو سؤال أساس ما هي النتيجة المترتبة على ذلك، يعني افترضوا جاء شخص قال انتم آمنتم بأنها قضية عقدية، وآخر قال ليست عقدية، ما هي الثمرة ان صح التعبير، الثمرة العملية المترتبة على هذا الخلاف وهذا النزاع المرتبط بهذه القضية الإيمانية والعقدية، في الواقع لكي يتضح دور هذا النزاع العقدي والإيماني في مجالات في كل معارف الدين انا احتاج إلى ذكر مقدمة إذا تسمحون في هذا المجال، المقدمة تبدأ من هذه النقطة، وهو ان هناك على مر التأريخ حاول البعض، اما عن قصد أو عن غير قصد، وايضاً نحن وقعنا في هذه الدعوى لعلنا عن علم أو عن غير علم، وهو انه عندما جاؤوا ليسموا مدرسة أهل البيت سمّوا مدرسة أهل البيت اتباع أئمة أهل البيت، اما عندما جاؤوا إلى الاتجاه الآخر الذي لا يؤمن بالإمامة كركن عقائدي سمّوا انفسهم أهل السنّة والجماعة، هذه التسمية الآن، انا الآن اتكلم في التسمية والآثار المترتبة، هذه التسمية توحي للإنسان ولو ايحاء غير ملتفت إليه وهو ان اتباع مدرسة أهل البيت استبدلوا السنّة النبوية بسنّة أهل البيت، وانا أتصور واحدة من الاثارات الأساسية التي تطرح في مثل هذه الأزمنة هي هذه القضية، وهي ان الاتجاه الآخر ذهب إلى النبي فاخذ يعمل بسنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسموا انفسهم باهل السنّة، أهل سنّة رسول الله، طبعاً هذا الظاهر بذلك، وإلا انا في قناعتي السنّة التي يقولونها سنّة أخرى، سأبين، هذه سنّة الصحابة وليست سنّة الرسول سأبينها بعد ذلك، اما عندما نقول شيعة علي، أو اتباع مدرسة أهل البيت كأنه ذهبوا إلى سنّة علي وأهل بيته.

المقدم: وكأن لأهل البيت سنّة أخرى.

آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، وكأن هناك تقابل بين سنّة النبي وسنّة علي وأهل بيته، الآن لو هذه القضية تطرح على أي إنسان مسلم، نقول له بانه ونحن يوجد عندنا سنّة هي سنّة رسول الله وعندنا سنّة هي سنّة علي وأهل بيته فالأولى ان نعمل بأي سنّة بهذه السنّة أو هذه السنّة، انا لا أتصور ان إنساناً عاقلاً ان مسلماً يقول نقدّم سنّة علي وأهل بيته على سنّة رسول الله، طبعاً هذه كانت المحاولة التأريخية والآن لست بصدد مناشئ هذه المحاولات لاقصاء أهل البيت عن الأدوار الأساسية.

المقدم: سماحة السيد ابن خلدون يقول وشذ مذهب أهل البيت.

آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، واقعاً انا عندما بينت هذا التحليل عندما نرجع إلى الكلمات نجد هناك محاولة ان يبينوا ان مدرسة أهل البيت مدرسة ليس فقط خرجت عن سنّة رسول الله وانما كأنها متفرعة فرعاً جانبياً، ليس انها تمثل السنّة الحقيقية، هي التي تمثل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، على أي الأحول فالعوامل التي أدت إلى ذلك انا أتصور كل هذه التسميات وكل هذه الأعمال وكل هذه التحليلات انما كانت على أساس اقصاء مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) عن الدور الذي رسمه لهم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وبينته الآيات المباركة، المهم، إذا كان الأمر كذلك إذن انا أتصور ان هذه المسألة العقدية التي طرحتها وهي مسألة الإمامة آثارها سوف تظهر هنا، آثارها سوف تظهر في هذه القضية، وتوضيح ذلك انه لا كلام عند احد من المسلمين فضلاً عن علماء المسلمين، لا إشكال ولا شبهة ان علماء المسلمين اتفقت كلمتهم على ذلك، لا يوجد مخالف في هذه القضية التي سأذكرها وهي ان المرجعية الأولى لفهم الدين وللوقوف على معارف الدين وللسير على نهج الدين ان المرجعية الأولى هي القرآن الكريم، وعندما أقول مرجعية أولى لا يتبادر إلى ذهن احد إذن توجد مرجعية ثانية وثالثة ورابعة، هذه هي المرجعية الأولى والأخيرة لفهم الدين، ولفهم معارف الدين، وللسير على نهج الدين، واقعاً لا طريق لنا إلا كتاب الله.

المقدم: المرجعيات الأخرى موضحة ومفسرة.

آية الله السيد كمال الحيدري: هذا الذي أريد ان أصل اليه، لأنّه قد يتبادر إلى ذهن احد عندما نقول المرجعية الأولى إذن نريد ان نضع إلى جنبها مرجعية ثانية مرجعية ثالثة، لا، ليس الأمر كذلك، لا يقول لنا قائل سيدنا إذن ماذا تقول في حديث الثقلين؟ ما ان تمسكتم بهما يعني كتاب الله والعترة لن تضلوا، بعد ذلك عندما آتي على هذا التحليل الذي اقدمه سيتضح حديث الثقلين ومستوى ودور العترة بالنسبة إلى الثقل الأكبر وهو القرآن الكريم، فيما يتعلق بهذه القضية انا عندما راجعت الروايات الواردة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وعن الإمام أمير المؤمنين بالخصوص باعتبار ان هو إمام الائمة هو رأس الائمة، هو ابتداء حقيقة هذا الأساس الذي أسسه القرآن، وجدت انهم يؤكدون على هذه الحقيقة، ان المرجعية الأولى والأخيرة هي القرآن الكريم، انا إذا يوجد وقت اقرأ روايتين أو ثلاث في هذا المجال.

المقدم: تفضلوا.

آية الله السيد كمال الحيدري: الرواية الأولى واردة في أصول الكافي المجلد الثاني (صفحة 598)، والرواية طويلة الذيل ولكنه بقدر ما يسع الوقت انا أحاول ان اقف عندها، الرواية واردة كما قلت في أصول الكافي الكتاب فضل القرآن الحديث الثاني، الرواية عن الإمام الصادق قال: قال رسول الله، إذن النص لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال ايها الناس انكم في دار هدنة وانتم على ظهر سفر والسير بكم سريع وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد ويأتيان بكل موعود فاعدوا الجهاز لبعد المجاز قال: فقام المقداد بن الاسود فقال يا رسول الله وما دار الهدنة؟ قال: دار بلاغ وانقطاع (محل الشاهد هذه الجملة) فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن. نص واضح لا يوجد بجنبه أهل البيت أو مرجعية أخرى أو صحابة أو شيء ابداً لا يوجد فقط عليكم بالقرآن، فعليكم بالقرآن، وانا بودي ان المشاهد الكريم ينتظر معي لا يقول لنا قائل من الآن إذن هؤلاء يريدون ان ينفوا دور السنّة ودور أهل البيت، لا، ينتظرني المشاهد الكريم شيئاً فشيئاً وارجو واقعاً من المشاهد الكريم ان يتابع هذه الحلقات، انا مراراً وتكراراً ذكرت للمشاهدين الأعزاء والأكارم قلت لهم بأنه هذه الأبحاث عموماً الأبحاث التي اطرحها ضمن منظومة متسلسلة لا يمكن لاحد ان يقف على كل الفكرة إلا من خلال الحلقات جميعاً، حلقة واحدة لا تكفي.

قال: فعليكم بالقرآن فانه من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار. النص صريح، ثم قال: وهو الدليل يدل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل إلى ان قال ظاهره انيق وباطنه عميق إلى آخره.

المقدم: احسنتم. مشاهدينا الكرام بامكانكم الاتصال وتوجيه الأسئلة والاستفسارات لسماحة السيد، إذن سماحة السيد نواصل الحديث فيما توقفتم عنده.

آية الله السيد كمال الحيدري: ان القرآن هو المرجعية الأولى، بل والمرجعية الأخيرة، وانه ما من حقيقة مرتبطة بالدين وبالشريعة إلا والقرآن يشتمل عليها، اما اشتمالا اجمالياً يحتاج إلى بيان وتفصيل من النبي واما بياناً تفصيلياً، تبياناً لكل شيء، كل شيء نحن نعتقد باعتبار انه هو الكتاب الأساسي الذي الله (سبحانه وتعالى) أمرنا بالاختبار به. انظروا إلى هذا النص الثاني للإمام أمير المؤمنين الذين هو يخوض في نفس الاتجاه الذي ذكره رسول الله وبيّنه رسول الله قال: واعلموا ان هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش والهادي الذي لا يضل والمحدث الذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن احد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى أو نقصان من عمى، واعلموا، بودي ان المشاهد الكريم اولئك الذين يقولون ان اتباع مدرسة أهل البيت ان اتباع علي ان شيعة علي تركوا القرآن وذهبوا إلى الحديث وذهبوا إلى سنّة الائمة إلى روايات الائمة، انظروا ماذا يقول أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) وانه هو الذي أسس هذا الأساس وهو ان القرآن هو المرجعية الأولى والأخيرة للإنسان.

قال: واعلموا انه ليس على احد بعد القرآن من فاقر، واقعاً لا يوجد أي فقر الإنسان إذا كان واجدا للقرآن لا يوجد أي فقر، ولا لاحد (التفتوا جيدا) ولا لأحد قبل القرآن من غنى، الإنسان إذا اراد ان يجعل القرآن جانباً فهو لا يكون غنيا يعيش الفقر ويعيش الفاقة، طبعاً لا يعيش الفقر المادي، نعم قد يكون من آثاره الفقر المادي لكن الفقر والفاقة العقدية الإيمانية المعرفية لان القرآن اشتمل على كل المعارف الأساسية وبعد ذلك سيبين الإمام أمير المؤمنين هذه الحقيقة.

قال: فاستشفوه من ادوائكم، واستعينوا به على لاوائكم فان فيه شفاء من اكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغي والضلال فاسألوا الله به وتوجهوا إليه بحبه، ولا تسألوا به خلقه، انه ما توجه العباد إلى الله تعالى بمثله، واعلموا انه شافع مشفع، وقائل مصدق، إلى ان يقول فانه يأتي يوم القيامة ينادي مناد يوم القيامة ألا ان كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله، غير حرثة القرآن، فكونوا من حرثته واتباعه، واستدلوه على ربكم واستنصحوه على انفسكم واتهموا عليه آراءكم، واستغشوا فيه اهواءكم.

إذن هو المرجع، هو الذي لابد ان تعرض عليه الآراء والأفكار والاعتقادات والروايات والأحاديث والصحابة وبيانات الائمة كلها تعرض على القرآن، إذن القرآن هو الأصل وهو الفيصل في هذا المجال، ولذا الروايات أكدت هذه الحقيقة بانه هو الفصل (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ) هذه رواية كانت في الخطبة (176) من خطب نهج البلاغة بحسب تقسيم الدكتور صبحي صالح.

الرواية الثانية أو الخطبة الثانية في النهج قال: ثم انزل عليك الكتاب نوراً لا تطفأ مصابيحه وسراجاً لا يخبو توقده إلى آخره الرواية طويلة الذيل والوقت لا يسع ان اقف عندها، إذن المرجعية الأولى عندنا هي مرجعية القرآن، سؤال هنا (واقعاً السؤال الأساسي الذي يطرح في المقام) يعني انه لا يوجد أي دور للنبي (صلى الله عليه وآله) في فهم القرآن.

المقدم: (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ).

آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم جزاكم الله خيراً، نفس هذا القرآن ارشدنا قال إذا اردتم ان تفهموا شيئاً من القرآن معارف القرآن ليس لان القرآن لا توجد فيه المعارف فيصير النبي مرجعية ثانية إلى جنب القرآن بعبارة أخرى ليس ان القرآن عرض لسبعين بالمئة من المعارف ويكملها بعبارة ثالثة بمعنى ان القرآن ناقص ونقصه يكمله النبي الاكرم، لا ليس الأمر كذلك.

نعم، هذا القرآن يحتاج إلى لسان إلى من يفهم لسان القرآن، إلى من يفهم نطق القرآن، القرآن ناطق كما قال، أمير المؤمنين يقول: ناطق لا يعيا لسانه، دائماً هو ناطق، ولكن من يفهم نطق القرآن، يحتاج إلى من يفهم القرآن، القرآن الكريم أول ما وضع يده قال (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) إذا ليس الرسول (صلى الله عليه وآله) سيضيف شيئاً غير موجود في القرآن، لا، هذه المعارف كلها موجودة في القرآن ولكن نحتاج إلى من يبينها لنا، ثم قال لنا في آية أخرى (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ)، قائلاً ان يقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كل ما يقوله موجود في القرآن لماذا يقول القرآن ما آتاكم الرسول، في بيان هذا القرآن، ما آتاكم الرسول يعني ان النبي توجد عنده بيانات أنت بمفردك تستطيع ان تأخذها من القرآن أو لا تستطيع؟ لا تستطيع، هنا يأتي دور النبي (صلى الله عليه وآله) ليبين معارف القرآن، إذن عندما قال في الآية (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ) لأنّه هذا البيان إذا عزلنا القرآن على النبي واقعاً نستطيع ان نتبين حقائق القرآن أو لا نستطيع؟ لا نستطيع، ومن هنا جاء التأكيد ان النبي دور الواسطة ودور المبين للتفسير القرآني.

المقدم: وهذا هو دور المعصوم عموماً، سماحة السيد ذكرتم ان لديكم شاهدا.

آية الله السيد كمال الحيدري: نحن عندما نرجع إلى الإمام أمير المؤمنين أولاً أمير المؤمنين بيّن انه القرآن هو المرجعية الأولى والأخيرة، ولكن تجدوه في خطبة أخرى وهي الخطبة واحدج وتسعين من نهج البلاغة، يعني في صفحة (125) هناك انظر ماذا يقول (سلام الله عليه) يقول فانظر ايها السائل فما دلك القرآن عليه من صفته فائتم به واستضئ بنور هدايته، وما كلفك الشيطان علمه مما ليس في الكتاب (محل الشاهد) عليك فرضه ولا في سنّة النبي (صلى الله عليه وآله) وأئمة الهدى اثره.

إذن التفتوا نفس أمير المؤمنين الذي قال بان المرجعية الأولى والأخيرة هي القرآن نجد هنا دخل على الخط السنّة وأئمة الهدى، إذن على هذا الأساس إذا لم يكن لا في الكتاب ولا في سنّة النبي ولا في بيانات أئمة الهدى اثره فكل علمه إلى الله سبحانه فان ذلك هو منتهى حق الله عليك، يعني الكتاب وبيانات النبي وأئمة الهدى (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، إذا اتضحت هذه الحقيقة وهي انه يوجد عندنا القرآن هي المرجعية الأولى والأخيرة وعندنا بيانات (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) هنا يبدأ النزاع، وهو انه ما هو طريقنا لفهم القرآن وما هو طريقنا للوصول إلى بيانات الرسول التي تبين القرآن.

المقدم: هنا نحتاج إلى دليل أي طريق أولى بالاتباع.

آية الله السيد كمال الحيدري: نحتاج إلى طريق، هذا الطريق اتباع مدرسة أهل البيت قالوا علي وأهل بيته، الآخرون ماذا قالوا؟ قالوا الصحابة، إذن النزاع ليس انه في السنّة هم يقبلون سنّة رسول الله ونحن نقبل سنّة الآخرين لا، الحديث ينصب أين، في الطريق إلى فهم القرآن يعني المرجعية لفهم القرآن الكريم، المرجعية لبيانات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لتبين للناس ما نزل اليهم، هم قالوا نرجع إلى الصحابة، اصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اقتديتم، ولذا قالوا بسنّة الصحابة ولذا قالوا بعدالة الصحابة، ولذا نجد الآن المدارس الحديثة تؤكد على ان فهم الصحابة هو الحجة، يعني الصحابة ماذا فهموا من القرآن هو الذي يكون حجة عليهم هم يقولوا، الصحابة ماذا فهموا من حديث رسول الله، هو الذي يكون حجة علينا، ونحن ماذا قلنا، قلنا لا، ان الذي بينه النبي (صلى الله عليه وآله) لم يرجع إلى الصحابة وانما ارجع للعترة، فتح باباً خاصاً.

المقدم: احسنتم سماحة السيد، معنا المتصلة الأخت مها من لندن، تفضلوا.

المتصلة الأخت مها من لندن: السلام عليكم ورحمة الله.

المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصلة الأخت مها من لندن: أود ان انظر لغويا إلى كلمة إمامة وخلافة، الخلافة من الخلف والإمامة من الإمام، يعني حتى من ناحية لغوية وكأن المصطلحين الخلافة يعني هي تماماً توازي كلمة إمامة لا يلتقيان، أما وكأن الناس يتصورون الخلافة ان يخلف، يعني جاء الإمام ومن يأتي بعده فهو خليفة وليس إماماً ثاني وإمام ثالث وإمام رابع، هذه ملاحظتي من ناحية لغوية باستخدام كلمة خلافة وإمامة.

اما من ناحية منطقية، فيعني لو نظرنا إلى الديانات الأخرى كاليهودية والمسيحية نجد ان بني اسرئيل إلى الآن لا يضعون إماماً في امرهم، يعني ينتخبون انتخابات حرة وديمقراطية مع انه يدعون بانهم من نسل اثنا عشر سبط اسرائيلي وينتمون إلى الأنبياء، والمسيحيون عيسى بن مريم حكمة من عند الله ربما، لم ينجب حتى، لا يمكن ان يكون من نسله أي إمام، إذن نحن وجدنا الإسلام إمامنا في شخص سيدنا محمد ونقول في الإمامة، الآن كلمة إمام هل يجب ان يكون الحاكم إماماً، يعني يفترض في الحاكم التقوى والصلاح والعدل، فارجو ان توضح لي لماذا يجب ان يكون إماماً.

المقدم: احسنت، وصلت الفكرة شكراً للاخت مها، إذن الذي نفهمه من سؤال الاخت مها.

آية الله السيد كمال الحيدري:  في سؤال الأخت مها نقطتين أولاً انه ذهبت إلى مسألة الحاكمية ونحن بعد لم نتعرض لا لمسألة الحاكمية ولم نقل ان الحاكم لابد ان يكون إماماً هذا استباق للأبحاث وأرجو للأخت الكريمة والمشاهد الكريم انه تكون الأسئلة مرتبطة بمحل البحث، هذه النقطة الأولى، النقطة الثانية انا لم اعرض لعنوان الخلافة حتى انه يدخل الخلافة على الخط، ثم ان ما استفادته لغوياً استفادة خاطئة، لان الخلافة ليست انه شخص يخلف شخص آخر إنما سمي الإمام خليفة لأنّه خليفة الله في أرضه.

إذن هو من جهة إذا نظر إليه بالنسبة إلى الله وهو يخلفه يأتي خليفة له، اما عندما ينظر إلى الناس وهو ينظر إلى الناس وهو خليفة لهم أو إمام لهم إذن هذان بعدان لا تنافي بينهما ولا منافاة وإنما الخلافة تشير إلى الخلافة (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرض خَلِيفَةً) والإمامة إنما تشير إلى إمامة الناس.

المقدم: كأنها تشير إلى الفرق بين اصطلاح خليفة على أي حاكم والفرق بين الإمامة.

آية الله السيد كمال الحيدري:  احسنتم، وهو أولاً هذا ليس حديثنا وثانياً انه لا تنافي، قالت لا يوجد التقاء بين الإمامة وبين الخلافة، لا يوجد التقاء كامل لان الخلافة في بعد والإمامة في بعد آخر.

المقدم: احسنتم، معنا الأخ فرقد من العراق، تفضلوا.

المتصل الأخ فرقد من العراق: السلام عليكم.

المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل الأخ فرقد من العراق: تحياتنا للسيد كمال الحيدري، ونحن استوحشناه في الفترة الماضية، في رمضان وبعدها، فقط هناك سؤال وحيد ونستطيع القول انه مداخلة، نرى ان الأسئلة التي تطرح من قبل المشاهدين في البرنامج كأنه تبعدنا عن البحث، يعني الفكرة تصل للمشاهد أفضل من دون طرح أسئلة المشاهدين، فيكون المحاور جنابكم فقط واشكركم.

المقدم: حياكم الله، ونحن أيضاً نؤكد ان تكون الأسئلة ضمن المحور حتى لا يتشتت البرنامج ولا يبعد كثيراً عن أصل الموضوع. تفضلوا سماحة السيد.

آية الله السيد كمال الحيدري: إذن انا أتصور ان القضية الأصلية التي لابد ان يقع الحديث عنها ويحرر فيها ان صح التعبير محل النزاع جيداً ليس انه الآخرين هم اتباع سنّة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ونحن اتباع سنّة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، لا، الجميع نريد ان نتبع القرآن وسنّة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ولكن لبعدنا هذا البعد التأريخي الذي نعيشه، ما هو الطريق للوقوف على فهم القرآن الكريم، ما هو الطريق للوقوف على احاديث وبيانات والروايات التي صدرت من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وهذا هو الشاهد على ذلك مصادرهم الحديثية، أنت عندما تذهب إلى صحاحهم والى مسانيدهم والى مجاميعهم الحديثية والروائية تجدها كلها عندما تنقل، تنقل عموماً عن الصحابة، إذن طريقهم إلى فهم القرآن والى حديث رسول الله يمر من ذلك الطريق، ولكن عندما تأتي إلى مصادرنا الحديثية ومجاميعنا الحديثية تجد في الأعم الأغلب ان لم نقل جميعاً إلى علي وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وهذا يكشف لك عن حقيقة أساسية مهمة جدا اننا نريد الوصول إلى القرآن والى النبي والى سنّة النبي (صلى الله عليه وآله) ونحن نعتقد كمدرسة أهل البيت ان الطريق للوصول إلى معارف القرآن وان الطريق للوصول إلى معارف النبي (صلى الله عليه وآله) انما تمر من هذا دون ذاك.

المقدم: احسنتم، معنا الآن المتصل الأخ حسن من السعودية تفضلوا.

المتصل الأخ حسن من السعودية: السلام عليكم.

المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل الأخ حسن من السعودية: كيف حالكم سيدنا.

آية الله السيد كمال الحيدري: مرحباً بكم.

المتصل الأخ حسن من السعودية: السؤال الآن الذي يسأله الطرف الثاني دائماً مع أهمية الإمامة للإمام علي مثلاً لماذا لم يذكر في القرآن مثلاً أئمة أهل البيت (سلام الله عليهم)، فدائماً الطرف الثاني يسأل هذا السؤال، على أهمية الإمامة لماذا لم تطرح في القرآن، مع العلم ان النبي (صلى الله عليه وآله) ذكرهم في الروايات والأحاديث، ونسألكم الدعاء.

المقدم: حياكم الله، وصلت الفكرة.

آية الله السيد كمال الحيدري: هذا السؤال أيضاً استميح الأخ المشاهد الكريم عذراً الآن لا أجيب على هذا السؤال باعتبار انه لم يثبت لنا انا من الناحية البحثية من الناحية العلمية اتكلم، إلى الآن من الناحية البحثية نحن لم نثبت ان القرآن جعل الإمامة أصلاً من الأصول الإيمانية أو لم يجعلها، واذا جعلها هل ان علياً (سلام الله عليه) مشمول لهذه الإمامة القرآنية أو غير مشمول، نحن إذا قلنا بعد ذلك اثبتنا ان الإمامة أصل من الأصول القرآنية وان علي يمثل هذه الإمامة في زماننا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأتي هذا التساؤل وهو انه لماذا لم يذكر أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) في القرآن الكريم، فقد اكتفي بهذا الجواب كما يعبر أهل الاصطلاح بالجواب النقضي.

نحن بهذا البيان الذي بيّنا لكم اتضح لنا ان النبي (صلى الله عليه وآله) له مرجعية لفهم الدين ولفهم القرآن بنص قوله تعالى (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) إذن ما يقوله الرسول (صلى الله عليه وآله) ضروري الاتباع أو ليس ضروري الإتباع، انا لا أتصور انه يوجد مسلم يقول انه ما يقوله الرسول ليس ضروري الإتباع.

المقدم: احسنتم، سماحة السيد معنا السيد احمد من باكستان تفضلوا.

المتصل السيد احمد من باكستان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل السيد احمد من باكستان: سيدنا عندي سؤال ويسألونا أهل السنّة من باكستان، لماذا ما جاءت أسماء الائمة في القرآن بالصراحة.

المقدم: حياكم الله، إذن كالسؤال السابق، والوقت قليل سماحة السيد.

آية الله السيد كمال الحيدري: إذن سجلوه من الأسئلة التي لم نجب عليها.

المقدم: ان شاء الله. معنا المتصل الأخ صبحي من العراق تفضلوا.

المتصل الأخ صبحي من العراق: السلام عليكم.

المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله.

المتصل الأخ صبحي من العراق: مولانا في السنّة هو قانون الهي لا يجوز القول سنّة الله وسنّة الرسول، هذا أولاً، ثانياً الإمامة هو من كثرة  الإيمان، ومن ذرية الحسن والحسين، والقرآن ليس مخلوق، اما كل شيء فيه هو المخلوق، القرآن تبيان، فما كلامكم في ذلك.

المقدم: نعم وان كان خارج قضية البحث. عذراً سماحة السيد معنا المتصل الأخ حمزة من العراق، تفضلوا.

المتصل الأخ حمزة من العراق: السلام عليكم.

المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل الأخ حمزة من العراق: كيف حالك سيدنا.

آية الله السيد كمال الحيدري: مرحباً عليكم السلام ورحمة الله اهلاً ومرحباً بكم، تفضلوا.

المتصل الأخ حمزة من العراق: سيدنا لماذا لا تأتون إلى العراق.

المقدم: احسنتم، الوقت قليل جداً نعتذر إلى الأخ حمزة، سؤاله لماذا لم تأتوا إلى العراق، سماحة السيد بقي لنا دقيقتان من الوقت.

آية الله السيد كمال الحيدري: في الواقع بانه كما ذكرت في المقدمة انه بودي ان المشاهد الكريم وكما هي كانت بعض المداخلات انه لو يعطى للبحث وقت أكثر مما يعطى وقت للمداخلات وللاسئلة يظهر انه كثير من الأسئلة هي أسئلة متفرقة ليست مرتبطة بصلب البحث مباشرة، ولذا نحاول ان شاء الله تعالى في الأسابيع القادمة ان نبلور بحث الإمامة أكثر حتى تكون هذه الأسئلة انا أتصور عندما نبلور هذا البحث بشكل أوضح فبعض هذه الأسئلة يجاب عليها بشكل افضل.

المقدم: يعني ربما ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة سماحة السيد، يسأل السائل يقول قبل ان تدخلوا في موضوع أصل الإمامة في القرآن يريد ان يعرف الإمامة ربما، الإمامة ماذا يراد بها.

آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، هذا الذي انا قلت أول البحث انه القضية الأصلية هو انه أساساً لابد ان نعرف القرآن الكريم أصلاً عرض لهذا الأصل القرآني أو لم يعرض، قد يقول قائل كما هو الاتجاه الآخر والرأي الآخر يقول انه لم يعرض لهذا الأصل،  إذن  لابد الوظيفة تكون ان نثبت هذا.

المقدم: احسنتم شكراً جزيلاً لكم سماحة السيد. مشاهدينا الكرام أشكركم واشكر باسمكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري والى اللقاء في الأسبوع القادم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه...