مبادئ علوم أهل البيت (عليهم السلام)

تعليم النبي ( صلى الله عليه وآله )

1 – الإمام علي ( عليه السلام ) : كنت إذا سألت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أعطاني ، وإذا سكت ابتدأني (1).

2 – محمد بن عمر بن علي ( عليه السلام ) : إنه قيل لعلي ( عليه السلام ) : ما لك أكثر أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حديثا ؟ فقال : إني كنت إذا سألته أنبأني ، وإذا سكت ابتدأني ( 2 ) .

3 – أم سلمة : كان جبرئيل يمل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ورسول الله يمل على علي ( عليه السلام ) (3).

4 – الإمام علي ( عليه السلام ) : ليس كل أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من كان يسأله ويستفهمه ، حتى إن كانوا ليحبون أن يجئ الأعرابي والطارئ فيسأله ( عليه السلام ) حتى يسمعوا . وكان لا يمر بي من ذلك شئ إلا سألته عنه وحفظته ( 4 ) .

5 – عنه ( عليه السلام ) – لما قال له بعض أصحابه : لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب ! فضحك عليه السلام وقال للرجل ، وكان كلبيا – : يا أخا كلب ، ليس هو بعلم غيب ، وإنما هو تعلم من ذي علم . وإنما علم الغيب علم الساعة ، وما عدده الله سبحانه بقوله : * ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت . . . ) * ( 5 ) ، فيعلم الله سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى ، وقبيح أو جميل ، وسخي أو بخيل ، وشقي أو سعيد ، ومن يكون في النار حطبا ، أو في الجنان للنبيين مرافقا . فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله ، وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه ، ودعا لي بأن يعيه صدري ، وتضطم عليه جوانحي ( 6 ) .

6 – عنه ( عليه السلام ) – في صفة آل النبي ( صلى الله عليه وآله ) – : هم موضع سره ، ولجأ أمره ، وعيبة علمه ، وموئل حكمه ، وكهوف كتبه ، وجبال دينه ، بهم أقام انحناء ظهره ، وأذهب ارتعاد فرائصه ( 7 ) .

7 – الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إنا أهل بيت : من علم الله علمنا ، ومن حكمه أخذنا ، وقول صادق سمعنا ، فإن تتبعونا تهتدوا ( 8 ) .

8 – الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن علم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) [ من ] علم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فعلمناه نحن فيما علمناه ( 9 ) .

 

أصول العلم

9 – الإمام علي ( عليه السلام ) : عندنا أهل البيت مفاتيح العلم ، وأبواب الحكمة ، وضياء الأمر ، وفصل الخطاب ( 10 ) .

10 – الإمام الباقر ( عليه السلام ) : لو كنا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنا من الهالكين ، ولكنا نفتيهم بآثار من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأصول علم عندنا نتوارثها كابرا ( 11 ) عن كابر ، نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم ( 12 ) .

11 – الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لولا أن الله فرض طاعتنا وولايتنا وأمر مودتنا ما أوقفناكم على أبوابنا ، ولا أدخلناكم بيوتنا ، إنا والله ما نقول بأهوائنا ، ولا نقول برأينا ، ولا نقول إلا ما قال ربنا ، وأصول عندنا نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم ( 13 ) .

12 – محمد بن مسلم : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد أنال في الناس وأنال وأنال – يشير كذا وكذا – وعندنا أهل البيت أصول العلم وعراه ، وضياؤه وأواخيه ( 14 ) ( 15 ) .

 

كتب الأنبياء

13 – الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ألواح موسى ( عليه السلام ) عندنا ، وعصا موسى عندنا ، ونحن ورثة النبيين ( 16 ) .

14 – أبو بصير عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : قال لي : يا أبا محمد ، إن الله عز وجل لم يعط الأنبياء شيئا إلا وقد أعطاه محمدا ( صلى الله عليه وآله ) . قال : وقد أعطي محمدا جميع ما أعطي الأنبياء ، وعندنا الصحف التي قال الله عز وجل : * ( صحف إبراهيم وموسى ) * ( 17 ) . قلت : جعلت فداك ، هي الألواح ؟ قال : نعم ( 18 ) .

15 – الإمام الكاظم ( عليه السلام ) – لمن سأله : أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء ؟ – : هي عندنا وراثة من عندهم ، نقرؤها كما قرؤوها ، ونقولها كما قالوا ، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شئ فيقول : لا أدري ( 19 ) .

16 – الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أفضيت إليه صحف إبراهيم وموسى فائتمن عليها عليا ، ثم ائتمن عليها علي الحسن ، ثم ائتمن عليها الحسن الحسين أخاه ، وائتمن الحسين عليها علي بن الحسين ، ثم ائتمن عليها علي بن الحسين محمد بن علي ، وائتمنني عليها أبي فكانت عندي ، وقد ائتمنت ابني هذا عليها على حداثته وهي عنده ( 20 ) .

17 – عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه سأله عن قول الله عز وجل : * ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ) * ( 21 ) ما الزبور وما الذكر ؟ قال : الذكر عند الله ( 22 ) ، والزبور الذي أنزل على داود ، وكل كتاب نزل فهو عند أهل العلم ، ونحن هم ( 23 ) .

 

كتاب الإمام علي ( عليه السلام )

18 – أم سلمة : أقعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا ( عليه السلام ) في بيته ، ثم دعا بجلد شاة ، فكتب فيه حتى أكارعه ( 24 ) .

19 – أم سلمة : دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بأديم وعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عنده ، فلم يزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يملي وعلي يكتب حتى ملأ بطن الأديم وظهره وأكارعه ( 25 ) .

20 – الإمام الصادق ( عليه السلام ) : دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا ( عليه السلام ) ودعا بدفتر ، فأملى عليه رسول الله صلى الله عليهما بطنه ( 26 ) .

21 – الإمام الحسن ( عليه السلام ) : إن العلم فينا ، ونحن أهله ، وهو عندنا مجموع كله بحذافيره ، وإنه لا يحدث شئ إلى يوم القيامة حتى أرش الخدش إلا وهو عندنا مكتوب بإملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخط علي ( عليه السلام ) بيده ( 27 ) .

22 – عنه ( عليه السلام ) – أنه سئل عن رأي أبيه في الخيار ، من مباحث البيوع والمعاملات – : فدعا بربعة ، فأخرج منها صحيفة صفراء مكتوب فيها قول علي في الخيار ( 28 ) .

23 – الإمام الباقر ( عليه السلام ) : في كتاب علي ( عليه السلام ) كل شئ يحتاج إليه حتى الخدش والأرش والهرش ( 29 ) .

24 – عنه ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أكتب ما أملي عليك ، فقال : يا نبي الله ، أتخاف علي النسيان ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : لست أخاف عليك النسيان ، وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك ، ولكن أكتب لشركائك . قال : قلت : ومن شركائي يا نبي الله ؟ قال : الأئمة من ولدك ، بهم تسقى أمتي الغيث ، وبهم يستجاب دعاؤهم ، وبهم يصرف الله عنهم البلاء ، وبهم ينزل الرحمة من السماء ، وهذا أولهم ، وأومأ بيده إلى الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، ثم أومأ بيده إلى الحسين ( عليه السلام ) ، ثم قال : الأئمة من ولده ( 30 ) .

25 – عذافر الصيرفي : كنت مع الحكم بن عتيبة عند أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فجعل يسأله ، وكان أبو جعفر ( عليه السلام ) له مكرما ، فاختلفا في شئ ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : يا بني ، قم فأخرج كتاب علي ( عليه السلام ) ، فأخرج كتابا مدروجا عظيما ، ففتحه وجعل ينظر حتى أخرج المسألة ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : هذا خط علي ( عليه السلام ) وإملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وأقبل على الحكم وقال : يا أبا محمد ، اذهب أنت وسلمة وأبو المقدام حيث شئتم يمينا وشمالا ، فوالله لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبرئيل ( عليه السلام ) ( 31 ) .

26 – الإمام الباقر ( عليه السلام ) : وجدنا في كتاب علي ( عليه السلام ) : قال رسول الله : إذا منعت الزكاة منعت الأرض بركاتها ( 32 ) .

27 – محمد بن مسلم : أقرأني أبو جعفر ( عليه السلام ) صحيفة كتاب الفرائض التي هي إملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخط علي ( عليه السلام ) بيده فإذا فيها : إن السهام لا تعول ( 33 ) .

28 – أبو الجارود ( 34 ) عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : إن الحسين بن علي ( عليهما السلام ) لما حضره الذي حضره ، دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين ( عليه السلام ) فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة ، وكان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) مبطونا معهم لا يرون إلا أنه لما به ، فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، ثم صار والله ذلك الكتاب إلينا يا زياد ، قلت : ما في ذلك الكتاب جعلني الله فداك ؟ قال : فيه والله ما يحتاج إليه ولد آدم منذ خلق الله آدم إلى أن تفنى الدنيا ، والله إن فيه الحدود ، حتى إن فيه أرش الخدش ( 35 ) .

29 – يعقوب بن ميثم التمار مولى علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) فقلت له : جعلت فداك يا بن رسول الله ، إني وجدت في كتب أبي أن عليا ( عليه السلام ) قال لأبي ميثم : . . . إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو يقول : * ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) * ( 36 ) ، ثم التفت إلي وقال : هم والله أنت وشيعتك يا علي ، و ميعادك وميعادهم الحوض غدا غرا محجلين مكتحلين متوجين . فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : هكذا هو عيانا في كتاب علي ( عليه السلام ) ( 37 ) .

30 – الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن عندنا ما لا نحتاج معه إلى الناس ، وإن الناس ليحتاجون إلينا . وإن عندنا كتابا إملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخط علي ( عليه السلام ) ، صحيفة فيها كل حلال وحرام ( 38 ) .

31 – عنه ( عليه السلام ) : دفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي ( عليه السلام ) صحيفة مختومة باثني عشر خاتما وقال : فض الأول واعمل به ، وادفعها إلى الحسن يفض الثاني ويعمل به ، ويدفعها إلى الحسين يفض الثالث ويعمل بما فيه ، ثم إلى واحد واحد من ولد الحسين ( 39 ) .

32 – معلى بن خنيس : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) إذ أقبل محمد بن عبد الله ( 40 ) فسلم ثم ذهب ، فرق له أبو عبد الله ( عليه السلام ) ودمعت عيناه ، فقلت له : لقد رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع ! قال : رققت له لأنه ينسب إلى أمر ليس له ، لم أجده في كتاب علي ( عليه السلام ) من خلفاء هذه الأمة ولا من ملوكها ( 41 ) .

33 – عبد الرحمن بن أبي عبد الله : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن جنائز الرجال والنساء إذا اجتمعت ، فقال : يقدم الرجال في كتاب علي ( عليه السلام ) ( 42 ) .

 

مصحف فاطمة ( عليها السلام )

34 – أبو بصير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن عندنا لمصحف فاطمة ( عليها السلام ) ، وما يدريهم ما مصحف فاطمة ( عليها السلام ) ؟ ! قلت : وما مصحف فاطمة ( عليها السلام ) ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ( 43 ) .

35 – الإمام الصادق ( عليه السلام ) : مصحف فاطمة ( عليها السلام ) ما فيه شئ من كتاب الله ، وإنما هو شئ القي عليها بعد موت أبيها صلى الله عليهما ( 44 ) .

36 – عنه ( عليه السلام ) – لوليد بن صبيح – : يا وليد ، إني نظرت في مصحف فاطمة ( عليها السلام ) فأسأل فلم أجد لبني فلان فيها إلا كغبار النعل ( 45 ) .

– حماد بن عثمان : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة ، وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة ( عليها السلام ) . قلت : وما مصحف فاطمة ؟ قال : إن الله تعالى لما قبض نبيه ( صلى الله عليه وآله ) دخل على فاطمة ( عليها السلام ) من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل ، فأرسل الله إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال : إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي ، فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا . ثم قال : أما إنه ليس فيه شئ من الحلال والحرام ، ولكن فيه علم ما يكون ( 46 ) .

 

الجامعة

37 – أبو بصير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : يا أبا محمد ، وإن عندنا الجامعة ، وما يدريهم ما الجامعة ؟ قلت : جعلت فداك ، وما الجامعة ؟ قال : صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وإملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه ، فيها كل حلال وحرام ، وكل شئ يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش . وضرب بيده إلي فقال : تأذن لي يا أبا محمد ؟ قلت : جعلت فداك ، إنما أنا لك فاصنع ما شئت ، فغمزني بيده وقال : حتى أرش هذا ، كأنه مغضب ، قلت : هذا والله العلم ، قال : إنه لعلم وليس بذاك ( 47 ) .

38 – أبو عبيدة : سأل أبا عبد الله ( عليه السلام ) بعض أصحابنا عن الجفر ، فقال : هو جلد ثور مملوء علما ، قال له : فالجامعة ؟ قال : تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ الفالج ( 48 ) ، فيها كل ما يحتاج الناس إليه ، وليس من قضية إلا وهي فيها ، حتى أرش الخدش ( 49 ) .

39 – الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ضل علم ابن شبرمة ( 50 ) عند الجامعة ، إملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخط علي ( عليه السلام ) بيده . إن الجامعة لم تدع لأحد كلاما ، فيها علم الحلال والحرام ( 51 ) .

أقول : إن ما ورد في الروايات من مواصفات الجامعة كإملاء رسول الله وخط علي والطول تنطبق بمجملها على كتاب الإمام علي ( عليه السلام ) . وعلى هذا فإن الجامعة – كما قيل – ( 52 ) هي نفس كتاب علي على الظاهر ، والله العالم .

 

الجفر

40 – أبو بصير ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن عندنا الجفر ، وما يدريهم ما الجفر ؟ قلت : وما الجفر ؟ قال : وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين ، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل ، قلت : إن هذا هو العلم . قال : إنه لعلم وليس بذاك ( 53 ) .

41 – الحسين بن أبي العلاء : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن عندي الجفر الأبيض . قلت : فأي شئ فيه ؟ قال : زبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم ( عليهم السلام ) ، والحلال والحرام ، ومصحف فاطمة . ما أزعم أن فيه قرآنا ، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد ، حتى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش ( 54 ) .

42- الإمام الرضا ( عليه السلام ) – في بيان علامات الإمام – : يكون عنده الجفر الأكبر والأصغر – إهاب ماعز وإهاب كبش – فيهما جميع العلوم حتى أرش الخدش ، وحتى الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة ، ويكون عنده مصحف فاطمة ( عليها السلام ) ( 55 ) .

 

ما هو الجفر ؟

ثمة آراء مختلفة في المقصود من علم الجفر ، لا نرى هنا ضرورة في التطرق إليها ( 56 ) . ويتحصل لنا من مجموع الروايات التي ذكرت أنه من مبادئ العلوم لدى أوصياء النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن ” الجفر ” إشارة إلى صندوقين من الجلد ، فيهما كتب الأنبياء السالفين ( عليهم السلام ) وكتب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) والإمام علي وفاطمة ( عليهما السلام ) . وكذلك سلاح النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ورثها أهل البيت ( عليهم السلام ) . وبعبارة أخرى إن ” الجفر ” وكذلك ” الجفر الأبيض ” و ” الجفر الأحمر ” ( 57 ) ه‍ إشارات إلى المكتبة والمتحف السيارتين كانتا عند أهل البيت تناقلهما الأئمة يدا عن يد ، وهو الآن لدى الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف .

 

الإلهام

43 – الإمام الرضا ( عليه السلام ) : إن العبد إذا اختاره الله عز وجل لأمور عباده شرح لذلك صدره ، وأودع قلبه ينابيع الحكمة ، وألهمه العلم إلهاما ، فلم يعي بعده بجواب ، ولا يحير فيه عن الصواب ، فهو معصوم مؤيد ، موفق مسدد ، قد أمن الخطايا والزلل والعثار ، يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده ، وشاهده على خلقه ، و * ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) * ( 58 ) ( 59 ) .

44 – الحارث بن المغيرة عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، قلت : أخبرني عن علم عالمكم . قال : وراثة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومن علي ( عليه السلام ) . قلت : إنا نتحدث أنه يقذف في قلوبكم وينكت في آذانكم ! قال : أو ذاك ( 60 ) .

45 – الحارث النصري : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : الذي يسأل عنه الإمام وليس عنده فيه شئ ، من أين يعلمه ؟ قال : ينكت في القلب نكتا ، أو ينقر في الأذن نقرا ( 61 ) .

46 – أبو بصير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كان علي محدثا وكان سلمان محدثا . قلت : فما آية المحدث ؟ قال ض : يأتيه ملك ، فينكت في قلبه كيت وكيت ( 62 ) .

47 – بريد العجلي : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن الرسول والنبي والمحدث ، قال : الرسول الذي تأتيه الملائكة ويعاينهم وتبلغه عن الله تبارك وتعالى ، والنبي الذي يرى في منامه ، فما رأى فهو كما رأى ، والمحدث الذي يسمع الكلام – كلام الملائكة – وينقر في أذنيه وينكت في قلبه ( 63 ) .

48 – الحارث بن المغيرة : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : ما علم عالمكم ، أجملة يقذف في قلبه أو ينكت في أذنه ؟ فقال : وحي كوحي أم موسى ( 64 ) .

49 – الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه : ماض وغابر وحادث ، فأما الماضي فمفسر ، وأما الغابر فمزبور ، وأما الحادث فقذف في القلوب ، ونقر في الأسماع ، وهو أفضل علمنا ، ولا نبي بعد نبينا (65).

50 – المفضل بن عمر : قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : روينا عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : إن علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الأسماع ، فقال : أما الغابر فما تقدم من علمنا ، وأما المزبور فما يأتينا ، وأما النكت في القلوب فإلهام ، وأما النقر في الأسماع فأمر الملك ( 66 ) .

ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) سنن الترمذي : 5 / 637 / 3722 ، و : 640 / 3729 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 135 / 4630 ، أسد الغابة : 4 / 104 ، خصائص الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للنسائي : 221 / 119 ، أمالي الصدوق : 202 / 13 كلها عن عبد الله بن عمرو بن هند الحبلي ، وراجع العمدة : 283 / 461 ، الكافي : 1 / 64 / 1 ، الاحتجاج : 1 / 616 / 139 ، روضة الواعظين : 308 ، غرر الحكم : 3779 و 7236 ، المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 45 .
( 2 ) الطبقات الكبرى : 2 / 338 ، الصواعق المحرقة : 123 ، تاريخ الخلفاء : 202 .
( 3 ) المناقب لابن المغازلي : 253 / 302 .
( 4 ) نهج البلاغة : الخطبة 210 .
( 5 ) لقمان : 34 .
( 6 ) نهج البلاغة : الخطبة 128 .
( 7 ) نهج البلاغة : الخطبة 2 .
( 8 ) مختصر بصائر الدرجات : 63 ، بصائر الدرجات : 514 / 34 كلاهما عن جابر بن يزيد ، وراجع 365 / 841 من كتابنا هذا .
( 9 ) الاختصاص : 279 ، بصائر الدرجات : 295 / 1 كلاهما عن أبي يعقوب الأحول .
( 10 ) المحاسن : 1 / 316 / 629 عن أبي الطفيل ، بصائر الدرجات : 364 / 10 عن أبي المفضل .
( 11 ) في المصدر ” كابر ” والصحيح ما أثبتناه .
( 12 ) بصائر الدرجات : 300 / 4 عن جابر ، الاختصاص : 280 نحوه عن جابر بن يزيد .
( 13 ) بصائر الدرجات : 301 / 10 عن محمد بن شريح .
( 14 ) قد أنال ، أي أعطى وأفاد في الناس العلوم الكثيرة وفرقها في الناس يمينا وشمالا ، وفي سائر الجهات لكل من سأله . . . والعروة : ما يتمسك به من الحبل وغيره . والأواخي جمع الأخية بفتح الهمزة وكسر الخاء وتشديد الياء وقد يخفف : عود في الحائط يدفن طرفاه ويبرز وسطه وتشد فيه الدابة ، أي عندنا ما يشد به العلم ويحفظ عن الضياع والتفرق والتشتت . ( البحار : 26 / 31 ) .
( 15 ) الاختصاص : 308 ، بصائر الدرجات : 363 / 6 كلاهما عن محمد بن مسلم .
( 16 ) الكافي : 1 / 231 / 2 ، بصائر الدرجات : 183 / 32 ، إعلام الورى : 277 كلها عن أبي حمزة الثمالي .
( 17 ) الأعلى : 19 .
( 18 ) الكافي : 1 / 225 / 5 ، بصائر الدرجات : 136 / 5 .
( 19 ) الكافي : 1 / 227 / 1 عن هشام بن الحكم .
( 20 ) الغيبة للنعماني : 325 / 2 ، رجال الكشي : 2 / 643 / 663 كلاهما عن الفيض بن المختار .
( 21 ) الأنبياء : 105 .
( 22 ) المراد بالذكر المحفوظ عند الله تعالى كما قال سبحانه : * ( وعنده أم الكتاب ) * ( مرآة العقول : 3 / 21 ) .
( 23 ) الكافي : 1 / 225 / 6 ، بصائر الدرجات : 136 / 6 .
( 24 ) الإمامة والتبصرة : 174 / 28 ، مدينة المعاجز : 2 / 248 / 529 ، بصائر الدرجات : 163 / 4 وفيهما ” حتى ملأ أكارعه ” .
( 25 ) أدب الإملاء والاستملاء للسمعاني : 12 .
( 26 ) الاختصاص : 275 عن حنان بن سدير .
( 27 ) الاحتجاج : 2 / 63 / 155 عن ابن عباس .
( 28 ) العلل لابن حنبل : 1 / 346 / 639 .
( 29 ) بصائر الدرجات : 164 / 5 ، وذكره أيضا في : 148 / 6 من دون ” والهرش ” كلاهما عن عبد الله بن ميمون عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
( 30 ) أمالي الصدوق : 327 / 1 ، كمال الدين : 206 / 21 ، بصائر الدرجات : 167 / 22 كلها عن أبي الطفيل .
( 31 ) رجال النجاشي : 2 / 261 / 967 .
( 32 ) الكافي : 3 / 505 / 17 عن أبي حمزة .
( 33 ) التهذيب : 9 / 247 / 959 .
( 34 ) هو زياد بن المنذر الهمداني الأعمى ، عده الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام الباقر والإمام الصادق ( عليهما السلام ) ، وراجع قاموس الرجال : 4 / 520 ، معجم رجال الحديث : 7 / 321 .
( 35 ) الكافي : 1 / 303 / 1 ، بصائر الدرجات : 148 / 9 ، الإمامة والتبصرة : 197 / 51 وفيهما ” وصية ظاهرة ووصية باطنة ” .
( 36 ) البينة : 7 .
( 37 ) أمالي الطوسي : 405 / 909 ، وراجع تأويل الآيات الظاهرة : 801 ، البرهان : 4 / 490 / 2 .
( 38 ) الكافي : 1 / 241 / 6 عن بكر بن كرب الصيرفي .
( 39 ) الغيبة للنعماني : 54 / 4 عن يونس بن يعقوب .
( 40 ) هو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) .
( 41 ) الكافي : 8 / 395 / 594 ، بصائر الدرجات : 168 / 1 وفيه ” محمد بن عبد الله بن حسن ” .
( 42 ) الكافي : 3 / 175 / 6 ، الاستبصار : 1 / 472 / 1826 .
( 43 ) الكافي : 1 / 239 / 1 .
( 44 ) بصائر الدرجات : 159 / 27 عن أبي حمزة .
( 45 ) بصائر الدرجات : 161 / 32 .
( 46 ) الكافي : 1 / 240 / 2 ، بصائر الدرجات : 157 / 18 ، وراجع الكافي : 1 / 238 باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة ( عليها السلام ) ، بصائر الدرجات : 142 باب 12 في أن الأئمة عندهم الصحيفة الجامعة التي هي إملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخط علي ( عليه السلام ) بيده وهي سبعون ذراعا ، و : ص 147 باب 13 باب آخر فيه أمر الكتب ، و : ص 150 باب 14 في الأئمة ( عليهم السلام ) أنهم أعطوا الجفر والجامعة ومصحف فاطمة ( عليها السلام ) ، البحار : 26 / 18 باب 1 جهات علومهم ( عليهم السلام ) وما عندهم من الكتب وأنه ينقر في آذانهم وينكت في قلوبهم ، روضة الواعظين : 232 .
( 47 ) الكافي : 1 / 239 / 1 ، بصائر الدرجات : 143 / 4 إلى ” في الخدش ” .
( 48 ) الأديم : الجلد . والفالج : الجمل الضخم ذو السنامين . ( لسان العرب : 12 / 9 ، و : 2 / 346 ) .
( 49 ) الكافي : 1 / 241 / 5 ، بصائر الدرجات : 153 / 6 .
( 50 ) هو عبد الله بن شبرمة ، كان قاضيا على الكوفة للمنصور ، وكان يعمل بالقياس .
( 51 ) الكافي : 1 / 57 / 14 ، بصائر الدرجات : 146 / 23 وذكره أيضا في : 150 / 16 كلها عن أبي شيبة ، وراجع الكافي : 1 / 238 باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة ( عليها السلام ) ، البحار : 26 / 18 باب جهات علومهم ( عليهم السلام ) وما عندهم من الكتب وأنه ينقر في آذانهم وينكت في قلوبهم ، وذكره أيضا في : 187 / 25 ، كشف الغمة : 2 / 381 ، مختصر بصائر الدرجات : 57 ، الاحتجاج : 2 / 63 ، كمال الدين : 352 / 50 ، علل الشرايع : 171 ، بصائر الدرجات : 142 / 1 ، و : 143 / 5 ، و : 144 / 9 ، ينابيع المودة : 3 / 199 ، إحقاق الحق : 8 / 20 ، التهذيب : 9 / 272 / 984 .
( 52 ) راجع مكاتيب الرسول للأحمدي الميانجي : 1 / 89 ، تدوين السنة الشريفة للجلالي الحسيني : 1 / 62 – 77 ، أعيان الشيعة : 1 / 94 ، الإمامة وأهل البيت للدكتور محمد بيومي مهران : 1 / 265 – 268 .
( 53 ) الكافي : 1 / 239 / 1 .
( 54 ) الكافي : 1 / 240 / 3 ، بصائر الدرجات : 150 / 1 .
( 55 ) الفقيه : 4 / 419 / 5914 عن الحسن بن فضال .
( 56 ) راجع أعيان الشيعة : 1 / 95 و 96 ، تدوين السنة الشريفة للجلالي الحسيني : 1 / 62 – 77 ، مكاتيب الرسول للأحمدي الميانجي : 1 / 89 ، الإمامة وأهل البيت للدكتور محمد بيومي مهران : 1 / 265 – 268 .
( 57 ) راجع ص 228 / 510 ، الكافي : 1 / 240 / 3 ، البحار : 26 / 18 / 1 ، و : 26 / 37 / 68 ، و : 47 / 26 / 26 ، و : 52 / 313 / 7 .
( 58 ) الجمعة : 4 ، الحديد : 21 .
( 59 ) الكافي : 1 / 202 / 1 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 221 / 1 ، معاني الأخبار : 101 / 2 ، كمال الدين : 680 / 31 ، الاحتجاج : 2 / 446 كلها عن عبد العزيز بن مسلم .
( 60 ) الكافي : 1 / 264 / 2 ، بصائر الدرجات : 327 / 5 .
( 61 ) أمالي الطوسي : 408 / 916 ، بصائر الدرجات : 316 / 1 ، وذكره أيضا في : ح 2 عن أبي بصير .
( 62 ) أمالي الطوسي : 407 / 914 ، وراجع رجال الكشي : 1 / 64 / 36 ، بصائر الدرجات : 322 / 4 ، الخرائج والجرائح : 2 / 830 / 46 .
( 63 ) الاختصاص : 328 ، وراجع بصائر الدرجات : 368 / 1 عن بريد العجلي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، مختصر بصائر الدرجات : 114 ، الخرائج والجرائح : 2 / 823 / 47 ، تأويل الآيات الظاهرة : 342 .
( 64 ) الاختصاص : 286 ، بصائر الدرجات : 317 / 10 .
( 65 ) الكافي : 1 / 264 / 1 عن علي السائي ، وذكره أيضا في : 8 / 125 / 95 عن علي بن سويد ، بصائر الدرجات : 319 / 3 عن علي السائي ، وذكره أيضا في : 318 / 1 عن علي السائي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، دلائل الإمامة : 524 / 495 عن علي بن محمد السمري عن الإمام المهدي ( عليه السلام ) .
( 66 ) الكافي : 1 / 264 / 3 ، بصائر الدرجات : 318 / 2 عن محمد بن الفضيل أو عمن رواه عنه ، وراجع الكافي : 1 / 271 باب فيه ذكر الأرواح التي في الأئمة ( عليهم السلام ) و : ص 273 باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة ( عليهم السلام ) ، و : ص 397 باب في الأئمة ( عليهم السلام ) أنهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود وآل داود ولا يسألون البينة ، بصائر الدرجات : 316 باب 3 باب ما يفعل بالإمام من النكت والقذف والنقر في قلوبهم وآذانهم ، وص 318 باب 4 باب فيه تفسير الأئمة لوجوه علومهم الثلاثة وتأويل ذلك ، و : ص 321 باب 6 باب في أن المحدث كيف صفته وكيف يصنع به وكيف يحدث الأئمة ، و : ص 445 باب 14 باب ما جعل الله في الأنبياء والأوصياء والمؤمنين وسائر الناس من الأرواح ، وأنه أفضل الأنبياء والأئمة من آل محمد بروح القدس وذكر الأرواح الخمس ، و : ص 451 باب 15 باب في الأئمة ( عليهم السلام ) أن روح القدس يتلقاهم إذا احتاجوا إليه ، و : ص 458 باب 17 باب ما يسأل العالم عن العلم الذي يحدث به من صحف عندهم أزداده أو رواية فأخبر بسر وأن ذلك من الروح ، البحار : 25 / 47 باب 3 باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم ( عليهم السلام ) ، وص : 362 باب 13 باب غرائب أفعالهم وأحوالهم ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك ، و : 40 / 127 باب 93 باب علمه ( عليه السلام ) وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) علمه ألف باب وأنه كان محدثا ، البحار : 23 / 19 / 14 ، و : 26 / 5 / 1 ، و : 46 / 255 / 54 ، و : 47 / 33 / 30 ، و : 61 / 182 / 44 ، الاختصاص : 286 و 287 ، أمالي الطوسي : 408 / 915 و 916 ، الخرائج والجرائح : 1 / 288 / 22 و : 2 / 894 .