مباهلة النبي (ص) بأهل البيت (عليهم السلام)

1 – عبد الرحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن الحسن بن علي ( عليهم السلام ) – في بيان قوله تعالى : * ( ندع أبناءنا وأبناءكم . . . ) * – : أخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الأنفس معه أبي ، ومن البنين إياي وأخي ، ومن النساء أمي فاطمة من الناس جميعا ، فنحن أهله ولحمه ودمه ونفسه ، ونحن منه وهو منا ( 1 ) .

2 – جابر : قدم على النبي ( صلى الله عليه وآله ) العاقب والطيب فدعاهما إلى الاسلام ، فقالا : أسلمنا يا محمد قبلك ! قال : كذبتما ، إن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الاسلام . قالوا : فهات أنبئنا . قال : حب الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير ، قال جابر : فدعاهما إلى الملاعنة ، فواعداه على أن يغادياه بالغداة ، فغدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه وأقرا له ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : والذي بعثني بالحق ، لو فعلا لأمطر الوادي عليهما نارا .

قال جابر : فيهم نزلت : * ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم . . . ) * ( 2 ) .

قال الشعبي : قال جابر : * ( أنفسنا وأنفسكم ) * رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) ، * ( وأبناءنا وأبناءكم ) * الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، * ( ونساءنا ونساءكم ) * فاطمة ( عليها السلام ) ( 3 ) .

3 – الزمخشري : روي أنهم لما دعاهم إلى المباهلة قالوا : حتى نرجع وننظر ، فلما تخالوا قالوا للعاقب ، وكان ذا رأيهم : يا عبد المسيح ، ما ترى ؟ فقال : والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا نبي مرسل ، ولقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم . والله ، ما باهل قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ، ولئن فعلتم لتهلكن ، فإن أبيتم إلا إلف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم .

فأتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد غدا محتضنا الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها وهو يقول : إذا أنا دعوت فأمنوا ، فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى ، إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها ، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ، فقالوا : يا أبا القاسم ، رأينا أن لا نباهلك وأن نقرك على دينك ونثبت على ديننا . قال : فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم ، فأبوا . قال : فإني أناجزكم ، فقالوا : ما لنا بحرب العرب طاقة ، ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا على أن نؤدي إليك كل عام ألفي حلة ، ألفا في صفر ، وألفا في رجب ، وثلاثين درعا عادية من حديد .

فصالحهم على ذلك وقال : والذي نفسي بيده ، إن الهلاك قد تدلى على أهل نجران ، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ، ولاضطرم عليهم الوادي نارا ، ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤوس الشجر ، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا . . . ثم قال الزمخشري : وقدمهم في الذكر على الأنفس لينبه على لطف مكانهم وقرب منزلتهم ، وليؤذن بأنهم مقدمون على الأنفس مفدون بها ، وفيه دليل لا شئ أقوى منه على فضل أصحاب الكساء ( عليهم السلام ) ( 4 ) .
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) أمالي الطوسي : 564 / 1174 ، ينابيع المودة : 1 / 165 / 1 .
( 2 ) آل عمران : 61 .
( 3 ) دلائل النبوة لأبي نعيم : 2 / 353 / 244 ، المناقب لابن المغازلي : 263 / 310 عن جابر بن عبد الله ، العمدة : 190 / 291 ، الطرائف : 46 / 38 .
( 4 ) الكشاف : 1 / 193 ، وراجع تفسير الطبري : 3 / الجزء 3 / 299 ، تفسير الفخر الرازي : 8 / 88 وقال في ذيل الرواية : واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها عند أهل التفسير والحديث ، الإرشاد : 1 / 166 ، مجمع البيان : 2 / 762 ، تفسير القمي : 1 / 104 .