شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

التوحيد

التوحيد

التوحيد

يعتبر الحوار بين الأديان مظهراً حضارياً نظراً لما يمثل من إرساء قواعد للتعايش والاحترام والتعاون في مختلف مجالات الحياة، لذا فهو يحتل موقعاً متقدماً في أذهان المفكرين، ومكانة سامية في نفوس العديد من رجالات الدين الإسلامي الحنيف والديانة المسيحية. ومما يؤكد ذلك الدعوات المتكررة التي يطلقها علماء ومفكرون مسلمون ومسيحيون في هذا الاتجاه، والتي تقابل بالتقدير والاحترام من قبل العامة، والتفاعل والاهتمام من قبل الخاصة،

التفاصيل

معرفة اللّه تعالى

معرفة اللّه تعالى أدلة وجوب معرفة الله تعالى :(1) 1 ـ وجوب دفع الضرر. معرفة الله تعالى تزيل من الإنسان الخوف المحتمل والمُعتد به من استحقاق العقاب والحرمان من الثواب الذي بيّنه الأنبياء على مرّ العصور. وكلّ ما يؤمّل به زوال الخوف المُعتد به فهو واجب. فلهذا يثبت وجوب معرفة الله تعالى. 2 ـ وجوب شكر المنعم. لا يأمن الإنسان ـ كما بيّن الأنبياء على مرّ العصور ـ أن يكون له صانعاً أخرجه من العدم إلى الوجود، وأنعم عليه بختلف النعم. وبما أنّ شكر المنعم واجب، فلهذا تجب معرفة هذا المنعم; لأنّه لا يتم هذا الشكر إلاّ بعد معرفة المنعم. تنبيه : معرفة الله أمر فطري، أي: الدافع لمعرفة الله في وجود الإنسان غير شعوري، والإنسان يمتلك في أعماق وجوده دافعاً ذاتياً يحفّزه على معرفة الله عزّ وجلّ. ____________ 1-  انظر: المسلك في أصول الدين، المحقّق الحلّي: النظر الثاني، البحث الرابع، ص 97 ـ 98.

التفاصيل

وجود الله تعالى

وجود الله تعالى المبحث الأول: خصائص مسألة وجود الله تعالى 1 ـ تناول القرآن الكريم موضوع التوحيد من جهة وحدانية الله وألوهيته وربوبيته وغيرها من مراتب التوحيد. ولم يرد في القرآن دليل صريح على إثبات أصل وجود الله; لأنّ القرآن تعامل مع مسألة وجود الله كمسألة ثابتة ومفروغ عنها، وكأنّها مسألة بديهية لا يحتاج إثباتها إلى دليل أو برهان. ولهذا قال تعالى : { أفي الله شك فاطر السماوات والأرض}[ إبراهيم: 10 ] تنبيه : المشكلة الأساسية التي واجهتها البشرية ـ على مرّ العصور ـ لم تكن في مسألة “أصل وجود الله”، وإنّما كانت في مسألة “وحدانية الله وربوبيته”، ولهذا: أصبح “توحيد وجود الله” الأصل الأوّل من أصول الدين. ولم يصبح “إثبات وجود الله” الأصل الأوّل من أصول الدين. أهم طرق إثبات وجود الله :

التفاصيل

صفات الله تعالى

صفات الله تعالى الغاية من معرفة صفات الله هي معرفة الله; لأنّ الصفات عبارة عن سُبُل للتعبير عن الله وبيان ذاته المقدّسة. أدلة إمكان معرفة صفات الله تعالى(1): 1 ـ جعل الله تعالى “صفاته” سبيلاً ليتعرّف العباد عليه، فلو كانت معرفة صفات الله غير ممكنة، لم يبق للعبد سبيلاً لمعرفة ربّه، فتنسد أبواب عبودية الله تعالى لأنّ العبودية لا يمكن القيام بها إلاّ بعد معرفة المعبود. 2 ـ ذكر الله تعالى صفاته في كتابه وسنّة نبيه لكي يتدبّر فيها العباد بعقولهم. فلو كانت معرفة صفات الله أمراً غير ممكن، لكان ذكر هذه الصفات في القرآن والسنّة والتحريض على التدبّر فيها لغواً يتنزّه عنه تعالى. 3 ـ ما لا يمكن معرفته هو الذات الإلهية، والنهي الذي ورد في بعض الأحاديث واقع على هذه المعرفة، لا على معرفة الصفات التي هي مفاهيم منتزعة من الذات.

التفاصيل

الصفات التنزيهية

الصفات التنزيهية معاني “الضدّية” بين الشيئين: المعنى الأوّل: لا يجتمعان في محل وزمان واحد. مثال ذلك: الحرارة والبرودة، السواد والبياض. المعنى الثاني: لكلّ واحد منهما أثر ينافي أثر الآخر. مثال ذلك: الماء والنار. المعنى الثالث: لأحدهما قدرة تمنع الآخر. مثال ذلك: أن يتنازع شخصان في فعل واحد، وأحدهما أقوى من الآخر(1).

التفاصيل

الصفات التنزيهية(2)

الصفات التنزيهية(2) دليل كونه تعالى ليس بجوهر : إنّ الجوهر إمّا جوهر فرد أو خط أو سطح أو جسم. وكلّ واحد منها مفتقر وحادث. ولكن الله ليس بمفتقر ولا حادث(1). دليل كونه تعالى ليس بعرض : “العرض” يعتمد في وجوده على محلّه، وهو مفتقر إلى غيره، و ولكنّه تعالى منزّه عن الافتقار(2). حديث شريف : قال عبدالعظيم الحسني للإمام علي بن محمّد الهادي(عليه السلام): يابن رسول الله إنّي أريد أن أعرض عليك ديني، فإن كان مرضياً أثبت عليه حتّى ألقى الله عزّ وجلّ.

التفاصيل

الصفات التنزيهية(1)

الصفات التنزيهية(1) الاتّحاد عبارة عن صيرورة الشيئين شيئاً واحداً من غير زيادة ولا نقصان(1). القائلون بالاتّحاد : 1- النصارى: قالوا بأنّ الله تعالى اتّحد بالمسيح، أو قالوا باتّحاد الأقانيم الثلاثة الأب والابن وروح القدس(2). 2- الصوفية: قالوا بأنّ الله تعالى يتّحد بالعارف عندما يصل العارف في سيره وسلوكه إلى مرحلة الفناء في الله تعالى(3). 3- النصيرية: قالوا بأنّ الله تعالى اتّحد بعلي بن أبي طالب(عليه السلام)(4). أدلة نفي اتّحاده تعالى بالأشياء : 1- الاتّحاد بنفسه محال; لأنّ الأقسام المتصوّرة بعد فرض اتّحاد شيئين عبارة

التفاصيل

حياة اللّه تعالى

حياة اللّه تعالى مفهوم “الحياة” واضح وبديهي يدركه الإنسان بالوجدان إدراكاً فطرياً، ويمكن القول بأنّ كثرة وضوح وظهور هذا المفهوم أدّى إلى عسر تعريفه بالبيان. وقد ذكر العلماء في بيان مفهوم الحياة عدّة معاني أهمّها: المعنى العام للحياة : الحياة صفة تجعل المتّصف بها مبدءاً للآثار المتوقّع صدورها منه. مثال ذلك: حياة الأرض كونها نابتة ومخضرة، وموتها خلافه. حياة العمل عبارة عن انتهائه إلى الغرض المبتغى منه، وموته خلافه. حياة القلب عبارة عن ازدهار الفضائل الأخلاقية فيه، وموته خلافه. المعنى الخاص للحياة : الحياة صفة توجب صحة الاتّصاف بالعلم والقدرة.

التفاصيل

وحدانية اللّه تعالى(2)

وحدانية اللّه تعالى(2) المبحث الخامس: التثليث خصائص مسألة التثليث : 1- نظرية التثليث ـ في الواقع ـ نظرية غير معقولة، وقلّما توجد في مختلف الأديان مثل هذه المسألة في غاية التعقيد والإبهام والغموض. 2- ورد في بعض التحقيقات بأنّ عقيدة التثليث تسرّبت إلى الديانة المسيحية من الديانة البراهمانية الهندوسية، وهي ديانة كانت تعتقد قبل المسيحية بأنّ الربّ الأزلي، والأبدي متجسّد في ثلاثة مظاهر، وهي: أوّلاً: برهما (الخالق): وهو الموجد في بدء الخلق. ثانياً: فيشو (الواقي): وهو الواقي والابن الذي جاء من قبل أبيه. ثالثاً: سيفا (الهادم): وهو المفتي الهادم المُعيد للكون إلى سيرته الأولى(1).

التفاصيل

وحدانية اللّه تعالى(1)

وحدانية اللّه تعالى(1) 1 ـ أحدية الله : المقصود من التوحيد الأحدي: نفي التركيب عنه تعالى. والله تعالى أحد، أي: لا يتجزّأ ولا ينقسم في ذاته. 2 ـ وحدانية الله : المقصود من التوحيد الواحدي: نفي الكثرة العددية(1). والله تعالى واحد، أي: ليس له نظير ولا مثيل ولا شريك. ____________ 1- قال الإمام علي(عليه السلام) في وصف الله تعالى: “واحد لا من عدد”. التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 2، ح 26، ص 69.

التفاصيل

إدراك اللّه تعالى

إدراك اللّه تعالى “الإدراك” صفة من صفات الله المذكورة في القرآن الكريم. قال تعالى: { وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير } [ الأنعام: 103 ] معنى الإدراك (لغةً) : الإدراك في أصل اللغة هو بلوغ أقصى الشيء ومنتهاه(1). معنى الإدراك (اصطلاحاً) اختلف العلماء في معنى الإدراك نتيجة اختلافهم في صلة “الإدراك” بصفة “العلم”، والمشهور وجود معنيين، سنذكرهما في المبحث التالي. ____________ 1- راجع المعاجم اللغوية، من قبيل: المنجد في اللغة، والمعجم الوسيط مادة (درك).

التفاصيل

علم اللّه تعالى(2)

علم اللّه تعالى(2) يتعلّق العلم الإلهي بجميع الأشياء، وبما أنّ الله “شيء”، فلهذا يتعلّق هذا العلم بذات الله، فيثبت علم الله تعالى بذاته. سُئل الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام): هل كان الله عارفاً بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟ قال(عليه السلام): نعم”(1). شبهة علم الله بذاته(2). “العلم” نسبة قائمة بين “العالم” و “المعلوم”. والنسبة إنّما تكون بين شيئين متغايرين. فإذا قلنا بأنّ الله يعلم بذاته، فإنّه يلزم أن يكون “علم الله” شيئاً مغايراً “لذات الله ” . وهذا يخالف القول بأنّ “علم الله” عين “ذاته”.

التفاصيل

علم اللّه تعالى(1)

علم اللّه تعالى(1) العلم: صفة من شأنها كشف المعلومات انكشافاً تامّاً لا يحتمل الخطأ. وتكون هذه الصفة لله تعالى من غير سبق خفاء. قال الشيخ المفيد: “العالم بالشيء هو الذي يكون الشيء منكشفاً له حاضراً عنده غير غائب عنه”(1(. تنبيه : قال سديدالدين الحمصي: “قد حُدّ العلم بحدود [ أي: عُرِّف العلم بتعاريف ] لا تصلح، فالأولى أن لا يُحدّ [ أي: لا يعرّف ] العالم والعلم”(2). ____________ 1- النكت الاعتقادية، الشيخ المفيد: الفصل الأوّل، ص 23.

التفاصيل

قدرة اللّه تعالى(3)

قدرة اللّه تعالى(3) المبحث السادس: أدلة عموم قدرة الله تعالى 1 ـ قدرة الله عين ذات الله . وبما أنّ الذات الإلهية مطلقة وغير متناهية، نستنتج بأنّ قدرة الله أيضاً غير متناهية، ولا تعرف حدّاً، ولا تقف عند نهاية، (وقد ذكرنا هذا المعنى، وبيّنا موارد تعلّق القدرة الإلهية في المبحث السابق). 2 ـ نسبة ذات الله إلى جميع المقدورات متساوية. فلهذا تتعلّق قدرة الله بجميع المقدورات من غير استثناء. ومن هذا المنطلق:

التفاصيل

قدرة اللّه تعالى(2)

قدرة اللّه تعالى(2) المبحث الثالث: أدلة اثبات قدرة الله تعالى الدليل الأوّل : إنّ “الفعل” كما يكشف عن وجود “الفاعل”، فإنّه يكشف أيضاً عن اتّصاف الفاعل بالقدرة التي مكّنته من أداء هذا الفعل. ومن هذا المنطلق: فإنّنا كما نكتشف من خلال النظر في هذا العالم بأنّ لهذا العالم خالقاً. فإنّنا نكتشف أيضاً من خلال هذا النظر بأنّ خالق هذا العالم متّصف بالقدرة; لأنّ “الفعل لا يصح أن يصدر إلاّ من قادر”.(1)(2) قال الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام): “العجب كلّ العجب للشاك في قدرة الله، وهو يرى خلق الله”(3).

التفاصيل

قدرة اللّه تعالى(1)

قدرة اللّه تعالى(1) المبحث الأوّل: معنى القدرة (لغةً واصطلاحاً) معنى القدرة (في اللغة) : القدرة تعني التمكّن من الفعل وتركه. ورد في “مجمع البحرين”: قدرت على الشيء: قويت عليه وتمكّنت منه(1). ورد في “لسان العرب”: يقال: قدر على الشيء، أي: ملكه، فهو قادر(2). ورد في “مصباح الكفعمي”: القادر هو الموجد للشيء اختياراً من غير عجز ولا فتور(3). وقال الشيخ الصدوق: قَدِر، أي: ملك، وقدرته على ما لم يوجد واقتداره على إيجاده هو قهره وملكه له(4).

التفاصيل

سمع اللّه تعالى وبصره

سمع اللّه تعالى وبصره قال تعالى: { إنّه هو السميع البصير } [ البقرة: 244 ] [ المجادلة: 1 ] وقال تعالى لموسى وهارون(عليهما السلام): { إنّي معكما أسمع وأرى } [ طه: 46 ] سبب تسميته تعالى بالسميع والبصير : قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): “إنّما يُسمّى تبارك وتعالى بهذه الأسماء; لأنّه… لا تخفى عليه خافية، ولا شيء مما أدركته الأسماع والأبصار”(1). قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام): “وسمّى ربّنا سميعاً… أخبر أنّه لا يخفى عليه الأصوات… الله بصير لا يجهل شخصاً منظوراً إليه”(2). النتيجة : إنّ الله تعالى سميع، أي: لا يخفى عليه شيء من المسموعات . إنّ الله تعالى بصير، أي: لا يغيب عنه شيء من المبصرات .

التفاصيل

مشيئة اللّه تعالى وإرادته(3)

مشيئة اللّه تعالى وإرادته(3) إنّ إرادة الله من صفات الله الفعلية; لأنّ إرادة الله تعني قصده تعالى للفعل، وهذا القصد لا ينفك عن الفعل. تبيين فعلية صفة الإرادة : 1- من مقاييس تمييز الصفات الذاتية عن الصفات الفعلية: الصفات الذاتية لا تقع في دائرة النفي والإثبات. فلا يقال: إنّ الله يعلم ولا يعلم. ولا يقال: إنّ الله قادر وغير قادر. ولكن الصفات الفعلية تقع في دائرة النفي والإثبات. فيقال: إنّ الله يعطي ولا يعطي. ويقال: إنّ الله يرزق ولا يرزق. وعلى ضوء هذا المقياس نجد بأنّ الإرادة تقع في دائرة النفي والإثبات، ويقال: إنّ الله يريد كذا ولا يريد كذا. فيثبت أنّ إرادة الله تعالى من صفات الله الفعلية. 2- من مقاييس تمييز الصفات الذاتية عن الصفات الفعلية: صفات الذات تُنتزع من الذات الإلهية مع قطع النظر عن مخلوقاته تعالى، من قبيل: الحياة، العلم، القدرة. وصفات الفعل تُنتزع من الأفعال الإلهية، ولا يمكن نسبتها إلى الله إلاّ بعد لحاظ إحدى مخلوقاته تعالى(1)، من قبيل: الخالق، الرازق، المدبّر. ____________ 1- أي: تحكي هذه الصفات عن الأفعال الإلهية وكيفيتها.

التفاصيل

مشيئة اللّه تعالى وإرادته(2)

مشيئة اللّه تعالى وإرادته(2) أي: معنى إرادة الله لأفعال الإنسان الاختيارية: إرادة الله لأفعال عباده تعني أنّه تعالى يطلب منهم أداء هذه الأفعال على وجه الاختيار (لا على نحو الحتم والإجبار والاضطرار)(1). حديث شريف : قال الإمام الرضا(عليه السلام) حول إرادة الله ومشيئته في أفعال العباد: “أمّا الطاعات فإرادة الله ومشيّته فيها الأمر بها، والرضا لها، والمعاونة عليها. وإرادته ومشيّته في المعاصي النهي عنها، والسخط لها، والخذلان عليها”(2).

التفاصيل

مشيئة اللّه تعالى وإرادته(1)

مشيئة اللّه تعالى وإرادته(1) المبحث الأوّل: مراتب صدور الفعل من الله تعالى 1 ـ العلم 2 ـ المشيئة 3 ـ الإرادة 4 ـ القدر 5 ـ القضاء 6 ـ الإمضاء حديث شريف : قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام( “عَلِم وشاء وأراد وقدّر وقضى وأمضى … بعلمه كانت المشيئة وبمشيئته كانت الإرادة

التفاصيل

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية