أمّ البنين عليها السلام النّجم الساطع في مدينة النبيّ الأمين

أمّ البنين عليها السلام النّجم الساطع في مدينة النبيّ الأمين15%

أمّ البنين عليها السلام النّجم الساطع في مدينة النبيّ الأمين مؤلف:
الناشر: مؤسسة دارِ الكتاب الإسلامي
تصنيف: النفوس الفاخرة
الصفحات: 378

أمّ البنين عليها السلام النّجم الساطع في مدينة النبيّ الأمين
  • البداية
  • السابق
  • 378 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 165742 / تحميل: 9089
الحجم الحجم الحجم
أمّ البنين عليها السلام النّجم الساطع في مدينة النبيّ الأمين

أمّ البنين عليها السلام النّجم الساطع في مدينة النبيّ الأمين

مؤلف:
الناشر: مؤسسة دارِ الكتاب الإسلامي
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

وكان هذا المسجد صغيراً مهجوراً تحفّه الأوساخ والقاذورات إلّا أنّه تمّ تجديد بناءه وإعادة إعماره، وهو الآن يسع خمسة آلاف مصلي، ومحاط بمرافق صحية ودورات مياه نظيفة تتألف من أكثر من خمسمائة حمام لمن يريد أن يغتسل غسل الاحرام، وأكثر من (٣٥٠) مرحاض.

١١ - مسجد أبي ذر:

ويقع في نهاية شارع «أبو ذر» حالياً، وقد تمّ إعادة إعماره وتوسيعه في الآونة الأخيرة.

١٢ - مسجد مشربة أم إبراهيم:

روي أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : صلّى في مشربة أم إبراهيم... وإنما سمّيت مشربة أم إبراهيم لأن أم إبراهيم ولدت إبراهيم ابن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيها.

وهو موضع بالعوالي من المدينة بين النخيل، وهو أكمة قد حوّط عليها بلبن.

والمشربة: البستان، ولعلّه كان بستاناً لماربة القبطية أم إبراهيم ابن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال في الصحاح: المشربة - بالكسر -: إناء يشرب فيه، والمشربة - بالفتح -: الغرفة، والمشارب: العلالي.

وليس في كلامه اطلاق ذلك على البستان، والظاهر أنها كانت عِليّة في ذلك البستان.

١٣ - مسجد الشمس:

وهو المكان الذي أعيدت الشمس فيه بعد غروبها لعلي عليه‌السلام ، وكان ذلك بالصهباء من خيبر.

قال عياض في الشفاء: كان رأس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجر علي عليه‌السلام وهو يوحى اليه، فغربت الشمس، ولم يكن علي صلّى العصر.

٢٢١

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أصليت يا علي؟

قال: لا.

فقال: اللهم إنّه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس.

قالت أسماء: فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت، ووقعت على الجبال والأرض، وذلك بالصهباء في خيبر.

قال عياض: خرجه الطحاوي في مشكل الحديث وقال: إنّ أحمد بن صالح كان يقول: لا ينبغي لمن سبيله العلم التخلّف عن حفظ هذا الحديث؛ لأنّه من علامات النبوة (١) .

١٤ - مسجد الإجابة:

ويقع شمال البقيع، صلّى فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ودعا فاستجاب الله دعاءه، فسمي بـ «مسجد الاجابة».

١٥ - مسجد العسكر:

يقع بالقرب من قبر حمزة عليه‌السلام ، قيل: إنّه مصرع حمزة عليه‌السلام ، وأنّه مشى بطعنته من الموضع الأول إلى هناك فصرع عليه‌السلام .

وقيل: أنّه دفن فيه جملة من شهداء أُحد.

١٦ - مسجد بني الظفر:

ويعرف بمسجد «البغلة» وهو في شرقي البقيع، طريقه عند - القبة المعروفة - بفاطمة بنت أسد، أم علي عليه‌السلام ، بأقصى البقيع، صلّى فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وجلس على

__________________

(١) وفاء الوفاء ٣ / ٨٢٣.

٢٢٢

الحجر الذي فيه، ولم يزل الناس يصفون الجلوس على ذلك الحجر للمرأة التي لا تلد، ويقصدون ذلك المسجد لأجله، فقلّ امراة نزر ولدها تجلس عليه إلّا حملت (١) .

١٧ - مسجد الأبواء:

و «الأبواء» قرية تبعد عن الجحفة ثلاثة عشر ميلاً، توفيت فيها أم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله السيدة آمنة بنت وهب عليها‌السلام ، في منصرفها من زيارة قبر زوجها عبد الله عليه‌السلام ، وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله صغيراً فحزن حزناً شديداً لفراق أمه.

وفي وسط الأبواء مسجد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وذكر بها آباراً وبركاً (٢) .

١٨ - مسجد الجحفة:

الجحفة ميقات أهل الشام، وفي أولها مسجد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسميت الجحفة؛ لأنها واقعة في طريق السيول.

وقد أصابها السيل مرة فجرف ما فيها وغرق يومها «حماد بن عيسى» أحد أصحاب الاجماع، وقد روى عن أربعة من الأئمة عليهم‌السلام .

وكان الامام الصادق عليه‌السلام قد دعا له بخمسين حجة، فوفّق لها كاملة، وفي الجحفة الواحدة والخمسين استأذن الامام الجواد عليه‌السلام في الخروج، فاذن له الامام عليه‌السلام ، وقال له: ولكن لا تتعجل، فخرج إلى الجحفة، فلمّا أراد أن يغتسل فيها غسل الاحرام ثار السيل فأغرق حماداً فسمي «غريق الجحفة».

١٩ - مسجد غدير خم:

وهو على ثلاثة أميال من الجحفة يسرة عن الطريق حذاء العين.

__________________

(١) أنظر للمزيد: وفاء الوفاء ٣ / ٨٢٧.

(٢) المصدر السابق.

٢٢٣

وقال عياض: غدير خم، غدير تصبّ فيه عين، وبين الغدير والعين مسجد للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

وفي مسند أحمد عن البراء بن عازب قال: كنا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تحت شجرة، فصلّى الظهر وأخذ بيد علي.

وقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟!

قالوا: بلى.

قال: فأخذ بيد علي وقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئاً يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة (١) .

٢٠ - مسجد بدر:

كان العريش الذي بني لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم بدر عنده، وهذا المسجد معروف بقرب بطن الوادي بين النخيل والعين قريبة منه.

وفي هذه القرية قبور أربعة عشر شهيداً في شهداء بدر، وهي تقع على بعد كيلومتراً واحداً عن الطريق القديم بين المدينة ومكة، ولا زال أهل تلك القرية يدفنون، موتاهم عند تلك القبور، وهي محصورة بسياج عال يحوط المقبرة كلّها.

* * *

__________________

(١) وفاء الوفاء ٣ / ١٠١٣.

٢٢٤

القسم الرابع

مقبرة البقيع

إنّ أول من دفن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في البقيع «عثمان بن مضعون» وكان رجلاً زاهداً عابداً صالحاً، حضر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في بيته، وأحنى عليه وقبّله، ولما رفع رأسه الشريف تلألأت الدموع في عينيه، فلمّا رفعت جنازته قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : طوبى لك يا عثمان لم تلبسك الدنيا ولم تلبسها.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله للموضع الذي دفن فيه عثمان: هذه الروحاء.

ولمّا توفي إبراهيم ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إلحق بسلفك الصالح «عثمان بن مضعون».

فلمّا توفيت ابنته رقية قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إلحقي بسلفنا الصالح «عثمان بن مضعون».

قال صاحب مرآة الحرمين: دفن في البقيع أكثر من عشرة آلاف من الصحابة والتابعين.

وفيما يلي الاشارة إلى بعضها:

١ - إبراهيم ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

مات طفلاً صغيراً.

٢٢٥

قال السمهودي: قال المجد: وموضع تربته يعرف ببيت الأحزان.. وهو البيت الذي آوت اليه فاطمة عليها‌السلام ، والتزمت الحزن فيه بعد وفاة أبيها سيد المرسلين صلى‌الله‌عليه‌وآله (١) .

٢ - قبر عقيل بن أبي طالب عليه‌السلام :

وقيل: أنّه قبره في الشام، وله هناك قبة وضريح.

٣ - قبر فاطمة بنت أسد عليها‌السلام :

أم الامام أمير المؤمنين عليه‌السلام في روحاء البقيع بالقرب من قبر إبراهيم عليه‌السلام وعثمان بن مضعون.

وقيل: دفنت في قبة العباس وهو المعروف بحسب التاريخ.

٤ - قبر العباس بن عبد المطلب في مقبر بني هاشم.

٥ - قبر صفية بنت عبد المطلب:

أم الزبير، وأخت حمزة عليه‌السلام ، وعمة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقبرها يقع على شمال الخارج من البقيع.

ومعها في نفس البقعة قبر عاتكة بنت عبد المطلب عمة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

وقبر «أم البنين عليها‌السلام » أم قمر العشيرة أبي الفضل العباس عليه‌السلام .

٦ - قبر عبد الله بن جعفر الطيار:

في نفس البقعة التي دفن فيها عقيل ابن أبي طالب، وقيل: أنّه قبره في الأبواء.

ودفن في نفس تلك البقعة سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.

٧ - قبور ثلاثة متقاربة:

يقال: أنها قبور بنات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله زينب ورقية وام كلثوم.

__________________

(١) وفاء الوفاء ٣ / ٩١٨.

٢٢٦

٨ - تسعة قبور متقاربة:

أيضاً يقال: أنّها قبور نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، سوى خديجة عليها‌السلام ؛ لأن قبرها في مكة، وميمونة لأنها دفنت في سرف.

٩ - قبر حليمة السعدية:

قبر في منتهى البقيع جنب السور، معروف أنّه قبر حليمة السعدية مرضعة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد دخل في البقيع وصار مشخصاً بعد التوسعة الأخيرة.

١٠ - قبور عدة من شهداء أحد في الجانب الغربي من البقيع.

١١ - قبر إسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام :

وهو مقابل قبر العباس بن عبد المطلب، ملتصق بالجدار من طرف الطريق العام.

١٢ - قبر عبد الله بن مسعود:

وكان قد أوصى أن يدفن بالقرب من عثمان بن مضعون.

١٣ - قبر سعد بن معاذ:

وهو الذي صلّى عليه النبي في تسعين ألف من الملائكة، وبشّره لحبّه لعلي عليه‌السلام فقال: ابشر يا سعد فان الله يختم لك بالشهادة.

١٤ - قبر أبي سعيد الخدري:

كان من الفقهاء وكان موالياً محبّاً لأهل البيت عليهم‌السلام .

وإنّما سميت المقبرة «بقيع الغرقد» لمكان الغرقد - وهي شجرة - الذي كان فيها، فلما دفن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إبراهيم ابنه قطعه الناس ودفنوا فيها.

ثواب زيارة قبور أهل البيت عليهم‌السلام وإعمارها:

لقد وردت النصوص المتظافرة في ثواب زيارة المراقد المطهرة لأئمة أهل البيت وأبنائهم وإعمارها.

٢٢٧

منها: ما عن الرضا عليه‌السلام قال: «فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة» (١) .

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من زارني أو زار أحداً من ذريتي زرته يوم القيامة فانقذته من أهوالها» (٢) .

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال لعلي عليه‌السلام - في حديث -: إنّ الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوة من عباده تحنّ اليكم، وتحتمل المذلّة والأذى، فيعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقرّباً منهم إلى الله، ومودّة منهم لرسوله، أولئك - يا علي - المخصوصون بشفاعتي، الواردون حوضي، وهم زوّاري غداً في الجنة.

ثم قال: يا علي! من عمّر قبوركم وتعاهدها فكانّما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس (٣) .

* * *

__________________

(١) وسائل الشيعة ٥ / ٢٥٣، عيون أخبار الرضا ٢ / ٢٦٠.

(٢) كامل الزيارات: ٧.

(٣) عن فرحة الغري لابن طاوس: ٣١، البحار ١٠٠ / ١٢١.

٢٢٨

القسم الخامس

قبور الأئمة المعصومين في البقيع

كان لقبور الأئمة عليهم‌السلام صندوق وضريح، وروضة ومقام، وايوان للقراء، ورواق بناه مجد الملك أبو الفضل أسعد بن محمد بن موسى الأردستاني، وزير السلطان بركياق بن ملك الشاه ابن ألب أرسلان سنة (٩٥ هـ)، وقتل الوزير المذكور بتهمة التشيع سنة (٤٩٢ هـ).

وبنى القبة أيضاً الناصر بالله العباسي سنة (٥٦٠ هـ).

وكانت الروضة الشريفة مزينة بالنقوش المكللة بالذهب والفضة والفولاد، ومفروشة بالسجاد الايراني الفاخر، الذي كان يحكي الفن والجمال للأيادي الايرانية والهندية الشيعية.

إلّا أنّ الوهابين هدموا القبور ولم يبقوا ثمة سوى تراب القبر، حتى صار البقيع في وضع يرقّ له كلّ قلب، ويطلق كلّ لسان باللعن الدائم على أولئك الأوغاد الأرجاس المتعصبين الجهلة الذين عطلوا عقولهم وتمسكوا بخرافاتهم، فلعنة الله على الظالمين.

* * *

٢٢٩

وقد دفن في البقيع أربعة من الأئمة الأبرار الأطهار وهم:

١ - الامام الحسن المجتبى عليه‌السلام :

وهو أكبر أولاد أمير المؤمنين عليه‌السلام وفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يسميه وأخاه الحسين عليه‌السلام «ابناي»، ولذا كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول لأولاده «أنتم أولادي، والحسن والحسين أولاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله » (١) .

ولد الامام الحسن عليه‌السلام في المدينة المنورة سنة (٣) للهجرة، وأدرك جدّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سبع سنين، وعاش في حجره الشريف وتحت ظله المنيف، يرفل بالحب والحنان الخاص الذي أحاطه به جدّه.

وبعد وفاة جدّه - ومن بعده وفاة أمه الصديقة الطاهرة التي كانت أسرع أهل بيته لحوقاً به - عاش الامام الحسن عليه‌السلام في كنف أبيه أمير المؤمنين عليه‌السلام حتى استشهد سيد الأوصياء، فكانت الامامة لولده الحسن نصاً من جدّه وأبيه حيث بقي ستة أشهر إماماً ظاهراً على الخلق، ومعاوية يحاربه أشدّ المحاربة طمعاً في الخلافة التي كان يحلم بها هو وأسلافه، فرفع قميص عثمان، وأخذ يطالب بدمه، ثم أعلن عن طمعه وكشر عن أنيابه، مطالباً بالخلافة، ودارت رحى الأيام فاضطر الامام الحسن عليه‌السلام في ظروف خاصة للصلح، ولكن ضمن شروط اتفق عليها الطرفان.

منها: أن ترجع الخلافة إلى الحسن عليه‌السلام أو أخيه الحسين بعد وفاة معاوية.

ومنها: أن لا يتعرض معاوية للامام ولأصحابه وشيعته وأهل بيته بأي سوء أو أذى (٢) .

فلمّا تربع معاوية على عرش الحكم تنكر للامام عليه‌السلام ، ودخل الكوفة وأعلن فيها

__________________

(١) أنظر: مناقب لابن شهر آشوب ٤ / ٢١ و ٢٥، ذخائر العقبى: ٦٧ و ١٢١.

(٢) أنظر: ارشاد المفيد: ١٧٣.

٢٣٠

بكلّ صلافة وجرأة عن عدم التزامه بشرط الصلح، وأنّ كلّ شرط شرطه فهو تحت قدمه؛ فطارد شيعته الامام وقتلهم.

وعاش الامام المظلوم، أبو محمد الحسن، سنين إمامته العشرة في غاية الشدّة، وكان مهدداً حتى في بيته، حيث أوعز معاوية إلى زوجة الامام «جعدة بنت الأشعث» ومنّاها وأغراها، فدسّت السم للامام، فقضى مسموماً مظلوماً، وهو في السنة السابعة والأربعين من عمره المبارك الشريف، ودفن في البقيع، وكان على قبره ضريح وقبة عظيمة هدمها الأوغاد الوهابيون.

لقد عاش الامام حميداً، ومات شهيداً سعيداً، وكان عظيماً في خلقه، يذكر برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين عليه‌السلام خَلقاً وخُلقاً، وقد تظاهر الخاصة والعامة على رواية مناقبه وفضائله، ومحامد أخلاقه، وما قاله فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد قال فيه: «هذان - الحسن والحسين عليهما‌السلام - ابناي إمامان قاما أو قعدا».

٢ - الامام علي بن الحسين عليه‌السلام :

ولد الامام عليه‌السلام سنة (٣٦) للهجرة من الخيرتين؛ فأبوه الامام السبط الشهيد الحسين بن علي عليه‌السلام وأمه «شاه زنان» بنت آخر ملوك الساسانيين.

ولقب: بزين العابدين، وسيد الساجدين، وقرة عين الناظرين، وذو الثفنات، وغيرها من ألقابه الحاكية عن سمو خلقه وعبادته وزهده وصبره وجهاده، حيث كان خليفة أبيه، والوحيد من اخوته عاش بعد أبيه، فقد شاءت حكمة الحكيم الباري أن يصحب الامام الشهيد في ثورته، ويذوق المأساة ويشاهدها بعينه، ثم يرعى سبايا أهله إلى الكوفة ثم إلى الشام، فقام باعباء إمامته ودافع عن الدين، وقال كلمة الحق أمام السطان الجائر اللعين، وعاد إلى المدينة مع ركب السبايا.

ثم استحضره عبد الملك الخليفة الأموي السفاك، فحمل عليه‌السلام مكبّلاً مقيّداً بالأصفاد من المدينة إلى الشام، قم عاد بعدها إلى المدينة.

٢٣١

ولم ترفع عنه السلطة الغاشمة ضغوطها ومضايقاتها إلّا أنّ الامام عليه‌السلام كان مقبلاً على عبادته ودعائه، لا يلتقي أحداً إلّا خواص شيعته، كأبي حمزة الثمالي، وأبي خالد الكابلي، ويبثّ ما يريد في شيعته عن طريق أمثال هؤلاء.

وخلّف لنا:

« الصحيفة السجادية » زبور آل محمد.

و « رسالة الحقوق ».

و « الذرية الطيبة » حيث كانت ذرية رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة سيدة نساء العالمين والامام السبط الشهيد من صلب هذا الامام العظيم.

٣ - الامام محمد بن الباقر عليه‌السلام :

الامام محمد بن علي بن الحسين بن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، لقبه جدّه بـ «الباقر».

ولد سنة (٥٧ هـ)، وشهد واقعة الطف وهو ابن أربع سنين، نص على إمامته أجداده الكرام وأبوه السجاد، فكانت له الامامة بعد أبيه إلى سنة (١١٤) أو (١١٧).

سمّه ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك، فمضى شهيداً سعيداً.

أمه فاطمة بنت الامام الحسن المجتبى، فهو ابن الخيرتين، وأول علوي من علويين.

كثرت في عهده الثورات على الأمويين الظلمة، واشتدت الخلافات داخل أجهزة النظام الحاكم، واستشعر الناس بفداحة فاجعة الطف، فأقبل الناس عليه من كلّ أقطار العالم الاسلامي، فأخذ الامام يبثّ علمه، ويهدي الناس إلى ربّه وإلى الصراط المستقيم، ويدلنا على ذلك مراجعة التاريخ وكتب الرجال والحديث حيث نقلت لنا لئالىء أقواله، ودرر كلماته، وسجلت لنا حشود الروات عنه والمستطعمين على موائده.

٢٣٢

٤ - الامام جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام :

ولد الامام الخامس عليه‌السلام سنة (٨٣ هـ)، وتوفي مسموماً بأمر المنصور العباسي سنة (١٤٨ هـ).

وكانت ولادته عليه‌السلام يوم الاثنين (١٧ ربيع الأول) يوم ولادة الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو يوم عظيم البركة، جليل القدر، له فضل كبير.

وكانت إمامته في زمن إنحلال الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية، فكانت الأولى ضعيفة تعيش سكرات الموت، والثانية ضعيفة؛ لأنّها جديدة عهد، لم يشتد عودها.

فكانت فرصة بثّ الامام عليه‌السلام علومه ومعارفه، وربّى الكثير من رجال الشيعة من أمثال زرارة، ومحمد بن مسلم، ومؤمن الطاق، وهشام بن الحكم، وابن بن تغلب، وجابر بن حيان الكوفي، وغيرهم، بل وانتهل من معينه أئمة المذاهب الأخرى وعلماؤهم من قبيل: سفيان الثوري، وأبي حنيفة إمام المذهب الحنفي.

وقد خلّف لنا تراثاً ضخماً تربو عدد أحاديثه وأحاديث أبيه الباقر على مجموع ما روي لنا من آبائه وأبنائه عليهم‌السلام .

وابتلي في أواخر عصره بالمنصور العباسي المعروف بقساوته وضراوته، فطارد العلويين، وأودع ذرية رسول الله قعر السجون وظلم المطامير، وحاول قتل الامام عليه‌السلام عدة مرات، وعزم على ذلك حتى دسّ اليه السم، فقتله شهيداً مظلوماً مسموماً، وبعث إلى واليه على المدينة يأمره أن يحضر في بيت الامام، ويطّلع على وصيته ليعرف من هو الامام من بعده، فيضرب عنقه في المجلس، وينهي بذلك قصة الامامة، فلما فتحوا وصية الامام عليه‌السلام شاهت وجوههم، وخابت آمالهم الشيطانية حيث وجدوا الامام عليه‌السلام قد أوصى إلى الخليفة ووالي المدينة وعبد الله الأفطح وموسى ابني الامام عليه‌السلام وحميدة (١) .

__________________

(١) أنظر: أصول الكافي ١ / ٣١٠، الفصول المهمة: ٢١٢، دلائل الامامة: ١١١، إثبات الوصية: ١٤٢.

٢٣٣

الفصل

الخامس عشر

لمحات عن حياة مؤسس الوهابية

٢٣٤

لمحات

عن حياة مؤسس الوهابية

تنسب الطريقة الوهابية إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي، وباسم أبيه «عبد الوهاب» تسمى طريقته.

أما السبب في عدم تسميتها بـ «المحمدية» نسبة إلى مؤسسها «محمد»، فهو - كما يقال - للحذر من وقوع التشابه بينها وبين المسلمين أتباع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والحيلولة دون استغلاله (١) .

ولد الشيخ محمد عام (١١١٥ هـ) في قرية «عُيينة» إحدى القرى التابعة لـ «نجد» وكان والده قاضياً فيها.

كان محمد بن عبد الوهاب - منذ طفولته - ذا علاقة شديدة بمطالعة كتب التفسير والحديث والعقائد، وكان - مذ شبابه - يستقبح كثيراً من الشعائر الدينية التي كان يمارسها أهالي نجد، ولم يقتصر ذلك على نجد بل تعداه إلى المدينة المنورة بعد ما انصرف من مناسك الحج، فقد كان يستنكر على الذين يتوسلون برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عند مرقده المقدس.

__________________

(١) دائرة معارف القرن العشرين لفريد وجدي ١٠ / ٨٧١ نقلاً عن مجلة المقتطف ٢٧ / ٨٩٣.

٢٣٥

ثم عاد وبعد ارتحل إلى البصرة - وهو في طريقه إلى الشام - وهناك - في البصرة - طفق يستنكر على الناس شعائرهم الدينية وينهاهم عنها، فثار عليه أبناء البصرة الغيارى وأخرجوه مدحوراً من ديارهم، فتوجه إلى مدينة الزبير.

وفي الطريق - بين البصرة والزبير - تعب من المشي، ونال منه الحر والعطش نيلاً شديداً بحث كاد أن يهلك - وليته هلك -، فأدركه رجل من الزبير فعطف عليه عندما رأه مرتدياً زيّ رجال الدين، وسقاه الماء وأركبه وأوصله إلى المدينة.

كان محمد بن عبد الوهاب عازماً على السفر إلى الشام، لكنه لم يملك ما يكفيه من المال والزاد، فسافر إلى الاحساء، ومنها إلى حريملة التابعة لنجد.

في تلك السنة - وكانت سنة (١١٣٩ هـ) - انتقل والده عبد الوهاب من عيينة إلى حريملة، فلازم الولد والده وتتلمذ على يده، وواصل حملاته المسعورة ضد الشعائر الدينية في نجد، مما أدى إلى نشوب النزاع والخلاف بينه وبين أبيه من جهة، وبينه وبين أهالي نجد من جهة أخرى، واستمرت الحالة على هذه حتى عام (١١٥٣ هـ) حيث توفي والده (١) .

عند ذلك خلا الجو لمحمد بن عبد الوهاب، فراح يُعلن عن عقائده الشاذة، ويستنكر على الناس ما يمارسونه من الشعائر الدينية، ويدعوهم إلى الانخراط في حزبه وتحت لوائه، فانخدع بعض ورفض آخرون، واشتهر أمره في المدينة.

عندها قفل راجعاً إلى «عيينة» وكان يحكم عليها عثمان بن حمد، فاستقبله وأكرمه ووقع القرار بينهما على أن يدافع كلّ عن صاحبه باعتبار أنّ لأحدهما السلطة التشريعية وللآخر السلطة التنفيذية، فحاكم عيينة يمدّه بالقوة ومحمد بن عبد الوهاب يدعو الناس إلى طاعة الحاكم واتباعه.

__________________

(١) عن تاريخ نجد للألوسي: ١١١ - ١١٣.

٢٣٦

ووصل الخبر إلى حاكم الاحساء بأن محمد بن عبد الوهاب يدعو إلى آرائه ومبتدعاته، ويعضده حاكم عيينة فأرسل حاكم الاحساء رسالة تحذيرية إلى حاكم عيينة، فاستدعى الحاكم محمد بن عبد الوهاب واعتذر من تأييده فقال له ابن عبد الوهاب: لو ساعدتني في هذه الدعوة لملكت نجد كلذها، فرفضه الحاكم وأمره بمغادرة عيينة مذموماً مدحوراً.

كان ذلك في عام (١١٦٠ هـ) عندما خرج ابن عبد الوهاب من عيينة متوجهاً إلى الدرعية، التي كانت من أشهر المدن التابعة لنجد، وكان حاكمها - يومذاك - محمد بن سعود، الجدّ الأعلى لآل سعود، فزاره الحاكم وأكرمه ووعده بالخير.

وبالمقابل بشّره ابن عبد الوهاب بالهيمنة على بلاد نجد كلّها، وهكذا وقع القرار المشؤوم... (١) .

وخلاصة القول: إنّ محمد بن عبد الوهاب كان يدعو إلى التوحيد، ولكن لتوحيد خاطىء من صنع نفسه، لا التوحيد الذي ينادي به القرآن الكريم، فمن خضع له و «لتوحيده» سلمت نفسه وأمواله، ومن أبى فهو كافر حربي ودمه وماله هدر!!

وعلى هذا الأساس كان الوهابيون يشنون الحروب في نجد وخارجها، كاليمن، والحجاز، ونواحي سوريا، والعراق، وكانوا يبيحون التصرف بالمدن التي يسيطرون عليها كيفما يشاؤون، فان أمكنهم ضمّ تلك الأراضي إلى ممتلكاتها وعقاراتهم فعلوا ذلك، وإلّا اكتفوا بنهب الغنائم منها (٢) .

وكان قد أمر كلّ من ينخدع بدعوته أن يتقدّم اليه بالبيعة، ومن رفض البيعة وجب قتله ونهب ماله.

__________________

(١) ذكر أحد المؤلفين العثمانيين في كتابه تاريخ بغداد: ١٥٢ بداية العلاقة بين محمد بن عبد الوهاب وآل سعود بصورة أُخرى ولكن الظاهر أن ما ذكرناه أصح.

(٢) عن جزيرة العرب في القرن العشرين: ٣٤١.

٢٣٧

ولهذا عندما رفض أهالي قرية «الفصول» من ضواحي الاحساء بيعة هذا الرجل الشاذ هجم عليهم وقتل ثلاثمائة رجل، ونهب أموالهم وثرواتهم (١) .

وأخيراً... مات محمد بن عبد الوهاب عام (١٢٠٦ هـ) (٢) ، ولكن أتباعه واصلوا طريقه وأحيوا بدعه وضلاله.

* * *

بعض جرائم الوهابيين:

ففي عام (١٢١٦ هـ) أعدّ الأمير سعود - الوهابي - جيشاً ضخماً يتألف عن عشرين ألفاً، وشنوا هجوماً عنيفاً على مدينة كربلاء المقدسة بالعراق، وكانت كربلاء - ولا زالت - مدينة مقدسة لها شهرة بالغة، ومحبة في قلوب المؤمنين، ويقصدها الزوار بمختلف جنسياتهم من إيرانيين وأتراك وعرب وغيرهم فحاصر الجيش الوهابي هذه المدينة المقدسة ثم اقتحمها ودخلها، وأكثر فيها القتل والنهب والفساد والخراب.

وقد ارتكب الوهابيون في مدينة كربلاء المقدسة جرائم وفجائع لا توصف، فقد قتلوا خمسة آلاف مسلم أو أكثر وقيل: إنّهم قتلوا «٢٠» الفاً.

وعندما انتهى الأمير سعود من العمليات الحربية هناك عمد إلى خزانة الامام الحسين بن علي عليه‌السلام ، وكانت مليئة بالذهائر النفيسة والهدايا القيمة التي أهداها الملوك والأمراء وغيرهم إلى الروضة المقدسة، فابتزها نهباً.

وبعد هذه الفاجعة الأليمة اتخذت مدينة كربلاء لنفسها طابع الحزن حتى نظم الشعراء قصائد كثيرة في رثائها (٣) .

__________________

(١) تاريخ المملكة العربية السعودية ١ / ٥١.

(٢) الأقوال متعددة في سنة ولادة محمد بن عبد الوهاب ومماته.

(٣) عن تاريخ كربلاء للدكتور عبد الجواد الكيدار: ١٧٢ - ١٧٣.

٢٣٨

وكان الوهابيون يشنون هجماتهم وغاراتهم الحاقدة على كربلاء المقدسة وضواحيها بين فترة وأخرى، وخلال مدة تتراوح بين اثني عشرة عاماً، وكذلك فعلوا مع النجف الأشرف، فيعودون ناهبين سارقين، وكانت البداية هي الهجوم على كربلاء عام (١٢١٦) كما سبقت الاشارة اليه.

وقد اتفقت كلمات المؤلفين من الشيعة على أنّ ذلك الهجوم كان في يوم عيد الغدير الأغر، ذكرى تنصيب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الامام علي بن أبي طالب عليه‌السلام خليفة له من بعده (١) .

يقول العلامة المرحوم السيد محمد جواد العاملي (٢) :

وقد منّ الله - سبحانه - بفضله وإحسانه وببركة محمد وآله صلى‌الله‌عليه‌وآله لاتمام هذا الجزء من كتاب «مفتاح الكرامة» بعد انتصاف الليل من الليلة التاسعة من شهر رمضان المبارك سنة (١٢٢٥ هـ) على يد مصنفه... وكان مع تشويش البال واختلال الحال، وقد أحاطت الأعراب من عنيزة، القائلين بمقالة الوهابي الخارجي بالنجف الأشرف ومشهد الامام الحسين عليه‌السلام ، وقد قطعوا الطرف ونهبوا زوّار الحسين عليه‌السلام بعد منصرفهم من زيارة نصف شعبان، وقتلوا منهم جماعة غفيرة، وأكثر القتلى من العجم، وربمّا قيل: بأنهم مائة وخمسين وقيل: أقل... (٣) .

* * *

وفي عام (١١٣٤٤) بعد ما استولى آل سعود على مكة المكرمة والمدينة المنورة وضواحيهما بدأوا يبحثون عن دليل يبرر لهم هدم المراقد المقدسة في البقيع، ومحو

__________________

(١) لمزيد الاطلاع على عيد الغدير الأغر أنظر الجزء الأول من كتاب الغدير للعلامة الاميني رحمه‌الله .

(٢) مفتاح الكرامة ٧ / ٦٥٣.

(٣) أنظر الوهابية في الميزان للعلامة الشيخ السبحاني: ٣٦ وما بعدها.

٢٣٩

آثار أهل البيت عليهم‌السلام والصحابة، فلجأوا إلى الاستفتاء من علماء المدينة المنورة حول حرمة البناء على القبور محاولة منهم لتبرير موقفهم أمام الرأي العام الاسلامي وخاصة في الحجاز؛ لأنهم كانو يدركون جيداً أنّ المسلمين في الحجز هم كالمسلمين في كلّ مكان، يعتقدون بكرامة أولياء الله وقدسيتهم وجواز البناء على قبورهم، فحاول الوهابيون أن يلبسوا جريمتهم هذه بلباس الاسلام دفعاً لنقمة المسلمين!! سبحان الله.

أرسلت السلطة السعودية قاضي القضاء في نجد واسمه: «سليمان بن بلهيد» إلى المدينة المنورة للاستفتاء من علمائها حول بناء مراقد أولياء الله، ولكن الجدير بالذكر هو أنّ الأسئلة التي طرحها «ابن بلهيد» كانت تحمل في طواياها الأجوبة المطابقة لآراء الوهابيين أنفسهم، وما كان من العلماء إلّا الاجابة بمثل ما هو مذكور في الاستفتاء نفسه، ولم يكن علماؤهم يملكون الشجاعة والبطولة في التجاهر بالحق والافتاء بالصواب، بل كانوا - وهم كذلك طوال التاريخ - يرتزقون على أبواب السلطان، وكانوا يعرفون - مسبقاً - أنّ الافتاء على خلاف آرائهم يعرّضهم للتهمة بالكفر والشرك، ومن ثم يحكمون عليهم بالقتل إن رفضوا التوبة.

وقد نشرت جريدة «أم القرى» الصادرة في مكة في شوال (١٣٤٤ هـ) تلك الأسئلة والأجوبة، وقد أثارت ضجة كبرى بين المسلمين - السنة والشيعة - لأنهم كانوا يعلمون أنّ وراء هذا الاستفتاء الذي قد صدر تحت وطأة التهديد والترهيب إنّما هو الشروع بهدم القباب والبناء المشيّد على قبور قادة الاسلام وعظماء المسلمين.

وهذا ما حصل بالفعل، فبعد ما صدرت تلك الفتوى من خمسة عشر عالماً من علماء المدينة وانتشر في الحجاز. بدأت السلطة الوهابية بهدم قبور آل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله في الثامن من شوال من نفس العام، وقضت على آثار أهل البيت عليهم‌السلام والصحابة،

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

3 - ومن هذا الباب - إسماعيل -

45 - إسماعيل بن أبي خالد - محمد بن مهاجر... بن عبيد الازدي)(1)

روى ابوه عن ابي جعفر (ع)(2) .

____________________

(1) ونحوه بتمامه في الفهرست ص 10 إلا انه قال: من أهل الكوفة من أصحابنا رحمهم الله. وفي لسان الميزان ج 1 ص 434 إسماعيل بن محمد بن مهاجر بن عبيد الازدي الكوفى ذكره الطوسي في رجال جعفر الصادق (ع) قال: وقد روى عن الباقر (ع) وصنف كتاب القضايا بوبه وهذبه.

(2) وكذا في الفهرست والمعالم وعده في رجاله من اصحاب الصادق (ع) ص 302 / 344: قائلا محمد بن مهاجر بن عبيد الازدي ابو خالد الكوفى. وروى المشايخ باسناد حسن عن ابن ابي عمير عن محمد بن مهاجر عن أمه أم سلمة قالت سمعت أبا عبدالله (ع) يقول كان رسول الله صلى الله عليه وآله الحديث (كما في التهذيب ج 3 عن الكافي ج 1 / 49 والفقيه ج 1 / 100).

٣٤١

وروى هو عن(1) ابي عبدالله (ع)(2) وهما ثقتان من أصحابنا ض الكوفيين.ذكر بعض أصحابنا إنه وقع اليه كتاب القضايا لاسماعيل مبوب(3) .

____________________

(1) ظاهر المتن والفهرست عدم روايته عن ابي جعفر (ع) لكن الشيخ عده في أصحابه (ع) ص 105 / 25 قائلا: إسماعيل ابن ابي خالد. ويمكن إتحاده مع إسماعيل ابي أحمد الكاتب الكوفى الذي ذكره أيضا في أصحاب الباقر (ع) 105 / 21.

(2) قال الشيخ في اصحابه ص 148 / 124: إسماعيل بن ابي خالد وإسمه محمد بن مهاجر الازدي الكوفي اسند عنه. وفي آخر باب ابطال العول من التهذيب ج 9 / 268 / 973 قال: وفي كتاب ابي نعيم الطحان رواه عن شريك عن إسماعيل بن ابي خالد عن حكيم ابن جابر الخ.ورواه في الاستبصار ج 4 / 170 والكافى ج 2/ 256.

(3) قال في الفهرست: ولا سماعيل كتاب القضايا مبوب، أخبرنا به احمد بن محمد بن موسى قال اخبرنا احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا محمد بن سالم بن عبدالرحمان عن الحسين بن محمد بن علي الازدى عن أبيه عن اسماعيل.قلت: الطريق ضعيف بمحمد بن سالم المجهول ومحمد بن علي الازدي المهمل في الرجال.

وفي مجمع الرجال اخبرنا حميد وسالم بن عبدالله فلاحظ النسخ.

٣٤٢

46 - إسماعيل بن أبي زياد - يعرف بالسكوني الشعيري(1)

____________________

(1) لم يعرف له في كتب الاصحاب وغيرهم ولا في الروايات كنية وانما يعرف بأبيه وبنسبته.وظاهر الاخبار وكلام أصحابنا ان اباه مسلم ويكنى بأبي زياد بلا خلاف أجده وقد صرح بذلك البرقي في رجاله في اصحابه الصادق / 28 وايضا الشيخ في اصحابه ص 149 / 92 وفي الفهرست ص 13 / 38 وابن شهر اشوب في المعالم ص 9 وغيرهم بل الصدوق في المشيخة ذكره باسمه.ومن العامة الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 ص 331 بل وص 230 وابن حجر في لسان الميزان ج 1 ص 406. وفي تهذب التهذيب ج 1 ص 298 وغيرهم نعم يظهر ممن تقدم كلامه من العامة إختلاف في اسم ابيه وانه زياد. او ابي زياد مع تصريح غير واحد منهم الدار قطني بان إسماعيل بن ابي زياد هو إسماعيل بن مسلم السكوني بل لم يذكر بعضهم الا إسماعيل بن مسلم مثل ابن ابي حاتم الرازي في الجرح والتعديل فلاحظ. =

٣٤٣

____________________

= قلت: والمذكور في اكثر اخباره وان كان هو السكوني الا انه قد صرح باسمه وباسم ابيه في روايات كما فيما رواه الشيخ باسناده عن علي بن جعفر السكوني عن إسماعيل بن مسلم الشعيري عن جعفر (ع) في التهذيب ج 3 ص 256 / 713 وفي الحضال باسناده عن عبدالله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم السكوني في ج 1 ص 100 / 39 ومواضع عديدة وايضا عن محمد بن سعيد بن غزوان عن إسماعيل بن مسلم السكوني في ص 6 / 30 ومواضع عديدة وفي اصول الكافي ج 2 / 108 باسناده عن جهم بن الحكم المدائني عن إسماعيل بن ابي زياد السكوني عن ابي عبدالله (ع) وفي التهذيب ج 1 في تلقين المحتضرين ص 462 / 1510 عن محمد بن عيسى عنه عنه (ع). وفي ج 6 ص 122 / 210 عن عبدالله بن المغيرة عن إسماعيل بن ابي زياد السكوني بل وفى مواضع عديدة من التهذيب والكافى والخصال وغيره وعن الحسين بن يزيد النوفلي وفضالة بن ايوب عنه ويطول بذكرها وبالتصريح بابيه وبلقبه معا في جملة من الروايات مع اتحاد الرواة عنه يعرف اتحاد الجميع فلاحظ.ثم انه يعرف إسماعيل هذا بالسكوني وهو كما قيل: نسبة إلى سكون كصبور حي من عرب اليمن ينتسبون إلى جدهم سكون بن أشرس بن ثور بن كندة. =

٣٤٤

____________________

= وقال ابن إدريس في السرائر في باب ميراث المجوس: السكوني بفتح السين منسوب إلى قبيلة من العرب عرب اليمن.قلت: لا ينافي ذلك كونه كوفيا كما يأتي. وقد أشرنا إلى ان المذكور اكثرا في الطرق والاسانيد هو السكوني الا انه بالتصريح بالاسم مع اتحاد الرواة عنه يعرف اتحاد الجميع.وفي بعض الاخبار نسب إلى الشعيري، وظاهر المتن انه يعرف بالسكوني الشعيري ولم احضر فيما وقفت عليه من اخباره على رواية جمع فيها بين النسبتين. وفي التهذيب ج 4 ص 191 / 542 عن عبدالله ابن المغيرة عن إسماعيل بن ابي زياد الشعيري. وفي ج 10 ص 70 / 265 عن فضالة عن الشعيري عن ابي عبدالله (ع). وفي ج 3 / 256 / 713 عن علي بن جعفر السكوني عن إسماعيل بن مسلم الشعيري عن جعفر (ع). وفي المشيخة(311) عن امية بن عمرو عن إسماعيل بن مسلم الشعيري. وصرح البرقي والشيخ في اصحاب الصادق (ع) بأن إسماعيل مصنفي أصحابنا مع التنبيه على الانحراف مذهبا لو كان. هذا على ما يظهر من ديباجة كتابيهما، وبأنه الظاهر من جملة رواياته حيث روى ما يدل على خلاف فتاوي العامة. =

٣٤٥

____________________

= قلت: لا مجال للتأمل في كونه عامي المذهب بعد تصريح جماعة بذلك كالشيخ في كتاب العدة ص 61.وقال ابن إدريس في ميراث المجوس من كتاب السرائر بعد ذكر خبر السكوني الذي اعتمد الشيخ عليه: راوي هذه الرواية التي اعتمدها هو إسماعيل بن أبي زياد السكوني ماحصلت فيه الطريق التي ادعاها شيخنا ولا الصفة التي إعتبرها بل هو عامي المذهب ليس هو من جملة الطائفة وهو غير عدل عنده الخ. وقال ايضا هناك: وهو عامي المذهب بغير خلاف وشيخنا ابوجعفرموافق على ذلك قائل به الخ. وقد صرح بكونه عاميا جماعة كثيرة من أعلام الطائفة كالمحقق في المعتبر وغيره والعلامة وابن داود وغيرهم بل ربما يومي إلى عدم كونه إماميا ما يأتي من الماتن رحمه الله في ترجمة ربيع بن سليمان بن عمرو(433) قوله: كوفي.

صحب السكوني وأخذ عنه واكثر وهو قريب الامر في الحديث. بل يمكن ان يقال: ان ذكر العامة للسكوني في كتبهم بلا تعرض لتشيعه دليل على كونه عاميا، اذ لو كان فيه شئ يوهم تشيعه لرموه بذلك وشنعوا عليه ولما تكلفوا في تضعيفه بروايته المنكرات، قال ابن عدي: منكر الحديث.وقال ابن حبان: شيخ دجال لا يحل ذكره في الكتب الا على سبيل القدح فيه. وقال الدار قطني: متروك الحديث. ذكره الذهبي وابن حجر فلاحظ. ولم أجد في كلامهم وجها لضعف روايته.ولعل الوجه اكثاره الرواية عن ابي عبدالله (ع) وعن ائمة أهل البيت (ع) بواسطته (ع) فلاحظ تراجم نظائره من كتبهم. =

٣٤٦

____________________

= وأما ما ذكر تاييدا لكونه إماميا فكلها ضعيفة فان ظهور عدم تعرض النجاشي والشيخ في الفهرستين لمذهبه لا يقاوم النص على خلافه وقد فات منهما التعرض لامثاله كما لا يخفى على المتأمل. وأما أخبار السكوني فليس فيها ما يدل على كونه اماميا ابدا وروايته ما يخالف فتاوي العامة من مثله غير عزيزة بل يمكن ان يقال ان السكوني مع كثرة رواياته في ابواب الفقه ومسائلها وفي الاصول والتفسير والاخلاق والآداب والاحكام والاقضية وغيرها، لم نجد فيها شيئا يومئ إلى ايمانه ولم اقف بعد التأمل في رواياته على رواية له في ابواب الحجج المعصومين عليهم السلام وما يتعلق بهم، على انه لم يرو عن أبي عبدالله (ع) مع كثرة روايته شيئا يدل على سيرته واخلاقه.بل اسند ما رواه عنه ايضا إلى آبائه (ع) نعم روى ايمان ابي طالب (ع) كما في الكافى باب مولد النبي صلى الله عليه وآله ج 1 / 449 / 33 في الصحيح عن عبدالله بن المغيرة عن إسماعيل بن ابي زياد عن أبي عبدالله (ع) قال أسلم ابوطالب (ع) بحسب الجمل وعقد بيده ثلاثا وستين.وفى الكافي ج 2 / 95 والتهذيب ج 8 / 112 / 387 باسنادهما عن فضالة بن ايوب عن السكوني قال: دخلت على ابي عبدالله (ع) وأنا مغموم مكروب، فقال لي يا سكوني مما غمك؟ قلت: ولدت لي ابنة. فقال ياسكوني على الارض ثقلها، وعلى الله رزقها، تعيش في غير أجلك، وتأكل من غير رزقك، فسرى والله عني، فقال لي ما سميتها؟ قلت: فاطمة. قال: آه آه - ثم وضع يده على جبهته - فقال (إلى ان قال): أما اذا سميتها فاطمة فلا تسبها ولا تلعنها ولا تضربها.ثم انه لا وجه لاستظهار كونه عاميا من قوله حدثني جعفر وأمثاله من تسميته بلا تكنيته كما تقدم نظيره عن نصر في ابراهيم بن عبدالحميد ص 297، إذ مضافا إلى عدم دلالتها - أنه وجدنا بعد التأمل فيما بايدينا من اخباره كثرة تكنيته بقوله: أبي عبدالله (ع) او الصادق جعفر بن محمد بل هي اكثر مما وقفنا عليه من تسميته فقط حسب ما احصيناه فلا تغفل. =

٣٤٧

____________________

= وثاقته في الحديث: اعتمد كثير من أصحابنا على روايته حتى من صرح بكونه عاميا بل ربما يظهر ان المتوقف في روايته انما هو من يعتبر العدالة المتوقفة على الايمان ولا يكتفي في العمل بها كون الراوي ثقة الا اذا كانت محفوفة بقرينة من موافقة الاصحاب وغيرها ومنهم المحقق رحمه الله في نكت النهاية والمعتبر فقد ضعف روايته في جملة من المسائل بكونه عاميا وذلك حيث لم تكن محفوفة بقرينة أخرى بل في مسألة من احدث يوم الجمعة في الجامع ومنعه الزحام ص 110 ضعف روايته ثم قال: فقال ابوجعفر بن بابويه: لا اعمل بما يتفرد به السكوني.(قلت: ذكره ابن بابويه في ميراث المجوس من الفقيه ص 569 وقد استند شيخ الطائفة بها في ميراث التهذيب ج 9 ص 364 والاستبصار ج 4 ص 189) ولكن مع هذا كله فقد عمل بروايته في مواضع من كتبه وصرح بذلك في طهارة دم السمك ص 117 من المعتبر وفي تقدم الامام الاصل في صلاة الجنازة ص 220 وغير ذلك وصرح بوجه العمل بروايته وانه ثقة وان كان عاميا كما في دم النفاس ص 67 وقد حققنا ذلك في كتابنا في رجال المعتبر.وعنه رحمه الله في المسائل الغرية: ان السكونى وان كان عاميا فهو من ثقات الرواة. وقال شيخنا ابوجعفر رحمه الله في مواضع من كتبه: ان الامامية مجتمعة على العمل بما يرويه السكوني وعمار ومن ماثلهما من الثقات انتهى ما حكى عنه.قلت: لم أقف على هذا الكلام بلفظه في كتب الشيخ (ره) فهو عول على حكايته (ره) نعم هو ظاهر كلامه المتقدم فانه بعد الفراغ عن اثبات حجية اخبار الآحاد اذا كان رواتها الثقات وغير المطعونين تصدي في الفصل الحادي عشر من كتاب العدة لذكر قرائن صحة الاخبار والمرجحات =

٣٤٨

____________________

= للمتعارضين منها وذكر منها العدالة ثم قال: وأما العدالة المراعاة في ترجيح أحد الخبرين على الآخر فهو ان يكون الراوي معتقدا للحق مستبصرا ثقة في دينه متخرجا من الكذب غير متهم فيما يرويه. فأما اذا كان مخالفا في الاعتقاد لاصل المذهب وروى مع ذلك عن الائمة (ع) نظر فيما يرويه إلى ان قال: ولاجل ما قلناه عملت الطائفة بما رواه حفص بن غياث وغياث بن كلوب ونوح بن دراج والسكوني وغيرهم من العامة عن أئمتنا (ع) فيما لم ينكروه ولم يكن عندهم خلافه الخ.قلت: ومن تأمل في كلامه ظهر له ان مورد كلامه ثقات الرواة اذا فقدوا شرط العدالة المعتبرة في الترجيح وحصرهم في طوائف ثلاثة - العامية - فرق الشيعة المخطئة - فساق الشيعة عملا في غير النقل والحكاية وصرح في آخر كلامه بجواز العمل بخبر الطائفة الثالثة أيضا قال: لان العدالة المطلوبة في الرواية حاصلة فيه وانما الفسق بأفعال الجوارح يمنع عن قبول شهادته وليس بمانع عن قبول خبره ولاجل ذلك قبلت الطائفة اخبار جماعة هذه صفتهم.قلت: وانما اطلنا الكلام بذكره بطوله لما يظهر من غير واحد التأمل في صحة نسبة توثيق السكوني إلى الشيخ. ولم اجد بعد التأمل في كلام الشيخ طعنا في السكوني بغير ما عرفت حتى انه فيما رواه متفردا ومعارضا بغيره لم يطعن فيه سندا وانما جمع بينه وبين غيره من الروايات.هذا مع ان ابن ادريس الذي بالغ في الايراد على اعتماد الشيخ برواية السكوني في ميراث المجوس وقال: بل هو عامي المذهب ليس هو من جملة الطائفه وهو غير عدل عنده بل كافر فكيف اعتمد على روايته الخ لم يطعن فيه بعدم وثاقته. قلت ومراده بالكفر ما يقابل الايمان المتوقف على الولاية لا ما يقابل الاسلام.ومما ربما يويد به وثاقة السكوني في الحديث رواية ابن قولويه في كامل الزيارات عنه.وأيضا علي بن إبراهيم في تفسيره كثيرا وغيرهما ممن تقدم في المقدمة ان ظاهر كلامهم =

٣٤٩

____________________

= اختصاص كتبهم بذكر روايات الثقات على إشكال تقدم هناك وقد افتى الصدوق برواياته ومنها في نجاسة لبن الجارية في كتابه المقنع الذي قال في اوله: وحذفت الاسناد منه لئلا يثقل حمله ولا يصعب حفظه ولا يمله قاريه اذا كان ما ابينه فيه موجودا بينا عن المشايخ العلماء الفقهاء الثقات رحمهم الله.قلت وتقدم الكلام في ذلك ص 110. وقد روى عنه أصحاب الاجماع مثل عبدالله بن بكير وفضالة وجميل بن دراج وعبدالله بن المغيرة كثيرا ويأتي في ترجمته انه ثقة لا يعدل به أحد من جلالته ودينه وورعه. روى السكوني عن ابي عبدالله (ع) كثيرا وكان اكثر رواياته عنه (ع) عن ابائه (ع).وروى عن جابر عن ابي جعفر الباقر (ع) كما في التهذيب ج 7 / 436 / 1737 والكافي ج 2 / 86، وعن العوام كما ذكره البرقي.والظاهر انه عوام بن حوشب من اصحاب الصادق (ع)، وعن ضرار بن عمرو الشمشاطي عن سعد بن مسعود الكناني كما في جهاد التهذيب ج 6 / 122 / 210، وعن الحكم بن عتيبة عن ابي عبدالله (ع) كما في الكافي ج 1 / 158 / 239 وفي اصوله ج 2 / 616 باسناده عن محمد بن عيسى عن السكونى عن علي بن إسماعيل الميثمي عن رجل عن ابي عبدالله (ع) قال الحديث.وروى عن السكوني جماعة. فمن أصحاب الصادق (ع) جميل بن دراج كما في الكافي ج 1 / 158، =

٣٥٠

____________________

= وابومحمد النوفلي كما في التهذيب ج 3 / 253 هذا بناء‌ا على ان المراد به عبدالله بن الفضل ابومحمد النوفلي الذي عد في اصحابه (ع)، وهرون بن الجهم كما في الكافي ج 1 / 39 / 59 وغير ذلك وفى التهذيب ج 8 / 215، وعبدالله بن بكير كما في تيمم التهذيب ج 1 / 185 / 534.ومن أصحاب الكاظم (ع) عبدالله بن المغيرة وروى عن السكوني كثيرا جدا، وفضالة ابن ايوب وله عنه روايات، وأمية بن عمرو الشعيري وله عنه روايات ويأتي في ترجمته: ان اكثر كتابه عن إسماعيل السكوني. ومن اصحابي الكاظم والرضا عليهما السلام ومن في طبقة اصحابهما سليمان بن جعفر الجعفري كما في باب فضل حامل القرآن من اصول الكافي ج 2 / 603، وجهم بن الحكم المدائني كما في كتاب المعيشة من الكافي ج 1 / 347، وعلي بن جعفر السكوني كما في التهذيب ج 3 / 256، ومحمد ابن سعيد بن غزوان وقد روى عنه باسمه وبلقبه واسم ابيه وكنيته كثيرا، وما في جامع الرواة وغيره من رواية غزوان عن السكوني ففي غير محله.وما في التهذيب في فضل الجهاد ج 6 / 122 في الصحيح عن محمد بن سعيد عن غزوان عن السكوني. فالظاهر ان (عن) فيه مصحف (ابن) بقرينة رواية محمد بن سعيد بن غزوان عنه كثيرا، والحسين ابن يزيد النوفلي وهو الذي روى كتابيه ورواياته، ومحمد بن عيسى كما في تلقين المحتضرين من التهذيب ج 1 ص 462 / 1510، وربيع بن سليمان بن عمرو كما يأتي في ترجمته.وفي جامع الرواة: محمد ابن أحمد بن يحيى عن العباس عنه في باب التيمم.قلت: رواه الشيخ في باب التيمم من التهذيب ج 1 / 199 / 578 لكن الظاهر سقوط الواسطة بينه وبين السكوني فقد روى العباس بن معروف عن أبي همام عن محمد بن سعيد بن غزوان عن السكوني كما في 201/ 582 / و 585 وفي / 194 / 561 وغير ذلك مما يطول بذكره.وفي التهذيب ج 2 آخر باب فضل الصلاة ص 243 محمد بن أحمد بن يحيى عن وهب او عن السكوني الخ.

٣٥١

له كتاب(1) قرأته على أبي العباس أحمد بن علي بن نوح قال أخبرنا الشريف أبومحمد الحسن بن حمزة قال حدثنا على بن إبراهيم ابن هاشم عن ابيه عن النوفلي عن إسماعيل بن أبي زياد السكونى الشعيري بكتابه(2) .

____________________

(1) وفى الفهرست: له كتاب كبير، وله كتاب النوادر اخبرنا برواياته لخ.قلت: ظاهره ان رواياته غير كتابيه وفى تراجم جماعة ذكر طريقه إلى كتبهم ورواياتهم فلاحظ.وفى المعالم له كتاب كبير وله كتاب النوادر. وذكر ابن النديم في الفهرست ص 322 في كتب مشايخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الائمة (ع) وصنفوا كتبا في الاصول والفقه كتاب إسماعيل بن زياد.وقال محمد بن إدريس في السرائر في ميراث المجوس عند ذكر السكوني: وله كتاب يعد في الاصول. وهو عندى بخطي كتبته من خط ابن أبي اشناس البزاز وقد قرئ على شيخنا ابي جعفر (ره) وعليه خطه إجازة وسماعا لولده أبي علي ولجماعة رجال غيره.

(2) وفي الفهرست: أخبرنا برواياته ابن أبي جيد عن محمد ابن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن إبرهيم بن هاشم عن الحسين بن يزيد النوفلي عن السكوني.وأخبرنا بها الحسين بن عبيدالله عن الحسن بن حمزة العلوي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن إسماعيل بن مسلم الشعيري.قلت: وذكر في المجمع عن الفهرست (خ ظ) (اخبرنا بهما في السند الثاني) وإستظهره باعتبار ذكر الكتابين في محله الا انه لا ينحصر التصحيح في ذلك ولعل النسخة كانت هكذا: أخبرنا بهما وبرواياته ابن أبي جيد الخ. فلاحظ. وروى الشيخ في التهذيبين عن النوفلي عن السكوني او عن السكوني ولكن لم يذكر في المشيخة طريقه اليهما ولعله اكتفى بما ذكره في الفهرست. وروى الصدوق في المشيخة(133) عن أبيه ومحمد بن الحسن رضى الله عنهما عن سعد بن عبدالله عن إبراهيم بن هاشم عن الحسين ابن يزيد النوفلي عن إسماعيل بن مسلم السكوني.قلت: الطرق إلى السكوني ينتهي إلى النوفلي ولم يصرح بتوثيق بل ضعف الا انه ربما يستفاد وثاقته من أمور تأتي ان شاء‌الله في ترجمته(76) وروى الصدوق في المشيخة ايضا(311) عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضى الله عنه عن سعد بن عبدالله عن أحمد بن هلال عن أمية بن عمرو عن إسماعيل بن مسلم الشعيري. ويأتي الكلام فيه في أمية بن عمرو الشعيري(262) وهناك قول الماتن: أكثر كتابه عن إسماعيل السكوني.

٣٥٢

47 - إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين عليه السلام(1)

سكن مصر(2) .

____________________

(1) وفي الفهرست ص 10 نحو ما في المتن بتمامه بتفاوت يسير نشير اليه مثل زيادة علي بن أبي طالب (ع)، وقوله بعد آبائه (مبوبة) وفى المعالم ص 7 نحوه.

(2) وذلك بعد سنة عشرة ومأتين، اذ روى الكشي في ترجمة صفوان ص 312 باسناده عن معمر بن خلاد في حديث قال: ومات صفوان بن يحيى في سنة عشر ومأتين في المدينة وبعث اليه أبوجعفر (ع) بحنوطه وكفنه وأمر إسماعيل بن موسى (ع) بالصلاة عليه.

٣٥٣

وولده بها(1) .

____________________

(1) قال في عمدة الطالب ص 232: والعقب من إسماعيل بن موسى الكاظم (ع) وهم قليلون، من موسى بن إسماعيل وحده فمن ولده جعفر بن موسى بن إسماعيل يعرف بابن كلثم ويقال لولده الكلثميون وهم بمصر منهم بنو السمسار، وبنو أبي العساف. وبنو نسيب الدولة، وبنو الوراق وهم بمصر ولشام إلى الآن. وذكر في منتقلة الطالبية فيمن انتقل من أولاد الكاظم (ع) بمصر ص 297 جعفر بن موسى بن إسماعيل بن موسى الكاظم (ع).

قلت: وكان محمد بن محمد بن الاشعث بن هيثم ابوعلي الكوفي سكن مصر راوي كتاب الجعفريات يحدث بمصر لابراهيم بن محمد بن عبدالله القرشي عن أبي الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر (ع) عنه عن ابيه (ع).وروى عنه عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله فضل زيارة قبره كما في التهذيب ج 6 ص 3 وغير ذلك من الاحاديث. قال المفيد رحمه الله في آخر باب عدد اولاد ابي الحسن موسى (ع) ص 303: ولكل واحد من ولد أبي الحسن موسى (ع) فضل ومنقبة مشهورة. وكان الرضا (ع) المقدم عليهم في الفضل. وذكره أيضا في كشف الغمة ج 3 ص 30. كان اسماعيل من أصحاب أبيه أبي الحسن موسى (ع) وروى عنه عن آبائه (ع) أخبار كتاب الجعفريات. وروى عنه فضل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله كما في التهذيب ج 6 ص 3 وكامل الزيارات ص 14 وغير ذلك من الاخبار. وكان مع أبيه (ع) في عمرة كما رواه الاربلي في كشف الغمة ج 3 ص 36. وقال: رأيت العبد الصالح (ع) على الصفا يقول إلهي في أعلى عليين إغفر لعلي بن يقطين. رواه الكشي في غير بعيد فقد ذكر فيه أبواب النفقات والطلاق واللواحق وقال ابن طاووس في الاقبال في فضل تعظيم التلفظ بشهر رمضان: رأيت ورويت في كتاب الجعفريات وهي ألف حديث باسناد واحد عظيم الشأن إلى مولانا موسى بن جعفر عن مولانا جعفر بن محمد عن مولانا علي بن أبي طالب صلى الله عليهم اجمعين الخ. وفي إجازة العلامة لبني زهرة إلى المصنفات ذكر كتاب الجعفريات وهي ألف حديث الخ. وقد أشير إلى هذا الكتاب ورواياته في كتب اصحابناغير بعيد فقد ذكر فيه أبواب النفقات والطلاق واللواحق وقال ابن طاووس في الاقبال في فضل تعظيم التلفظ بشهر رمضان: رأيت ورويت في كتاب الجعفريات وهي ألف حديث باسناد واحد عظيم الشأن إلى مولانا موسى بن جعفر عن مولانا جعفر بن محمد عن مولانا علي بن أبي طالب صلى الله عليهم اجمعين الخ. وفي إجازة العلامة لبني زهرة إلى المصنفات ذكر كتاب الجعفريات وهي ألف حديث الخ. وقد أشير إلى هذا الكتاب ورواياته في كتب اصحابنا

٣٥٤

وله كتب يرويها عن أبيه عن آبائه - منها كتاب الطهارة، كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، كتاب الصوم، كتاب الحج، كتاب الجنائز، كتاب الطلاق، كتاب النكاح، كتاب الحدود، كتاب الدعاء، كتاب السنن والآداب، كتاب الرؤيا.

٣٥٥

أخبرنا الحسين بن عبيدالله قال حدثنا ابومحمد سهل بن احمد بن سهل قال حدثنا ابوعلي محمد بن محمد الاشعث بن محمد الكوفى بمصر قرائة عليه قال حدثنا موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر قال حدثنا ابي بكتبه(1) .

____________________

(1) وفي الفهرست أخبرنا بجميعها الحسين وذكر نحوه. وزاد بعد قرائة عليه (من كتابه) وفي آخره بعد ابي (اسماعيل).قلت: اما الحسين بن عبيدالله فهو من أجلاء المشايخ وتقدم الكلام في وثاقة مشايخ النجاشي.

واما سهل بن أحمد فيأتي في ترجمته(491) انه لا بأس به ويأتي ذكر ما قيل فيه. واما محمد بن محمد الاشعث الذي بسب روايته الكتاب او زيادته فيه سمى الكتاب ايضا بالاشعثيات فيأتي توثيقه في ترجمته(1033). واما موسى بن إسماعيل فلم يصرح بتوثيق كما يأتي في ترجمته(1093).قلت: وإلى كتاب إسماعيل بن موسى (الجعفريات) طرق.منها ما ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم (ع) ص 504 / 75: قال: محمد بن داود بن سليمان الكاتب يكنى ابا الحسن، روى عنه التلعكبري وذكر ان إجازة محمد بن محمد بن الاشعث الكوفي وصلت إليه على يد هذا الرجل في سنة ثلاث عشرة وثلثمائة وقال سمعت منه في هذه السنة من الاشعثيات ما كمان إسناده متصلا بالنبي صلى الله عليه وآله. وما كان غير ذلك لم يروه عن صاحبه، وذكر التلعكبري: ان سماعه هذه الاحاديث المتصلة الاسانيد من هذا الرجل ورواية جميع النسخة بالاجازة عن محمد بن محمد بن الاشعث. وقال ليس لي من هذا الرجل إجازة.قلت: ولعل ما لم يكن منها متصلة الاسناد هو مارواه في كتاب الحج ممن روى عن جعفر بن محمد الصادق من رجال العامة على ما ذكره الماتن في ترجمته فلاحظ.وقال في ص 500 / 63: محمد بن محمد بن الاشعث الكوفى، يكنى أبا علي ومسكنه مصر في سقيفة جواد، يروى نسخة عن موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر (ع) عن ابيه اسماعيل بن موسى بن جعفر عن ابيه موسى بن جعفر عليه السلام.قال التلعكبري: أخذلي ولوالدي منه اجازة في سنة ثلاث عشرة وثلثمائة. ومنها ما ذكره العلامة رحمه الله في اجازته الكبيرة لسادات بني زهرة باسناده عن ابي الحسن علي بن جعفر بن حماد بن داين الصياد بالبحرين عن ابي علي محمد بن محمد بن الاشعث الخ. وذكره الاصحاب ومنهم المجلسي في إجازات البحار. وقد روى عن إبن الاشعث روايات الكتاب جماعة نشير اليهم في ترجمته ان شاء الله. وقد استثنى ابن الغضائري من روايات سهل بن احمد الذي ضعفه ما رواه عن الاشعثيات فلاحظ.

٣٥٦

48 - إسماعيل بن مهران بن أبي نصر السكوني

واسم ابي نصر زيد.(1)

____________________

(1) وهو جد مهران بن محمد بن عمرو بن ابي نصر السكوني كما يأتي الكلام فيه في مهران(1137) وفى الفهرست والمعالم: مهران ابن محمد بن ابي نصر ويأتي في الحسن بن علي بن ابي حمزة(72) نحوه

٣٥٧

مولى، كوفي(1) يكني أبا يعقوب(2) ثقة معتمد عليه(3) .

____________________

(1) ونحوه في المعالم ويظهر من الشيخ في مهران بن زيد الكلبي الكوفي في اصحاب الصادق / 312 / 516 انه كوفي ينسب إلى بني كلاب ومما يأتي في احمد بن ابي نصر البزنطى(178) يظهر انه مولى السكون. وسكن في أيام ابي جعفر الجواد (ع) بالمدينة كما يظهر من الكليني والمفيد في باب النص على ابي الحسن الهادي (ع).

(2) كما في الفهرست وعن ابن الغضائري: يكنى أبا محمد.

(3) ونحوه في الفهرست ص 11 إلى آخر الترجمة مع إختلاف يسير نشير اليه.وفي المعالم / 8 / 32 إسماعيل بن مهران بن محمد ابن ابي نصر السكوني: ثقة كوفي مولى لقى الرضا (ع). وذكره الكشي في عداد اصحاب الرضا عليه السلام ص 363 وقال: حدثني محمد بن مسعود قال سألت علي بن الحسن عن اسماعيل ابن مهران قال: رمي بالغلو. قال محمد بن مسعود: ويكذبون عليه وكان تقيا ثقة خيرا فاضلا. اسماعيل بن مهران بن محمد بن ابي نصر واحمد بن محمد بن عمرو كانا من ولد السكوني.قلت: ويظهر من كلامه الاخير قرابة اسماعيل مع احمد بن محمد ابي نصر البزنطي. كما يظهر منه ان ابن الغضائري نظر إلى ما رمي بالغلو في تضعيفه له بقوله: ليس حديثه بالنقي يضطرب تارة ويصلح اخرى ويروى عن الضعفاء كثيرا ويجوز ان يخرج شاهدا. نعم ليس في كلامه تضعيفا له ولمذهبه كما ليس في كلام ابن فضال اعتمادا على التضعيف فقول ابن مسعود والنجاشى والشيخ في توثيقه هو المعتمد. نعم روى عن جماعة فيهم الضعاف والمجاهيل.

وروى المفيد في الارشاد ص 327 باسناده عن الكافى ج 1 / 323 عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن اسماعيل بن مهران قال: لما خرج ابوجعفر (ع) من المدينة إلى بغداد في الدفعة الاولى من خرجيته قلت له عند خروجه: جعلت فداك إني أخاف عليك في هذا الوجه فالى من الامر بعدك؟ فكر بوجهه إلى ضاحكا وقال: ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة فلما اخرج به الثانية إلى المعتصم صرت اليه فقلت له: جعلت فداك أنت خارج فالى من هذا الامر من بعدك؟ فبكى حتى إخضلت لحيته، ثم التفت إلي فقال عند هذه يخاف علي الامر من بعدى إلى ابني علي (ع).قلت: وكان اسماعيل بن مهران من الشعراء. ومن شعره. هي المال لولا قلة الخفض حولها فمن شاء دارها ومن شاء باعها أنشده في حديث عن النبي صلى الله عليه وآله رواه في الخصال ج 1 / 115 باب الارجعة. وهو اخو الحسين بن مهران الواقفي الذي يأتي ترجمته(126) ويحتمل كونه اخا سلمة بن مهران الكوفي الذي عده الشيخ في اصحاب الصادق (ع) ص 212 / 159.

٣٥٨

روى عن جماعة من أصحابنا عن ابي عبدالله عليه السلام(1) .

____________________

(1) كلامه يدل على انه لم يرو عن ابي عبدالله ولا عن ابي الحسن جزما ولم يثبت روايته عن ابي الحسن الرضا (ع) الا ان الكشي (ره) عده في اصحاب الرضا (ع) فهو عول عليه على ان الصحبة لا تلازم الرواية عنه ولازم ذلك انه كان ممن لم يرو عنهم عليهم السلام.قلت: ذكره الشيخ في اصحاب الصادق (ع) ص 148 / 115. وفي لسان الميزان ج 1 / 439 ذكر انه يروى عن جعفر بن محمد الصادق (ع) ومالك بن عطية بن الاحمسي وغيرهما. ويأتي ما ينافيه في كلام البرقي. ثم ان كونه من اصحابه لا يلازم الروايه عنه (ع) فقد روى بواسطة او بواسطتين او بوسائط عن ابي جعفر الباقر (ع) فروى المفيد في اختصاصه ص 66 عنه عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن جابر الجعفي وفي ص 85 بوسائط عنه (ع).

كما انه روى عن ابي عبدالله عليه السلام بواسطة أصحابه كثيرا كما روي عنه (ع) ايضا بواسطتين بل روى عنه (ع) بوسائط كما روى عن عبدالله بن عبدالرحمان عن ابن مسكان عن ابي بصير عن ابي عبدالله (ع) كما في التهذيب ج 6 / 76 / 150 وروى عن ابي الحسن الكاظم (ع) بواسطة أصحابه وبواسطتين وبوسائط ففي إختصاص المفيد ص 281 عن سيف بن عميرة عن حميد المثنى عن سماعة بن مهران عن ابي الحسن موسى عليه السلام.

٣٥٩

ذكره ابوعمرو في اصحاب الرضا عليه السلام(1)

____________________

(1) ذكره ابو عمرو الكشي في عداد اصحابه كما تقدم ولا يوجد تصريح بكونه من أصحابه في اختياره الموجود. نعم ذكره البرقي في اصحابه الذين نشأوا في عصره ولم يدركوا ابا الحسن موسى (ع) ص 55. وذكره الشيخ ايضا في رجاله في اصحابه / 368 / 14. وفي الفهرست بدل مافي المتن قال: ولقى الرضا (ع) وروى عنه.قلت: روى جماعة عن اسماعيل بن مهران عن ابي الحسن الرضا (ع) ذكرناهم في طبقات اصحابه في ترجمته - منهم سهل بن زياد الادمي كما في حد الوجه في الوضوء رواه الشيخ في التهذيب ج 1 / 55 / 155 وفي الكافي ج 1 ص 10 ومنهم -، ابراهيم بن هاشم كما في اختصاص المفيد ص 328. وبقى اسماعيل إلى زمان ابي جعفر الجواد عليه السلام وروى عنه وذكرناه في الطبقات في اصحابه.روى عن ادريس بن عبدالله، وعبدالله بن عبدالرحمن، وعبدالله ابن الحارث واسماعيل القصير، والكناسي وأيمن بن محرز، وعبدالملك ابن ابي الحارث، والنضر بن سويد، وأحمد بن أبي نصر البزنطي وعلي بن سويد، ومحمد بن المنصور الخزاعي، وأبي مسروق النهدي، وعلي بن عثمان وسيف بن عميرة وابي جميلة المفضل بن صالح، والحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني وجماعة غيرهم. وروى عنه جماعة من اصحاب الرضا والجواد والهادي عليهم السلام وفيهم أجلاء الرواة ويطول بذكرهم.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378