أمّ البنين عليها السلام النّجم الساطع في مدينة النبيّ الأمين

أمّ البنين عليها السلام النّجم الساطع في مدينة النبيّ الأمين15%

أمّ البنين عليها السلام النّجم الساطع في مدينة النبيّ الأمين مؤلف:
الناشر: مؤسسة دارِ الكتاب الإسلامي
تصنيف: النفوس الفاخرة
الصفحات: 378

أمّ البنين عليها السلام النّجم الساطع في مدينة النبيّ الأمين
  • البداية
  • السابق
  • 378 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 165545 / تحميل: 9064
الحجم الحجم الحجم
أمّ البنين عليها السلام النّجم الساطع في مدينة النبيّ الأمين

أمّ البنين عليها السلام النّجم الساطع في مدينة النبيّ الأمين

مؤلف:
الناشر: مؤسسة دارِ الكتاب الإسلامي
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

ومن ثم أعتق النبيب صلى‌الله‌عليه‌وآله من كان في سهمه إكراماً لمرضعته «حليمة السعدية» التي كانت من «هوازن» وردّ عليهم أموالهم، تبعه على ذلك أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وفعل بعض الصحابة ما فعله النبي ووصيه، ثم تبعهم المسلمون جميعاً.

فلما رأى رجال هوازن هذا الوفاء والعفو والمرؤة والخلق السامي في المسلمين دخلوا الاسلام أفواجاً، واستأذنوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في العودة، فأذن لهم صلى‌الله‌عليه‌وآله .

وكان فيهم «مالك بن عوف» قائدهم المقدام، وزعيمهم الشجاع، فأسلم وصار ذا صيت في جهاده من أجل رفع راية الدين الحنيف (١) .

كانت أُم البنين عليها‌السلام من نساء هذه القبيلة، حيث نشأت في بيت عرف رجاله بالشجاعة والكرم والسخاء، وكان لهم حظ وافر في العلم والمعرفة.

* * *

__________________

(١) انظر غزوة حنين: قصص الراوندي ٣٥٠ الفصل ١٠، تفسير القمي ١ / ٢٨٥ وما بعدها غزوة حنين، البحار ٢١ / ١٤٩، باب ٢٨.

٢١

(٢) أسرتها

هي فاطمة (١) بنت حزام (٢) بن خالد بن ربيعة بن وحيد بن كعب بن عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن.

وأمها: ثمامة (٣) من آل سهل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب.

١ - وأمها: عمرة بنت الطفيل فارس قرزل ابن مالك الأجزم رئيس هوزان بن جعفر بن كلاب.

٢ - وأمها: كبشة بنت عروة الرحال ابن عتبة جعفر بن كلاب.

٣ - وأمها: أم الخشف بنت أبي معاوية فارس الهوازن ابن عبادة بن عقيل بن كلاب بن ربيعة بن عار بن صعصعة.

٤ - وأمها: فاطمة (٤) بنت جعفر بن كلاب.

٥ - وأمها: عاتكة بنت عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب جدة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) .

__________________

(١) في تاريخ الخميس ٢ / ٣١٧ «وايس» بدل «فاطمة».

(٢) في الاصابة ١ / ٣٧ والمعارف لابن قتيبة: ٩٢: «حرام» بالراء المهملة.

(٣) في عمدة الطالب: «ليلى».

(٤) في الأغاني: «خالدة».

(٥) قال في عمدة الطالب ٣٥٧: «وأمها فاطمة بنت عبد شمس بن عبد مناف».

٢٢

٦ - وأمها: آمنة بنت وهب بن عمير بن نصر بن قعين بن الحرث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة.

٧ - وأمها: بنت جحدر بن ضبيعة الأغر ابن قيس بن ثعلبة بن عكاية بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن ربيعة بن نزار، جدّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

٨ - وأمها: بنت مالك بن قيس بن ثعلبة.

٩ - وأمها: بنت ذي الرأسين وهو خشيش بن أبي عاصم بن سمح بن فزارة (١) .

١٠ - وأمها: بنت عمرو بن صرمة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن نفيض بن الربت بن غطفان (٢) .

هذا ما ذكره أبو الفرج في «المقاتل» من جدات أم البنين عليها‌السلام ، ومنه عرفنا آباءها وأخوالها، ويعرفنا التاريخ أنهم فرسان العرب في الجاهلية، ولهم الذكريات المجيدة في المغازي بالفروسية والبسالة مع الزعامة والسؤدد، حتى أذعن لهم الملوك، وهم الذين عناهم عقيل بن أبي طالب بقوله: «ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس» (٣) .

أبو البراء عامر بن مالك:

فانّ من قومها أبا براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب جدّ ثمامة والدة أم البنين، وهو الجد الثاني لأم البنين، قيل له: «ملاعب الأسنة» لفروسيته وشجاعته، لقبه بذلك حسان لمارآه يقاتل الفرسان وحده وقد أحاطوا به قال: ما هذا إلّا ملاعب الأسنة.

__________________

(١) في قاموس اللغة: «خشين بن لاي» وفي تاج العروس: «لابى بن عصيم».

(٢) أنظر: مقاتل الطالبيين: ٨٧ ترجمة عبد الله بن علي عليه‌السلام .

(٣) العباس عليه‌السلام للسيد المقرم: ١٢٧.

٢٣

وقيل: إن أوس بن حجر قال فيه (١) :

يلاعب أطراف الأسنة عامر

فراح له حظ الكتائب أجمع

وهو الذي استعانه ابن أخيه عامر بن الطفيل على منافرة علقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص لما تفاخرا على أن يسوق كلّ منهما مائة ناقة تكون لمن يحكم له، ووضع كل منهما رهناً من أبنائهم على يد رجل من بني الوحيد - فسمي الضمين إلى اليوم، وهو الكفيل -.

ولما استعانه عامر دفع اليه نعليه وقال له: استعن بهما في منافرتك فاني قد ربعت بهما أربعين مرابعاً.

والمرباع ما يأخذه الرئيس من ربع الغنيمة دون أصحابه خالصاً لنفسه وذلك عندما كانوا يغزون في الجاهلية (٢) .

وهذا النعلان من مختصات الرئيس التي يخرج بها في الأيام الخاصة، وإلّا فلا مزية لهما حتى يستعين بهما على المنافرة.

عامر بن الطفيل:

ومنهم: عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب، وهو أخو عمرة، الجدة الأولى لأم البنين.

كان عامر أسود أهل زمانه، وأشهر فرسان العرب بأساً ونجدة، وأبعدها اسماً، حتى بلغ أن قيصر إذا قدم عليه قادم من العرب قال: ما بينك وبين عامر بن الطفيل؟ فان ذكر نسباً عظم عنده وأرفده وإلّا أعرض عنه.

__________________

(١) رسالة ابن زيدون بهامش الصفدي على لامية المعجم ١ / ١٣٠.

(٢) أنظر: قصة المنافرة مفصلة: الأغاني ١٦ / ٢٨٣ وما بعدها.

٢٤

وفد عليه علقمة بن علاثة فانتسب له، فقال له قيصر: أنت ابن عم عامر بن الطفيل؟ فغضب علقمة.

ثم إنّه دخل على ملك الروم، فقال له: انتسب، فانتسب له، فقال الملك: أنت ابن عم عامر بن الطفيل، فغضب وخرج عنه (١) .

عروة الرحال:

ومنهم: عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب، والد كبشة، الجدة الثانية لأم البنين عليها‌السلام .

كان وافداً على الملوك، ولد قدر عندهم، ومن هنا سمي الرحال، وهو الذي أجاز لطيمة النعمان التي كان يبعث بها كل عام إلى «سوق عكاظ»، فقتله البراض بن قيس الكناني واستاق العير، وبسببه هاجت «حرب الفجار» بين حي «خندف» و «قيس» (٢) .

الطفيل فارس قرزل:

ومنهم: الطفيل فارس قرزل، وهو والد عمرة، الجدة الأولى لأم البنين.

كان معروفاً بالشجاعة والفروسية، وهو أخو ملاعب الأسنة، وربيعة، وعبيدة، ومعاوية بنو جعفر بن كلاب.

يقال لأمهم: «أم البنين» وإياها عنى لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب لما وفد بنو جعفر على النعمان بن المنذر، وكان سميره الربيع بن زياد العبسي، فتهموه بالسعي عليهم، فلما غدوا على النعمان كان معهم لبيد، وهو أصغرهم،

__________________

(١) سمط اللئالي ٢ / ٨٩٠، مجمع الأمثال ٢ / ٢٣.

(٢) بلوغ الأرب ١ / ١٤٢.

٢٥

فرأوا النعمان يأكل مع الربيع فقال لبيد:

يا واهب الخير الجزيل من سعه

نحن بنو أم البنين الأربعه

ونحن خير عامر بن صعصعه

المطعمون الجفتة المدعدعه

الضاربون الهام وسط الخيضعه

اليك جاوزنا بلاداً مسبعه

تخبر عن هذا خبيراً فاسمعه

مهلاً أبت اللعن لا تأكل معه

إنّ استه من برص ملمعه

وأنّه يولج فيها أصبعه (١)

يولجها حتى يواري أشجعه

كأنما يطلب شيئاً ضيعه (٢)

فلم ينكر عليه النعمان ولا أحد من العرب؛ لأنّ لهم شرفاً لا يدافع؛ ولذلك طرد النعمان الربيع عن مسامرته وقال له:

شرد برحلك عني حيث شئت ولا

تكثر علي ودع عنك الأباطيلا

قد قيل ذلك إن حقاً وإن كذباً

فما اعتذارك في شيء إذا قيلا (٣)

إلى هنا تعرّفنا على قبيلة أم البنين عليها‌السلام وشخصيات أسرتها، فلننظر الآن كيف تزوج أمير المؤمنين عليه‌السلام هذه المرأة العظيمة؟

* * *

__________________

(١) إلى هنا من شواهدا المغني للسيوطي: ٦٨.

(٢) الزيادة من جمهرة الأمثال للعسكري ٢ / ١١٨ رقم ١٣٦٢ «قولهم: قد قيل ذلك إن حقاً وإن كذبا».

(٣) العباس للمقرم: ١٢٥ - ١٣١.

٢٦

الفصل الرابع

إلتآم الجوهرتين

٢٧

الزواج

بعد أن توفيت ريحانة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وسيدة نساء العالمين البتول، شهيدة في سبيل الله ودفاعاً عن الولاية والامامة، وكان مصاب بضعة المصطفى قد هدّ ركنه عليه‌السلام - دعى أمير المؤمنين عليه‌السلام أخاه عقيلا - وكان نسابة عالماً بأنساب العرب وأخبارهم وقال له:

انظر لي إمرأة قد ولدتها الفحولة من العرب، من ذوي البيوت والنسب والحسب والشجاعة؛ لكي أصيب منها ولداً يكون شجاعاً وعضداً، ينصر ولدي هذا، وأشار إلى الحسين عليه‌السلام يواسيه في طف كربلاء (١) .

وذلك مراد أمير المؤمنين عليه‌السلام من البناء على إمرأة ولدتها الفحولة من العرب، فان الآباء لابد وأن تعرق في البنين ذاتياتها وأوصافها. فاذا كان المولود ذكراً بانت فيه هذه الخصال الكريمة، وإن كانت أنثى بانت في أولادها. وإلى هذا أشار صاحب الشريعة الحقة بقوله: «الخال أحد الضجيعين فتخيروا لنطفكم».

وقد ظهرت في أبي الفضل الشجاعتان:

__________________

(١) أنظر: بطل العلقمي للمظفر ١ / ٩٧ - ٩٨، تنقيح المقال للمامقاني ٢ / ١٢٨.

٢٨

١ - الهاشمية: التي هي الأربى والأرقى من ناحية أبيه سيد الوصيين وأمير المؤمنين عليه‌السلام .

٢ - العامرية: من ناحية أمه أم البنين (١) .

وعلى هذا رضى الامام أمير المؤمنين عليه‌السلام بهذا الخيار وبعث أخاه عقيلاً ليخطب له أم البنين عليها‌السلام من أبيها.

مهمة عقيل عليه‌السلام :

كان عقيل عليه‌السلام أخو الامام علي عليه‌السلام نسابة معروفاً، وله في علم الأنساب باع طويل.

وكان - يومها - للشاعر والقصاص والنسابة وصاحب السيف والكاهن والعراف موقع خاص؛ لندرتهم وشدّة الحاجة لتخصصاتهم، وكان الناس يرجعون اليهم وينفذون قولهم، ويكنون لهم احتراماً خاصاً، وهم قليلون معدودون في الغالب، فمثلاً اشتهر أمير المؤمنين عليه‌السلام بضربات سيفه، واشتهر امرؤ القيس بشعره وقصائده، واشتهر عقيل عليه‌السلام بخبرته وحفظه في الأنساب ومعرفته بالعرب وأيامها وقبائلها.

لذا دعاه أمير المؤمنين ذات يوم وقال له:

اختر لي إمرأة ولدتها الفحول من العرب، من ذوي البيوت والحسب والنسب؛ لتلد لي غلاماً شجاعاً فارساً رشيداً.

فقلّب عقيل قبائل العرب ظهراً لبطن، وفكر قدّراً، وفحص ونقّر، وجاس ديار أنساب العرب ودرس أخلاقهم وطباعهم حتى اختار له «فاطمة»، والتي سميت فيما بعد بأم البنين عليها‌السلام ، فعرضها على الامام أمير المؤمنين ذاكراً صفاتها وخصال أهلها وقبيلتها، فأمره الامام عليه‌السلام أن يخطبها من أهلها.

__________________

(١) العباس للمقرم: ١٢٧.

٢٩

الخطبة:

مضى عقيل بن أبي طالب عليهما‌السلام في مهمته بأمر أخيه أمير المؤمنين عليه‌السلام حتى ورد بيت حزام بن خالد ضيفاً على فراش كرامته، وكان خارج المدينة...

فقال له عقيل: جئتك بالشرف الشامخ والمجد الباذخ.

فقال حزام: وما هو يابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

قال: جئتك خاطباً.

قال: من لمن؟

قال عقيل: أخطب ابنتك الحرة فاطمة إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام علي بن أبي طالبل بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.

فلما سمع حزام هشّ وبشّ ثم قال: بخ بخ بهذا النسب الشريف والحسب المنيف، لنا الشرف الرفيع والمجد المنيع بمصاهرة ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبطل الاسلام وقاسم الجنة والنار، ولكن - يا عقيل - أنت جدّ عليم ببيت سيدي ومولاي، إنه مهبط وحي، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، وأنّ مثل أمير المؤمنين عليه‌السلام حسنة، حتى تكون صالحة لشأنه العالي ومقامه السامي، وإنّ ابنتنا من أهل القرى والبادية، وأهل البادية غير أهل المدينة، ولعلها غير صالحة لأمير المؤمنين عليه‌السلام .

فقال عقيل: يا حزام إنّ أخي يعلم بكلّ ما قلته، وأنّه يرغب في التزويج بها.

فقال حزام: إذاً تمهّل حتى أسأل عنها أمها - ثمامة بنت سهل - هل تصلح لأمير المؤمنين عليه‌السلام أم لا؟ فانّ النساء أعلم ببناتهن من الرجال في الأخلاق والآداب.

الرؤية الصادق:

قام حزام من محلّه وجاء ليسأل، فلما قرب من المنزل واذا هو يرى فاطمة

٣٠

جالسة بين يدي أمها، وهي تمشط رأسها، وفاطمة تقول: يا أماه إنّي رأيت في منامي رؤيا البارحة.

فقالت لها أمها: خير رأيت - يا بنية - قصيها عليّ.

فوقف حزام في مكانه بحيث يسمع الصوت ولا يراه أحد.

فقالت فاطةم لأمها: إني رأيت فيما يرى النائم؛ كأني جالسة في روضة ذات أشجار مثمرة وأنهار جارية، وكانت السماء صاحية، والقمر مشرقاً، والنجوم ساطعة، وأنا أفكر في عظمة خلق الله، من سماء مرفوعة بغير عمد، وقمر منير، وكواكب زاهرة، فبينما كنت في هذا التفكير ونحوه، وإذا أرى كأنّ القمر قد انقض من كبد السماء ووقع في حجري، وهو يتلألأ نوراً يغشي الأبصار، فعجبت من ذلك، واذا بثلاثة نجوم زواهر قد وقعوا أيضاً في حجري، وقد أغشى نورهم بصري، فتحيرت في أمري مما رأيت، واذا بهاتف قد هتف بي، أسمع منه الصوت ولا أرى الشخص، وهو يقول:

بشراك فاطمة بالسادة الغرر

ثلاثة أنجم والزاهر القمر

أبوهم سيد في الخلق قاطبة

بعد الرسول كذا قد جاء في الخبر

فلما سمعت ذلك ذهلت وانتبهت فزعة مرعوبة، هذه رؤياي يا أماه فما تأويلها؟!

فقالت لها أمها: يا بنية؛ إن صدقت رؤياك، فانك تتزوجين برجل جليل القدر، رفيع الشأن، عظيم المنزلة عند الله، مطاع في عشيرته، وترزقين منه أربعة أولاد، يكون أولهم وجهه كأنّه القمر، وثلاثة كالنجوم الزواهر.

فلما سمع حزام ذلك أقبل عليهما وهو مبتسم ويقول:

هذا عقيل بن أبي طالب جاء يخطب ابنتك للامام علي عليه‌السلام وقد استمهلته حتى أسألك عن ابنتك؛ هل تجدين فيها كفاءة بأن تكون زوجة لأمير المؤمنين عليه‌السلام ؟

٣١

واعلمي أن بيته بيت الوحي والنبوة، والعلم والآداب والحكمة، فان تجديها أهلاً لأن تكون خادمة في هذا البيت وإلّا فلا.

فقالت زوجته ذات القلب المفعم بالولاء للامامة:

يا حزام إنّي - والله - ربيتها وأحسنت تربيتها، وأرجو الله العلي القدير أن يسعد جدّها، وأن تكون صالحة لخدمة سيدي ومولاي أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فزوجها به (١) .

فأقبل حزام على ابنته يهنئها ويشركها في فرحته:

يهنيك فاطمة بالفارس البطل

نعم القرين أمير المؤمنين علي عليه‌السلام

من للأنام إمام حجة وولي

للمؤمنين أمير والغدير جلي

من لي بزوج كعلي عليه‌السلام ؟

لمّا سمعت أم البنين عليها‌السلام أنها خطبت لأمير المؤمنين غمرها السرور وطار قلبها بالفرح والحبور، وتناثر عرق الحياء على محياها كاللؤلؤ على صفيحة النور، واختارت السكوت فلم تحرك لسانها، وجنانها يتدفق بالكلمات تعبيراً عن فرحتها بهذا الزواج السعيد....

أجل؛ كيف لا تفرح ولا تغمرها السعادة؟! وهي ترى الحياء في عيني علي عليه‌السلام وسلطان الاسلام في يديه، والاستقامة والعدالة في خطواته، ونور الهداية المحمدية في قلبه؟!... وإنّ في هذه الزيجة المباركة فخراً عميماً، وشرفاً عظيماً، وسعادة لم تخيب، لها ولأهلها وعشيرتها جميعاً.

لقد أقسمت أم البنين عليها‌السلام أنها ستكون كالأم الرؤوم للحسنين عليهما‌السلام ، فدخلت إلى بيت العصمة تحمل معها عالماً من المحبة والمودة والحنان.

* * *

__________________

(١) أنظر: مولد العباس محمد علي الناصري: ٣٥ وما بعدها.

٣٢

هكذا كانت أُم البنين:

وهكذا خطبها عقيل، ثم أجرى النكاح وكالة عن أخيه أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فاستعدت أم البنين فاطمة بنت حزام للرحيل إلى بيت الإمام عليه‌السلام .

ولما دخل بها الامام عليه‌السلام وجدها إمرأة ذات عقل وإيمان وأدب، ورأى فيها ما أسرّه من الحسن والجمال والهيئة والكمال، حيث كانت أم البنين عليها‌السلام من النساء الفاضلات العارفات بحقّ أهل البيت عليهم‌السلام ، كما كانت فصيحة بليغة لسنة ورعة ذات زهد وتقى وعبادة.

وبلغ من عظمها ومعرفتها وتبصرها بمقام أهل البيت عليهم‌السلام أنها لما دخلت على أمير المؤمنين عليه‌السلام وكان الحسنان مريضين أخذت تلاطف القول معهما، وتلقي اليهما من طيب الكلام ما يأخذ بمجامع القلوب، وما برحت على ذلك تحسن السيرة معهما وتخضع لهما كالأم الحنون.

ولا بدع في ذلك فانها ضجيعة شخص الايمان، قد استضاءت بأنواره وربت في روضة أزهاره، واستفادت من معارفه، وتأدبت بآدابه، وتخلقت بأخلاقه (١) .

أم البنين هي تلك المرأة التي كان يريدها علي عليه‌السلام ، إمرأة وقور، تقعد في بيتها وتربي له رجالاً أشاوس، وفرسان أقوياء من أمثال أبي الفضل العباس عليه‌السلام الذي ضرب المثل الأعلى في الشجاعة والمواساة والاقدام والوفاء، وخاض لجج الموت، واقتحم غمرات الحروب، وجال بين صفوف الأعداء في ساحات الوغى منذ بدايات شبابه، وهو لا يهاب الموت، ولا يعبأ بوميض السيوف ورؤوس الحراب الخاطفة كالبرق.. كان قلبه أشدّ من زبر الحديد أمام الأعداء.

* * *

__________________

(١) العباس للمقرم: ١٣٣.

٣٣

الفصل الخامس

صفات النساء الممدوحات

٣٤

صفات

النساء الممدوحات

لقد علّم أمير المؤمنين عليه‌السلام البشرية جمعاً الموازين التي على أساسها تنتخب الزوجة، فلا بأس بالقاء نظرة على جملة من الآداب والأحكام الاسلامية الرائعة في هذا المجال.

هكذا فلتكن المرأة التي تتبع مذهب أهل البيت عليهم‌السلام :

روى المرحوم العلامة الفيض الكاشاني في الوافي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال:

إن خير نسائكم: الولود، الودود، العفيفة، العزيزة في أهلها، الذليلة مع بعلها، المتبرجة (١) مع زوجها، الحصان (٢) على غيره، التي تسمع قوله، وتطيع أمره، وإذا خلا بها بذلت له ما يريد منها، ولم تبذل (٣) كتبذل الرجل (٤) .

__________________

(١) التبرج: اظهار الزينة.

(٢) الحصان: العفيفة.

(٣) التبذل: ترك التصاون.

(٤) الكافي ٥ / ٣٢٤، ج ١، وسائل الشيعة ٢٠ / ٢٩ ح ٢٤٩٤٢ باب ٦.

٣٥

وعن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال:

قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : خير نسائكم الخمس،

قيل: وما الخمس؟

قال: الهينة، اللينة، الموايتة، التي إذا غضب زوجها لم تكتحل بغمض حتى يرضى، وإذا غاب عنها زوجها حفظته في غيبته، فتلك عامل من عمال الله، وعامل الله لا يخيب.

إذن فثمة عشر صفات ممدوحة في المرأة:

١ - الولود.

٢ - العفيفة.

٣ - العزيزة في أهلها.

٤ - الذليلة مع بعلها.

٥ - المتبرجة مع زوجها.

٦ - الحصان على غيره.

٧ - التي تسمع قول زوجها.

٨ - التي تطيع أمره.

٩ - التي إذا خلا بها بذلت له ما يريد منها.

١٠ - التي إذا غاب عنها زوجها حفظته.

هذا بالاضافة إلى الصفات الأخرى المذكورة في الحديثين المذكورين وغيرهما من الأحاديث الشريفة (١) .

ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله ألا أخبركم بشرار نسائكم؟: الذليلة في أهلها، العزيزة مع بعلها، العقيم، الحقود، التي لا تتورع من القبيح، المتبرجة إذا غاب عنها بعلها، الحصان معه

__________________

(١) انظر للمزيد وسائل الشيعة، جزء: ٢٠.

٣٦

إذا حضر، لا تسمع قوله، ولا تطيع أمره، واذا خلا بها بعلها تمنعت منه (١) كما تمنع الصعبة عند ركوبها، ولا تقبل منه عذراً، ولا تغفر له ذنباً.

وعن الصادق عليه‌السلام قال: أغلب الأعداء للمؤمن زوجة السوء (٢) .

وعنه عليه‌السلام أيضاً قال: كان من دعاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أعوذ بك من إمرأة تشيبني قبل مشيبي (٣) .

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل نساء أمتي أصبحهن وجهاً وأقلهن مهراً (٤) .

وقال عليه‌السلام : اعلموا أن السوداء إذا كانت ولوداً أحبّ إليّ من الحسناء العاقر (٥) .

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الاسلام أفضل من زوجة مسلمة تسرّه إذا نظر اليها، وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله (٦) .

وفي رواية: وامرأة صالحة تعينه على أمر الدنيا والآخرة (٧) .

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : اختاروا لنطفكم فانّ الخال أحد الضجيعين (٨) .

في رواية أخرى: تخيروا لنطفكم فان الابناء يشبهون الأخوال.

وفي المثل المعروف: ابن الحلال أشبه بالخال.

__________________

(١) الكافي ٥ / ٣٢٥ ح ١، الفقيه ٣ / ٢٤٧ ح ١١٧٦، وسائل الشيعة ٢٠ / ٣٣ ح ٢٤٩٥٧ باب ٧.

(٢) الفقيه ٣ / ٢٤٧ ح ١١٧٠، وسائل الشيعة ٢٠ / ٢٥ ح ٢٤٩٣٧ باب ٤.

(٣) الكافي ٥ / ٣٢٦ ح ٣، وسائل الشيعة ٢٠ / ٣٤ ح ٢٤٩٦٠ باب ٧.

(٤) الكافي ٥ / ٣٢٤ ح ٤، التهذيب ٧ / ٤٠٤ ح ١٦١٥، الفقيه ٣ / ٢٤٣ ح ١١٥٦، وسائل الشيعة ٢٠ / ٦ ح ٢٤٩٤٨ باب ٦.

(٥) الفقيه ٣ / ٢٤٨ ح ١١٧٨، وسائل الشيعة ٢٠ / ٥٤ ح ٢٥٠١٧ باب ١٥.

(٦) الكافي ٥ / ٣٢٧ ح ١، التهذيب ٧ / ٢٤٠ ح ١٠٤٧، الفقيه ٣ / ٢٤٦ ح ١١٦٨، المقنعة: ٧٦، وسائل الشيعة ٢٠ / ٤٠ ح ٢٤٩٧٩ باب ٩.

(٧) الكافي ٥ / ٣٢٧ ح ٦، وسائل الشيعة ٢٠ / ٤٢ ح ٢٤٩٨٢ باب ٩.

(٨) الكافي ٥ / ٣٣٢ ح ٢، وسائل الشيعة ٢٠ / ٤٨ ح ٢٤٩٩٩ باب ١٣.

٣٧

وقال تعالى: ( قَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ) (١) قيل: المراد بالتقديم طلب الولد الصالح والسعي في حصوله (٢) . أي اطلبوا المرأة التقية الصالحة لتلد لكم أولاداً صالحين.

فقد روي: وانظر في أي نصاب تضع ولدك فان العرق دساس (٣) .

والمرأة وعاء ينبغي أن يتلطف الرجل ويدفق في اختياره؛ لئلا تضيع أتعابه وتذهب ذريته أدراج الرياح.

قال الله تعالى: ( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ ) (٤) ...

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إياكم وخضراء الدمن (٥) .

إنطلاقاً من هذه الحكم دعا أمير المؤمنين عليه‌السلام أخاه عقيلاً ليختار له امرأة ولدتها الفحولة، من ذوات البيوت المعروفة بالشجاعة والخلق السامي، فكانت النتيجة اختيار زبدة المخدرات، والدرة المصفاة «أمّ البنين» عليها أفضل الصلوات، التي انجبت له قمر بني هاشم واخوته النجباء، الذين طبقت شهرتهم الآفاق، وصاروا قبلة للمجاهدين والأحرار، وبزوا رجال العلم والعرفان، وسبقوا في طريق الخير والحق واليقين (٦) .

أجل؛ لقد صار زواج أمير المؤمنين عليه‌السلام بهذه الخصوصيات مثلاً يحتذى به المسلمون، ودرساً يلقنهم مستوى التدقيق في أمر الزواج، والالتزام بآداب الشريعة

__________________

(١) سورة البقرة: الآية ٢٢٣.

(٢) بحار الأنوار ٧٨ / ٧٤ باب ٤.

(٣) شرح نهج البلاغة ١٢ / ١١٦.

(٤) سورة البقرة: الآية ٢٢٣.

(٥) وسائل الشيعة ٢٠ / ٤٨ ح ٢٥٠٠١ باب ١٤.

(٦) انظر الخصائص العباسية (للكلباسي الاصفهاني): ٨٢.

٣٨

الغراء؛ لينالوا سعادة الدارين وخير الدنيا والدين، ويستفيدوا أولاداً صالحين باعتبارهم ثمار عمر الزوجين، والسرّ في خلودهما وبقاء نسلهما، وامتدادها الطبيعي في النشأتين.

بيد أنّ الناس لربما أعرضو عن تعاليم أئمة المؤمنين، وأقدموا على ما يريدون من منطلق الجهل لا الدين، فيتسامحون في أمر الزواج ويتساهلون، فينطلقون - في قضايا الزواج - بدوافع الشهوة، وينظرون إلى الجمال والمال، ويغفلون عن بقاء النسل، وامتداد الآباء في الأبناء، وتقديم الأولاد الصالحين للمجتمع البشري ليكونوا لهم ذخراً في العالمين.

فلو أنّ فلاحاً أراد أن يزرع الشعير لبذل جهده، وأنفذ ما في وسعه في تطهير الأرض وإعدادها، واختيار البذرة وطريقة بذرها وسقيها ورعايتها؛ كي تعطيه النتيجة المطلوبة، وتحقق له الغاية المرغوبة، ولكن - وللاسف الشديد - قد يغفل الانسان بالكامل عن الظروف التي يريد أن ينثر فيها بذور الانسان الذي جعله الله العلة الغائية للموجودات، وخلق من أجله الكون والمخلوقات، والمرأة حرث كما سماها القرآن حيث قال تعالى:

( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) (١) .

فالمرأة حرث الرجل ومزرعته، ينثر فيها بذر الانسانية، فلا ينبغي له التهاون في أمرها: غير أنّ من المؤسف أن تجد من لا يهتم بطهارة المحل، وقد يقيض الله له امرأة عفيفة طاهرة فينصرف عنها الرجل - والعياذ بالله - ويتورط بالارجاس والخبائث وتسريح النظر في غير ما أحل الله.

__________________

(١) سورة البقرة: الآية ٢٢٣.

٣٩

تأثير الظروف على الجنين:

وقد لا يهتم بالظروف التي ينثر فيها بذره من زمان أو مكان أو غيرها، والحال أنّ كل هذه الظروف لها أثر فعال على النطفة ونشؤها وحياة المتولد منها.

فلربما كان الجماع في بعض الأوقات ينتج نطفة يتولد منها شقي يبغض الدين وأهله، كما لو جامع أهله وهي حائض، فقد ورد أن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال عن ابن ملجم (قاتله): إنّ أمه حملت به وهي حائض.

ولربما أدى الجماع في بعض الأوقات إلى خروج الولد ناقصاً، أو سيء الخلق، أو شقي، أو قاسي القلب، كما لو جامع أهله ليلة عيد الأضحى أو ليلة النصف من شعبان.

ولربما كان الجماع في بعض الأوقات أو الحالات سبباً لخروج الولد أعمى القلب بخيل اليد، كما لو جامع أهله وهي حامل وهو على غير وضوء.

فقد ورد عنهم عليهم‌السلام : «إذا حملت امرأتك فلا تجامعها إلّا وأنت على وضوء فانه إن قضي بينكما ولد يكون أعمى القلب بخيل اليد..» (١) .

لأنّ نطفة المؤمن محترمة، فلا ينبغي له أن يقارب زوجته إلا بعد الطهارة، تماماً كما ينبغي له الوضوء إذا أراد دخول المسجد و «المؤمن أعظم حرمة من الكعبة» (٢) .

وروي عنهم عليهم‌السلام : لا تجامع امرأتك في وجه الشمس وتلألوئها إلّا أن ترجي ستراً فيستركما، فانه إن قضي بينكما ولد لا يزال في بؤس وفقر حتى يموت.

__________________

(١) المصدر نفسه.

(٢) الخصال ١ / ٢٧ باب المؤمن أعظم حرمة من الكعبة ح ٩٥ وما بعده، مشكاة الأنوار: ٨٣ الفصل الرابع ١٩٣ في آداب المعاشرة.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

____________________

= وينال من الاولين. مع انهم لا يتهمون من عرف بالعداء لعلي (ع)، ولم يسموه بالبدعة ولم يتوقفوا عن قبول رواية امثال عثما بن حريز، والحصين ابن نمير وووو وكيف لا يتهم من أعلن شتم علي (ع) وإنتقاصه، ولا يكون ذلك بدعة ولا يستحق الترك؟ ! ولماذا اختص الاولين بهذه المنزلة دون غيرهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وآله؟ فهذا أمر لا نريد ان نخوض فيه ويترك إلى محله.ويؤيد ما ذكره الماتن من كون تضعيف العامة لابراهيم ناشئا من اختصاصه بالشيعة، ان اكابر العامة أخذوا منه العلم، وسمعوا منه الحديث: وكان شيخ الشافعي، وابن جرح وغيرهما. بل وثقه من جرد نفسه عن التعصب وبرئه من الوضع، والكذب والاحاديث المنكرة وقد وثقه الشافعي، وابن الاصبهاني.قال يحيى بن زكريا ابن حيويه: فقلت للربيع: فما حمل الشافعي على الرواية عنه؟ قال: كان يقول: لان يخر من السماء او قال من بعد أحب اليه من ان يكذب. وكان ثقة في الحديث.وقال الربيع: كان الشافعي اذا قال: حدثنا من لا أتهم يريد به ابراهيم بن يحيى.وقال ابن عقدة: نظرت في حديث ابراهيم بن ابي يحيى، وليس هو بمنكر الحديث.قال ابن عدي: هو كما قال ابن عقدة، قد نظرت أنا الكثير في حديثه، فلم أجد له حديثا منكرا الا عن شيوخ يحتملون وقد حدث عنه الثوري، وابن جريح والكبار الخ.ذكر ذلك كله الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 ص 58 في ترجمته قلت: وبهذا نكتفي في المقام واتها ابن عدي شيوخ ابراهيم بتشيعهم غير بعيد.

٢٤١

وحكى بعض اصحابنا عن بعض المخالفين ان كتب الواقدي سايرها انما هي كتب ابراهيم بن محمد بن ابي يحيى نقلها الواقدي وادعاها(1) .

وذكر بعض اصحابنا ان له كتابا مبوبا في الحلال والحرام عن ابي عبدالله عليه السلام(2) . اخبرنا ابوالحسن النحوي قال حدثنا احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا المنذر بن محمد القابوسي قال حدثنا الحسين بن محمد الازدي قال حدثنا ابراهيم بن محمد بن ابي يحيى بكتابه(3) .

____________________

(1) وقال الشيخ في الفهرست: وذكر بعض ثقات العامة ان كتب الواقدي انما هي كتب ابراهيم بن محمد بن ابي يحيى نقلها الواقدى وإدعاها ولم نعرف منها شيئا منسوبا إلى ابراهيم.

(2) وفي الفهرست ص 3 وله كتاب مبوب في الحلال والحرام، عن جعفر بن محمد عليه السلام.

وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: وقد ساق ابن عدي لابراهيم ترجمة طويلة إلى أن قال: وله كتاب الموطأ أضعاف موطأ مالك، وله نسخ كثيرة. وقد وثقه الشافعي وابن الاصبهاني.

(3) وفي الفهرست: اخبرنا بن احمد بن موسى المعروف بابن الصلت الاهوازي، قال اخبرنا احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الخ.. وذكر نحوه الا انه ذكر الحسين بن محمد بن علي لا بأس به قال لي ابوالعباس احمد بن علي بن نوح: إنقرضت كتبه فليس أعرف منها إلا كتاب الغيبة. الازدي: قلت: الطريق صحيح بناء‌ا على وثاقة النحوي والاهوازي من مشايخ النجاشي. وذكر الذهبي في ترجمته انه توفى سنة أربع وثمانين ومأة.

قلت: وللصدوق (ره) في المشيخة (رقم 262) طريق إلى ابراهيم بن ابي يحيى المدائني وروى الكليني والشيخ في كتبهما باسناد عنه عن ابي عبدالله (ع) فلو كان المدائني مصحف المدني او العكس لكان القول بالاتحاد ظاهرا فليتأمل. والاسناد إلى الجد غير عزيز في الاخبار.قال الذهبي في ج 1 ص 57 ابراهيم بن ابي يحيى (ق) هو ابو اسحاق ابراهيم بن محمد بن أبي يحيى الاسلمي المدني الخ.

٢٤٢

12 - ابراهيم بن صالح الانماطي

يكنى بأبي اسحق كوفي ثقة(1)

____________________

(1) ونحوه في الفهرست ص 3 / 2 قلت: ويأتي بعد اسماء (رقم 36) ابراهيم بن صالح الانماطي الاسدى ثقة روى عن ابي الحسن (ع) ووقف، وايضا في الفهرست ص 10 / 26 ابراهيم ابن صالح.وقد اختلفت كلمات المتأخرين في اتحادهما، واختار غير واحد من المحققين الاتحاد بقرينة إتحاد الاسم، والاب، واللقب، ومن روى عنه وهو الاظهر والاختلاف اليسير في بعض الجهات لا يوجب التعدد. ثم ان الماتن لم يذكره في المقام من أصحاب الائمة عليهم السلام وعده هناك من اصحاب الكاظم (ع) ولم يذكره الشيخ في الفهرست في اصحابهم، لكن ذكره في الرجال في اصحاب الباقر (ع) تارة ص 104 واخرى في اصحاب الرضا (ع) بلا ذكر الانماطي ص 368 وثالثة في باب من لم يرو عنهم (ع) ص 450 / 71 قائلا: ابراهيم ابن صالح الانماطي روى عنه احمد بن نهيك ذكرناه في الهفرست. وذكر البرقي (ره) في اصحاب الباقر (ع) ص 11 ابراهيم بن صالح الانماطي. وفي لسان الميزان ج 1 ص 69 ذكره عن الشيخ في رجاله في اصحاب الباقر (ع) وزاد وقال: له تضانيف على مذهب الامامية.قلت: الانماطي المذكور في الموضعين من المتن والفهرست روى عنه =

٢٤٣

____________________

= عبيدالله بن احمد بن نهيك السمري الذي كان يروي عن علي بن الحسن الطاطري من اصحاب الكاظم (ع) ومحمد بن ابي عمير المتوفى رقم 217 من اصحاب الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام والاتحاد ظاهر ولم نجد له إلى الآن رواية عنهم عليهم السلام بل روى عن الرجال عن ابي عبدالله عليه السلام وعن غيره (ع).واما الانماطي الذي عد في اصحاب الباقر (ع) فاتحاده مع الانماطي الواقفى بعيد وان كان ممكنا.واحتمل بعضهم انه اشتباه من الشيخ، حيث كانت نسخ الاصول مشتملة على ذكره في اصحاب ابي جعفر (ع)، فتوهم أن المراد به ابوجعفر الباقر (ع) مع ان المراد به ابوجعفر الجواد (ع).قلت: هذا أشبه بالتسرع في التخطئة بلا دليل. اذ اي مستند على الاتحاد كي يجوز هذه التخطئة. ولو سلم الاتحاد، فكونه من اصحاب الباقر (ع) ومن الواقفين على ابي الحسن الرضا (ع) ايضا يستلزم كونه من أبناء تسعين سنة وعدم التصريح بكونه من المعمرين لا يضر فانه غير عزيز.

٢٤٤

أخبرنا به عن احمد بن جعفر قال حدثنا حميد بن زياد عن عبيدالله بن احمد بن نهيك عنه(1) .

13 - ابراهيم بن سليمان بن ابي داحة المزني

مولى آل طلحة بن عبيدالله ابواسحق(2) . وكان وجه اصحابنا البصريين: في الفقه، والكلام، والادب، والشعر. والجاحظ يحكي عنه(3)

____________________

(1) ورواه الشيخ في الفهرست عن الحسين بن عبيدالله عن احمد ابن جعفر وذكر نحوه.قلت الطرق موثق على اشكال باحمد بن جعفر بن سفيان البزوفري فلم يوثق صريحا، الا ان التلعكبري روى عنه وحميد بن زياد واقفي ثقة: وسيأتي في الموع الثاني طريقان آخران للماتن والشيخ قدس سرهما.

(2) ذكر الشيخ نحوه في الفهرست ص 4 وزاد: ذكر انه روى عن ابي عبدالله (ع).قلت: يظهر من كلامه عدم الجزم بروايته عنه (ع)، فان ذلك يقتضي رواية ابن ابي عمير عنه لا العكس كما ذكره الماتن، ولكنها محتملة فان رواية المتقدم عن معاصره المتأخر طبقة لا محذور فيها.

(3) ونحوه في الفهرست بتفاوت يسير وزاد في آخره كثيرا. قلت: لم اجد له ذكرا في كتابه (الحيوان) فيما وقفت عليه من أجزائه نعم حكى عنه في كتابه البيان والتبين.

٢٤٥

وقال الجاحظ: ابن داحة عن محمد بن ابي عمير(1) .له كتب ذكرها بعض اصحابنا في الفهرستات لم ار منها شيئا.

14 - ابراهيم بن الحكم بن ظهير الفزارى

ابو اسحق بن صاحب التفسير عن السدي(2) . له كتب منها كتاب الملاحم وكتاب الخطب اخبرنا محمد بن جعفر قال حدثنا احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا يحيى بن زكريا

____________________

(1) قال في البيان والتبين ج 1 ص 99 بعد ذكر كلمات حكمية عن اميرالمؤمنين وعن الامام السبط الاول وعن علي بن الحسين وابنه محمد بن علي عليهم السلام: ذكر هذه الثلاثة الاخبار ابراهيم بن داحة، عن محمد بن (ابي. ظ) عمير وذكرها صالح بن علي الافقم عن محمد بن (ابي ظ) عمير.وهؤلاء جميعا من مشايخ الشيع، وكان ابن (ابي ظ) عمير اعلاهم. وفي ص 299 بعد ذكر زيد بن علي بن الحسين عليه السلام وخطبه: قال محمد بن (ابي ظ) عمير ان زيدا لما رأى الارض الخ.

(2) ونحوه في الفهرست ص 4 وايضا المعالم ص 5 الا انه قال: يروى عن السدى وروى الشيخ في الغيبة ص 116 عن الفضل بن شاذان عنه عن اسماعيل بن عياش.وفى ميزان الاعتدال ج 1 ص 27 ابراهيم بن الحكم بن ظهير الكوفي. شيعي جلد. له عن شريك.قال ابوحاتم: كذاب. روى في مثالب معاوية، فمزقنا ما كتبنا عنه. الخ ونحوه في لسان الميزان ج 1 ص 49. قلت: قد أطال الذهبي هنا في تضعيف الرافضة ورميهم بالوضع والكذب كما هو دأبه، والتشيع على الامامية عادته. =

٢٤٦

____________________

= ولم يحك في المقام في وجه ضعف ابراهيم الفزاري الا روايته مثالب معاوية.كما ان ابن حجر اشار في لسان الميزان إلى وجهه بما حكى عنه روايته حديث ابن عباس في قوله: (السابقون) قال: سابق هذه الامة علي بن ابي طالب (ع).قلت: ومن ذلك كله يظهر: انه ليس عاميا كما توهم، بل يظهر انه من خاصة الشيعة كما هو ظاهر النجاشي والشيخ وغيرهما. فلاحظ كتبه وما قال فيه الجمهور من العامة. نعم كلام اصحابنا خال عن مدحه تصريحا. ثم انه لم نجد لحكم بن ظهير والد ابراهيم ذكرا في كلام اصحابنا إلا ما قال الشيخ في رجاله في اصحاب الصادق (ع) ص 222: ظهير والد الحكم بن ظهير الفزاري كوفي. وما قاله الماتن أنه صاحب التفسير ويظهر من كلامه: ان تفسيره كان معروفا.

وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 ص 571: الحكم بن ظهير (ت) الفزاري الكوفي وكان ابواسحاق الفزاري إذا روى عنه قال: الحكم بن ابي ليلى.روى عن عاصم بن بهدلة، والسدي. وعنه جماعة آخرهم عباد بن يعقوب الاسدي، والحسن بن عرفة. إلى ان قال عاش إلى سنة ثمانين ومائة. قلت: رواية الحكم بن ظهير كثيرا عن السدي اسماعيل بن عبدالرحمن بن ابي كريمة السدي الكوفى الذي روى عن انس وجماعة ورأى ابا هريرة ومات سنة سبع وعشرين ومائة: يقتضي كونه في طبقة اصحاب الصادق عليه السلام وعرفت ان الشيخ قد عد اباه ظهيرا في اصحابه (ع).وذكر الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 ص 236 ترجمة اسماعيل السدي كلاما في علمه بالتفسير، وفي رميه بالتشيع وتضعيفه بشتم الاولين فلاحظ.

٢٤٧

ابن شيبان عن ابراهيم بكتبه(1) .

15 - ابراهيم بن رجا الجحدري

من بني قيس بن ثعلبة، رجل ثقة من أصحابنا البصريين(2) .له كتب: منها كتاب الفضائل، أخبرنا محمد بن محمد بن

____________________

(1) وروى الشيخ في الفهرست كتابيه الملاحم، وخطب علي عليه السلام عن شيخه احمد بن محمد بن موسى عن احمد بن محمد ابن سعيد الخ.قلت: والطريقان موثقان بابن عقدة احمد بن محمد بن سعيد واما محمد بن جعفر واحمد بن محمد بن موسى من مشايخ النجاشي فقد تقدم الكلام فيهما.

(2) ونحوه في الفهرست ص 4. وذكره فيمن لم يرو عنهم من رجاله ص 448 (رقم 57) وقال بعد الجحدري: روى عنه ابراهيم ابن هاشم. وايضا (رقم 72) لكن زاد بعد الجحدري: من بني قيس بن ثعلبة. له كتب ذكرناها في الفهرست. وذكره ابن حجر في لسان الميزان ج 1 ص 56 وزاد بعد الجحدري: ابواسحاق الثعلبي البصري. وايضا ابن داود ص 14 وزاد: له مجلس يصف فيه أبا محمد العسكري عليه السلام.

قلت: قد تفرد إبن داود في ذلك ولم نجد لذلك شاهدا. بل رواية ابراهيم بن هاشم بن اصحاب ابي جعفر الجواد (ع) عنه ربما يقتضي كونه في طبقة أصحاب الكاظم والرضا والجواد (ع) فلاحظ.

٢٤٨

النعمان قال حدثنا ابومحمد الحسن بن حمزة قال حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابراهيم بن رجابه(1) .

16 - ابراهيم بن مهزيار أبواسحق الاهوازي(2)

____________________

(1) حسن كالصحيح بابراهيم على ما يأتي في ترجمته (رقم 17) ونحوه في الفهرست الا انه رواه عن شيخه احمد بن عبدون عن احمد ابن زياد بن جعفر الهمداني عن علي بن ابراهيم الخ.قلت: اما ابن عبدون فهو من مشايخ الماتن وتقدم وثاقتهم.واما احمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى الله عنه فهو من مشايخ الصدوق الذي روى عنه كثيرا في كتبه مترضيا عنه، روى عنه في مشيخه الفقيه مثل خبر بلال وثواب المؤذنين (رقم 124) وقال في اكمال الدين آخر ب 34 ص 209 بعد ذكر حديث عنه: لم اسمع هذا الحديث إلا من احمد بن زياد رضى الله عنه بهمدان عند منصرفى من حج بيت الله الحرام، وكان رجلا ثقة دينأ فاضلا رحمة الله ورضوانه عليه. قلت: ولعله من ذلك أخذ توثيقه العلامة في الخلاصة ص 19 وابن داود في رجاله ص 28 وقال: (لم) ثقة.

(2) ذكره الشيخ (ره) في اصحاب الجواد (ع) ص 399 وفي اصحاب الهادي (ع) ص 410 وقال ابن حجر في لسان الميزان ج 1 ص 115: روى عن ابي محمد العسكري (ع). وعنه عبدالله بن جعفر الحميري وسعد بن عبدالله القمي الخ. وفي بصائر الدرجات ص 337 حديث دخوله مع اخيه علي بن مهزيا علي ابي الحسن الهادي (ع) واكرامه لهما قد اوردناه وساير ما ورد في مدحه في كتابنا اخبار الرواة. قلت: اكثر روايات ابراهيم، عن اخيه علي بن مهزيار، وروى عن الحسين بن علي بن بلال كما في التهذيب ج 2 ص 237 وعن صالح ابن السندى كما في لبس المحرم الخاتم في التهذيب وفى الاستبصار ج 2 ص 165 وله مكاتبات ولا يبعد كونها إلى الناحية المقدسة. =

٢٤٩

____________________

= روى عنه جماعة من اجلة اصحاب الرضا والجود والهادي (ع) مثل احمد بن محمد ابن عيسي، وسعد بن عبدالله، ومحمد بن علي بن محبوب، وعبدالله ابن جعفر الحميري، ومحمد بن احمد بن يحيى. ثم ان ابراهيم بن مهزيار بقى بعد مضي ابي محمد العسكري (ع) وصار وكيلا للناحية المقدسة عن قبل مولانا الحجة عجل الله فرجه الشريف، بل عن ابن طاووس في ربيع الشيعة عده في السفراء الابواب له عليه السلام الذين لا يختلف الامامية القائلون بامامة الحسن بن علي عليه السلا فيهم.قلت: وفي جملة من الاخبار دلالة على وكالته اوردناها مع ما يدل على مدحه في كتابنا في اخبار الرواة ومنها ما رواه المفيد (ره) في الارشاد ص 351 عن ابن قولويه، عن الكليني، عن علي بن محمد، عن محمد بن حمويه عن محمد بن ابراهيم بن مهزيار في حديث مرض أبيه ابراهيم، ووصيته بما عنده من اموال الامام الحجة (ع)، وشك محمد في أمر الامام بعد العسكري ودخوله العراق للتحقيق وخروج التوقيع اليه، واخذ الاموال بعد الاخبار بالعلامات وفيه قال: فخرج الي: قد اقمناك مقا ابيك فاحمد الله. ورواه الشيخ في الغيبه ص 17 عن ابن قولويه عن الكليني رفعه إلى محمد بن ابراهيم نحوه. قلت: محمد بن حمويه غير مذكور بمدح. وطريق الشيخ ضعيف بالرفع. ورواه الصدوق مع إختلاف في باب(49) التوقيعات الواردة ص 268 من كتاب الاكمال عن محمد بن الحسن، عن سعد، عن علي بن محمد الرازي - علان الكليني، عن محمد بن جبرئيل الاهوازي عن ابراهيم الاهوازي عن ابراهيم الفرج، عن محمد بن ابراهيم بن مهزيار الحديث.مع اختلاف =

٢٥٠

____________________

= كثير وفي آخره: فبينا انا بين القبرين انتحب وابكى اذ سمعت صوتا وهو يقول: يا محمد اتق الله وتب من كل ما انت عليه، فقد قلدت امرا عظيما.قلت: في طريقه ابن جبرئيل، وابن الفرج، وابراهيم الاهوازي ولم يثبت وثاقتهم.وروى هذا الحديث ايضا في الكشي ص 329 ملخصا مع اختلاف عن احمد بن علي بن كلثوم السرخسي وكان فقيها مأمونا في الحديث (كما في الكشي) عن اسحق بن محمد البصري عن محمد بن ابراهيم ابن مهزيار قال: ان ابي الحديث.قلت والاحتجاج به محل نظر: سندا باسحق به محمد فلم يوثق بل رمي بالغلو: ودلالة فلا تعرض فيه لوكالة ابراهيم، وابنه محمد.

وروى الصدوق في الكمال باب 47 ص 248 عن ابن المتوكل عن الحميري عن ابراهيم بن مهزيار قال: قدمت مدينة الرسول صلى الله عليه وآله فبحثت عن اخبار آل أبي محمد الحسن بن علي الاخير (ع) الحديث وهو طويل. وفيه ذكر تشرفه لزيارة مولانا الحجة (ع) واكرامه واحسانه به بما يدل على منزلته وخطوته عنده (ع) وقد اوردناه في كتابنا في اخبار الرواة. ولا بأس به سندا الا ان السند ينتهي إلى ابراهيم نفسه كما في ساير ما تقدم من الاخبار الواردة فيه. ثم لو ثبتت

٢٥١

له كتاب البشارات. اخبرنا الحسين بن عبيدالله قال حدثنا احمد بن جعفر قال حدثنا حمد بن ادريس قال حدثنا محمد بن عبدالجبار عن ابراهيم به(1)

17 - إبراهيم بن هاشم أبواسحق القمي(2)

أصله كوفي إنتقل إلى قم(3) وكالته للناحية المقدسة فلا اشكال في دلالتها على وثاقته كما تقدم الكلام فيه في مقدمة هذا الشرح فلاحظ.

____________________

(1) كالصحيح على اشكال باحمد بن جعفر بن سفيان من مشايخ التلعكبري الذي روى عنه كثيرا وتقدم الكلام فيه. وللشيخ اليه طرق في موارد مختلفة من كتبه في الاخبار. وروى الصدوق في المشيخة (رقم 101) عن ابيه عن الحميري عن ابراهيم بن مهزيار.قلت: الطريق صحيح. وهو احد طرقه إلى أخيه على بن مهزيار ويأتي في ترجمته انه روى جميع كتب اخيه علي. ويأتي في كتبه: كتاب البشارات فلاحظ.

(2) اقول: ولعله المراد بأبي اسحق في خبر زرارة عن أبي عبدالله عليه السلام رواه في التهذيب ج 1 ص 241 في منزوحات البئر وايضا مارواه في باب ابتياع الحيوان. وذلك بقرينة من روى عنه وهو محمد ابن احمد بن يحيى. وفى الخصال ج 1 ص 141 في الصحيح عن محمد ابن احمد بن ابي اسحق ابراهيم بن هاشم الخ.

(3) ونحوه في الفهرست ص 4 وفي لسان الميزان ج 1 / 118: ابراهيم بن هاشم بن الخليل ابواسحاق القمي أصله كوفي وهو اول من نشر حديث الكوفيين بقم. قال ابوالحسن بن بابويه في تاريخ الري. وقدم الري مجتازا الخ.

٢٥٢

قال ابوعمرو الكشي(1) : تلميذ يونس بن عبدالرحمن من أصحاب الرضا عليه السلام(2) هذا قول الكشي وفيه نظر(3) وأصحابنا يقولون: اول من نشر حديث الكوفيين بقم هو(4) .

____________________

(1) لا يوجد في كتاب اختيار الكشي الموجود. وحكاية الماتن عن الرجال عن الكشي بعيدة.

وليس في الموضعين من ترجمة يونس في الكشي ص 301 وص 344 رواية عن ابراهيم عن يونس بل لا اذكر عاجلا له رواية عنه في الكشي والله العالم.

(2) يحتمل كونه وصفا معرفا ليونس كما يؤيده السياق، او لابراهيم فيكون التعريف ومدح الكشي اياه بأمرين كونه تلميذ يونس وكونه من اصحاب الرضا (ع).

(3) مورد النظر: إما خصوص تلمذه على يونس ويؤيده قوله: اصحابنا يقولون الخ واما كونه من اصحاب الرضا (ع) كما يؤيده عبارة الشيخ في الفهرست بعدما تقدم قال: واصحابنا يقولون: انه أول من نشر حديث الكوفيين بقم، وذكروا انه لقى الرضا (ع) الخ. فان التعويل على الاصحاب مشعر بعدم الجزم منه بذلك. وإما الامران جميعا. وقد إضطرب كلام الاصحاب فيهما فلابد من التحقيق فيهما بما يسعه المجال.

(4) وذكره الشيخ في الفهرست كما تقدم. وابن حجر في لسان الميزان بلا تعليق على الاصحاب، وابن شهر آشوب في المعالم ص 4 وغيرهم. قلت: وتبع الماتن في النظر فيما ذكره عن الكشي جماعة ممن تأخر. وايضا في الاهمال عن توثيقه، ولذا توقف جماعة عن التصريح بوثاقته، وفى صحة أخباره إصطلاحا فينبغي البحث عن ذلك بما يسعه المقام.تلمذه على يونس يستغرب تلمذ ابراهيم بن هاشم على يونس بل ينكر اما لان يونس مات في أيام الرضا (ع) وقبض بالمدينة مجاورا لرسول الله صلى الله عليه وآله وبذلك مدح في كلام الرضا (ع) كما في كش ص 202 فكيف يتلمذ عليه ابراهيم المتأخر عنه ولم يكن من اصحاب الرضا (ع). =

٢٥٣

____________________

= او لان التلمذ عليه يقتضي روايته عنه بلا واسطة ولم نر له عنه رواية الا نادرا بواسطة الرجال.او لانه اول من نشر حديث الكوفيين بقم ولو كان تلمذ عليه وروى عنه كان هو الاولى والاقرب بالطعن والوقيعة من القميين اذ قد طعنوا في يونس كما ذكره الشيخ وغيره وضعفوه دونه. قلت: ان موت يونس في ايام الرضا (ع) لا ينافي تلمذ ابراهيم عليه وعدم صحبة ابراهيم للرضا (ع) وروايته عنه ايضا لا تنافى كونه في عصره عليه السلام وسيأتي الكلام في ذلك.كما ان تلمذ ابراهيم عليه لا يلازم الرواية عنه، بل ولا سماعه الحديث منه كثيرا فقد كان يونس جليلا عظيم المنزلة يشار أيضا اليه في العلم والفتيا لا الحديث فقط كما يأتي في ترجمته.وقال ابن النديم في الفهرست ص 323: علامة زمانه، كثير التصنيف والتأليف على مذاهب الشيعة الخ وكان من اهل الكلام. وحينئذ عدم الرواية عنه لا تنافي تلمذه. واما نشره الحديث فلا تنافي تلمذه الا اذا أعلن واشتهر بتلمذه على يونس ولعله نشر احاديث الكوفيين بقم عن غير يونس وغير مجاهر بتلمذه عليه، تحفظا على غرضه الاعلى من نشر الحديث، ولم يرو عن يونس بلا واسطة شيئا احتياطا منه بعدم الابتلاء بطعنهم، بل لم يرو عن تلاميذه عن ايضا الا نادرا وهذا أمر غير بعيد. وروايته عن الرجال عن يونس لا تنافي تلمذه اذا كانت تحفظا واحتياطا منه للابتلاء بالطعن، وعلى ذلك كان عمل جماعة من أكابر الحديث فقد تركوا الرواية عن مشايخهم لطعن فيهم ورووا بواسطة عنهم ومنهم الماتن (قده) =

٢٥٤

____________________

= كما تقدم في مقدمة الشرح.بل ربما توجب شدة الوثوق بالواسطة وجها للرواية عن المطعون، فرواية القميين عن ابراهيم بلا طعن منهم تدل على مدحه، وربما كانت مانعة عن الطعن في يونس ايضا، وترى ان رواية الاجلاء والثقات عن مطعون ربما توجب التوقف في الطعن.واما طعن القميين في يونس فلا يمنع عن نشر الحديث برواية تلميذه اولا فان الطعون كانت في عصر الرضا (ع) وفي بدء أمره وأمر الواقفة، وكان يونس من وجوه اصحاب الكاظم وممن ينكر على الواقفة ويشد الامر عليهم، ويحتج على من تبعهم من اصحابنا وكان متكلما وسيفا حادا عليهم، فبذلت الواقفة ليونس مالا جزيلا كما ذكره الماتن وضمن زياد بن مروان القندي وعلي بن ابي حمزة البطائني ليونس عشرة آلاف دينار فأبى وامتنع وقال: انا روينا عن الصادقين (ع) قالوا: اذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه، فان لم يفعل سلب نور الايمان الخ. ذكره الشيخ في الغيبة ص 43. قلت: وفي هذا العصر شاع الطعن في يونس والوقيعة فيه وكذب وانكر عليه تقدمه.وعلمه، وايمانه بل قالوا: انه زنديق، وشاع عنه مقالات وآراء فاسدة حتى رووا فيه انحرافه عن الرضا (ع) كما في الكشي مع انه كان شديد التمسك به ولم يمل عنه شيئا.قال ابن شاذان: ولقد حج يونس احدى وخمسين حجة آخرها عن الرضا (ع) ذكره الكشي ص 303.ولما انتشرت الطعون في يونس ففي كش ص 303 عن إبن شاذان قال حدثني ابوجعفر البصري وكان ثقة فاضلا قال: دخلت مع يونس بن عبدالرحمن على الرضا (ع) فشكى اليه ما يلقى من اصحابه من الوقيعة. فقال الرضا عليه السلام: دارهم فان عقولهم لا يبلغ.=

٢٥٥

____________________

= قلت: ثم لما ظهر أمر الرضا عليه السلام بما رآه الناس والشاكين في أمره من المعجزات الباهرة، ووهن أمر الواقفة، وسئل أصحابنا عن يونس وعن الاخذ منه، والرجوع اليه في امر الدين فأمرهم بالرجوع اليه وورد فيه مدائح كثيره عن الرضا وعن ابي جعفر الجواد عليهما السلام وغير ذلك من اسباب رجوعهم فعند ذلك رجع القمييون وأمسكوا عن الطعن فيه.وقال ابن شاذان: كان احمد بن محمد بن عيسى تاب واستغفر الله من وقيعته في يونس لرؤيا رآها الخ. ذكره الكشي ص 308. وقد كانت رواية ابراهيم بن هاشم بقم عند ذلك اسرع انتشارا، ولا سيما اذا كشف لهم امر يونس وآرائه، ولعل المعاند نشر آراء‌ا فاسدة وروايات باطلة عن الكوفيين بروايات يونس وكشف ابراهيم الستار المتلبس عليهم فلذلك انتشرت احاديثهم بسببه. وعده الشيخ من اصحابه في الرجال ص 369 (رقم 30) قائلا: ابراهيم بن هاشم القمي تلميذ يونس ابن عبدالرحمان. وقال ابن شهر آشوب في معالمه: ولقى علي بن موسى الرضا (ع). ولم اجد له إلى الآن رواية عنه ولم يحكها ايضا اصحابنا. نعم روى عن اصحابه (ع) والصحبة لا تلازم الرواية عنه كما في غير واحد من اصحابهم (ع). وادرك ابا جعفر الجواد (ع) وروى عنه كما في الكافي ج 1 ص 426 (رقم 27) والتهذيب ج 4 ص 140 والاستبصار ج 2 ص 60.=

٢٥٦

____________________

= وما في لسان الميزان ج 1 ص 118 عن ابن بابويه في تاريخ الري: انه ادرك محمد ابن علي الرضا (ع) ولم يلقه الخ. غريب ولعله روى عنه بعد رجوعه من قم إلى العراق ثانيا. وروى عن جماعة من اصحابه، واصحابي الهادي: والعسكري ومن روى عنهم عليهم السلام كما ستقف على بعضها. مشايخه ومن روى عنه روى ابراهيم بن هاشم عن جماعة من اصحاب الصادق (ع) ممن بقي إلى زمان ابي الحسن الرضا (ع) مثل هشام بن سالم ففي الخصال ج 1 ص 68 ب 3 (رقم 70) في الصحيح عن ابراهيم بن هاشم بن هشام بن سالم عن ابي عبدالله (ع) الحديث.

وروى عن عبدالله بن ميمون القداح عنه (ع) كما في الخصال ج 1 ص 138 باسناد حسن عنه.

وعن ابراهيم عنه في الفهرست ترجمته ص 103. وعن حنان بن سدير كما في روضة الكافي ص 205 في روايات وفى غير ذلك ايضا، وعن منصور بن يونس القرشي كما في الروضة ص 276. والقاسم ابن محمد الجوهري كما في الروايات الكليني في ص 125 من الروضة وغيرها ومحمد بن الفضيل كما في الاكمال ب 33، وحماد بن عيسى كما في روايات كثيرة جدا رواها المشايخ في كتبهم بل روى الصدوق في ساير كتبه عنه كثيرا، والحسن بن راشد كما في الكافي ج 1 ص 200 (رقم 286)، وحماد بن عثمان كما في الكافى ج 1 ص 258 والتهذيب ج 5 ص 93 ومواضع اخر من الكافى والتهذيبين، وصالح بن سعيد القماط، وكرام ابن عمرو، وهاشم بن المثنى الحناط وغيرهم.=

٢٥٧

____________________

= وقد روى عن جماعة كثيرة من أجلاء اصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام وممن روى عنهما او عن احدهما. مثل محمد بن ابي عمير، والحسن بن محبوب، وصفوان بن يحيى والبزنطي، وحماد بن عيسى وقد روى عنهم كثيرا جدا ومحمد بن سنان وبكر بن صالح، وعثمان بن عيسى، ومحمد بن الحسن المدني، والريان ابن شبيب، وسليمان بن حفص المروزي، ومحمد بن صدقة العنبري ومحمد بن حفص، ومحمد علي التميمي، ومحمد بن يحيى ابي الحسن الفارسي، والريان بن الصلت، وعلي بن معبد، واحمد بن سليمان، وياسر الخادم، وابي حيون مولى الرضا (ع)، وابراهيم بن ابي محمود الخراساني، وابراهيم بن العباس، وعمير بن يزيد، ويحيى بن بشار، ومحول السجستاني، وعبدالله بن محمد الهاشمي، وموسى بن مهران وابراهيم بن محمد الهمداني، وعبدالرحمان بن حماد، والعباس بن معروف، وصقر بن دلف، وسعد بن سعد الاشعري، والحسين بن يزيد النوفلي، وعباس بن هلال الشامي، ومحمد بن الوليد، ومعمر ابن خلاد وموسى بن عمر بن يزيع. والنضر بن سويد، وهشام ابن ابراهيم الاحمر، ويحيى بن المبارك، ويعقوب بن شعيب، وداود ابن القاسم أبي هاشم الجعفري، وهرون بن مسلم، وعمرو بن عثمان الثقفي، ومحمد بن الفضيل، ومحمد بن عيسى العبيدي، وعلي بن صدقة واسماعيل بن مرار، ومحمد بن خالد ابي عبدالله البرقي، وصالح بن السندي، وحماد بن زياد الاسدي، وعبدالله بن المغيرة، والحسن بن ابي الحسين الفارسي، ويحيى بن ابي عمران الهمداني، =

٢٥٨

____________________

= وموسى بن ابراهيم، واحمد بن سليمان، ويعقوب بن يزيد، وجعفر ابن محمد بن عبدالله، وعبداللهبن القاسم، وجعفر بن محمد الاشعري، وعمرو بن عثمان، وابي جعفر المقري، واحمد بن عبدالله الخلنجي، وعلي ابن الحكم، وعبدالله احمد الموصلي، وابراهيم بن الحكم بن ظهير الفزاري، وابي جعفر محمد بن جعفر، وعلي بن اسباط، واحمد بن النضر، والقاسم بن محمد الجوهري، وعبدالرحمن بن ابي نجران، ومحسن بن احمد بن معاذ، واسماعيل بن مهران، والحسن بن الجهم، وسليمان بن جعفر الجعفري، وعبدالعزيز بن المهتدي الاشعري، وعبدالله بن جندب البجلي، وعبدالله بن الصلت، وعبدالله بن محمد الاسدى الحجال، وعبيدالله بن عبدالله الدهقان، وعلي بن ادريس صاحب الرضا (ع) وادريس بن زيد كما ذكرهما في مشيخة الصدوق (رقم 235)، وعلي ابن حديد المدائني، وعلي بن حسان الواسطي، وعلي بن النعمان الاعلم وعمرو بن سعيد المدائني، والحسن بن علي بن زياد الوشا، والقاسم بن محمد الزيات، والقاسم بن يحيى، وكردويه الهمداني، ومحسن بن احمد البجلي، ومحمد بن اسماعيل بن بزيع، ومحمد بن جعفر الخزاز والمختار محمد بن المختار، والصفار، ومحمد بن سليمان الديلمي، ومحمد بن عمرو الزيات وغيرهم. وقد روى ابراهيم بن هاشم عن جماعة من أصحاب ابي جعفر الجواد وأبي الحسن الهادى والعسكري عليهم السلام مثل ابراهيم بن مهزيار، واحمد بن محمد بن خالد البرقي، وداود بن القاسم ابي هاشم الجعفري، ومحمد بن سليمان الديلمي، وعثمان بن سعيد العمري الوكيل، وعلي بن بلال البغدادي، وعلي بن الريان بن الصلت الاشعري وعلي بن سليمان بن الحسن بن الجهم الزراري الذى كان له اتصال بصاحب الامر عليهم السلام، والفضل بن شاذان، ومحمد بن حفص العمري وكيل الناحية، =

٢٥٩

____________________

= ويحيى بن عمر، ونوح بن شعيب، ويحيى بن عبدالرحمن بن خاقان، وأبي ثمام حبيب بن اوس، وغيرهم. وقد أشرنا إلى موارد ذكر رواية ابراهيم عن مشايخه من اصحاب الصادق ومن بعده من الائمة عليهم السلام في محل آخر. منزلته في أصحاب الحديث كان ابراهيم بن هاشم كثير الرواية قل باب من ابواب الحديث يخلو من حديثه، واسع الطريق روى كتب جماعة من اصحابنا واصولهم سديد النقل فقد خلت رواياته عما يوجد في رواية كثير من الرواة فلم يطعن بذلك وقبلت احاديثه، ولم يقدح في طريق حديث بتوسطه بل حيث لم يصرح بتوثيق في كلام الاسبقين يستدرك ذلك عند ذكره بانه مقبول الحديث عند الاصحاب كما لا يخفي على الخبير بالرجال وكلام الاصحاب. وقد صحح العلامة وغيره طرقا هو في اسنادها.قال السيد ابن طاووس في فلاح السائل ص 158 ب 12 بعد رواية علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير: ورواة الحديث ثقاة بالاتقان.وقال شيخ القميين ووجههم الثبت المعتمد علي بن ابراهيم في مقدمة التفسير: ونحن ذاكرون ومخبرون بما إنتهى الينا ورواه مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم واوجب ولايتهم الخ.وهذا توثيق لمشايخه وقد اكثر الرواية عنه في التفسير وغيره بل منه انتشرت احاديث ابراهيم. وفى اختصاص توثيق علي بن ابراهيم بمشايخه، او عمومه لمن روى عنه في التفسير ولو عن الوسائط، وفى ان روايته عن هؤلاء توثيق يؤخذ به ولو في المطعون بغير حجة، وكذا في روايته عن المجاهيل وفى اصل ثبوت هذا التوثيق ونسبة ديباجة التفسير اليه رحمه الله كلام قد حققناه في فوائدنا الرجالية ولعله نشير إلى بعضه في ترجمته.وقد روى وأخذ عنه ايضا أجلاء الطائفة من معاصريه ومن لحقه مثل سعد بن عبدالله شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها، ومحمد بن الحسن الصفار ومحمد بن علي بن محبوب، وعبدالله بن جعفر الحميري ومحمد بن احمد بن يحيى ولم يستثن ابن الوليد روايته عنه.=

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378