أدب الطف الجزء ١

أدب الطف11%

أدب الطف مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 351

  • البداية
  • السابق
  • 351 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 29752 / تحميل: 8948
الحجم الحجم الحجم
أدب الطف

أدب الطف الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

من السعي فكفّارته كما تقدم(١) ، والاحوط(٢) أن يتم عمرته ويأتي بالحج بعدها ثم يعيدهما في العام المقبل.

مسألة ٨٨: اذا جامع المُحِرم للحج امرأته قُبلاً أو دُبراً عالماً عامداً قبل الوقوف بالمزدلفة، وجبت عليه الكفّارة وإتمام الحج وإعادته في العام القابل، سواء كان الحج فرضاً أو نفلاً(٣) ، وكذلك المرأة إذا كانت مُحرمة وعالمة بالحال ومطاوعة له على الجماع، ولو

____________________

=

شاة، ومقتضى الجمع بينها إما التخيير والحمل على الافضلية، وإما ماذهب اليه المشهور بالترتيب بين الموسر ومتوسط الحال والفقير استئناسا بالروايات الواردة في بعض احكام النظر، والذي يساعد عليه الاعتبار هو الاول، إلا ان مخالفة المشهور - بل دعوى الاجماع - مشكل فلا يترك الاحتياط.

(١) لكون وجوبها قبل السعي اولى من بعده.

(٢) واستظهر السيد الخوئي وبعض اعاظم تلامذته عدم بطلانها والاحوط استحبابا إعادتها مع الامكان وإلا اعاد حجه في القابل.

ووجه الاحتياط عدم الدليل على فسادها سوى ذهاب المشهور والقول بعدم الخلاف فيه، ودعوى تساوي العمرتين في جملة من الاحكام والشرائط إلا ماأخرجه الدليل، وايماء بعض الروايات، وفي الكل نقاش، والله العالم.

(٣) نصاً واجماعاً.

٨١

كانت المرأة مكرهة على الجماع فلا شيء عليها(١) ، وتجب على الزوج المكرِه كفّارتان(٢) .

وكفارة الجماع بدنه ومع العجز عنها شاة(٣) ، ويجب التفريق بين الرجل والمرأة في حجتهما - بأن لايجتمعان إلا إذا كان معهما ثالث - إلى أن يفرغا من مناسك الحج حتى أعمال منى ويرجعا الى نفس المحل الذي وقع فيه الجماع(٤) ، ولو رجعا من غير ذلك الطريق

____________________

(١) يشهد له صحيحة سليمان بن خالد عن ابي عبداللهعليه‌السلام قال: سألته عن رجل باشر امرأته وهما محرمان ما عليهما ؟ فقال: إن كانت المرأة أعانت بشهوة مع شهوة الرجل فعليهما الهدي جميعا، ويفرّق بينهما حتى يفرغان من المناسك، وحتى يرجعا إلى المكان الذي أصابا فيه ما أصابا، وإن كانت المرأة لم تعن بشهوة واستكرهها صاحبها فليس عليها شيء.

(٢) يشهد له مصححة ابن ابي حمزة عن ابي الحسنعليه‌السلام وفيها « إن كان استكرهها فعليه بدنتان »، ومثلها صحيحة معاوية عن ابي عبداللهعليه‌السلام .

(٣) لقولهعليه‌السلام في صحيحة علي بن جعفر « فمن رفث فعليه بدنة ينحرها فان لم يجد فشاة ».

(٤) تدل عليه صحيحة ابن خالد المتقدمة وغيرها من الصحاح، والحكم محل وفاق بين الاعلام، إلا في غاية الافتراق.

٨٢

جاز أن يجتمعا إذا قضيا المناسك(١) .

كما يجب التفريق بينهما أيضا في الحجة المعادة من حين الوصول الى محل وقوع الجماع إلى وقت الذبح بمنى(٢) ، بل الاحوط استمرار التفريق إلى الفراغ من تمام الأعمال والرجوع إلى المكان الذي وقع فيه الجماع(٣) .

مسألة ٨٩: إذا جامع المحرم امرأته عالماً عامداً بعد الوقوف بالمزدلفة، فان كان قبل طواف النساء وجبت عليه الكفّارة على النحو المتقدم(٤) ،

____________________

(١) تدل عليه صحيحةالحلبي عن الصادقعليه‌السلام وصحيحة محمد بن مسلم عن ابي جعفرعليه‌السلام المروية في مستطرفات السرائر نقلا عن نوادر البزنطي.

(٢) ففي صحيحة معاوية عنهعليه‌السلام « وعليه الحج من قابل فإذا انتهي الى المكان الذي وقع بها فرّق محملاهما فلم يجتمعا في خباء واحد إلا أن يكون معهما غيرهما حتى يبلغ الهدى محله.

(٣) لقولهعليه‌السلام في صحيحة زرارة « وعليهما الحج من قابل، فإذا بلغا المكان الذي احدثا فيه فرّق بينهما حتى يقضيا نسكهما، ويرجعان الى المكان الذي أصابا فيه ما أصابا ».

(٤) لقولهعليه‌السلام في صحيحة علي بن جعفر عن رجل واقع امرأته

=

٨٣

ولكن لا تجب عليه الإعادة(١) ، وكذلك إذا كان جماعة قبل إتمام الشوط الرابع من طواف النساء(٢) ، واما إذا كان بعده فلا كفّارة

____________________

=

قبل طواف النساء متعمدا ماعليه ؟ فقال: يطوف وعليه بدنة.

(١) لمفهوم صحيحة معاوية عنهعليه‌السلام « إذا وقع الرجل بامرأته دون مزدلفة أو قبل أن يأتي مزدلفة فعليه الحج من قابل » مضافا الى اختصاص وجوب الاعادة بمن جامع قبل المشعر لابعده، والحكم اجماعي.

(٢) ففي مصححة ابي بصير في رجل نسي طواف النساء قال اذا زاد على النصف وخرج ناسيا أمر من يطوف عنه وله أن يقرب النساء اذا زاد على النصف » فجواز المقاربة بعد النصف لازمه عدم وجوب الكفارة، ولايتوقف في سنده لوجود البطائني إذ الاصحاب قاطعوه بعد وقفه، وإن الراوي عنه هو وجه الاصحاب في زمانه احمد بن محمد البزنطي الجليل، مضافا الى ان ابا بصير له كتاب في الحج رواه عنه ايضا الحسين بن ابي العلاء.

ويؤيدها صحيحة حمران عن ابي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن رجل كان عليه طواف النساء وحده فطاف منه خمسة أشواط ثم غمزه بطنه فخاف أن يبدره فخرج الى منزله فنقص ثم غشي جاريته، قال: يغتسل ثم يرجع فيطوف بالبيت طوافين تمام ماكان قد بقي عليه من طوافه ويستغفر الله ولايعود، وإن كان طوف طواف الفريضة فطاف منه ثلاثة أشواط ثم خرج فغشي فقد أفسد حجه وعليه بدنه ويغتسل ثم يعود فيطوف اسبوعا » فقد استدل العلامة في المختلف بمفهوم ذيل الرواية من انه اذا تجاوز النصف

=

٨٤

عليه ايضا.

مسألة ٩٠: من جامع امرأته عالماً عامد في العمرة المفردة وجبت عليه الكفّارة على النحو المتقدم(١) ، ولا تفسد عمرته إذا كان الجماع بعد السعي(٢) ، واما إذا كان قبله بطلت عمرته، ووجب عليه أن يقيم بمكة إلى شهر آخر ثم يخرج إلى احد المواقيت الخمسة المعروفة ويحرم منه للعمرة المعادة(٣) ، ولايجزئه الإحرام من أدنى

____________________

=

لاكفارة.

(١) لصحيحة علي بن جعفر المتقدمة.

(٢) لأصالة الصحة وعدم الدليل على البطلان.

(٣) ففي صحيحة مسمع عن ابي عبداللهعليه‌السلام في الرجل يعتمر عمرة مفردة ثم يطوف بالبيت طواف الفريضة ثم يغشى أهله قبل ان يسعى بين الصفا والمروة، قال: قد أفسد عمرته وعليه بدنة وعليه أن يقيم بمكة حتى يخرج الشهر الذي اعتمر فيه ثم يخرج الى الوقت الذي وقته رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لاهله فيحرم منه ويعتمر » وفي صحيحة بريدة قال: سألت ابا جعفرعليه‌السلام عن رجل اعمر عمرة مفردة فغشي أهله قبل أن يفرغ من طوافه وسعيه، قال: عليه بدنة لفساد عمرته، وعليه أن يقيم الى الشهر الاخر فيخرج الى بعض المواقيت فيحرم بعمرة » ومثلها معتبرة احمد بن ابي علي عنهعليه‌السلام .

وقد حاول بعض الاعلام المعاصرين استفادة صحة عمرته من أمره عليه

=

٨٥

الحل على الأحوط(١) ، والأحوط(٢) له إتمام العمرة الفاسدة أيضا.

____________________

=

السلام للرجل بان يقيم الى الشهر الاخر بدعوى انه لو كانت العمرة الاولى فاسدة فوجودها كالعدم فلا تمنع عن الاتيان بعمرة اخرى في شهرها، فالفساد في الرواية ليس بمعنى البطلان وإنما قلة الكمال والفضيلة.

وفيه: أنه لو كان كذلك لامرهعليه‌السلام باتمام عمرته الفاسدة ثم الاعادة، كالحج اذا جامع قبل الوقفين فان الاولى هي حجته والمعادة عقوبة له، وحيث ان الامامعليه‌السلام لم يأمر باتمامها - وهو في مقام البيان - فلا يمكن ان نحمل الفساد فيها على التجوز والعناية، مضافا الى أنه دام ظله بعد ذلك صرّح بعدم الدليل على اتمام العمرة الفاسدة.

(١) للامر بالخروج الى بعض المواقيت كما هو صريح الروايات المتقدمة، والظاهر أنها المواقيت الخمسة التي وقتها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والشاهد عليه مافي صحيحة مسمع من الخروج الى ميقات أهله، إلا ان احتمال شمولها لا دني الحل لكونه ميقاتا للعمرة المفردة لعله لايخلو من وجه، سيما اذا أحرم للعمرته الفاسدة منه فتأمل.

(٢) لعدم الاشارة اليه في النصوص مع أنها في مقام البيان، مضافا الى صحيحة ضريس عن رجل امر جاريته أن تحرم من الوقت فأحرمت ولم يكن هو أحرم، فغشيها بعدما أحرمت، قال: يأمرها فتغتسل، ثم تحرم ولاشيء عليه » إلا ان الاحتياط لايترك لقوله تعالى ( وأتموا الحج والعمرة لله )، ولعل الفساد في النصوص لابمعناه الاصطلاحي بل بمعنى النقصان في الكمال

=

٨٦

مسألة ٩١: إذا جامع المحلّ زوجته المحرمة، فإن كانت مطاوعة وجبت عليها كفارة بدنه، وإن كانت مكرَهة فلا شيء عليها(١) ووجبت الكفارة على زوجها على الاحوط(٢) ، بل الاحوط أن يغرم

____________________

=

والله العالم.

(١) تدل عليه جملة من النصوص.

(٢) قلت: المقطوع في كلام الاصحاب أن المحلّ اذا جامع أمته المحرمة بإذنه عليه بدنة أو بقرة أو شاة، تمسكا بموثقة ابن عمار قال: قلت لابي الحسنعليه‌السلام أخبرني عن رجل محل وقع على أمة له محرمة ؟ قال: موسراً أو معسراً ؟ قلت: أجبني فيهما، قال: هو أمرها أو لم يأمرها أو أحرمت من قبل نفسها ؟ قلت: أجبني فيهما، فقال: إن كان موسرا وكان عالما أنه لاينبغي له وكان هو الذي امرها بالاحرام فعليه بدنة، وإن شاء بقرة وإن شاء شاة، وإن لم يكن أمرها بالاحرام فلا شيء عليه مؤسرا كان أو معسرا، وإن كان أمرها وهو معسر فعليه دم شاة أو صيام » وحيث أنها في خصوص الأمة فإسراء الحكم الى الزوجة الحرة لعل فيه شائبة الاشكال.

إلا ان يقطع بعدم الخصوصية بالنسبة للكفّارة، ولعله كذلك لصحيحة معاوية عن ابي عبداللهعليه‌السلام - في حديث - قال: سألته عن رجل قبّل امرأته وقد طاف طواف النساء ولم تطف هي، قال: عليه دم يهريقه من عنده » فإذا كانت القبلة كذلك ففي الجماع من باب أولى.

ويدل على خصوص المقام صحيحة ابي بصير قال: قلت لابي عبدالله

=

٨٧

الكفارة عنها في الصورة الاولى أيضا(١) .

مسألة ٩٢: إذا جامع المحرم امرأته جهلاً أو نسياناً صحت عمرته وحجه ولا تجب عليه الكفّارة، وهذا الحكم يجري في المحرمات الآتية التي توجب الكفّارة، بمعنى ان ارتكاب أي عمل على المحرم لا يوجب الكفّارة إذا كان صدوره منه ناشئاً عن جهل أو نسيان(٢) .

ويستثنى من ذلك موارد:

١ - ماإذا نسي الطواف في الحج أو العمرة حتى رجع الى بلاده

____________________

=

عليه‌السلام : رجل أحل من احرامه ولاتحل امرأته فوقع عليها، قال: عليها بدنة يغرمها زوجها » وجعلها سيد الفقهاء والمجتهدين في خصوص المُحرم الذي احلّ من احرامه، ولعل فيه تأمل لعدم الخصوصية بشهادة الموثقة السابقة، وكونها في الامة لايمنع التمسك بها في ثبوت الكفارة إذ لاخصوصية من هذه الجهة، نعم ماذهب اليه هو وجه الجمع بين موثقة عمار وصحيحة ضريس المتقدمة.

(١) لعدم التفصيل في صحيحة ابي بصير بين الاكراه والمطاوعة.

(٢) قال في المدارك: انه مذهب الاصحاب لانعلم فيه مخالفا، وفي الذخيرة انه المعروف من مذهبهم وفي الرياض لاخلاف فيه مطلقا، وتدل عليه الروايات الكثيرة.

٨٨

وواقع أهله.

٢ - ما إذا نسي شيئا من السعي في عمرة التمتع فأحل باعتقاد الفراغ منه.

٣ - من أمّرَ يده على رأسهِ أو لحيتهِ عبثاً فسقطت شعرة أو أكثر.

٤ - ما إذا ادّهن بالدهن الطيب او المطيّب عن جهل، ويأتي جميع ذلك في محالّها.

٣ - تقبيل النساء

مسألة ٩٣: لايجوز للمحرم تقبيل زوجته عن شهوة، فلو قبّلها كذلك وخرج منه المنيّ فعليه كفّارة بدنة(١) ، وإذا لم يخرج منه المنيّ فلا يبعد كفاية التكفير بشاة(٢) ، وإذا قبّلها لا عن شهوة وجبت عليه

____________________

(١) لقولهعليه‌السلام في صحيحة مسمع « يا ابا سيار إن حال المحرم ضيقة إن قبل امرأته على غير شهوة وهو محرم فعليه دم شاة، وإن قبّل امرأته على شهوة فأمنى فعليه جزور ويستغفر الله ».

(٢) واختاره ابن ادريس والديلمي وابن زهرة وهو مقتضى إطلاق الفقيه، لاشتراط الانزال في الجزور كما هو ظاهر الصحيحة المتقدمة، وذهب الاكثر الى كفاية التقبيل بشهوة في الجزور لمصححة البطائني قال: سألته عن

=

٨٩

الكفّارة على الاحوط(١) وهي شاة.

مسألة ٩٤: إذا قبّل المحلّ زوجته المحرمة فالاحوط أن يكفر بدم شاة(٢) .

٤ - مسّ النساء

مسألة ٩٥: لايجوز للمحرم أن يمسّ زوجته أو يحملها أو يضمّها

____________________

=

رجل قبّل امرأته وهو محرم ؟ قال عليه بدنة وإن لم ينزل، وليس له أن يأكل منها » ولذا توقف في المسألة سيد الفقهاء والمجتهدين الخوئي.

(١) وفاقا للنهاية والمبسوط والشرائع والقواعد وغيرها، لصدر الصحيحة المتقدمة، وفي قبالها رواية الحسين بن حماد قال: سألت ابا عبداللهعليه‌السلام عن المحرم يقبل أمه قال: لاباس، هذه قبلة رحمة، انما تكره قبلة الشهوة » واسنادها غير نقي وفق المباني الرجالية المتشددة فلاحظ، ومع اعتبارها فهي وإن كانت في خصوص الأَم لكن قولهعليه‌السلام «انما تكره» بمثابة الضابطة الكلية فلا تغفل، والله العالم.

(٢) تشهد له صحيحة معاوية المتقدمة، وحسنة زرارة أنه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن رجل قبّل امرأته وقد طاف طواف النساء ولم تطف هي قال: عليه دم يهريقه من عنده »، ولم يتعرض الاصحاب لمضمون هاتين الروايتين مما يشعر بإعراضهم عنهما، وإعراض الاصحاب جميعا يخدش في حجية الرواية، فالتوقف في الحكم في محله والله العالم.

٩٠

إليه عن شهوة، فإن فعل ذلك فأمنى أو لم يمنِ لزمته كفارة شاة، فإذا لم يكن المسّ والحمل والضمّ عن شهوة فلا شيء عليه(١) .

٥ - النظر إلى المرأة وملاعبتها

مسألة ٩٦: لايجوز للمحرم أن يلاعب زوجته، وإن فعل ذلك فأمنى لزمته كفّارة بدنة(٢) ، ومع العجز عنها فشاة(٣) ، وعليه أن

____________________

(١) ففي صحيحة الحلبي قال: قلت لابي عبداللهعليه‌السلام : المحرم يضع يده على امرأته، قال: لابأس، قلت: فينزلها من المحمل ويضمّها إليه، قال: لابأس، قلت: فإنه أراد أن ينزلهامن المحمل فلمّا ضمّها إليه أدركته الشهوة، قال: ليس علي شيء إلا أن يكون طلب ذلك.

(٢) تدل عليه صحيحة ابن الحجاج قال: سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن الرجل يعبث بأهله وهو محرم حتى يمني من غير جماع، أو يفعل ذلك في شهر رمضان، ماذا عليهما ؟ قال: عليهما جميعاً الكفارة، مثل ماعلى الذي يجامع » وكفارة الجماع بدنة.

(٣) لقولهعليه‌السلام في صحيحة علي بن جعفر « فمن رفث فعليه بدنة ينحرها فإن لم يجد فشاة ».

٩١

يجتنب النظر إليها بشهوة إذا كان مستتبعاً للإمناء(١) بل مطلقا على الاحوط الأولى(٢) .

ولو نظر إليها بشهوة فأمنى وجبت عليه الكفارة(٣) على الأحوط وهي بدنة.

وإذا نظر إليها بشهوة ولم يمنِ، أو نظر إليها بغير شهوة فأمنى فلا

____________________

(١) وهو واضح، فاذا امنى وجبت عليه الكفارة، ففي صحيحة مسمع عنهعليه‌السلام « ومن نظر الى امرأته نظر شهوة فأمنى فعليه جزور».

(٢) خروجا عن موضع الخلاف، اذ صرح جماعة بتحريم النظر بشهوة أيضا، بل في الحدائق انه مما لاخلاف فيه، والمستند غير واضح الدلالة، والله العالم.

(٣) وفاقا للأكثر واختاره السيد الخوئي وبعض اعاظم تلامذته، تمسكاً بصحيحة معاوية عنهعليه‌السلام في المحرم ينظر إلى امرأته أو ينزلها بشهوة حتى ينزل، قال: عليه بدنة» وصحيحة مسمع عنهعليه‌السلام قال: ومن نظر الى إمرأته نظر شهوة فأمنى فعليه جزور»، وفي قبالها موثقة اسحاق عنهعليه‌السلام في محرم نظر الى امرأته بشهوة فأمنى، قال: ليس عليه شيء » وقد حملها الشيخ على صورة السهو لا العمد، وحملها في المعتمد على التقية، والعجب من بعض الاعلام توقفه في وجوب الكفارة - بل نفى البعد عن عدمها - مع انه في موضع آخر صرح بانه لاخصوصية للنظر او الخيال او اللعب وإنما الكفارة مترتبة على الامناء.

٩٢

كفارة عليه(١) .

مسألة ٩٧: إذا نظر المحرم إلى غير أهله نظراً لايحلّ له، فإن لم يمنِ فلا كفارة عليه، وإن أمنى وجبت عليه الكفارة، والاحوط إن كان موسراً أن يكفر ببدنة، وإن كان متوسط الحال أن يكفر ببقرة(٢) ، وأما الفقير فتجزئه الشاة على الاظهر(٣) .

مسألة ٩٨: يجوز استمتاع المحرم من زوجته بالتحدث إليها

____________________

(١) يدل على الشق الاول صحيحة الحلبي قال: قلت لابي عبداللهعليه‌السلام : المحرم ينظر الى امرأته وهي محرمة، قال: لابأس » فهي باطلاقها تشمل ما إذا نظر اليها بشهوة، مضافا الى انه لادليل على الحرمة.

وعلى الثاني صحيحة الحلبي المتقدمة «ليس عليه شيء إلا أن يكون طلب ذلك » وصحيحة مسمع « ومن نظر إلى امرأته نظر شهوة فأمنى عليه جزور » والظاهر أنها لامفهوم لها.

(٢) على المشهور، وتشهد له موثقة ابي بصير قال: قلت لابي عبداللهعليه‌السلام : رجل محرم نظر الى ساق امرأة فأمنى ؟ فقال: إن كان موسراً فعليه بدنة، وإن كان وسطا فعليه بقرة، وإن كان فقيرا فعليه شاة » ولعل منشأ احتياط الماتن دام ظله صحيحة معاوية في محرم نظر الى غير أهله فأنزل، قال: عليه دم لانه نظر الى غير مايحل له، وإن لم يكن أنزل فليتق الله ولا يعد، وليس عليه شيء » وهي مقيدة بالموثقة الصريحة في التفصيل.

(٣) تدل عليه الموثقة المتقدمة.

٩٣

ومجالستها ونحو ذلك(١) ، وإن كان الأحوط ترك الاستمتاع منها مطلقا(٢) .

٦ - الإستمناء

مسألة ٩٩: الاستمناء(٣) على أقسام:

١ - الاستمناء بدلك العضو التناسلي باليد أو غيرها، وهو حرام مطلقا(٤) ، وحكمه في الحج حكم الجماع، وكذا في العمرة المفردة على الاحوط، فلو استمنى كذلك في إحرام الحجّ قبل الوقوف بالمزدلفة وجبت عليه الكفارة، ولزمه إتمامه وإعادته في العام

____________________

(١) اذ الاستمتاع بالنساء منصرف الى ما وقع في اسئلة الرواة من النظر والملاعبة واللمس والتقبيل، لا ما كان من الاستماع بالتحدث معها ومجالستها، ولو كان لَظهر في أسئلتهم·

(٢) لاحتمال صدق الاستمتاع المحرم عليها، والاحتياط حسن على كل حال·

(٣) قال في المصباح استمنى الرجل استدعى منيَّه بأمر غير الجماع حتى دفق.

(٤) على المحرم والمحل.

٩٤

القابل(١) ، ولو فعل ذلك في عمرته المفردة قبل الفراغ من السعي وجبت عليه الكفارة(٢) ، وإتمام العمرة وإعادتها في الشهر اللاحق على الأحوط(٣) .

٢ - الاستمناء بتقبيل الزوجة أو مسها أو ملاعبتها أو النظر إليها، وحكمه ماتقدم في المسائل السابقة.

٣ - الاستمناء بالاستماع إلى حديث امرأة أو نعتها أو بالخيال أو

____________________

(١) يشهد له مارواه الكليني والشيخ عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن عمرو بن عثمان عن صباح عن اسحاق بن عمار عن ابي الحسنعليه‌السلام قال: قلت له: ماتقول في محرم عبث بذكره فأمنى ؟ قال: أرى عليه مثل ماعلى من اتى أهله وهو محرم بدنة والحج من قابل » والتوقف في سندها لكون الراوي عن اسحاق مردّد بين الثقة وغيره، في غير محله اذ هو صباح بن صبيح الحذاء ثقة عين، وقد صرح باسمه عمرو ابن عثمان في عدة مواضع من التهذيب فراجع.

(٢) لصحيحة ابن الحجاج قال: سألت ابا الحسنعليه‌السلام عن الرجل يعبث بأهله وهو محرم حتى يمني من غير جماع، او يفعل ذلك في شهر رمضان ماذا عليهما ؟ قال: عليهما جميعا الكفارة مثل ما على الذي يجامع.

(٣) وجزم به السيد الخوئي وبعض اعاظم تلامذته، ولعل منشأ الاحتياط كون موثقة اسحاق المتقدمة في خصوص الحج، والله العالم.

٩٥

ما شاكل ذلك، وهذا محرم على المحرم أيضا، ولكن الاظهر عدم ثبوت الكفارة عليه بسببه(١) .

٧ - عقد النكاح

مسألة ١٠٠: يحرم على المحرم التزويج لنفسه، أو لغيره، سواء أكان ذلك الغير محرماً او محلاً، وسواء أكان التزويج تزويج دوام أم كان تزويج انقطاع، ويفسد العقد في جميع هذه الصور(٢) .

مسألة ١٠١: إذا عُقد لمحرم أمرأة فدخل بها، فعلى كل من العاقد

____________________

(١) ومستند ذلك موثقة ابي بصير قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام عن رجل يسمع كلام امرأة من خلف حائط وهو محرم، فتشاهي حتى انزل، قال: ليس عليه شي » وفي موثقة سماعة عن ابي عبداللهعليه‌السلام في المحرم تنعت له المرأة الجميلة الخلقة فيمني، قال: ليس عليه شيء » وفي رواية عنه عن ابي عبداللهعليه‌السلام في محرم استمع على رجل يجامع أهله فامنى، قال: ليس عليه شيء » فمع هذه النصوص كيف يمكن ان يلتزم بوجوب الكفارة !!

(٢) ففي صحيحة ابن سنان عنهعليه‌السلام « ليس للمحرم أن يتزوج ولايزوج، فان تزوج أو زوج محلا فتزويجه باطل ».

٩٦

والرجل والمرأة كفارة بدنة، إذا كانوا عالمين بالحال - حكما وموضوعا - وإذا كان بعضهم عالما دون البعض فلا كفارة على الجاهل، ولافرق فيما ذكر بين أن يكون العاقد والمرأة محلين او محرمين(١) .

مسألة ١٠٢: لا يجوز للمحرم أن يشهد عقد النكاح ويحضر وقوعه على المشهور(٢) ، والأحوط الأولى أن يجتنب أداء الشهادة عليه

____________________

(١) تشهد له موثقة سماعة عنهعليه‌السلام : لاينبغي للرجل الحلال أن يزوج محرماً وهو يعلم أنه لايحل له، قلت: فان فعل فدخل بها المحرم، قال: إن كانا عالمين فإن على كل واحد منهما بدنة، وعلى المرأة إن كانت محرمة بدنة، وإن لم تكن محرمة فلا شيء عليها إلا أن تكون قد علمت أن الذي تزوجه محرم، فان كانت علمت ثم تزوجته فعليها بدنة.

(٢) قال في الجواهر بلا خلاف محقق أجده فيه، بل في المدارك نسبته إلى قطع الاصحاب، بل عن الغنية الاجماع عليه، بل عن الخلاف دعواه صريحا انتهى، ومستنده مرسلة ابن ابي شجرة عمن ذكره عن ابي عبداللهعليه‌السلام في المحرم يشهد على نكاح محلّين قال: لايشهد » ومرسلة الحسن بن علي بن فضال عن بعض أصحابنا عن ابي عبداللهعليه‌السلام قال: المحرم لايَنكح ولايُنكح ولايشهد ولايخطب، فإن نكح فنكاحه باطل »، وقال في الخلاف: دليلنا إجماع الفرقة وطريقة الاحتياط، وروي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال « لاينكح المحرم، ولاينكح ولايشهد »، قلت والحديث رواه

=

٩٧

أيضا وإن تحملها محلا(١) .

مسألة ١٠٣: الأحوط الأولى أن لايتعرض المحرم لخطبة النساء(٢) ، نعم يجوز له الرجوع إلى مطلقته الرجعية، كما يجوز له طلاق زوجته.

٨ - استعمال الطيب

مسألة ١٠٤: يحرم على المحرم استعمال الطيب شماً وأكلاً وإطلاءاً وصبغاً وبخوراً، وكذلك لبس مايكون عليه أثر منه، والمراد بالطيب كل مادة يطيب بها البدن أو الثياب أو الطعام أو غيرها، مثل المسك والعنبر والورس والزعفران ونحوها، حتى العطور المتعارفة - كعطر الورد والياس والرازقي ومايشبهها - على الاظهر(٣) .

____________________

=

مسلم ومالك وابو داود والنسائي وابن حنبل، وذهب الشافعي الى جوازه.

(١) لاحتمال كون لفظة «لايشهد» تشمل الحضور وإقامة الشهادة.

(٢) يشهد له مرسل ابن فضال والنبوي المتقدمان.

(٣) وفاقا للاكثر، تمسكاً بالنصوص الكثيرة الناهية عن التلذذ بالرائحة الطيبة، ففي صحيحة معاوية « لاتمس شيئا من الطيب وانت محرم ولامن الدهن وامسك على انفك من الريح الطيبة، ولاتمسك عليه من الريح المنتنة،

٩٨

فإنه لاينبغي للمحرم أن يتلذذ بريح طيبة » ومثلها في الذيل صحيحة الحلبي، وفي صحيحة حريز « ولايمس المحرم شيئا من الطيب ولا الريحان ولايتلذذ به» وقولهعليه‌السلام في صحيحة هشام: لابأس بالريح الطيبة فيما بين الصفا والمروة من ريح العطارين ولايمسك على أنفه » وغيرها.

والقول الاخر تخصيص الحرمة بأربعة وهي: المسك والعنبر والزعفران والورس، وقول ثالث بإضافة الكافور والعود.

وعمدة مستمسكهم تكملة صحيحة معاوية المتقدمة « واتق الطيب في زادك، فمن ابتلي بشيء من ذلك فليعد غسله وليتصدق بصدقة بقدر ماصنع، وإنما يحرم عليك من الطيب اربعة أشياء: المسك والعنبر والورس والزعفران، غير أنه يكره للمحرم الادهان الطيبة إلا المضطر إلى الزيت أو شبهه يتداوى به » فهي صريحة في ان المحرم من الطيب أربعة، وقولهعليه‌السلام «غير انه يكره» هي الكراهة الاصطلاحية للمقابلة بينها وبين الحرمة.

وصحيحة ابن ابي يعفور عنهعليه‌السلام قال: الطيب: المسك والعنبر والزعفران والعود.

إلا أنهما غير كافيتين لتقييد مطلقات الاخبار لكثرتها، والحصر في الاربعة انما هو حرمة الاستعمال مطلقا، أكلاً وشماً وصبغاً وبخوراً، أما في بقية الامور التي لها رائحة طيبة - كالادهان الطيبة والفواكه - فليس المحرّم فيها إلا الشم والتلذّذ برائحتها، والشاهد أن الامامعليه‌السلام بعد أن اسّس ضابطة كلية « لاينبغي للمحرم ان يتلذذ بريح طيبة » والريح الطيبة أعم من الطيب - المسك والعنبر والورس والزعفران - والالتذاذ بها لايكون إلا عبر الشم، ذكر

٩٩

ويستثني من الطيب خلوق الكعبة وهو طيب كان يتخذ من الزعفران وغيره ويطلى به الكعبة المعظّمة، فلا يجب على المحرم أن يجتنب شمَّه وإصابته لثيابه وبدنه، وإن أصابهما لم تجب إزالته بغسل أو نحوه(١) .

مسألة ١٠٥: يحرم على المحرم شمَّ الرياحين(٢) وهي نباتات تفوح منها رائحة طيبة وتتخذ للشم، سواء التي يصنع منها الطيب - كالياسمين والورد - وغيرها، ويستثني منها بعض أقسامها البرية كالشيح والقيصوم والخزامي والأذخر وأشباهها، فإنه لابأس بشمّها على الاظهر(٣) .

____________________

=

حكماً آخراً مرتبطاً بالطيب - الاربعة - فقال «واتق الطيب في زادك»، فقوله «وإنما يكره عليك...» من حيث الاكل لامن حيث الشم والله العالم.

(١) تشهد له صحيحة ابن سنان قال: سألت ابا عبداللهعليه‌السلام عن خلوق الكعبة يصيب ثوب المحرم، قال: لابأس ولايغسله فانه طهور.

(٢) لصحيحة ابن سنان عنهعليه‌السلام « لاتمس الريحان وانت محرم ولاتمس شيئا فيه زعفران، ولاتأكل طعاما فيه زعفران» والظاهر ان قوله «لاتمس» بالنسبة للريحان هو في خصوص الشم ولو كان مطلقا لكان افراده الزعفران بالنسبة للاكل لغوا.

(٣) تدل عليه صحيحة معاوية عنهعليه‌السلام قال: لابأس أن تشمّ

=

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

وفي ارض باخمرا مصابيح قد ثوت

متربة الهامات حمر الترائب

وغادر هاديكم بفخ طوائفاً

يغاديهم بالقاع بقع النواعب

وهارونكم أودى بغير جريرة

نجوم تقى مثل النجوم الثواقب

ومأمونكم سمّ الرضا بعد بيعة

تهدّ ذرى شمّ الجبال الرواسب

فهذا جواب للذي قال: مالكم

غضاباً على الاقدار يا آل طالب

واليكم قصيدة الشاعر صفي الدين من شعراء القرن الثامن وستأتي ترجمته في هذه الموسوعة، والقصيدة من غرر الشعر:

الشاعر صفي الدين الحلي المولود سنة ٦٧٧ والمتوفي ٧٥٢ يردّ على قصيدة ابن المعتز العباسي التي أولها:

ألا من لعين وتسكابها

تشكّي القذا وبكا هابها

ترامت بنا حادثات الزمان

ترامي القسي بنشابها

ويارب ألسنة كالسيوف

تقطّع ارقابَ اصحابها

ويقول فيها:

ونحن ورثنا ثياب النبي

فكم تجذبون بأهدابها

لكم رحم يابني بنته

ولكن بنو العم أولى بها

ومنها:

قتلنا امية في دارها

ونحن أحق بأسلابها

إذا ما دنوتم تلقّيتم

زبونا أقرت بجلابها

  فأجابه الصفي بقوله:

ألا قل لشر عبيد الإله

وطاغي قريش وكذّابها

وباغي العباد وباغي العناد

وهاجي الكرام ومغتابها

٣٢١

أأنت تُفاخر آل النبي

وتجحدها فضل أحسابها؟

بكم باهل المصطفى أم بهم

فردّ العداة بأوصابها؟

أعنكم نفي الرجس أم عنهم

لطهر النفوس وألبابها؟

أما الرجس والخمر من دأبكم

وفرط العبادة من دابها

وقلت: ورثنا ثياب ( النبي )

فكم تجذبون بأهدابها؟

وعندك لايُوَرثُ الأنبيا

فكيف حظيتم بأثوابها؟

فكذبت نفسك في الحالتين

ولم تعلم الشّهد من صابها

أجَدَّك يرضى بمآ قلته؟

وما كأن يوماً بمرتابها

وكان بصفين من حزبهم

لحربِ الطغاة وأحزابها

وقد شمّر الموت عن ساقه

وكشّرت الحرب عن نابها

فأقبل يدعو إلى ( حيدر )

بارغابها وبارهابها

وآثر أن ترتضيه الأنام

من الحكمين لأسبابها

ليعطي الخلافة أهلاً لها

فلم يرتضوه لايجابها

وصلى مع الناس طول الحياة

و ( حيدر ) في صدر محرابها

فهلا تقمصها جدّكم

إذا كأن إذ ذاك أحرى بها؟

إذا جعل الأمر شورى لهم

فهل كأن من بعض أربابها؟

أخامسهم كأن أم سادساً؟

وقد جليت بين خطـّابها

وقولك: أنتم بنو بنته

ولكن بنو العم أولى بها

بنو البنت ايضا بنو عمه

وذلك أدنى لأنسابها

فدع في الخلافة فصل الخلاف

فليست ذلولاً لركأبها

وما أنتَ والفحص عن شأنها

وما قمّصوك بأثوابها

وما ساورتك سوى ساعة

فما كنتَ أهلاً لأسبابها

وكيف يخصّوك يوما بها؟

ولم تتأدّب بآدابها

وقلت: بأنكم القاتلون

أُسود أُمية في غابها

٣٢٢

كذبتَ وأسرفت فيما أدّعيت

ولم تنهَ نفسك عن عابها

فكم حاولتها سُراةُ لكم

فردّت على نكص أعقابها

ولولا سيوف أبي مسلم

لعزت على جهد طلابها

وذلك عبدُ لهم لا لكم

رعى فيكم قرب أنسابها

وكنتم اسارى ببطن الحبوس

وقد شفكم لثم أعتابها

فأخرجكم وحباكم بها

وقمّصكم فضل جلبابها

فجازيتموه بشرِّ الجزاء

لطغوى النفوس وإعجابها

فدع ذكر قوم رضوا بالكفاف

وجاؤا الخلافة من بابها

هم الزّاهدون هم العابدون

هم الساجدون بمحرابها

هم الصائمون هم القائمون

هم العالمون بآدابها

هُم قطب ملة دين الاله

ودور الرحى حول أقطابها

عليك بلهوكَ بالغانيات

وخلّ المعالي لأصحابها

ووصف العذارى وذات الخمار

ونعت العقار بألقابها

وشعربك في ومدح ترك الصلاة

وسعي السّقاة بأكوابها

فذلك شأنك لا شأنهم

وجري الجياد بأحسابها

ومن شعره:

بلوتُ أخلاء هذا الزمان

فاقللت بالهجر منهم نصيبي

وكلهم إن تصفحتهم

صديق العيان عدو المغيب

  ويقول:

يقولون لي، والبعد بيني وبينها

نأت عنك شرُ، وانطوى سببُ القرب

فقلت لهم، والسر يظهره البكا

لئن فارقت عيني، فقد سكنت قلبي

٣٢٣

وقوله:

أهدت إليّ صحيفة مكتوبة

أرضت بها سخط الضمير العاتبِ

يا ليتني ضمنت طيّ جوابها

حتى أقبل كف ذاك الكأتبِ

  وقوله:

أيا من حسنه عذر اشتياقي

ويحسن سوء حالي في سواهُ

أعنّي بالوصال فدتك نفسي

فقد بلغ الهوى بي منتهاه

٣٢٤

٦ - الفضل بن محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العباس ابن علي بن ابي طالب عليه‌السلام :

قال وهو يرثي جده العباس بن علي (ع):

أني لأذكر للعباس موقفه

بكربلاءَ وهام القوم تُختطفُ

يحمي الحسين ويسقيه على ظمأ

ولا يَولّي ولا يثنى ولا يقف

ولا أرى مشهداً يوماً كمشهده

مع الحسين عليه الفضل والشرف

أكرم به مشهداً بانت فضيلته

وما أضاع له افعاله خلف (١)

وفي معجم الشعراء للمرزباني ص ١٨٤:

أكرم به سيداً بانت فضيلته

وما أضاع له كسب العلا خلف

  وقال ابو الحسن العمري في المجدي: وجدت ابيات لأبي العباس الفضل بن محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن امير المؤمنين في جده العباس وهي: إني لأذكر للعباس موقفه.

وقال المرزباني في معجم الشعراءص ١٨٤:

الفضل بن محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي ابن ابي طالب شاعر مقل متوكلي ( اي معاصر للمتوكل ). وقال هو وغيره:

__________________

١ - اعيان الشيعة ج ٤٢ ص ٢٨٢.

٣٢٥

شاعر مقل، وكان يشبه بعلي بن ابي طالب رضي الله عنه وهوالقائل بفخر بجده العباس بن علي ( إني لأذكر للعباس موقفه ) الابيات.

وقال السيد الامين في الاعيان ج ١ ص ٣٧٩: كان شاعراً في اواسط المائة الثالثة. اقول ويكنى بأبي العباس وكان خطيباً شاعراً وقع عقبه الى قم وطبرستان، قال الشيخ عبد الواحد المظفر في كتابه البطل العلقمي: الفضل بن محمد الشاعر الفصيح وهو من الشعراء المجيدين في الدولة العباسية، وجلَّ شعره بمفاخر اسلافه ومجد اُسرته.

وقال الداودي في عمدة الطالب: فمن ولد محمد بن الفضل بن الحسن ابن عبيد الله: هو ابو العباس الفضل بن محمد الخطيب الشاعر له ولد.

اقول اما ابوه محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله فقد كان شاعراً مجيداً ولكنه مقلّ، وكان معاصراً للمأمون وأدرك عصر المتوكل وكان له قدر وجلالة عندهما. قال ابو نصر البخاري في سر السلسلة العلوية: محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله، أُمه جعفرية وكان مشهوراً بالجمال. وقال المأمون ما رأيت ذكراً أتم جمالاً من محمد ابن الفضل بن الحسن.

* * *

اقول واذا كان المترجم له من المعاصرين للمتوكل فان المتوكل مات سنة ٢٤٧ هـ اي في اواسط القرن الثالث فكان الانسب ان يكون من شعراء هذا القرن.

٣٢٦

٧ - البسامي علي بن محمد:

قال ابن خلكان لما هدم المتوكل قبر الحسين بن علي عليه‌السلام في سنة ٢٢٦ قال البسامي:

تالله إن كانت اُمية قد أتت

قتل ابن بنت نبيها مظلوما

فلقد أتاه بنو أبيه بمثله

هذا لعمرك قبره مهدوما

أسفوا على أن لا يكونوا شايعوا

في قتله فتتبعوه رميمآ

  واورد الطوسي في الامالي ص ٢٠٩ عن عبد الله بن دانية الطوري قال: حججت سنة ٢٤٧ سبع واربعين ومائتين فلما صدرت من الحج وصرت الى العراق زرت أمير المؤمنين علي بن ابي طالب على حال خيفة من السلطان ثم توجهت الى زيارة الحسين فإذا هو قد حرث ارضه وفجر فيها الماء وأرسلت الثيران والعوامل في الارض فبعيني وبصري كنت ارى الثيران تساق في الارض فتنساق لهم حتى اذا حاذت القبر حادت عنه يميناً وشمالاً فتضرب بالعصى الضرب الشديد فلا ينفع ذلك ولا تطأ القبر بوجه فما امكنني الزيارة فتوجهت الى بغداد وانا اقول - تالله ان كانت امية قد اتت - الابيات.

٣٢٧

الشاعر

في الكنى ابن بسام هو ابو الحسن علي بن محمد بن نصر بن منصور ابن بسام البغدادي المعروف بالبسامي الشاعر المشهور توفي سنة ٣٠٣ وفي الجزء الاول من اعيان الشيعة ان وفاته سنة ٣٠٢ وفي الاعيان ج ٤٢ ان عمره ينيف على السبعين ومن شعره:

إنّ عليا لم يزل محنةً

لرابح الدين ومغبونِ

أنزله من نفسه المصطفى

منزلة لم تك بالدون

فارجع الى الاعراف حتى ترى

ما صنع الناس بهارون

  وقال ياقوت الحموي: كان حسن البديهة شاعراً ماضياً أديباً، وكان مع فصاحته وبيانه لاحظّ له في التطويل، إنما تحسن مقطعاته وتنذر أبياته وهو من أهل بيت الكتابة، كان جدّه نصر بن منصور يتولى ديوان الخاتم والنفقات والازمة في ايام المعتصم.

وفي انساب السمعاني ج ٢ ص ٢١٩.

البسّامي. بفتح الباء الموحدة والسين المهملة المشددة بعدها الالف وفي آخرها الميم، هذه النسبة الى بسام، وهو اسم لجد ابي الحسن علي بن محمد بن منصور بن نصر بن بسام الشاعر البسامي، من اهل بغداد سائر الشعر مشهور عند اهل الأدب، روى عنه محمد بن يحيى الصولي وابو سهل احمد بن محمد بن زياد القطان وغيرهما، وقيل طلب البسامي من بعض جيرانه دابة عارية فمنعها فكتب إليه:

بخلت عنا بأدهم عجف

لست تراني ما عشت أطلبه

فلا تقل صنته فما خلق الله

مصونا وانت تركبه

  مات البسامي في صفر سنة اثنتين وثلاثمائة. قال ياقوت في معجم الادباء: وعلي بن بسام القائل يمدح النحو:

رأيت لسان المرء وافدَ عقله

وعنوانَه فانظر بمآذا تُعنونُ

٣٢٨

فلا تعدُ اصلاح اللسان فانه

يخبّر عما عنده ويبين

ويعجبني زيُّ الفتى وجمآله

فيسقط من عيني ساعة يَلحَن

على أنّ للاعراب حدّاً وربما

سمعت من الاعراب ما ليس يحسن

ولا خير باللفظ الكريه استماعه

ولا في قبيح اللحن والقصد أزين

قال الحصري القيرواني في زهر الآداب:

علي بن منصور بن بسام، مليح المقطعات، كثير الهجاء خبيثة، وله حظ التطويل وهو القائل:

ولكم قطعت الياء في ديمومةٍ

نُطف المياه بها سودا الناظر

في ليلة فيها السماء مزادة

سوداء مظلمة كقلب الكافر

والبرق يخفق من خلال سحابه

خفق الفؤاد مواعداً من زائر

والقطر منهمل يسحُّ كأنه

دمع الدموع بإثر إلفٍ سائر

  وقال في العباس لما وزر للمكتفي:

وزارة العباس من نحسها

ستقلع الدولة من أُسّها

شبهته لما بدا مقبلا

في حلل يخجل من لُبسها

جارية رعناء قد قدّرت

ثياب مولاها على نفسها

  وقال في علي بن يحيى المنجم يرثيه:

قد زرت قبرك يا علي مسلماً

ولك الزيارة من أقلّ الواجب

ولو استطعت حملت عنك ترابه

فلطالما عني حملت نوائبي

  وكان مولعاً بهجاء أبيه وفيه يقول وقد ابتنى دارا:

شدت داراً خلتها مكرمةً

سلّط الله عليها الغرقا

وأرانيك صريعاً وسطها

وأرانيها صعيدا زلقا

٣٢٩

ذكر ابو الفداء في البداية والنهاية ان الماء لما أُجري على قبر الحسين عليه‌السلام ليمحي اثره جاء أعرابي من بني أسد فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمها حتى وقع على قبر الحسين فبكى وقال: بأبي أنت وأمي ما كان أطيبك وأطيب تربتك، ثم أنشأ يقول:

أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه

وطيب تراب القبر دلّ على القبر

  وقريب منه قول المهيار الديلمي:

كأن ضريحك زهر الربيع

مرّ عليه نسيم الخريف

أنشرك ما حمل الزائرون

أم المسك خالط ترب الطفوف

٣٣٠

٨ - الصقر الموصلي:

لا تذكرنّ لي الديار بلا قعا

أخشى على قلبي يسيل مدامعا

ومرابعا أقوت وكأنت للورى

مأوى النزيل مصايفاً ومرابعا

أودى الزمآن بها وودت مهجتي

منها وفيها لو تقيم أضالعا

يا من به امتحن الإله عباده

مَن كان منهم عاصيا أو طائعا

اني لاعجب من معاشر عصبةٍ

جعلوك في عدد الخلافة رابعا

  ومنها خطاب للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

لو أن عينك عاينت بعض الذي

ببنيك حلّ اذاً رأيت فظائعا

أما ابنك الحسن الزكي فانه

لما مضيت سقوه سماً ناقعا

هروا به كبداً لديك كريمة

منه واحشاءً به وأضالعا

وسقوا حسيناً بالطفوف على ظماء

كأس المنية فاحتساها جارعا

قتلوه عطشانا بعرصة كربلاء

وسبوا حلائله وخُلّف ضائعا

جسدا بلا رأس يمد على الثرى

رجلا له ويلم اُخرى فازعا

  ابو العباس محمد بن احمد الصقر الموصلي:

توفي في حدود ٣٠٥ في الموصل. ذكره في المعالم بعنوان ابي الصقر وفي المناقب بعنوان: الصقر كما في معجم الادباء.

٣٣١

٩ - القاسم بن يوسف الكاتب:

سلّم على قبر الحسين وقل له

صلى الإله عليك من قبرِ

وسقاك صوب الغاديات ولا

زالت عليك روائح تسري

يابن النبي وخير أمته

بعد النبي مقال ذي خبر

أصبحت مغتربا بمختلف

للرامسات وواكفٍ القطر

ونأيت عن دار الاحبة

واستوطنتَ دار البعد والقفر

بل جنة الفردوس تسكنها

جار النبي ورهطه الزهر

مآذا تحمل قاتلوك من

الآصار والاعباء والوزر

خرجوا من الاسلام ضاحية

واستبدلوا بدلا من الكفر

كتبوا اليك وأرسلوا رسلاً

تترى بما وعدوا من النصر

أعطوك بيعتهم وموثقهم

بالله بين الركن والحجر

حتى اذا أصرختَ دعوتهم

طلباً لوجه الله والاجر

وخرجت محتسباً لتحيي ما

قدمات من سنن الهدى الدثر

ختروا مواثقهم وعهدهم

لا يرهبون عواقب الختر

ركنوا الى الدنيا فلم يئلوا

فيها الى حظٍّ ولا وفر

جعلوا سمية منكم خلفاً

وبنى أمية حاملي الإصر

قتلوك واتخذوهم ستراً

ما دون علم الله من ستر

فأبادهم سيف الفناء بأ

الظالمين بذلك الوتر يدي

يجدون بالمرصاد ربهم

بعدا لأهل النكث والغدر

أبني سمية أنتم نفر

ولدُ البغايا غير ما نكر

٣٣٢

قلتم عبيد لا نقرُّ به

ونقرّ بالعيّاب والعهر

منكم بشط الزاب مجترز

للغاسلات العبس والبسر

ولكم مصارع مثل مصرعه

ما حَنّ ذو وكر الى وكر

وبنو أُمية سومروا تلفاً

بالمشرفية والقنا السمر

هشموا بها شمة وحاق بهم

ما قدموا من سيء المكر

ولهم فلا فوت ولا عجلُ

أمثالها في غابر الدهر

في محكمات الذكر لعّنهم

فيها روى العلماء من ذكر

منهم معاوية اللعين ومروان

الضنين وشارب الخمر

والابتر السهمي رابعهم

عمرو وكل الشر في عمر

إني لأرجو أن تنالهم

مني يدُ تُشفي جوى الصدر

بالقائم المهدي إن عاجلاً

أو آجلا إن مدّ في العمر

أو ينقضي من دونه أجلي

فالله أولى فيه بالغدر

ولكل عبد غيب نيَّته

في الخير مسطور وفي الشر

ما تنقضي حسرات ذي ورعٍ

ودمُ الحسين على الثرى يجري

ودمآء إخوته وشيعته

مستلحمون بجانب النهر

خذلوا وقل هناك ناصرهم

فاستعصموا بالله والصبر

مستقدمين على بصائرهم

لا ينكصون لروعة الذعر

يأبون أن بعطوا الدنيَّة أو

يرضوا مهادنةً على قسر

البرُّ ذخرهم وكنزهم

خير الكنوز وأفضل الذخر

آل الرسول وسر أُسرته

والطاهرون لطيّبٍ طهر

حلو الشرف اليفاع على

علياء بين الغفر والنسر

فابكِ الحسين بمضمر فرح

وابكٍ الحسين بمدمع غزر

حق البكاء له وحق له

حسن الثناء وطيّب النشر

٣٣٣

لايبلغ المثنى مداه ولا

يحويى المديح مقالة المطري

مأوى اليتامى والأرامل

والأضياف في اللزبات والعسر

لا مانعاً حق الصديق ولا

يخفى عليه مبيت ذي الفقر

كم سائلٍ أعطى وذي عُدُم

أغنى وعان فكَّ من أسر

وتخال في الظلمآء سنَّته

قمراً توسط ليلة البدر

لا تنطق العوراء حضرته

عفّ يعاف مقالة الهجر

ومبرأ من كل فاحشةٍ

برّ السريرة طاهر الجهر

٣٣٤

الشاعر

هو ابو محمد القاسم بن يوسف بن القاسم بن صبيح القبطي الأصل مولى بني عجل من أهل الكوفة جاء في ص ١٦٣ من اوراق الصولي قسم الشعراء: كان القاسم بن يوسف أسنَّ من أخيه أبي جعفر أحمد بن يوسف واكثر شعراً منه وأفصح في شعره وأشعر في فنه الذي أعجبه من مراثي البهائم من جميع المحدثين حتى أنه لرأس فيه متقدم جميع من نحاه وما ينبغي أن يسقط شيء من شعره لأنه كله مختار وللناس فيه فائدة ولا يوجد مجموعاً كما نورده وأنا أذكره على القوافي. وكان القاسم جميل المذهب أحد متكلمي الشيعة. وفي ص ٢٠٦ قال: لما تولى الوزارة للمأمون أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح ولى اخاه القاسم بن يوسف خراج السواد فجباه فضلاً مما جباه غيره في أيام المأمون.

وفي معجم الشعراء للمرزباني ٣٣٥ القاسم بن يوسف بن القاسم بن صبيح الكاتب القبطي مولى بني عجل وأخوه أحمد بن يوسف الكاتب وزير المأمون، والقاسم شاعر حسن الافتنان في القول وهو أشعر من أخيه أحمد وأكثر شعراً.

وفي تاريخ بغداد للخطيب ج ٥ ص ٢١٦ أحمد بن يوسف بن القاسم ابن صبيح من أفاضل كتاب المأمون، مات سنة ٢١٣ هـ. يقول الصولي في الأوراق ورثاه أخوه القاسم بن يوسف (١) . أقول فالمترجم له أكبر

__________________

١ - ذكر صاحب معجم الأدباء بعض مرثية القاسم لأخيه أحمد، منها:

رماك الدهر بالحدث الجليل

فعز النفس بالصبر الجميل

أترجو سلوة وأخوك ثاو

ببطن الأرض تحت ثرى مهيل

ومثل أخيك فلتبك البواكي

لمعضلة من الخطب الجليل

٣٣٥

من أخيه أحمد وعاش أكثر من أخيه ورثاه بقصيدة، ولم نقف على تاريخ وفاته ولكنه عاش في أواخر القرن الثاني واوائل القرن الثالث كما أن السيد الأمين قد فاته ترجمة هذا الرجل في الأعيان ولكنه عندما ذكر مراثر الحسين عليه‌السلام في الجزء الرابع ذكر أبياتاً من قصيدته التي ذكرناها وقال: وممن رثاه من قدماء الشعراء القاسم بن يوسف الكاتب أحد متكلمي الشيعة وشعرائهم، ذكره المرزباني فقال من قصيدة طويلة انتهى.

نعم ذكر السيد الأمين ترجمة مطولة لأخيه أحمد بن يوسف بن صبيح الكاتب في الجزء ١٠ من الأعيان ص ٣٥٥.

و من شعره كما رواه الصولي في الأوراق ص ١٨٠:

أيها السائل عن خير الورى

خير من تحت السماوات نزار

وقريش ذروة المجد وفي

هاشم أرست فمثوى وقرار

مغرس طاب فأثرى محتداً

واستطال الفرع والعود نضار

هاشم فخر قصيّ كلها

أين تيم وعدي والفخار

لهم أيد طوال في العلى

ولمن سامآهم أيد قصار

لهم الوحي وفيهم بعده

آمر الحق وفي الحق منار

وهم أولى بأرحامهم

في كتاب الله إن كأن إعتبار

ما بعيد كقريب نسبا

لا ولا يعدل بالطرف الحمآر

إنما تجري على أحسابها

عنق الخيل وللغير الغبار

ليس من أخره الله كمن

قدَّم الله، ولله الخيار

ما الموالي كمواليهم وإن

أنبت الدهر لهم ريشاً فطاروا

خسر الآخذ ما ليس له

عمد عين والشريك المستشار

ولفيف ألّفوا بينهم

بيعة فيها اختلاط وانتشار

ورسول الله لم يدفن فما

القوم اعتمام وانتظار

٣٣٦

١٠ - علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف:

قال علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، يرثي شهداء الطف (١) :

إن الكرام بني النبي محمدٍ

خير البرية رائح أو غادِ

قوم هدى الله العباد بجدهم

والمؤثرون الضيف بالأزواد

كأنوا إذا نهل القنا بأكفهم

سكبوا السيوف أعالي الأغماد

ولهم بجنب الطف أكرم موقف

صبروا على الريب الفظيع العادي

حول الحسين مصرعين كأنما

كانت مناياهم على ميعاد

__________________

١ - عن معجم الشعراء المرزباني ص ١٣٩.

٣٣٧

قال المرزباني في معجم الشعراء ص ١٣٩:

علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب هو القائل لعلي بن عبد الله الجعفري - وكان عمر بن فرج الرُخجي حمله من المدينة.

صبراً أبا حسن فالصبرُ عادتكم

إن الكرام على ما نابهم صبر

أنتم كرام وأرضى الناس كلهم

عن الإله بما يجري به القَدر

واعلم بأنك محفوظ إلى أجلٍ

فلن يضرّك ما سدّى به عُمر

  و ذكر الداودي في عمدة الطالب في سلسلة النسب فقال:

أما أبو الحسن علي العسكري بن الحسن بن علي الاصغر وفي ولده البيت والعدد فأعقب من ثلاثة رجال: أبو علي أحمد الصوفي - لأنه كان يلبس الصوف - الفاضل المصنف، وأبو عبد الله الحسين الشاعر المحدث، وأبو محمد الحسن الناصر الكبير الاطروشي وهو إمام الزيدية ملك الديلم، صاحب المقالة، اليه ينتسب الناصرية من الزيدية، وكان مع محمد بن زيد الداعي الحسني بطبرستان، توفي بآمل سنة أربع وثلثمائة.

أقول ولما كان الولد قد توفي بعد القرن الثالث بقليل جاز لنا أن نعتبر الوالد من القرن الثالث.

٣٣٨

١١ - محمد بن علي الجواليقي الكوفي:

قال المرزباني: في المعجم ص ٤٠٥ كان يتشيع، قال يرثي الحسين بن علي:

أمن رسوم المنازل الدُرُس

وسجعُ ورقٍ سجعن في الغلس

هتكت سجف العزاء عن طربٍ

شاقتك معتاده إلى أنسِ

  وفيها يقول:

أبك حسيناً ليوم مصرعه

بالطف بين الكتائب الخُرُس

تعدو عليه بسيف والده

أيد طوال لمعشرٍ نكس

تالله ما إن رأيت مثلهم

في يوم ضَنْك قماطر عبس

أحسنَ صبراً على البلاء وقد

ضيّقت الحربُ مجرع النفس

أضحى بنات النبي إذ قتلوا

في مأتم والسباع في عرس

توفي سنة ٣٨٤.

٣٣٩

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351