أدب الطف الجزء ٢

أدب الطف17%

أدب الطف مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 335

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 335 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 62283 / تحميل: 10384
الحجم الحجم الحجم
أدب الطف

أدب الطف الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

الأمير أبو فراس الحمداني

يوم بسفح الدير لا أنساه

أرعى له دهري الذي أولاه

يوم عمرت العمر فيه بفتية

من نورهم أخذ الزمان بهاه

فكأن عزّتهم ضياء نهاره

وكأن أوجههم نجوم دجاه

ومهفهف للغصن حسن قوامه

والظبي منه إذا رنا عيناه

نازعته كأسا كأن ضياءها

لما تبدّت في الظلام ضياه

في ليلة حسنت بود وصاله

فكأنها من حسنه إياه

فكأنما فيه الثريا إذ بدت

كف يشير الى الذي يهواه

والبدر منتصف الضياء كأنه

متبسم بالكف يستر فاه

ظبي لو أن الفكر مرّ بخده

من دون لحظة ناظر أدماه

فحرمت قرب الوصل منه مثل ما

حرم الحسين الماء وهو يراه

واحتز رأسا طالما من حجره

أدنته كفا جده ويداه

يوم بعين الله كان وانما

يملي لظلم الظالمين الله

يوم عليه تغيرت شمس الضحى

وبكت دما مما رأته سماه

لا عذر فيه لمهجة لم تنفطر

أو ذي بكاء لم تفض عيناه

تباً لقوم تابعوا أهواءهم

فيما يسوءهم غدا عقباه

اتراهم لم يسمعوا ما خصه

فيه النبي من المقال اباه

٦١

اذ قال يوم غدير خم معلنا

من كنت مولاه فذا مولاه

هذي وصيته اليه فافهموا

يا من يقول بأن ما أوصاه

واقروا من القرآن ما في فضله

وتأملوه واعرفوا فحواه

لو لم تنزّل فيه إلا ( هل أتى )

من دون كل منزّل لكفاه

مَن كان أول مَن حوى القرآن من

لفظ النبي ونطقه وتلاه

مَن كان صاحب فتح خيبر من رمى

بالكف منه بابه ودحاه

مَن عاضد المختار من دون الورى

مَن آزر المختار من آخاه

مَن خصه جبريل من رب العلا

بتحية من ربه وحباه

أظننتم أن تقتلوا أولاده

ويظلكم يوم المعاد لواه

أو تشربوا من حوضه بيمينه

كأسا وقد شرب الحسين دماه

أنسيتم يوم الكساء وانه

ممن حواه مع النبي كساه

يا رب اني مهتد بهداهم

لا اهتدي يوم الهدى بسواه

اهوى الذي يهوى النبي وآله

أبدا واشنأ كل مَن يشناه

مذ قال قبلي في قريض قائل

ويل لمى شفعاؤه خصماه

٦٢

الأمير ابو فراس الحارث بن سعيد الحمداني العدوي التغلبي.

وابو فراس بكسر الفاء وتخفيف الراء من أسماء الأسد.

ولد بمنبج سنة ٣٢٠ وقتل يوم الاربعاء لثمان خلون من ربيع الآخر في حرب كانت بينه وبين غلام سيف الدولة سنة ٣٥٧ ومقتضى تاريخ ولادته ووفاته ان يكون عمره ٣٧ سنة، نشأ ابو فراس في عشيرة عربية صميمة تقلب أفرادها في الملك والامارة قرونا عديدة وكانت لهم أحسن سير ة مملؤة بمحاسن الأفعال وجميل الصفات من كرم وسخاء وعز وإباء وصولة وشجاعة وفصاحة وبراعة. وسيف الدولة المتقدم في الرياسة والامارة والشجاعة والكرم وأبو فراس الفائق بشعره فيهم والمتميز بشجاعته وفروسيته وهو أمير جليل وقائد عظيم أكبر قواد سيف الدولة وشجاع مدره وشاعر مفلق وعربي صميم تجلت فيه الاخلاق والشيم العربية وهو امير السيف والقلم ومن حقه إذ يقول:

واني لنزّال بكل مخوفة‏

كثير إلى نزالها النظر الشزر

واني لجرار لكل كتيبة

معودة أن لا يخل بها النصر

سيذكرني قومي اذا جدّ جدهم

وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

  وكل شعره يعطيك صورة عن عظمة شخصيته. اما ولاؤه لأهل البيت عليهم‌السلام فيكفي شاهدا عليه قصيدته العالية المسماة بالشافية وكلها في أهل البيت وظلم بني العباس لهم. وأولها:

٦٣

الحق مهتضم والدين مخترم

وفيء آل رسول الله مقتسم

والناس عندك لاناس فيحفظهم (١)

سوم الرعاة ولا شاء ولا نعم

إني أبيت قليل النوم أدقني

قلب تصارع فيه الهم والهمم

وعزمة لا ينام الليل صاحبها

إلا على ظفر في طيّه كرم

يُصان مهري لأمر لا أبوح به

والدرع والرمح والصمصامة الحذم (٢)

وكل مائرة الضبعين مسرحها

رمث الجزيرة والخذراف والعنم (٣)

وفتية قلبهم قلب إذا ركبوا

وليس رأيهم رأيا اذا عزموا

يا للرجال أما لله منتصر

من الطغاة؟ أما لله منتقم

بنو عليّ رعايا في ديارهم

والأمر تملكه النسوان والخدم

محلّئون فأصفى شربهم وشل

عند الورود وأوافى ودّهم لمم

فالأرض إلا على ملاكها سعة

والمال إلا على أربابه ديم

فما السعيد بها إلا الذي ظلموا

وما الشقي بها إلا الذي ظلموا

للمتقين من الدنيا عواقبها

وإن تعجّل منها الظالم الاثم

أتفخرون عليهم لا أبا لكم

حتى كأن رسول الله جدّكم

ولا توازن فيما بينكم شرف

ولا تساوت لكم في موطن قدم

ولا لكم مثلهم في المجد متصل

ولا لجدّكم معشار جدّهم

ولا لعرقكم من عرقهم شبَه

ولا نتثيلتكم من أمهم أمم (٤)

قام النبي بها « يوم الغدير » لهم

والله يشهد والأملاك والأمم

حتى إذا أصبحت في غير صاحبها

باتت تنازعها الذؤبان والرخم

وصيّروا أمرهم شورى كأنهم

لا يعرفون ولاة الحق أيّهم

__________________

١ - احفظه: اغضبه فغضب.

٢ - الحذم من السيوف بالحاء المهملة: القاطع.

٣ - مار: تحرك الضيع والعضد كناية عن السمن. الرمث بكسر الميم المهملة: القاطع خشب يضم بعضه الى بعض ويسمى الطوف. الحذراف بكسر الخاء: نبات.

٤ - نثيلة هي أم العباس بن عبد المطلب. الامم: القرب.

٦٤

تالله ما جهل الأقوام موضعها

لكنّهم ستروا وجه الذي علموا

ثم ادّعاها بنو العباس ملكهم

ولا لهم قدم فيها ولا قدم

لا يذكرون إذا ما معشر ذكروا

ولا يحكّم في أمر لهم حكم

ولا رآهم أبو بكر وصاحبه

أهلا لما طلبوا منها وما زعموا

فهل هم مدّعوها غير واجبة؟

أم هل أئمتهم في أخذها ظلموا؟

أمّا عليّ فأدنى من قرابتكم

عند الولاية إن لم تكفر النعم

أينكر الحبر عبد الله نعمته؟

أبوكم أم عبيد الله أم قثم؟

بئس الجزاء جزيتم في بني حسن

أباهم العلم الهادي وأمهم

لا بيعة ردّعتكم عن دمائهم

ولا يمين ولا قربى ولا ذمم

هلا صفحتم عن الأسرى بلا سبب

للصافحين ببدر عن أسيركم؟!

هلا كففتم عن الديباج (١) سوطكم

وعن بنات رسول الله شتمكم؟

ما نزّهت لرسول الله مهجته

عن السياط فهلا نزّه الحرم؟

ما نال منهم بنوحرب وإن عظمت

تلك الجرائر إلا دون نيلكم

كم غدرة لكم في الدين واضحة

وكم دم لرسول الله عندكم

أنتم له شيعة فيما ترون وفي

أظفاركم من بنيه الطاهرين دم

هيهات لا قرّبت قربى ولا رحم

يوما إذا أقصت الأخلاق والشيم

كانت مودّة سلمان له رحما

ولم يكن بين نوح وابنه رحم

يا جاهدا في مساويهم يُكتّمها

غدر الرشيد بيحيى كيف ينكتم؟

ليس الرشيد كموسى في القياس ولا

مأمونكم كالرضى لو أنصف الحكم

ذاق الزبيري (٢) غب الحنث وانكشفت

عن ابن فاطمة الأقوال والتهم

باؤوا بقتل الرضا من بعد بيعته

وأبصروا بعض يوم رشدهم وعموا

__________________

١ - الديباج هو محمد بن عبد الله اخو بني الحسن لامهم فاطمة بنت الحسين السبط، ضربه المنصور مايتين وخمسين سوطاً.

٢ - الزبيري هو عبد الله بن مصعب، باهله يحيى بن عبد الله بن حسن فتفرقا فما وصل الزبيري الى داره حتى جعل يصيح: بطني بطني ومات.

٦٥

يا عصبة شقيت من بعدما سعدت

ومعشراً هلكوا من بعد ما سلموا

لبئسما لقيت منهم وإن بليت

بجانب الطف تلك الأعظم الرمم (١)

لا عن أبي مسلم في نصحه صفحوا

ولا الهبيري نجا الحلف والقسم (٢)

ولا الأمان لأهل الموصل اعتمدوا

فيه الوفاء ولا عن غيّهم حلموا (٣)

أبلغ لديك بني العباس مالكة

لا يدّعوا ملكها ملاكها العجم

أي المفاخر أرست في منازلكم

وغيركم آمر فيها ومحتكم؟

أنى يزيدكم في مفخر علم؟

وفي الخلاف عليكم يخفق العَلم

يا باعة الخمر كفّوا عن مفاخركم

لمعشر بيعهم يوم الهياج دم

خلّوا الفخار لعلامين ان سئلوا

يوم السؤال وعمّالين إن عملوا

لا يغضبون لغير الله إن غضبوا

ولا يضيعون حكم الله إن حكموا

تنشى التلاوة في أبياتهم سحرا

وفي بيوتكم الأوتار والنغم

منكم عُليّة أم منهم؟ وكان لكم

شيخ المغنّين إبراهيم أم لهم؟

إذا تلوا سورة غنّى إمامكم

قف بالطلول التي لم يعفها القدم

ما في بيوتهم للخمر معتصر

ولا بيوتكم للسوء معتصم

ولا تبيت لهم خنثى تنادمهم

ولا يُرى لهم قرد ولا حشم

__________________

١ - اشار إلى فعل المتوكل بقبر الامام السبط الشهيد.

٢ - ابو مسلم الخراساني مؤسس الدولة العباسية، قتله المنصور والهبيري هو يزيد بن عمرو بن هبيرة احد ولاة بني امية حاربه بنو العباس ايام السفاح ثم امنوه فخرج الى المنصور بعد المواثيق والايمان فغدروا به وقتلوه سنة ١٣٢.

٣ - استعمل السفاح اخاه يحيى بن محمد على الموصل فأمنهم ونادى من دخل الجامع فهو آمن، وأقام الرجال على ابواب الجامع فقتلوا الناس قتلا ذريعا قيل انه قتل فيه احد عشر الفا ممن له خاتم وخلقا كثيرا ممن ليس له خاتم، وأمر بقتل النساء والصبيان ثلاثة ايام وذلك في سنة ١٣٢.

٦٦

الركن والبيت والأستار منزلهم

وزمزم والصفى والحجر والحرم

وليس من قَسَم في الذكر نعرفه

إلا وهم غير شك ذلك القسم

  اقول وقد شرح بعض الفضلاء هذه القصيدة شرحاً جيداً. يحكى انه دخل بغداد وأمر أن يشهر خمسمائة سيف خلفه وقيل اكثر ووقف في المعسكر وانشد القصيدة وخرج من باب آخر.

قال الشيخ القمي في الكنى الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون فارس ميدان العقل والفراسة والشجاعة والرياسة، كان ابن عم السلطان ناصر الدولة وسيف الدولة ابني عبد الله بن حمدان وقلادة وشاح محامد آل حمدان، وكان فرد دهره وشمس عصره أدبا وفضلا وكرما ونبلا ومجدا وبلاغة وبراعة وفروسية وشجاعة وشعره مشهور، قال الصاحب بن عباد: بدء الشعر بملك وختم بملك. يعنى أمرء القيس وابي فراس. وكان المتنبي يشهد له بالتقدم ويتحامى جانبه فلا ينبري لمباراته ولا يتجرّى على مجاراته وإنما لم يمدحه ومدح مَن دونه من آل حمدان تهيباً له واجلالا، لا اغفالا وإخلالا، وكان سيف الدولة يعجب جدا بمحاسن ابي فراس ويميزه بالأكرام على سائر قومه ويستصحبه في غزواته ويستخلفه في أعماله.

وكانت الروم قد أسرته في بعض وقائعها وهو جريح قد أصابه سهم بقي نصله في فخذه ثم نقلوه إلى القسطنطينية وذلك سنة ثمان واربعين وثلثماءة وفداه سيف الدولة في سنة خمس وخمسين وله في الاسر اشعار كثيرة متينة يجمعها ديوانه.

قال أبو هلال العسكري في ديوان المعاني: ومن جيد ما قيل في اظهار الرغبة في الاخوان قول ابي فراس بن حمدان:

قل لاخواننا الجفاة رويداً

اذرجونا إلى احتمال الملال

إن ذاك الصدود من غير جُرم

لم يدع فيّ موضعا للوصال

٦٧

أحسنوا في وصالكم أو فسيئوا

لاعدمناكم على كل حال

وقال:

انظر إلى الزهر البديع‏

والماء في برك الربيع

وإذا الرياح جرت عليه

في الذهاب وفي الرجوع

نثرت على بيض الصفائح

بينها حَلَق الدروع

أقول ومن روائعه قوله:

قد كنتَ عدتي التي اسطو بها

ويدي إذا اشتد الزمان وساعدي

فرميت منك بضدّ ما أملتّه

والمرء يشرق بالزلال البارد

  وقوله:

أساء فزادته الاساءة حظوة

حبيب على ما كان منه حبيب

يعدّ عليَّ الواشيان ذنوبه

ومن اين للوجه الجميل ذنوب

وقوله في الفخر:

أقلى فأيام المحب قلائل

وفي قلبه شغل عن القلب شاغل

ووالله ما قصّرت في طلب العلى

ولكن كان الدهر عني غافل

مواعيد ايام تطاولني بها

مروات أزمان ودهر مخاتل

تدافعني الايام عما ارومه

كما دفع الدين الغريم المماطل

خليلي شدا لي على ناقتيكما

اذا ما بدا شيب من الفجر ناصل

وما كل طلاب من الناس بالغ

ولا كل سيار إلى المجد واصل

وما المرء الا حيث يجعل نفسه

واني لها فوق السماكين جاعل

اصاغرنا في المكرمات أكابر

اواخرنا في المأثرات اوائل

اذا صلت صولا لم أجد لي مصاولا

وإن قلت قولا لم أجد مَن يقاول

٦٨

وقوله في الاخوانيات:

لم اواخذك بالحفاء لاني‏

واثق منك بالوداد الصريح

فجميل العدو غير جميل

وقبيح الصديق غير قبيح

  وقوله:

خفض عليك ولا تكن قلق الحشا

مما يكون وعلّه وعساه

فالدهر اقصر مدة مما ترى

وعساك ان تكفى الذي تخشاه

  وقال ابو فراس في ذم اخوان الرخاء:

تناساني الاصحاب إلا عُصيبة

ستلحقُ بالأخرى غدا وتحول

فمن قيل كان العذر في الناس سُبّة

وذم زمان واستلام خليل

وفارق عمرو بن الزبير شقيقه (١)

وخلّى أمير المؤمنين عقيل (٢)

ومَن ذا الذي يبقى على الدهر إنهم

وإن كثرت دعواهم لقليل

وصرنا نَرى أن المتارك محسن

وان خليلا لا يضر وصول

أقلّب طرفي لا ارى غير صاحب

يميل مع النعماء حيث تميل

__________________

١ - في ديوان ابي فراس ( خليله ).

٢ - عجيب من الأمير ابي فراس أن يغض من كرامة عقيل بن أبي طالب بقوله:

وخلّى أمير المؤمنين عقيل.

وهو محبوب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والذي قال له: اني أحبك حبين: حُبّا لك وحبّا لحب أبي طالب إياك * .

ان الروايات في سفر عقيل الى الشام هل كان على عهد أخيه الإمام أمير المؤمنين أو بعده متضاربة واستظهر ابن أبي الحديد في شرح النهج ج ٣ ص ٨٢ انه بعد شهادة أمير المؤمنين

__________________

* - انظر نكت الهميان ص ٢٠٠ والسيرة الحلبية ج ١ ص ٣٠٤ وتذكرة الخواص ص ٧ والخصال للصدوق ج ١ ص ٣٨.

٦٩

ومن روائعه قوله في الشكوى والعتاب:

وإني وقومي فرّقتنا مذاهب

وإن جمعتنا في الاصول المناسب

فاقصاهم أقصاهم من مَساءتي

وأقربهم مما كرهت الاقارب

غريب وأهلي حيث ما كرّ ناظري

وحيد وحولي من رجالي عصائب

نسيبك من ناسبت بالودّ قلبه

وجارك من صافيته لا المصاقب

وأعظم أعداء الرجال ثِقاتها

وأهون مَن عاديته مَن تحارب

وما الذنب إلا العجز يركُبه الفتى

وما ذنبه إن حاربته المطالب

ومن كان غير السيف كافل رزقه

فللذلّ منه - لا محالة - جانب

  وقال في الصبر على الاصدقاء:

ما كنت مذ كنت إلا طوع خلاني

ليست مواخذة الخلان من شاني

يجني الخليل فاستحلي جنايته

حتى يدل على عفوي وإحساني

يجني عليّ فاحنو صافحاً أبداً

لا شيء أحسن من حان على جاني

ويتبع الذنب ذنباً حين يعرفني

عمدا فأتبع غفرانا بغفران

____________________

وجزم به العلامة الجليل السيد علي خان في ( الدرجات الرفيعة ) وهو الأصوب بعد ملاحظة مجموع ما يؤثر في هذا الباب. وعليه تكون وفادته كوفود غيره من الرجال المرضيين عند أهل البيت عليهم‌السلام الى معاوية في تلك الظروف القاسية. ألم يقد عبد الله بن عباس على معاوية وكذلك الامام الحسن عليه‌السلام ، على أن عقيلا لم يؤثر عنه يوم وفادته على معاوية انه خضع أو استكان أو جامله ووافقه على باطل أو أنه اعترف له بخلافة وزعامة، بل أوثر عنه الطعن في نسب معاوية وحسبه وأشفع ذلك بتعظيم سيد الوصيين.

من ذلك ما ذكره صاحب الدرجات الرفيعة أن معاوية قال له: يا أبا يزيد اخبرني عن عسكري وعسكر أخيك. فقال عقليل: لقد مررت بعسكر أخي فاذا ليل كليل رسول الله ونهار كنهاره إلا أن رسول الله ليس فيهم، وما رأيت فيهم الا مصليا، ولا سمعت الا قارئاً، ومررت بعسكرك فاستقبلني قوم من المنافقين ممن نفّر برسول الله ليلة العقبة.

أقول وقد أفردنا لعقيل ترجمة وافية في مخطوطنا ( الضرائح والمزارات ) وأثبتنا ان قبره في البقيع، وان معه في القبر ابن أخيه عبد الله بن جعفر الطيار، لا ما يقوله الشيخ الطريحي في مادة ( عقل ) من ان عقيل بن أبي طالب مات بالشام.

٧٠

وقال وهي من حكمياته:

كيف أبغي الصلاح من سعي قوم‏

ضيعوا الحزم فيه ايّ ضياع

فمطاع المقال غير سديد

وسديد المقال غير مطاع

  وقال:

عرفت الشر لا للشرّ

لكن لتوقّيه

فمن لا يعرف الشرّ

من الناس يقع فيه

  ومن غرر شعره قوله:

اراك عصى الدمع شيمتك الصبر

أما للهوى نهي عليك ولا امر

بلى أنا مشتاق وعندي لوعة

ولكن مثلي لا يذاع له سر

اذا الليل أضواني بسطت يد الهوى

وأذللت دمعا من خلائقه الكبر

تكاد تضيء النار بين جوانحي

إذا هي أذكتها الصبابة والفكر

معللتي بالوصل والموت دونه

إذا مت ظمئانا فلا نزل القطر

بدوت وأهلي حاضرون لأنني

أرى ان دارا لست من أهلها قفر

وحاربت قومي في هواك وإنهم

وإياي لولا حبك الماء والخمر

وان كان ما قال الوشاة ولم يكن

فقد يهدم الايمان ما شيّد الكفر

وفيت وفي بعض الوفاء مذلة

لآنسة في الحي شيمتها الغدر

وقور وريعان الصبا يستفزها

فتأرن احيانا كما يأرن المهر

تسألني من أنت وهي عليمة

وهل بفتى مثلي على حاله نكر

فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى

قتيلك قالت ايّهم فهم كُثر

فقلت لها لو شئت لم تتعنتي

ولم تسألي عني وعندك بي خبر

ولا كان للأحزان لولاك مسلك

الى القلب لكن الهوى للبلى جسر

فأيقنت أن لا عزّ بعدي لعاشق

وأن يدي مما علقت به صفر

فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا

فقلت معاذ الله بل أنتِ لا الدهر

٧١

وقلّبت امري لا ارى لي راحة

إذا البين انساني الحّ بي الهجر

فعدت الى حكم الزمان وحكمها

لها الذنب لا تجزى به ولي العذر

وتجفل حينا ثم تدنو كأنما

تراعي طلا بالواد أعجزه الحضر

واني لنزال بكل مخوفة

كثير الى نزالها النظر الشزر

واني لجرار لكل كتيبة

معودة أن لا يخلّ بها النصر

فاصدأ حتى ترتوي البيض والقنا

واسغب حتى يشبع الذئب والنسر

ولا أصبح الحي الخلوف بغارة

ولا الجيش ما لم تأته قبلي النُذر

ويا رب دار لم تخفني منيعة

طلعت عليها بالردى انا والفجر

وساحبة الاذيال نحوي لقيتها

فلم يلقها جافي اللقاء ولا وعر

وهبت لها ما حازه الجيش كله

وراحت ولم يكشف لابياتها ستر

ولا راح يطغيني بأثوابه الغنى

ولا بات يثنيني عن الكرم الفقر

وماحاجتي في المال أبغي وفوره

اذا لم يفر عرضي فلا وفر الوفر

أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى

ولا فرسي مهر ولا ربه غمر

ولكن إذا حُمّ القضاء على امرىء

فليس له برّ يقيه ولا بحر

وقال اصيحابي الفرار أو الردى

فقلت هما أمران احلاهما مُر

ولكنني امضي لما لا يعيبني

وحسبك من أمرين خيرهما الاسر

يمنون ان خلّوا ثيابي وإنما

عليّ ثياب من دمائهم حمر

وقائم سيفي فيهم اندقّ نصله

واعقاب رمحي فيهم حطم الصدر

سيذكرني قومي اذا جد جدهم

وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر

ولو سد غيري ما سددت اكتفوا به

ولو كان يغني الصفر ما نفق التبر

ونحن اناس لا توسط بيننا

لنا الصدر دون العالمين أو القبر

تهون علينا في المعالي نفوسنا

ومن خطب الحسناء لم يغلها المهر

  وجاء الشاعران الكبيران الشيخ حسن الشيخ علي الحلي والعلامة الحجة السيد محمد حسين الكيشوان وهما من شعراء القرن الرابع عشر فنظما الأبيات

٧٢

الآتية على الروي وعلى القافية وتخلّصا الى يوم الحسين ووقعة الطف فقالا:

لذا أرخصت بالطف صحب ابن فاطم

نفوساً لخلق الكائنات هي السر

هم القوم من عليا لوى وغالب

بهم تكشف الجُلّى ويستدفع الضر

يحيّون هندى السيوف بأوجه

تهلل من لئلاء غرّته البشر

يكرون والابطال نكصا تقاعست

من الخوف والاساد شيمتها الكر

اذا اسودّ يوم الحرب اشرقن بالضبا

لهم أوجه والشوس ألوانها صفر

فما وقفوا في الحرب إلا ليعبروا

الى الموت والهندى من دونه جسر

الى أن ثووا تحت العجاج بمعرك

هو الحشر لا بل دون موقفه الحشر

وماتوا كراما تشهد الحرب انهم

أباة اذا ألوى بهم حادث نكر

ابا حسن شكوى اليك وانها

لواعج اشجان يجيش بها الصدر

اتدري بما لاقت من الكرب والبلى

وما واجهت بالطف أبناءك الغر

أعزّيك فيهم انهم وردوا الردى

بافئدة ما بلّ غلّتها قطر

وثاوين في حرّ الهجيرة بالعرى

عليهم ذيول الريح بالترب تنجر

متى أيها الموتور تبعث غارة

تعيد الثرى والبر من دمهم بحر

اتغضى وانت المدرك الثار عن دم

بزعم العدى اضحت وليس لها وتر

وتلك يجنب النهر فتيان هاشم

ثوت تحت اطراف القنا دمها هدر

وزاكية لم تلف في النوح مسعداً

سوى أنها بالسوط يزجرها زجر

تجاذبها أيدي العدو خمارها

فتستر بالأيدي اذا اعوز الستر

تطوف بها الاعداء في كل مهمة

فيجذبها قفر ويقذفها قفر

اتهتك من بعد الحذور ستورها

وتسلب عنهن البراقع والازر

فأين الابا والفاطميات اصبحت

اسارى بها الاكوار أودى بها الاسر

٧٣

محمد بن هاني الأندلسي

فلا حملت فرسان حرب جيادها

إذا لم تزرهم من كميت وأدهم

ولا عذب الماء القراح لشارب

وفي الارض مروانية غير أيّم

ألا إن يوما هاشميا أظلّهم

يطير فراش الهام من كل مجثم

كيوم يزيد والسبايا طريدة

على كل موار الملاط عثمثم

وقد غصّت البيداء بالعيس فوقها

كرائم أبناء النبي المكرّم

فما في حريم بعدها من تحرّج

ولاهتك ستر بعدها بمحرّم

٧٤

محمد بن هاني الأندلسي:

قال يمدح المعز لدين الله الفاطمي ويذكر ما جرى على الحسين، وهي مائتا بيت كلها غرر وهذه روائع منها:

يعزّ على الحسناء أن أطأ القنا

واعثر في ذيل الخميس العرمرم

وبين حصى الياقوت لبّات خائف

حبيب اليه لو توسد معصمي

ومما شجاني في العلاقة أنني

شربت زعاقا قاتلا لذّ في فمي

رميت بسهم لم يصب وأصابني

فالقيت قوسي عن يدي وأسهمي

فلو أنني أسطيع أثقلت خدرها

بما فوق رايات المعزّ من الدم

لها العذبات الحمر تهفو كأنها

حواشي بروق أو ذوائب أنجم

يقدّمها للطعن كل شمر دل

على كل خوّار العنان مطهم

ومتصل بين الإله وبينه

ممر من الأسباب لم يتصرم

مقلّد مضّاء من الحق صارم

ووارث مسطور من الآي محكم

إمام هدى ما التف ثوب نبوة

على ابن بنيّ منه بالله أعلم

ولا بسطت أيدي العفاة بنانها

الى أريحي منه أندى وأكرم

وأنت بدأت الصفح عن كل مذنب

وأنت سننت العفو عن كل مجرم

قصاراك ملك الأرض لا ما يرونه

من الحظ فيها والنصيب المعشم

ولا بد من تلك التي تجمع الورى

على لا حب يهدي الى الحق أقوم

فقد سئمت بيض الظبا من جفونها

وكانت متى تألف سوى الهام تسأم

٧٥

وقد غضبت للدين باسط كفه

اليهن في الآفاق كالمتظلم

وللعرب العرباء ذلّت خدودها

وللفترة العمياء في الزمن العمي

وللعز في مصر يرد سريره

الى ناعب بالبين ينعق أسحم

وللملك في بغداد إن ردّ حكمه

الى عضد في غير كف ومعصم

سوام رتاع بين جهل وحيرة

وملك مضاع بين ترك وديلم

كأن قد كشفت الامر عن شبهاته

فلم يضطهد حق ولم يتهضم

وفاض وما مد الفرات ولم يجز

لوارده طهر بغير تيمم

فلا حملت فرسان حرب جيادها

اذا لم تزرهم من كميت وأدهم

ولا عذب الماء القراح لشارب

وفي الأرض مروانية غير أيم

الا إن يوما هاشميا أظلهم

يطير فراش الهام من كل مجثم

كيوم يزيد والسبايا طريدة

على كل موار الملاط عثمثم

وقد غصّت البيداء بالعيس فوقها

كرائم أبناء النبي المكرم

فما في حريم بعدها من تحرج

ولا هتك ستر بعدها بمحرم

فان يتخرم خير سبطي محمد

فان وليّ الثار لم يتخرم

الا سائلوا عنه البتول فتخبروا

اكانت له أمّا وكان لها ابنم

واولى بلوم من امية كلها

وان جلّ امر عن ملام ولوم

اناس هم الداء الدفين الذي سرى

الى رمم بالطف منكم واعظم

هم قد حوا تلك الزناد التي روت

ولو لم تشبّ النار لم تتضرم

وهم رشحوا تيما لارث نبيهم

وما كان تيمي اليه بمنتمي

على اي حكم الله إذ يأفكونه

احل لهم تقديم غير المقدّم

وفي اي دين الوحي والمصطفى له

سقوا آله ممزوج صاب بعلقم

ولكن امرا كان ابرم بينهم

وان قال قوم فلتة غير مبرم

بأسياف ذاك البغي اول سلها

أصيب عليٌ لا بسيف ابن ملجم

وبالحقد حقد الجاهلية انه

الى الآن لم يظعن ولم يتصرم

وبالثار في بدر أريقت دماؤكم

وقيد اليكم كل أجرد صلدم

٧٦

ويأبى لكم من أن يطل نجيعها

فتوّ غضاب من كمي ومعلم

قليل لقاء البيض إلا من الظبا

قليل شراب الكاس إلا من الدم

سبقتم الى المجد القديم بأسره

وبؤتم بعادي على الدهر أقدم

اذا ما بناء شاده الله وحده

تهدمت الدنيا ولم يتهدم

بكم عز ما بين البقيع ويثرب

ونسّك ما بين الحطيم وزمزم

فلا برحت تترى عليكم من الورى

صلاة مصّل أو سلام مسلّم

واقسم اني فيك وحدي لشيعة

وكنت ابرّ القائلين بمقسم

وعندي على نأي المزار وبعده

قصائد تشرى كالجمان المنظم

اذا اشأمت كانت لبانة معرق

وإن أعرقت كانت لبانة مشئم

٧٧

محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الاندلسي:

ولد بقرية سكون من قرى مدينة اشبيلية سنة ٣٢٠ أو ٣٢٦ هـ وقتل في رجب سنة ٣٦٢ وعمره ٣٦ سنة، كان أبوه هانئ من قرية من قرى المهدية بافريقية وكان أيضا شاعراً أديبا فانتقل إلى الاندلس فولد له محمد المذكور بمدينة اشبيلية ونشأ بها واشتغل وحصل له حظ وافر من الأدب وعمل الشعر ومهر فيه وكان حافظا لأشعار العرب وأخبارهم وكان اكثر تأدبه بدار العلم في قرطبة حتى برع بكثير من العلوم لا سيما علم الهيئة، شعره طافح بالتشيع كقوله:

لي صارم وهو شيعي كحامله‏

يكاد يسبق كرّاتي الى البطل

اذا المعز معز الدين سلّطه

لم يرتقب بالمنايا مدة الأجل

  وله في القصيدة التي أولها:

تقول بنو العباس هل فتحت مصر

فقل لبني العباس قد قضى الأمر

وقد جاوز الاسكندرية جوهر

تطالعه البشرى ويقدمه النصر

  ويقول فيها:

فكل إمامي يجيء كأنما

على خده الشعرى وفي وجهه البدر

٧٨

ومن روائعه:

ولم أجد الانسان الا ابن سعيه‏

فمن كان أسعى كان بالمجد أجدرا

وبالهمة العلياء يرقى إلى العلى

فمن كان أعلى همة كان أظهرا

ولم يتأخر مَن اراد تقدّماً

ولم يتقدم من أراد تأخرا

  وقال:

عجبت لقوم أضلوا السبيل‌‏

وقد بيّن الله أين الهدى

فما عرفوا لاحق لما استنار

ولا أبصروا الرشد لمابدا

وما خفى الرشد لكنما

أضلّ الحلوم اتباع الهوى

  وقال ابن خلكان:

ليس في المغاربة من هو افصح منه لا متقدميهم ولا متأخريهم بل هو اشعرهم على الاطلاق وهو عند المغاربة كالمتنبي عند المشارقة اقول وفيه قال القائل:

ان تكن فارساً فكن كعلي‌‏

أو تكن شاعراً فكن كابن هاني

كل من يدعى بما ليس فيه

كذّبته شواهد الامتحان

  وقال يمدح المعز لدين الله وقيل ان هذه القصيدة أول ما أنشده بالقيروان وانه امر له بدست قيمته ستة آلاف دينار، فقال له يا امير المؤمنين مالي موضع يسع الدست اذا بسط فأمر له ببناء قصر فغرم عليه ستة آلاف دينار وحمل اليه آلة تشاكل القصر والدست قيمتها ثلاثة آلاف دينار. وفي آخر القصيدة يذكر الامام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه‌السلام :

هل من أعقّة عالج يبرين‌‏

أم منهما بقر الحدوج العين

ولمن ليال ما ذممنا عهدنا

مذكنّ إلا أنهن شجون

٧٩

المشرقات كأنهن كواكب

والناعمات كانهن غصون

بيض وما ضحك الصباح وانها

بالمسك من طرر الحسان لجون

أدمى لها المرجان صفحة خده

وبكى عليها اللؤلؤ المكنون

أعدى الحمام تأوُّهي من بعدها

فكأنه فيما سجعن رنين

بانوا سراعا للهوادج زفرة

مما رأين وللمطي حنين

فكأنما صبغوا الضحى بقبابهم

أو عصفرت فيه الخدود جفون

ماذا على حلل الشقيق لو انها

عن لابسيها في الخدود تبين

لاعطّشن الروض بعدهم ولا

يرويه لي دمع عليه هَتون

أأعير لحظ العين بهجة منظر

وأخونهم إني اذا لخؤون

لا الجو جو مشرق ولو اكتسى

زهرا ولا الماء المعين معين

لا يبعدنّ اذ العبير له ثرى

والبان دوح والشموس قطين

ايام فيه العبقري مفوّف

والسابري مضاعف موضون

والزاعبية شّرع والمشرفيّـ

ـة لمّع والمقربات صفون

والعهد من ظمياء اذ لاقومها

خزر ولا الحرب الزبون زبون

عهدي بذاك الجو وهو أسنّة

وكناس ذاك الخشف وهو عرين

هل يدنيني منه أجرد سابح

مرح وجائلة النسوع أمون

ومهنّد فيه الفرند كأنه

درٌ له خلف الغرار كمين

عضب المضارب مقفر من اعين

لكنّه من أنفس مسكون

قد كان رشح حديده أجلا وما

صاغت مضاربه الرقاق قيون

وكأنما يلقى الضريبة دونه

باس المعز أو اسمه المخزون

هذا معدّ والخلائق كلها

هذا المعزّ متوجا والدين

هذا ضمير النشأة الأولى التي

بدأ الإله وغيبها المكنون

من أجل هذا قدّر المقدور في

أم الكتاب وكوّن التكوين

وبذا تلقّى آدم من ربه

عفوا وفاء ليونس اليقطين

يا أرض كيف حملت ثني نجاده

بل انت تلك تموج منك متون

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

[٩٢١٦] ٢ - وفي بعض نسخه: « إذا أردت الخروج إلى الحج، ودعّت أهلك وأوصيت وقضيت ما عليك من الدين، وأحسنت الوصيّة لأنّك لا تدري كيف يكون، عسى أن لا ترجع من سفرك، ثم صلّ ركعتين وتقول: اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة الحزن، اللهم احفظني في سفري، واستخلف لي في أهلي وولدي، [ وردني ](١) في عافية إلى أهلي ورهطي ».

١١ -( باب تحريم العمل بعلم النجوم وتعلّمه، إلّا ما يهتدى به في برّ أو بحر)

[٩٢١٧] ١ - أحمد بن محمد السياري في التنزيل والتحريف: عن البرقي، عن صفوان، عن يعقوب بن شعيب، عن أبان بن تغلب، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: قرأ بنا علي (صلوات الله عليه) في النحر(١) : « وتجعلون(٢) شكركم انكم إذا مطرتم تكذبون » فلما انصرف قال: « إني قد عرفت أنه سيقول قائل منكم: لم قرأ هذا(٣) ؟ قرأتها إنّي(٤) سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يقرأ كذلك، أنّهم كانوا إذا مطروا قالوا: مطرنا بنوء كذا وكذا، فأنزل الله: وتجعلون شكركم إذا مطرتم أنكم تكذّبون ».

__________________

٢ - وفي بعض نسخه وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ١١

١ - التنزيل والتحريف ص ٥٩.

(١) في المصدر: الفجر.

(٢) وفيه: أتجعلون.

(٣) وفيه: هكذا.

(٤) وفيه: لأني.

١٢١

[٩٢١٨] ٢ - القطب الراوندي في الخرائج: روي أن في وقعة تبوك أصاب الناس عطش، فقالوا: يا رسول الله، لو دعوت الله لسقانا، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « لو دعوت الله لسقيت » قالوا: يا رسول الله ادع لنا الله ليسقينا، فدعا فسالت الأودية فإذا قوم على شفير الوادي يقولون: مطرنا بنوء(١) الذراع وبنوء كذا، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « ألا ترون؟ » فقال خالد: ألا اضرب أعناقهم؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « [ لا هم ](٢) يقولون هكذا، وهم يعلمون أن الله أنزله ».

[٩٢١٩] ٣ - أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج: عن هشام بن الحكم، قال: سأل الزنديق، أبا عبد اللهعليه‌السلام فقال: ما تقول فيمن زعم أن هذا التدبير الذي يظهر في هذا العالم تدبير النجوم السبعة؟ قالعليه‌السلام : « يحتاجون إلى دليل، إن هذا العالم الأكبر والعالم الأصغر، من تدبير النجوم التي تسبح في الفلك، وتدور حيث دارت متعبة لا تفتر وسائرة لا تقف، ثم قال: وأنّ كلّ(١) نجم منها موكل مدبر، فهي بمنزلة العبيد المأمورين المنهيين، فلو كانت قديمة أزليّة لم تتغير من حال إلى حال » قال: فما تقول في علم النجوم؟ قال: « هو علم قلت منافعه وكثرت مضرّاته، لأنه لا يدفع

__________________

٢ - الخرائج ص ٢١.

(١) النوء: النجم إذا مال للمغيب وكانت العرب تقول: مطرنا بنوء كذا: أي مطرنا بطلوع نجم وسقوط آخر والذراع: نجم من نجوم كوكبة الجوزاء.

(لسان العرب ج ١ ص ١٧٥. مجمع البحرين ج ١ ص ٤٢٢).

(٢) أثبتناه من المصدر.

٣ - الاحتجاج ص ٣٤٧.

(١) في المصدر: لكل.

١٢٢

به المقدور، ولا يتقى به المحذور، إن أخبر المنجم بالبلاء لم ينجه التحرز من القضاء، وإن أخبر هو بخبر لم يستطع تعجيله، وإن حدث به سوء لم يمكنه صرفه، والمنجم يضادّ الله في علمه بزعمه أنه يردّ قضاء الله عن خلقه » الخبر.

[٩٢٢٠] ٤ - ابن شهرآشوب في المناقب: عن أبي بصير قال: رأيت رجلا يسأل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن النجوم، فلما خرج من عنده قلت له: هذا علم له أصل؟ قال: « نعم » قلت: حدثني عنه، قال: « أحدثك عنه بالسعد(١) ولا أحدّثك بالنحس، إن الله جلّ اسمه فرض صلاة الفجر لأول ساعة فهو فرض وهي سعد، وفرض(٢) الظهر لسبع ساعات وهو فرض وهي سعد، وجعل العصر لتسع ساعات وهو فرض وهي سعد، والمغرب لأوّل ساعة من الليل وهو فرض وهي سعد، والعتمة لثلاث ساعات وهو فرض وهي سعد ».

[٩٢٢١] ٥ - السيد علي بن طاووس في كتاب الاستخارة: قال: ذكر الشيخ الفاضل محمد بن علي بن محمد في كتاب له في العمل(١) ، ما هذا لفظه: دعاء الاستخارة عن الصادقعليه‌السلام ، تقوله بعد فراغك من صلاة الاستخارة تقول:

« اللهم إنك خلقت أقواما يلجؤون إلى مطالع النجوم، لأوقات حركاتهم وسكونهم وتصرفهم وعقدهم، وخلقتني أبرأ إليك من اللجأ

__________________

٤ - المناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ٢٦٥.

(١) في المصدر: بالصعب.

(٢) وفيه: وجعل.

٥ - فتح الأبواب ص ٢٩ وعنه في البحار ج ٩١ ص ٢٧٠ ح ٢٣.

(١) كذا.

١٢٣

إليها، ومن طلب الاختيارات بها، وأتيقن أنّك لم تطلع أحدا على غيبك في مواقعها، ولم تسهل له السبيل إلى تحصيل أفاعيلها، وأنّك قادر على نقلها في مداراتها في مسيرها عن السعود العامة والخاصة إلى النحوس، ومن النحوس الشاملة والمفردة إلى السعود، لأنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب، ولأنّها خلق من خلقك وصنعة من صنيعك، وما أسعدت من اعتمد على مخلوق مثله، واستمد(٢) الاختيار لنفسه، وهم أولئك ولا أشقيت من اعتمد على الخالق الذي أنت هو »، إلى آخر الدعاء وقد مرّ(٣) في كتاب الصلاة.

١٢ -( باب استحباب افتتاح السفر بالصدقة، وجواز السفر بعدها في الأوقات المكروهة، واستحباب كونها عند وضع الرجل في الركاب)

[٩٢٢٢] ١ - الصدوق في الهداية: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « تصدّق واخرج أيّ يوم شئت ».

[٩٢٢٣] ٢ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « أتى إلى أبي رجل من أصحابه أراد سفرا ليودعه، فقال [ له: إن ](١) أبي علي بن الحسينعليهما‌السلام ، كان إذا أراد الخروج

__________________

(٢) وفي نسخة: استبد - منه قدس سره -.

(٣) تقدم برقم ٧ من الباب ١ من أبواب صلاة الاستخارة.

الباب ١٢

١ - الهداية ص ٤٥.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٦٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٢٤

إلى بعض أمواله، اشترى سلامته من الله بما تيسّر، ويكون ذلك إذا وضع رجله في الركاب، فإذا (سلّمه الله)(٢) وانصرف شكر الله تعالى، وتصدّق(٣) بما تيسر، فودّعه الرجل ومضى، ولم يفعل من ذلك شيئا فعطب في الطريق، فبلغ ذلك أبا جعفرعليه‌السلام فقال: كان(٤) الرجل وعظ لو اتعظ ».

[٩٢٢٤] ٣ - زيد الزراد في أصله قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « إذا خرج أحدكم من منزله فليتصدق بصدقة، وليقل: اللهم أظلّني تحت كنفك، وهب لي السلامة في وجهي هذا، ابتغاء السلامة والعافية والمغفرة، واصرف [ عنّي ](١) أنواع البلاء، اللهم فاجعله لي أمانا في وجهي هذا، وحجابا وسترا ومانعا، وحاجزا من كلّ مكروه ومحذور وجميع أنواع البلاء، إنّك وهّاب جواد ماجد كريم، فإنّك إذا فعلت ذلك وقلته، لم تزل في ظل صدقتك، ما نزل بلاء من السماء إلّا ودفعه عنك، ولا استقبلك بلاء في وجهك إلّا وصدّه عنك، ولا أرادك من هوام الأرض شئ من تحتك ولا عن يمينك ولا عن يسارك، إلّا وقمعته الصدقة ».

__________________

(٢) وفيه: سلّم.

(٣) وفيه زيادة: أيضاً.

(٤) وفيه: قد كان.

٣ - كتاب زيد الزرّاد ص ١٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٢٥

١٣ -( باب استحباب حمل العصا من لوز مرّ في السفر، وما يستحب قراءته حينئذٍ)

[٩٢٢٥] ١ - السيد علي بن طاووس في كتاب أمان الأخطار: قال: روي عن الأئمةعليهم‌السلام أنهم قالوا: « إذا أراد أحدكم ان يسافر فليصحب معه في سفره عصا من شجر اللوز المرّ، وليكتب هذه الأحرف في رقّ، ويحفر العصا ويجعل الرق فيها، وهي: سلمخس وهبه لهوه(١) با. ابنه. باويه صاف(٢) . صسابه هي ».

١٤ -( باب استحباب حمل العصا في السفر والحضر، والصغر والكبر)

[٩٢٢٦] ١ - جامع الأخبار: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « من مشى مع العصا في السفر والحضر للتواضع، يكتب له بكل خطوة الف حسنة، ومحا عنه الف سيئة، ورفع له الف درجة ».

١٥ -( باب استحباب صلاة ركعتين أو أربع ركعات، عند إرادة السفر، وجمع العيال، والدعاء بالمأثور)

[٩٢٢٧] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن

__________________

الباب ١٣

١ - أمان الأخطار ص ٣٣ باختلاف يسير في رسم الحروف التي في ذيل الحديث.

(١) في نسخة: يهون (منه قدّه).

(٢) وفي نسخة: صاون (منه قدّه).

الباب ١٤

١ - جامع الأخبار ص ١٤١.

الباب ١٥

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٥.

١٢٦

آبائهعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « ما استخلف رجل على أهله خليفة إذا أراد سفرا، أفضل من ركعتين يصليهما عند خروجه(١) ، ثم يقول: اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي ومالي، وديني [ ودنياي ](٢) وآخرتي، وأمانتي وخاتمة عملي، ولا يفعل ذلك مؤمن إلّا أعطاه الله ما سأل ».

[٩٢٢٨] ٢ - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن: عن الحسن بن الحسين أو غيره، عن محمد بن سنان رفعه قال: كان أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا أراد سفرا، قال: « اللهم خلّ سبيلنا، وأحسن سيرنا - أو قال مسيرنا - وأعظم عافيتنا ».

[٩٢٢٩] ٣ - الشيخ إبراهيم الكفعمي في جنّته: بعد ذكر الدعاء المروي في الكافي(١) والمحاسن(٢) ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: ثم قل مولاي(٣) انقطع الرجاء إلّا منك: وخابت الآمال إلّا فيك، أسألك إلهي بحق من حقّه واجب عليك، ممّن جعلت له الحقّ عندك، أن تصلي على محمّد وآل محمد، وأن تقضي حاجتي، ثم ادع بدعاء السفر، فتقول: محمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أمامي، وعلي ورائي، وفاطمة فوق رأسي، (والحسن عن يميني، والحسين عن

__________________

(١) في نسخة: الخروج (منه قدس سره).

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢ - المحاسن ص ٣٥٠.

٣ - الجنة الواقية ص ١٨٦.

(١) الكافي ج ٣ ص ٢٨٣ ح ٢

(٢) المحاسن ص ٣٥٠ ح ٣٠.

(٣) في المصدر: يا مولاي.

١٢٧

يساري)(٤) ، وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجّةعليهم‌السلام ، حولي، إلهي ما خلقت خلقا خيرا منهم، فاجعل صلواتي بهم مقبوله، ودعواتي بهم مستجابة، وحوائجي بهم مقضيّة، وذنوبي بهم مغفورة: وآفاتي بهم مدفوعة، وأعدائي بهم مقهورة، وأرزاقي بهم مبسوطة، اللهم صلّ على محمد وآل محمد، تقول ذلك ثلاثا ثم تدعو بكلمات الفرج ».

قال في الحاشية(٥) : هذا دعاء السفر جليل القدر عظيم الشأن، يؤمن(٦) به المسافر، ذكره الشيخ، الأجل الحسين بن محمد بن علي المكيال طاب ثراه، في كتابه عمدة(٧) في الدعوات.

[٩٢٣٠] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإذا أردت سفرا فاجمع أهلك، وصلّ ركعتين وقل: اللهم إني أستودعك ديني، ونفسي، وأهلي، وولدي، وعيالي ».

[٩٢٣١] ٥ - الصدوق في المقنع: فإذا أردت الخروج إلى الحج فاجمع أهلك، وصلّ ركعتين، ومجّد الله كثيرا، وصلّ على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، وقل: اللهم إني أستودعك اليوم ديني، ونفسي، ومالي، وأهلي وولدي وجيراني، وأهل حزانتي(١) الشاهد منّا والغائب،

__________________

(٤) وفيه: والحسن والحسين عن يساري.

(٥) حاشية جنة الواقية ص ١٨٧.

(٦) في المصدر: يؤمن الله.

(٧) وفيه: عدّة.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦ باختلاف يسير، وعنه في البحار ج ٧٦ ص ٢٣٥ ح ١٧.

٥ - المقنع ص ٦٧.

(١) الحُزانة: بالضم والتخفيف، عيال الرجل الذي يَتَحزّن لهم (مجمع البحرين ج ٦ ص ٢٣٢).

١٢٨

وجميع ما أنعمت به عليّ، اللهم اجعلنا في كنفك ومنعك، وعزّك وعياذك، عزّ جارك، وجلّ ثناؤك، وامتنع عائذك، ولا إله غيرك، توكّلت على الحيّ الذي لا يموت، والحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له وليّ من الذل، وكبره تكبير، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسحبان الله بكرة وأصيلا.

١٦ -( باب استحباب قيام المسافر على باب داره، وقراءة الفاتحة أمامه، وعن يمينه، وعن شماله، وآية الكرسي كذلك، والمعوذتين والاخلاص كذلك، والدعاء بالمأثور)

[٩٢٣٢] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام « وإذا أردت الخروج من منزلك فقل: بسم الله: ولا حول ولا قوّة إلّا بالله، توكلت على الله، فإنّك إذا قلت هكذا، نادى ملك في قولك بسم الله: هديت أيّها العبد، وفي قولك لا حول ولا قوة إلّا بالله: وقيت، وفي قولك توكّلت على الله: كفيت، فيقول الشيطان حينئذ: كيف لي بعبد هدي ووقي وكفي؟ واقرأ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) مرّة عن يمينك، ومرّة عن يسارك، ومرّة عن خلفك، ومرّة [ من ](١) بين يديك، ومرّة من فوقك، ومرّة من تحتك، فإنّك تكون في يومك كلّه في أمان الله ».

[٩٢٣٣] ٢ - السيد علي بن طاووس في كتاب أمان الأخطار: قال: وروي أنه إذا وقف على باب داره، سبح تسبيح الزهراءعليها‌السلام وقرأ

__________________

الباب ١٦

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - أمان من الأخطار ص ٩٤.

١٢٩

الحمد وآية الكرسي كما قدمناه(١) ، وقال: اللهم إليك وجهت وجهي، وعليك خلفت أهلي ومالي(٢) وما خوّلتني، [ و ](٣) قد وثقت بك فلا تخيبني، يا من لا يخيّب من أراده، ولا يضيع من حفظه، اللهم صلّ على محمد وآل محمد(٤) ، واحفظني فيما غبت عنه، ولا تكلني إلى نفسي يا أرحم الراحمين، اللهم بلغني ما توجّهت له، وسبّب لي المراد، وسخّر لي عبادك وبلادك، وارزقني زيارة نبيّك، ووليك أميرالمؤمنين، والأئمة من ولده، وجميع أهل بيته عليه وعليهم السلام، ومدّني بالمعونة في جميع أحوالي، ولا تكلني إلى نفسي ولا إلى غيري، فأكلّ واعطب، وزوّدني التقوى، واغفر لي في الآخرة والأولى، اللهم اجعلني أوجه من توجّه إليك.

وتقول أيضا: بسم الله وبالله، وتوكّلت على الله، واستغثت بالله، والجأت ظهري إلى الله، وفوّضت أمري إلى الله، ربّ آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيّك الذي أرسلت، لأنه لا يأتي بالخير إلهي إلّا أنت، [ ولا يصرف السوء إلّا أنت ](٥) عزّ جارك، وجلّ ثناؤك، وتقدّست أسماؤك، وعظمت آلاؤك، ولا إله غيرك.

فقد روي أن من خرج من منزله مصبحا، ودعا بهذا الدعاء، لم يطرقه بلاء حتى يمسي ويؤوب إلى منزله، وكذلك من خرج في السماء ودعا به، لم يطرقه بلاء حتى يصبح ويؤوب إلى منزله.

__________________

(١) في هامش المخطوط: « أي كلّ واحد منهما أمامه وعن يمينه وعن شماله » منه قدّه.

(٢) في نسخة: ومالي وولدي، منه قدّه.

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) في نسخة: وآله، منه قدّه.

(٥) أثبتناه من المصدر.

١٣٠

[٩٢٣٤] ٣ - الشيخ الطبرسي في كتاب كنوز النجاح: بالسند المتقدم في آخر أبواب وجوب الحج وشرائطه، عن الجواد، عن آبائه، عن رسول الله (صلى الله عليهم أجمعين)، ممّا علمه من أدعية الوسائل إلى المسائل، المناجاة بالسفر:

« اللهم إني أريد سفرا فخر لي فيه، وأوضح لي سبيل الرأي وفهمنيه، وافتح عزمي بالاستقامة، واشملني في سفري بالسلامة، وافدني به جزيل الحظّ والكرامة، واكلأني فيه بحرز الحفظ والحراسة، وجنبني اللهم وعثاء الأسفار، وسهل لي حزونة الأوعار، واطولي طول انبساط المراحل، وقرّب منّي بُعْدَ نأي المناهل، وباعد في المسير بين خطى الرواحل، حتى تقرب نياط البعيد، وتسهل وعور الشديد، ولقنّي في سفري اللهم نجح طائر الواقية، وهنّئني غنم العافية، وخفير الاستقلال، ودليل مجاوزة الأهوال، وباعث وفور الكفاية، وسانح خفير الولاية واجعله اللهم ربّ سببا عظيم السلم، حاصل الغنم، واجعل اللهم ربّ الليل سترا لي من الآفات، والنهار مانعا من الهلكات، واقطع عني قطع لصوصه بقدرتك، واحرسني من وحوشه بقوتك، حتى تكون السلامة فيه مصاحبتي، والعافية مقارنتي، واليمن سائقي، واليسر معانقي، والعسر مفارقي، والنجح بين مفارقي، والقدر موافقي، والأمن مرافقي، إنّك ذو المن والطول، والقوّة والحول، وأنت على كلّ شئ قدير ».

[٩٢٣٥] ٤ - البحار: عن خط السيد نظام الدين احمد الشيرازي، بأسانيده إلى أبي علي بن الشيخ الطوسي، عن أبيه، عن أبي عبد الله

__________________

٣ - كنوز النجاح ورواه الكفعمي في البلد الأمين ص ٥١٧.

٤ - البحار ٩٥ ص ٣١٥، وسنده في ٣٢٥.

١٣١

الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن أبي علي محمد بن همام، عن الحسين بن زكريا، عن صهيب بن عباد بن صهيب، عن أبيه عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ - في حديث طويل - أنه قال: « قال الله تعالى في ليلة أسري بهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : يا محمد، ومن أراد الخروج من أهله لحاجة في سفر، فأحبّ أن اؤديه سالما مع قضائي له الحاجة، فليقل حين يخرج [ من بيته ](١) بسم الله مخرجي، وبإذنه خرجت، وقد علم قبل أن أخرج خروجي، وقد أحصى علمه ما في مخرجي ومرجعي، توكلت على الإله(٢) الأكبر توكل مفوض إليه امره، مستعين به على شؤونه، مستزيد من فضله، مبرئ نفسه من كلّ حول ومن كلّ قوّة إلّا به، خروج ضرير خرج بضرّه إلى من يكشفه عنه، وخروج فقير خرج بفقره إلى من يسده، وخروج عائل خرج بعيلته إلى من يغنيها، وخروج من ربّه أكبر ثقته، وأعظم رجائه، وأفضل أمنيته، الله ثقتي في جميع أموري كلّها، به فيها جميعا استعين، ولا شئ إلّا ما شاء الله في علمه، اسأل الله خير المخرج والمدخل، لا إله إلّا هو إليه المصير.

فإنه إذا قال ذلك، وجهت له في مدخله ومخرجه السرور، وأديته سالما » الخبر.

وهذا من جملة أدعية السرّ، ولها أسانيد متعددة في كتب الأصحاب.

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في نسخة: الله (منه قدّه).

١٣٢

[٩٢٣٦] ٥ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « وإذا خرج أحدكم في سفر، فليقل: اللهم أنت الصاحب في السفر، والحامل على الظهر، والخليفة في الأهل والمال والولد ».

[٩٢٣٧] ٦ - السيد هبة الله الراوندي في مجموع الرائق: دعاء السفر:

بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إني أسألك بحق وليك علي بن الحسين، إلّا كفيتني مؤونة كلّ شيطان مريد، وسلطان عنيد، يتقوى عليّ ببطشه، وينتصر عليّ بجنده، إنّك جواد كريم.

اللهم إني أسئلك بحق وليك علي بن موسى الرضا، إلّا ما سلّمتني به في جميع أسفاري، في البراري، والبحار، والجبال، والقفار، والأودية، والغياض(١) ، من جميع ما أخافه وأحذره، إنّك رؤوف رحيم.

اللهم إني أسألك بحق وليك محمد بن علي الجواد، إلّا جدت علي من فضلك، وتفضلت عليّ من وسعك، ووسعت عليّ من رزقك، وأغنيتني عمّن سواك، وجعلت حاجتي إليك، وقضاءها عليك، فإنك لما تشاء قدير.

اللهم إني أسألك بحق وليّك وحجتك صاحب الزمان، إلّا أعنتني به على جميع أموري، وكفيتني به كلّ عدوّ، وهمّ، وغمّ، ودين،

__________________

٥ - تحف العقول ص ٨١.

٦ - مجموع الرائق ص ٥.

(١) الغياض: جمع غيضة، وهو ماء يجتمع فينبت فيه الشجر (لسان العرب ج ٧ ص ٢٠٢).

١٣٣

وضيق، ومخوف، ومحذور، ولولدي، ولجميع أهلي، وإخواني، ومن يعنيني امره، وخاصّتي، آمين ربّ العالمين.

ثم يقف على عتبة منزله ويدعو بهذا الدعاء، ويتوجّه من فوره: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله مخرجي ؤ، وبإذنه خرجت، وقد علم قبل أن اخرج خروجي، وأحصى بعلمه ما في مخرجي ورجعتي من عملي، وتوكّلت على الإله الأكبر عليه توكّلي، مفوّضا إليه أموري وشؤوني، مستزيدا من فضله، مبرئا نفسي من كلّ حول وقوة إلّا به، خرجت خروج ضرير خرج بضره إلى من يكشفه، خروج فقير خرج بفقره إلى من يسده، خروج عائل خرج بعيلته إلى من يغنيها، خروج من ربّه أكبر ثقته في جميع أُموره كلّها، وأعظم رجائه وأفضل أمنيته، في جميع ذلك استعين، لا شئ إلّا ما شاء الله في علمه، أسأل الله خير المدخل والمخرج، لا إله إلّا هو.

١٧ -( باب استحباب التسمية عند الركوب، والدعاء بالمأثور، وتذكر نعمة الله بالدواب، والامساك بالركاب)

[٩٢٣٨] ١ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمرو بن شمر، وعمر بن سعد، ومحمد بن عبيد(١) الله، قال عمر: حدثني رجل من الأنصار، عن الحارث به كعب الوالبي، عن عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود(٢) قال: لما أراد عليعليه‌السلام الشخوص عن النخيلة،

__________________

الباب ١٧

١ - وقعة صفين ص ١٣١.

(١) في المصدر: عبد.

(٢) وفيه: عبد الرحمن بن عبيد بن أبي الكنود. والظاهر أنّ الصواب هو: عبد الرحمن بن عبيد بن الكنود « راجع معجم رجال الحديث ج ٩ ص ٣٣٥ ح٦٣٩٢).

١٣٤

قام في الناس - إلى أن قال - فلما أراد أن يركب وضع رجله في الركاب وقال: « بسم الله » فلما جلس على ظهرها قال:( سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ ) (٣) .

ثم قال: « اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب، والحيرة بعد اليقين، وسوء المنظر في الأهل، والمال(٤) اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل » الخبر.

[٩٢٣٩] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإذا وضعت رجلك في الركاب فقل: بسم الله وبالله وفي سبيل الله، وعلى ملّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فإذا استويت على راحلتك واستوى بك محملك(١) ، فقل: الحمد لله (الذي هدانا إلى الاسلام، ومنّ علينا بالايمان، وعلمنا القرآن، ومنّ علينا بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، سبحان)(٢) الذي سخّر لنا هذا وما كنا له مقرنين(٣) والحمد لله ربّ العالمين ».

وفي بعض نسخه في موضع آخر(٤) : « ثم اركب راحلتك وقل: بسم الله وبالله سبحان من سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين الحمد لله الذي سخر لنا هذا، وذلّل لنا، وصلى الله على محمد وعلى آله وسلّم ».

__________________

(٣) الزخرف ٤٣: ١٣ و ١٤.

(٤) في المصدر زيادة: الولد.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦.

(١) في المصدر: عملك.

(٢) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٣) وفيه زيادة: وانا إلى ربّنا لمنقلبون.

(٤) عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٤.

١٣٥

[٩٢٤٠] ٣ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه أراد سفرا فلما استوى على دابته قال: « الحمد لله الذي(١) سخر لنا هذا وما كنّا له مقرنين، وأنّا إلى ربّنا لمنقلبون، ثم قرأ فاتحة الكتاب ثلاث مرات، ثم قال: الله أكبر، ثلاث مرات، ثم قال: سبحانك(٢) إني ظلمت نفسي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلّا أنت » ثم ضحك، فقيل له: يا أميرالمؤمنين من أيّ شئ ضحكت؟ قل: « رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال مثل ما قلت، ثم ضحك، فقلت: يا رسول الله من أي شئ تضحك؟ قال: أن الله عزّوجلّ يعجب بعبده إذا قال: اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيره ».

[٩٢٤١] ٤ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه كان إذا استوى على راحلته خارجا إلى سفر، كبّر ثلاثا، ثم قال: « سبحان الذي سخر لنا هذا وكنا له مقرنين، وأنّا إلى ربّنا لمنقلبون، اللهم إنّا نسألك في سفرنا هذا البرّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوعنّا بعده، اللهم أنت الصحاب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال » فإذا رجع قال: « آئبون تائبون عابدون، لربنا حامدون ».

[٩٢٤٢] ٥ - مجموعة الشهيد الأول: أخبرنا جماعة من أشياخنا، عن الشيخ

__________________

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٦.

(١) في المصدر: سبحان الذي.

(٢) في المصدر زيادة: اللهم.

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٤٥.

٥ - مجموعة الشهيد ص ١٤٦.

١٣٦

الامام صفي الدين أبي الفضائل عبد المؤمن بن عبد الحقّ الخطيب البغدادي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن عبد الله المعروف بابن قاضي اليمن، إجازة عن عتيق بن سلامة السلماني عن، الحافظ محمد بن أبي القاسم (بن)(١) علي بن هبة الله بن عساكر.

وحدثني السيد النسّابة العلامة الفقيه المؤرّخ تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معيّة الحسيني، من لفظه قال: أخبرني جلال الدين محمد بن محمد الكوفي الواعظ، إجازةً: قال أخبرنا تاج الدين علي بن النجيب المعروف بابن الساعي المؤرخ، أنبأنا الحافظ ابن عساكر، أنبأنا الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، قراءةً عليه بالكوفة بمسجد أبي إسحاق السبيعي، في ذي القعدة سنة احدى وخمسمائة، أنبأنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن محمد بن علان المعروف بابن الخازن المعدل، أنبأنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي، أنبأنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن محمد بن رباح الأشجعي أنبأنا علي بن المنذر يعني الطريقي، أنبأنا محمد بن فضل عن يحيى بن عبد الله الأجلح الكندي الكوفي، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي الهمداني الكوفي، عن أبي زهير الحارث بن عبد الله، الأعور الهمداني الكوفي، عن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه)، أنه خرج من باب القصر فوضع رجله في الغرز(٢) ، فقال:

__________________

(١) الظاهر أن « ابن » زائدة، حيث أن بن عساكر: هو أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله « الكنى والألقاب ج ١ ص ٣٤٤ ».

(٢) الغرز: ركاب كور الجمل إذا كان من جلد أو خشب (مجمع البحرين ج ٤ ص ٢٨).

١٣٧

« بسم الله » فلما استوى على الدابة قال: « الحمد لله الذي أكرمنا، وحملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات، وفضّلنا على كثير ممّن خلق، تفضيلا، سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين، وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون، ربّ اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلّا أنت » ثم قال: « سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، يقول: إن الله ليعجب بعبده إذا قال: ربّ اغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلّا أنت ».

١٨ -( باب استحباب ذكر الله وتسبيحه وتهليله في المسير، والتسبيح عند الهبوط، والتكبير عند الصعود، والتهليل والتكبير عند كلّ شرف)

[٩٢٤٣] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وعليك بكثرة الاستغفار والتسبيح والتهليل والتكبير، والصلاة على محمد وآله ».

[٩٢٤٤] ٢ - علي بن طاووس في أمان الأخطار: وروي في لفظ التكبير، إذا علوت تلعة أو أكمة أو قنطرة: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلّا الله والله أكبر، والحمد لله ربّ العالمين، اللهم لك الشرف على كلّ شرف.

ثم تقول: خرجت بحول الله وقوّته، بغير حول مني ولا قوّة، لكن بحول الله وقوّته، برأت إليك يا ربّ من الحول والقوّة، اللهم إني أسألك بركة سفري هذا وبركة أهله، اللهم إني أسألك من فضلك الواسع رزقا حلالا طيبا، تسوقه إليّ وأنا خافض في عافية بقدرتك

__________________

الباب ١٨

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦.

٢ - أمان الأخطار ص ١٠١.

١٣٨

وقوّتك، اللهم سرت في سفري هذا، بلا ثقة منّي لغيرك ولا رجاء لسواك، فارزقني في ذلك شكرك وعافيتك، ووفقني لطاعتك وعبادتك، حتى ترضى وبعد الرضى.

[٩٢٤٥] ٣ - بعض نسخ فقه الرضاعليه‌السلام : « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، إذا هبط سبّح، وإذا صعد كبّر ».

١٩ -( باب استحباب الدعاء بالمأثور في المسير)

[٩٢٤٦] ١ - دعائم الاسلام: عن علي (صلوات الله عليه): أنه كان إذا برز للسفر فقال: « اشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أن محمد (رسول الله)(١) عبده ورسوله، الحمد لله الذي هدانا للاسلام، وجعلنا من خير أمّة أخرجت للناس، سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنا له مقرنين، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل [ والمال والولد، الهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ](٢) والمستعان في الأمر، اطوِ لنا البعد(٣) ، وسهّل لنا الحزونة، واكفنا المهم إنّك على كلّ شئ قدير ».

__________________

٣ - بعض نسخ الفقه الرضوي « ضمن نوادر أحمد بن محمد بن عيسى » ص ٧٤، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٥٨ ح ٢٤.

الباب ١٩

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٧.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر: البعيد.

١٣٩

٢٠ -( باب استحباب الاستعاذة والاحتجاب، بالذكر والدعاء وتلاوة آية الكرسي، في المخاوف)

[٩٢٤٧] ١ - السيد فضل الله الراوندي في أدعية السر: بسنده المتقدم في أبواب الأذان وغيرها، والشيخ إبراهيم الكفعمي في البلد الأمين وغيره، بأسانيدهم عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « أن الله تبارك وتعالى قال له في ليلة المعراج: يا محمد ومن خاف شيئا ممّا في الأرض من سبع أو هامّة، فليقل في المكان الذي يخاف ذلك فيه: يا ذارئ ما في الأرض كلّها بعلمه، بعلمك يكون ما يكون ممّا ذرأت، لك السلطان على ما ذرأت، ولك السلطان القاهر على كلّ شئ دونك، يا عزيز يا منيع، إنّي أعوذ بك بقدرتك على كلّ شئ، من كلّ شئ يضرّ، من سبع أو هامّة أو عارض من سائر الدواب، يا خالقها بفطرته، صلّ على محمد وآل محمد، وادرأها عنّي، واحجزها ولا تسلّطها عليّ، وعافني من شرّها وبأسها، يا الله ذا العلم العظيم، حطني واحفظني بحفظك، واجنبني بسترك الوافي من مخاوفي، يا كريم وأجرني يا رحيم، فإنّه إذا قال ذلك، لم تضرّه دوابّ الأرض، التي ترى، والتي لا ترى.

يا محمد ومن خاف شيئا دوني من كيد الأعداء واللصوص، فليقل في المكان الذي يخاف ذلك فيه: يا آخذا بنواصي خلقه والسافع(١) بها إلى قدره، والمنفذ فيها حكمه، وخالقها وجاعل قضائه

__________________

الباب ٢٠

١ - عنه في البحار ج ٩٥ ص ٣١١ باختلاف يسير « نقله عن البلد الأمين وفي ذيله ذكر عدة أسانيد منها السند المذكور أعلاه »، والبلد الأمين ص ٥٠٧، والمصباح ص ١٩١.

(١) في نسخة: السائق (منه قدّه).

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335