أدب الطف الجزء ٥

مؤلف: العلامة السيد جواد شبر
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 379
مؤلف: العلامة السيد جواد شبر
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 379
الحمل تدريجياً انه في الشهر الثالث يبلغ طوله ثلاثة سنتمرات 3 سم ووزنه 11 غراماً فقط ويكون الرأس كبيراً مخيفاً يقارب في حجمه ثلث حجم الجنين ، وأما الأحشاء فهي بارزة مع الكبد في حالة فتق فما هذا المنظر وأي جراح سيصلح له هذا الفتق ويرد احشاءه؟ لا نستعجل فالارادة الحكيمة تفعل فعلها ، كما نلاحظ ظهور العينين والأذنين والأطراف كجذمور صغير!!
وفي نهاية الشهر الثالث يبلغ طول الجنين 10 سم ووزنه 55 غراماً أي أن طوله أصبح ثلاثة أضعاف خلال شهر ووزنه تضاعف إلى خمسة أضعاف ، ولا يلبث ذلك الفتق أن يزول وترجع الأحشاء مع الكبد إلى الداخل ويتكون موضع السرة حيث يبقى بصمة على مر الزمن تذكر الانسان بالموضع الذي خرج منه!!
وفي نهاية الشهر الرابع يصبح طوله 20 سم ووزنه 170 غراماً أي تضاعف الطول خلال شهرين سبع مرات وتضاعف الوزن 17 مرة!! كما يتشكل الجهاز الهضمي ويبدأ الكبد بالعمل ولكن الجنين مع هذا يبدو أحمر اللون أصلع كما أنه يبدو بشع المنظر متجعد الجلد ، ولكن لا نستعجل لان كل شيء سيتم على ما يرام ، ففي نهاية الشهر الخامس يصبح طوله 30 سم ووزنه 650 غراماً كما يظهر شعر الرأس وتبدأ غدد الجلد في العمل. اذن بدأت مظاهر الجمال بالظهور حسناً فهل انتهى الأمر أم انه بحاجة إلى أشياء جديدة؟ هناك أشياء كثيرة تحتاج إلى تتمة فالاجفان مطبقة ملتصقة ببعضها ولا أظافر كما ان لون الجلد ما زالد أحمراً ، ولا تزال تجعدات الجلد موجودة كما ان الخصيتين ما تزالان في الظهر ولكن ما أن يصل إلى الشهر الثامن حتى يكون طوله 45 سم ووزنه 2500 غرام ، والاجفان منفصلة والشحم تحت الجلد أخفى التجعدات كما ان لون الجلد أصبح أبيض وردياً جميلاً وهاجرت الخصيتان من الظهر إلى
الصفن ، وفي نهاية الشهر التاسع يكون طوله 50 سم أي تضاعف طوله ما يقرب من 17 مرة والوزن 3250 غراماً أي تضاعف الوزن قرابة 325 مرة كما ان الاجهزة تكون كاملة ويكون الجنين في تمام تخلقه لا ينقصه شيء. فكيف سارت الأمور في هذا الطريق مرحلة مرحلة لا تسبق مرحلة أخرى ولا تستأخر وكل منهما توصل الجنين إلى مرحلة أخرى تتمم الاولى؟! أي خلق واي ابداع سبحانك اللهم؟!! ...
ولنلق نظرة على أجهزة هذا الجنين عندما يحين الوقت لنزوله إلى الكدح!! ان وزن القلب 20 غراماً ووزن الرئة 30 غراماً ووزن الكلية 12 غراماً ووزن الدماغ 350 غراماً ، أما وزن الدرق والمعثكلة فهي 3 غرامات والكبد يزن 125 غراماً ، أما وزن النخامة ملكة الغدد فهو نصف غرام لا أكثر!! بينما وزن المشيمة 500 غرام لانها في الحقيقة تمثل جميع أعضائه وأجهزته العاملة فهي التي تغذيه وتحميه وتهيء له كل ما يحتاج لنموه واستقراره واتزانه فما أعقلها تلك الأم الصغيرة؟!
ثم لننظر الى هذه الانشوطة التي يتعلق بها الجنين وهو يتأرجح بها مسروراً والتي تسمى بالحبل السري إنها أرجوحة مسلية ( طول الحبل السري 50 سم ) فهو يلعب ويتحرك كيفما يشاء ويخبط برجليه ويديه جدار الرحم معلناً وجوده وحياته ومخبراً بوضعه وسروره بهذه الحالة كما أن هذا الحبل يحوي مواسير الدم التي تنقل من المشيمة إلى الجنين حيث نجد في الحبل وريداً ضخماً وشريانين يقومان بايصال الدم وإرجاعه فهي مهمة مقدسة ، ولذا كان لهذا الحبل مزايا مهمة جداً فقصره يعرض لشدة الضغط على المشيمة وبالتالي انفكاكها وتعريض حياة الجنين للخطر بنقص تروية الدم كما أن طول الحبل قد يجعله ينسدل أو يلتف على عنق
الجنين ليقوم بعمل أشبه ما يكون بعملية شنق للجنين وهي إذا حدثت قطعت ورود الدم إلى الدماغ وبالتالي هلاك الجنين فأي أسرار وأي إبداع في كل جزء من هذا المخلوق وهذا الكون( الذي أحسن كل شيء خلقه ) ،( لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم ) ،( ولقد كرمنا بني آدم )
وطالما تحدثنا في هذه الصخامة التي وصل اليها الجنين وهي ما ناحية الطول أكثر بـ 17 مرة ، ومن ناحية الوزن أكثر بـ 325 مرة عما كانت عليه المضغة في نهاية الشهر الثاني حيث حصل الانعطاف الانساني في تخليق المضغة وتكوينها ، فماذا يحصل للرحم وهل هو بهذه السعة والصخامة أم انه يتمدد؟ وإذا تمدد فهل يصل إلى هذا التمدد الهائل؟ يجيبنا الطب ويقول : ان الرحم تبلغ من الحجم عند الفتاة الغذراء حوالي 2 ـ 3 سم3 بينما هي تصل في أواخر الحمل إلى حجم خمسة ألتار أو ما يعادل 5000 سم 3 أي أن حجم الرحم ازداد بمقدار 2500 ضعف تقريباً كما أنه يصل في بعض الحالات إلى 10 ليترات أو حتى 15 ليتراً كما في الحالات المرضية التي تعرف بالاستسقاء الأمينوسي أو الجنين الوطل أو الحمل التوأم!!! فكيف استطاعت عضلات الرحم أن تتمطط بهذه الكيفية حتى استطاعت أن توسع الحجم إلى ألفين وخمسمائة ضعف كما انها بعد الوضع تعود إلى ما كانت عليه فأي سر عجيب هذا الذي تحتويه؟! وأما الوزن فتزداد عشرين ضعفاً حيث يكون وزن الرحم قبل الحمل 50 غراماً بينما هو عند الوضع كيلو غرام واحد فما هي المواد التي انضمن إليها وتشربت بها حتى زادت بهذا الشكل؟ إنها أسرار وألغاز يحتار حتى الطب في تعليلها وهي من اختصاصه!! ثم نتساءل حول هذه الضخامة المفرطة كيف يتسنى للبطن أن يحتويها حتى ليصل قعر الرحم إلى أسفل عظم القص والذي يسمى بالذيل الخنجري؟ حقاً إن الحمل معجزة بحد
ذاته لولا اننا نراها كل يوم فتبلد حسنا اتجاهها ، ثم لننظر في مستويات أخرى حتى نرى هذا الانقلاب الهائل في جسم المرأة والذي يتجلى في كل ناحية من ناحية جسمها ، أولاً على مستوى الحوض حيث انها تستعد لتدخل الجنين وخروجه حياً وهذا بحد ذاته عجيبة من العجائب سنتعرض لها بعد قليل ، ثم ان المبيض يكون قد لحم فلم يعد يفرز شيئاً وكأنه صامت ينظر إلى هذه المسرحية العجيبة وهي مسرحية تخلق الانسان وأما الدم فهو قد أعلن استنفاره للقضية ولكن كيف بامكانه أن يخدم القضية الخطيرة؟ هنا يحصل تشاور على مستوى عال وتكون النتيجة كالتالي :
يقول الدم ، ما هو الشيء الذي أستطيع أن أقدمه لكم فتكون الإجابة لا عليك سوف تبعث الغدة النخامية أوامرها لقشر الكظر حتى يزيد من افراز هورمون الحابس للملح والماء وهو الالدوسترون فاذا زادت كتلة الدم بزيادة الماء كان هذا أحسن وذلك احتياطاً للطوارىء فيما لو حصل نزف فتكون كمية الدم أكبر ولكن هل هذا يكفي؟ انه لا يكفي اتصلوا سريعاً بالكبد حتى يزيد لنا من كمية مولد الليفين ويدفعها إلى الدم حتى يتخثر الدم بسرعة فيما إذا حصل ، نزف خاصة وان المشيمة سوف تقتلع وتنسلخ من قعر الرحم ، وكل هذا سيعرّض لخطر النزف ، وأما أنت أيها الدم فاستوعب كل ما نرسل إليك طالماً أظهرت إخلاصك للموضوع ، ويكون جواب الدم انني الخادم المخلص لهذا الانسان العظيم الذي أساعد ف إظهاره إلى صفحة الوجود ، ثم لا تلبث الأوامر المشددة أن تنطلق إلى الكبد ليزيد من تقوية الدم وشد أزره في الأزمات وذلك يتوليد المزيد من الحديد والخضاب ، وهكذا يحصل التعاون ما بين الغدة النخامية والكظر والكبد والدم ، هناك أمور أخرى يجب أن نحتاط لها وهي موضوع الجراثيم الانتهازية التي تنتظر مثل هذه الفرص حيث
تنفتح الأوساط العقيمة فتجدها مزارع طيبة للنمو والتكاثر!! إذن فلترسل الأوامر إلى نقي العظام حتى يزيد من انتاج الكريات البيض وجعلها في أهبة الاستعداد لمقاومة الإنتان ، وهكذا يرتفع رقم الكريات البيض بضعة آلاف في الملم3 بالاضافة إلى الصفيحات التي ترسل إلى الدم لتعاون هي ايضاً في قطع النزيف فيما لو حصل؟!! انقلاب شامل في كل أجهزة البدن ، كلها تستعد للمهمة الخطيرة : الأعصاب ، الغدد ، الأخلاط ، العضلات ، المفاصل ، العظام
ترسل الأوامر الهورمونية إلى مفاصل الحوض بالخاصة حتى ترتخي وتهيء الطريق ولا تضايق المرور وهذا عن طريق هورمون الرولاكسين الذي يقوم بهذا الفعل خاصة ، ثم ماذا عن الهورمونات السحرية العجيبه التي تفعل بترقيق شديد جداً يبلغ الجزء من المليون ، انها تعمل على أروع المستويات ، فالجسم الأصفر الذي استمر في دأبه ونشاطه مدة خمسة أشهر وسطياً تقول له المشيمة جزاك الله كل خير فلقد تعبث كثيراً وأرى أن ترتاح لأقوم بالمهمة التي تقوم بها وإذا بخلايا المشيمة الأمامية تقوم بالاضافة إلى عملها الامتصاصي للدم تقوم بإفراز هورمونات تعين على استقرار الجنين داخل الرحم وهي ما تسمى بالبرولانات ( آ ) و ( ب ) A + B بالإضافة إلى الجريبين واللوتئين ، وهذه الهورمونات على تفاهم مستمر مع النخامة وهي تخبر النخامة في كل لحظة عن صحة الجنين ونموه وتقدمه ، وعن نموه الخلوي والجهازي والعضوي على وجه العموم ، وعندما تحين ساعة الصفر تكون الخطة ان توقف هذه الهورمونات المفرزة وخاصة الجريبين دفعة واحدة حيث تحصل المفاجأة العجيبة وهي انقطاع الهورمونات التي كانت تحفظ استقرار الجنين داخل الرحم انها قضية مدبرة بتفاهم كامل بين الغدد والاعضاء ، وهكذا يتزعزع وجود الجنين ويبدأ المخاض الشاق ، وهنا تحصل العجيبة وهي مرور الجنين من الأعضاء التناسلية إلى الخارج ،
إن فوهة العنق مغلقة تماماً بسدادة ليفينية ، وان المضيق العلوي فيه فتحة عظمية يبلغ قطرها في حدود (12) سم فكيف سيمر الجنين من هذه الفتحة؟ تبدأ ملكة الغدد النشيطة في إرسال الأوامر من الفص الخلفي بشكل منظم إلى عضلات الرحم وهذا الهورمون يفرز من خلايا خاصة مهمتها هي هذه وفي هذا القسم يفرز هورمون آخر مهمته أن يضاد ادرار البول ، فماذا يحصل لو حصل خطأ بسيط ، فكانت الأوامر للخلايا الثانية وليست الأولى ، لم يحصل هذا مطلقاً ولا في امرأة واحدة فكيف سار هذا الناموس البديع المتناسق المحكم؟؟؟
يبدأ هورمون الفص الخلفي للنخامة بإفرازاته المنظمة المقلصة لعضلات الرحم ، وهكذا تسير التقلصات وتدفع الجنين إلى أسفل ، وتبدأ آلام المخاض عند الحامل ومع تكرار هذا الأمر ينفتح العنق وفيه خاصية عجيبة أيضاً حيث يبلغ من انفتاحه درجة كاملة بحيث يتساوى مع جدران الرحم ثم ينبثق جيب المياه الذي تكلمنا عنه ويبدأ رأس الجنين يحاول أن يتطابق مع الفوهة التي سيمر بها ويكون هذا باطباق ذقنه إلى صدره والتقدم بمؤخرة رأسه وهكذا يمر الولج إلى أسفل بينما تكون الأم في آلامها المريرة تعاني ما تعاني!! ولكن ما أن ترى المولود بجنبها حتى تنسى كل ما تألمت في سبيل هذه الثمرة العزيزة الغالية التي هي ثمرة الحب ( المولود الجديد ) ـ وعندما يصل المولود إلى هذه الحياة تحصل قضية ايضاً هي معجزة في حد ذاتها وهي حجم الرحم الكبير والفراغ الكبير بعد خروج الجنين وليس هذا المهم بقدر أهمية انسلاخ المشيمة وانفتاح برك الدم التي كانت تغذي الجنين ، لولا إرادة الله العجيبة التي حفظت هذا الكائن في كل مراحلة لكانت كل ولادة معناها الموت الحقيقي للأم لأن الدم سيخرج كالسيل الدافق من أفواه تلك البرك التي تنضح به ولكن ما أن تنزل المشيمة حتى ينقبض الرحم بشكل عجيب حيث يصبح
في قساوة الحجر بحيث ان الذي يضع يده على بطن الولود يشعر بتلك الكتلة القاسية التي هي دلالة ممتازة على انقباض الرحم ولذا سميت هذه العملية بعملية الرقاء الحسي وسميت الرحم في هذه الحالة بكرة الأمان وفعلاً انها كرة أمان تطمئن الطبيب إلى أن الوضع على ما يرام ولا خوف على الأم التي وضعت فتبارك الله أحسن الخالقين.
تغذية الطفل :
أسرار وأسرار يحار الطب والعلم في تفسيرها ومنها كيف سيتغذى هذا الوليد بعد أن جاء إلى هذا العالم الجديد وهو غريب عليه ولم تعد معه تلك المشيمة التي كانت تقدم له الطعام مهضوماً جاهزاً ، ان الارادة الحكيمة هيأت له الثدي كاحسن ما يكون فلننظر بدقة إلى كيفية هذا التكوين :
خلال الحمل تكون الأوامر المرسلة للثدي هي بالاستعداد فقط وهي هنا تكاثر الغدد ولذا نرى حوالي 25 فصاً عذباً لا للبن ومتى حان الوضع ترسل النخامة أوامرها لغدد الثدي بالافراز ويبدأ الافراز ، وهنا نتساءل كيف تحول الدم الذي يغذي الثدي إلى لبن مفيد للطفل حقاً انه سر من الأسرار العجيبة المدهشة فلقد وجد أن طريقة وصول المواد الدسمة وغيرها عن طريق اللبن هو عن طريق الافراز العائد للخلية ، ومعنى هذا ان الخلية الغدية تمتلىء بكرات الدسم فلا تستطيع عبور العشاء الخلوي فينجرف مقدمة الخلية مع كرات الدسم ثم تعود الخلية مرة أخرى فتجدد الغشاء الخلوي وما ذهب منها ، وهكذا ولقد وجد أن اللبن يحتوي على كافة المواد التي يحتاجها الجسم وان تركيز المواد فيه يختلف مع تطور عمر الطفل كما ان اللبن معقم فلا يحتوي على الجراثيم بالإضافة إلى أن أجسام المناعة تمر من خلاله مما تعطي الطفل مناعة مهمة ضد الأمراض وذلك من دم والدته ، وإذا ذهبنا نعدد مزايا حليب الأم
وأفضليته على باقي أنواع الحليب سواء حليب الحيوانات أو الحليب المجفف فانه يتفوق بشدة وهذا كله من رحمة الله بهذا المخلوق الذي يلد ضعيفاً وهو يحتاج للرحمة والعناية والغذاء فأمن له كل ذلك وبشكل متناسق فتغذية الطفل تخلق حناناً وعطفاً ورحمة من الأم على ولدها وتشد الناحية الروحية العاطفية بينهما
لنستمع إلى سيد قطب وهو يحدثنا عن الاعجاز في خلق اللبن عند الآية القرآنية :( وإن لكم في الإنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين ) فهذا اللبن الذي تدره ضروع الأنعام مم هو؟ انه مستخلص من بين فرث ودم ، والفرث ما يبقى في الكرش بعد الهضم وامتصاص الامعاء للعصارة التي تتحول إلى دم. هذا الدم الذي يذهب إلى كل خلية في الجسم فاذا صار إلى غدد اللبن في الضرع تحول إلى لبن ببديع صنع الله العجيب الذي لا يدري أحد كيف يكون
وعملية تحول الخلاصات الغذائية في الجسم إلى دم ، وتغذية كل خلية بالمواد التي تحتاج اليها من مواد هذا الدم عملية عجيبة فائقة العجب وهي تتم في الجسم في كل ثانية كما تتم عمليات الاحتراق ، وفي كل لحظة تتم في هذا الجهاز الغريب عمليات هدم وبناء مستمرة لا تكف حتى تفارق الروح الجسد وقد بقي هذا كله سراً إلى عهد قريب. وهذه الحقيقة العلمية التي يذكرها القرآن هنا من خروج اللبن من بين فرث ودم لم تكن معروفة لبشر ، وما كان بشر في ذلك العهد ليتصورها فضلاً على أن يقررها بهذه الدقة العلمية الكاملة وما يملك انسان يحترم عقله أن يماري في هذا أو يجادل. ووجود حقيقة واحدة من نوع هذه الحقيقة يكفي وحده لإثبات الوحي من الله بهذا القرآن فالبشرية كلها كانت تجهل يومذاك هذه الحقيقة ).
بقي علينا بعد هذه الرحلة الطويلة أن تعرف على بعض الاسرار الأخرى المدهشة منها كيفية تشخيص الحمل؟ فلقد وجد أن الحمل لا يشخص بشكل قطعي في الاشهر الأولى ولكن ابتداء من الشهر الرابع وما بعده بأيام يبدأ قلب الجنين بالنبض ، ويعد سماع دقات قلب الجنين من الأعراض اليقينية لتشخيص الحمل ، وهنا نجد توافقاً عجيباً بين هذا الرقم وعدة المتوفى عنها زوجها حيث سجل القرآن تلك العدة كما يلي :( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة اشهر وعشراً ) وهذا الرقم يطابق إلى درجة عجيبة الرقم الذي يحدده الطب لوضوح العلامات اليقينية للحمل ، وهذا الشيء مهم من أجل الميراث والنفقة وما سواهما من الأمور الهامة في الأسرة وحق الذرية فهل كان الذي أنزل عليه القرآن ( عليه الصلاة والسلام ) طبيباً اخصائياً اطلع على علم التشريح الجنيني وأدرك هذه الاسرار ثم سجلها ، أم أن هناك أمراً أهم وهو اطلاع الله على السر وأخفى!!!
ومن هذه الاسرار أيضاً عدم جماع الرجل لامرأته في وقت الحيض حيث أن غشاء الرحم المخاطي يكون في هذه المرحلة في حالة توسف وانسلاخ ولذا فإن الجماع في هذه الحالة له أضراره المؤكدة وأولها اصابة الرحم بالتهاب وانتان وذلك بسبب انكشاف الطبقات الداخلية للرحم كما لو جرحت اليد والجرح مفتوح فكيف سيعمل التلوث ، ان الرحم بالضبط هي في حالة جرح ولكن من باطنها فأي جماع سيؤدي إلى صعود الجراثيم من المهبل إلى عنق الرحم وإذا صعدت فإن البيئة مناسبة جداً لإحداث الاصابة الانتانية هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الحالة النفسية للمرأة تكون أبعد ما يمكن عن الجماع والاستثارة الجنسية ، فلقد وجد الطب أن افراز هورمون معين هو ( الفوليكولين ) هو الذي
ينمي الإثارة الجنسية والحس الجنسي وهذا يزداد إفرازه قبل القاء البيضة أي بدءاً من أول الطهر حتى اليوم الرابع عشر من الدورة حيث تلقى البيضة في هذا اليوم ، وفي هذا اليوم بالذات يندلق هذا السائل مع انفجار جريب دو غراف الذي تحدثنا عنه وبهذا تزداد الغريزة الجنسية في هذا اليوم أكثر من بقية أيام الدورة مما تجعل المرأة تتوافق مع هذا الافراز تماماً فزيادة الغريزة والميل الجنسي مع الاستعداد للالقاح والعكس بالعكس حيث يقل الميل الجنسي بعد إلقاء البيضة وتكون الجسم الأصفر الذي هو من مخلفات جريب دوغراف المنفجر الذي أعطى البيضة ، وهذا الجسم الأصفر يعطي هورموناً هو البروجسترون أو اللوتئين وهذا الهورمون يحدث تأثيرات مخالفة لتأثيرات الهورمون الأول حيث ينمي هذا الحب والعطف والرحمة فالهورمون الأول هو هورمون المحبات بينما الهورمون الثاني هو هورمون الأمهات!! كما لوحظ أن الهورمون الأول يحدث انقلاباً في كل الجهاز التناسلي عند المرأة وبشكل يتفق مع امكانية الالقاح ، فالأعضاء التناسلية عند المرأة يؤثر عليها فينمي الشفرين والبظر كما ينمي غدد بارتولان وهذه تفرز مواد مخاطية تساعد في عملية الجماع كما أن هذا الهورمون ينمي المهبل ويزيد من حموضته بزيادة سكر العنب الذي يتحول إلى حمض لبن بفضل جراثيم المهبل مما يحمي المهبل حماية جيدة من الانتانات ويزيد من مقاومته ولكن طالما ازداد الحمض فإن هذا فيه خطر على الحيوانات المنوية التي يضر بها الحمض ولكن يحدث أمر على درجة كبيرة من الغرابة وهو ما يعرف بمفرز العنق الآحي اللصوق حيث تفرز غدد العنق أي عنق الرحم في يوم الاباضة مادة رائقة لصوقة مثل آح البيض لا تبقى أكثر من 24 ساعة وهي تعدل مفرزات المهبل الحامضة من جهة كما أنها تشبه السلم الذي سوف يصعده الحيوان المنوي الذي مهد له الأمر كل هذا التمهيد وأما تأثير هذا الهورمون ( أي الفوليكولين
على الرحم ) فإنه يزيد من المقوية العضلية أي قوة توتر العضلات كما ينقص عتبة تقلصها أي أن المثير الذي كان يدفعها إلى التقلص في السابق فإن أضعف من يحرض عضلات الرحم على التقلص وهذا له فائدة حيث أن الرحم تقوم بعمل يشبه عمل الاجاصة التي تمتص المني بواسطة عنق الرحم من المهبل امتصاصاً كما لو تصورنا إجاصة من المطاط لها فوهة موضوعة في ماء وضغطنا هذه الاجاصة فإنها تسحب الماء بقوة بعد رفع اصبعنا عنها وهذا ما يحدث بالضبط للرحم في الجماع وحتى في النفير يقوم هذا الهورمون بما يسهل مهمة الالقاح البشري حيث يؤثر على العروق الدموية قتتسع وتحتقن وهذا ما يجعل النفير يفرز سائلاً مطلياً يشكل تياراً يساعد في هجرة البيضة حتى تلتقي بالحيوان المنوي وتتلقح كما يؤثر هذا الهورمون في قشرة الدماغ فينبه الشهوة الجنسية عند المرأة فانظر كيف أثر هذا الهورمون الآخر بتأثيرات متعاكسة تماماً مع الفوليكولين حيث تنعدم تأثيرات البروجسترون على المهبل ، وأما العنق فتكف مفرزاته وأما الرحم فيرفع عتبة تقلصه حتى يؤمن سريراً ثابتاً هادئاً للجنين الإنساني وأما في قشر الدماغ فينمي الأمومة في قلب المرأة فكيف اتفق لهذين الهورمونين أن يقوما بمثل كل هذه الاعمال؟ إنها إرادة الله الطليقة المنشئة التي تحدث كل هذا
وهكذا نجد أن الظرف النفسي لا يوافق عملية الجماع مطلقاً بل على العكس ، كما أن القذارة التي يكون عليها المهبل حيث إن الدم الطمئي يمتاز بأنه وريدي أسود لا يتخثر كما أنه يحتوي كمية من مادة الزرنيخ ، هذا بالإضافة إلى أن الجماع قد يحدث احتقاناً في المنطقة وفي الرحم مما يؤدي إلى زيادة كمية القذف الدموي ، هذه الأشياء التي ذكرناها بالإضافة إلى أشياء كثيرة لسنا بصددها الآن ترينا حكمة القرآن حينما
يقول :( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن ، فإذا تطهرن فاتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) ـ البقرة ـ. ومع هذا نسمع عن بعض أساتذة التوليد الذين يدرسون طلاب الطب ان الجماع في الحيث ليس فيه أذى إنما هو غير جيد من الناحية الميكانيكية لا أكثر؟!!
إن هذا الجواب بالإضافة إلى تفسيرات أخرى تدل على ان الذهنية العلمية ربما خانت أصحابها حين يبحثون في مثل هذه القضايا ، فما هو السر يا ترى في كل هذه المواقف؟ إنها عقدة الفرار من الله إنها نتائج التعليم الغربي الذي ما زال يعاني من الفصام النكد الذي حصل بين العلم والدين وذلك نتيجة اضطهاد الكنيسة لرجال العلم في القرون الوسطى في أوربا والتي نجانا الله منها في عالمنا بسبب فكرتنا الإسلامية العظيمة عن الكون والحياة والإنسان.
إن الحيض أذى بلا شك من كافة النواحي البيولوجية والغريزية والنفسية وصدق الله وخرص المكذبون!!
وآخر المطاف في هذ البحث هو موضوع الفصل بين الجنسي واعطاء تدريس مختلف لكل من الجنسين ولنأخذ مثلاً على ذلك : أن شريطي موجود فكل سلك ملفوف بعازل يعزله عن رفيقه ويحدث اتصال في مكان مناسب خاص فتحصل الإضاءة وتنتشر القدرة الكهربية بينما إذا حصل اتصال ما بين الشريطين في غير المكان المطلوب أدى إلى تعطيل التيار فكيف الأمر لو حصل اتصال على طول الخط كما هو في اتصال الجنسين اليوم!! ولنستمع إلى الدكتور الكسيس كاريل صاحب كتاب « الانسان ذلك المجهول » وهو يحدثنا عن بعض الأشياء التي يجب أن نحددها للانثى والذكر ( إن الاختلافات الموجودة بين الرجل والمرأة لا تأتي من
الشكل الخاص للاعضاء التناسلية ومن وجود الرحم والحمل أو من طريقة التعليم إذ أنها ذات طبيعة أكثر أهمية من ذلك أنها تنشأ من تكوين الأنسجة ذاتها ومن تلقيح الجسم كله بمواد كيماوية محددة يفرزها المبيض ولقد أدى الجهل بهذه الحقائق الجوهرية بالمدافعين عن الانوثة إلى الاعتقاد بأنه يجب أن يتلقى الجنسان تعليماً واحداً ، وأن يمنحا قوى واحدة ومستويات متشابهة ، والحقيقة أن المرأة تختلف اختلافاً كبيراً عن الرجل فكل خلية من خلايا جسمها تحمل طابع جنسها والأمر نفسه صحيح بالنسبة لأعضائهن وفوق كل شيء بالنسبة لجهازها العصبي فالقوانين الفسيولوجية غير قابلة للين مثل قوانين عالمنا الكوكبي ، فليس في الإمكان إحلال الرغبات الإنسانية محلها ومن ثم فنحن مضطرون إلى قبولها كما هي فعلى النساء أن ينمين أهليتهن تبعاً لطبيعتهن دون أن يحاولن تقليد الذكور ، فان دورهن في تقدم الحضارة اسمى من دور الرجل فيجب عليهن أن لا يتخلين عن وظائفهن المحددة ولذا يحب ألا تلقن الفتيات التدريب العقلي والمساوي ولا أن تبث في نفسها المطامع التي يتلقاها الفتياها وتبث فيهم )(1) ونحن لا نسلم بكل ما يقول هذا الكاتب ولكن هذه الإشارة مهمة في توضيح ما يعاني المجتمع الغربي
__________________
1 ـ كتاب الانسان ذلك المجهول ص 108 ـ 109 ص 111.
الجملة العصبيّة المركزية
يقول الخالق العليم( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) إن القلب المعني به هنا هو الدماغ مركز التفكير في الانسان وهذا الجهاز هو موضع بحثنا الآن ، فما هو تركيبه يا ترى؟ وما هي مكوناته وعمله الفيزيولوجي؟ وما هي أسراره المحيرة التي لم يكشف النقاب إلا عن القليل منها؟ لنسمع إلى الطب وهو يحدثنا عن بعض هذه الأسرار ...
يعتبر الدماغ بالنسبة إلى الجسم بمثابة الحكومة العاقلة العالمة المخلصة والتي تتحكم في كل الجسم على الاطلاق تحكماً مطلقاً ويعتبر الجسم بمثابة الشعب المتفاني في الطاعة ، وتتكون الجملة العصبية من اجتماع عدة عناصر تتعاون فيما بين بعضها البعض ، كما أنها تتعاون من جهة أخرى مع باقي غدد الجسم وأخلاطه ، وحتى نأخذ فكرة مبدئية عن الأمور نقول أن الجملة العصبية في الإنسان هي أهم جزء في البدن حيث تمثل قيادة الجسم من الناحية المادية والفكرية وهي تتكون من المخ والمخيخ والجذع الدماغي الذي يتكون بدوره من ثلاث قطع هي الساق المخية وهي مزدوجة والحدبة الحلقية وتسمى بجسر فارول أيضاً نسبة لمكتشفها وثالثها
وهي البصلة ، وهناك النخاع الشوكي وهو موجود في قناة عظمية تحفظه من كافة الجوانب ويتفرع من النخاع أعصاب عديدة تسري في الجسم كسريان أسلاك البرق والهاتف وهكذا نرى أن عناصر الجملة العصبيه هي سبعة وهي تمثل مركز القيادة الذي يتلقى الأخبار ويرسل الأوامر ولكن كيف يتم هذا الأمر؟ إن هذا كله سنتعرض له بالتفصيل بعد قليل ، ولتبدأ بأبسط الأشياء حتى نصل إلى الأشياء المعقدة ..
الخلية العصبية :
الشيء الأول الذي نريد أن نفهمه هو السؤال التالي : ما هي الأعصاب؟ يقول الطب أن حجر الأساسي أو اللبنة الأساسية في تكوين الجهاز العصبي هو العصبون أو الخلية العصبية أي كباقي الأجهزة التي تشكل الكائن الحي الراقي ولكن تختلف الخلية العصبية عن باقي خلايا الجسم بمميزات هامة وعظيمة هي التي جعلت هذه الخلايا تتمتع بمركز القيادة بينما تعتبر باقي الخلايا تحت حكم الأولى الخلية العصبية تمتاز بشكلها الساحر المعقد والذي يشبه الأخطبوط بأرجله أو الشجرة كثيرة الأغصان التي لا تحمل أوراقاً حيث أن الخلية العصبية تتخد من ناحية شكلها الجسمي شكلاً كروياً أو مغزلياً أو نجمياً أو بيضياً ومن هذا الجسم يخرج من طرفه استطالات كأغصان الاشجار ومن الطرف الآخر يخرج ما يشبه جذع الشجرة أي محور غليظ طويل ولقد سميت الاغصان أو الاستطالات بالاستطالات الهيولية وسمي الجذع بالمحور الاسطواني والسؤال الذي يهمنا في هذا الصدد هو : ما هو السر الذي يمكن في هذه الخلية حتى تكون مقراً للادراك والتفكير والمحاكمة والتصور والخيال والإبداع والذكاء والإرادة والشخصية وهي خلية كباقي خلايا الجسم تتغذى بنفس المواد وتتفاعل كما يتفاعل باقي الخلايا ولها نفس التركيب الداخلي أي هيولى خلوية ونواة وكروموسومات فأي سر
عجيب تحتويه هذه الخلية السميعة البصيرة الناطقة المفكرة؟ إن الطب بالطبع لا يجيبنا على هذا السؤال ولكن مع المستقبل قد نكشف له أسرارها؟!!
ان الخلية العصبية لها لون رمادي ولذا تعطي المناطق التي تقطن فيها اللون الرمادي وهو ما نشاهده في الطبقة السطحية القشرية الخارجية لمخ والمخيخ حيث تجتمع الخلايا العصبية بينما هي في النخاع داخله في المركز أي بعكس توزع الخلايا في المخ وهي تبلغ في تعدادها رقماً خيالياً حيث استطاع العالم فون ايكونومو أن يعد خلايا الدماغ بـ 14 مليار ( ألف مليون ) خلية عصبية ولنتصور الآن ترابط هذه الخلايا كلها دفعة واحدة في العمل من أجل المحافظة على سلامة الكينونة الإنسانية أن هذه الخلايا العصبية تقوم بعمل مدهش فذ وبشكل متناسق ومتكامل وموحد حتى أن العالم جودسون هريك القى محاضرة في معهد التاريخ بنيويورك في ديسمبر عام 1957 أراد أن يعطي تشبيهاً للدماغ فقال لو أننا جمعنا كل أجهزة العالم من التلفون والتلغراف والرادار والتلفزيون ثم حاولنا أن نصغر هذه الكومة الهائلة من الأجهزة المعقدة حتى استطعنا وبمجهود جبار أن نوصلها إلى مثل حجم الدماغ فانها لا تبلغ في تعقيدها مثل الدماغ. وصدق لأن الدماغ بلغ من التعقيد حداً يعجز الدماغ عن فهمه!!!
إن الخلية العصبية لا تعمل بشكل مفرد بل تتعاون مع باقي الخلايا والفضل في هذا يعود إلى تفصل الخلايا مع بعضها البعض وذلك عن طريق هذه الشبكة الهائلة من الاستطالات الهيولية حتى لقد وجد أن بعض الخلايا متصل بما يقرب من 1800 خلية أخرى وهكذا نصل إلى شيئين ، الأول هو ذلك الترابط الوثيق بين الخلايا العصبية والشيء الثاني هو عدد الممرات التي يمكن أن تنشأ من خلال هذا الترابط الهائل
وخاصة بين 14 ألف مليون خلية عصبية بالطبع إن الرقم الذي يحصل لا يمكن قراءته بحال من الأحوال وهذا واقع الدماغ المحير المعقد.
والخلية العصبية كما قال جون فايفر في كتابه « العقل البشري » هي عبارة عن سلك حي يولد وينقل نبضات كهربائية سريعة ، إنها تحتفظ بنفسها مشحونة وجاهزة للعمل بمساعدة بطارية في داخلها تعمل بواسطة خليط من الاكسجين والسكر وتشحن اوتوماتيكياً وهي تدور ، أي أنها ترسل ما يقرب من بضع مئات من النبضات في الثانية حينما تصل إليها نبضات غامزة من أعضاء الحس أو من خلايا عصبية أخرى وتقوم ألياف الاستقبال للخلية الواحدة باتصالات دقيقة بألياف الإرسال لحوالي خمسين خلية عصبية أخرى وهكذا تنقل الاشارات من خلية إلى أخرى وهي تمر داخل الجهاز العصبي(1) )
ونظراً لتعقد البحث في الجملة العصبية المركزية لذا سوف نحاول أن نأخذ بعض الافكار المبسطة عن تركيبها وعن عملها من جهة ثانية والتعقيد يكمن في كلا القسمين وإن كان في القسم الثاني أشد وأعجب.
داخل الجمجمة :
لنحاول أن ندخل إلى الجوف القحفي المغلق حتى نتعرف على بعض الأسرار ولكن كيف الطريق إلى ذلك؟ لنتسلق أحد الأعصاب الشمية الموزعة بشدة في المنخر ولكن هذه الملامسة سوف تثير منعكس العطاس الشديد حيث سيطرح أي غريب يحاول أن يخرش القسم المخاطي من داخل المنخر ولكن لنحاول أن نخترق الغشاء المخاطي ثم نتسلق أحد الأعصاب الشمية ولكن إلى أين؟ يأتي الدليل ليقودنا إلى المتاهات
__________________
(1) عن كتاب العقل البشري لجون فايفر ص 10.
العجيبة وبينما نحن نسير إذا بالعصب يمر من ثقبة من خلال صفيحة عظيمة وهذه الصفيحة مثقبة بشدة لمرور باقي ألياف العصب الشمي ، هذه الصفيحة تسمى بالصفيحة الغربالية لأنها تشبه الغربال في منظرها ثم يصعد العصب الشمي إلى داخل القحف حيث يتصل لكتلة تشبه البصلة ولذا سميت بالبصلة الشمية وبعدها يتخذ الطريق الشمي طريقاً معقداً لسنا بصدده الآن وهنا داخل القحف ماذا نجد؟ كتلة رخوة هشة سريعة التأثر ولكنها مغلفة بثلاثة أغلفة وذلك لحماية المخ وباقي عناصر الجملة العصبية والغشاء الأول بعيد جافي ولذا يسمى بالأم الجافية وكأن الغشاء أما تحوط الجملة العصبية ولكن نظراً لبعد الغشاء الأول سمي بالأم الجافية وهناك الطبقة الرقيقة الحنونة التي تحيط المخ مباشرة ولذا سميت بالأم الحنون وما بين الغشائين يوجد غشاء نسيج يشبه نسيج العنكبوت ولذا سمي بالغشاء العنكبوتي وهو رخو يلتصق بشدة بالأم الجافية ويتباعد عن الأم الحنون حتى يترك المجال لسائل يحيط بالجملة العصبية والأجواف الاخرى حماية للمص وغيره من الرضوض وهنا يقف الإنسان متأملاً متسائلاً عن شدة هشاشة وضعف الجملة العصبية من جهة وشدة فعاليتها وعظمة تركيبها من جهة أخرى ولذا احيطت بكل هذه العناية والتكريم ولنربط ما بين هذه الأغشية الثلاثة التي تحيط بالدماغ وما بين الاغشية الثلاثة التي كانت تحيط بالجنين حينما كان في بطن أمه. والدماغ موضوع ضمن صندوق عظمي هو القحف حيث تشتد سماكته في بعض المناطق الخطرة والتي تتعرض للصدمات أكثر من غيرها كما في الجبهة والقفا وحيث ترق في المناطق الاخرى التي لا تتعرض للصدمات كما في الصدغين ، وداخل هذا الصندوق العظمي يوجد تجاويف وحفر وميازيب بحيث تناسب الفصوص الدماغية تماماً فالصندوق في الداخل ليس أملساً بل فيه البوارز والمنخفضات بشكل يتلاءم مع المحتوى الدماغي ولذا نجد
بروزاً مزدوجاً في الامام يناسب الفصوض الدماغية الجبهية والتي يقال أن لها علاقة بتكوين الشخصية ، كما أن القفا بارز بحيث يأخذ شكل الفص القفوي الدماغي والذي له علاقة وثيقة بالرؤية وأما البصلة الشمية التي تحدثنا عنها والتي تختص بحاسة الشم عند الإنسان فهي تقع في قاع القحف في منخفض منه بجنب الخط المتوسط حيث يقوم بجانبها ارتفاع وكأنه عرف الديك ولذا سمي هذا الارتفاع بنتوء عرف الديك وهذا النتوء يتناسب مع الفاصل الفارغ ما بين نصفي كرة الدماغ ، وفي مؤخرة قاع الصندوق القحفي توجد فجوة صغيرة هي الثقبة القفوية والتي تمر منها العناصر العصبية التي تعتبر صلة الوصل ما بين الدماغ والنخاع الشوكي وهي التي مرت معنا وهي الساقان المخيتان والحدبة الحلقية أو جسر فارول وأخيراً البصلة السيسائية والمجموع العام يسمى يالجذع الدماغي ، وأما المخيخ فيسكن منطقة تقع تحت المخ مباشرة حيث يفصل عن المخ بما يشبه الخيمة ولذا سمي هذا الفاصل بالخيمة المخيخية ، وأما النخاع الشوكي وطوله 43 سم فهو يسكن تجويفاً عظيماً محمي من كافة الأطراف بالفقرات العظيمة وهي سبع فقرات في منطقة الرقبة و 12 فقرة في منطقة الظهر وخمس فقرات في منطقة القطن وخمس فقرات في منطقة العجز وأخيراً هناك عدة فقرات تشكل العصعص أو العجز النهائي ، ولو نظرنا في تكوين الفقرات وشكلها لأخذنا العجب كل مأخذ فهي أشبه ما تكون بالصحن الطائر على وجه العموم وإن كانت تختلف اختلافاً طفيفاً من مكان لآخر بحيث تتناسب مع المنطقة التي يمر منها النخاع فهي بالخلف ممتدة بنتوء يسمى النتوء الشوكي حيث تحمي النخاع من الخلف مع صفيحات أخرى تتمفصل مع النتوء وتتمادي به وهي الصفيحات الفقرية وفي الامام يوجد جسم منتفخ هو جسم الفقرة وفي الجانبين توجد نتواءت معترضة للحماية الجانبية وبين
كل هذه العناصر ترقد الثقبة النخاعية التي تحوي النخاع الشوكي والذي يبلغ قطره سنتمتر واحد وفي داخله قناة تسمى بالقناة المركزية حيث تحوي جدارنها خلايا تفرز السائل الدماغي الشوكي وتتمادى هذه القناة المركزية في الأعلى حيث تنفتح على منطقة تسمى بالبطين الرابع وهي مهمة جداً من الوجهة التشريحية والفيزيولوجية وهي كائنة في البصلة السيسائية وفيها مركز هام يسمى بمركز الحياة وهو في حقيقته المركز المهيمن على الحركات التنفسية ولذا فإن تخريبه يؤدي إلى انقطاع المركز القائد الذي ينظم الحركات التنفسية وبالتالي الموت ، إلا أن يبقى ذلك الإنسان يتنفس دائماً بالرئة الفولاذية الاصطناعية!! ..
تمفصل العمود الفقري :
وهكذا نرى أن النخاع يحاط بالحماية العظمية من الأمام والخلف ، وأما من الأعلى والأسفل فهو يتمفصل مع بقية الفقرات ويوجد بين الفقرة والأخرى قرص غضروفي حتى يتسنى للإنسان الحركة والتنقل ، ولولا هذه الخاصية لبقي الإنسان جامداً لا يستطيع أن ينحني ولا أن يلتقط الاشياء من الارض ولا أن يميل إلى الجانبين ، والخلاصة سوف يبقى قطعة واحدة إلا من الاسفل والاعلى حيث تتعلق به الأطراف وتتحرك على مستواها فقط ، وهذا كله يتم بفضل هذا التمفصل الرائع المحكم وبفضل العضلات التي تحيط الفقرات من كل جانب وتمكن العمود الفقري الذي يتكون من 33 ـ 35 قطعة أن يتحرك ، ومن نتائج هذا التمفصل وهذه القدرة البديعة فيه يمكن أن نعرف خطرة الخلل الذي يحدث فيما لو حصل على أي مستوى ، ومن أمثلته تكلس الأربطة التي تربط ما بين الفقرات فإن هذا يؤدي إلى مرض خطير يعرف بمرض ماري سترومبل حيث يصاب العمود الفقري بأجمه بالصمل ويصبح كله ملتصقاً قطعة واحدة لا يتحرك لأية جهة بحيث أنه لو
السيد نعمان الأعرجي
جزعاً بكى وأخو الصبابة يجزع |
وجرت سواكب دمعه تتدفعُ |
|
صبّ إذا هلّ المحرم هاجه |
وجد تفيض العين منه وتدمع |
|
وجوىً لما نال الحسين وآله |
نيرانه بين الأضالع تسفع |
|
في كربلا، في كربها وبلائها |
لما استجاشوا حوله وتجمّعوا (١) |
__________________
١ - القصيدة طويلة رواها الشيخ فخر الدين الطريحي في ( المنتخب ).
السيد نعمان الاعرجي
هو من أدباء القرن الحادي عشر ذكر له العلامة الخطيب اليعقوبي في ( البابليات ) ترجمة وجملة من الشعر، قال: وذكره فخر الدين الطريحي في المنتخب، وله مراث كثيرة لأهل البيت عليهمالسلام ذكر قسماً منها الشيخ عبد الوهاب الطريحي ابن الشيخ محمد علي - أخو فخر الدين صاحب المجمع والمنتخب، وكله في مراثي آل الرسول. وقال في مقدمة الترجمة:
السادة الأعرجيون من أكبر جذوم الطوائف الحسينية وأكثرها انتشاراً في العراق وغيره وينتهي شريف نسبهم إلى عبيد الله الاعراج ابن الحسين الاصغر بن الإمام زين العابدين (ع) الذي هو من معاصري أبي العباس السفاح وكان في احدى رجليه نقص فسمي الاعرج وعرفت ذريته بالسادة الاعرجية. وقال صاحب العمدة عن أبيه الحسين الأصغر: وعقبه عالم كثير بالحجاز والعراق والشام وبلاد العجم والمغرب. ( اهـ ) تقلد جماعة منهم نقابة الطالبيين وزعامة الدنيا والدين وامارة الحاج، ومن أعيانهم في القرن الرابع الأمير أبو الحسن محمد الاشتر بن عبيد الله الثالث بن عبد الله الثاني بن علي بن عبيد الله الاعرج كان له نيف وعشرون ولداً تقدموا في الكوفة وملكوا حتى قيل السماء لله والأرض لبني عبيد الله، وكان محمد هذا قد وقعت بينه وبين قوم من العرب بظاهر الكوفة حرب وهو دون العشرين فقتل منهم جماعة وجرح في وجهه فكسته الضربة حسناً ولقب بالاشتر وهو الذي مدحه المتنبي أحمد ابن الحسين بقصيدته التي مطلعها:
أهلا بدار سباك أغيدها |
أبعد ما بان عنك خردها |
ومنها في المدحي ويشير فيها إلى جرح وجهه:
خير قريش أباً وأمجدها |
أكثرها نائلا وأجودها |
|
تاج لوي بن غالب رَبه |
سما لها فرعها ومحتدها |
|
أفرسها فارساً وأطوالها |
باعاً ومغوارها وسيدها |
|
يا ليت لي ضربة أتيح لها |
كما أتيحت له محمدها |
|
أثر فيها وفي الحديد وما |
أثر في وجهه مهندها |
|
قد أجمعت هذه الخليفة لي |
انك يا بن النبي أوحدها |
ونبغ في القرون الوسطى وما بعدها منهم عشرات الرجال بالعلم والفضل والأدب والشعر ومن أشهرهم في أوائل القرن الثامن السيد عبد المطلب بن أبي الفوارس الملقب بالعميدي الذي طفحت موسوعات التراجم والرجال بذكره وعرف بغزارة علمه وجلالة قدره وتعليقاته على كتب خاله ( العلامة الحلي ) وكانت ولادته بالحلة سنة ٦٨١ ووفاته ببغداد سنة ٧٠٤ هـ وحمل إلى المشهد الغروي وتعرف ذريته في الحلة حتى اليوم بآل ( العميدي ) وفي القرن الحادي عشر نجم منهم جماعة بالفضل والأدب ترجم صاب ( نشوة السلافة ) لثلاثة منهم ولكنه لم يذكر إلا وجيزاً من أشعارهم ومجملاً من أخبارهم ولم يأت بما نروم من الغرض وكان أحدهم صاحب الترجمة السيد نعمان واليك نص ما قال عنه:
لم يذكره السيد في السلافة كأنه لم يبلغه اسمه ونظمه، ومن رقيق شعره قوله:
حبيبٌ فيه قد خلع العذارُ |
وفي خديه قم نمّ العذار |
|
هلال دجى له عيناي افقٌ |
غزال نقاً له قلبي قفار |
|
ولست ألومه إن صدّ عني |
فان الظبي عادته النفار |
|
أحب لوجهه الاقمار جمعا |
ومنه عليه من شوق أغار |
|
وأشفق ان دنا من فيه كأس |
على درٍّ يقبّله النضار |
قال وله نظم رائق ذكرناه في كتاب « نتائج الافكار » فليطلب من هناك. اهـ
وتعرض لذكره الاستاذ البحاثة يعقوب سر كيس في ترجمة الشاعر الاديب أبي عبد الله جمال الدين محمد بن عبد الحميد البغدادي الشهير بـ ( حكيم زاده ) من أدباء القرن الحادي عشر عن مخطوط نقل عنه ما نصه: كان قد أرسل لي السيد الاجلي السيد نعمان الحلي وهو في بغداد نبذة من قصائده وأشعاره وكان له اليد الطولى في نظم الشعر فلما وقفت على أشعاره ودرر عقود أفكاره استحسنته غاية الاستحسان ونظمت هذه الأبيات وكتبتها في عنوان الكتاب وأرسلتها إليه وأنا الحكيم زاده والأبيات هذه:
نعمان لوح أرض ذهنك روضة |
فيها صنوف شقائق النعمان |
|
أحسنت فيما قلته وزبرته |
وسبقت من جارك في الميدان |
وآخرها:
ويريك وصل الحلة الفيحاء و |
الاحباب والاوطار والاوطان |
« أبياتها - ١٤ - » وذكره فخر الدين الطريحي في المنتخب، وفي بعض مطبوعاته السقيمة ربما عبّر عنه بالشيخ نعمان وهو تحريف من الناسخ أو الطابع ويقول من قصيدة له مطلعها:
جزعاً بكى وأخو الصبابة يجزع |
وجرت سواكب دمعه تتدفع |
وترجم له الأديب الخاقاني في شعراء الحلة وقال: رأيت في مجموع بمكتبة الحاج محمد رضا شالجي بالكاظمية الأبيات الآتية:
غدوتُ ومالي في الأحبة من ندّ |
وأخصلتُ فيكم يا أهيل الحمى ودّي |
|
ووحّدكم قلبي ولم يرَ ناظري |
جمالكم يا من هم في الورى قصدي |
|
وفي أسمر كالظبي جيداً إذا رنى |
دلالاً فقل ما شئتَ بالأبيض الهندي |
يفوق على اليبض الرقاق بطرفه |
ويزري على السمر الذوابل بالقدّ |
|
حكى البدر حسناً والغزالة مقلة |
وغصن النقا بالقد والورد بالخد |
|
بدا فرأيت الصبح من نور وجهه |
ولاح لعيني الليل من شعره الجعد |
وأقول والقصيدة بكاملها في منتخب الشيخ عبد الوهاب الشيخ محمد علي الطريحي المخطوط وعبّر عنه بالسيد الحسيب النسيب السيد نعمان الاعرجي وعبّر عنه في المنتخب أيضاً: بالسيد الجليل نعمان الاعرجي الحسيني عندما ذكر قصيدته في رثاء الحسين (ع) التي أولها:
أسفي وافرٌ وحزني طويل |
وحنيني باد ودائي دخيل |
وقال السيد الجليل نعمان الاعرجي الحسيني يرثي جده الحسين (ع) رواها الشيخ عبد الوهاب الطريحي في ( منتخبه ) المخطوط بخطه:
أسفي وافرٌ وحزني طويل |
وحنيني باد ودائي دخيل |
|
وفؤادي من الأسى باضطرام |
ودموعي على الخدود تسيل |
|
واصطباري نأى ووجدي مقيم |
ومصابي جمٌ ورزئي جليل |
|
قد جعلتُ البكاء والنوح دأبي |
فكثير البكاء عندي قليل |
وقال في قصيدة مطولة:
يا مقلتي بالدمع جودي |
وابكي على السبط الشهيدِ |
نقلناها عن مخطوطة في مكتبة الإمام الحكيم العامة بالنجف الأشرف - قسم المخطوطات. تحت عنوان: علويات السيد نعمان الاعرجي الحلي، ومعها علويات الشيخ عبد الله بن داود الدرمكي، وهي برقم ٢٧٨ وكلها بخط الشيخ محمد السماوي.
أحمد بن خاتون العيثاني
دع التصابي بذكر البان والعِلم |
وذكر سلمى وجيران بذي سلِم |
|
فجيش عمرك ولّى وهو منهزم |
والشيب وافاك بالأسقام والهرم |
|
مخبّر عن قدوم الموت في عجل |
يسعى إليك بلا ساقٍ ولا قدم |
|
فشمرّ العزم وانهض للرحيل بما |
يدني إلى جنة الفردوس والنعم |
|
لا تركنن إلى الدنيا وزخرفها |
فكم أبادت بسيف الغدر من أمم |
|
وكن صبوراً على صرف الزمان عسى |
يأتي من الله ما ينجي من النقم |
|
وارحل مطاياك بالعزم الشديد إلى |
معادن الجود أهل الفضل والكرم |
|
خير البرايا ومختار الإله من الجم |
الغفير وخير العرب والعجم |
|
محمد المصطفى الهادي البشير ومن |
أتى من الله بالبرهان والحكم |
|
الصادق القول ذي الاحسان خير فتىً |
من هاشم طاهر الأخلاق والشيم |
|
أبدى لنا من يديه كل معجزة |
فاقت على أنبياء الله في القدم |
|
والضب والظبي والسرحان كلّمه |
والميت من بعدما قد عدّ في الرمم |
|
أكرم بمسراء والأملاك محدقة |
تحفّه وهو فيهم صاحب العلم |
|
يا أكرم الرسل يا خير العباد ومن |
به نجاة الورى من زلة القدم |
|
أشكو إليك أموراً خطبها جلل |
قد أحدثت من بقايا عابدي الصنم |
|
وقد تواصوا بنقض العهد بينهم |
بغياً ومالوا لحقدٍ في صدورهم |
|
وقابلوا سبطك السبط الشهيد بما |
أخفوه من ضغنٍ في فعلكم بهم |
فقال يا قوم مهلاً لا يحلّ بكم |
من العذاب كما قد حلّ في الأمم |
|
هل جاءكم أحد عني يخبّركم |
بفعلةٍ أوجبت أن يستباح دمي |
|
فقام من باع منه النفس عن رشدٍ |
بهمة منه قد فاقت على الهمم |
|
حتى دعاهم إلى الجنات خالقهم |
فاصبحوا مطعماً للطير والرخم |
|
فيالها حسرة عمّت مصيبتها |
لكل حرّ بحبل الدين معتصم |
|
والطاهرات على الأقتاب في عنف |
تسير فوق متون الانيق الرسم |
|
يا سبط أحمد يا ابن الطهر فاطمة |
يا نجل حيدرة المنعوت بالكرم |
|
اذا أتى عشر عاشرو يفيض لك |
الطرف القريح بدمع منه منسجم |
|
وقد وثقت بأن الله يغفر لي |
بحبكم موبقات الذنب واللمم |
|
فعبدكم أحمد يرجو جميلكم |
بذمة منكم أوفت على الذمم |
|
نجل ابن خاتون يرجوكم له مدداً |
في كل حال من البأساء والغمم |
|
صلى الإله عليكم سادتي أبداً |
ما هزّ شوق المطايا هزة النغم (١) |
الشيخ أحمد بن خاتون العاملي العيثاني.
في أمل الآمال: معاصراً للشيخ حسن بن الشهيد الثاني. كان عالماً فاضلاً زاهداً عابداً أديباً. وهناك من يتفق معه بهذا الاسم واللقب ذكره السيد الأمين في الأعيان.
وعيناثا بعين مهملة مفتوحة ومثناة تحتانية ساكنة ونون وثاء مثلثة بين ألفين، من قرى جبل عامل.
وآل خاتون بيت علم قديم في جبل عامل. انتهى عن الأعيان ج ٨ ص ٣٦٩. أقول إذا كان المترجم له من المعاصرين للشيخ حسن بن الشهيد الثاني فهو في القرن الحادي عشر، إذ أن وفاة الشيخ حسن سنة ١٠١١.
__________________
١ - اعيان الشيعة ج ٨ ص ٣٧٠.
محمد بن السمين الحلّي
طوبى لطيب شذا بتربة كربلا |
فاق العبير ذا وفاق المندلا |
|
تتضوّع الحسنات من نفحاتها |
طيباً إذا لثمت بافواه الملا |
|
كرمت فصارت للجباه مساجداً |
عظمت فعادت للشفاه مقبّلا |
|
فيها الشفاء لمن أراد شفاءه |
أشفى بها الداء العضال المعضلا |
|
يا أرضها فلأنت اشرفُ تربة |
طابت فعظّمها الاله وبجّلا |
|
بوركتِ من أرض تسامت رفعة |
لا تُرتقى وجلالة لا تُعتلى |
|
أرض تمنّتها السماء بكونها |
وتمنّت الأيدي تكون الأرجلا |
|
لتطوف حول ضريح من طافت به |
لجلاله أهل السماوات العُلا (١) |
وقال:
بان صبري وبان خافي شجوني |
واستهلت بالدمع مني جفوني |
|
فاندبي السبط في الطفوف فريدا |
قد تخلى من مسعف ومعين |
|
يتمنّى لكي يبلّ غليلا |
شربة من مباح ماء معين |
|
فسقاه العدو كأساً دهاقا |
من كؤوس الردى وماء النون |
__________________
١ - عن كتاب المنتخب للشيخ عبد الوهاب ابن الشيخ محمد علي الطريحي النجفي كتبه سنة ١٠٧٦.
ان جدي النبي أشرف خلق الله |
ذو الفضل والفخار المبين |
|
وابي المرتضى الوصي علي |
وهو رب الامكان والتمكين |
|
والبتول الزهراء بنت رسول الله |
امي لأجلها راقبوني |
|
يا ذوي الذاريات والطور والأعراف |
والنحل والنساء ونون |
|
فاز من مكّن اليدين من الود |
وفازت يداه بالتمكين |
|
فاز بالصدق في الولاء كما فاز |
بصدق الولاء نجل السمين |
|
وعليكم من ربك صلوات |
وسلام في كل وقت وحين (١) |
وقال من قصيدة:
دمع عين يجود غير بخيل |
وغرام يقوى بجسم نحيل |
|
ماء عين لم يطف حرّ غرام |
وغليل فيه شفاء عليل |
|
كيف يشفى الفؤاد من ألم الحزن |
وداء بين الضلوع دخيل |
|
وجوى الحزن لا يزال مقيماً |
فيه والصبر مؤذنا بالرحيل |
|
أين صبري إذا ذكرت قتيل |
الطف ملقى أكرم به من قتيل |
|
ما ذكرت القتيل إلا وسالت |
عبرتي في الخدود كل مسيل |
|
ورأى النسوة الكرائم بدر التمّ |
قد غيّبته حجب الأفول |
|
وينادين جدهن رسول الله |
يا خير مرسل ورسول |
|
لو ترانا ونحن بين أسير |
وجريح دام وبين قتيل |
|
آل ياسين سدتم الخلق طراً |
وزكا فرعكم لطيب الأصول |
|
جدكم للهدى مدينة علم |
وأبوكم للعلم باب الدخول |
|
قد هدينا بكم ولولا هداكم |
ما هتدينا إلى سواء السبيل |
|
وهداكم هو الدليل وقد قام |
بهذا الدليل صدق الدليل |
__________________
١ - والقصيدة طويلة تجدونها في منتخب الشيخ الطريحي.
من تلقى الولا بحسن قبول |
تتلقونه بحسن القبول |
|
تسكنوه وقد نجا من حميم |
تحت ظل من الجنان ظليل |
|
حبكم جُنّة له وولاكم |
جنة من عذاب يوم مهول |
|
فاز نجل السمين من بعد هذا |
مذ توالاكم بخيرٍ جزيل |
|
انتم سؤله وأقصى مناه |
ورجاه وغاية المأمول |
|
فعليكم آل النبي صلاة |
كل يوم في بكرة وأصيل (١) |
وقال:
من لقلب عن الهوى في اشتغال |
وللبٍ من الجوى في اشتعال |
|
ما شجاه هجر الحبيب ولا فقد |
قرين ولا تغيّر حال |
|
بل شجاه مصاب آل رسول الله |
خير الورى واشرف آل |
|
ما أهلّ الشهر المحرم إلا |
انهلّ طرفي بمدمع هطال |
|
لكم يا بني علي علاء |
في وداد وسؤدد في كمال |
|
ومحل في رفعة ومعالٍ |
في تعال وعزة في جلال |
|
وبهاء في بهجة وضياء |
في تلال ورونق في جمال |
|
وعليكم من الاله صلاة |
جمعة بالغدو والاصال (٢) |
وله من قصيدة:
فان يبخلوا بالوصل إني مواصل |
وبالنفس ان ضنّ الجواد أجودُ |
|
وان عدتم يوماً بما قد بدأتم |
من الغدر اني بالوفاء اعود |
|
وان تنقضوا عهد الوداد فانني |
مراع لاسباب الوداد ودود |
|
ولا بدع ان أبديتم نقض عهدكم |
فقد نقصت لابن النبي عهود |
__________________
١ - رواها الشيخ فخر الدين الطريحي في المنتخب المطبوع بالنجف الأشرف.
٢ - رواها الشيخ فخر الدين الطريحي في المنتخب.
يذاد عن الماء المباح وقد غدا |
لكل سباع البر منه ورود |
|
ولست بناس قوله خاطباً بهم |
ويعلم ان القول ليس يفيد |
|
ألم تعلموا اني إمام عليكم |
واني لله الشهيد شهيد |
|
وان ابي يسقي على الحوض معشرا |
ويطرد عنه معشراً ويذود |
|
ولولاه لم يخضرّ للدين عوده |
ولا قام للاسلام قط عمود |
|
سلام على الاسلام بعد رعاته |
اذا كان راعي المسلمين يزيد |
|
وباتوا ومنهم ذاكر ومسبّح |
وداع ومنهم ركع وسجود |
|
إلى ان تفانوا واحداً بعد واحد |
لديه فمنهم قائم وحصيد |
|
وظل بارض الطف فرداً وحوله |
لآل زياد عدة وعديد |
|
وتنظره شزراً من السمر والقنا |
نواظر إلا أنهنّ حديد |
|
والوى على جيش العداة بعزمه |
تكاد لها شم الجبال تميد |
|
ففرّ العدى من بأسه خيفة الردى |
كما فرّ من بأس الأسود صيود |
|
هوى ثاوياً فوق الثرى ومحله |
له فوق آفاق السماء صعود |
|
اليكم بني الزهراء يا من سمت بهم |
إلى المجد آباء لهم وجدود |
|
اوجّه وجه المدح مني وكله |
قلائد في جيد العلا وعقود |
|
وما قدر مدح قلته في علاكم |
ومدحكم في المحكمات عتيد |
|
فيا متن هُم فلك النجاة ومن هُم |
هداة وغوث للانام وجود |
|
فإذ كان بدء الفضل منكم تفضلوا |
وجودوا على نسل السمين وعودوا |
|
فانتم له ذخر إذا جاء في غد |
ومع كل نفس سائق وشهيد |
|
عليكم سلام الله حيث ثناؤكم |
حكى نشره ندٌ يضوع وعود |
|
وحيث بكم هبت نسيم ونسمت |
هبوب وللعيدان رنّح عود |
|
وازهر من زهر البروج جواهر |
وورّد من زهر المروج ورود (١) |
__________________
١ - رواها الشيخ فخر الدين الطريحي في المنتخب.
وله من قصيدة. رواها الشيخ عبد الوهاب الطريحي في المنتخب، كما رواها الشيخ فخر الدين الطريحي في منتخبه أيضاً:
كيف اخفي وجدي واكتم شاني |
ودموعي تسح من سحب شاني |
|
وفؤادي لا يستفيق غراماً |
وهياماً لشدة الخفقان |
|
وجفوني جفون طيب رقادي |
واصطباري نأى ووجديَ داني |
|
كيف صبري عن الحسين وقد أودى |
قتيلاً باسهم العدوان |
|
كيف انساه بالطفوف فريداً |
بعد فقد الانصار والأعوان |
|
أين من يندب الشجاع المحامي |
عن حمى الدين فارس الفرسان |
|
ومفيد العفاة يوم طعام |
ومبيد العداة يوم طعان |
ورأيت في مجموعة حسينية في مكتبة الامام الحكيم العامة برقم ٢٩٢ قسم المخطوطات قصيدة للشيخ محمد بن السمين يرثى بها الشهيد مسلم بن عقيل، أولها:
أيعذب من وردالجفاء ورود |
ليزهر من ورد الوفاء ورود |
وله قصيدة في رثاء الحسين عليهالسلام أولها:
لقديم فضلكم العميم فواضل |
لعميم فضلكم القديم طوائل (١) |
وروى السيد الأمين في الأعيان هذه الجملة من الأشعار ولم يذكر لنا شيئاً من أحواله، ولما كان شعره قد رواه الشيخ عبد الوهاب الطريحي وهو من أعلام القرن الحادي عشر الهجري ذكرناه هنا. ومن شعره الذي جاء في المنتخب قصيدته التي أولها:
مصاب شهيد الطف جسمي أنحلا |
وكدّر من دهري وعيشي ما حلا |
وهي ٤٦ بيتاً.
__________________
١ - هذه القصيدة يمدح بها الائمة الاثنا عشر صلوات الله عليهم ويرثى الحسين خاصة، رأيتها في مجموعة حسينية مخطوطة في مكتبة الامام الحكيم العامة برقم ٢٩٢ قسم المخطوطات.
محمد بن نفيع الحلي
للشيخ الفاضل محمد بن نفيع رحمهالله ، رواها الشيخ فخر الدين الطريحي في ( المنتخب ):
عجباً لقلب فيكم لا يفجعُ |
ولأنفس في رزئكم لا تجزع |
وفي آخرها:
طوبى لأرض حلّ في أكنافها |
جسد الحسين وطاب ذاك الموضع |
|
قد قدست أرض الطفوف وبوركت |
لما اغتدى لك في ثراها مضجع |
|
لكتربة فيها الشفاء وقبة |
فيها الدعاء إلى المهيمن يرفع |
|
هم سادة الدنيا ويوم معادنا |
في الحشر منهم شافع ومشفع |
|
ولسوف يدرك ثارهم مهديهم |
وانا ليوم ظهوره أتوقع |
|
ان لم أكن أدركت نصرة جده |
فبنصره فيما بقي أتطمّع |
|
يا بن الإمام العسكري ومن له |
صيد الملوك إذا تمثّل تخضع |
|
يا سيدي ظهر الفساد وأظلمت |
سبل الرشاد فهل لنورك مطلع |
|
وجرت علينا في الزمان ملاحم |
لم ندر في تدبيرها ما نصنع |
|
لم يبق إلا عالم متصنع |
أو جاهل متنسك أو مبدع |
|
يا عترة الهادي النبي ومَن هُم |
عزي وكنزي والرجا والمفزع |
واليتكم وبرأت من أعدائكم |
وأنا بغير ولاكم لا أقنع |
|
ونظمت في علياكم من مقولي |
درراً لها وشي القريض يرصع |
|
علماً بأن مديحكم لي نافع |
ومديح قوم غيركم لا ينفع |
|
وأنا بكم متنسك وبحكم |
متمسك وبجدكم مستشفع |
|
لم أهوَ ديناً أصله من غيركم |
حسبي افتخاري أنني أتشيّع |
|
وإلى نفيع نسبتي ومحمد |
اسمي فكم لي منكرٌ ومضيع |
|
صلى الإله عليكم ما احييت |
فكرٌ وأو قضت العيون الهجع |
|
أبغي الشفاعة في معادي يوم لا |
مال هناك ولا بنون تنفع |
|
بكم أومل نجح سعيي دائماً |
وإلى الإله بحبكم أتذرع |
الشيخ عضد الدين محمد بن محمد بن نفيع الحلي
جاء في أعيان الشيعة:
ذكره الشيخ خضر بن محمد بن علي الرازي الهول دودي خازن المشهد الشريف الغروي في كتابه التوضيح الانور بالحجج الواردة لدفع شبه الاعور. وهو كتاب مخطوط رأينا منه نسخة في كرمانشاه في طريقنا لزيارة المشهد الشريف الرضوي في المحرم ١٣٥٣ وهو رد على رجل واسطي أعور في رسالة سماها العارضة في الرد على الرافضة قال فيها: اني لما عزمت على زيارة الأربعين سنة ٨٣ ووصلت إلى المدرسة الزينية مجمع العلماء والفضلاء بالحلة السيفية الفيحاء معدن الأتقياء والصلحاء اراني أعزّ الاخوان عليّ وأمهم في المودة والاخلاص لديّ وهو المستغني عن اطناب الألقاب بفضله المتين محمد بن محمد بن نفيع عضد الملة والدين أدام الله اشراق شمس وجوده وأغناه وايانا عمن سوءه بجوده رسالة مشحونة بأنواع الشبه لواسطي أعور اعمى القلب ينكر فضائل آل الرسول ويبطلها بالتغيير والقلب الى آخر ما ذكره.
ثم قال في اثناء الكتاب: قال الاعور: ولأنهم ( أي الشيعة ) تجري عليهم أحكامنا وتحت أيدينا وسلطاننا خصوصاً في مشهد علي رضياللهعنه وفي الحلة الذين هما تحت الرفض. ثم قال: قلت ما هي الاحكام الجارية على أهل البلدين الذين ذكرهما ثم ذكر عدة أحكام مستنكرة جارية بغيرنا الى ان قال: وقد نظم هذا الجواب وأوضحه بما هو عين الصواب أخونا العالم الورع التقي عضد الدين محمد بن نفيع الذكي الألمعي نتيجة العلماء المجتهدين لا زال في نعم المولى ونافعاً للمؤمنين بقوله مخاطباً له: وهنا ذكر قصيدة جاء في مطلعها: « ألا أيها الجاهل الاحقر » ثم ذكر غيرها من الشعر ومما ذكره قوله:
في آية النجوى تصدق حيدر |
وله السوابق قبل كل شحيح |
|
لما تصدق راكعاً في خاتم |
اثنى عليه الله بالتلويح |
|
قل للذي وضع الحديث بجهله |
ليس الذي لفّقته بصحيح |
|
لو أن قوماً أحسنوا وتصدقوا |
لا للرياء لشرفوا بمديح |
|
الله فضّل حيدراً ورسوله |
بالناس والتخصيص بالترجيح |
|
صلى عليه الله ما صلى الورى |
بالحمد والاخلاص والتسبيح |
وأورد له أيضاً:
زعمتك تطفي نور آل محمد |
وانوارهم في شرقها والمغارب |
|
وهيهات قد شاعت وذاعت صفاتهم |
وسارت بها الركبان في كل جانب |
|
علي أمير المؤمنين حقيقة |
هو الاسد المقدام معطي الرغائب |
|
وأولاده الغر الميامين في الورى |
هم مفزع المضطر عند النوائب |
|
هم العروة الوثقى لمستمسك بها |
هم الآية الكبرى كبار المناقب |
|
هم السادة الأعلون في كل رتبة |
هم بلغوا في المجد أعلى المراتب |
|
فمن رام ان يرقى سماء صفاتهم |
ليسترق النجوى رمي بالثواقب |
|
عليهم سلام الله ما ذرّ شارق |
وأمطر قطر من ركام السحائب |
|
وبان بيان الزور من قول أعمه |
وأعور محجوب عن الصدق كاذب |
|
بتبيان نجم الدين خضر وكشفه |
قناع المعاني عن خدود الكواعب |
|
أتى بكتاب احكمت بيتاته |
فأصغى لها سمع القضاة الرواتب |
|
وآياته جاءت تلقف ما حوى |
كتاب الاعادي من ظنون كواذب |
|
فلا زال نجم الحق في لوح نفسه |
يضيء ويعلو نجمه في الكواكب |
|
ولا برح القرطاس يحكي مراده |
بألسنة الاقلام من كل كاتب |
وأورد له أيضاً في يوم براءة:
هو الفارس الكرار في كل موطن |
وباعُ الأعادي عن علاه قصير |
|
أبو حسن كشّاف كل ملمة |
أخو المصطفى ردءٌ له ووزير |
رسول رسول الله قاريء وحيه |
ينادي به والمشركون حضور |
|
فأبلغهم جهراً رسالة ربه |
قويٌ أمين ما اعتراه فتور |
|
وصي رسول الله وارث علمه |
سفير له في أمره وظهير |
|
فقام ينادي لا يحجنّ مشرك |
وسيف الهدى في راحتيه شهير |
|
عليه سلام الله ما ذرّ شارق |
ولاحت لنا عند الكمال بدور |
وقال العبد الصالح محمد بن نفيع على الله عنه، رواها الشيخ عبد الوهاب الطريحي في ( منتخبه ) المخطوط بخطه سنة ١٠٧٦:
ضرام بقلبي والحشا يتوقد |
وحزني على مرّ الزمان مجدد |
|
وجسمي نحيل والجفون قريحة |
وعيني من طول البكا ليس ترقد |
|
لقتل شهيد بالطفوف وجده |
نبيّ الهدى خير الأنام محمد |
|
قتيل بكاه الطير والوحش في الفضا |
فحزني عليه دائماً يتجدد |
وهي ٦٠ بيتاً.
أقول ورأيت في مجموعة حسينية بمكتبة الإمام الحكيم العامة بالنجف الأشرف - قسم المخطوطات - رقم ٢٩٢ جملة من شعر الشيخ محمد بن نفيع وعبّر عنه بـ: الشيخ العاشمس الدين محمد بن نفيع، وأورد له قصيدة أورها:
أيا شهر عاشوراء أبهرت مقلتي |
وأورثتني حزناً إلى يوم حفرتي |
ولما لم نعثر على تاريخ وفاته ورأينا الشيخ الطريحي - وهو كما تعلم في القرن الحادي عشر - قد أثبت شعره، ذكرناه هنا.
__________________
١ - عن الاعيان للسيد الامين ج ٤٥ ص ٣٤٤.
محمد رفيع بن مؤمن الجيلي
و
علي بن الحسين الدوادي
جاء في موسوعة بحار الانوار للشيخ محمد باقر المجلسي المتوفى سنة ١١١١ هـ جملة مراثي لأهل البيت عليهمالسلام وخاصة للامام أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه نكتفي بالاشارة إليها حيث انها تخص القرن الحادي عشر:
١ - جاء في ج ٤٥ ص ٢٦٧ من الطبعة الجديدة المطبوعة بايران قوله: وللماجد محمد رفيع ابن مؤمن الجيلي نوّر الله ضريحه مراثي مبكية حسنة. وذكر جملة منها.
٢ - ج ٤٥ ص ٢٨١ قال: ولعلي بن الحسين الدوادي من قصيدة طويلة انتخبت منها. وروى جملة أبيات ونقلها عنه بنصها سيدنا الامين في الاعيان ج ٤١ ص ١٥٣.
القرن الثاني عشر
الوفاة |
||
الحر العاملي محمد بن الحسن |
١١٠٤ |
|
عبد الله بن محمد بن الحسين الشويكي |
القرن الثاني عشر |
|
الشيخ أحمد البلادي |
القرن الثاني عشر |
|
الأمير الحسين بن عبد القادر الكوكباني |
١١١٢ |
|
السيد علي خان المدني |
١١٢٠ |
|
الشيخ عبد الرضا بن أحمد بن خليفة المقري الكاظمي |
حدود ١١٢٠ |
|
الشيخ سليمان الماحوزي |
١١٢١ |
|
الشيخ محمد بن يوسف البلادي البحراني |
١١٣٠ |
|
الشيخ فرج بن محمد الخطي |
١١٣٥ |
|
الشيخ فرج الله الحويزي |
١١٤١ |
|
الشيخ يونس الغروي |
١١٤٧ |
|
الشيخ عبد الحسين أبو ذيب |
١١٥١ |
|
الشيخ محسن فرج |
١١٥٢ |
|
المولى أبو طالب ابن الشريف أبي الحسن الفتوني |
القرن الثاني عشر |
|
السيد حسين ابن السيد رشيد الرضوي |
١١٥٦ |
|
حسن عبد الباقي بن أبي بكر الموصلي |
١١٥٧ |
الوفاة |
||
الشيخ محي الدين الطريحي |
١١٥٨ |
|
اللسيد نصر الله الحائري |
١١٦٨ |
|
الشيخ لطف البحراني ابن محمد بن عبد المهدي |
القرن الثاني عشر |
|
الشيخ علي بن أحمد العادلي العاملي |
القرن الثاني عشر |
|
عبد الله بن محمد الشبراوي |
١١٧١ |
|
الحاج جواد بن عواد البغدادي |
١١٧٨ |
|
السيد العباس بن علي نور الدين الحسيني الموسوي المكي |
حدود ١١٨٠ |
|
السيد محمد بن الحسين - أمير الحاج ـ |
١١٨٠ |
|
الشيخ حسن الدمستاني |
١١٨١ |
|
الشيخ أحمد بن الشيخ حسن النحوي |
١١٨٣ |
|
الشيخ حسن آل سليمان العاملي |
١١٨٤ |
|
الشيخ محمد بن عبد الله بن فرج الخطي |
كان حياً ١١٨٤ |
|
الشيخ ابراهيم بن عيسى العاملي الحاريصي |
١١٨٥ |
|
الشيخ حسين بن محمد بن يحيى بن عمران القطيفي |
١١٨٦ |
|
الشيخ محمد مهدي الفتوني |
١١٩٠ |
|
الشيخ أحمد الشيخ حسن الدمستاني |
١١٩٠ |
|
الشيخ يوسف أبو ذيب |
١٢٠٠ |
|
الشيخ عبد الله العوي الخطني |
١٢٠١ |
|
الشيخ محمد بن أحمد بن ابراهيم الدرازي آل عصفور ولد |
١١١٢ |
المستدركات
المتوكل الليثي |
٨٥ |
|
القاضي أبو حنيفة المغربي |
٣٦٣ |
|
الحسن بن أحمد بن محمد بن جكينا |
٥٢٨ |
|
الكمال العباسي |
٦٥٦ |