الإمام علي الهادي عليه السلام

الإمام علي الهادي عليه السلام12%

الإمام علي الهادي عليه السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام
الصفحات: 477

الإمام علي الهادي عليه السلام
  • البداية
  • السابق
  • 477 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 158224 / تحميل: 6981
الحجم الحجم الحجم
الإمام علي الهادي عليه السلام

الإمام علي الهادي عليه السلام

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

٣. وأعاد المسلمون قبر الحسين (ع) في زمن هارون، ورتبت أمه الخيزران خَدَماً له، وأمرت الوزير الشيعي الحسن بن راشد، أن يجري عليهم راتباً شهرياً!

فقد روى الطبري في تاريخه « ٦ / ٥٣٦ » عن: « القاسم بن يحيى قال: بعث الرشيد إلى ابن أبي داود والذين يخدمون قبر الحسين بن علي في الحير « أي كربلاء » قال فأتيَ بهم فنظر إليه الحسن بن راشد وقال: ما لك؟ قال بعث إليَّ هذا الرجل يعني الرشيد فأحضر ـ ني ولست آمنه على نفسي! قال له: فإذا دخلت عليه فسألك فقل له: الحسن بن راشد وضعني في ذلك الموضع! فلما دخل عليه قال هذا القول، قال: ما أخلق أن يكون هذا من تخليط الحسن، أحضروه! قال فلما حضر قال: ما حملك على أن صيرت هذا الرجل في الحير؟ قال: رحم الله من صيَّره في الحير، أمرتني أم موسى « الخيزران » أن أصيره فيه، وأن أجري عليه في كل شهر ثلاثين درهماً! فقال: ردوه إلى الحير، وأجروا عليه ما أجرته أم موسى »! وابن راشد معاون الوزير ابن يقطين (رحمه الله). « تاريخ اليعقوبي: ٢ / ٤٠١ ».

نهب الوهابية لقبر الحسين (ع)

١. لم يهدم أحدٌ قبر الحسين (ع) بعد المتوكل، طوال أحد قرناً، حتى هاجم الوهابية كربلاء غدراً، وهدموا القبر الشريف سنة ١٢١٦ هجرية!

وعُقدة الوهابيين من قبر الحسين (ع) وزواره نفس عقدة المتوكل! ولا عجب فالمتوكل إمامهم ومؤسس مذهبهم في التجسيم وعداوة أهل البيت (ع)!

أخذه من بني أمية وكعب الأحبار، وجعله حزباً وجماعة، وسماهم أهل الحديث والأثر، وجعل ابن حنبل إمامهم!

١٤١

وقد أغار الوهابيون على كربلاء سنة ١٢١٦، في يوم عيد الغدير، وكان أغلب أهل كربلاء في زيارة أمير المؤمنين (ع) في النجف. وكان والي بغداد يومها سليمان باشا الكبير، ووالي كربلاء عمرآغا، وكان غائباً عن كربلاء، وقيل إنه تواطأ مع الوهابية، ولذلك لم تدافع الحامية التركية عن البلد. وكان المهاجمون بقيادة محمد بن سعود، وعددهم نحوألفين، فدخلوا البلد بدون مقاومة تقريباً، وعند دخولهم المدينة تعالت أصواتهم: أقتلوا المشركين! وقتلوا من صادفوه، وهدموا قبر الحسين (ع) وسرقوا تحفه وذهبه، وقلعوا القضب المعدنية والسياج والمرايا، ونهبوا النفائس من هدايا الباشوات والأمراء والملوك، والشمعدانات والسجاد الفاخر والمعلقات الثمينة والأبواب المرصعة، وكل ما وجدوا فيها، وقيل إن من جملة ما أخذه لؤلؤة كبيرة، وعشرين سيفاً محلاة بالذهب مرصعة بالأحجار الكريمة، وأوانٍ ذهبية وفضية، وفيروزاً وألماساً، وغيرها. وقتلواقرابة خمسين شخصاً بالقرب من الضريح الشريف، وخمس مائة في الصحن الشريف، ولم يرحموا شيخاً ولا طفلاً.

وقدر بعضهم عدد القتلى بألف نسمة، وقدرهم آخرون خمسة أضعاف ذلك.

ولم يلبثوا فيها إلا ضحوةً، وخرجوا من كربلاء قرب الظهر، حاملين تلك الأموال، المنهوبة من حرم الحسين (ع) ومن بيوت المسلمين!

٢. وبعد هذه الحادثة هاجم الوهابيون النجف مرات ففشلوا في اقتحامها، وهاجموا كربلاء ثانية ففشلوا أيضاً. قال السيد الأمين في كشف الإرتياب / ٢٠: « وفي سنة ١٢١٦، جهز سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود الوهابي، جيشاً عظيماً من أعراب نجد، وغزا به العراق وحاصر كربلاء، ثم دخلها عنوة وأعمل في

١٤٢

أهلها السيف، ولم ينج منهم إلا من فر هارباً، أواختفى في مخبأ، أوتحت حطب ونحوه، ولم يعثروا عليه وهدم قبر الحسين (ع) واقتلع الشباك الموضوع على القبر الشريف، ونهب جميع ما في المشهد من الذخائر ولم يرعَ لرسول الله (ص) ولا لذريته حرمةً، وأعاد بأعماله ذكرى فاجعة كربلاء ويوم الحرة، وأعمال بني أمية والمتوكل العباسي. ويقول أهل العراق وهم أعلم بما جرى في بلادهم: إنه ربط خيله في الصحن الشريف، وطبخ القهوة ودقها في الحضرة الشريفة!

وقال العلامة السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة، وفي عصره كان غزوهم للعراق: إن سعوداً الوهابي الخارج في أرض نجد، اخترع ما اخترع في الدين، وأباح دماء المسلمين وتخريب قبور الأئمة المعصومين (ع)، فأغار في السنة المذكورة على مشهد الحسين (ع) وقتل الرجال والأطفال، وأخذ الأموال وعاث في الحضرة المقدسة، فأفسد بنيانها وهدم أركانها.

قال: وفي الليلة التاسعة من شهر صفر سنة ١٢٢١ قبل الصبح هجم علينا سعود

الوهابي في النجف ونحن في غفلة، حتى أن بعض أصحابه صعد السور وكادوا يأخذون البلد، فظهرت لأمير المؤمنين (ع) المعجزات الظاهرة والكرامات الباهرة، فقتل من جيشه كثير ورجع خائباً.

قال: وفي جمادى الآخرة سنة ١٢٢٢ جاء الخارجي الذي إسمه سعود إلى العراق بنحومن عشرين ألف مقاتل أوأزيد، فجاءت النذر بأنه يريد أن يدهمنا في النجف الأشرف غيلة، فتحذرنا منه وخرجنا جميعاً إلى سور البلد، فأتانا ليلاً فرآنا على حذر قد أحطنا بالسور بالبنادق والأطواب.

١٤٣

فمضى إلى الحلة، فرآهم كذلك. ثم مضى إلى مشهد الحسين (ع) على حين غفلة نهاراً فحاصرهم حصاراً شديداً فثبتوا له خلف السور، وقتل منهم وقتلوا منه، ورجع خائباً، وعاث في العراق، وقتل من قتل.

قال: وفي سنة ١٢٢٥ أحاطت الأعراب من عنزة القائلين بمقالة الوهابي بالنجف الأشرف ومشهد الحسين (ع)، وقد قطعوا الطريق، ونهبوا زوار الحسين (ع) بعد منصرفهم من زيارة نصف شعبان، وقتلوا منهم جماً غفيراً وأكثر القتلى من العجم، وربما قيل إنهم مائة وخمسون، وبقي جملة من الزوار في الحلة، ما قدروا أن يأتوا إلى النجف كأنها في حصار، والأعراب ممتدة من الكوفة، إلى فوق مشهد الحسين (ع) بفرسخين أوأكثر ».

أقول: مصادر هذه الغارات الوهابية كثيرة: ومنها سجلات الخلافة العثمانية، والإنكليز الذين كانوا وراء الوهابية! راجع: أعيان الشيعة: ٤ / ٣٠٧ وتحفة العالم: ١٠ / ٢٨٩، وشهداء الفضيلة / ٢٨٨ ودائرة المعارف الإسلامية للأمين: ١ / ١٩٢ وتأريخ العراق للعزاوي: ٦ / ١٤٤. وبغية النبلاء في تاريخ كربلاء، وتراث كربلاء: للسيد سلمان آل طعمة.

٣. يتبجح الوهابية بوقاحةٍ الى يومنا بأنهم هاجموا كربلاء وهدموا قبر الحسين صلوات الله عليه! ويسمونها غزوة الإمام محمد بن سعود لكربلاء!

وقد كتب أحدهم: « وقفة مع غزوة كربلاء، واغتيال الإمام العادل الزاهد عبد العزيز بن محمد بن سعود: قال العلامة المؤرخ عثمان بن عبد الله بن بشر الناصري التميمي رحمه الله تعالى: ثم دخلت السنة السادسة عشرة بعد المائتين والألف، وفيها سار سعود بالجيوش المنصورة، والخيل والعناق المشهورة، من جميع حاضرة نجد وباديتها، والجنوب، والحجاز، وتهامة، وغير ذلك، وقصد أرض كربلاء ونازل أهل بلد الحسين رضي الله عنه. وذلك في ذي القعدة، فحشد عليها المسلمون، وتسوروا جدرانها، ودخلوها عنوة، وقتلوا غالب أهلها في الأسواق والبيوت، وهدموا القبة

١٤٤

الموضوعة بزعم من اعتقد فيها على قبر الحسين رضي الله عنه. وأخذوا ما في القبة وما حولها، وأخذوا النصيبة التي وضعوها على القبر، وكانت مرصوفة بالزمرد والياقين والجواهر. وأخذوا جميع ما وجدوا في البلد من أنواع الأموال، والسلاح، واللباس، والفرش، والذهب والفضة، والمصاحف الثمينة، وغير ذلك، ما يعجز عنه الحصر، ولم يلبثوا فيها إلا ضحوة، وخرجوا منها قرب الظهر بجميع تلك الأموال، وقتل من أهلها قريب ألفي رجل. ثم إن سعود ارتحل منها على الماء المعروف بالأبيض المعروف فجمع الغنائم، وعزل أخماسها، وقسم باقيها في المسلمين غنيمة للراجل سهم وللفارس سهمان، ثم ارتحل قافلاً إلى وطنه ». « عنوان المجد في تاريخ نجد: ١ / ١٢٢ ».

أقول: هذا المنطق غايةُ الصلف والتبجح بجريمة لا تبرير لها شرعاً ولا قانوناً! لكنهم الوهابية أبناء بني أمية، يفعلون الجرائم ولا يخجلون، بل يفتخرون بها!

٤. وعلى أثر مهاجمة كربلاء تمكن أحد الشيعة الذي قتل الوهابية ابنه فيها، أن ينتقم من أميرهم عبد العزيز بن محمد بن سعود، ويقتله في مقره في نجد!

قال المدعو: ابن بشر، في تاريخ نجد: « ثم دخلت السنة الثامنة عشرة بعد المائتين والألف، وفي هذه السنة في العشر الأواخر من رجب قُتل الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود في مسجد الطريف المعروف في الدرعية، وهوساجد أثناء صلاة العصر. انقض عليه رجل قيل إنه كردي من أهل العمارية بلد الأكراد المعروفة عند الموصل، ادعى أن إسمه عثمان أقبل من وطنه لهذا القصد محتسباً، حتى وصل الدرعية في صورة درويش وادعى أنه مهاجر، وأظهر التمسك والطاعة، وتعلم شيئاً من القرآن، فأكرمه عبد العزيز وأعطاه وكساه، وطلب الدرويش منه أن يعلمه أركان الإسلام، وشروط الصلاة وأركانها وواجباتها مما كانوا يعلمونه الغريب المهاجر إليهم، وكان قصده غير ذلك. فوثب عليه من الصف الثالث والناس في السجود، فطعنه في خاصرته أسفل البطن بخنجر معه قد أخفاه وأعدها لذلك، وهوقد تأهب للموت، فاضطرب أهل

١٤٥

المسجد وماج بعضهم في بعض، ولم يكن يدرون ما الأمر، فمنهم المنهزم، ومنهم الواقف، ومنهم الكار إلى وجهة هذا العدوالعادي، وكان لما طعن عبد العزيز أهوى على أخيه عبد الله وهوإلى جانبه وبرك عليه ليطعنه، فنهض عليه وتصارعا، وجرح عبد الله جرحاً شديداً، ثم إن عبد الله صرعه وضربه بالسيف وتكاثر عليه الناس وقتلوه، وقد تبين لهم وجهة الأمر.

ثم حمل الإمام إلى قصره وقد غاب ذهنه وقرب نزعه، لأن الطعنة قد هوت إلى جوفه فلم يلبث أن توفي بعدما صعدوا به إلى القصر. رحمه الله تعالى وعفى عنه. واشتد الأمر بالمسلمين وبهتوا، وكان ابنه سعود في نخله المعروف بمشيرفه في الدرعية فلما بلغه الخبر أقبل مسرعاً واجتمع الناس عنده، وقام فيهم ووعظهم موعظة بليغة، وعزاهم فقام الناس وبايعوه خاصتهم وعامتهم وعزوه بأبيه. ثم كتب إلى أهل النواحي نصيحة يعظهم ويخبرهم بالأمر ويعزيهم، ويأمرهم بالمبايعة. وكل أهل بلد وناحية يبايعون أميرهم سعود فبايع جميع أهل النواحي والبلدان، وجميع رؤساء قبائل العربان ولم يختلف منهم اثنان، ولا انتطح عنزان. إن هذا الدرويش الذي قتل عبد العزيز من أهل بلد الحسين رضي الله عنه: رافضي خبيث، خرج من وطنه لهذا القصد بعد ما قتلهم سعود فيها، وأخذ أموالهم كما تقدم، فخرج ليأخذ الثأر، وكان قصده سعود فلم يقدر عليه، فقتل عبد العزيز، وهذا والله أعلم أحرى بالصواب، لأن الأكراد ليسوا بأهل رفض، ولا في قلوبهم غل على المسلمين ». « عنوان المجد: « ١ / ١٢٥ ».

أقول: رحم الله ذلك الشهيد الذي خطط وتلطف في أمره وحمل روحه على كفه، حتى جاءت ساعة الثأر لرسول الله (ص) وسبطه الحسين (ع) وللمؤمنين المغدورين في حرمه فتقدم من رأس النواصب وطعنه متقرباً بذلك الى الله تعالى.

ثم قتل شهيداً بيد النواصب، فحشره الله مع نبيه وأهل بيته الذين بذل فيهم مهجته.

١٤٦

الفصل السابع:

الوهابية أبناء المتوكل وبناته

إصرار الوهابية على تفجير قبر الحسين (ع)

ما زال هدم قبر الحسين (ع) هدفاً للوهابية! وما زالت فتاوى علمائهم العميان والعوران تصرُّ على ذلك، وهم يضمون الى قبر الحسين (ع) قبور الأولياء في العراق والعالم، بل قبة قبر النبي (ص).

قال مفتيهم ابن باز في فتاويه عن الأولياء « ١٢ / ١١٤ »: « فلا ينفعون أنفسهم ولا غيرهم ولا يضرون، لأنهم قد فقدوا الحياة، وفقدوا القدرة على التصرف، وهكذا في الحياة لا ينفعون ولايضرون إلا بإذن الله. هم بزعمهم أنهم يستقلون بالنفع والضر وهم أحياء كفروا أيضاً! بل النافع الضار هو الله وحده سبحانه وتعالى، ولهذا لا تجوز عبادتهم ولا دعاؤهم ولا الإستغاثة بهم ولا النذر لهم ولا طلبهم المدد، ومن هذا يعلم كل ذي بصيرة أن ما يفعله الناس عند قبر البدوي، أوعند قبر الحسين، أوعند قبر الكاظم، أوعند قبر الشيخ عبد القادر الجيلاني، أوما أشبه ذلك من طلب المدد والغوث أنه يكفر بالله، بل يشرك بالله سبحانه وتعالى، فيجب الحذر من ذلك والتوبة من ذلك والتواصي بترك ذلك.

ولا يصلى خلف هؤلاء، لأنهم مشركون بعملهم هذا شركاً أكبر، فلا يصلى خلفهم ولا يصلى على ميتهم، لأنهم عملوا الشرك الأكبر الذي كانت عليه

١٤٧

الجاهلية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كان عليه أبوجهل وأشباهه من كفار مكة، وعليه كفار العرب وهودعاء الأموات والإستغاثة بالأموات والأشجار والأحجار، هذا عين الشرك بالله عز وجل، والله يقول سبحانه: ولوأشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ».

فقد افترى هذا المفتي على زائري قبر النبي (ص) والأولياء (ع) بأنهم يعبدونهم! وبنى على افترائه حكم تكفيرهم وقتلهم واستباحة أموالهم ونسائهم، وتحريم الصلاة خلفهم، والصلاة على جنائزهم، ودفنهم في مقابر المسلمين!

فهويقول لك: أنت قلت: يا رسول الله إشفع لي، فأنت تعتقد أنه إلهٌ، فقد كفرتَ فيجب أن أقتلك وآخذ مالك ونساءك غنيمة، ويحرم أن نصلي على جنازتك وأن ندفنك في مقابر المسلمين، بل يجب أن ترمي جنازتك للكلاب!

هذه ثقافتهم ومنطقهم: فتاوى فجَّة متعجرفة! بعيدة عن الفقاهة وعن أدب الحياة.

ويكفي أن نسأل هذا المفتي: أخبرنا، هل يحاسب الله زائري نبيه (ص) وأوليائه (ع) على نياتهم واعتقادهم هم، أم على ما تدعيه أنت فيهم؟!

لكنك ترى الوهابي عاقصاً قرنيه، يزعم أن قوله قول الله تعالى، ثم لايفقه غيره! ولذلك ما زالوا مصرين على هدم قبور الأنبياء والأولياء (ع)، وفي طليعتها قبة قبر النبي (ص) وقبر الحسين (ع).

وقد حاولوا بعد احتلال أمريكا للعراق، إقناع الأمريكان بأن يسلموهم الحكم في العراق، أي الى حفنة السلفية عملاء السعودية!

١٤٨

لكن الأمريكان بشروا العراقيين بالديمقراطية والإنتخابات، فكان لابد لهم من العملية الديمقراطية، حتى لوكانت نتيجتها أن تحكم الأغلبية الشيعية.

ومن يومها نشط الوهابية في مجموعاتهم الإرهابية في تفجير مواكب الشيعة الزائرين للمشاهد المشرفة، وركزوا محاولاتهم لتفجير مشاهد الأئمة (ع)!

وقد شهد العراق جرائمهم الوحشية على مدى سنوات، ووثقتها وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ووثقناها في موقع خاص باسم: طريق كربلاء.

وقد حاولوا مراراً تفجير ضريح الإمام الحسين (ع)، ففشلت محاولاتهم.

قام الوهابيون بتفجير قبر الإمام الهادي (ع)

قام إرهابيون نواصب يرتدون زي الشرطة العراقية، بتفجير مرقد الإمامين الهادي والعسكري (ع)، وذلك بتاريخ: ٢٣ / محرم الحرام / ١٤٢٨ ـ الموافق٢٢ فبراير ٢٠٠٦.

وكان للخبر وقع الصاعقة على المسلمين في العراق وغيره، وكان من ردات فعله أن مجموعات من شباب الشيعة هاجمت في بغداد عدداً من مساجد السنة، فسارع المراجع الى الدعوة الى ضبط النفس، وعدم الانجرار وراء فتنة طائفية.

وعمت مظاهر الغضب مدن العراق، وخرج آلاف الشيعة في مظاهرات احتجاجية على تفجير المشهد، وخرج جيش المهدي في مدينة الصدر والسماوة إلى الشوارع، وهم يرتدون الملابس السوداء ويحملون الأعلام والرايات، ويرددون هتافات منددة بمن وصفوهم بالبعثيين والوهابية والنواصب.

١٤٩

وحدثت أعمال قتل عشوائي في بغداد والمناطق المجاورة لها، وعثر على رفات ٤٧ مدنياً في حفرة بالقرب من بغداد، وأفاد الوقف السني أن مايقرب ١٦٨مسجداً سنياً تعرض للهجوم، وتم قتل ١٠ أئمة في المساجد، وخطف ١٥ آخرين في بغداد، وأفادت جهات أمنية أن حصيلة العنف بعد التفجير قد تتجاوز ١٠٠ قتيلاً، وبالقرب من سامراء قام مسلحون بقتل مراسلة قناة العربية أطوار بهجت مع اثنين من المصورين، الذين قصدوا المكان لتغطية الأحداث.

فيما قام مسلحون يرتدون زي الشرطة بقتل ١١شخص سني في البصرة، كما قام مسلحون بالهجوم على أحد السجون، وأخذوا بعض الأشخاص وقتلوهم.

وقد استنكرت الجريمة دول وشخصيات عديدة، منهم وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط، قال: إن مثل هذه العمليات تتنافى مع جميع المعتقدات ‏‏والأديان السماوية، وتهدف إلى تقويض وحدة العراقيين.

وعَبَّرَ كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة عن صدمته وأسفه البالغ لوقوع هذه الجريمة الشنعاء. وأدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج عبد الرحمن بن حمد العطية، التفجير الذي استهدف مرقد الإمامين الهادي والعسكري في مدينة سامراء، مجدداً رفض دول مجلس التعاون للتطرف والعنف بمختلف أشكاله وصوره. وأدانت الحكومة الفرنسية بشدة عملية التفجير عبر بيان لها أكدت فيه أنها تدين بأشد لهجة ممكنة هذا الهجوم ضد أحد المواقع الأكثر

١٥٠

قداسة في العراق، وشدد البيان على ضرورة وضع حد لكافة الأعمال التي تنشر الكراهية والعنف.

وكذلك أدان مصدر رسمي سوري بشدة الإعتداءات الإجرامية النكراء، والتعرض الآثم للأضرحة القدسية والمساجد والمؤسسات الدينية، ووصفه بأنه عمل يستهدف إثارة الفتنة في العراق، وتمزيق وحدته الوطنية.

وأدان وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ ‏التفجير الذي استهدف مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في مدينة سامراء.

ووصف رئيس كتلة تيار المستقبل سعد الحريري الإعتداء بأنه محاولة للإيقاع بين المسلمين في العراق، معرباً عن استنكاره لهذا العمل ‏الذي يناقض كل القيم الدينية والحضارية.

وبعث أميرالكويت برقية إلى الرئيس العراقي جلال الطالباني عبر فيها عن استنكار الكويت وإدانتها الشديدة لعملية التفجير، مؤكداً أن هذه الأعمال التي تستهدف الإماكن المقدسة وقتل الأبرياء بعيدة كل البعد عن تعاليم الدين الاسلامي الحنيف، وتتنافى مع كل القيم الانسانية.

وبعث العاهل الأردني عبد الله الثاني برقية إلى الرئيس العراقي جلال الطالباني يؤكد فيها أن التعرض للمرقد إساءة لكل المسلمين من مختلف المذاهب، مؤكداً وقوفه قيادة وشعباً إلى جانب العراق.

وأصدر مراجع النجف بيانات استنكروا فيها الجريمة، ودعوا الناس الى ضبط النفس.

١٥١

وجاء في بيان المرجع السيد الحسيني السيستاني:

« يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْكَرِهَ الْكَافِرُونَ »

إن الكلمات قاصرة عن إدانة هذه الجريمة النكراء، التي قصد التكفيريون من ورائها إيقاع الفتنة بين أبناء الشعب العراقي، ليتيح لهم ذلك الوصول إلى أهدافهم الخبيثة. إن الحكومة العراقية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى ـ إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة في وقف مسلسل الأعمال الإجرامية التي تستهدف الإماكن المقدسة، وإذا كانت أجهزتها الأمنية عاجزة عن تأمين الحماية اللازمة، فإن المؤمنين قادرون على ذلك بعون الله تبارك وتعالى.

إننا إذ نعزي إمامنا صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف بهذا المصاب الجلل نعلن الحداد العام لذلك سبعة أيام، وندعوالمؤمنين ليعبروا خلالها بالأساليب السلمية، عن احتجاجهم وإدانتهم لانتهاك الحرمات واستباحة المقدسات، مؤكدين على الجميع وهم يعيشون حال الصدمة والمأساة للجريمة المروعة، أن لا يبلغ بهم ذلك مبلغاً يجرّهم إلى اتخاذ ما يؤدي إلى ما يريده الأعداء من فتنة طائفية، طالما عملوا على إدخال العراق في أتونها. ٢٣ / المحرم الحرام / ١٤٢٧ هـ

رُعونة الوهابية في تفجير مآذن المشهد الشريف!

سلمت من معالم مشهد الروضة العسكرية مئذنتان ذهبيتان، فلم يرق ذلك للوهابيين، فقاموا بعد نحو سنة بتفجيرها أيضاً، ظناً منهم أن المسلمين لن يعيدوا بناءها، وقد خاب ظنهم ومسعاهم، فقد أعاد المسلمون مشهد ابن بنت نبيهم (ص) بأحسن مما كان، وافتتحوه للزيارة رغم أنوف النواصب.

١٥٢

رُعونة الوهابية في الدفاع عن المتوكل!

يتضح لكل باحث بنظرة فاحصة، في شخصية المتوكل وحياته، أنه:

ـ شاب مترف كان يطيل شعره من الخلف، ليكون كشعر المرأة، على طريقة المخنثين، ويعيش مع أصدقائه أبناء القادة الأتراك الفاسدين.

ـ أمر الواثق بحبسه ومنعه من الخروج، لئلا يكثر لغط الناس على بيت الخليفة.

ـ ولما مات الواثق جاؤوا به من سجن التخنث، وبايعوه خليفة.

ـ كان حقوداً قاتلاً، فلم يترك أحداً له فضل عليه إلا وقتله أو عزله. فقد قتل القائد إيتاخ التركي الذي رباه في بيته، وعزل القاضي ابن أبي دؤاد الذي اختاره خليفة. وهكذا أكثر وزرائه وكتابه! وكان يأمر بضرب الشخص ألف سوط حتى يموت، وهذا لا يقره شرع ولا عقل!

ـ كان مسرفاً في البذخ والترف، يبنى قصوراً لا يحتاجها، وينفق عليها وعلى حفلاته ألوف الملايين من أموال المسلمين.

ـ كان يبغض علياً والحسن والحسين (ع) ويعادي من يحبهم، ويعقد مجالس للغناء يسخر فيها من علي (ع)! وقد قتل ابن السكيت لأنه فضل علياً والحسنين (ع) عليه وعلى ولديه!

ـ لم يَدَّعِ المتوكل لنفسه ما ادعوه له: أنه من أهل الدين والتقوى!

فما هو الموجب إذن، لأن يتبناه الوهابية، ويقتلوا أنفسهم في الدفاع عنه؟

الجواب: أنهم أهل هوى وتعصب، ولاتوجد مقومات إيجابية في شخصية المتوكل، إلا أنه مؤسس حزبهم المجسم الناصبي التكفيري!

١٥٣

ولزيادة المعرفة بتهافت منطقهم نورد فقرة من حوارات شبكة النت، حيث سأل رجل شيخاً وهابياً عن هدم المتوكل لقبر الإمام الحسين (ع)، وكتب له:

فهل يكفيك أخي الكريم ما سبق لإثبات ما كان عليه المتوكل من نُصب؟ ألا يكون النُّصْب بدعةً عندك وانحرافاً عن منهج السلف، وهذه أعظم وأشنع وأشد، وأعيذك بالله منها، فالإ نحراف عن آل البيت انحراف عن الدين وتضييع لوصية لرسول الله، ونقص في محبته، وهو بدعةٌ ضلالة، ورذيلةٌ منكرة باء بكبرها بنو أمية، وورثها عنهم جماعة من المنتسبين إلى السنة، وأخاف أن يكون عدم استثنائك لهذا الناصبي الخبيث، من بقايا هذا الإرث!

لقد ورثت عن أجدادك العباسيين، بغضهم للعلويين، وإعلانهم الحرب عليهم بعد أن سلبوهم الحكم، ونقضهم ما عاهدوهم عليه من أخذ البيعة للرضا من آل محمد، بل قتلهم والتنكيل بهم كما فعلوا بمحمد النفس الزكية وأخيه إبراهيم وكل أقاربهم وشيعتهم! ولئن كان هذا هو السبب فلبئس ما أتيت، إذ لو كان رسول الله محور حبنا وولائنا، فآل علي أحب إلينا من آل العباس، فهم أحفاد سيدة نساء العالمين، وأحفاد أمير ومولى المؤمنين، وأحفاد السبطين، وأجدادهم هم خاصة آل البيت، بل أولى الناس بذلك وأحراهم، فقد جللهم المصطفى بكسائه وقال هؤلاء أهل بيتي، ولم يجلل معهم العباس ولا الزوجات المرضيات رضي الله عن الجميع، وقد جمعهم دون غيرهم لمباهلة أهل نجران ولم يجمع معهم غيرهم، فكان أولى بك الإنتصار لهم، حباً لرسول

١٥٤

الله، وليس الإنتصار لمن آذاهم وأبغضهم من أمثال أبي جعفر وهارون، فهذه هي حقيقة المحبة لآل البيت، المحبة المجردة عن كل عصبية أو قبلية أو قومية.

أن تعتبر ما كان منه في قضية خلق القرآن، ماحياً لهذه السيئات العظيمة، والله ما ذلك بماحٍ ولا مكفر، فبدعة النصب أخزى وأشنع وأقبح. فبدعة الخلق لأصحابها تأويلات ومتمسكات قربت أو بعدت، أما النصب فلا متمسك له إلا العداء لآل البيت النبوي، وخاصة آل علي الذين هم خاصة آل البيت وخلاصتهم. وعليه فحتى لوكان موقفه ذلك حسنةً ودوافع ذلك محل دراسة، فهي مغمورة في بحر هذه السيئات والخطايا المقيتة، عليه من الله ما يستحق!

فأجابه الوهابي أبو عبد الرحمن، الذي يدعي أنه من ذرية العباسيين، قال:

الحمد لله الذي خلق الخلق فجعلهم قبائل وعشائر وبيوتاً، فجعلني من خيرهم قبيلةً وعشيرةً وبيتاً، والشكر له سبحانه الذي أراد كَوْناً تفرق المسلمين إلى فرق فجعلني من خيرهم فرقة أهل السنة والجماعة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، الذي أخبر أن كل الفرق في النار، إلا من كان على مثل ما كان عليه هو وأصحابه، أما بعد:

فنحن نرحب بأي نقد ورد، حتى لو كان نَفَسَ الرد والنقد نفَساً شيعياً واضحاً لأنه لاينقصنا ولله الحمد علم ولا حلم، فجدنا الحبر البحر، وحلمنا كما قال ابن كثير في البداية والنهاية المجلد الخامس عشر / ٥٦٧ : حِلْمُ العباسيين غزير.

١٥٥

أما بالنسبة لما كتبته، فكما أشرت في بداية كلامي أن النَّفَسَ الشيعي واضحٌ في كلامك وأسلوبك، وحنقك على بني العباس أبقاهم الله شوكة في حلوق أهل البدع أجمعين. وسأرد على كلامك رداً تفصيلياً، لكن سأبدأ بنقل كلام أئمة أهل السنة عن جدي الإمام ناصر السنة والدين، وقامع البدعة والمبتدعين، وعدو المعتزلة والروافض المشركين، أمير المؤمنين وخليفة المسلمين المتوكل (رحمه الله):

الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: قال عبد الله بن الإمام أحمد في كتابه السنة: ١ / ١٣٤: كتب عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى أبي يخبره أن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه، يعني المتوكل، أمرني أن أكتب إليك أسألك عن أمر القرآن، لا مسألة امتحان ولكن مسألة معرفة وبصيرة. وأملى علي أبي إلى عبيد الله بن يحيى: أحسن الله عاقبتك أبا الحسن في الأمور كلها، ودفع عنك مكاره الدنيا والآخرة برحمته، فقد كتبت إليك رضي الله عنك بالذي سأل عنه أمير المؤمنين أيده الله، من أمر القرآن بما حضرني، وإني أسأل الله عز وجل أن يديم توفيق أمير المؤمنين أعزه الله بتأييده، فقد كان الناس في خوض من الباطل واختلاف شديد ينغمسون فيه، حتى أفضت الخلافة إلى أمير المؤمنين أيده الله عز وجل، فنفى الله تعالى بأمير المؤمنين أعزه الله كل بدعة وانجلى عن الناس كل ما كانوا فيه من الذل وضيق المحابس، فصرف الله عز وجل ذلك كله، وذهب به بأمير المؤمنين أعز الله نصره، ووقع ذلك من المسلمين موقعاً عظيماً، ودعوا الله عز وجل لأمير المؤمنين. فأسأل الله تعالى أن يستجيب في أمير المؤمنين صالح الدعاء.

١٥٦

وأن يتم ذلك لأمير المؤمنين أدام الله عزه، وأن يزيد في نيته ويعينه.

قال الخلال في كتابه السنة « ١٨٤ »: أخبرنا أبو بكر المروذي قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل، وذكر الخليفة المتوكل (رحمه الله) فقال: إني لأدعو له بالصلاح والعافية، وقال: لئن حدث به حدث لتنظرن ما يحل بالإسلام.

قال العباسي السلفي: وهذا من أصح الأسانيد للإمام أحمد (رحمه الله).

الإمام الدارمي (رحمه الله): قال في نقضه على المريسي الجهمي العنيد « ١ / ٥٣٤ »: فلم تزل الجهمية سنوات يركبون فيها أهل السنة والجماعة، بقوة ابن أبي داؤد المحاد لله ولرسوله، حتى استخلف المتوكل (رحمه الله)، فطمس الله به آثارهم، وقمع به أنصارهم حتى استقام أكثر الناس على السنة الأولى، والمنهاج الأول.

الإمام شيخ الإسلام بن تيمية (رحمه الله): قال في مجموع الفتاوى « ٤ ٢١ »: وكان في أيام المتوكل قد عز الإسلام، حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية، وألزموا الصغار، فعزت السنة والجماعة، وقمعت الجهمية والرافضة ونحوهم. ففي عهده رفعت المحنة بخلق القرآن.

وقال في مجموع الفتاوى « ٣ / ٢٥ »: ثم إن الله كشف الغمة عن الأمة في ولاية المتوكل على الله، الذي جعل الله عامة خلفاء بني العباس من ذريته دون ذرية الذين أقاموا المحنة لأهل السنة، فأمر المتوكل برفع المحنة وإظهار الكتاب والسنة، وأن يروى ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين.

١٥٧

الإمام بن كثير (رحمه الله): قال في البداية والنهاية « ١٤ ٣١٧ »: وقد دخل عبد العزيز بن يحيى الكناني، صاحب كتاب الحِيدة، على المتوكل وكان من خيار الخلفاء.

وقال أيضاً « ١٤ ٤٥٤ »: وكان المتوكل محبباً إلى رعيته قائماً في نصرة أهل السنة، وقد شبهه بعضهم بالصديق في قتله أهل الردة، لأنه نصر الحق ورده عليهم حتى رجعوا إلى الدين. وبعمر بن عبد العزيز حين رد مظالم بني أمية.

وقد أظهر السنة بعد البدعة، وأخمد أهل البدع وبدعتهم بعد انتشارها واشتهارها فرحمه الله. وقد رآه بعضهم في المنام بعد موته وهو جالس في نور، قال فقلت: المتوكل؟ قال: المتوكل. قلت: فما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي. قلت: بماذا؟ قال: بقليل من السنة أحييتها.

قال الشريف أبو عبد الرحمن العباسي السلفي حفيد المتوكل: فالحمد لله أن أهل السنة الفرقة الناجية أهل الحديث والأثر، يعرفون فضل هذا الإمام قديماً وحديثاً، ويثنون عليه ويترحمون عليه ولا يذكرونه إلا بالجميل، ولا يتتبعون زلاته، لأنهم يعلمون أنه لا أحد معصوم من الزلل، ولأنهم يعلمون حسناته الكبيرة وجهوده العظيمة في نصرة السنة وأهلها، ويعلمون مدى بغض أهل البدع له، وخاصة الروافض والمعتزلة.

وقد كتب في ذمه في هذا العصر المبتدع حسن المالكي، وقد رد عليه أهل السنة وذبوا عن المتوكل (رحمه الله)، راجع كتاب قمع الدجاجلة لعبد العزيز الراجحي، تقديم العلامة الفوزان.

١٥٨

وأما اتهامك له بالنصب (رحمه الله) فلنا مقال في تبرئته من هذه التهمة الخبيثة، والرد على ما استند عليه في اتهامه بذلك (رحمه الله) وأعلى درجته، وهي ثلاث حوادث أو قصص، فصلنا الكلام عنها في مقالنا ذلك.

وأنت في تسويدك هذا قد ذكرت كلام ثلاثة من المؤرخين، الأول منهم وهو إمامهم ابن جرير الطبري ولم يذكر شيئاً من النُّصب، بل نقل عملاً عظيماً من أعمال جدي «! » الخليفة المتوكل الجليلة في نصرة العقيدة والسنة، وهو هدم ما بني على قبر سيد شباب أهل الجنة الحسين رضي الله عنه، وقد ذكرنا هذا ضمن جهوده في نصرة العقيدة والسنة، في كتابنا عقيدة بني العباس.

والثاني هو الإمام الذهبي (رحمه الله) وقد اضطرب كلامه في هذا، فمرة يقول: وكان في المتوكل نصب. ومرة يقول: وكان معروفاً بالنصب. ومرة قال: ولم يصح عنه النصب. كما في تاريخ الإسلام. فلذلك كان لابد من الرجوع لما يذكرونه من قصص وحوادث يستدلون بها على نصبه (رحمه الله)، وحاشاه، فهو الذي قال عنه أحمد: إن الله نفى به كل بدعة، وهذا الذي فعلناه في مقالنا الآنف الذكر. انتهى.

أقول: لاحظ ما في جواب هذا الناصبي من عجرفة وتزوير:

١. فقد بدأ بالفخر بنفسه بأنه من خيرهم قبيلةً وعشيرةً وبيتاً! لأنه هاشمي عباسي كما يدعي، ففضل نفسه على الناس، لأنه من عشيرة رسول الله (ص)!

٢. ثم تغاضى عن ظلامة العترة النبوية وهم أقرب منه الى النبي (ص)، ودافع عمن ظلمهم! فهو يفتخر بابن العشيرة ويغمط حق الإبن الصلب!

١٥٩

ويعطي الحق لنفسه بقرابة العشيرة، وينكر حق العترة بنص القرآن والسنة!

٣. وبَّخ مخاطبه بأن كلامه فيه نَفَسٌ شيعي، فالنفَس المحب لعترة النبي (ص) جريمة، لكنه يفتخر بالنفس العباسي وكأنه هو الإسلام!

٤. دافع عن المتوكل بكلمات من مؤيديه: ابن حنبل، والخلال، والدارمي، وابن تيمية، والذهبي، وابن كثير. فهل انتهى علماء الإسلام بهؤلاء؟

وأين آراء الذامين وهم أعظم منهم؟ ثم ماذا قال هؤلاء، وهل نفوا عنه النُّصب ونفوا عنه شرب الخمر، والتخنث، والزنا، والقتل، وهدم قبر الحسين (ع)؟

ثم لاحظ قوله: « فالحمد لله أن أهل السنة الفرقة الناجية أهل الحديث والأثر، يعرفون فضل هذا الإمام قديماً وحديثاً، ويثنون عليه ويترحمون عليه ولا يذكرونه إلا بالجميل ».

فهو يُدّلِّسُ على القارئ بأن أهل الحديث والأثر هم أهل السنة والجماعة، وأنهم يمدحون المتوكل، وإنما يثني عليه مجسمة الحنابلة، الذين نصحهم ابن الجوزي بكتابه: رد شبه التشبيه، وقال إنهم شانوا مذهب ابن حنبل وشوهوه!

٥. وإذا كان المتوكل من أئمة الهدى كما زعم، فلماذا يمدحون ابن حنبل بأنه لم يدخل بيته، ولم يأكل من طعامه، ولا أخذ من ماله، لأنه حرام أو مشبوه!

٦. ثم كابر الناصبي وأنكر أن المتوكل ناصبيٌّ، وهو أمرٌ أوضح من الشمس قال: وأما اتهامك له بالنصب (رحمه الله) فلنا مقال في تبرئته من هذه التهمة الخبيثة!

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

كان ينصب، و (لووا) بالتخفيف والتشديد، وهو ظاهر، والهمزة في (أستغفرت لهم) مفتوحة همزة قطع، وهمزة الوصل محذوفة، وقد وصلها قوم على أنه حذف حرف الاستفهام لدلالة أم عليه.

قوله تعالى (ليخرجن) يقرأ على تسمية الفاعل والتشديد، و (الاعز) فاعل و (الاذل) مفعول، ويقرأ على ترك التسمية والاذل على هذا حال، والالف واللام زائدة، أو يكون مفعول حال محذوفة: أى مشبها الاذل.

قوله تعالى (وأكون) بالنصب عطفا على ما قبله، وهو جواب الاستفهام، ويقرأ بالجزم حملا على المعنى، والمعنى: إن أخرتنى أكن، والله أعلم.

سورة التغابن

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (أبشر) هو مبتدأ، و (يهدوننا) الخبر، ويجوز أن يكون فاعلا أى أيهدينا بشر.

قوله تعالى (يوم يجمعكم) هو ظرف لخبير، وقيل لما دل عليه الكلام: أى تتفاوتون يوم يجمعكم، وقيل التقدير.

اذكروا يوم يجمعكم.

قوله تعالى (يهد قلبه) يقرأ بالهمز: أى يسكن قلبه.

قوله تعالى (خيرا لانفسكم) هو مثل قوله تعالى " انتهوا خيرا لكم " والله أعلم.

سورة الطلاق

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (إذا طلقتم) قيل التقدير: قل لامتك إذا طلقتم. وقيل الخطاب له صلى الله عليه وسلم ولغيره (لعدتهن) أى عند أول مايعتد لهن به وهو في قبل الطهر.

قوله تعالى (بالغ أمره) يقرأ بالتنوين والنصب وبالاضافة والجر، والاضافة غير محضة، ويقرأ بالتنوين والرفع على أنه فاعل بالغ، وقيل أمره مبتدأ، وبالغ خبره.

قوله تعالى (واللائى لم يحضن) هو مبتدأ، والخبر محذوف: أى فعدتهن كذلك، و (أجلهن) مبتدأ، و (أن يضعن) خبره، والجملة خبر أولات، ويجوز أن يكون أجلهن بدل

٢٦١

الاشتمال: أى وأجل أولات الاحمال.

قوله تعالى (أسكنوهن من حيث) من هاهنا لابتداء الغاية، والمعنى تسببوا في إسكانهن من الوجه الذى تسكنون، ودل عليه قوله تعالى (من وجدكم) والوجد الغنى، ويجوز فتحها وكسرها، ومن وجدكم بدل من " من حيث ".

قوله تعالى (رسولا) في نصبه أوجه: أحدها أن ينتصب بذكرا: أى أنزل إليكم أن ذكر رسولا. والثانى أن يكون بدلا من ذكرا، ويكون الرسول بمعنى الرسالة، و (يتلو) على هذا يجوز أن يكون نعتا، وأن يكون حالا من اسم الله تعالى.

والثالث أن يكون التقدير: ذكر أشرف رسول، أو ذكرا ذكر رسول، ويكون المراد بالذكر الشرف، وقد أقام المضاف إليه مقام المضاف.

والرابع أن ينتصب بفعل محذوف: أى وأرسل رسولا.

قوله تعالى (قد أحسن الله له) الجملة حال ثانية، أو حال من الضمير في خالدين.

قوله تعالى (مثلهن) من نصب عطفه: أى وخلق من الارض مثلهن، ومن رفع استأنفه، و (يتنزل) يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون نعتا لما قبله، والله أعلم.

سورة التحريم

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (تبتغى) هو حال من الضمير في تحرم، ويجوز أن يكون مستأنفا وأصل (تحلة) تحللة، فأسكن الاول وأدغم (وإذ) في موضع نصب باذكر.

قوله تعالى (عرف بعضه) من شدد عداه إلى اثنين، والثانى محذوف: أى عرف بعضه بعض نسائه، ومن خفف فهو محمول على المجازاة لا على حقيقة العرفان لانه كان عارفا بالجميع، وهو كقوله تعالى " والله بما تعملون خبير " ونحوه: أى يجازيكم على أعمالكم.

قوله تعالى (إن تتوبا) جواب الشرط محذوف تقديره: فذلك واجب عليكما أو يتب الله عليكما، ودل على المحذوف (فقد صغت) لان إصغاء القلب إلى ذلك ذنب.

قوله تعالى (قلوبكما) إنما جمع، وهما اثنان لان لكل إنسان قلبا، وما ليس في الانسان منه إلا واحد جاز أن يجعل الاثنان فيه بلفظ الجمع، وجاز أن يجعل بلفظ التثنية، وقيل وجهه أن التثنية جمع.

٢٦٢

قوله تعالى (هو مولاه) مبتدأ وخبره خبر إن، ويجوز أن يكون هو فصلا، فأما (جبريل وصالح المؤمنين) ففيه وجهان: أحدهما هو مبتدأ، والخبر محذوف أو مواليه، أو يكون معطوفا على الضمير في مولاه أو على معنى الابتداء.

والثانى أن يكون مبتدأ (والملائكة) معطوفا عليه، و (ظهير) خبر الجميع، وهو واحد في معنى الجمع: أى ظهراء، و (مسلمات) نعت آخر وما بعده من الصفات كذلك، فأما الواو في قوله تعالى (وأبكارا) فلا بد منها، لان المعنى بعضهن ثيبات وبعضهن أبكار.

قوله تعالى (قوا) في هذا الفعل عينه لان فاء‌ه ولامه معلتان، فالواو حذفت في المضارع لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة، والامر مبنى على المضارع.

قوله تعالى (لا يعصون الله) هو في موضع رفع على النعت.

قوله تعالى (توبة نصوحا) يقرأ بفتح النون، قيل هو مصدر، وقيل هو اسم فاعل: أى ناصحة على المجاز، ويقرأ بضمها وهو مصدر لا غير مثل القعود.

قوله تعالى (يقولون) يجوز أن يكون حالا، وأن يكون مستأنفا.

قوله تعالى (امرأة نوح وامرأة لوط) أى مثل امرأة نوح، وقد ذكر في يس وغيرها، و (كانتا) مستأنف، و (إذ قالت) العامل في إذ المثل، و (عندك) يجوز أن يكون ظرفا لابن، وأن يكون حالا من (بيتا).

قوله تعالى (ومريم) أى واذكر مريم، أو ومثل مريم، و (فيه) الهاء تعود على الفرج، والله أعلم.

سورة الملك

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (طباقا) واحدها طبقة، وقيل طبق، و (تفاوت) بالالف وضم الواو مصدر تفاوت، وتفوت بالتشديد مصدر تفوت وهما لغتان، و (كرتين) مصدر: أى رجعتين.

قوله تعالى (كفروا بربهم عذاب) بالرفع على الابتداء، والخبر للذين، ويقرأ بالنصب عطفا على عذاب السعير.

قوله تعالى (فسحقا) أى فالزمهم سحقا، أو فاسحقهم سحقا.

قوله تعالى (من خلق) من في موضع رفع فاعل يعلم، والمفعول محذوف أى ألا يعلم الخالق خلقه، وقيل الفاعل مضمر، ومن مفعول.

٢٦٣

قوله تعالى (النشور أأمنتم) يقرأ بتحقيق الهمزة على الاصل، وبقلبها واوا في الوصل لانضمام الراء قبلها، و (أن يخسف) و (أن يرسل) هما بدلان من بدل الاشتمال.

قوله تعالى (فوقهم صافات) يجوز أن يكون صافات حالا، وفوقهم ظرف لها، ويجوز أن يكون فوقهم حالا، وصافات حالا من الضمير في فوقهم (ويقبضن) معطوف على اسم الفاعل حملا على المعنى: أى يصففن ويقبضن: أى صافات وقابضات، و (ما يمسكهن إلا الرحمن) يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا من الضمير في يقبضن، ومفعول يقبضن محذوف: أى أجنحتهن.

قوله تعالى (أمن) من مبتدأ، و (هذا) خبره، و (الذى) وصلته نعت لهذا أو عطف بيان، و (ينصركم) نعت جند محمول على اللفظ، ولو جمع على المعنى لجاز، و (مكبا) حال، و (على وجهه) توكيد، و (أهدى) خبر " من " وخبر " من " الثانية محذوف.

قوله تعالى (غورا) هو خبر أصبح أو حال إن جعلتها التامة وفيه بعد، والغور مصدر في معنى الغائر، ويقرأ " غورا " بالضم والهمز على فعول، وقلبت الواو همزة لانضمامها ضما لازما ووقوع الواو بعدها، والله أعلم.

سورة ن

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (ن والقلم) هو مثل " يس والقرآن " وقد ذكر.

قوله تعالى (بأيكم المفتون) فيه ثلاثة أوجه: أحدها الباء زائدة.

والثانى أن المفتون مصدر مثل المفعول والميسور: أى بأيكم الفتون: أى الجنون.

والثالث هى بمعنى في: أى في أى طائفة منكم الجنون.

قوله تعالى (لو تدهن فيدهنون) إنما أثبت النون لانه عطفه على تدهن ولم يجعله جواب التمنى، وفي بعض المصاحف بغير نون على الجواب.

قوله تعالى (أن كان) يقرأ بكسر الهمزة على الشرط، وبفتحها على أنها مصدرية، فجواب الشرط محذوف دل عليه (إذا تتلى) أى أن كان ذا مال يكفر، وإذا جعلته مصدرا كان التقدير: لان كان ذا مال يكفر، ولا يعمل فيه

تتلى ولا مال، لان ما بعد اذا لا يعمل فيما قبلها، و (مصبحين) حال من الفاعل في يصر منها لا في أقسموا، و (على حرد) يتعلق ب‍ (قادرين) وقادرين حال، وقيل خبر غدوا

٢٦٤

لانها حملت على أصبحوا.

قوله تعالى (عند ربهم) يجوز أن يكون ظرفا للاستقرار، وأن يكون حالا من (جنات).

قوله تعالى (بالغة) بالرفع نعت لايمان، وبالنصب على الحال، والعامل فيها الظرف الاول أو الثانى.

قوله تعالى (يوم يكشف) أى اذكر يوم يكشف، وقيل العامل فيه (خاشعة) ويقرأ " تكشف " أى شدة القيامة، وخاشعة حال من الضمير في يدعون، و (من يكذب) معطوف على المفعول أو مفعول معه.

سورة الحاقة

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (الحاقة) قيل هو خبر مبتدأ محذوف، وقيل مبتدأ ومابعده الخبر على ماذكر في الواقعة، و (ما) الثانية مبتدأ، و (أدراك) الخبر والجملة بعده في موضع نصب، و (الطاغية) مصدر كالعافية، وقيل اسم فاعل بمعنى الزائدة، و (سخرها) مستأنف أو صفة، و (حسوما) مصدر: أى قطعا لهم، وقيل هو جمع أى متتابعات، و (صرعى) حال، و (كأنهم) حال أخرى من الضمير في صرعى و (خاوية) على لغة من أنث النخل، و (باقية) نعت: أى حالة باقية، وقيل هو بمعنى بقية، و (من قبله) أى من تقدمه بالكفر، ومن قبله: أى من عنده، وفي جملته، و (بالخاطئة) أى جاء‌وا بالفعلة ذات الخطأ على النسب مثل تامر ولابن.

قوله تعالى (وتعيها) هو معطوف، أى ولتعيها، ومن سكن العين فر من الكسرة مثل فخذ، و (واحدة) توكيد لان النفخة لا تكون إلا واحدة، (وحملت الارض) بالتخفيف، وقرئ مشددا: أى حملت الاهوال، و (يومئذ) ظرف ل‍ (وقعت) و (يومئذ) ظرف ل‍ (واهية) و (هاؤم) اسم للفعل بمعنى خذوا، و (كتابيه) منصوب باقرء‌وا لا بهاؤم عند البصريين، وبهاؤم عند الكوفيين، و (راضية) على ثلاثة أوجه: أحدها هى بمعنى مرضية مثل دافق بمعنى مدفوق.

والثانى على النسب: أى ذات رضا مثل لابن وتامر.

والثالث هى على بابها، وكأن العيشة رضيت بمحلها وحصولها في مستحقها أو أنها لاحال أكمل من حالها فهو مجاز.

٢٦٥

قوله تعالى (ماأغنى عنى) يحتمل النفى والاستفهام، والهاء في هذه المواضع لبيان الحركة لتتفق رء‌وس الآى، و (الجحيم) منصوب بفعل محذوف، و (ذرعها سبعون) صفة لسلسلة، وفي تتعلق ب‍ (اسلكوه) ولم تمنع الفاء من ذلك، والتقدير ثم فاسلكوه، فثم لترتيب الخبر عن المقول قريبا من غير تراخ، والنون في (غسلين) زائدة لانه غسالة أهل النار، وقيل التقدير: ليس له حميم إلا من غسلين ولاطعام، وقيل الاستثناء من الطعام والشراب، لان الجميع يطعم بدليل قوله تعالى " ومن لم يطعمه " وأما خبر ليس هاهنا أوله، وأيهما كان خبرا فالآخر إما حال من حميم أو معمول الخبر، ولايكون اليوم خبرا لانه زمان، والاسم جثة، و (قليلا) قد ذكر في الاعراف، و (تنزيل) في يس، و (باليمين) متعلق بأخذنا أو حال من الفاعل، وقيل من المفعول.

قوله تعالى (فما منكم من أحد) من زائدة، وأحد مبتدأ، وفي الخبر وجهان: أحدهما (حاجزين) وجمع على معنى أحد، وجر على لفظ أحد، وقيل هو منصوب بما، ولم يعتد بمنكم فصلا، وأما منكم على هذا فحال من أحد، وقيل تبيين. والثانى الخبر منكم، وعن يتعلق بحاجزين، والهاء في إنه للقرآن العظيم.

سورة المعارج

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (سأل) يقرأ بالهمزة وبالالف وفيه ثلاثة أوجه: أحدها هى بدل من الهمزة على التخفيف.

والثانى هى بدل من الواو على لغة من قال: هما يتساولان.

والثالث هى من الياء من السيل، والسائل يبنى على الاوجه الثلاثة، والباء بمعنى عن وقيل هى على بابها: أى سال بالعذاب كما يسيل الوادى بالماء واللام تتعلق بواقع، وقيل هى صفة أخرى للعذاب، وقيل يسأل؟؟، وقيل التقدير، هو للكافرين، و (من) تتعلق بدافع: أى لا يدفع من جهة الله، وقيل تتعلق بواقع، ولم يمنع النفى ذلك لانه ليس فعل، و (ذى) صفة لله تعالى، و (تعرج) مستأنف، و (يوم تكون) بدل من قريب (ولايسأل) بفتح الياء: أى حميما عن حاله، ويقرأ بضمها والتقدير: عن حميم، و (يبصرونهم) مستأنف، وقيل حال وجمع الضمير على معنى الحميم، و (يود) مستأنف أو حال من ضمير المفعول أو المرفوع، و (لو) بمعنى أن.

٢٦٦

قوله تعالى (نزاعة) أى هى نزاعة، وقيل هى بدل من لظى، وقيل كلاهما خبر، وقيل خبر إن، وقيل لظى بدل من اسم إن، ونزاعة خبرها، وأما النصب فقيل هو حال من الضمير في (تدعو) مقدمة، وقيل هى حال مما دلت عليه لظى أى تتلظى نزاعة، وقيل هو حال من الضمير في لظى على أن تجعلها صفة غالبة مثل الحارث والعباس، وقيل التقدير: أعنى. وتدعو يجوز أن يكون حالا من الضمير في نزاعة إذا لم تعمله فيها، و (هلوعا) حال مقدرة، و (جزوعا) حال أخرى والعامل فيها هلوعا، وإذا ظرف لجزوعا، وكذلك (منوعا).

قوله تعالى (إلا المصلين) هو استثناء من الجنس، والمستثنى منه الانسان وهو جنس، فلذلك ساغ الاستثناء منه.

قوله تعالى (في جنات) هو ظرف ل‍ (مكرمون) ويجوز أن يكونا خبرين، و (مهطعين) حال من الذين كفروا، وكذلك (عزين) وقبلك معمول مهطعين وعزين جمع عزة، والمحذوف منه الواو، وقيل الياء، وهو من عزوته إلى أبيه وعزيته لان العزة الجماعة، وبعضهم منضم إلى بعض، كما أن المنسوب مضموم إلى المنسوب إليه.

وعن يتعلق بعزين: أى متفرقين عنهما، ويجوز أن يكون حالا.

قوله تعالى (يوم يخرجون) هو بدل من يومهم، أو على إضمار أعنى، و (سراعا) و (كأنهم) حالان، والنصب قد ذكر في المائدة (خاشعة) حال من يخرجون، والله أعلم.

سورة نوحعليه‌السلام

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (أن أنذر) يجوز أن تكون بمعنى أى، وأن تكون مصدرية، وقد ذكرت نظائره، و (طباقا) قد ذكر في الملك، و (نباتا) اسم للمصدر فيقع موقع إتبات؟؟؟ ونبت وتنبيت، وقيل التقدير: فنبتم نباتا، و (منها) يجوز أن يتعلق بتسلكوا، وأن يكون حالا، و (كبارا) بالتشديد والتخفيف بمعنى كبير، و (ودا) بالضم

والفتح لغتان، وأما (يغوث ويعوق) فلا ينصرفان لوزن الفعل والتعريف. وقد صرفهما قوم على أنهما نكرتان.

قوله تعالى (مما خطاياهم) " ما " زائدة. أى من أجل خطاياهم (أغرقوا) وأصل (ديارا) ديوار لانه فيعال من دار يدور ثم أدغم.

٢٦٧

سورة الجن

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (أوحى إلى) يقرأ أحى بغير واو وأصله وحى، يقال وحى وأوحى ثم قلبت الواو المضمومة همزة.

وما في هذه السورة من أن فبعضه مفتوح وبعضه مكسور، وفي بعضه اختلاف، فما كان معطوفا على أنه استمع فهو مفتوح لاغير لانها مصدرية. وموضعها رفع بأوحى، وماكان معطوفا على أنا سمعنا فهو مكسور لانه حكى بعد القول، وماصح أن يكون معطوفا على الهاء في به كان على قول الكوفيين على تقدير: وبأن ولا يجيزه البصريون لان حرف الجر يلزم إعادته عندهم هنا، فأما قوله تعالى " وأن المساجد لله " فالفتح على وجهين: أحدهما هو معطوف على أنه استمع فيكون قد أوحى والثانى أن يكون متعلقا بتدعو: أى فلا تشركوا مع الله أحدا لان المساجد له: أى مواضع السجود، وقيل هو جمع مسجد وهو مصدر، ومن كسر استأنف، وأما " وأنه لما قام " فيحتمل العطف على أنه استمع وعلى إنا سمعنا، و (شططا) نعت لمصدر محذوف: أى قولا شططا وكذلك (كذبا) أى قولا كذبا ويقرأ تقول بالتشديد، فيجوز أن يكون كذبا مفعولا ونعتا، و (رصدا) أى مرصدا أو ذا إرصاد، و (أشر) فاعلى فعل محذوف: أى أريد شر، و (قددا) جمع قدة مثل عدة وعدد. و (هربا) مصدر في موضع الحال.

قوله تعالى (وأن لو استقاموا) أن مخففة من الثقيلة ولو عرض كالسين وسوف وقيل " لو " بمعنى أن، وإن بمعنى اللام وليست لازمة كقوله تعالى " لئن لم ينته " وقال تعالى في موضع آخر " وإن لم ينتهوا " ذكره ابن فصال في البرهان، والهاء في (يدعوه) ضمير اسم الله: أى قام موحدا لله، و (لبدا) جمع لبدة، ويقرأ بضم اللام وفتح الباء مثل حطم وهو نعت للمبالغة، ويقرأ مشددا مثل صوم.

قوله تعالى (إلا بلاغا) هو من غير الجنس، و (من أضعف) قد ذكر أمثاله، و (من ارتضى) من استثناء من الجنس، وقيل هو مبتدأ والخبر (فإنه) و (رصدا) مفعول يسلك: أى ملائكة رصدا، و (عددا) مصدر، لان أحصى بمعنى عد، ويجوز أن يكون تمييزا، والله أعلم.

٢٦٨

سورة المزمل

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (المزمل) أصله المتزمل، فأبدلت التاء زايا وأدغمت، وقد قرئ بتشديد الميم وتخفيف الزاى، وفيه وجهان: أحدهما هو مضاعف، والمفعول محذوف: أى المزمل نفسه. والثانى هو مفتعل، فأبدلت الفاء ميما.

قوله تعالى (نصفه) فيه وجهان، أحدهما هو بدل من الليل بدل بعض من كل و (إلا قليلا) استثناء من نصفه.

والثانى هو بدل من قليلا، وهو أشبه بظاهر الآية، لانه قال تعالى " أو انقص منه أو زد عليه " والهاء فيهما للنصف، فلو كان الاستثناء من النصف لصار التقدير: قم نصف الليل إلا قليلا أو انقص منه قليلا: أى على الباقى، والقليل المستثنى غير مقدر، فالنقصان منه لايعقل.

قوله تعالى (أشد وطأ) بكسر الواو بمعنى مواطأة وبفتحها، وهو اسم للمصدر ووطأ على فعل، وهو مصدر وطئ وهو تمييز.

قوله تعالى (تبتيلا) مصدر على غير المصدر واقع موقع تبتل، وقيل المعنى بتل نفسك تبتيلا.

قوله تعالى (رب المشرق) يقرأ بالجر على البدل، وبالنصب على إضمار أعنى أو بدلا من اسم أو بفعل يفسره (فاتخذه) أى اتخذ رب المشرق، وبالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ، ولاإله إلا هو الخبر.

قوله تعالى (والمكذبين) هو مفعول معه، وقيل هو معطوف، و (النعمة) بفتح النون التنعم، وبكسرها كثرة الخير.

قوله تعالى (ومهلهم قليلا) أى تمهيلا قليلا، أو زمانا قليلا.

قوله تعالى (يوم ترجف) هو ظرف للاستقرار في خبر إن، وقيل هو وصف لعذاب: أى واقعا يوم ترجف، وقيل هو ظرف لاليم. وأصل مهيل مهيول، فحذف الواو عند سيبويه وسكنت الياء، والياء عند الاخفش، وقلبت الواو ياء.

قوله تعالى (فعصى فرعون الرسول) إنما أعاده بالالف واللام ليعلم أنه الاول، فكأنه قال: فعصاه فرعون.

٢٦٩

قوله تعالى (يوم) هو مفعول تتقون، أى تتقون عذاب يوم، وقيل هو مفعول كفرتم: أى بيوم، و (يجعل الولدان) نعت اليوم، والعائد محذوف: أى فيه، و (منفطر) بغير تاء على النسب: أى ذات انفطار، وقيل ذكر حملا على معنى السقف، وقيل السماء تذكر وتؤنث.

قوله تعالى (ونصفه وثلثه) بالجر حملا على ثلثى، وبالنصب حملا على أدنى (وطائفة) معطوف على ضمير الفاعل، وجرى الفصل مجرى التوكيد.

قوله تعالى (أن سيكون) أن مخففة من الثقيلة، والسين عوض من تخفيفها وحذف اسمها، و (يبتغون) حال من الضمير في يضربون.

قوله تعالى (هو خيرا) هو فصل أو بدل أو تأكيد، وخبر المفعول الثانى.

سورة المدثر

بسم اللّه الرحمن الرحيم

(المدثر) كالمزمل، وقد ذكر.

قوله تعالى (تستكثر) بالرفع على أنه حال، وبالجزم على أنه جواب أو بدل، وبالنصب على تقدير لتستكثر، والتقدير في جعله جوابا: إنك أن لا تمنن بعملك أو بعطيتك تزدد من الثواب لسلامة ذلك عن الابطال بالمن على ماقال تعالى " لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى ".

قوله تعالى (فإذا نقر) " إذا " ظرف، وفي العامل فيه ثلاثة أوجه: أحدها هو مادل عليه (فذلك) لانه إشارة إلى النقر، و (يومئذ) بدل من إذا، وذلك مبتدأ، والخبر (يوم عسير) أى نقر يوم.

الثانى العامل فيه مادل عليه عسير: أى تعسير، ولايعمل فيه نفس عسير لان الصفة لا تعمل فيما قبلها.

والثالث يخرج على قول الاخفش، وهو أن يكون " إذا " مبتدأ، والخبر فذلك، والفاء زائدة،

فأما يومئذ فظرف لذلك، وقيل هو في موضع رفع بدل من ذلك، أو مبتدأ، ويوم عسير خبره، والجملة خبر ذلك، و (على) يتعلق بعسير أو هى نعت له، أو حال من الضمير الذى فيه، أو متعلق ب‍ (يسير) أو لما دل عليه.

٢٧٠

قوله تعالى (ومن خلقت) هو مفعول معه أو معطوف، و (وحيدا) حال من التاء في خلقت، أو من الهاء المحذوفة، أو من " من " أو من الياء في ذرنى.

قوله تعالى (لاتبقى) يجوز أن يكون حالا من سقر، والعامل فيها معنى التعظيم، وأن يكون مستأنفا: أى هى لا تبقى، و (لواحة) بالرفع: أى هى لواحة، وبالنصب مثل لا تبقى، أو حال من الضمير في أى الفعلين شئت.

قوله تعالى (جنود ربك) هو مفعول يلزم تقديمه ليعود الضمير إلى مذكور، و (أدبر) ودبر لغتان، ويقرأ إذ وإذا.

قوله تعالى (نذيرا) في نصبه أوجه: أحدها هو حال من الفاعل في قم في أول السورة.

والثانى من الضمير في فأنذر حال مؤكدة.

والثالث هو حال من الضمير في إحدى.

والرابع هو حال من نفس إحدى.

والخامس حال من الكبر أو من الضمير فيها.

والسادس حال من اسم إن.

والسابع أن نذيرا في معنى إنذار: أى فأنذر إنذارا أو إنها لاحدى الكبر لانذار البشر، وفي هذه الاقوال مالا نرتضيه ولكن حكيناها، والمختار أن يكون حالا مما دلت عليه الجملة تقديره: عظمت عليه نذيرا.

قوله تعالى (لمن شاء) هو بدل بإعادة الجار.

قوله تعالى (في جنات) يجوز أن يكون حالا من أصحاب اليمين، وأن يكون حالا من الضمير في يتساء‌لون.

قوله تعالى (لم نك من المصلين) هذه الجملة سدت مسد الفاعل، وهو جواب ماسلككم، و (معرضين) حال من الضمير في الجار، و (كأنهم) حال هى بدل من معرضين أو من الضمير فيه، و (مستنفرة) بالكسر نافرة، وبالفتح منفرة (فرت) حال، وقد معها مقدرة أو خبر آخر، و (منشرة) بالتشديد على التكثير، وبالتخفيف وسكون النون من أنشرت، إما بمعنى أمر بنشرها ومكن منه مثل ألحمتك عرض فلان، أو بمعنى منشورة مثل أحمدت الرجل: أو بمعنى أنشر الله الميت: أى أحياه، فكأنه أحيا مافيها بذكره، والهاء في إنه للقرآن أو للوعيد.

قوله تعالى (إلا أن يشاء الله) أى إلا وقت مشيئة الله عزوجل.

٢٧١

سورة القيامة

بسم اللّه الرحمن الرحيم

في (لا) وجهان: أحدهما هى زائدة كما زيدت في قوله تعالى " لئلا يعلم " والثانى ليست زائدة، وفي المعنى وجهان: أحدهما هى نفى للقسم بها كما نفى القسم بالنفس. والثانى أن لا رد لكلام مقدر، لانهم قالوا أنت مفتر على الله في قولك نبعث فقال لا، ثم ابتدأ، فقال: أقسم، وهذا كثير في الشعر، فإن واو العطف تأتى في مبادئ القصائد كثيرا يقدر هناك كلام يعطف عليه، وقرئ " لاقسم ".

وفي الكلام وجهان: أحدهما هى لام التوكيد دخلت على الفعل المضارع كقوله تعالى " وإن ربك ليحكم بينهم " وليست لام القسم. والثانى هى لام القسم ولم تصحبها النون اعتمادا على المعنى ولان خبر الله صدق، فجاز أن يأتى من غير توكيد، وقيل شبهت الجملة الفعلية بالجملة الاسمية كقوله تعالى " لعمرك إنهم لفى سكرتهم ".

قوله تعالى (قادرين) أى بل نجمعها، فقادرين حال من الفاعل، و (أمامه) ظرف: أى ليكفر فيما يستقبل، و (يسأل) تفسير ليفجر.

قوله تعالى (إلى ربك) هو خبر (المستقر) ويومئذ منصوب بفعل دل عليه المستقر، ولا يعمل فيه المستقر لانه مصدر بمعنى الاستقرار، والمعنى إليه المرجع.

قوله تعالى (بل الانسان) هو مبتدأ، و (بصيرة) خبره، وعلى يتعلق بالخبر وفي التأنيث وجهان: أحدهما هى داخلة للمبالغة: أى بصير على نفسه. والثانى هو على المعنى: أى هو حجة بصيرة على نفسه، ونسب الابصار إلى الحجة لما ذكر في بنى إسرائيل، وقيل بصيرة هنا مصدر، والتقدير: ذو بصيرة، ولايصح ذلك إلا على التبيين.

قوله تعالى (وجوه) هو مبتدأ، و (ناضرة) خبره، وجاز الابتداء بالنكرة لحصول الفائدة، ويومئذ ظرف للخبر، ويجوز أن يكون الخبر محذوفا: أى ثم وجوه وناضرة صفة، وأما (إلى) فتتعلق ب‍ (ناظرة) الاخيرة.

وقال بعض غلاة المعتزلة إلى هاهنا اسم بمعنى النعمة: أى منتظرة نعمة ربها، والمراد أصحاب الوجوه.

قوله تعالى (إذا بلغت) العامل في إذا معنى " إلى ربك يومئذ المساق " أى إذا بلغت الحلقوم رفعت إلى الله تعالى، و (التراقى) جمع ترقوة، وهى فعلوة وليست

٢٧٢

بتفعلة إذ ليس في الكلام ترق، و (من) مبتدأ، و (راق) خبره: أى من يرقيها ليبرئها: وقيل من يرفعها إلى الله عزوجل أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟.

قوله تعالى (فلا صدق) لا بمعنى ما و (يتمطى) فيه وجهان: أحدهما الالف مبدلة من طاء، والاصل يتمطط: أى يتمدد في مشيه كبرا. والثانى هو بدل من واو والمعنى يمد مطاه: أى ظهره.

قوله تعالى (أولى لك) وزن أولى فيه قولان: أحدهما فعلى، والالف للالحاق لا للتأنيث. والثانى هو أفعل، وهو على القولين هنا علم، فلذلك لم ينون، ويدل عليه ماحكى عن أبى زيد في النوادر هى أولاة بالتاء غير مصروف، فعلى هذا يكون أولى مبتدأ ولك الخبر. والقول الثانى أنه اسم للفعل مبنى، ومعناه وليك شر بعد شر ولك تبيين، و (سدى) حال وألفه مبدلة من واو (يمنى) بالياء على أن الضمير للمنى، فيكون في موضع جر، ويجوز أن يكون للنطفة لان التأنيث غير حقيقى، والنطفة بمعنى الماء فيكون في موضع نصب كالقراء‌ة بالتاء، و (الذكر والانثى) بدل من الزوجين، و (يحيى) بالاظهار لاغير، لان الياء لو أدغمت للزم الجمع بين ساكنين لفظا وتقديرا، والله أعلم.

سورة الانسان

بسم اللّه الرحمن الرحيم

في (هل) وجهان: أحدهما هى بمعنى قد. والثانى هى استفهام على بابها والاستفهام هنا للتقرير أو التوبيخ، و (لم يكن شيئا) حال من الانسان، و (أمشاج) بدل أو صفة، وهو جمع مشيج، وجاز وصف الواحد بالجمع هنا لانه كان في الاصل متفرقا ثم جمع: أى نطفة أخلاط، و (نبتليه) حال من الانسان، أو من ضمير الفاعل.

قوله تعالى (إما شاكرا) إما هاهنا لتفصيل الاحوال، وشاكرا وكفورا حالان أى يناله في كلتا حالتيه.

قوله تعالى (سلاسل) القراء‌ة بترك التنوين، ونونه قوم أخرجوه على الاصل، وقرب ذلك عندهم شيئان: أحدهما إتباعه مابعده. والثانى أنهم وجدوا في الشعر مثل ذلك منونا في الفواصل، وإن هذا الجمع قد جمع كقول الراجز: * قد جرت الطير أيا منينا * قوله تعالى (من كأس) المفعول محذوف: أى خمرا أو ماء من كأس، وقيل " من " زائدة، و (كان مزاجها) نعت لكأس، وأما (عينا) ففي نصبها أوجه: أحدها هو بدل من موضع من

٢٧٣

كأس.

والثانى من كافور: أى ماء عين أو خمر عين.

والثالث بفعل محذوف: أى أعنى والرابع تقديره: أعطوا عينا.

والخامس يشربون عينا وقد فسره مابعده.

قوله تعالى (يشرب بها) قيل الباء زائدة، وقيل هى بمعنى " من " وقيل هو حال أى يشرب ممزوجا بها، والاولى أن يكون محمولا على المعنى، والمعنى يلتذ بها، و (يفجرونها) حال.

قوله تعالى (يوفون) هو مستأنف ألبتة.

قوله تعالى (متكئين فيها) يجوزأن يكون حالا من المفعول في جزاهم، وأن يكون صفة لجنة، و (لا يرون) يجوز أن يكون حالا من الضمير المرفوع في متكئين وأن يكون حالا أخرى، وأن يكون صفة لجنة، وأما (ودانية) ففيه أوجه: أحدها أن يكون معطوفا على لا يرون أو على متكئين، فيكون فيه من الوجوه ما في المعطوف عليه. والثانى أن يكون صفة لمحذوف تقديره: وجنة دانية، وقرئ ودانية بالرفع على أنه خبر، والمبتدأ (ظلالها) وحكى بالجر: أى في جنة دانية، وهو ضعيف لانه عطف على المجرور من غير إعادة الجار، وأما ظلالها فمبتدأ، وعليهم الخبر على قول من نصب دانية أو جره، لان دنا يتعدى بإلى، ويجوز أن يرتفع بدانية لان دنا وأشرف بمعنى، وأما (وذللت) فيجوز أن يكون حالا: أى وقد ذللت، وأن يكون مستأنفا.

قوله تعالى (قواريرا قوارير) يقرآن بالتنوين وبغير التنوين وقد ذكر، والاكثرون يقفون على الاول بالالف لانه رأس آية. وفي نصبه وجهان: أحدهما هو خبر كان والثانى حال، وكان تامة: أى كونت، وحسن التكرير لما اتصل به من بيان أصلها، ولولا التكرير لم يحسن أن يكون الاول رأس آية لشدة اتصال الصفة بالموصوف، و (قدروها) يجوز أن يكون نعتا لقوارير، وأن يكون مستأنفا، و (عينا) فيها من الوجوه ما تقدم في الاول والسلسبيل كلمة واحدة ووزنها فعليل(١) مثل إدريس.

_____________________

(١) قوله (ووزنها فعليل) أى لان الباء زائدة كما في البيضاوى اه‍. (*)

٢٧٤

قوله تعالى (عاليهم) فيه قولان: أحدهما هو فاعل، وانتصب على الحال من المجرور في عاليهم، و (ثياب سندس) مرفوع به: أى يطوف عليهم في حال علو السندس، ولم يؤنث عاليا لان تأنيث الثياب غير حقيقى والقول الثانى هو ظرف لان عاليهم جلودهم، وفي هذا القول ضعف، ويقرأ بسكون الياء إما على تخفيف المفتوح المنقوص، أو على الابتداء والخبر، ويقرأ " عاليتهم " بالتاء وهو ظاهر، و (خضر) بالجر صفة لسندس، وبالرفع لثياب (وإستبرق) بالجر عطفا على سندس، وبالرفع على ثياب.

قوله تعالى (أو كفورا) أو هنا على بابها عند سيبويه، وتفيد في النهى المنع من الجميع، لانك إذا قلت في الاباحة جالس الحسن أو ابن سيرين كان التقدير: جالس أحدهما، فإذا نهى قال لاتكلم زيدا أو عمرا، فالتقدير: لاتكلم أحدهما. فأيهما كلمه كان أحدهما فيكون ممنوعا منه، فكذلك في الآية، ويئول المنع إلى تقدير: فلا تطع منهما آثما ولا كفورا.

قوله تعالى (إلا أن يشاء الله) أى إلا وقت مشيئة الله أو إلا في حال مشيئة الله عزوجل (والظالمين) منصوب بفعل محذوف تقديره: ويعذب الظالمين، وفسره الفعل المذكور، وكان النصب أحسن لان المعطوف عليه قد عمل فيه الفعل وقرئ بالرفع على الابتداء، والله أعلم.

سورة المرسلات

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الواو الاولى للقسم، وما بعدها للعطف، ولذلك جاء‌ت الفاء، و (عرفا) مصدر في موضع الحال: أى متتابعة، يعنى الريح، وقيل المراد الملائكة فيكون التقدير بالعرف أو للعرف، و (عصفا) مصدر مؤكد، و (ذكرا) مفعول به، وفي (عذرا أو نذرا) وجهان: أحدهما مصدران يسكن أوسطهما ويضم. والثانى هما جمع عذير ونذير، فعلى الاول ينتصبان على المفعول له، أو على البدل من ذكرا، أو بذكرا، وعلى الثانى هما حالان من الضمير في الملقيات: أى معذرين ومنذرين.

قوله تعالى (إنما) " ما " هاهنا بمعنى الذى، والخبر (لواقع) ولا تكون " ما " مصدرية هنا ولا كافة.

قوله تعالى (فإذا النجوم) جواب إذا محذوف تقديره: بأن الامر أو فصل، ويقال لاى

٢٧٥

يوم، وجوابها العامل فيها، ولا يجوز أن يكون (طمست) جوابا لانه الفعل المفسر لمواقع النجوم الكلام لا يتم به، والتقدير: فإذا طمست النجوم ثم حذف الفعل استغناء عنه بما بعده.

وقال الكوفيون: الاسم بعد إذا مبتدأ، وهو بعيد لما في إذا من معنى الشرط المتقاضى بالفعل قوله تعالى (وقتت) بالواو على الاصل، لانه من الوقت، وقرئ بالتخفيف، ودل عليه قوله تعالى " كتابا موقوتا " وقرئ بالهمز لان الواو قد ضمت ضما لازما فهرب منها إلى الهمزة.

قوله تعالى (لاى يوم) أى يقال لهم، و (ليوم الفصل) تبيين لما قبله.

قوله تعالى (ويل) هو مبتدأ، و (يومئذ) نعت له أو ظرف له، و (للمكذبين) الخبر.

قوله تعالى (ثم نتبعهم) الجمهور على الرفع: أى ثم نحن نتبعهم، وليس بمعطوف لان العطف يوجب أن يكون المعنى أهلكنا المجرمين ثم أتبعناهم الآخرين في الهلاك، وليس كذلك لان إهلاك الآخرين لم يقع بعد، وقرئ بإسكان العين شاذا. وفيه وجهان: أحدهما هو على التخفيف لا على الجزم. والثانى هو مجزوم، والمعنى: ثم أتبعناهم الآخرين في الوعد بالاهلاك، أو أراد بالآخرين آخر من أهلك.

قوله تعالى (إلى قدر) هو في موضع الحال: أى مؤخرا إلى قدر، و (قدرنا) بالتخفيف أجود لقوله تعالى (فنعم القادرون) ولم يقل المقدرون، ومن شدد الفعل نبه على التكثير، واستغنى به عن التكثير بتشديد الاسم، والمخصوص بالمدح محذوف: أى فنعم القادرون نحن.

قوله تعالى (كفاتا) جمع كافت مثل صائم وصيام وقيل هو مصدر مثل كتاب وحساب، والتقدير: ذات كفت أى جمع، وأما (أحياء) ففيه وجهان،: أحدهما هو مفعول كفاتا. والثانى هو المفعول الثانى لجعلنا: أى جعلنا بعض الارض أحياء بالنبات، وكفاتا على هذا حال والتاء في فرات أصل.

قوله تعالى (لاظليل) نعت لظل، و (القصر) بسكون الصاد، وهو المشهور وهو المبنى، ويقرأ بفتحها وهو جمع قصرة وهى أصل النخلة والشجرة، و (جمالات) جمع جمالة وهو اسم الجمع مثل الزكارة والحجارة والضم لغة.

قوله تعالى (هذا) هو مبتدأ، و (يوم لاينطقون) خبره، ويقرأ بفتح الميم وهو نصب على الظرف: أى هذا المذكور في يوم لاينطقون. وأجاز الكوفيون أن يكون مرفوع الموضع

٢٧٦

مبنى اللفظ لاضافته إلى الجملة.

قوله تعالى (فيعتذرون) في رفعه وجهان: أحدهما هو نفى كالذى قبله: أى فلا يعتذرون. والثانى هو مستأنف: أى فهم يعتذرون فيكون المعنى أنهم لاينطقون نطقا ينفعهم: أى لاينطقون في بعض المواقف وينطقون في بعضها، وليس بجواب النفى، إذ لو كان كذلك لحذف النون.

قوله تعالى (قليلا) أى تمتعا أو زمانا، والله أعلم.

سورة التساؤل (عم)

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قد ذكرنا حذف ألف ما في الاستفهام، و (عن) متعلقة ب‍ (يتساء‌لون) فأما (عن) الثانية فبدل من الاولى، وألف الاستفهام التى ينبعى أن تعاد محذوفة، أو هى متعلقة بفعل آخر غير مستفهم عنه: أى يتساء‌لون عن النبأ (الذى) يحتمل الجر والنصب والرفع، و (أزواجا) حال: أى متجانسين متشابهين.

قوله تعالى (ألفافا) هو جمع لف مثل جذع وأجذاع، وقيل هو جمع لف ولف جمع لفاء.

قوله تعالى (يوم ينفخ) هو بدل من يوم الفصل أو من ميقات، أو هو منصوب بإضمار أعنى، و (أفواجا) حال.

قوله تعالى (للطاغين) يجوز أن يكون حالا من (مآبا) أى مرجعا للطاغين، وأن يكون صفة لمرصادا، وأن تتعلق اللام بنفس مرصادا، و (لابثين) حال من الضمير، في الطاغين حال مقدرة، و (أحقابا) معمول لابثين، وقيل معمول (لا يذوقون) ويراد أحقابا هنا الابد ولا يذوقون حال أخرى، أو حال من الضمير في لابثين، و (جزاء‌ا) مصدر. أى جوزوا جزاء بذلك، و (كذابا) بالتشديد مصدر كالتكذيب، وبالتخفيف مصدر كذب إذا تكرر منه الكذب، وهو في المعنى قريب من كذب (وكل شئ) منصوب بفعل محذوف، و (كتابا) حال: أى مكتوبا، ويجوز أن يكون مصدرا على المعنى، لان أحصيناه بمعنى كتبناه، و (حدائق) بدل من مفازا، و (لا يسمعون) حال من الضمير في خبر إن ويجوز أن يكون مستأنفا، و (عطاء) اسم للمصدر وهو بدل من جزاء و (رب السموات) بالرفع على الابتداء، وفي خبره وجهان: أحدهما (الرحمن) فيكون ما بعده خبرا آخر أو مستأنفا.

٢٧٧

والثانى الرحمن نعت، و (لا يملكون) الخبر، ويجوز أن يكون رب خبر مبتدأ محذوف: أى هو رب السموات، والرحمن وما بعده مبتدأ وخبر، ويقرأ " رب " والرحمن بالجر بدلا من ربك.

قوله تعالى (يوم يقوم) يجوز أن يكون ظرفا للايملكون ولخطابا (ولايتكلمون) (وصفا) حال قوله تعالى (يوم ينظر) أى عذاب يوم، فهو بدل، ويجوز أن يكون صفة لقريب، والله أعلم.

سورة والنازعات

بسم اللّه الرحمن الرحيم

(غرقا) مصدر على المعنى، لان النازع المغرق في نزع السهم أو في جذب الروح وهو مصدر محذوف الزيادة: أى إغراقا، و (أمرا) مفعول، وقيل حال: أى يدبرون مأمورات، و (يوم ترجف) مفعول: أى اذكر، ويجوز أن يكون ظرفا لما دل عليه راجفة أو خاشعة: أى يخاف يوم ترجف، و (تتبعها) مستأنف.

أو حال من الراجفة.

قوله تعالى (يقولون) أى يقول أصحاب القلوب والابصار.

قوله تعالى (اذهب) أى قال اذهب، وقيل التقدير: إن ذهب فحذف إن.

قوله تعالى (إلى أن تزكى) لما كان المعنى أدعوك جاء بإلى.

قوله تعالى (نكال الآخرة) في نصبه وجهان: أحدهما هو مفعول له. والثانى هو مصدر لان أخذه ونكل به هنا بمعنى. فأما جواب القسم فقيل هو (إن في ذلك لعبرة) وقيل هو محذوف تقديره: لتبعثن.

قوله تعالى (أم السماء) هو مبتدأ، والخبر محذوف: أى أم السماء أشد، و (بناها) مستأنف، وقيل حال من المحذوف (والارض) منصوب بفعل محذوف أى ودحا الارض، وكذلك (والجبال) أى وأرسى الجبال، و (متاعا) مفعول له أو مصدر.

قوله تعالى (فإذا جاء‌ت) العامل فيها جوابها، وهو معنى قوله تعالى " يوم يتذكر "

قوله تعالى (هى المأوى) أى هى المأوى له، لا بد من ذلك ليعود على " من " من الخبر ضمير، وكذلك (المأوأى) الثانى والهاء في (ضحاها) ضمير العشية مثل قولك في ليلة ويومها.

٢٧٨

سورة عبس

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (أن جاء‌ه) أى لان جاء‌ه.

قوله تعالى (فتنفعه) بالرفع عطفا على يذكر، وبالنصب على جواب التمنى في المعنى، ويقرأ، و (تصدى) يتفعل من الصدى وهو الصوت: أى لا يناديك إلا أجبته، ويجوز أن تكون الالف بدلا من دال، ويكون من الصدد، وهو الناحية والجانب، و (إنها) الضمير للموعظة، والضمير في الفعل للقرآن، و (في صحف) حال من الهاء، ويجوز أن يكون نعتا للتذكرة، وأن يكون التقدير: هو أو هى في صحف، وكذلك (بأيدى) و (من نطفة) متعلق بخلق الثانية. وماأكفره تعجب أو استفهام.

قوله تعالى (ثم السبيل) هو مفعول فعل محذوف: أى ثم يسر السبيل للانسان، ويجوز أن ينصب بأن مفعول ثان ليسره، والهاء للانسان: أى يسره السبيل: أى هداه له.

قوله تعالى (ما أمره) " ما " بمعنى الذى، والعائد محذوف: أى ماأمره به، والله أعلم.

قوله تعالى (أنا صببنا) بالكسر على الاستئناف، وبالفتح على البدل من طعامه أو على تقدير اللام (فإذا جاء‌ت الصاخة) مثل جاء‌ت الطامة، وقيل العامل في إذا معنى (لكل امرئ) والله أعلم.

سورة التكوير

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (إذا الشمس) أى إذا كورت الشمس، وجواب إذا (علمت نفس) و (الجوارى) صفة للخنس.

قوله تعالى (عند ذى العرش) يجوز أن يكون نعتا لرسول، وأن يكون نعتا لمكين، و (ثم) معمول مطاع، وقرئ بضم الثاء، والهاء في (رآه) لجبريل عليه السلام، و (بظنين) بالظاء: أى بمتهم، وبالضاد: أى ببخيل، وعلى تتعلق به على الوجهين.

قوله تعالى (فأين تذهبون) أى إلى أين، فحذف حرف الجر كما قالوا ذهبت الشام، ويجوز أن يحمل.

على المعنى كأنه قال: أين تؤمنون، و (لمن شاء) بدل بإعادة الجار، و (إلا أن يشاء الله) أى إلا وقت مشيئته، والله أعلم.

٢٧٩

سورة الانفطار

بسم اللّه الرحمن الرحيم

جواب (إذا علمت) و (ما غرك) استفهام لا غير، ولو كان تعجبا لقال ما أغرك. و (عدلك) بالتشديد قوم خلقك، وبالتخفيف على هذا المعنى، ويجوز أن يكون معناه صرفك على الخلقة المكروهة.

قوله تعالى (ماشاء) يجوز أن تكون " ما " زائدة، وأن تكون شرطية، وعلى الامرين الجملة نعت لصورة، والعائد محذوف: أى ركبك عليها، وفي تتعلق بركبك وقيل لا موضع للجملة لان في تتعلق بأحد الفعلين، فالجميع كلام واحد، وإنما تقدم الاستفهام عن ماهو حقه، و (كراما) نعت، و (يعلمون) كذلك، ويجوز أن يكون حالا: أى يكتبون عالمين.

قوله تعالى (يصلونها) يجوز أن يكون حالا من الضمير في الخبر، وأن يكون نعتا لجحيم.

قوله تعالى (يوم لا تملك) يقرأ بالرفع: أى هويوم، وبالنصب على تقدير أعنى يوم، وقيل التقدير: يجازون يوم، ودل عليه ذكر الدين، وقيل حقه الرفع،

ولكن فتح على حكم الظرف كقوله تعالى " ومنا دون ذلك " وعند الكوفيين هو مبنى على الفتح، والله أعلم.

سورة التطفيف

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (كالوهم) " في " هم وجهان: أحدهما هو ضمير مفعول متصل، والتقدير: كالوا لهم، وقيل هذا الفعل يتعدى بنفسه تارة وبالحرف أخرى، والمفعول هنا محذوف: أى كالوهم الطعام ونحو ذلك، وعلى هذا لايكتب كالواو وزنوا بالالف والوجه الثانى أنه ضمير منفصل مؤكد لضمير الفاعل، فعلى هذا يكتبان بالالف.

قوله تعالى (ألا يظن) الاصل لا النافية دخلت عليها همزة الاستفهام، وليست ألا التى للتنبيه، لان ما بعد تلك مثبت، وهاهنا هو منفى.

قوله تعالى (يوم يقوم الناس) هو بدل من موضع الجار والمجرور، وقيل التقدير: يبعثون يوم يقوم الناس، وقيل التقدير: أعنى، وقيل هو مبنى وحقه الجر أو الرفع، والنون في (سجين) أصل من السجن وهو الحبس، وقيل هو بدل من اللام.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477