أدب الطف الجزء ٦

أدب الطف17%

أدب الطف مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 336

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 336 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 113863 / تحميل: 8862
الحجم الحجم الحجم
أدب الطف

أدب الطف الجزء ٦

مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

منور قلوب أهل الدين

ومذهب وسوسة اللعين

فكله كيما أن تصح بعده

بشحمه فهو دباغ المعده

لا يشرك الإنسان في الرمان

لحبة فيه من الجنان

وتؤكل الأعناب مثنى مثنى

وورد الأفراد فيه أهنى

والرازقي منه صنف يحمد

ويذهب الغموم منه الأسود

والتين مما جاء فيه أنه

أشبه شيء بنبات الجنة

ينفي البواسير وكل الداء

ومعه لم تحتج إلى دواء

وفي السفرجل الحديث قد ورد

تأكله الحبلى فيحسن الولد

وقد أتانا عن ولاة الامر

وعن أبيهم حبهم للتمر

فأصبحت شيعتهم كذلك

تحبه في سائر الممالك

وجاء في الحديث أن البرني

يشبع من يأكله ويهني

وأنه يذهب للعياء

وهو دواء سالم من داء

وجاء عنهم في حديث قد ورد

كثرة أكل البيض تكثر الولد

وينفع التفاح في الرعاف

مبرد حرارة الأجواف

وفيه نفع للسقام العارض

ويورث النسيان أكل الحامض

- فصل في اللحوم ـ

قد ورد المدح للحم الضان

لكن أتى النهي عن الإدمان

وهو يزيد في السماع والبصر

لأكله بالبيض في الباه أثر

أطيبه لحم الذراع والقبج

والفرخ أن ينهض أو كان درج

شكا نبي قلة الجماع

والضعف عند الملك المطاع

٢٠١

أمره بالأكل للهريسة

وفيه ايضاً خلة نفيسة

تنشيطها الأنسان للعبادة

شهراً عليه عشرة زيادة

والسمك اتركه لما قد وردا

من ان اكله يذيب الجسدا

ما بات في جوف امرئ الا اضطرب

عليه عرق فالج فيجتنب

لكن من يأكل تمراً او عسل

عليه عند ذلك الفالج زل

والنهك للعظام مكروه فلا

تفعله فالناهك عظماً يبتلى

تأخذ منه الجن فوق ما اخذ

فهو طعام الجن(١) حين ينتبذ

- الادام والبقول ـ

نعم الادام الخل ما فيه ضرر

وكل بيت حل فيه ما افتقر

يزيد في العقل، ودود البطن

يهلكه، محدد للذهن

وينبت اللحم الشراب للبن

كذا يشد العضد الذي وهن

والقرع وهو ما يسمى بالدبا

قد كان يعجب النبي المجتبى

فانه قد جاء في المنقول

يزيد في الدماغ والعقول

وجاء عمن كلما قالوه حق

أن طبيخ الماش يذهب البهق

وعن أمير المؤمنين في العدس

بين وصفاكاد فيه أن يحس

في سرعة الدمعة في البكاء

ورقة في القلب والأحشاء

مما يزيد في الجماع البصل

وفيه نفع غير هذا نقلوا

__________________

١ - ربما يراد بها القطط والكلاب التي تنتظر فضلة المائدة.

٢٠٢

من دفعه الحمى وشده العصب

والطرد للوبا وإذهاب النصب

ويذهب البلغم، والزوجين

يزيد حضوتيهما في البين

ومن يكن في جمعة أو قد دخل

في مسجد فليجتنب أكل البصل

كذاك أكل الثوم والكراث

دعه ونحو هذه الثلاث

وجاء في رواية أن الجزر

يزيد في الباه مقيما للذكر

مسخن للكليتين ينجي

من البواسير ومن قولنج

والأكل للكرفس ممدوح بنص

ينفي الجذام والجنون البرص

طعام الياس نبي الله مع

وصي موسى يوشع من اليسع

وجاء في الكراث فيما قد ورد

قطع البواسير وللريح طرد

يؤكل للطحال في أيام

ثلاثة والأمن من جذام

والسلق جاء فيه نعم البقلة

وفيه نفع قد أردنا نقلة

تأثيره التغليظ للعظام

والدفع للجذام والبرسام

في شاطئ الفردوس منه وجدا

فيه شفاء نافع لكل دا

والأكل للخس مصف للدم

ويذهب الجذام أكل الشلجم

والأكل من سواقط الخوان

يغدو مهور الخرد الحسان

فيه شفاء كل داء قد ورد

مع صحة العيش وصحة الولد

إلا إذا ما كان في الصحراء

فأبقه فالفضل في الابقاء

وهو دواء للذي له أكل

من مرض وللعموم يحتمل

- التخليل ـ

وجاء في تخلل الأسنان

نهي عن الريحان والرمان

٢٠٣

والخوص والآس وعود القصب

ولا تدعه فهو شرعاً مستحب

ما أخرج اللسان فابتلعه

وبالخلال أقذف ولا تدعه

تربة الحسين (ع)

وللحسين تربة فيها الشفا

تشفي الذي على الحمام أشرفا

لها دعاءان فيدعو الداعي

في وقتي الأخذ والابتلاع

حد لها الشارع حداً خصصه

تحريم ما قد زاد فوق الحمصه

القول في الماء وآدابه

سيد كل المائعات الماء

ما عنه في جميعها غناء

أما ترى الوحي إلى النبي

منه جعلنا كل شيء حي

ويكره الاكثار منه للنص

وعبه - أي شربه - بلا مص

يروى به التوريث للكباد

بالضم أعني وجع الأكباد

ومن ينحيه ويشتهيه

ويحمد الله ثلاثاً فيه

ثلاث مرات فيروى أنه

يوجب للمرء دخول الجنه

وفي ابتداء هذه المرات

جميعها بسمل لنص آت

وان شربت الماء فاشرب بنفس

ان كان ساقي الماء حراً يلتمس

أو كان عبداً ثلث الأنفاسا

كذاك ان أنت أخذت الكاسا

والماء أن تفرغ من الشراب له

صل على الحسين والعن قاتله

تؤجر بالآف عدادها مئة

من عتق مملوك وحط سيئة

ودرج وحسنات ترفع

فهي اذن مئات الف أربع

وليجتنب موضع كسر الآنية

وموضع العروة للكراهية

تشربه في الليل قاعداً لما

رووه واشرب في النهار قائماً

٢٠٤

والفضل للفرات ( ميزابان )

فيه من الجنة يجريان

حنك به الطفل ففي الرواية

يحبب المولود للولاية

ونيل مصر ليس بالمحبوب

فانه المميت للقلوب

والغسل للرأس بطين النيل

والأكل في فخاره المعمول

يذهب كل منهما بالغيرة

ويورث الدياثة المشهورة

في ماء زمزم حديث وردا

أمن من الخوف شفاء كل دا

ويندب الشرب لسؤر المؤمن

وان ادير يبتدا بالأيمن

لا تعرضن شربه على أحد

لكن متى يعرض عليك لا يرد

في زاد السفر وآدابه

من شرف الانسان في الأسفار

تطييبه الزاد مع الاكثار

وليحسن الانسان في حال السفر

أخلاقه زيادة على الحضر

وليدع عند الوضع للخوان

من كان حاضراً من الاخوان

وليكثر المزح مع الصحب إذا

لم يسخط الله ولم يجلب أذى

من جاء بلدة فذا ضيف على

إخوانه فيها إلى أن يرحلا

يبر ليلتين ثم يأكل

من أكل أهل البيت في المستقبل

والضيف يأتي معه برزقه

فلا يقصر أحد في حقه

يلقاه بالبشر وبالطلاقه

ويحسن القرى بما أطاقه

يدنى اليه كل شيء يجده

ولا يرم ما لا تناله يده

وليكن الضيف بذاك راضي

ولا يكلفه بالاستقراض

وأكرم الضيف ولا تستخدم

وما اشتهاه من طعم قدم

وبالذي عندك للأخ اكتف

لكن إذا دعوته تكلف

٢٠٥

فان تنوقت له فلا يضر

فخيره ما طاب منه وكثر

ويندب الأكل مع الضيف ولا

يرفع قبله يداً لو أكلا

وان يعين ضيفه إذ ينزل

ولا يعينه إذا ما يرحل

وينبغي تشييعه للباب

وفي الركوب الأخذ للركاب

وصاحب الطعام يغسل اليدا

بعد الضيوف عكس غسل الا تبدا

ثم بمن على يمين الباب

كما هو المشهور في الأصحاب

أو أفضل القوم رفيع الشأن

كما قد استحبه ( الكاشاني )

يجمع ماء الكل طشت واحد

لأجل جمع الشمل فهو الوارد

هذا وصلى الله ذو الجلال

على النبي المصطفى والآل

ومن شعره يرثي الامام الحسن السبطعليه‌السلام

ما كان أعظم لوعة الزهراء

فيما به فجعت من الارزاء

كم جرعت بعد النبي بولدها

غصصاً لما نالوا من الأعداء

ما بين مقتول بأسياف العدا

دامي الوريد مرضض الأعضاء

ظمآن ما بل الغليل وشارب

سماً يقطع منه في الأمعاء

بأبي الذي أمسى يكابد علة

ما أن يعالج داءها بدواء

ما ان ذكرت مصابه إلا جرت

عيني وشب النار في أحشائي

ولأن بكت عيني ببيض مدامع

فيحق أن تبكي بحمر دماء

لم أنسه في النعش محمولاً وقد

بدت الشماتة من بني الطلقاء

وأتوابه كيما يجدد عهده

بأبيه أحمد أشرف الآباء

ولرب قائلة الا نحو ابنكم

لا تدخلوا بيتي بغير رضائي

شكوا بأسهم حقدهم أكفانه

وأبوه أن يدنى أشد إباء

٢٠٦

أو كان يرضى المصطفى أن ابنه

يقصى وأن يدنى البعيد النائي

لهفي على الحسن الزكي المجتبى

سبط النبي سلالة النجباء

قاسى شدائد لا أراها دون ما

قاسى أخوه سيد الشهداء

ما بين أعداء يرون قتاله

وبشيعة ليسوا بأهل وفاء

خذلوه وقت الاحتياج اليهم

وقد التقى الفئتان في الهيجاء

صاروا عليه بعد ما كانوا له

ولقوه بعد الرد بالبغضاء

حتى أصيب بخنجر في فخذه

وجراحة بلغت إلى الأحشاء

فشكا لعائشة بضمن الوكة

أحواله فبكت أشد بكاء

حال تكدر قلب عائشة فما

حال الشفيقة أمه الزهراء

لا نجدة يلقى العدو بها ولا

منجى يقيه من أذى الأعداء

ضاقت بها رحب البلاد فاصبحوا

نائين في الدنيا بغير غناء

يتباعدون عن القريب كأنهم

لم يعرفوه خيفة الرقباء

أوصى النبي بودهم فكأنه

أوصى لهم باهانة وجفاء

تبعت أمية في القلا رؤساءها

فالويل للأتباع الرؤساء

جعلوا النبي خصيمهم تعساً لمن

جعل النبي له من الخصماء

فتكوا بسادتهم وهم أبناؤها

لم ترع فيهم حرمة الآباء

فمتى تعود لآل أحمد دولة

تشفى القلوب بها من الأدواء

بظهور مهدي يقر عيوننا

بظهور تلك الطلعة الغراء

صلى الإله عليهم ما اشرقت

شمس النهار واعقبت بمساء

وقال يمدح الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء ويهنئه بداره الكبيرة عام ١٢٢٥ في عهد أبيه. منها

٢٠٧

يا أيها الساعي لكل حميدة

تلك المكارم جئتها من بابها

ما وفق الله امرءاً لفضيلة

إلا وكنت الأصل في أسبابها

بوركت في العلياء يا من بوركت

هي فيه فافتخرت على أترابها

فلبستها تحت الثياب تواضعاً

وتفاخراً لبستك فوق ثيابها

ولكم أناس غير اكفاء لها

خطبت فردتها على أعقابها

فرأوه مهراً غالياً فتأخروا

والعيب كان بخاطبيها لا بها

وأتته خاطبة اليه بنفسها

من بعد ما امتنعت على خطابها

موسى بن جعفر الذي لجنابه

صلحت كما هو صالح لجنابها

ومنها يقول:

دار يفوح اريجها فيشمه الـ

ـنائي ويغمر من يمر ببابها

يلج الملوك الرعب إذ يلجونها

فتحلها والرعب ملء اهابها

حتى ترى من أهلها لو سلمت

حسن ابتسام عند رد جوابها

دار العبادة لم يطق متعبد

ترجيح محراب على محرابها

هم أهل مكتها التي إن يسألوا

عنها فهم أدرى الورى بشعابها

خطباء أعواد أئمة جمعة

أمرا كلام يوم فصل خطابها

وبراعة فعلت باسماع الألى

يصفون فعل الخمر في البابها

ان أوجزت يعجبك حسن وجيزها

أو أسهبت فالفضل في اسهابها

ومنها يقول:

يا ابن الذي يقضي الحقوق جلالة

لله لاطمعا بنيل ثوابها

طلبوا الثواب بها ومطلبه الرضا

شتان بين طلابه وطلابها

٢٠٨

ألقيت نفسك في الحفاظ من العدا

وقصدت وجه الله في اتعابها

علمت أرباب الجهات طرايقاً

للدفع عن اعراضها ورقابها

لولاك ما اعتدوا ولم يك عندهم

لاولئك الاعداء غير سبابها

رابطت اعداءاً ملأت قلوبهم

رهباً جزيت الخير عن إرهابها

وقصيدة زانت بصدق ثنائها

وجزالة الألفاظ باستعذابها

جاءتك تعرب عن صفاء ودادها

ولديك ما يغنيك عن إعرابها

جاءت مهنية بدار سعادة

تتزاحم التيجان في ابوابها

بلغت بأقصى المجد تاريخاً ( الا

دار مباركة على اربابها )

٢٠٩

مسلم بن عقيل الجصاني

لو ان للدهر في حالاته ورعا

حمى حقيقة نجل المصطفى ورعى

درى الردى من بسهم النائبات رمى

فاصبح الدين في مرماه متصدعا

رمى إمام تقى تهدى الانام به

نور النبوة من لألائه لمعا

رمى فتى كان موصولا برحمته

الاسلام والدين منه البر منتجعا

رمى حسيناً اخا الاحسان خير فتى

قد كان في الناس للمعروف مصطنعاً

لئن يعض بنان الحزن من اسف

ندمت ام لافان الأمر قد وقعا

ايبست من دوحة العلياء غصن علا

قد كان من شجر الأيمان مفترعاً

لهفى لمستشهد في الطف مات وما

غليله بل من ماء وما نقعا

٢١٠

الشيخ مسلم الجصاني

المتوفي ١٢٣٥ هجري

هو الشيخ مسلم بن عقيل الجصاني الأصل، النجفي المسكن، عالم أديب وشاعر لبيب.

ولد في جصان وهاجر إلى النجف كما يظهر من آثاره في دور الشباب واتصل بالسيد محمد مهدي بحر العلوم والشيخ جعفر الجناجي فنال المكان اللائق به عندهما وشارك في معركة الخميس مشاركة فعلية، وقد مر ذكره غير مرة في مختلف تراجم أصدقائه أمثال النحوي والزيني والجامعي والفحام واصحابهم من ابطال المعركة.

ذكره صاحب الحصون في ج ٩ ص ٣١٩ فقال: كان فاضلاً اديباً شاعراً بارعاً تقياً نقياً معاصراً لبحر العلوم والشيخ جعفر وله مطارحات مع ادباء عصره وقد رثى السيد صادق الفحام وعثرت له على مرثية للسيد سليمان الحلي ومطارحات مع الشيخ علي بن محمد بن زين الدين التميمي الكاظمي وغيره كما له مراثي كثيرة للامام الحسين (ع) توفي في حدود ١٢٣٥ في النجف ودفن بها: ومن شعره مخمساً والأصل للصاحب بن عباد في مدح الامام اميرالمؤمنين (ع):

ألم تر ان الشهب دون حصى الغري

فعجها الى وادي الغري المطهر

سألتك بالحي المميت المصور

إذا مت فادفني مجاور حيدر

ابا شبر اعني به وشبر

إمام لأهل الجود اعلى مناره

يزيد ندى لا يصطلي الحب ناره

٢١١

ولما استجار الدين يوماً اجاره

فتى لا يذوق النار من كان جاره

ولا يختشي من منكر ونكير

فيا مخمداً حر الوطيس إذا حمى

ومفترساً بالكرليثاً وضيغماً

اتسلم عبداً للولاء قد انتمى

وعار على حامي الحمى وهو بالحمى

إذا ضل في البيدا عقال بعير

وترجم له السيد الامين في الأعيان فقال: الشيخ مسلم بن عقيل الجصاني ابن يحيى بن عبد ان بن سليمان الوائلي الكناني. توفي سنة ١٢٣٠.

٢١٢

الحاج هاشم الكعبي

لو كان في الربع المحيل

برء العليل من الغليل

ربع الشباب ومنزل

الأحباب والظل الظليل

لعب الشمال به كما

لعبت شمول بالعقول

طلل يضيف النازلين

شجاؤه قبل النزول

مستأنساً بالوحش بعد

أوانس الحي الحلول

مستبدلا ربما بريم

آخذ غيلا بغيل

لا يقتضي عذرا ولا

يرتاع من عذل العذول

ومريعة باللوم تلحوني

وما تدري ذهولي

خلي أميمة عن ملامك

ما المعزي كالثكول

ما الراقد الوسنان مثل

معذب القلب العليل

سهران من ألم وهذا

نائم الليل الطويل

ذوقي أميمة ما أذوق

وبعده ما شئت قولي

أو من علمت الماجدين

غداة جدوا بالرحيل

آل الرسول ونعم أكفاء

العلى آل الرسول

خير الفروع فروعهم

وأصولهم خير الأصول

ومهابط الأملاك تترى

بالبكور وبالأصيل

٢١٣

ذللا على الأبواب لا

يعدون إذنا للدخول

أبداً بسر الوحي

تهتف بالصعود وبالنزول

عرف الذبيح بهم وما

عرفت قريش بالفضول

من مالك خير البطون

وصنوه خير القبيل

من هاشم البطحاء لا

سلفي نمير أو سلول

من راكبي ظهر البراق

وممتطي قب الخيول

من خارقي السبع الطباق

ومخرسي العشر العقول

من آل أحمد رحمه

الأدنى ومغرسه الأصيل

ركبوا إلى العز المنون

وجانبوا عيش الذليل

وردوا الوغى فقضوا وليس

تعاب شمس بالأفول

هيهات ما الصبر الجميل

هناك بالصبر الجميل

او ما سمعت ابن الببتولة

لو دريت ابن البتول

إذ قادها شعث

الننواصي عاقدات للذيول

طلق الأعنة عاطفات

بالرسيم على الذميل

يطوي بها متن الوعور

معارضا طي السهول

متنكب الورد الذميم

مجانب المرعى الوبيل

طلاب مجد بالحسام

العضب والرمح الطويل

متطلباً أقصى المطالب

خاطب الخطب الجليل

يحدو مأثر قاصراً

عن منتهاها كل طول

شرف تورث عن وصي

أو أخي وحي رسول

ضلت أمية ما تريد

غداة مقترع النصول

رامت تسوق المصعب الهدار

مستاق الذلول

٢١٤

ويروح طوع يمينها

قود الجنيب أبو الشبول

وغوى بها جهل بها

وألغي من خلق الجهول

لف الرجال بمثلها

وثنى الخيول على الخيول

وأباحها عضب الشبا

لا بالكهام ولا ألكليل

خلط البراعة بالشجاعة

فالصليل عن الدليل

للسانه وسنانه

صدقان من طعن وقيل

قل الصحابة غتير أن

قليلهم غير القليل

من كل أبيض واضح الحسبين

معدوم المثيل

من معشر ضربوا الخبا

في مفرق المجد الأثيل

وعصابة عقدت عصابة

عزهم كف الجليل

كبني علي والحسين

وجعفر وبني عقيل

وحبيب الليث الهزبر

ومسلم الأسد المديل

آحاد قوم يحطمون

الجمع في اليوم المهول

ومعارضي أسل الرماح

بعارض الخد الأسيل

يمشون في ظلل القنا

ميل المعاطف غير ميل

وردوا على الظماء الردى

ورد الزلال السلسبيل

وثووا على الرمضاء من

كاب ومنعفر جديل

وسطا العفرنى حين أفرد

شيمة الليث الصؤول

ذات الفقار بكفه

وبكتفه ذات الفضول

وابو المنية سيفه

وكذا السحاب أبو السيول

غرثان أورث حده

ضرب الطلى فرط النحول

صاح نحيل المضربين

فديت للصاحي النحيل

٢١٥

غيران ينتقد الكمي

فليس يقنع بالبديل

يا ابن الذين توارثوا

العليا قبيلا عن قبيل

والسابقين بمجدهم

في كل جيل كل جيل

والطاعني ثغر العدى

والمانعي ضيم النزيل

إن تمس منكسر اللوى

ملقى على وجه الرمول

فلقد قتلت مهذبا

من كل عيب في القتيل

جم المناقب لم تكن

تعطي العدى كف الذليل

كلا ولا أقررت إقرار

العبيد على الخمول

يهدى لك الذكر الجميل

على الزمان المستطيل

ما كنت إلا السيف أبلته

الضرائب بالفلول

والليث أقلع بعد ما

دق الرعيل على الرعيل

والطود قد جاز العلو

فلم يكن غير النزول

والطرف كفكف بعدما

غلب الجياد على الوصول

والشمس غابت بعدما

هدت الأنام إلى السبيل

والماجد الكشاف

للكربات في الخطب الثقيل

حاوي الثناء المستطاب

وكاسب الحمد الجزيل

بابي وأمي أنتم

من بعدكم للمستنيل

لادر بعدكم الغمام

ولا سقى ربع المحيل

من للهدى من للندى

من للمسائل والسؤول

رجعت بها آمالها

عن لا نوال ولا منيل

فغدت وعبرتها تسح

وقلبها حلف الغليل

ثكلى لها الويل الطويل

شجى وإفراط العويل

٢١٦

يا طف طاف على مقامك

كل هتان هطول

وأناخ فيك من السحاب

الغر مثقلة الحمول

وحباك من مر النسيم

بكل خفاق عليل

أرج يضوع كأنه

قد بل بالمسك البليل

حتى ترى خضر

المرابع والمراتع والفصول

كاسي الروابي والبطاح

مطارفا هدل الذيول

قسما بتربة ساكنيك

وما بضمنك من قتيل

أنا ذلك الظامي وصاحب

ذلك الدمع الهطول

لا بعد ينسيني ولا

قرب يبرد لي غليلي

يا خير من لاذ القربض

بظل فخرهم الظليل

وأجل مسؤول أتاه

فنال عاف خير سول

لكم المساعي الغر

والعلياء لامعة الحجول

والمكرمات وما أشاد

الدهر من ذكر جميل

وجميع ما قال الأنام

وما تسامى من مقول

والمدح في أم الكتاب

وما أتى عن جبرئيل

وثناي أقصر قاصر

وأقل شيء من قليل

والعجز ذنبي لا عدو

لي عن أخ البر الوصول

وأنا المقصر كيف كنت

فهل لعذر من قبول

وأرى الكمال بكم فمدح

الفاضلين من الفضول

صلى الإله عليكم

ما جد ركب في رحيل

٢١٧

الحاج هاشم الكعبي

الحاج هاشم بن الحاج حردان الكعبي الدورقى. ولد ونشأ في ( الدورق ) مسكن عشائر كعب بن الأهواز ثم سكن كربلاء والنجف، توفى سنة ١٢٣١.

والكعبي نسبة إلى قبيلة كعب العربية التي تسكن الأهواز ونواحيها، من فحول الشعراء وفي طليعتهم ونظم في رثاء أهل البيتعليهم‌السلام فأكثر وأبدع وأجاد، واحتج وبرهن وأحسن وأتقن، وكل شعره من الطبقة الممتازة.

تحفظ الخطباء شعره وترويه في مجالس العزاء وتشنف به الأسماع. له ديوان أكثره في الأئمةعليهم‌السلام . ومن شعره المقصورة وكأنه عارض بها مقصورة ابن دريد التي تنيف على مائتين وخمسين بيتاً يذكر في أولها حكماً وأمثالا وفي وسطها حماسة وفي آخرها مديح أهل البيتعليهم‌السلام واحداً بعد واحد أولها:

يا بارقا لاح على أعلى الحمى

أأنت أم أنفاس محروق الحشا

قال الشيخ أغا بزرك الطهراني: الحاج هاشم بن حردان بن اسماعيل الكعبي الدورقي من العلماء الفضلاء والشعراء والمشاهير، هاجر من الدورق إلى كربلاء فحضر على علمائها عدة سنين وصار من أهل والفضل والعلم البارزين وبرع في الشعر وفنون الأدب حتى عد في مصاف شيوخه والمشاهير من أعلامه وله ديوان كبير ومعظم شعره في رثاء أهل البيتعليهم‌السلام ، ولا سيما مراثي سيد الشهداءعليه‌السلام وشعره رقيق منسجم، ولم أقف على مشايخه

٢١٨

ويحتمل أن يكون من تلاميذ الشيخ حسين العصفوري. رأيت بخطه ( هداية الأبرار ) للشيخ حسين بن شهاب الدين الأخباري كتبه لنفسه ودعا لها بالتوفيق وتاريخ فراغه منه سنة ١٢٠٧ توفى سنة ١٢٣١. انتهى عن ( الكرام البررة ).

لقد مضى على وفاة الشاعر الكبير أكثر من مائة وستين عاماً وشعره يعاد ويكرر في محافل سيدالشهداء ويحفظه المئات من رجال المنبر الحسيني وهو مقبول مستملح بل نجد الكثير يطلب تلاوته وتكراره وكأن عليه مسحة قبول وهذا ديوانه الذي يضم بين دفتيه عشرين قصيدة حسينية أو أكثر لقد طبع وأعيدت طبعاته والطلب يتزايد عليه، فهذه رائعته التي عدد فيها مواقف الإمام أمير المؤمنين البطولية تهتز لها القلوب وتدفع بالجبناء ليكونوا شجعاناً وتنهض بهممهم ليصبحوا فرساناً وهي تزيد على ١٥٠ بيتاً ففي مطلعها يقول:

أرأيت يوم تحملتك القودا

من كان منا المثقل المجهودا

إلى أن يصف مفاداة الإمامعليه‌السلام للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ومبيته على فراشه ليلة الهجرة فيقول:

ومواقف لك دون أحمد جاوزت

بمقامك التعريف والتحديدا

فعلى الفراش مبيت ليلك والعدى

تهدي إليك بوارقا ورعودا

فرقدت مثلوج الفؤاد كأنما

يهدي القراع لسمعك التغريدا

فكفيت ليلته وقمت مفادياً

بالنفس لا فشلا ولا رعديدا

واستصبحوا فرأوا دوين مرادهم

جبلاً أشم وفارساً صنديداً

رصدوا الصباح لينفقوا كنز الهدى

أو مادروا كنز الهدى مرصودا

٢١٩

وقال:

وغداة بدر وهي أم وقائع

كبرت وما زالت لهن ولودا

فالتاح عتبة ثاوياً بيمين من

يمناه أردت شيبة ووليدا

فشددت كالليث الهزبر فلم تدع

ركناً لجيش ضلالة مشدوداً

ولخيبر خبر يصم حديثه

سمع العدى ويفجر الجملودا

يوم به كنت الفتى الفتاك

والكرار والمحبو والصنديدا

من بعد ما ولى الجبان

براية الإيمان تلتحف الهوان برودا

ورأتك فابتشرت بقربك بهجة

فعل الودود يعاين المدودا

فغدوت ترقل والقلوب خوافق

والنصر يرمي نحوك الأقليدا

وتبعتها فحللت عقدة تاجها

بيد سمت ورتاجها الموصودا

وجعلته جسراً فقصر فاغتدت

طولى يمينك جسرها الممدودا

وأبحت حصنهم المشيد ولم يكن

حصن لهم من بعد ذاك مشيدا

وفي آخرها يتخلص لبطولة الإمام الحسين يوم كربلاء إلى أن يقول:

لله مطروح حوت منه الثرى

نفس العلى والسؤدد المفقودا

ومجرح ما غيرت منه القنا

حسناً ولا أخلقن منه جديدا

قد كان بدراً فاغتدى شمس الضحى

مذ ألبسته يد الدماء لبودا

يا بن النبي الية من مدنف

بعلاك لا كذباً ولا تفنيدا

ما زال سهدي مثل حزني ثابتاً

والغمض مثل الصبر عنك طريدا

تأبى الجمود دموع عينى مثلما

يأبى حريق القلب فيك خمودا

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

منهم: المسعودي، وسبط ابن الجوزي، والشبلنجي، وابن الصباغ المالكي، والشيخ أبوجعفر الطبري (1)، وصرح الشيخ الكفعمي بأن الذي سمّه هو المعتز (2)، ونقل عن ابن بابويه أنّ الذي سمّه هو المعتمد العباسي (3)، لكن المعتمد بويع بالخلافة في النصف من رجب سنة 256 بعد قتل المهتدي، فإمّا أن يكون مصحفا، أو أن المعتمد هو الذي دسّ السمّ بايعازٍ من المعتز، فيكون ذلك جمعاً بين قول الشيخ الصدوق والشيخ الكفعمي.

وليس بعيدا عن مثل المعتز اقتراف مثل هذه الجريمة النكراء، لأنه كان شابا نزقاً لم يتحرج عن سفك الدماء، ففي سنة 252 خلع أخاه المؤيد من ولاية العهد وعذّبه بضربه أربعين مقرعة ثم حبسه ودبّر قتله في السجن بعد ذلك بخمسة عشر يوما، كما حبس أخاه أبا أحمد بن المتوكل سنة 253 ونفاه إلى واسط ثم إلى البصرة ثم ردّه إلى بغداد، وكتب أماناً لابن عمه المستعين بعد أن خلع نفسه عن الخلافة وبايع للمعتز وسكن واسط، فبعث إليه سعيد بن صالح الحاجب فأدخله سعيد في منزله وضربه حتى مات، وقيل: جعل في رجله حجراً وألقاه في دجلة، وحمل رأسه إلى المعتز وهو يلعب الشطرنج، فقيل له: هذا رأس المخلوع. فقال: ضعوه حتى أفرغ من الدست. فلما نظر إليه وأمر بدفنه، أعطى سعيداً خمسين ألف درهم وولاه معونة البصرة. وأبعد ابن عمه المهتدي إلى بغداد خوفاً من أن ينصبه الاتراك خليفة من بعده (4) .

__________________

(1) مروج الذهب 4: 423، تذكرة الخواص: 324، نور الأبصار / الشبلنجي: 337 - دار الجيل - بيروت، الفصول المهمة 2: 1076، دلائل الإمامة: 409.

(2) بحار الأنوار 50: 117 عن مصباح الكفعمي.

(3) المناقب لابن شهرآشوب 4: 433، عن ابن بابويه.

(4) راجع: الكامل في التاريخ 6: 185 و 192، تاريخ الخلفاء / للسيوطي: 279 وما

٢٦١

هذه كانت أفعال المعتز مع إخوته وأبناء عمومته، أما مع الطالبيين، فكانت أشد وأقسى، وهي تتوزع بين الابعاد والتشريد والحبس والقتل، ففي أيام المعتز قتل عبد الرحمن خليفة أبي الساج أحمد بن عبد الله بن موسى بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي، وتوفي في الحبس عيسى بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وكان أبو الساج حمله فحبس بالكوفة فمات هناك، وقتل بالري جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين، وقتل إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عبد الله بن العباس بن علي، وحبس أحمد بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي في دار مروان، حبسه الحارث بن أسد عامل أبي الساج في المدينة فمات في محبسه (1) .

مما تقدم يتبين أن واقع الحال يشير إلى أن المعتز متّهم بقتل الإمام عليه‌السلام ، وقد ورد التصريح بموت الإمام عليه‌السلام مسموما كما تقدم، ويقوّي هذا الاحتمال كون الإمام عليه‌السلام مات وهو في أوج الصحة والقوة والعنفوان.

قال أمين الاسلام الطبرسي: « ذهب كثير من أصحابنا إلى أنه عليه‌السلام مضى مسموما، وكذلك أبوه وجده وجميع الأئمّة عليهم‌السلام خرجوا من الدنيا بالشهادة، واستدلوا على ذلك بما روي عن الصادق عليه‌السلام من قوله: مامنا إلاّ مقتول شهيد. واللّه أعلم بحقيقة ذلك » (2) .

__________________

بعدها، البداية والنهاية 11: 11 و 12.

(1) مقاتل الطالبيين: 433.

(2) أعلام الورى 2: 131.

٢٦٢

بناءً على ذلك فإنّ جميع الأئمّة عليهم‌السلام خرجوا من الدنيا بالقتل، وليس فيهم من يموت حتف أنفه، وقاتلهم دائما هو الحاكم الذي يحذر نشاطهم ويتوجس منهم خيفة، لأنّهم يمثلون جبهة المعارضة ضد الانحراف الذي يمثله الحاكم (1) .

وصرّح بعض أعلام الشيعة في بعض أشعارهم بموت الإمام عليه‌السلام مسموما من قبل المعتز.

يقول الشيخ محمد حسين الاصفهاني في ارجوزته:

قاسى الامام من بني العباس

ما ليس في الوهم وفي القياس

كم مرة من بعد مرة حبس

وهو بما يراه منهم محتبس

حتى قضى بالغم عمراً كاملا

فسمه المعتز سما قاتلا

قضى شهيداً في ديار الغربه

في شدة ومحنة وكربه (2)

ويقول الشيخ حسين الدرازي:

فيا قلبي المضنا أدم في صبابة

إلى أن تقوم الناس في الحشر والنشر

فإن علياً خير من وطأ الثرى

وصي رسول الله في العلم والسر

قضى وهو مسموماً فوالهفتي له

ويا طول حزني ما بقيت من الدهر

__________________

(1) راجع بحثا مفصلاً حول هذا الموضوع في تاريخ الغيبة الصغرى / للسيد محمد محمدصادق الصدر: 229.

(2) الأنوار القدسية / الشيخ محمد حسين الاصفهاني: 101.

٢٦٣

لقد أصبح الدين الحنيفي ثاوياً

على الأرض ملحوداً وقد ضم في القبر

على الدار من بعد الوصى عليها

سلام مدى الأيام في منتهى العمر

أيقتل مسموماً على غير جرمه

وتهتك أسرار الشرائع والأمر (1)

ويقول السيد صالح النجفي:

بنفسي مسموماً قضى وهو نازح

عن الأهل والأوطان جمّ المهاضم (2)

ويقول الشيخ محمد علي اليعقوبي:

ثم نال المعتز ما شاء منه

إذ سقاه السم النقيع جهارا

فاستشاطت له البلاد وصارت

صيحة طبقت بها الأقطارا

أتراها درت عشية أودى

أن فيها نور الهدى قد توارى (3)

ويقول آخر:

بنفسي مسجوناً غريباً مشاهداً

ضريحاً له شقته أيدي الغواشم

__________________

(1) مجموعة وفيات الأئمة عليهم‌السلام : 387.

(2) المجالس السنية / السيد الأمين 5: 656.

(3) الذخائر / ديوان شعر اليعقوبي: 64.

٢٦٤

بنفسي موتوراً عن الوتر مغضياً

يسالم أعداء له لم تسالم

بنفسي مسموماً قضى وهو نازح

عن الأهل والأوطان جم المهاضم (1)

فضل بقعته وزيارته:

عن الحسين بن روح، قال: « قال أبو الحسن عليه‌السلام : قبري بسرّ من رأى أمانٌ لأهل الخافقين » (2) .

وعن أبي هاشم الجعفري، قال: « قال لي أبو محمد الحسن بن علي عليه‌السلام : قبري بسرّ من رأى أمانٌ لأهل الجانبين » (3) .

أفضل أيام الزيارة:

وقال العلامة المجلسي في زيارة الامامين العسكريين عليهم‌السلام : اعلم أن زيارتهما صلوات الله عليهمافي الأوقات والأيام الشريفة والأزمان المختصة بهما أفضل وأنسب، كيوم ولادة الامام الهادي عليه‌السلام ، وهو في النصف من ذي الحجة، وبرواية ابن عياش ثاني رجب، أو خامسه، وبرواية إبراهيم بن هاشم ثالث عشر رجب، والأول أشهر، ولكن كونه في رجب قد ورد به الخبر. ويوم وفاته وهو ثالث رجب برواية إبراهيم بن هاشم وغيره، أو ثانيه أوخامسه على بعض الأقوال، أو لأربع بقين من جمادى الآخرة برواية ثقة الاسلام الشيخ الكليني،

__________________

(1) المجالس السنية 5: 656.

(2) المناقب لابن شهر آشوب 4: 459.

(3) التهذيب 6: 93 - كتاب المزار باب 43 فضل زيارة أبي الحسن وأبي محمد عليهما‌السلام .

٢٦٥

ويوم إمامته وهو آخر ذي القعدة أو الحادي عشر منه.

ويوم ولادة الامام العسكري عليه‌السلام ، وهو عاشر ربيع الثاني على قول الشيخ المفيد والشيخ، أو ثامنه على قول الطبرسي، أو رابعه على قول الشهيد. ويوم وفاته وهو ثامن ربيع الأول على قول ثقة الاسلام الشيخ الكليني وشيخ الطائفة الطوسي في التهذيب والطبرسي والشهيد رحمهم الله، أو أوله على قول شيخ الطائفة الطوسي في المصباح. ويوم انتقال الخلافة إليه، وهو يوم وفاة والده صلوات الله عليهما (1) .

الدعاء والزيارة الماثوران:

1 - روى شيخ الطائفة الطوسي بالاسناد عن المنصوري، عن عم أبيه، في حديث طويل، قال: « قلت للامام الهادي عليه‌السلام : يا سيدي، تعلمني دعاء أختص به من الأدعية؟ فقال عليه‌السلام : هذا الدعاء كثيراً ما أدعو الله به، وقد سألت الله أن لا يخيب من دعا به في مشهدي بعدي، وهو: يا عدتي عند العدد، ويا رجائي والمعتمد، ويا كهفي والسند، ويا واحد يا أحد، يا قل هو الله أحد، أسألك اللهم بحق من خلقته من خلقك، ولم تجعل في خلقك مثلهم أحداً، أن تصلي عليهم وتفعل بي كيت وكيت » (2) .

2 - ذكر محمد بن الحسن بن الوليد الزيارة التالية للامامين العسكريين عليهما‌السلام فقال: « إذا أردت زيارة قبريهما تغتسل وتتنظف، والبس ثوبيك الطاهرين، فإنّ وصلت إليها وإلاّ أومأت من الباب الذي على الشارع وتقول: السلام عليكما يا وليي اللّه، السلام عليكما يا حجتي اللّه، السلام عليكما يا نوري اللّه

__________________

(1) بحار الأنوار 102: 78.

(2) بحار الأنوار 50: 127.

٢٦٦

في ظلمات الأرض، السلام عليكما يا من بدا للّه فيكما، أتيتكما عارفا بحقكما، معاديا لأعدائكما، مواليا لأوليائكما، مؤمنا بما آمنتما به، كافرا بما كفرتما به، محققا لما حققتما، مبطلاً لما أبطلتما، أسأل اللّه ربي وربكما أن يجعل حظي من زيارتكما الصلاة على محمد وأهل بيته، وأن يرزقني مرافقتكما في الجنان مع آبائكما الصالحين، وأسأله أن يعتق رقبتي من النار، ويرزقني شفاعتكما ومصاحبتكما، ولايفرق بيني وبينكما، ولايسلبني حبكما وحب آبائكما الصالحين، ولايجعله آخر العهد منكما ومن زيارتكما، وأن يحشرني معكما في الجنة برحمته.

اللهم ارزقني حبهما، وتوفّني على ملّتهما، والعن ظالمي آل محمد حقهم وانتقم منهم، اللهم العن الأولين منهم والآخرين، وضاعف عليهم العذاب الأليم إنّك على كل شيءٍ قدير، اللهم عجل فرج وليك وابن نبيك، واجعل فرجنا مع فرجهم يا أرحم الراحمين. وتجتهد أن تصلي عند قبريهما ركعتين، وإلاّ دخلت بعض المساجد وصليت ودعوت بما أحببت إنّ اللّه قريب مجيب » (1) .

والحمدُ للّه ربِّ العالمين

وسلامٌ على عباده

الذين اصطفى

محمد وآله

الطاهرين

__________________

(1) التهذيب 6: 94 - 95 / باب 44 - زيارتهما عليهما‌السلام .

٢٦٧

الفهرس

كلمة المركز 5

المقدمة 7

الفصل الأوّل: الحياة السياسية في عصر الإمام الهادي عليه السلام 212 - 254 هـ 13

من عاصره الإمام من بني العباس: 13

أهم سمات هذا العصر: 14

أوّلاً - ميل رجال السلطة إلى البذخ واللهو: 14

ثانيا - استحواذ رجال السلطة على الأموال العامة: 19

ثالثا - تدخل الأتراك في مقاليد الحكم: 22

رابعا - تردي الحالة الاقتصادية والاجتماعية: 25

خامسا - عدم الاستقرار: 27

1 - أعمال التمرد والشغب: 27

2 - استقلال الأطراف وكثرة المتغلّبين: 30

3 - غزو الثغور الإسلامية: 33

4 - الحركات المتطرّفة والثورات الشعبية: 34

الفصل الثّاني: موقف السلطة من الإمام عليه السلام 47

1 - المعتصم: 48

أولاً - موقفه من الامام الجواد عليه‌السلام : 48

أ - استدعاؤه الى بغداد: 48

ب - شهادته عليه‌السلام : 49

ثانياً - موقفه من الامام الهادي عليه‌السلام : 52

ثالثاً - موقفه من الشيعة: 53

رابعاً - موقفه من الطالبيين: 55

2 - الواثق: 56

3 - المتوكل: 57

٢٦٨

أولاً - موقفه من أهل البيت عليهم‌السلام : 58

1 - بغضه (لعنه اللّه ) عليّا عليه‌السلام : 58

2 - هدم قبر الحسين عليه‌السلام : 60

ثانياً - موقفه من آل أبي طالب: 62

ثالثاً - موقفه من شيعة الامام عليه‌السلام : 66

قتل ابن السكّيت: 67

رابعاً - موقفه من الامام الهادي عليه‌السلام : 68

1 - اشخاص الامام عليه‌السلام إلى سامراء: 68

أسباب الاشخاص: 68

كتاب الاستدعاء: 71

المتوكل ينقض وعوده: 74

تاريخ الاشخاص: 74

من المدينة إلى سامراء: 76

في سامراء: 80

2 - تفتيش دار الامام: 83

3 - موارد من الاساءة: 84

4 - امتحانه بمسائل عويصة: 90

5 - محاولة تصفية الامام عليه‌السلام : 91

دعاء المظلوم على الظالم: 93

مقتل المتوكل: 97

4 - المنتصر: 98

5 - المستعين: 100

مقتل المستعين: 101

6 - المعتز: 102

شهادة الإمام الهادي عليه‌السلام : 103

خلع المعتز وقتله: 105

٢٦٩

مواقف الامام عليه‌السلام ازاء تصرفات السلطة: 106

أولاً: تفعيل عمل الوكلاء: 106

وكلاء الامام الهادي عليه‌السلام : 108

ثانيا: دعم أصحابه ومواليه: 110

1 - رفدهم بالدعاء: 110

2 - الإحسان إليهم: 114

3 - تحذيرهم من الفتن: 114

رابعاً - هداية الخلق إلى الخالق: 116

الفصل الثّالث: الهوية الشخصية للإمام الهادي عليه السلام 123

نسبه الشريف: 123

ألقابه: 123

كنيته: 125

ولادته: 125

حليته: 126

نقش خاتمه: 127

بوابه: 128

وكلاؤه: 128

شاعره: 128

عمره ومدة إمامته: 128

أمه: 129

زوجته: 130

ولده: 132

1 - السيد محمد: 133

2 - الحسين: 134

3 - جعفر الكذاب: 134

٢٧٠

اخوته: 138

موسى المبرقع: 138

السيدة حكيمة: 139

الفصل الرّابع: إمامته عليه السلام 141

أولاً - نص آبائه عليه عليه‌السلام : 141

ثانيا - نص أبيه عليه عليه‌السلام : 144

ثالثاً - اجماع الامامية: 148

رابعاً - شواهد اخرى: 149

الفصل الخامس: مكارم أخلاقه ومنزلته عليه السلام 152

أولاً - العلم: 154

نبوغه المبكر: 156

روايات عن مقامه العلمي: 158

1 - سورة تخلو من سبعة أحرف: 159

2 - معنى المال الكثير: 159

3 - جواز تكنية الكافر: 160

4 - من حلق رأس آدم؟: 160

5 - حدّ النصراني يفجر بمسلمة: 161

6 - مسائل ابن السكيت: 162

7 - مسائل يحيى بن أكثم: 163

جواب الامام الهادي عليه‌السلام : 165

ثانياً - العبادة: 170

ثالثا - الزهد: 172

رابعاً - الجود والكرم: 173

خامساً - السماحة والحلم: 174

سادساً - الرقّة والشفافية: 175

سابعاً - الهيبة والمنزلة الرفيعة: 175

٢٧١

الفصل السادس: عطاؤه العلمي 181

المبحث الأول: دوره عليه‌السلام في ترسيخ مبادئ العقيدة: 181

أولاًـ كلماته في التوحيد والصفات: 182

1 - تنزيه اللّه تعالى عن التجسيم: 182

2 - استحالة الرؤية: 186

3 - لا يوصف الا بما وصف به نفسه: 187

4 - الارادة والمشيئة: 189

5 - علمه سبحانه: 189

6 - حقيقة الايمان: 191

7 - الجبر والتفويض: 191

رسالته الى أهل الأهواز: 192

استشهادته بحديث الصادق: 193

ابطال الجبر: 195

مثال على الجبر: 195

ابطال التفويض: 197

مثال على التفويض: 198

المنزلة بين المنزلتين: 200

أدلة المنزلة بين المنزلتين: 201

مثل الاختبار بالاستطاعة: 203

تفسير الأمثال الخمسة للإمام الصادق عليه‌السلام : 205

خاتمة الرسالة: 210

غضاضة القرآن: 214

اجماع الاُمّة على أن القرآن حق: 214

خلق القرآن: 215

تفسير القرآن: 216

٢٧٢

رابعاً - كلماته في الإمامة والولاية: 216

1 - ولاية أهل البيت: 217

2 - حديث الثقلين وشواهده: 219

3 - الوصية: 221

4 - مودة أهل البيت: 221

5 - علم الامام: 222

6 - صفات الامام: 222

7 - معرفة كنه النبي والامام: 224

8 - الغيبة: 225

9 - فضل العلماء: 227

خامساً - التصدي لأهل البدع والشبهات: 227

1 - الغلاة: 228

لعنهم والبراءة منهم: 229

مقاطعتهم والاستخفاف بهم: 230

تكذيب مقالاتهم الباطلة: 231

اهدار دمهم: 233

2 - الواقفة: 234

3 - الفطحية: 235

4 - الصوفية: 236

المبحث الثاني - دوره عليه‌السلام في التصنيف والتشريع والسنن: 237

أولاً - المصنفات المنسوبة إليه عليه‌السلام : 237

ثانيا - دوره عليه‌السلام في بيان الشريعة: 245

أولاً - الثقات من أصحابه عليه‌السلام : 253

ثانيا - المؤلفون من أصحابه عليه‌السلام : 254

ثالثا - الوكلاء من أصحابه عليه‌السلام : 257

المبحث الثالث - اسهاماته عليه‌السلام في علم الطب: 257

٢٧٣

الفصل السابع: شهادة الإمام الهادي عليه السلام 259

مقدار عمره عليه‌السلام : 260

سبب شهادته عليه‌السلام : 260

فضل بقعته وزيارته: 265

أفضل أيام الزيارة: 265

الدعاء والزيارة الماثوران: 266

٢٧٤

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336