أدب الطف الجزء ٦

أدب الطف17%

أدب الطف مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 336

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 336 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 113729 / تحميل: 8810
الحجم الحجم الحجم
أدب الطف

أدب الطف الجزء ٦

مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

قد شعشعت سائر الأكوان مذ جليت

فقلت ينبوع نور فار باللهب

السمع في طرب والذوق في ضرب

والجو في لهب والقوم في عجب

آيات نظمك قد سيرتها مثلا

كالشمس تطلع في ناء ومقترب

أبعدت شوطك في مضمار سبقهم

ولم تدع للمجاري فيه من قصب

فصرت تمشي الهوينا إذ بلغت مدى

قد أمعنوا فيه بالتقريب والخبب

فلتسم قدراً وتزدد رتبة وعلا

مع مالها من رفيع القدر والرتب

وكتب عنه الأستاذ الخاقاني في ( شعراء الحلة ) وذكره صاحب ( الحصون ) ج ٩ ص ١٥٧ فقال: كان فاضلاً أديباً، بارعاً وشاعراً، حسن الشعر مقله حلو الانسجام بديع النظام، سكن النجف مدة ثم عاد إلى الحلة حيث أقام أبوه وأخوه، وبعد وفاة أبيه استوطن النجف هو وأخوه.

أقول إلى هذا الشاعر خاصة - دون غيره من آل النحوي - تنتمي الأسرة المعروفة في النجف الأشرف بـ ( آل الشاعر ). كانت وفاة الهادي النحوي سنة ١٢٣٥ - على الأشهر.

٢٤١

الشيخ حمزة النحوي

القرن الثالث عشر

قفوا بديار فاح من عرفها ند

ديار سعود ما لا ربابها ند

وإن أصحت قفراء من بعد أهلها

سلوا ربعها عن ريعها أيها الوفد

وخصوا سلام الصب عرب عريبها

سلام سليم لا يفارقه الود

محارب أعداهم وسلم محبهم

وباغض شانيهم وحر لهم عبد

لنحوكم النحوي ( حمزة ) قاصد

فحاشا لديكم أن يخيب له قصد

جفاني الكرى حتى أضر بي الجوى

وقرح أجفاني لبعدكم السهد

فمن وجدهم فان وجودي وقد غدا

ودادي لهم باق له خلدي خلد

فطوبى لحزوى والعقيق ورامة

ونجد لعمري للعليل بها نجد

إذا فاح طيب من أطائب طيبة

تأرج منه المندل الرطب والرند

هم شفعائي والذين أدخرتهم

ليوم به لا ينفع المال والولد

هم الذاكرون الله آناء ليلهم

نهارهم صوم وليلهم سهد

هم العالمون العالمون بهم هدوا

بواطنهم علم ظواهرهم رشد

٢٤٢

منار هدى أبياتهم كعبة الورى

ركوع سجود دون اعتابها الوفد

إلى أن عفت من بعدهم عرصاتها

وأمست خلاء لا سعاد ولا هند

سطت حادثات الدهر في كل نكبة

على أهلها خير العباد إذ عدوا

أآل منى نال المنى بولائكم

عبيدكم لا بل لعبدكم عبد

ويصف شجاعة الحسينعليه‌السلام بقوله:

لقد شهدت أفعاله الطف والعدا

كما شهدت أفعال والده أحد

بكرب البلا في كربلا يشتكي الظما

وليس له إلا دما نحره ورد

فيالك مقتولاً أجل الورى أباً

ويالك مظلوماً، له المصطفى جد

٢٤٣

الشيخ حمزة النحوي

شاعر أديب وفاضل أريب، والظاهر أنه من بيت النحوي الحليين المشهورين وفيهم شعراء أدباء كثيرون ذكروا في مطاوي هذا الكتاب، له القصيدة الدالية في مدح الأئمةعليهم‌السلام نحو ١٢٠ بيتاً لم يتيسر لنا الإطلاع على أولها:

قفوا بديار فاح من عرفها ند

ديار سعود مالاربابها ند

قال الشيخ اليعقوبي في البابليات: لم نقرأ من شعره في المجاميع سوى هذه القصيدة الدالية وهي طويلة وجدتها في مجموعة من مخطوطات أوائل القرن الثالث عشر فيها بعض القصائد والمقاطيع لكبير هذه الأسرة الشيخ أحمد النحوي، ولا أعلم ماذا يكون المترجم منه، وهل هو من أولاده أو أحفاده.

وجاء في شعراء الحلة للبحاثة الخاقاني:

الشيخ حمزة النحوي هو أحد أولئك الشعراء الذين شاءت الحوادث أن ينسى فقد جهلت كتب التراجم ذكره ولو لا العقيدة التي بعثت بكثير من المسجلين أن يدونوا ما قيل من الشعر في الإمام الحسين (ع) وآل البيت للدوافع القدسية التي فرضت عليهم أن يتبعوا ما قاله الشعراء لفاتنا أن نعرف اسمه أيضاً كما فاتنا أن نعرف من هو وما هي علاقته بآل النحوي فقد وجدت في أكثر من مجموع يرجع عهده إلى أكثر من قرن ونصف ذكر قصيدة له إلى جنب ما ذكر من شعراء الحلة ومن بينهم الشيخ أحمد وأبناءه محمد رضا وهادي وبمثل هذه القرائن وبما احتفظ به من لقب يجمعه بهم يتولد لدينا أنه من هذه الأسرة التي خدمت الأدب العربي في القرنين الثاني عشر والثالث عشر للهجرة ولو لا هذه القصيدة لبقي الشيخ حمزة نسياً منسياً، انتهى.

٢٤٤

السيد باقر العطار

المتوفى ١٢٣٥

إلى الله أشكو وقع دهياء معضل

يشب لظى نيرانها بالضمائر

يعز على الإسلام أن حماته

تئن لهم حزناً قلوب المنابر

يعز على الدين الحنيفي أن غدت

معارفه مطموسة بالمناكر

يعز على الأشراف أن عميدها

يغيب بعين الله عن كل ناظر

يعز على المختار أن أمية

رمت ولده ظلماً بأدهى الفواقر

يعز على الكرار أن رجاله

أبيدوا بأطراف القنا والبواتر

عجبت لشمس كورت من بروجها

وبدر علا قد غاب بين الحفائر

عجبت لذي الأفلاك لم لا تعطلت

وغيب من آفاقها كل زاهر

ومن عجب أن يمنع السبط ورده

وفيض يديه كالبحور الزواخر

٢٤٥

السيد باقر بن ابراهيم بن محمد الحسني البغدادي

توفي سنة ١٢٣٥ ودفن في النجف الأشرف. في الطليعة، كان فاضلا أديباً مشاركاً وكان ناثراً شاعراً، قدم النجف لطلب العلم وبقي بها مدة مدح علماءها كالشيخ موسى والشيخ علي ابني الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء. وروى له جملة من الشعر. وذكره صاحب ( الروض النضير ) فقال: كان من أهل العلم والأدب والفضل والتقوى، وكانت وفاته حدود ١٢٤٠ وله شعر في أنواع شتى.

أما الصحيح في تاريخ وفاته فهو ما ذكره ولد الشاعر السيد حسن من أنه توفى سنة ١٢١٨ والناس أعرف بآبائهم من غيرهم. وترجم له البحاثة الخاقاني في ( شعراء الغري ) وذكر جملة من مراسلاته ومدائحه لعلماء عصره.

أقول ديوان المرحوم العلامة السيد باقر ابن السيد ابراهيم ابن السيد محمد الحسني الشهير بالعطار مخطوط بخط ولده السيد حسن المعروف بالأصم وقال في أوله:

ولد الوالد صاحب هذا الديوان السيد باقر يوم الأربعاء قبيل الظهر ثالث أو رابع شهر رمضان المبارك سنة ١١٧٧ وتوفي في يوم الخامس عشر من صفر سنة ١٢١٨.

وجاء في مقدمة الديوان: وبعد فيقول الفقير إلى الله الغني حسن بن باقر

٢٤٦

ابن ابراهيم الحسني، أني جامع في هذه الأوراق ما رق من شعر الوالد المرحوم وراق، ليضوع ولا يضيع وينشر طيب رياه ويشيع، وأرجو من الله التوفيق فهو حسبي ونعم الرفيق.

فمن شعره يستنهض الإمام المهديعليه‌السلام :

طلاب المعالي بالرقاق البواتر

ونيل الأماني بالعتاق الضوامر

وبالسابغيات المضاعف نسجها

وبالسمهريات اللدان الشواجر

تلوى بأيدى الشوس ليناً كأنها

صلال الأفاعي من خلال المغافر

وبالغارة الشعواء في ليل عثير

ترى القوم فيها دارعاً مثل حاسر

وبالعزمة الغراء لمع وميضها

تبسم عن ماض الغرارين باتر

وبالفتحة العضباء عن حد نجدة

تجد بها الأعناق دون المناخر

ورب جهول قد تعرض للعلى

ولم يحض منها بالخيال المزاور

فقلت له خفض عليك فإنها

مطامح لم تدرك سناء لناظر

فما كل من جاب القفار بجائب

وما كل من خاض الغمار بظافر

ولا كل خفاق البروق بماطر

ولا كل زهر في الرياض بعاطر

ولم يبلغ العلياء إلا أخو نهى

توطأ هامات الرجال البحاتر

وليس يليق التاج إلا لأصيد

تلفع في بردي علا ومفاخر

ولا يرتقي الأعواد أعواد منبر

سوى صادح بالحق ناه وآمر

وتلك العلى وقف على كل ما جد

تربى وليداً في حجور المفاخر

فطوبى لنفس تشهد الملك في يدي

مليك وسيف الله في كف شاهر

وتبصر مولى المؤمنين مؤيداً

بجند من الرحمن للدين ناصر

وتنظره في الدست من حول صحبه

كبدر سماء في نجوم زواهر

٢٤٧

يقيم قناة الدين بعد التوائها

باسمر خطار وأبيض باتر

ويملك تصريف المقادير كيفما

يشاء ويجري حكمه في المقادر

يشمر أذيال الخلافة ساحباً

على هامة الجوزاء ذيل التفاخر

فقل بفتى جبريل خادم جده

وخادمه والخضر خير موازر

هو الخلف المنصور والحجة التي

بها يهتدي من ضل سبل البصائر

حسام إذا ما اهتز يوم كريهة

تدين له طوعاً رقاب الجبابر

إمام إليه الدهر فوض أمره

بأمر إله خصه بالأوامر

همام إذا ما جال في حومة الوغى

فلم تلق إلا ضامراً فوق ضامر

جواد إذا ما انهل وابل كفه

به غني العافون عن كل ماطر

وجوهو قدس لا يقاس بمثله

وشتان ما بين الحصى والجواهر

له المعجزات الغر يبهرن للحجى

فاكرم بها من معجزات بواهر

مكارم فضل لا تحد لواصف

وآيات صدق لا تعد لحاصر

من البيض يحمى البيض بالبيض والقنا

ويرمي العدا قسراً بإحدى الفواقر

إذا انقض في قلب الخميس تنافرت

جموعهم مثل النعام النوافر

وإن حل في أرض تضوع نشرها

وأخصب من أطلالها كل دائر

ويحي به الله العباد جميعها

فمن رابح فيه هناك وخاسر

ويأذن في نبش القبور ويصلح

الأمور ويعلو ذكرهن في المنابر

بكل عفيف الذيل من دنس الخنا

وأبلج ميمون النقيبة طاهر

وأصيد لا يعطى الوغى فضل مقود

ولو ملئت بيداؤها بالحوافر

وأمجد من عليا معد نجاره

إذا عدت الأنساب يوم التفاخر

يذبون عن غر كرام أطائب

غطارفة شوس كماة مغاور

هناك ترى نور النبوة ساطعاً

منوطاً بنور للامامة زاهر

هناك ترى التوفيق بالبشر صادحاً

وتقدمه أم العلى بالتباشر

٢٤٨

هناك نرى ربع المسرة ممرعاً

وروض الأماني بين زاه وزاهر

هناك نروى القلب من كل غاشم

ونأخذ ثار السبط من كل غادر

فسارع لها يا ابن النبي بوثبة

فما طالب ذحلاً سواك بثائر

هلم بنا واجبر قلوباً كسيرة

فليس لها إلاك يا خير جابر

أيا ابن الميامين اللذين وجوههم

توقد عن نور من الله زاهر

فخذ من بنات الفكر مني غادة

تفوق جمالاً كل عذراء باكر

بها ( باقر ) يبدى اعتذار مقصر

بمدحكم يرجو قبول المعاذر

ومن يكن القرآن جلا بمدحه

فأنى يوفي مدحه وصف شاعر

عليكم سلام الله ما لاح بارق

وجادت مرابيع السحاب المواطر(١)

وقال يرثي الحسين (ع):

يا عين لا لا دكار البان والعلم

ولا على ذكر جيران بذى سلم(٢)

وقل من دمع عيني أن يفيض أسى

أجل ولا كان ممزوجاً بصوب دم

على أجل قتيل من بني مضر

زاكي الأرومة والأخلاق والشيم

كيف السلو وروح الطهر فاطمة

ملقى ثلاثة أيام على الاكم

واحسرتا أيموت السبط من ظمأ

وجده خير رسل الله كلهم

وأمه البضعة الزهراء ووالده

خير القبائل من عرب ومن عجم

__________________

١ - عن الديوان المخطوط بخط ولد الناظم وهو السيد حسن المعروف بالأصم - الموجود في مكتبة السيد عبدالعزيز الحيدري.

٢ - هذه القصيدة وما بعدها عن ( الرائق ).

٢٤٩

لم أنسه في عراص الطف منفرداً

يقول يا قوم هل راعيتم ذممي؟

هل منكم ناصر يرجو الشفاعة في

يوم المعاد غداً من شافع الأمم؟

لم أنسه وهو يسطو شبه قسورة

والقوم منهزم في إثر منهزم

فخر عن مهره للأرض تحسب أن

هوى غدات هوى عال من الأطم

ومر نحو الخيام المهر يندبه

والدمع يهمل من عينيه كالديم

فمذ رأته النسا أقبلن في دهش

كل تنوح ومنها القلب في ألم

هاتيك حاسرة بين الطغاة وذي

تقول أين كفيلي أين معتصمي

تقول يا قوم ما أقسى قلوبكم

ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم

غادرتم أسرة الكرار حيدرة

منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم

لهفي له وهو في الرمضاء منجدل

والخيل توطئه قسراً بجريهم

ورأسه فوق رأس الرمح مرتفع

يضيء تحسبه نوراً على علم

أين النبي وأين الطهر فاطمة

وأين أين علي القدر والهمم

وأين أين أسود الغاب من مضر

ومن سمو كل ذى مجد بمجدهم

اليوم خابت ظنوني واعتدى زمني

فواعنائي وواذلي وواندمي

ثم أنثنت تندب الهادي النبي وفي

أحشائها ضرم ناهيك من ضرم

يا جد إن ابنك السجاد مضطهد

بين الطغاة يعاني كربة السقم

وقيدوه بأصفاد الهوان ولم

يراقبوا فيه من إل ولا ذمم

أعظم بها نكبة دهياء قد عظمت

على النبي ورب البيت والحرم

متى يقوم ولي الأمر من مضر

فينجلي بمحياه دجى الغمم

الحجة الخلف المهدي من ختم

الله الإمامة فيه خير مختتم

هو الإمام الذي ترجى حميته

بكل هول من الأهوال مقتحم

ملك له عزمة في الروع ثابتة

تغنيه عن كل مصقول الشبا خذم

مولى سرى عدله في كل ناحية

كما سرى البرق في داج من الظلم

متى نراه وقد حفت به زمر

الأنصار من كل مغوارو كل كمي

٢٥٠

ويملأ الأرض عدلاً مثلما ملئت

جوراً وذئب الفلا يرعى مع الغنم

ويغتدي كل من والاه مبتهجاً

في خفض عيش رغيد دائم النعم

يا ابن النبي ومن قد راق مدحهم

ورق حتى حلا تكراره بفم

ومن أتى مدحهم في هل أتى وسبا

وجاء فضلهم في نون والقلم

إليك من لج بحر الفكر جوهرة

فريدة الحسن قد جلت عن القيم

يرجو بها باقر أن يضام غداً

وهل يضام؟ ومن والاك لم يضم

وكيف أخشى معاذ الله يوم غد

سوء العذاب وجدي شافع الأمم

أقل عثاري وخذ يا سيدي بيدى

عند الصراط إذا زلت به قدمي

قد أفلح المومنون المادحون لكم

واستوثقوا بوثاق غير منفصم

صلى الإله عليكم ما سرت سحب

وأومض البرق في الظلماء من إضم

وقال يرثي الحسينعليه‌السلام :

أطيلي النوح معولة اطيلي

على رزء القتيل ابن القتيل

وسحى الدمع باكية عليه

ولا تصغى إلى عذل العذول

ونادي يا رسول الله يا من

حباه الله بالفضل الجزيل

أتعلم أن رأس السبط يهدى

إلى الأوغاد في رمح طويل

ويضحى جسمه بالطف ملقى

تكفنه الصبا نسج الرمول

ويقرع ثغره الطاغي يزيد

ولا يخشى من الملك الجليل

وزين العابدين يقاد فيهم

برغم منه في قيد ثقيل

لعمري لا يحق النوح إلا

لمقتول الأسنة والنصول

بنفسي ضامياً والماء طام

وليس له إليه من سبيل

ينادي وهو في الهيجاء فرداً

ألا هل ناصر لبني الرسول

أأقتل فيكم ظلماً وجدي

شفيع الخلق في اليوم المهول

أأقتل ضامياً وأبي علي

بيوم الحشر ساقي السلسبيل

٢٥١

فلما أن راى الأعداء كل

كليم القلب يطلب بالذحول

تصدى للقتال ومر يسطو

على الأبطال كالليث الصؤول

فيا لله كم قد فل جمعاً

بحد حسامه العضب الصقيل

إلى أن جاءه الأجل المسمى

فخر مجدلاً تحت الخيول

فأقبلن الكرائم حاسرات

نوادب للمحامي والكفيل

وزينب بينهن عليه تذرى

عقيق الدمع في الخد الأسيل

وتدعو أمها الزهراء شجواً

ومنها القلب في داء دخيل

ألا يا بضعة المختار طه

من الأجداث قومي واندبي لي

ونوحي للغريب المستظـ

ـام البعيد النازح الدار القتيل

يعز عليك يا أماه ما قد

تطوقنا من الخطب الجليل

ألا يا أم كلثوم هلمي

لقد نادى المنادي بالرحيل

وجاءت فاطم الصغرى تنادي

أباها وهي تعلن بالعويل

أبي عز الكفيل فهل ترى لي

فديتك يا بن فاطم من كفيل

أبي أحرقتني بجفاك فامنن

علي بنظرة تطفي غليلي

أبي إن ابنك السجاد أضحى

عليلاً لهف نفسي للعليل

أيسلمني الزمان وأنت كهفي

وتألمني الخطوب وأنت سولي

مصابك يابن فاطمة كساني

ثياب الهم والحزن الطويل

وخبطك هد أركان المعالي

وثل قواعد المجد الأثيل

واذكى جمرة في قلب طه

ومهجة حيدر وحشا البتول

ألا يابن الأطائب من قريش

وخير الخلق من بعد الرسول

ويا ابن الأكرمين ومن بكته

السموات العلى بدم همول

إليك خريدة حسناء رقت

وراقت بهجة لذوي العقول

تؤم حماك قاصدة ومنها

دموع العين كالغيث الهطول

بها يرجو غدات الحشر منكم

سليلك باقر خير القبول

وتنقذه من النيران فيها

وتنقله إلى ظل ظليل

٢٥٢

وخذ بيديه يوم الحشر وامنن

عليه بشربة من سلسبيل

فليس له سواكم من معين

إذا ما جاء في حوب ثقيل

فلا زالت صلوة الله تترى

عليكم بالغدات وبالأصيل

وقال متوسلاً إلى الله بالنبي والأئمة الطاهرين:

يا رب بالهادي النبي المصطفى

ووصيه المولى علي المرتضى

وبفاطم ست النساء ونجلها

الحسن الزكي وبالحسين المجتبى

وسليله زين العباد وباقر

وبجعفر والطهر موسى والرضا

ومحمد وعلي نجل محمد

والعسكري وبالإمام المرتجى

الطف بعبدك وابن عبدك باقر

وأنله في يوم الجزا خير الجزا

٢٥٣

الملا حسين جاويش

المتوفى ١٢٣٧

ما للديار تنكرت أعلامها

وعفت مرابعها وأمحل عامها

صاح الغراب بشمل ساكنها ضحى

فلذا تبدد شملها ولمامها

سرعان ما ألقى بكلكله الردى

عمداً عليها فانقضت أيامها

عصفت أعاصير الرياح بربعها

فعفا وصوح شيحها وخزامها

ظعنوا برغم المكرمات عشية

والنفس إثر الركب زاد هيامها

كم لي وقد زموا الركائب خلفهم

عبرات وجد لا تجف سجامها

فذكرت مذ بانوا ركائب فتية

ضربت على شاطى الفرات خيامها

زحفت عليها للطغات كتائب

أموية ملأ الفضا إرزامها

فتكت بها أرجاس حرب فانثنى

بيد الذئاب فريسة ضرغامها

قتلت على ظمأ وكوثر جدها

منه الأنام غداً يبل أوامها

لله أدمية بشهر محرم

لرضى ابن هند يستحل حرامها

فرؤوسها من فوق خرصان القنا

وعلى الصعيد رمية أجسامها

من مبلغن سراة هاشم إنه

قد جذ غاربها وجب سنامها

وأفاه منهم سهم بغي صائب

إن المنايا لا تطيش سهامها

فهوى الجواد عن الجواد كأنما

من قنة العلياء خر دعامها

كالطود يعلوه الرغام ولم أخل

يعلو على الشم الرعان رغامها

يا ذروة الشرف انهضوا فسراتكم

ذبحت بسيف الظالمين كرامها

٢٥٤

خضب الدماء جباها ولطالما

لله طال سجودها وقيامها

يايوم عاشوراء كم لك في الحشا

قبسات وجد لا يبوخ ضرامها

كم فيك من ابناء احمد فتية

شم الانوف كبابها اقدامها

ياصاحبي قف بالطفوف مخاطبا

اين الالى بانو واين مقامها

الله اكبر اي غاشية بها

دار النبوة دكدكت اعلامها

الله اكبر اي جلى فتتت

احشاء خير الرسل وهو ختامها

عجباً لهذ الخلق لا يبكي دماً

عوض المدامع كلها وغلامها

لفتى بكاه محمد ووصيه

الهادي أمير المؤمنين امامها

كل الرزايا دون وقعة كربلا

تنسى وان عظمت تهون عظامها

نكثت عهود المصطفى حسداً لمن

ضلت عن النهج القويم طغامها

والله ما قتل الحسين سوى الألى

سجدت مخافة بأسه أصنامها

قد أججوها في ( ) فتنة

في الال يوم الطف شب ضرامها

كتبوا صحيفتهم والوا أنها

حتى القيامة لا يفض ختامها

فتداولتها بعدهم أبناؤها

فتضاعفت لما جنت اثامها

قدمت على حرب الحسين ببغيها

وتسابقت لقتاله أقدامها

نقضت عهود نبيها في اله

فلبئس ما قد أخلفته لئامها

يا سادة جلت مناقب فضلها

من أن تحيط بوصفها أوهامها

أتهاب نفس حسين أو تخشى غداً

ظيما وأنتم في المعاد عصامها

يمضي الزمان وحزنها بمصابكم

باق الى أن تنقضي أيامها

واليكموها غادة حليةُ

قد طاب فيكم بدؤها وختامها

٢٥٥

الملا حسين جاويش

الحسين بن ابراهيم بن داود. من أسرة تعرف قديماً بآل « جاوش » وقد وجدت شهادات موقعة بخطوط جماعة منهم في وثيقة رسمية مصدقة من نائب الحلة « القاضي » سنة ١١٠١ هـ « إحدى ومائة وألف » وهي تخص بعض أوقاف السادة الأقدمين من « آل كمال الدين » ومن الشهود فيها عثمان بن مصطفى جاوش - جد المترجم - ويوجد حتى اليوم شارع قديم في إحدى محلات الحلة الشمالية يدعى بـ « الجاووشية » بالقرب من مرقد أبي الفضائل بن طاوس نسبة إلى الأسرة المذكورة التي نبغ منها شاعرنا المترجم ويعرف في المجاميع القديمة بالملا حسين جاوش. مولده ونشأته ومسكنه ووفاته في الحلة ولم يتحقق لدينا تاريخ ولادته لنعرف مدة عمره سوى أن وفاته كانت سنة ١٢٣٧ هـ ولم يكن ممن يجتدي بأشعاره أو يساوم ببنات أفكاره وإنما كان يمتهن بعض الحرف التي يعتاش منها وهو معدود في شعراء أواخر القرن الثاني عشر وأوائل الثالث عشر تبودلت بينه وبين أدباء عصره مراسلات ومساجلات ونظم كثيراً من القصائد في جملة من الحوادث التي وقعت بين أهل الحلة والعشائر والحكومة يومئذ كما جاء في تاريخ الحلة بهذا القرن وشعره جزل الألفاظ عذب الأسلوب مكثر فيه من رثاء آل الرسول « ص » رأيت له قصيدة في رثاء الحسين (ع) في كتاب ( المجالس والمراثي ) للفاضل الأديب الشيخ أحمد بن الحسن قفطان النجفي سنة ١٢٨٥ ومن خطه نقلتها من الفصل الثالث من الكتاب المذكور:

وله من قصيدة في الرثاء:

هاج أحزان مهجتي وشجاها

خطب من جل في الآنام عزاها

* * *

٢٥٦

هل يولي أمر الخلافة إلا

من بنى أصلها وشاد علاها

سيد الأوصياء في كل عصر

تاجها عقدها منار هداها

من رقى منكب النبي وصلى

معه في السماء يوم رقاها

ذاك مولى بسيفه وهداه

آية الشرل والضلال محاها

وله في رثاء السيد سليمان الكبير المتقدم ذكره والمتوفى سنة ١٢١١ هـ.

الا خلياني يا خليلي من نجد

وتذكار سعدى في حمى بانة السعد

فما هاج وجدي ذكر حزوى وحاجر

ولا رامة فيها مرامي ولا قصدي

ولا تعذلاني إن قضيت من الأسى

وخدد دمع العين في سكبه خدي

فما أنا من يصغي إلى العذل سمعه

واني في شغل عن العذل بالوجد

سلا ظاهر الأنفاس عن باطن الأسى

فإن الذي أخفيه أضعاف ما أبدي(١)

أفي كل يوم لي حبيب مفارق

إلى القبر أضعان المنايا به تخدي

لقد ذهب العيش الرغيد بذاهب

هوى في الثرى لما رقى ذروة المجد

وعطل أحكام ( الشرايع ) فقد من

هو المقتدى في الحل منها وفي العقد

ومن سبل ( الارشاد ) ضاقت ( مسالك )

الرشاد وكانت قبل واضحة النجد(٢)

فلهفي عليه ثم لهفي لو أنه

يفيد الفتى طول التلهف أو يجدي

ولو رد ميت بالبكاء لرده

بكائي وأنى يسمح البين بالرد

أصاب الردى عمداً ( سليمان ) عصرنا

أخا النسب الوضاح والحسب العد(٣)

على الحلة الفيحاء من بعده العفا

فقد غاب عن آفاقها قمر السعد

وكان لها كفاً تكف به الأذى

وقد جذه صرف الحمام من الزند

يحامي عن الدين القويم بمرهف

اللسان كما تحمى العرينة بالأسد

__________________

١ - البيت مطلع قصيدة للشريف الرضي وأخذه المترجم بتصرف.

٢ - النجد: الطريق المرتفع ومنه قوله تعالى ( وهديناه النجدين ).

٣ - العد بالكسر: القديم.

٢٥٧

فيا بدر تم غاله الخسف بعدما

هدى في الدجى المسترشدين إلى الرشد

وشمساً تغشاها الكسوف وطالما

جلت ظلمات الشك في القرب والبعد

بكيتك للود القديم وكم بكى

عليك من الناس امرؤ غير ذي ود

وقد حال مني كل شيء عهدته

فلم يبق محفوظاً عليك سوى عهدي

فهذي جفوني من دموعي في حياً

وقلبي من ـر الكآبة في وقد

وهي طويلة. وفي آخرها يؤرخ عام وفاته بقوله:

وصدر جنان الخلد وافى مؤرخاً

سليمان طب نفساً فمأواك بالخلد

وفي قوله وصدر جنان الخلد إشارة إلى « الجيم » لأن عجز البيت وفيه مادة التاريخ ينقص ثلاثة وفي الجيم يتم العدد « ١٢١١ » وكان سريع البداهة حاضر النكتة. نزل هو والشيخ صالح التميمي الشهير ضيفين على رجل من بني « لام » بين واسط والبصرة فلم يكرم مثواهما وزاحمهما من شدة جشعه على الزاد الذي قدمه إليهما في صحن صغير فنظما هذه القطعة المشتركة والصدور منها للتميمي والاعجاز لصاحب الترجمة.

رأينا من عجيب الدهر صحناً

صغير الحجم بين يدي لئيم

كأن حنو صاحبه عليه

( حنو المرضعات على الفطيم )(١)

تدافع دونه كلتا يديه

مدافعة الغيور عن الحريم

يود بأن عيناً لا تراه

فيحجبه بكهف أو رقيم

فلو بالخلد قابله اكيل

لفر به إلى أصل الجحيم

ذميم الخلق والأخلاق أمسى

يزاحمنا على العيش الذميم

لعكس الحظ عاشرنا أناساً

بطرق اللؤم اهدى من تميم

__________________

١ - هو لأبي نصر أحمد السليكي المنازي من أبيات مشهورة وقد تضمن شاعرنا عجز البيت.

٢٥٨

فغضب التميمي من تعريضه في البيت الأخير وأمسك عن النظم فاعتذر المترجم بأن القافية عرضت له في الطريق.

« ايضاح » أن المترجم له غير ملا حسين - بالتصغير والتشديد - الحلي الذي كان شعره مقصوراً على اللغة العامية صاحب القصائد الزجلية من « الميمر » وغيره في مدح وادي بن شفلح « رئيس زبيد » المتوفى سنة ١٢٧١ وبينه وبين الشيخ عبدالحسين محي الدين صاحب ( ذرب بن مغامس ) رئيس خزاعة مطارحات في اللغة نفسها وله نوادر وحكايات مضحكة مع العلامة السيد مهدي القزويني المتوفي سنة ١٣٠٠ ومع الشيخ جعفر الصغير حفيد كاشف الغطاء المتوفى سنة ١٢٩٠ كما في « العبقات العنبرية » وكل هؤلاء متأخرون عن عصر شاعرنا ( ابن جاوش ) ولكن سيدنا الأمين - في الـ ج ٢٦ من الاعيان ذكر أن وفاة الملا حسين الشاعر العامي سنة ١٢١٢ وهذا التاريخ أيضاً متقدم على عصر هؤلاء بكثير والصواب أن وفاته في اخريات القرن الثالث عشر ويحتمل أن ولادته كانت في التاريخ الذي ذكر في الأعيان. انتهى عن ( البابليات ).

٢٥٩

الشيخ محمد رضا الازري

المتوفى ١٢٤٠

خذ بالبكاء فما دمع بمذخور

من بعد نازلة في عشر عاشور

يوم تنقبت الدنيا بغاشية

من المصاب لفقد العالم النوري

واردف الملأ الأعلى براجفة

أللعوالم آنت نفخة الصور

يوم سرى ابن رسول الله يجلبها

قب البطون تهادى في المضامير

ترغو عليها فحول من بني مضر

معودون على حز المناحير

من كل مزدلف للروع يصحبه

أنف حمى وجاش غير مذعور

حيث السلاهب تنزو في شكائمها

نزو الثعابن في مشبوبة القور

واصيد مطمئن الجأش لو جأشت

في الروع وعوعة الأسد المغاوير

وللجبال الرواسي في دكادكها

مور بدكدكة الجرد المحاضير

فلو تراها وقد شالت نعامتها

والقوم ما بين مطعون ومنحور

لما رأيت سوى معزى يبددها

زئير ذي لبدة دامي الأظافير

حتى إذ حم أمر الله وانتزعت

مراشة سددت من كف مقدور

وافاة شمر فألفاه على رمق

فكان ما كان من إنفاذ مسطور

وشال رأس رئيس المسلمين على

أصم مطرد الكعبين مطرور

٢٦٠

بها سيّد العابدينعليه‌السلام ، قال لا بنه محمدعليه‌السلام : إيتني بوضوء - إلى أن قال - فإذا توفّيت، وواريتني، فخذ ناقتي واجعل لها حظاراً، وأقم لها علفا - إلى أن قال - فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كان جدي علي بن الحسينعليهما‌السلام يحجّ عليها مكّة، فيعلّق السوط بالرحل فلا يقرعها حتى يرجع إلى داره بالمدينة ».

[٩٤٠٤] ٤ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن أحمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ومحمد البرقي، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عمّن ذكره، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « لما مات علي بن الحسينعليهما‌السلام ، جاءت ناقة له من الرعي حتى ضربت بجرانها(١) القبر، وتمرّغت عليه [ و ](٢) إن أبي كان يحج عليها، ويعتمر، ولم يقرعها قرعة قط ».

[٩٤٠٥] ٥ - السيد الرضي في المجازات النبوية: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « لا تسبوا الإبل فإنها رقوء الدم(١) ».

[٩٤٠٦] ٦ - محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة: عن محمد بن همام، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن

__________________

٤ - الاختصاص ص ٣٠١.

(١) الجران: باطن العنق (النهاية ج ١ ص ٢٦٣).

(٢) أثبتناه من المصدر.

٥ - المجازات النبويّة ص ٣٣٧ ح ٢٦١.

(١) رقوء الدم: أي أنها تُعطى في الديات بدلاً من القود فيسكن بها الدم (النهاية ج ٢ ص ٢٤٨).

٦ - الغيبة ص ٣٢٥ ح ٢.

٢٦١

أحمد بن الحسن الميثمي، عن أبي نجيح المسمعي، عن الفيض بن المختار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث قال: ثم قام إلى ستر في البيت فرفعه، ودخل فمكث قليلاً، ثم صاح بي: « يا فيض ادخل » فدخلت فإذا هو بمسجده قد صلّى وانحرف عن القبلة، فجلست بين يديه، ودخل عليه أبو الحسن موسىعليه‌السلام وهو يومئذ غلام وفي يده درّة، فأقعده على فخذه وقال له: « بأبي أنت وأمّي، ما هذه المخفقة(١) التي بيدك؟ » فقال: « مررت بعلي أخي وهي في يده يضرب بها بهيمة فانتزعتها من يده » الخبر.

٩ -( باب جواز وسم المواشي في آذانها وغيرها، وكراهة وسمها في وجوهها)

[٩٤٠٧] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام (١) أنه سئل عن سمة الدواب بالنار، قال: « لا بأس بذلك لتعرف، ونهى أن توسم في وجوهها ».

[٩٤٠٨] ٢ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: بإسناده الصحيح عن موسى بن جعفر، عن آبائه، عن عليعليه‌السلام ، قال: « نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أن توسم الدواب في وجوهها فإنّها تسبح بحمد ربّها عزّوجلّ، وأن يضرب في وجهها ».

__________________

(١) كان في المخطوط: المخفة، وما أثبتناه من المصدر. والمخفقة: سوط من خشب (لسان العرب ج ١ ص ٨٢).

الباب ٩

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٧.

(١) في المصدر عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام .

٢ - نوادر الراوندي ص ١٥.

٢٦٢

وتقدّم عن الجعفريات: مثله(١) .

١٠ -( باب جواز ضرب الدابة عند تقصيرها في المشي مع قدرتها، وحكم ضربها عند العثار والنفار، واستحباب الدعاء عند العثار بالمأثور)

[٩٤٠٩] ١ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن جابر بن عبد الله قال: غزا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إحدى وعشرين غزوة بنفسه، شهدت منها تسع عشرة وغبت من اثنتين، فبينا أنا معه في بعض غزواته إذ أعيى ناضحي تحتي بالليل فبرك، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) (في آخرنا)(١) في أُخريات الناس، فيزجي الضعيف(٢) ، ويردف ويدعو لهم، فانتهى إليّ وأنا أقول يا لهف أميّاه(٣) ، وما زال لنا ناضح سوء، فقال: « من هذا؟ » فقلت: أنا جابر بأبي وأمي يا رسول الله قال: « ما شأنك؟ » قلت: أعيى ناضحي، فقال: « أمعك عصا؟ » فقلت: نعم، فضربه، ثم بعثه، ثم أناخه، ووطئ على ذراعه، وقال: « إركب » فركبت وسايرته الخبر.

__________________

(١) تقدّم في الباب ٨ الحديث ١ عن الجعفريات ص ٨٥.

الباب ١٠

١ - مكارم الأخلاق ص ٢٠.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٢) فيزجي الضعيف: أي يسوقه ليلحقه بالرفاق (النهاية ج ٢ ص ٢٩٧).

(٣) في المصدر: أمّاه.

٢٦٣

١١ -( باب استحباب التواضع ووضع الرأس على القربوس، عند اختيال الدابة)

[٩٤١٠] ١ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن عبد الله بن عطاء المكي، قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : « انطلق بنا إلى حائط لنا » فدعا بحمار وبغل فقال: « أيّهما أحبّ إليك؟ » فقلت: الحمار، فقال: « إنّي أحبّ ان تؤثرني بالحمار » فقلت: البغل أحبّ إليّ فركب الحمار، وركبت البغل، فلمّا مضينا اختال الحمار في مشيه حتى هزّ منكبي أبي جعفرعليه‌السلام ، فلزم قربوس السرج، فقلت: جعلت فداك كأنّي أراك تشتكي بطنك، قال: « وفطنت إلى هذا مني، إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ كان له حمار يقال له عفير، إذا ركبه اختال في مشيه سروراً برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، حتى يهزّ منكبيه، فيلزم قربوس السرج فيقول: اللهم ليس مني و [ لكن ](١) ذا من عفير، وإن حماري من سروره اختال في مشيه، فلزمت قربوس السرج، وقلت: اللّهم هذا ليس مني، ولكن هذا من حماري » الخبر.

١٢ -( باب ما يستحب أن يقول من استصعبت عليه دابته أو نفرت، أو أراد أن يلجمها)

[٩٤١١] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام أنه قال: « والذي بعث محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بالحق [ نبيّاً ](١) وأكرم به أهل بيته،

__________________

الباب ١١

١ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٨٥ ح ٤١.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ١٢

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٦٤

ما من شئ تصابون به إلّا وهو في القرآن، فمن أراد [ ذلك ](٢) فليسألني(٣) ، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين إن دابتي استصعبت علي جدا، وأنا منها في وجل، قال إقرأ: في أذنها اليمنى( وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) (٤) » ففعل ذلك فذلّت.

[٩٤١٢] ٢ - السيد الرضي في الخصائص: عن الحميري بإسناده إلى الأصبغ بن نباتة، عن عبد الله بن عباس، قال: كان رجل على عهد عمر بن الخطاب له فلاء(١) [ وله مواش ](٢) بناحية آذربيجان، قد استصعبت عليه فمنعت جانبها، فشكا إليه ما ناله، وذكر قصّة طويلة، وإن عمر كتب رقعة إلى مردة الجنّ، فمضى بها فرمى بها فحمل عليه عداد منها، ورمحه(٣) أحدها في وجهه فشجّت جبهته شجّة تكاد اليد تدخل فيها، إلى أن ذكر دخوله على أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: « إله انصرف فصر إلى الموضع الذي هي فيه، وقل: اللهم إنّي أتوجه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة، وأهل بيته الذين اخترتهم على علم على العالمين، اللهم فذلل لي صعوبتها [ وحزونتها ](٤) واكفني شرها، فإنّك الكافي المعافي، والغالب

__________________

(٢) أثبتناه من لمصدر.

(٣) في المخطوط: فيسألني، وما أثبتناه من المصدر.

(٤) آل عمران ٣: ٨٣.

٢ - الخصائص ص ١٤.

(١) فلاء: جمع فلو، وهو المهر الصغير (لسان العرب ج ١٥ ص ١٦٢).

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) رمحة البغل: إذا ضربه برجله (مجمع البحرين ج ٢ ص ٣٥٣).

(٤) أثبتناه من المصدر.

٢٦٥

القادر(٥) - إلى أن قال - وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : كلّ من استصعب عليه شئ من مال أو أهل أو ولد، أو أمر فرعون من الفراعنة، فليبتهل بهذا الدعاء، فإنّه يكفي ممّا يخاف إن شاء الله تعالى. »

ورواه ابن شهرآشوب في مناقبه: عن أبي العزيز كاوش العكبري، بإسناده: مثله(٦) .

ورواه الشيخ الطبرسي في كتاب كنوز النجاح.

[٩٤١٣] ٣ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام : أنّه أتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين إن دابتي استصعبت عليّ، فقال: « ألقم أُذنها اليمنى، ثم اقرأ:( وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) (١) ».

[٩٤١٤] ٤ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن أبي عبيدة، عن أحدهماعليهما‌السلام ، قال: « أيّما دابة استصعبت على صاحبها من لجام ونفار، فليقرأ في أذنها أو عليها:( أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّـهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ

__________________

(٥) في نسخة: القاهر (منه قدّه).

(٦) المناقب ج ٢ ص ٣١٠.

٣ - الجعفريات ص ٨٤.

(١) آل عمران ٣: ٨٣.

٤ - مكارم الأخلاق ص ٢٦٥.

٢٦٦

يُرْجَعُونَ ) (١) وليقل: اللّهم سخرها، وبارك لي فيها، بحق محمد وآل محمد وليقرأ(٢) إنّا أنزلناه ».

١٣ -( باب استحباب ركوب الحمار تواضعا)

[٩٤١٥] ١ - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « فتأس بنبيّك الأطيب الأطهرصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ - إلى أن قال - ولقد كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يأكل على الأرض، ويجلس جلسة العبد، ويخصف بيده نعله، ويرقع بيده ثوبه، ويركب الحمار العاري، ويردف خلفه » الخ.

[٩٤١٦] ٢ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: نقلاً من كتاب النبوة، عن عليعليه‌السلام قال: « ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، يحبّ الركوب على الحمار مؤكّفاً »(١) الخبر.

[٩٤١٧] ٣ - وعن أنس بن مالك قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يعود المريض، ويتبع الجنازة، ويجيب دعوة المملوك، ويركب الحمار، وكان يوم خيبر ويوم قريظة والنضير، على حمار مخطوم بحبل من ليف، تحته أكاف من ليف.

__________________

(١) آل عمران ٣: ٨٣.

(٢) في المخطوط: واقرأ، وما أثبتناه من المصدر.

الباب ١٣

١ - نهج البلاغة ج ٢ ص ٧٤ ح ١٥٥.

٢ - مكارم الأخلاق ص ٢٤.

(١) في المصدر: قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : لست أدع ركوب الحمار مؤكفاً.

٣ - مكارم الأخلاق ص ١٥.

٢٦٧

[٩٤١٨] ٤ - الصدوق في العلل: عن ماجيلويه، عن محمد بن يحيى العطار، عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد الصيرفي، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام [ عن أبيه عن جدّه ](١) قال: « لما حضرت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ الوفاة - إلى أن قال - ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : يا بلال عليّ بالبغلتين: الشهباء والدلدل - إلى أن قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ - والحمار اليعفور، ثم قال يا علي اقبضها في حياتي، حتى لا ينازعك فيها أحد بعدي، ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إن أوّل شئ مات من الدواب حماره اليعفور، توفي ساعة قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قطع خطامه ثم مرّ يركض حتى وافى(٢) بئر بني خطمة بقبا، فرمى بنفسه فيها فكانت قبره، ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إن يعفور كلّم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فقال: بأبي أنت وأمّي إن أبي حدثني، عن أبيه، عن جده: أنه كان مع نوحعليه‌السلام في السفينة، فنظر إليه يوماً نوحعليه‌السلام ومسح يده على وجهه، ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيّد النبيّين وخاتمهم، والحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار ».

ورواه في الكافي(٣) : عن محمد بن الحسن، وعلي بن محمد، عن سهل: مثله.

[٩٤١٩] ٥ - وفي كمال الدين عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن أبيه

__________________

٤ - علل الشرائع ص ١٦٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في نسخة « أتى » (منه قدّه).

(٣) الكافي ج ١ ص ١٨٣ ح ٩ مع اختلاف يسير في اللفظ.

٥ - كمال الدين ج ١ ص ١٩٨.

٢٦٨

عن ابن أبي عمير، وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي جميعاً، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لمّا دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، بكعب بن أسد ليضرب عنقه، فأُخرج وذلك في غزوة بني قريظة، نظر إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فقال له: « يا كعب، أما نفعك وصيّة ابن حواش الحبر المقبل(١) من الشام؟ فقال: تركت الخمر والخمير، وجئت إلى البؤس(٢) والتمور، لنبيّ يبعث هذا أوان خروجه - إلى أن قال - ويركب الحمار العاري » الخبر.

[٩٤٢٠] ٦ - وفي العيون: عن محمد بن موسى بن المتوكل، وأحمد بن علي بن إبراهيم، وماجيلويه، وجماعة أُخرى، عن علي بن إبراهيم، عن، أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن سفيان بن نزار، عن المأمون - في خبر طويل في دخوله مع أبيه الرشيد المدينة - قال: فأنا ذات يوم واقف إذ دخل الفضل بن الربيع، فقال: يا أمير المؤمنين على الباب رجل زعم أنه موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، فأقبل علينا ونحن قيام على رأسه، والأمين والمؤتمن وسائر القواد، فقال: إحفظوا على أنفسكم، ثم قال لآذنه: إئذن له ولا ينزل إلّا على بساطي، فأنا كذلك إذ دخل شيخ مسخَّد(١)

__________________

(١) في المصدر: الذي أقبل.

(٢) وفيه: الموس - والموس: هو لغة في المَسْي: وهو أن يدخل الراعي يده في رحم الناقة أو الرمكّة يمسط ماء الفحل من رحمها استلاماً للفحل كراهية أن تحمل له (لسان العرب ج ٦ ص ٢٢٣).

٦ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ١ ص ٨٨.

(١) رجلٌ مسخَّد: مورّم مصفرّ من مرض أو غيره (لسان العرب ج ٣ ص ٢٠٦).

٢٦٩

قد أنهكته العبادة كأنّه شنّ بال، قد كلم [ من ](٢) السجود وجهه وأنفه، فلمّا رأى الرشيد رمى بنفسه عن حمار كان راكبه، فصاح الرشيد: لا والله إلّا على بساطي، فمنعه الحجاب عن(٣) الترجل، ونظرنا إليه بأجمعنا بالإجلال والإعظام، فما زال يسير على حماره حتى صار إلى البساط الخبر.

[٩٤٢١] ٧ - وفي الخصال: عن محمد بن عمر الحافظ البغدادي، عن إسحاق بن جعفر العلوي، عن أبيه جعفر بن محمد، عن علي بن محمد العلوي المعروف بالمشلل، عن سليمان بن محمد القرشي، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن عليعليهما‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : خمس لست بتاركهن حتى الممات: لباسي الصوف(١) ، وركوبي الحمار مؤكّفا » الخبر.

وتقدم في خبر العياشي(٢) ، قول أبي جعفرعليه‌السلام لعبد الله بن عطا: « إني أُحب أن تؤثرني بالحمار » الخ.

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر: من.

٧ - الخصال ص ٢٧١.

(١) في المصدر: لباس الصوف.

(٢) تقدم في الباب ١١ الحديث ١ عن تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٨٥ ح ٤١.

٢٧٠

١٤ -( باب استحباب تأديب الخيل وسائر الدواب، وإجرائها لغرض صحيح لا لمجرّد اللهو، وجواز أخذ السابق ما يجعل له بشروطه)

[٩٤٢٢] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : كلّ لهو باطل إلّا ما كان من ثلاثة: رميك عن قوسك، وتأديبك فرسك، وملاعبتك أهلك، فإنّه من السنة ».

[٩٤٢٣] ٢ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: كلّ لهو في الدنيا باطل، إلّا ما كان من رميك » وذكر مثله.

[٩٤٢٤] ٣ - وعنهعليه‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، رخّص في السبق بين الخيل، وسابق بينها، وجعل في ذلك أواقي من فضّة ».

[٩٤٢٥] ٤ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: نقلاً من كتاب النبوة، عن أنس بن مالك قال: كان بالمدينة فزع، فركب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فرسا لأبي طلحة، فقال: « ما رأينا من شئ، وإن

__________________

الباب ١٤

١ - الجعفريات ص ٨٧.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٥.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٥.

٤ - مكارم الأخلاق ص ١٨.

٢٧١

وجدناه لبحرا ».

[٩٤٢٦] ٥ - الحسين بن سعيد في كتاب الزهد: عن بعض أصحابنا، عن علي بن شجرة، عن عمه بشير النبّال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « قدم أعرابي [ على ](١) النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فقال: يا رسول الله تسابقني بناقتك هذه؟ [ فقال: ](٢) فسابقه فسبقه الأعرابي، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « إنكم رفعتموها فأحب الله أن يضعها، إن الجبال تطاولت لسفينة نوح وكان الجودي أشدّ تواضعاً فحطّ الله بها على الجودي ».

١٥ -( باب كراهة المشي مع الراكب لغير حاجة، وخفق النعال خلف الرجل لغير حاجة)

[٩٤٢٧] ١ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: روي أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، لا يدع أحداً يمشي معه إذا كان راكبا حتى يحمله، فإن أبى قال: « تقدم أمامي، وأدركني في المكان الذي تريد ».

١٦ -( باب جواز التعاقب على الدابة، وركوب اثنين عليها مترادفين، وكراهة ركوب ثلاثة)

[٩٤٢٨] ١ - علي بن إبراهيم في تفسيره: في سياق غزوة بدر، قال: وكان في عسكرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ سبعون جملاً يتعاقبون عليها وكان

__________________

٥ - الزهد ص ٦١، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ١٢٣ ح ١٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

الباب ١٥

١ - مكارم الأخلاق ص ٢٢.

الباب ١٦

١ - تفسير القمي ج ١ ص ٢٦٢.

٢٧٢

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، وعلي بن أبي طالبعليه‌السلام ، ومرثد بن أبي مرثد الغنوي، على جمل يتعاقبون عليه، والجمل لمرثد.

[٩٤٢٩] ٢ - ابن شهرآشوب في المناقب: في الغزوة المذكورة: وكان بين النبي وبين أبي مرثد [ الغنوي ](١) بعير، ويقال فرس.

[٩٤٣٠] ٣ - نهج البلاغة: في ذكر أخلاق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « ويردفصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ خَلْفَهُ ».

[٩٤٣١] ٤ - بعض نسخ فقه الرضاعليه‌السلام : « أبي نقل عن الصادقعليهما‌السلام ، أنه قال أبو جعفرعليه‌السلام : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قطع التلبية يوم عرفة عند زوال الشمس، قلت له: إنا نروي أن ابن عباس أردف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة، قال أبو جعفرعليه‌السلام : هذا شئ يقولونه عن ابن عباس، أو قرأتموه في الكتب، أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أردف أسامة بن زيد في مصعده إلى عرفات، فلمّا أفاض أردف الفضل بن عباس » الخبر.

[٩٤٣٢] ٥ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن جابر قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ (في آخرنا)(١) في أُخريات

__________________

٢ - المناقب ج ١ ص ١٨٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - نهج البلاغة ج ١ ص ٧٥.

٤ - بعض نسخ الفقه الرضوي (المتضمن في نوادر أحمد بن محمد بن عيسى) ص ٧٢، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٥١ ح ٣.

٥ - مكارم الأخلاق ص ٢٠.

(١) ليس في المصدر.

٢٧٣

الناس، فيزجي الضعيف، ويردف، ويدعو لهم.

١٧ -( باب كراهة ركوب النساء السروج)

[٩٤٣٣] ١ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن سليمان بن مسلم الخشاب، عن عبد الله بن جريح المكّي، عن عطاء بن أبي رياح، عن عبد الله بن عباس، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ - في حديث طويل في ذكر أشراط الساعة - أنّه قال: « يا سلمان، وعندها يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها، وتشبّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، ويركبن(١) ذوات الفروج السروج فعليهن من أمتي لعنة الله » وباقي أخبار الباب يأتي إن شاء الله في كتاب النكاح.

١٨ -( باب استحباب شراء الإبل بقدر الحاجة والتجمل، وكراهة إكثارها)

[٩٤٣٤] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قيل: يا رسول الله، أي المال خير؟ - إلى أن قال - فقال رجل: يا رسول الله، فأين الإبل؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : فيها الشقاء والجفاء والعناء وبعد الدار، تغدو مدبرة وتروح مدبرة، لا يأتي خيرها إلّا من جانبها الأشأم، أما إنها لن تعدو الأشقياء

__________________

الباب ١٧

١ - تفسير القمي ج ٢ ص ٣٠٥

(١) في المصدر: ولتركبن.

الباب ١٨

١ - الجعفريات ص ٢٤٦.

٢٧٤

الفجرة ».

[٩٤٣٥] ٢ - السيد الرضي في المجازات النبوية: قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ - وقد سئل عن الإبل - فقال: « أعنان(١) الشياطين، لا تقبل إلّا مولية ولا تدبر إلّا مولّية، ولا يأتيها(٢) نفعها إلّا من جانبها الأشأم ».

[٩٤٣٦] ٣ - الصدوق في الخصال ومعاني الأخبار: عن علي بن أحمد بن موسى، عن محمد الأسدي، عن صالح بن أبي حمّاد، عن إسماعيل بن مهران، عن أبيه، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ - في حديث -: والإبل أعنان الشياطين، إذا أقبلت أدبرت، وإذا أدبرت أدبرت، ولا يجيئ خيرها إلّا من الجانب الأشأم، قيل: يا رسول الله، فمن يتخذها بعد ذا؟ قال: فأين الأشقياء الفجرة؟ » قال: صالح وأنشد إسماعيل بن مهران:

هي المال لولا قلة الخفض حولها

فمن شاء دارها ومن شاء باعها.

__________________

٢ - المجازات النبوية ص ٢٩٠ ح ٢٢٠.

(١) قال ابن الأثير بعد أن ذكر الحديث: كأنه قال: إنها لكثرة آفاتها كأنها من نواحي الشياطين في أخلاقها وطبائعها. (النهاية ج ٣ ص ٣١٣).

(٢) في المصدر: ولا يأتي.

٣ - الخصال ص ٢٤٦ ومعاني الأخبار ص ٣٢١ ح ١.

٢٧٥

١٩ -( باب استحباب اختيار الإناث من الإبل على الذكور، والضأن من الغنم على المعز)

[٩٤٣٧] ١ - محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة: عن محمد بن همام، ومحمد بن الحسن، بن محمد بن جمهور، عن الحسن بن محمد بن جمهور، قال: حدثني أحمد بن هلال، قال: حدثني محمد بن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : إن الله عزّوجلّ اختار من كلّ شئ شيئاً - إلى أن قال - واختار من الأنعام إناثها، واختار من الغَنَم الضَّأنَ » الخبر.

٢٠ -( باب استحباب امتهان الإبل وتذليلها، وذكر اسم الله عليها)

[٩٤٣٨] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : ليس من بعير إلّا وعلى ذروة سنامه شيطان، فإذا ركب أحدكم البعير فليذكر الله حتى ينخس(١) عنه ».

__________________

الباب ١٩

١ - الغيبة ص ٦٧ ح ٧.

الباب ٢٠

١ - الجعفريات ص ٧٤.

(١) كذا في المخطوط والمصدر، والظاهر أنه تصحيف وصوابه « يخنس »، وخنس الشيطان: انقبض وتأخر (النهاية ج ٢ ص ٨٣).

٢٧٦

٢١ -( باب كراهة تخطّي القطار، والحج والعمرة على الإبل الجلالة، وعدم جواز ركوب الجلال قبل الاستبراء)

[٩٤٣٩] ١ - الجعفريات: بالإسناد المتقدم عن علي بن الحسين، عن أبيهعليهما‌السلام ، قال: « نهانا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أن نتخطّى القطار(١) ، وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : ليس من قطار، إلّا وما بين البعير إلى البعير شيطان ».

[٩٤٤٠] ٢ - وبهذا الإسناد عن عليعليه‌السلام قال: « الناقة الجلالة، لا يحج على ظهرها ».

٢٢ -( باب كراهة الحذر من العدوي، وكراهة الصفر للدابة وغيرها)

[٩٤٤١] ١ - الجعفريات: بالإسناد المتقدم عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : لا عدوى، ولا طيرة، ولا هام، والعين حقّ، والفال حقّ ».

ورواه في الدعائم(١) : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : مثله.

[٩٤٤٢] ٢ - قال محمد بن الأشعث: أخبرنا الشريف أبو الحسن علي بن

__________________

الباب ٢١

١ - الجعفريات ص ٧٤.

(١) القطار: أن تشد الإبل على نسق واحد خلف واحد. (النهاية ج ٤ ص ٨٠).

٢ - الجعفريات ص ٢٧.

الباب ٢٢

١ - الجعفريات ص ١٦٨.

(١) دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٤١ ح ٤٩٥.

٢ - الجعفريات ص ٢٤٩.

٢٧٧

عبد الصمد الهاشمي صاحب الصلاة بواسط، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الأبهري الفقيه المالكي، حدثنا أبو عبد الله بكر بن محمد بن إبراهيم الضرير بن المصيص الزاهد، وكان ثقة، قال: حدثنا إبراهيم بن ربيعة، عن أبي هريرة: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « لا يعدى شئ شيئاً ».

[٩٤٤٣] ٣ - البحار، عن السيد فضل الله الراوندي في ضوء الشهاب: عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنه قال: « لا عدوى، ولا هامة، ولا صفر، وإن تكن الطيرة في شئ ففي المرأة، والفرس، والدار ».

[٩٤٤٤] ٤ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « لا عدوى ولا طيرة وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : الشؤم في المرأة، والدار والدابة ».

٢٣ -( باب استحباب اقتناء الغنم وإكرامها، واختيارها على الإبل)

[٩٤٤٥] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام - في حديث - قال: « قيل: يا رسول الله، فأيّ المال خير بعد الزرع؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أفضل الناس رجل في غنيمة له يتبع بها مواقع القطر(١) ، يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، يعبد

__________________

٣ - البحار ج ٦٤ ص ١٧٩ ح ٣٨.

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٢ ح ٦ و ٧.

الباب ٢٣

١ - الجعفريات ص ٢٤٦.

(١) في المصدر: المطر.

٢٧٨

الله لا يشرك به شيئا ».

[٩٤٤٦] ٢ - البحار، عن أصل من أُصول أصحابنا: عن هارون بن موسى، عن محمد بن علي، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن ابن فضال، عن الصادق، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « الشاة المنتجة بركة ».

ورواه في الجعفريات: بإسناده، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : مثله(١) .

[٩٤٤٧] ٣ - الشيخ أبو يعلى محمد بن الحسن الجعفري في كتاب نزهة الناظر: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنّه قال لجرير بن عبد الله: « أين تنزلون؟ » قال: في أكناف بيشه بين سلم وأراك، وسهل ودكداك(١) ، شتاؤنا ربيع، وماؤنا يميع(٢) لا يقام ماتحها(٣) ولا يعزب(٤) سارحها، ولا يحبس(٥) صالحها، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ :

__________________

٢ - البحار ج ٦٤ ص ١٣٨ ح ٣٦.

(١) الجعفريات ص ١٥٩.

٣ - نزهة الناظر ص ١٢.

(١) الدكداك: ما تلبد من الرمل بالأرض ولم يرتفع كثيراً، أي أنّ أرضهم ليست ذات حزونة (النهاية ج ٢ ص ١٢٨).

(٢) في المصدر: لميع.

(٣) الماتح: المستقي من البئر بالدلو من أعلى البئر، أراد أن ماءها جار على وجه الأرض فليس يقام بها ماتح (النهاية ج ٤ ص ٢٩١).

(٤) يعزب: أي يبعد في المرعي، قال في النهاية: عزب يعزب فهو عازب إذا أبعد. (النهاية ج ٣ ص ٢٧٧)، وفي المصدر: ولا يعرف.

(٥) في المصدر: ولا يجلس.

٢٧٩

« ألا أنّ خير الماء الشبم(٦) وخير المال الغنم، وخير المرعى الأراك والسلم، إذا أخلف كان لجينا، وإذا سقط كان درينا(٧) وإذا أكل كان لبينا(٨) ».

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « الغنم سمنها معاش، وصوفها رياش ».

[٩٤٤٨] ٤ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « استوصوا بالمعزى خيراً فإنّه مال رفيق، وهو من الجنّة ».

__________________

(٦) جاء في هامش الطبعة الحجرية ما نصّه: « قال أبو يعلى: قال بعضهم: يروى السنم بالسين غير المعجمة ونون، ومعناه ماء جار على وجه الأرض، وكل شئ علا شيئاً فقد تسنمه، ويقال للشريف سنيم وهو مأخوذ من سنام البعير لعلوّه، وهذا أشبه بما ذكره في مائهم لأنّه قال: وماؤنا يميع أي يجري من علو فقال: ألا خير الماء السنم أي كان طاهراً ولم يذكر جرير أن ماءهم بارد، فيقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : خير الماء الشيم. والرواية الصحيحة أنه الشين المعجمة المنقوطة.

قوله: إذا أخلف كان لجيناً معناه إذا خرج الخلفة وهو ورق يخرج بعد الورق الأول في الصيف، وقوله كان لجيناً أي فيه نداوة ورطوبة يقال لجن الشئ يلجن لجوناً، وكل شئ حسنه في الماء فقد لجنته، قال الشماخ:

وماء قد وردت لوصل أروى

عليه الطير كالورق اللجين

منه (قده)، وانظر: النهاية ج ٤ ص ٢٣٥.

(٧) الدرين: حطام المرعى إذا تناثر وسقط على الأرض. (النهاية ج ٢ ص ١١٥).

(٨) لبيناً أي مدراً مكثراً له الآن النعم إذا رعت الأراك والسلم غزرت ألبانها (النهاية ج ٤ ص ٢٢٩).

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٦٤ ح ١٠٤.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336