أدب الطف الجزء ٦

أدب الطف17%

أدب الطف مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 336

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 336 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 113794 / تحميل: 8831
الحجم الحجم الحجم
أدب الطف

أدب الطف الجزء ٦

مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

والقصيدة تزيد على الستين بيتاً. وله قصيدة أيضاً في مجموعة الشيخ لطف الله، وأولها:

إنهض إلى أم القرى ومناتها

وبطيبة طف بي على عرصاتها

وهي أكثر من سبعين بيتاً.

وله أيضاً:

أسير الهوى ما بال ثغرك مفترا

أراك بما أولاك مولاك مغتراً

وتختال في ثوب الشبيبة مائساً

وتطرب في تذكار غادتك الغرا

فدع ذكر من تهوى ولا تطع الهوى

أما سمعت أذناك بالوقعة الكبرى

أيصبح منك السن ياويك باسماً

سروراً وتبكي عين فاطمة الزهراء

ألا اطلق عنان العيس واعنف بسيرها

وإن جئت وادي الطف قف نبك من ذكرى

هناك ترى من نور العرش باسمه

له كبد حرى وفي بردة حمرا

تحتوي على ٥٦ بيتاً نقلنا منها هذا المقطع.

٢١

السيد علي السيد احمد

بكى بقاني دمه والمدمع

صب لذكر دمنة ومريع

لم يبق فيها من يجيب داعياً

ولا يلبي ناشداً ولا يعي

غير اثاف جثم ودونها

نوء وأشلا وتد ومخدع

فما البكا وما العنا وما الشجى

وما الضنا على الذي لم ينفع

هلم هات كلما ادخرته

من مدمع ومن دم وابك معي

على الحسين المستضام والإمام

بن الإمام الألمعي اللوذعي

السيد السميدع ابن السيد

السميدع ابن السيد السميدع

الأروع المبجل المعظم المكرم

الممجد ابن الأروع

واذكر عظيم رزئه فإنه

بمثله كل الورى لم تسمع

قضى ظماً مع صحبه بكربلا

ودون السلسبيل المترع

وفي آخرها:

آل النبي حبكم قد انحنت

عليه - مذ كونت - عوج أضلعي

إذ حبكم وبغضكم بين الورى

علامة للنصب والتشيع

وأنتم يوم الحساب عدتي

لشدتي ومأمني لمفزعي

وهاكم عذراء من نجلكم

بغير وشي الحب لم تلفع

تحجبت من البها ببرقع

وهي لقلب الخصم قلب البرقع

٢٢

ولي وآبائي وللرحم اشفعوا

إذ غيركم يوم القضا لم يشفع

عليكم الرحمن صل ما اكتسى

روض الربيع نسج أيدي الهمع(١)

وفي مجموعة حسينية في مكتبة الامام الصادق العامة في حسينية آل الحيدري بمدينة الكاظمية على مشرفها أفضل التحية، والمجموعة في قسم المخطوطات - رقم ٧٥ تحتوي على جملة قصائد لشعراء قدماء كلهم من القرن الثاني عشر الهجري، أو قبل ذلك. وقد جاء في آخرها:

وقد فرغت من تحرير هذه المجموعة في مراثي سيدنا ومولانا وإمامنا أبي عبدالله الحسينعليه‌السلام . في يوم السابع من شهر جمادي الثانية من شهور سنة ١٢٤٢. وأنا العبد الجاني محمد شفيع بن محمد بن مير بن عبدالجميل الحسيني غفر الله لهم.

__________________

١ - عن مجموعة المراثي الحسينية بخط محمد شفيع بن محمد بن مير الحسيني سنة ١٢٤٢ مخطوطة مكتبة الامام الصادق العامة بالكاظمية حسينية آل الحيدري رقم « ٧ ».

٢٣

السيد محمد الشاخوري

أهاجك ربع دارس وطلول

ترحل منها للفراق خليل(١)

فبت كئيباً ساهر الطرف باكياً

ودمعك بعد الظاغنين هطول

إذا مر ذكر البان ظلت لبينه

دموعك في صحن الخدود تسيل

وتشتاق آرام النقا ولطالما

عراك لذكراها أسى ونحول

أما قد بدا شيب العذار وإنه

لعمري على قرب الرحيل دليل

أتخدعك الدنيا بريب غرورها

وأنت لثقل الحادثات حمول

وتستعب اللذات فيها وصفوها

قليل وأما خطبها فجليل

فإياك والدنيا الغرور فكم بها

لعمري عزيز صار وهو ذليل

أتاحت لآل المصطفى جمرة الردى

وليس لهم في العالمين مثيل

فهم بين مسجون قضى في حديده

وآخر مسموم وذاك قتيل

وأعظم شيء أورث القلب حسرة

ووجداً مدى الأيام ليس يزول

مصاب بأرض الطف قد جل خطبه

فكم قمر فيه عراه أفول

__________________

١ - عن مجموعة الشيخ لطف الله.

٢٤

غداة قضت من آل احمد عصبة

لدى الطف شبان لهم وكهول

أناخت بأرض الغاضريات بدنهم

لهم في ثراها مضجع ومقيل

قضوا ظمأ ما بردوا غلة الظما

وللوحش من ماء الفرات نهول

ومن بينهم ريحانة الطهر أحمد

عفير على حر التراب جديل

له جسد أودت به شفر الضبا

لقى ودم الأوداج منه يسيل

كست جسمه يوم الطفوف سنابك

بعثيرها في البيد وهي تجول

وحاكت له ريح الصبا بهبوبها

قميص رغام بالدماء غسيل

على لذة الأيام من بعده العفا

فما بعده الصبر الجميل جميل

لحى الله عينا تذخر الدمع بعده

ونفساً إلى قرب السلو تميل

فيا قلب ذب من شدة الوجد والأسى

ويا عين سحي فالمصاب جليل

بنات رسول الله تسبى حواسراً

لهن على فقد الحسين عويل

وتبرز من تلك الخدود لواغبا

وليس لها بعد الحسين كفيل

سوافر لا ستر يغطي رؤوسها

تنوح ودمع المقلتين همول

نوادب من وجد يكاد لنوحها

تذوب الرواسي حرقة وتزول

يسير بها في أعنف السير سائق

ويزجرها حاد هناك عجول

ينادين يا جداه بعدك أظهرت

علينا حقود جمة وذهول

وصالت علينا عصبة أموية

نغول نمتها بالسفاح نغول

أيا جد أضحى السبط ملقى على الثرى

تجر عليه للرياح ذيول

قضى ظمأ والماء جار ودونه

حدود سيوف لمع ونصول

وساقوا إمام العصر يا جد بينهم

أسيراً يقاسي الضر وهو عليل

أضر به السير الشديد وسورة

الحديد وقيد في اليدين ثقيل

أولي الوحي يا من حبهم لوليهم

أمان، وعن حر الجحيم مقيل

فإن لم تقيلوا نجلكم من ذنوبه

فليس اليه في النجاة سبيل

أيشقي ويبقى أحمد في ذنوبه

وأنتم ظلال للأنام ظليل

٢٥

الملا كاظم الأزري

المتوفى ١٢١١

من روائعه في الإمام الحسين (ع):

إن كنت في سنة من غارة الزمن

فانظر لنفسك واستيقظ من الوسن

ليس الزمان بمأمون على أحد

هيهات أن تسكن الدنيا إلى سكن

لا تنفق النفس إلا في بلوغ مني

فبائع النفس فيها غير ذي غبن

ودع مصابحة الدنيا فليس بها

إلا مفارقة السكان للسكن

وكيف يحمد للدنيا صنيع يد

وغاية البشر فيها غاية الحزن

هي الليالي تراها غير خائنة

الا بكل كريم الطبع لم يخن

الا تذكرت اياما بها ظعنت

للفاطميين اظعان عن الوطن

ايام طل من المختار اي دم

وادميت اي عين من أبي حسن

أعزز بناصر دين الله منفردا

في مجمع من بني عبادة الوثن

يوصي الأحبة ان لا تقبضوا أبدا

إلا على الدين في سر وفي علن

وان جرى أحد الأقدار فاصطبروا

فالصبر في القدر الجاري من الفطن

ثم انثنى للأعادي لا يرى حكما

إلا الذي لم يدع رأسا على بدن

سقيا لهمته ما كان أكرمها

في سقي ماضي المواضي من دم هتن

وللظبى نغمات في رؤوسهم

كأنها الطير قد غنت على فنن

٢٦

يا جيرة الغي ان انكرتم شرفي

فإن واعية الهيجاء تعرفني

لا تفخروا بجنود لا عداد لها

ان الفخار بغير السيف لم يكن

ومذرقى نبر الهيجاء اسمعها

مواعظا من فروض الطعن والسنن

لله موعظة الخطي كم وقعت

من آل سفيان في قلب وفي اذن

كأن أسيافه اذ تستهل دماً

صفائح البرق حلت عقدة المزن

لله حملته لو صادفت فلكا

لخر هيكله الأعلى على الذقن

يفري الجيوش بسيف غير ذي ثقة

على النفوس ورمح غير مؤتمن

وعزمة في عرى الأقدار نافذة

لو لاقت الموت قادته بلا رسن

حق إذا لم تصب منه العدى غرضا

رموه بالنبل عن موتورة الضغن

فانقض عن مهره كالشمس عن فلك

فغاب صبح الهدى في الفاحم الدجن

قل للمقادير قد ابدعت حادثة

غريبة الشكل ما كانت ولم تكن

امثل شمر اذل الله جبهته

يلقى حسيناً بذاك الملتقى الخشن

واحسرة الدين والدنيا على قمر

يشكوا الخسوف من العسالة اللدن

يا سيدا كان بدء المكرمات به

والشمس تبدأ بالأعلى من القنن

من يكنز اليوم من علم ومن كرم

كنزا سواك عليه غير مؤتمن

هيهات إن الندى والعلم قد دفنا

ولا مزية بعد الروح للبدن

لقد هوت من نزار كل راسية

كانت لابنية الأمجاد كالركن

لله صخرة وادي الطف ما صدعت

إلا جواهر كانت حلية الزمن

خطب ترى العالم العلوي لان له

ما العذر للعالم السفلي لم يلن

من المعزي حمى الإسلام في ملك

من بعده حرم الإسلام لم يصن

يهينك يا كربلا وشي ظفرت به

من صنعة لامن لايمن صنعة اليمن

لله فخرك ما في جيدة عطل

ولا بمرآته الأدنى من الدرن

كم خر في تربك النوري بدر تقى

لولاه عاطلة الإسلام لم تزن

حي من الشوس معتاد وليدهم

على رضاع دم الأبطال لا اللبن

يجول في مشرق الدنيا ومغربها

نداهم جولان القرط في الأذن

٢٧

من مبلغ سوق ذاك اليوم ان به

جواهر القدس قد بيعت بلا ثمن

قل للمكارم موتي موت ذي ظمأ

فقد تبدل ذاك العذب بالأجن

لقد اطلت على الإسلام نائبة

كقتل هابيل كانت فتنة الفتن

أقول والنفس مرخاة ازمتها

يقودها الوجد من سهل إلى حزن

مهلا فقد قربت أوقاف منتظر

من عهد آدم منصور على الزمن

كشاف مظلمة خواض ملحمة

فياض مكرمة فكاك مرتهن

قرم يقلد حتى الوحش منته

وابن النجابة مطبوع على المنن

صباح مشرقها مصباح مغربها

مزيل محنتها من كل ممتحن

أغر لا يتجلى نور سؤدده

ألا بروض من الدين الحنيف جني

تسعى إلى المرتقى الأعلى به همم

لا تحتذي منه إلا قنة القنن

يسطو بسيفين من بأس ومن كرم

يستأصلان عروق البخل والجبن

يا من نجاة بني الدنيا بحبهم

كأنها البحر لم يركب بلا سفن

طوبى لحظ محبيكم لقد حصلوا

على نصيب بقرن الشمس مقترن

هل تزدري بي آثامي ولي وله

بكم إلى درجات العرش يرفعني

أرجوكم ورجاء الأكرمين عني

حياً وبعد اندراج الجسم في الكفن

يا من بقدرهم الاعلى علت مدحي

والدر يحسن منظوماً على الحسن

فها كم من شجي البال مغرمة

عذراء ترفل في ثوب من الشجن

جاءت تهادى من الأزري حالية

من اجتلى حسنها الفنان يفتتن

ثم الصلاة عليكم ما بدا قمر

فانجاب عنه حجاب الغارب الدجن

٢٨

الملا كاظم الازري

والمشهور بـ ملا كاظم بن محمد بن مهدي الأزري البغدادي يسكن بغداد ومدرسة النجف، صريحاً في الرأي قوي الحجة مهيباً في المطلع، وكان يتمتع بمكانة سامية في كافه الأوساط الأدبية، ولدى جميع الطبقات الشعبية، لم يكن في بغداد أشعر منه منذ نهاية العصر العباسي حتى عهده الذهبي وعاصر من العلماء الأعاظم: السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي، والشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفي الكبير، واتصل بالبيوت الشريفة ونادمهم وتروى له نوادر كثيرة منها أن ابن الراوي قال له يوماً في إحدى.

الندوات الأدبية: بلغني عنك انك مجنون، فأجابه الأزري: وبلغني عنك انك مأفون، فان صدق الراوي ففي وفيك، وإن كذب الراوي فلعنة الله على الراوي. ومنها انه قدم النجف الأشرف فاجتمع عليه الأدباء والعلماء ومنهم السيد صادق الفحام واستنشدوه فأنشد من شعره فلم يوفه السيد جعفر حقه بالإستحسان والاجادة، وما زاد على كلمة: موزون - فأنشأ الأزري:

عرضت در نظامي عند من جهلوا

فضيعوا في ضلام الجهل موقعة

فلم أزل لائماً نفسي أعاتبها

من باع دراً على الفحام ضيعه

جاء لقب الأزري من جدهم وهو محمد بن مراد بن المهدي بن إبراهيم بن عبدالصمد بن علي التميمي البغدادي المتوفى في سنة ١١٦٢ وهو الذي لقب بالأزري لأنه كان يتعاطى بيع الأزر المنسوجة من القطن والصوف.

٢٩

وقد نبغ من هذه الأسرة في العلم والأدب عدد ليس بالقليل، وأول لامع منهم هو الشيخ كاظم، فالشيخ محمد رضا، فالشيخ يوسف الأول، فالشيخ مسعود، فالشيخ مهدي، فالمترجم له.

قال السيد الأمين في الأعيان ج ٤٣ ص ١٠١: بيت الأزري بيت أدب وعلم وثراء. ويظهر من ورقة الوقف المشهور الآن بوقف بيت الأزري وبعض الحجج الشرعية القديمة أن أسرة هذا البيت كانت تقطن بغداد منذ أكثر من ثلاثة قرون، اما ما قبل ذلك فلا يعلم عنها شيء. وقد اشتهر من بين أفرادها علمان هما الشيخ كاظم والشيخ محمد رضا.

(نشأة المترجم وحياته)

ولد الشيخ كاظم الازري في بغداد سنة ١١٤٣ على الأصح ولم تزل داره التي ولد فيها قائمة في محلة ( رأس القرية ) من بغداد وهي من جملة أوقاف والده التي وقفها عليه وعلى إخوته سنة ١١٥٩. وبقي في طفولته مقعداً سبع سنوات ثم مشى.

درس العلوم العربية ومقداراً غير قليل من الفقه والأصول على فضلاء عصره ولكنه ولع بالأدب وانقطع عن متابعة الدرس. وأخذ ينظم الشعر ولم يبلغ العشرين عاماً. كان سريع الخاطر حاضر النكتة وقاد الذهن قوي الذاكرة كما كان محترم الجانب لدى العلماء والوجهاء من أبناء عصره حتى ان السيد مهدي بحر العلوم كان يقدمه على كثيرين من العلماء لبراعته في المناظرة ولطول باعه في التفسير والحديث ولاطلاعه الواسع على التاريخ والسير، وكان قصير القامة مع سمنة فيه، لا يفارقه السلاح ليلاً ونهاراً خشية على نفسه من اعدائه. وفي

٣٠

سنة الف وماية ونيف وستين من الهجرة حج بيت الله الحرام. وله في حجه قصيدة مطلعها:

انخ المطي فقد وفدت على الحمى

والثم ثراه محييا ومسلما

ثم عظم بعدئذ اتصاله بالحاج سليمان بك الشاوي الحميري الذي كانت له الرئاسة المطلقة والكلمة النافذة في بغداد.

وكان الحاج سليمان بك يقدر فضله ويأنس بأدبه الجم ولم يزل يحمي جانبه ويدافع عنه إلى أن توفاه الله. وكانت وفاته حسب المشهور في سنة ١٢١٢ ودفن في مقبرة أسرته في الكاظمية غير أن الحجر الذي وجد في داخل السرداب يدل على أن تاريخ وفاته سنة ١٢٠١ والله أعلم(١) .

(ادبه وشعره)

استقبل الناس شعر الشيخ كاظم الأزري كفصل الربيع من السنة نسيمه المنعش وأزهاره العبقة. جاء بعد شتاء مجهد طويل لأنه جمع بين جزالة اللفظ وجمال الأسلوب ورصانة التركيب وحسن الديباجة. وفيه جاذبية، فالذي يقرأ قصيدة من شعره لا يتركها حتى ينتهي منها وفيه نشوة كالراح تدفع شاربها إلى المزيد منها ليزداد نشوة وسروراً. وأكثر الخبراء بالأدب يعدون الشيخ كاظم الأزري في طليعة شعراء العراق وذلك في بعض مناحيه الشعرية، ومن فحولهم

__________________

١ - قال الشيخ الطهراني في ( الذريعة ) قسم الديوان: كانت وفاة الشيخ كاظم الأزري ١ ج ١ سنة ١٢١١ - والمدفون بالكاظمية تجاه المقبرة المنسوبة الى الشريف المرتضى، كما وجد بها على لوحة قبره.

أقول: المقبرة تسمى بمقبرة المرتضى نسبة الى ابراهيم المرتضى ابن الامام الكاظم (ع).

٣١

البارزين في المناحي الآخرى. ويصعب التمييز بين قصائده من ناحية السلاسة والطلاوة والرقة والانسجام وهو صاحب الهائية التي تنوف على أكثر من خمسمائة بيت ويعرفها الناس بقرآن الشعر وبالملحمة الكبرى وهذه القصيدة الفذة في بابها هي صدى نفسه الكبيرة الخصب الممرع طبعت على حدة مع تخميسها للشيخ جابر الكاظمي(١) . أما ديوانه فقد عني السيد رشيد السعدي بطبعة سنة ١٣٢٠. وتلاقفته الأيدي بوقته ولا زال الناس يتطلبونه ويستنسخونه. على أن الديوان لم يستوعب شعره كله بل لايزال عند بعض الحريصين على الأدب قسم منه غير مطبوع. وفي تتمة أمل الآمل: كان فاضلاً متكلماً حكيماً أديباً شاعراً مفلقاً تقدم على جميع شعراء عصره وقال في « التتمة » عن القصيدة الهائية: كانت تزيد على ألف بيت أكلت الأرضة جملة منها كانت النسخة موضوعة في دولاب خوفاً عليها ولما أخرجوها وجدوا جملة منها قد تلف فقدموها إلى السيد صدر الدين العاملي فأخرج منها هذا الموجود اليوم الذي خمسه الشيخ جابر.

وإليك نبذة صغيرة من شعره الذي أصبح يدور على الألسن كالأمثال السائرة: منها قوله:

وما أسفي على الدنيا ولكن

على ابل حداها غير حاد

وقوله:

وقد تأتي الخديعة من صديق

كما تأتي النصيحة من معاد

__________________

١ - قال الشيخ محمد محرز الدين في ( معارف الرجال ) جاء في هدية الأحباب، عن شيخ الفقهاء صاحب كتاب ( جواهر الكلام ) انه كان يتمنى أن تكون القصيدة الأزرية في صحيفة أعماله، وكتاب الجواهر في صحيفة أعمال الأزري.

٣٢

وقوله:

إن من كان همه في المعالي

هجر الظل واستظل الهجيرا

وقوله:

لا تعجبا لفساد كل صحيحة

فالناس في زمن كجلد الأجرب

وقوله:

لا تنوحي إلا علي لديهم

ما على كل من يموت يناح

وقوله:

ولسوف يدرك كل باغ بغيه

المرء ينسى والزمان يؤرخ

وقوله:

ذريتي أذق حر الزمان وبرده

فلا خير فيمن عاقة الحر والبرد

وقوله:

فتيقظ إذا رأيت عيون

الحظ يقظى ونم إذا الحظ ناما

وقوله:

ولو كان في الجبن استراحة أهله

لما سهرت عين القطا وغفى الرند

أما ملحمته الشهيرة التي استهلها بقوله:

لمن الشمس في قباب قباها

شف جسم الدجى بروح ضياها

فقد تضمنت كثيراً من الأمثال والروائع وهي من أروع ما قيل في مدح الرسول الأعظم وعترته الطيبين وهي على جانب كبير من الجزالة والبلاغة وقوة

٣٣

الاحتجاج وقد طبعت غير مرة مع تخميسها، بالحروف الحجرية أولاً ثم أعيدت مرة بعد مرة.

أقول وان والديوان المشار إليه فيه اغلاط كثيرة وجملة من الأشعار منسوبة له ولم تصح هذه النسبة كالبيتين الواردتين في ديوانه - حرف الراء ص ١٢٥.

قالوا حبيبك ملسوع فقلت لهم

من عقرب الصدغ أم من حية الشعر

قالوا بلى من أفاعي الأرض قلت لهم

فكيف ترقى أفاعي الأرض للقمر

وقد أثبتهما الحافظ الدميري في ( حياة الحيوان ) قبل أن يولد الأزري بقرون وذلك في مادة ( العقرب ) ولا يخفى ان وفاة الدميري كانت لسنة ٨٠٨ ولم يذكر الدميري صاحبهما بل جاء بهما على سبيل الاستشهاد فقال:

وإليك جملة من روائع الأزري في الإمام الحسين (ع):

هي المعالم ابلتها يد الغير

وصارم الدهر لا ينفك ذا أثر

يا سعد دع عنك دعوى الحب ناحية

وخلني وسؤال الارسم الدثر

أين الأولى كان اشراق الزمان بهم

اشراق ناحية الآكام بالزهر

جار الزمان عليهم غير مكترث

وأي حر عليه الدهر لم يجر

وكم تلاعب بالأمجاد حادثة

كما تلاعبت الغلمان بالأكر

لا حبذا فلك دارت دوائره

على الكرام فلم تترك ولم تذر

وان ينل منك مقدار فلا عجب

هل ابن آدم الا عرضة الخطر

وكيف تأمن من مكر الزمان يدا

خانت بآل علي خيرة الخير

أفدي القروم الأولى سارت ركائبهم

والموت خلفهم يسري على الأثر

ما أبرقت في الوغى يوماً سيوفهم

إلا وفاض سحاب الهام بالمطر

يسطو بكل هلال كل بدر دجى

بجنح ليل من الهيجاء معتكر

هم الاسود ولكن الوغى اجم

ولا مخالب غير البيض والسمر

٣٤

ثاروا ولولا قضاء الله يمسكهم

لم يتركوا لبني سفيان من أثر

أبدوا وقائع تنسي ذكر غيرهم

والوخز بالسمر ينسي الوخز بالأبر

غر المفارق والأخلاق قد رفلوا

من المحامد في أسنى من الحبر

لله من في فيافي كربلاء ثووا

وعندهم علم ما يجري من القدر

سل كربلا كم حوت منهم بدور دجى

كأنها فلك للأنجم الزهر

لم أنس حامية الاسلام منفردا

صفر الأنامل من حام ومنتصر

رأى قنا الدين من بعد استقامتها

مغموزة وعليها صدع منكسر

فقام يجمع شملا غير مجتمع

منها ويجبر كسراً غير منجبر

لم انسه وهو خواض عجاجتها

يشق بالسيف منها سورة السور

كم طعنة تتلظى من أنامله

كالبرق يقدح من عود الحيا النضر

وضربة تتجلى من بوارقه

كالشمس طالعة من جانبي نهر

وواحد الدهر قد نابته واحدة

من النوائب كانت عبرة العبر

من آل أحمد لم تترك سوابقه

في كل آونة فخراً لمفتخر

اذا نضى بردة التشكيل عنه تجد

لاهوت قدس تردى هيكل البشر

ما مسه الخطب الا مس مختبر

فما رأى منه إلا اشرف الخبر

فأقبل النصر يسعى نحوه عجلا

مسعى غلام إلى مولاه مبتدر

فأصدر النصر لم يطمع بمورده

فعاد حيران بين الورد والصدر

يا من تساق المنايا طوع راحته

موقوفة بين قوليه خذي وذري

لله رمحك اذ ناجى نفوسهم

بصادق الطعن دون الكاذب الأشر

يا ابن النبيين ما للعلم من وطن

الا لديك وما للحلم من وطر

يا نيرا راق مرآه ومخبره

فكان للدهر ملء السمع والبصر

لاقاك منفرداً أقصى جموعهم

فكنت أقدر من ليث على حمر

صالوا وصلت ولكن أين منك هم

ألنقش في الرمل غير النقش في الحجر

لم تدع آجالهم إلا وكان لهم

جواب مصغ لأمر السيف مؤتمر

حتى دعتك من الأقدار أشرفها

إلى جوار عزيز الملك مقتدر

٣٥

فكنت أسرع من لبى لدعوته

حاشاك من فشل فيها ومن خور

إن يقتلوك فلا عن فقد معرفة

الشمس معروفة بالعين والأثر

لم يطلبوك بثار أنت صاحبه

ثار لعمرك لو لا الله لم يثر

أي المحاجر لا تبكي عليك دما

ابكيت والله حتى محجر الحجر

لهفي لرأسك والخطار يرفعه

قسرا فيطرق رأس المجد والخطر

قد كنت في مشرق الدنيا ومغربها

كالحمد لم تغن عنها سائر السور

ما انصفتك الظبى يا شمس دارتها

إذ قابلتك بوجه غير مستتر

ولا رعتك القنا يا ليث غابتها

إذ لم تذب لحياء منك أو حذر

كم خضت فيها بيوم الروع معمعة

ينبو بها غرب حد الصارم الذكر

فعاد خصمك والخذلان يتبعه

وعدت ترفل في برد من الظفر

اين الظبي والقنا مما خصصت به

لولا سهام اراشتها يد القدر

أما درى الدهر مذوافاك مقتنصاً

بأن طائره لولاك لم يطر

يا صفقة(١) الدين لم تنفق بضاعتها(٢)

في كربلاء ولم تربح سوى الضرر

وموسما للوغى في كربلاء جرى

ببيعة فاز فيها كل متجر

أنظر إلى الدهر قد شلت أنامله

والعلم ذو مقلة مكفوفة البصر

وأصبحت عرصات العلم دارسة

كأنها الشجر الخالي من الثمر

يادهر حسبك ما أبديت من غير(٣)

أين الأسود أسود الله من مضر

أمسى الهدى والندى يستصر خان لهم(٤)

والقوم لم يصبحوا إلا على سفر

يا دهر مالك ترمي كل ذي خطر

عن المناكب بعد العز في الحفر

جررت آل علي في القيود فهل

للقوم عندك ذنب غير مغتفر

تركت كل كمي من ليوثهم

فرائساً(٥) بين ناب الكلب والظفر

__________________

١ - واصفقة خ ل

٢ - بضاعته خ ل.

٣ - عبر خ ل.

٤ - بهم خ ل.

٥ - فريسة خ ل.

٣٦

أما ترى علم الاسلام بعدهم

والكفر ما بين مطوي ومنتشر

من ذاكر لبنات المصطفى مقلا

قد ولكتها يد الضراء بالسهر

وكيف أسلو لآل الله أفئدة

يعار منها جناح الطائر الذعر

هذى نجائب للهادي تقلقلها

ايدي النجائب من بدو ومن حضر

وهذه حرمات الله تهتكها

خزر الحواجب هتك النوب والخزر

لم انس من عترة الهادي جحاجحة

يسقون من كدر يكسون من عفر

قد غير الطعن منهم كل جارحة

الا المكارم في أمن من الغير

هم الأشاوس تمضي كل آونة

وذكرهم غرة في جبهة السير

من المعزي نبي الله في ملأ

كانوا بمنزلة الأرواح للصور

أن يتركوا زينة الدنيا فانهم

من حضرة الملك الأعلى على سرر

وان أبوا لذة الأولى مكدرة

فقد صفت لهم الأخرى من الكدر

انى تصيب الليالي بعدهم غرضاً

والقوس خالية من ذلك الوتر

بني أمية لا تسري الظنون بكم

فان للثأر ليثا من بني مضر

سيفا من الله لم تفلل مضاربه

يبري الذي هو من دين الإله بري

كم حرمة هتكت فيكم لفاطمة

وكم دم عندكم للمصطفى هدر

أين المفر بني سفيان من أسد

لو صاح بالفلك الدوار لم يدر

مؤيد العز يستسقى الرشاد به

انواء عز بلطف الله منهمر

وينزل الملأ الأعلى لخدمته

موصولة زمر الأملاك بالزمر

يا غاية الدين والدنيا وبدءهما

وعصمة النفر العاصين من سقر

ليست مصيبتكم هذي التي وردت

كدراء أول مشروب لكم كدر

لقد صبرتم على أمثالها كرماً

والله غير مضيع أجر مصطبر

فهاكم يا غياث الله مرثية

من عبد عبدكم المعروف بالأزري

يرجو الاغاثة منكم يوم محشره

وأنتم خير مدخور لمدخر

سمي كاظمكم اهدى لكم مدحاً

اصفى من الدر بل أنقى من الدرر

حييتم بصلاة الله ما حييت

يذكركم صفحات الصحف والزبر

٣٧

السيد سليمان الكبير

سرت تطوي الوهاد إلى الروابي

ولا تهوى الهشيم ولا الجوابي

نفور من بنات العيس تفري

مهامه دونها شيب الغراب

تعير الريح اخفاقاً خفاقاً

وتغني بالسراب عن الشراب

تريك الجيد قائمة فتلقى

على خمس تسير من الهباب

تلوح على الربي نسراً وتهوي

هوي المصلتات إلى الرقاب

تمر على الحزون كومض برق

تألق بين مركوم السحاب

تخال ذميلها في السهل سرباً

من الكدري فر من العقاب

وإن وخدت بجرعاء وتلع

تلوت بينها مثل الحباب

تسيح على الفيافي القفر تطوي

مفاوز عاريات من ذئاب

تراها إن حدوت لها ظليماً

تذعر بين هاتيك الشعاب

تعير الريم لفتتها وتضوي

بأعضاد من التبر المذاب

فإن تشنق لها خرمت أو أن

لها أسلست تهوى في العذاب

فدعها والمسير فحيث تهوى

طلاب دونه أعلى الطلاب

إلى ظل الإله وسر قدس

تلألأ من ذرى أعلى الحجاب

إلى البطل الكمي وبحر جود

سواحله الندى دون العباب

إلى علم الهدى ومنار فضل

إلى بحر الندى فصل الخطاب

٣٨

إلى نور العلي ومن لديه

علي وهو في أم الكتاب

صراط مسقيم بل حكيم

بأمر الله في يوم الحساب

قسيم النار والجنات بين

الخلائق كلها يوم المئاب

إلى من قال فيه الله بلغ

لأحمد بعد تعظيم العتاب

وإلا لم تكن بلغت عني

ولم تك سامعاً فيه جوابي

فقام له بها بغدير خم

خطيباً معلناً صوت الخطاب

ألا من كنت مولاه فهذا

له مولى ينوب بكم منابي

فوالي من يواليه وعادي

معاديه ومن لعداه صابي

بأمر الله قوموا بايعوه

على نهج الهداية والصواب

فبايعه الجميع وما تأنى

شريف أو دني أو صحابي

فمنهم مؤمن سراً وجهراً

ومنهم من ينافق في ارتياب

ومنهم من أبى ويقول جهراً

نبيكم بها أضحى يحابي

فلما كذبوا المختار فيها

هوى النجمان يا لك من عجاب

فبرهانان ذانك من إلهي

لحيدرة فأيهما المحابي

أمن في داره أمسى منيراً

أم الهاوي لتعجيل العذاب

ومن أفق السما قد خر نجم

على الشيطان يهوي كالشهاب

لذلك أنزل الرحمن فيه

لسورة سائل سوء العذاب

له الآيات في الآيات تتلى

بمحكمها وتأويل الصواب

كيوم أكمل الإسلام فيه

ونعمته تتم بلا ذهاب

معاجز حارت الأوهام فيها

فلا تحصى بعد أو حساب

وأن المصطفى للعلم دار

وحيدر سورها بل خير باب

وكلهم أحمداً جمل وضب

وخاطب حيدراً خرس الذياب

وثعباناً وليثاً ثم موتى

رماماً قد بلوا تحت التراب

وشق البدر للهادي وردت

ذكاء للوصي المستطاب

٣٩

حسام الله خافض كل رفع

من الاشراك من بعد انتصاب

صفاتك معجزات معجزات

ذوي الألباب توقع في ارتياب

متى راموا حقايقها يضلوا

عن التوحيد في تيه التصابي

وان يجهلها أبداً ضلالاً

عن الاسلام بل أي انقلاب

ألا يامحنة الألباب أنى

بحدك ذو ذكاء فيك صابي

فيالك محنة للخلق عظمى

ورحمتها ويالك من عذاب

وصاعقة على الأبطال تهوي

من الآفاق طوراً كالعقاب

وطوراً تحصب الفرسان حصباً

مبيراً في الذهاب وفي الإياب

بذلت لأحمد نفساً تسامت

وحزت ببذلها كل الثواب

جزاك الله عنه كل خير

أبا الحسنين من حصن مهاب

أبا الحسنين يانعم المنادى

إذا دهم المصاب على المصاب

يعز عليك لو تلقى حسيناً

رميلاً فوقه يجثو الضبابي

قتيلاً ظامياً والماء أضحى

مباحاً للذئاب وللكلاب

غسيلاً بالدماء لقاً جريحاً

على الرمضاء ووايلاه كابي

ولو شاهدت يا مولاي لما

دهى نسوانه هول المصاب

برزن من الخيام مهتكات

نوادب بعد صون واحتجاب

تخال نساءه لما تبدت

شموساً قد برزن من الحجاب

وكل نادب واعظم كربي

وواذلاه واطول اكتئابي

ثواكل لا تجف لها دموع

محسرة على حسر الركاب

فذي تنعى عليه بلا قناع

وذي تبكي عليه بلا نقاب

وهذي نادب واطول حزني

ووجدي باحتراق وانتحاب

سبايا بين شر الناس تسري

على قتب مسلبة الثياب

بنات محمد أضحت أسارى

حيارى بعد سبي واستلاب

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

وفيما ذكراه نظر ظاهر ، يظهر بملاحظة ما مرّ في الفوائد.

وبالجملة : التوثيق ثابت من العدول ، والقدح غير معلوم ، بل ولا ظاهر ، وغاية ما ثبت الطعن في طريقته ، وهو قدح بالنسبة إلى رؤية بعض القدماء.

وقال جدّيرحمه‌الله (1) : لو جعل هذا ـ أي إخراج أحمد بن محمّد بن عيسى إيّاه ـ قدحا(2) في ابن عيسى كان أظهر ، لكن كان ورعا وتلافى ما وقع منه(3) ، انتهى(4) .

أقول : فيمشكا : يعرف ابن محمّد بن خالد بوقوعه في وسط السند ، ويروي عنه محمّد بن جعفر بن بطّة ، وعليّ بن إبراهيم ـ كما في المنتقى(5) ـ وعليّ بن الحسين السعدآبادي ، وأحمد بن عبد الله ابن بنت(6) البرقي ، وسعد بن عبد الله ، ومحمّد بن الحسن الصفّار ، وعبد الله بن جعفر الحميري(7) .

227 ـ أحمد بن محمّد بن الربيع :

الأقرع الكندي ، له كتاب النوادر.

أحمد بن عبد الواحد ، عن عليّ بن محمّد القرشي ، عن عليّ بن الحسن ، عنه.

__________________

(1)رحمه‌الله ، لم ترد في نسخة « ش ».

(2) في التعليقة والروضة : خطأ.

(3) روضة المتقين : 14 / 42.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 43.

(5) منتقى الجمان :.

(6) في المصدر زيادة : إلياس.

(7) هداية المحدثين : 175.

٣٢١

قال أبو الحسين محمّد بن هارونرحمه‌الله : قال أبي : قال أبو عليّ ابن همّام : حدّثنا عبد الله بن العلاء ، قال : كان أحمد بن محمّد بن الربيع عالما بالرجال ،جش (1) .

قلت : في الوجيزة : ممدوح(2) . وهو الظاهر ممّا ذكر.

وفيمشكا : ابن محمّد بن الربيع ، عنه عليّ بن الحسن بن فضّال(3) .

228 ـ أحمد بن محمّد بن زيد الخزاعي :

يكنّى أبا جعفر ، روى عنه حميد أصولا كثيرة ، ومات سنة اثنين وستّين ومائتين ، وصلّى عليه الحسن بن محمّد بن سماعة الصيرفي ، لم(4) .

وفيتعق : ربما يومي هذان الوصفان إلى فساد عقيدته ، فتأمّل(5) .

229 ـ أحمد بن محمّد الزراري :

غير مذكور في الكتابين بهذا العنوان. وهو ابن محمّد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير ، وسيأتي.

230 ـ أحمد بن محمّد السري :

المعروف بابن أبي دارم ، يكنّى أبا بكر ، كوفي ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وما بعدها ، وله منه إجازة ، لم(6) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد السري ، عنه التلعكبري ، كأحمد بن محمّد بن أبي الغريب(7) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 79 / 189.

(2) الوجيزة : 153 / 122.

(3) هداية المحدثين : 177.

(4) رجال الشيخ : 440 / 23.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 44.

(6) رجال الشيخ : 445 / 42.

(7) هداية المحدثين : 177.

٣٢٢

231 ـ أحمد بن محمّد بن سعيد :

ابن عبد الرحمن بن زياد بن عبيد الله بن زياد بن عجلان ـ مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس السبيعي الهمداني ـ المعروف بابن عقدة(1) ، أخبرنا بكتبه(2) أحمد بن عبدون ، عن محمّد بن أحمد بن الجنيد.

وأمره في الثقة والجلالة وعظم الحفظ أشهر من أن يذكر ، وكان زيديّا جاروديّا ، وعلى ذلك مات ، وإنّما ذكرناه في جملة أصحابنا لكثرة رواياته عنهم ، وخلطته بهم ، وتصنيفه لهم.

وله كتب كثيرة ، منها : كتاب التاريخ ـ وهو(3) ذكر من روى الحديث من الناس كلّهم العامّة والشيعة وأخبارهم ، خرج منه شي‌ء كثير ، لم(4) يتمّه ـ كتاب من روى عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ومسنده ، كتاب من روى عن الحسن والحسينعليهما‌السلام ، كتاب من روى عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام وأخباره ، كتاب من روى عن أبي جعفر محمّد بن عليّعليه‌السلام وأخباره ، كتاب من روى عن زيد بن عليعليه‌السلام ومسنده ، كتاب الرجال ـ وهو كتاب من روى عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام ـ. إلى أن قال : أخبرنا بجميع(5) كتبه أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى الأهوازي ، عنه.

ومات بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، ست(6) .

وفيجش : بعد الهمداني : هذا رجل جليل في أصحاب الحديث ،

__________________

(1) في المصدر زيادة : الحافظ.

(2) في المصدر : بنسبه.

(3) في المصدر زيادة : في.

(4) في المصدر : ولم.

(5) في المصدر زيادة : رواياته و.

(6) الفهرست : 28 / 86.

٣٢٣

مشهور بالحفظ ، والحكايات تختلف عنه في الحفظ وعظمه ، وكان كوفيّا زيديّا جاروديّا ، وعلى ذلك مات(1) .

وذكره أصحابنا لاختلاطه بهم ومداخلته إيّاهم ، وعظم محلّه وثقته وأمانته.

ثمّ قال بعد ذكر كتبه : وقد لقيت جماعة ممّن لقيه وسمع منه.

ومات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة(2) .

وفيصه إلى قوله : بابن عقدة ، وليس فيها : مولى عبد الرحمن ، ثمّ قال : يكنّى أبا العبّاس ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، وكان زيديّا. إلى قوله : وتصنيفه لهم ، روى جميع كتب أصحابنا وصنّف لهم وذكر أصولهم ، وكان حفظة.

قال الشيخ الطوسيرحمه‌الله : سمعت جماعة يحكون عنه أنّه قال : أحفظ مائة وعشرين ألف حديث بأسانيدها ، واذاكر بثلاثمائة(3) ألف حديث.

له كتب ذكرناها في كتابنا الكبير ، منها : كتاب أسماء الرجال الذين رووا عن الصادقعليه‌السلام أربعة آلاف رجل ، وأخرج فيه لكلّ رجل الحديث الذي رواه.

ومات بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة(4) .

وفيلم : جليل القدر ، عظيم المنزلة ، له تصانيف كثيرة ذكرناها في ست. كان زيديّا جاروديّا إلاّ أنّه يروي(5) جميع كتب أصحابنا ، وصنّف لهم‌

__________________

(1) في المصدر : على ذلك حتّى مات.

(2) رجال النجاشي : 94 / 233.

(3) في المصدر : في ثلاثمائة.

(4) الخلاصة : 203 / 13.

(5) في المصدر : روى.

٣٢٤

وذكر أصولهم ، وكان حفظة ، سمعت جماعة. إلى آخر ما نقلهصه . ثمّ قال :

روى عنه التلعكبري من شيوخنا وغيره ، سمعنا من ابن المهتدي(1) ومن أحمد بن محمّد ـ المعروف بابن الصلت ـ رويا عنه. وأجاز لنا ابن الصلت جميع(2) رواياته(3) .

وفيتعق : يأتي ترجمة همدان في الحارث بن عبد الله(4) .

أقول : فيمشكا : ابن عقدة ، عنه أحمد بن موسى الأهوازي ، والتلعكبري ، ومحمّد بن جعفر النحوي ، وأبو الحسن التميمي ، ومحمّد بن جعفر الأديب ولعلّه النحوي ، وابن المهتدي ، وأحمد بن محمّد المعروف بابن الصلت ، ومحمّد بن أحمد بن الجنيد(5) .

232 ـ أحمد بن محمّد بن سليمان :

ابن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين بن سنسن ، أبو غالب الزراري ، وهم البكريّون. وبذلك كان يعرف(6) ، إلى أن خرج توقيع من أبي محمّد الحسنعليه‌السلام فيه ذكر أبي طاهر الزراري : وأمّا(7) الزراري رعاه الله تعالى(8) . فذكروا أنفسهم بذلك.

وكان شيخ أصحابنا في عصره ، وأستاذهم وثقتهم ، وصنّف كتبا. ثمّ‌

__________________

(1) في المصدر : المهدي.

(2) في المصدر : عنه بجميع.

(3) رجال الشيخ : 441 / 30.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 44.

(5) هداية المحدثين : 177.

(6) في المصدر : كانوا يعرفون.

(7) في المصدر : فأما.

(8) تعالى ، لم ترد في المصدر.

٣٢٥

عدّ : كتاب الرسالة إلى ابن ابنه أبي طاهر في ذكر آل أعين ، الشيخ والحسين بن عبيد الله وابن عبدون ، عنه ، بها.

ومات(1) سنة ثمان وستّين وثلاثمائة ، ست(2) .

صه ، إلى قوله : ونقيبهم(3) ، ماترضي‌الله‌عنه سنة ثمان وستّين وثلاثمائة ، وفيها : الرازي ، بدل : الزراري ، في جميع المواضع(4) .

وفيجش : بعد أبو غالب الزراري : وقد جمعت أخبار بني سنسن ، وكان أبو غالب شيخ العصابة في زمنه ووجههم. إلى أن قال : انقرض ولده إلاّ من ابنة ابنه. وكان مولده سنة خمس وثمانين ومائتين(5) .

وفي لم : جليل القدر ، كثير الرواية ، ثقة ، روى عنه التلعكبري(6) .

وفيتعق : سنشير في محمّد بن سليمان إلى أنّه جدّه نسب إليه ، وأنّ أباه : محمّد بن محمّد.

وقوله : فيه ذكر أبي طاهر الزراري ، أبو طاهر هذا : محمّد بن سليمان جدّ أبي غالب ، وتوهّم بعض كونه ابن ابنه محمّد بن عبيد الله ، فلاحظ ترجمة محمّد بن سليمان ولاحظ الطبقة ، وترجمة محمّد بن عبيد الله أيضا.

هذا ، وفي المعراج(7) : إنّ المفهوم من رسالة أبي غالب في ذكر آل‌

__________________

(1) في المصدر زيادة :رضي‌الله‌عنه .

(2) الفهرست : 31 / 94.

(3) في نسخة « ش » : وفقيههم ، ( خ ل ).

(4) الخلاصة : 17 / 22 ، وفي الخلاصة : الزراري في جميع المواضع ، ولم يرد لفظ : الرازي إلاّ أنه في نسخة خطيّة من الخلاصة ورد بلفظ : الرازي.

(5) رجال النجاشي : 83 / 201.

(6) رجال الشيخ : 443 / 34.

(7) في نسخة « ش » : وزاد في المعراج.

٣٢٦

أعين(1) : أنّ نسبتهم إلى زرارة متقدّمة على زمن أبي طاهر ، وأنّ أوّل من نسب إليه : سليمان بن الحسن(2) ، حيث قال : وأوّل من نسب إلى زرارة جدّنا سليمان ، نسبه إليه سيّدنا أبو الحسن عليّ بن محمّد العسكريعليه‌السلام ، وكان إذا ذكره في توقيعاته إلى غيره قال : الزراري ، تورية له(3) وسترا له إلى آخره.

قال : والرسالة عندي بنسخة صحيحة ، وفي آخرها حكاية عن الشيخ الجليل الحسين بن عبيد الله الغضائري ما نصّه : وتوفّي أحمد بن محمّد الزراري الشيخ الصالحرضي‌الله‌عنه في جمادى الأولى سنة ثمان وستّين وثلاثمائة ، وتولّيت جهازه ، وحملته إلى مقابر قريش على صاحبها السلام ، ثمّ إلى الكوفة ، وأنفذت ما أوصى بإنفاذه ، وأعانني على ذلك هلال بن محمّدرضي‌الله‌عنه (4) (5) .

أقول : في نسختي منجش : أحمد بن محمّد بن محمّد بن سليمان ، وكذا في ضح(6) ، والظاهر سقوطه من ست وصه سهوا من النسّاخ لزعم التكرار.

وفيضح : الزراري ، كما فيجش وست ، وغيرهما.

هذا ، ويأتي في جعفر بن محمّد بن مالك تصريحجش بوثاقته(7) .

__________________

(1) في ذكر آل أعين ، لم ترد في المعراج.

(2) في التعليقة والمعراج زيادة : للتوقيعات الواردة.

(3) في المعراج : عنه.

(4) معراج أهل الكمال : 184 ـ 186 ، باختلاف يسير.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 44.

(6) إيضاح الاشتباه : 101 / 60 وفيه : أحمد بن محمّد بن سليمان.

(7) رجال النجاشي : 122 / 313.

٣٢٧

وفيمشكا : ابن محمّد بن سليمان الثقة ـ كما صرّح بهجش في جعفر ابن محمّد بن مالك والشيخ في رجاله ـ ، عنه المفيد ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون ، والتلعكبري ، وابن عزور(1) .

233 ـ أحمد بن محمّد بن سيّار :

أبو عبد الله الكاتب ، بصري ، كان من كتّاب آل طاهر في زمن أبي محمّدعليه‌السلام ، ويعرف بالسيّاري. ضعيف الحديث ، فاسد المذهب ، مجفوّ الرواية ، كثير المراسيل ، ست(2) ،جش (3) .

وزادصه : حكى محمّد بن محبوب(4) عنه في كتاب(5) النوادر المصنّف(6) أنّه قال بالتناسخ(7) .

ثمّ زادست : وصنّف كتبا ، أخبرنا بالنوادر خاصّة الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، قال : حدّثنا السيّاري إلاّ بما كان من غلوّ أو تخليط(8) .

وزادجش بعد فاسد المذهب : ذكر ذلك لنا الحسين بن عبيد الله.

وفيكش أيضا ذمّه(9) .

وفيكر : ابن محمّد السيّاري البصري(10) .

__________________

(1) هداية المحدثين : 177.

(2) الفهرست : 23 / 70.

(3) رجال النجاشي : 80 / 192.

(4) في المصدر : محمّد بن علي بن محبوب.

(5) في نسخة « ش » : كتابه.

(6) في المصدر : للمصنّف.

(7) الخلاصة : 203 / 9.

(8) في المصدر : إلاّ بما كان فيه من غلوّ وتخليط.

(9) رجال الكشي : 606 / 1128.

(10) رجال الشيخ : 427 / 3.

٣٢٨

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن سيّار ، عنه محمّد بن يحيى ، وعليّ ابن محمّد الجنابي(1) .

234 ـ أحمد بن محمّد بن الصقر :

الصائغ ، المعدّل ، كما ذكره الصدوق في أماليه مرارا ، وقال : حدّثنا أحمد. إلى آخره(2) .

235 ـ أحمد بن محمّد بن عاصم :

أبو عبد الله ، هو ابن أخي عليّ بن عاصم المحدّث ، ويقال له : العاصمي ، ثقة في الحديث ، سالم الجنبة ، أصله الكوفة ، سكن بغداد ، وروى عن شيوخ الكوفيّين.

وله كتب منها : كتاب النجوم ، أخبرني(3) به الشيخ وابن عبدون ، عن محمّد بن أحمد بن الجنيد أبي علي ، عنه ، ست(4) .

وفي لم : عنه ابن الجنيد وابن داود(5) .

ومر عنجش وصه بعنوان : ابن محمّد بن أحمد بن طلحة.

وفيتعق : في ترجمة الحسن بن الجهم ، عن أبي غالب الزراريرضي‌الله‌عنه : أنّه ابن أخت عليّ بن عاصم ، لقّب بالعاصمي من جهته.

هذا ، ووصفه خالي(6) والمحقّق البحراني(7) بأنّه أستاذ الكليني.

__________________

(1) هداية المحدثين : 177.

(2) أمالي الصدوق : 144 / 5 ، 453 / 5 ، وفيه بدل المعدّل : العدل.

(3) في المصدر : أخبرنا.

(4) الفهرست : 28 / 85.

(5) رجال الشيخ : 454 / 97.

(6) الوجيزة : 155 / 136.

(7) معراج أهل الكمال : 189 / 73 ، وبلغة المحدثين : 329.

٣٢٩

ويأتي في آخر الكتاب أنّ العاصمي من الوكلاء الذين رأوا الصاحبعليه‌السلام ووقفوا على معجزته(1) ، فلعلّه هو ، فتأمّل(2) .

236 ـ أحمد بن محمّد بن عبيد الله :

الأشعري ، ج(3) .

وزادصه : القميّ ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، روى عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام (4) .

وزادجش : وابنه عبيد الله بن أحمد ، روى عنه محمّد بن عليّ بن محبوب.

له كتاب نوادر ، محمّد بن عليّ بن محبوب ، عن عبيد الله بن أحمد ، عن أبيه(5) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن عبيد الله الأشعري الثقة ، عنه ابنه عبيد الله(6) .

237 ـ أحمد بن محمّد بن عبيد الله :

ابن الحسن بن عيّاش ـ بالشين المعجمة ـ ابن إبراهيم بن أيّوب الجوهري ، أبو عبد الله ، كان سمع الحديث وأكثر ، واختلّ واضطرب في آخر عمره ،صه (7) ، ست إلاّ الترجمة ، و : واضطرب(8) .

__________________

(1) منهج المقال : 407.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 45.

(3) رجال الشيخ : 397 / 7.

(4) الخلاصة : 19 / 39.

(5) رجال النجاشي : 79 / 190.

(6) هداية المحدثين : 177.

(7) الخلاصة : 204 / 15.

(8) الفهرست : 33 / 99.

٣٣٠

وفيجش بعد أبو عبد الله : وامّه سكينة بنت الحسين بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن إسحاق بنت أخي القاضي أبي عمر محمّد بن يوسف ، كان سمع. إلى آخر صه.

وزاد : وكان جدّه(1) وأبوه من وجوه أهل بغداد أيّام آل حمّاد(2) .

ونحوه ست ، وزاد : وأمّه سكينة. إلى آخر ما مرّ.

ثمّ ذكرا من كتبه : كتاب مقتضب الأثر في عدد الأئمّة الاثني عشرعليهم‌السلام ، كتاب الاشتمال على معرفة الرجال ومن روى عن إمام(3) ، كتاب ما نزل من القرآن في صاحب الأمرعليه‌السلام .

وزادجش : رأيت هذا الشيخ ، وكان صديقا لي ولوالدي ، وسمعت منه شيئا كثيرا ، ورأيت شيوخنا يضعّفونه ، فلم أر وعنه شيئا وتجنّبته ، وكان من أهل العلم والأدب القوي ، وطيّب الشعر ، وحسن الخطرحمه‌الله وسامحه.

ومات سنة إحدى وأربعمائة(4) .

وفي لم : كثير الرواية ، إلاّ أنّه اختلّ في آخر عمره(5) .

وفيتعق : في الوجيزة : ضعيف ، وفيه مدح(6) (7) .

238 ـ أحمد بن محمّد بن علي :

ابن عمر بن رباح بن قيس بن سالم(8) القلاّء السوّاق ، أبو الحسن ،

__________________

(1) في نسخة « ش » زيادة : وعمه.

(2) رجال النجاشي : 85 / 207.

(3) في الفهرست : ذكر فيه من روى عن كل إمام ، وفي رجال النجاشي : ومن روى عن إمام إمام.

(4) رجال النجاشي : 85 / 207.

(5) رجال الشيخ : 449 / 64.

(6) الوجيزة : 154 / 129.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 45.

(8) ابن قيس بن سالم ، لم يرد في رجال النجاشي.

٣٣١

مولى آل سعد بن أبي وقّاص. وهم ثلاثة إخوة : أبو الحسن هذا وهو الأكبر ، وأبو الحسين محمّد وهو الأوسط ، ولم يكن من أهل العلم(1) ، وأبو القاسم علي وهو الأصغر ، وهو أكثرهم حديثا.

وجدّهم عمر بن رباح القلاّء ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسىعليهما‌السلام ، ووقف. وكلّ أولاده واقفة. وآخر من بقي منهم أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن عمر بن رباح ، وكان(2) شديد العناد في المذهب.

وكان أبو الحسن أحمد بن محمّد ثقة في الحديث ،جش (3) ، ست ـ وزادصه : ولست أرى قبول روايته منفردا ، وليس فيها محمّد بن علي مكرّرا(4) (5) ـ وزاد : أخبرنا بكتبه أحمد بن عبد الواحد(6) قال : حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن أبي زيد الأنباري أبو طالب ، عنه(7) .

وفيتعق : في المعراج عن رسالة أبي غالب في ذكر آل أعين : وسمعت من حميد بن زياد وأبي عبد الله بن ثابت وأحمد بن محمّد بن رباح ، وهؤلاء من رجال الواقفة إلاّ أنّهم كانوا فقهاء ، ثقات في حديثهم ، كثيري الرواية(8) .

__________________

(1) في رجال النجاشي : ولم يكن من العلم في شي‌ء.

(2) في رجال النجاشي : كان.

(3) رجال النجاشي : 92 / 229.

(4) في نسخة « ش » : متكرّرا.

(5) الخلاصة : 203 / 12.

(6) في الفهرست : أحمد بن عبدون.

(7) الفهرست : 26 / 82.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 45 ، المعراج : 192 / 75 ، رسالة أبي غالب الزراري : 150.

٣٣٢

أقول : ذكره في الحاوي في الموثّقين(1) .

وفي الوجيزة : ثقة غير إمامي(2) .

وفيمشكا : ابن محمّد بن عليّ بن عمر بن رباح ، عنه عبيد الله بن أحمد بن أبي زيد ، وأحمد بن محمّد الرازي(3) .

239 ـ أحمد بن محمّد بن عليّ الكوفي :

يكنّى أبا الحسين ، روى عن الكليني ، أخبرنا عنه عليّ بن الحسين الموسوي المرتضى ، لم(4) .

ومرّ عن د بعنوان : ابن عليّ(5) . إلى آخره.

وفيتعق : فيست : أخبرنا الأجل المرتضى ، عن أبي الحسين أحمد ابن عليّ بن سعيد الكوفي ، عن محمّد بن يعقوب(6) .

قلت : ذكر ذلك في ترجمة الكلينيرحمه‌الله (7) .

ومرّ عنتعق : أحمد بن عليّ بن سعيد الكوفي ، والظاهر اتّحاد الكل.

وفيمشكا : ابن محمّد بن عليّ الكوفي ، روى(8) عنه الكليني(9) .

__________________

(1) حاوي الأقوال : 197 / 1045.

(2) الوجيزة : 153 / 126.

(3) هداية المحدثين : 177 ، وفيه بدل الرازي : الزراري.

(4) رجال الطوسي : 450 / 70 ، وفيه المرتضىرضي‌الله‌عنه .

(5) رجال ابن داود : 41 / 104.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 38.

(7) الفهرست : 136 / 601.

(8) في نسخة « م » : يروي.

(9) هداية المحدثين : 178 ، وفيه : بروايته عن الكليني.

٣٣٣

240 ـ أحمد بن محمّد بن عمّار :

أبو علي الكوفي ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، جليل ، كثير الحديث والأصول ،صه (1) .

وزادست : له كتب منها : كتاب أخبار آباء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وفضائلهم(2) ، وإيمان أبي طالب(3) .

الحسين بن عبيد الله ، عن أبي الحسن محمّد بن أحمد بن داود ، عنه.

وقال الحسين بن عبيد الله : توفّي سنة ستّ وأربعين وثلاثمائة(4) .

وفيجش بعد الكوفي : ثقة جليل من أصحابنا ، ثمّ ذكر كتبه والسند كما مرّ(5) .

ثمّ فيصه تأريخ وفاته كما مرّ ، وقال : روى عنه أبو حاتم(6) الهروي(7) (8) .

والظاهر أنّه سهو من قلم الناسخ.

وفي لم بعد عمّار : كوفيّ ثقة ، روى عنه ابن داود(9) .

أقول : أبو حاتم أو ابن حاتم الهروي غير معروف أصلا ، نعم ابن‌

__________________

(1) الخلاصة : 16 / 18.

(2) في المصدر زيادة : وأيمانهم.

(3) في المصدر زيادة :عليه‌السلام .

(4) الفهرست : 29 / 88.

(5) رجال النجاشي : 95 / 236.

(6) في هامش النسخ الخطية : ابن حاتم.

(7) في المصدر زيادة : القزويني « خ ل ».

(8) الخلاصة : 16 / 18.

(9) رجال الشيخ : 454 / 98.

٣٣٤

حاتم القزويني موجود ، لكن روايته عن أحمد هذا غير معلومة(1) ، نعم في ست بعد هذه الترجمة ترجمة أحمد بن عليّ الفائدي ، وذكر أنّه يروي عنه عليّ بن حاتم القزويني(2) . فلعلّ العلاّمة وقع نظره عليه سهوا ، أو كان مكتوبا في نسخته في الحاشية فظنّهرحمه‌الله تتمّة لابن محمّد.

قال في الحاوي : ويؤيّد ذلك ذكره فيصه لأحمد بن عليّ الفائدي ـ أي عقيب هذا الرجل ـ ولم يذكر أنّه روى عنه ابن حاتم(3) ، انتهى. وهو جيّد.

وفيمشكا : ابن محمّد بن عمّار ، عنه التلعكبري ، ومحمّد بن أحمد ابن داود(4) .

241 ـ أحمد بن محمّد بن عمرو :

ابن أبي نصر ، كما فيجش (5) . مرّ بعنوان ابن محمّد بن أبي نصر.

242 ـ أحمد بن محمّد بن عمران :

ابن موسى ، أبو الحسن المعروف بابن الجندي ، استاذنارحمه‌الله ، ألحقنا بالشيوخ في زمانه ، له كتب ،جش (6) .

صه ، في القسم الأوّل ، إلى : في زمانه ، وزاد قبل استاذنا : قالجش : إنّه ، ثمّ زاد : وليس هذا نصّا في تعديله(7) .

__________________

(1) في هامش النسخ الخطية : مذكورة.

(2) الفهرست : 30 / 89.

(3) حاوي الأقوال : 29 / 85.

(4) هداية المحدثين : 178.

(5) رجال النجاشي : 75 / 180.

(6) رجال النجاشي : 85 / 206.

(7) الخلاصة : 19 / 43.

٣٣٥

وفيلم وست ، إلى قوله : بابن الجنديّ(1) .

وزادست : صنّف كتبا ، منها : كتاب الأنواع ، وهو كتاب كبير حسن ، أخبرنا بجميع رواياته أبو طالب بن عزور(2) ، عنه(3) .

وفيهما : ابن عمر ، بلا ألف ونون ، وبعد موسى : الجرّاح(4) .

وفيتعق : يأتي أيضا عنجش في صالح بن محمّد الصراي : بالألف والنون ، وأنّه شيخه(5) .

وقوله : ليس نصّا في تعديله.

ظاهره أنّه ظاهر فيه ، وهو كذلك. وجش ينقل عنه كثيرا معتمدا عليه ، منه في أحمد بن عامر(6) ، ويأتي في عبد الله ابنه أنّه أجازه(7) .

وبالجملة ، لا شبهة في أنّه شيخ إجازته ، بل من أجلاّئهم(8) .

أقول : في الوجيزة : ممدوح(9) .

وعن كتاب ميزان الاعتدال أيضا : بالألف والنون ، وأنّه شيعي(10) .

إلاّ أنّ في ب : ابن عمر(11) ، وهو في الأكثر يحذو حذو ست ، فتدبّر.

__________________

(1) رجال الشيخ : 456 / 106 ، وزاد : روى عنه ابن عزور.

(2) في المصدر : غرور.

(3) الفهرست : 33 / 98.

(4) في الفهرست : ابن الجرّاح.

(5) رجال النجاشي : 199 / 528 ، ترجمة صالح بن محمّد الصرامي.

(6) رجال النجاشي : 100 / 250.

(7) رجال النجاشي : 229 / 606.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 45.

(9) الوجيزة : 154 / 128.

(10) ميزان الاعتدال 1 : 147 / 575.

(11) معالم العلماء : 20 / 89 وفيه : ابن عمرو.

٣٣٦