أدب الطف الجزء ٧

أدب الطف17%

أدب الطف مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 328

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 328 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 118371 / تحميل: 8958
الحجم الحجم الحجم
أدب الطف

أدب الطف الجزء ٧

مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

وأقول :

إن أراد بملاحظة الغاية كونها داعية للفعل ، فهو مذهبنا(١) ، ولا يقوله الأشاعرة.

وإن أراد بها مجرّد إدراك الغاية من دون أن تكون باعثة على الفعل ، فهو مذهب الأشاعرة(٢) ، ويلزمه العبث وسائر المحالات ، ويجوز بمقتضاه أن يعذّب الله سبحانه أعظم المطيعين ، ويثيب أعظم العاصين ؛ لأنّه لا غاية له تبعثه إلى الفعل ، بل يفعل مجّانا بلا غرض ، بل يجوز أن لا تكون أفعاله متقنة ، وإن اتّفق إتقانها في ما وقع ، وأمّا في ما لم يقع بعد ـ كالثواب والعقاب ـ فمن الجائز أن لا يكون متقنا ؛ لفرض عدم الغرض له تعالى ، ولأنّه لا يقبح منه شيء ، ولا يجب عليه شيء!

فما زعمه من عدم تحرير الفريقين لمحلّ النزاع حقيق بالسخرية! أتراه يخفى على جماهير العلماء ويظهر لهذا الخصم وحده؟! وهل يخفى على أحد أنّ النزاع في الغرض والعلّة الغائيّة ، وأنّ الإمامية والمعتزلة لم يروا بالقول بالغرض بأسا ونقصا ، بخلاف الأشاعرة؟! وهذا الخصم ما زال ينسب لقومه القول بالغاية ، فإن أراد بها الغاية الباعثة على الفعل ، فهي خلاف مذهبهم بالضرورة.

__________________

(١) تجريد الاعتقاد : ١٩٨ ، كشف المراد : ٣٣١ ، تلخيص المحصّل : ٣٤٣ ـ ٣٤٤.

(٢) الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٣٥٠ ، المواقف : ٣٣١ ـ ٣٣٢ ، شرح المواقف ٨ / ٢٠٢ ـ ٢٠٦.

٦١

وإن أراد بها الأمر المترتّب اتّفاقا ، كقوله تعالى :( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً ) (١) ، غاية الأمر : أنّ الله تعالى عالم بهذا الأمر المترتّب ، فهو حقيقة مذهبهم ، وعليه ترد الإشكالات ، ولا ينفع معه التسويلات والتنصّلات.

وأمّا ما ذكره من قولهم بالحكمة والمصلحة ، فهو وإن قالوا به ظاهرا ، لكن لا بنحو اللزوم كقولهم بالإتقان ؛ لأنّ اللزوم لا يجتمع مع نفي الغرض ونفي الحسن والقبح العقليّين ونفي وجوب شيء عليه تعالى.

وأمّا قوله : « ولولاه لم يكن للفاعل المختار أن يفعل ذلك الفعل »

فإن أراد به أنّه لا يفعله لكونه عبثا ، فهو صحيح ، والله سبحانه أحقّ به.

وإن أراد أنّه لا يفعله لعدم قدرته عليه كما زعمه سابقا ، فهو باطل ـ كما عرفت ـ ، ومنه يعلم ما في قوله : « فهذا الفاعل بالاختيار يحتاج في صدور الفعل عنه ».

وقد بيّنّا أنّ هذا الاحتياج لإخراج الفعل عن العبث لا لنقص في القدرة ، فيكون كمالا للفعل ، ودليلا على كمال ذات الفاعل ، لا كاحتياج الذات إلى صفاتها الزائدة الموجب لنقص الذات في نفسها(٢) ؛ تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا.

* * *

__________________

(١) سورة القصص ٢٨ : ٨.

(٢) انظر ج ٢ / ١٦٩ وما بعدها من هذا الكتاب.

٦٢

إنّه تعالى يريد الطاعات ويكره المعاصي

قال المصنّف ـ قدّس الله روحه ـ(١) :

المطلب الخامس

في أنّه تعالى يريد الطاعات ويكره المعاصي

هذا هو مذهب الإمامية ، قالوا : إنّ الله تعالى أراد الطاعات سواء وقعت أم لا ، ولا يريد المعاصي سواء وقعت أم لا ، [ وكره المعاصي سواء وقعت أم لا ] ، ولم يكره الطاعات سواء وقعت أم لا(٢) .

وخالفت الأشاعرة مقتضى العقل والنقل في ذلك ، فذهبوا إلى أنّ الله تعالى يريد كلّ ما يقع في الوجود ، سواء كان طاعة أم لا ، وسواء أمر به أم نهى عنه(٣) [ وكره كلّ ما لم يقع ، سواء كان طاعة أو لا ، وسواء أمر به أو نهى عنه ] ، فجعلوا كلّ المعاصي الواقعة في الوجود من الشرك والظلم والجور والعدوان وأنواع الشرور مرادة لله تعالى ، وأنّه تعالى راض بها!

__________________

(١) نهج الحقّ : ٩٤.

(٢) أوائل المقالات : ٥٧ ـ ٥٨ ، شرح جمل العلم والعمل : ٨٧ ، المنقذ من التقليد ١ / ١٧٩ ، تجريد الاعتقاد : ١٩٩.

(٣) الإبانة في أصول الديانة : ١٢٦ ـ ١٢٧ ، تمهيد الأوائل : ٣١٧ ، الاقتصاد في الاعتقاد ـ للغزّالي ـ : ١٠٢ ، الملل والنحل ١ / ٨٣ ، الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٣٤٣ ، المواقف : ٣٢٠ ، شرح المقاصد ٤ / ٢٧٤ ، شرح المواقف ٨ / ١٧٣.

٦٣

وبعضهم قال : إنّه محبّ لها ، وكلّ الطاعات التي لم تصدر عن الكفّار مكروهة لله تعالى غير مريد لها ، وإنّه تعالى أمر بما لا يريد ونهى عمّا لا يكره ، وإنّ الكافر فعل في كفره ما هو مراد لله تعالى وترك ما كره الله تعالى من الإيمان والطاعة منه(١) .

وهذا القول يلزم منه محالات ، منها : نسبة القبيح إلى الله تعالى ؛ لأنّ إرادة القبيح قبيحة ، وقد بيّنّا أنّه تعالى منزّه عن فعل القبائح كلّها(٢) .

* * *

__________________

(١) انظر : الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٣٤٣ ـ ٣٤٥ ، شرح المواقف ٨ / ١٧٣ وقال : « منهم ـ أي الأشاعرة ـ من جوّز أن يقال : الله مريد للكفر والفسق والمعصية » وذكر في ص ١٧٤ أنّ خالق الشيء بلا إكراه مريد له بالضرورة ، وفيه أيضا : أنّ عدم إيمان الكافر مراد لله فلاحظ!

(٢) راجع كلام العلّامة الحلّي1 في ج ٢ / ٣٣٤ المبحث الحادي عشر من هذا الكتاب.

٦٤

وقال الفضل (١) :

قد سبق أنّ مذهب الأشاعرة : إنّ الله تعالى مريد لجميع الكائنات غير مريد لما لا يكون ، فكلّ كائن مراد وما ليس بكائن ليس بمراد ، واتّفقوا على جواز إسناد الكلّ إليه تعالى جملة ، واختلفوا في التفصيل كما هو مذكور في موضعه(٢) .

ومذهب المعتزلة ومن تابعهم من الإمامية : إنّه تعالى مريد لجميع أفعاله ، أمّا أفعال العباد فهو مريد للمأمور به منها كاره للمعاصي والكفر(٣) .

ودليل الأشاعرة : إنّه خالق للأشياء كلّها ، وخالق الشيء بلا إكراه مريد له بالضرورة(٤) .

وأمّا ما استدلّ به هذا الرجل في عدم جواز إرادة الله تعالى للشرك والمعاصي ، فهو من استدلالات المعتزلة.

والجواب : إنّ الشرك مراد لله تعالى ، بمعنى : إنّه أمر قدّره الله تعالى في الأزل للكافر ، لا أنّه رضي به وأمر المشرك به ، وهذا من باب التباس

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ ١ / ٤٤٨.

(٢) الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٣٤٣ ، المواقف : ٣٢٠ ، شرح المواقف ٨ / ١٧٣ و ١٧٤.

(٣) تقدّم في الصفحة ٦٣ ه‍ ٢ ، وراجع المصارد التالية التي تذكر آراء المعتزلة : شرح الأصول الخمسة : ٤٥٦ ـ ٤٥٧ ، الملل والنحل ١ / ٣٩ ، شرح المواقف ٨ / ١٧٣.

(٤) الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٣٤٣ ، المواقف : ٣٢٠ ، شرح المواقف ٨ / ١٧٤.

٦٥

الرضا بالإرادة.

وأمّا كون الطاعات التي لم تصدر من الكافر مكروهة لله تعالى

فإن أراد بالكراهة عدم تعلّق الإرادة به ، فصحيح ؛ لأنّه لو أراد لوجد

وإن أراد عدم الرضا به ، فهو باطل ؛ لأنّه لم يحصل في الوجود حتّى يتعلّق به الرضا أو عدمه.

وأمّا أنّه تعالى أمر بما لا يريد ونهى عمّا لا يكره ، فإنّه تعالى أمر الكفّار بالإسلام ولم يرد إسلامهم ، بمعنى عدم تقدير إسلامهم ، وهذا لا يعدّ من السفه ، ولا محذور فيه ، وإنّما يكون سفها لو كان الغرض من الأمر منحصرا في إيقاع المأمور به ، ولكن هذا الانحصار ممنوع ؛ لأنّه ربّما كان لإتمام الحجّة عليهم فلا يعدّ سفها.

وأمّا ما ذكره من لزوم نسبة القبيح إلى الله تعالى ؛ لأنّ إرادة القبيح قبيحة

فجوابه : إنّ الإرادة بمعنى التقدير ، وتقدير خلق القبيح في نظام العالم ليس بقبيح من الفاعل المختار ، إذ لا قبيح بالنسبة إليه.

على أنّ هذا مبنيّ على القبح العقلي وهو غير مسلّم عندنا ، ومع هذا فإنّه مشترك الإلزام ؛ لأنّ خلق الخنزير الذي هو القبيح يكون قبيحا ، والله تعالى خلقه بالاتّفاق منّا ومنكم.

* * *

٦٦

وأقول :

لا يخفى أنّ الأمور الممكنة إنّما يفعلها القادر المختار أو يتركها بإرادة منه ؛ لأنّ الممكن لا يترجّح أحد طرفيه إلّا بمرجّح ، وهو الإرادة ، فيكون العدم على طبع الوجود مقدورا ومستندا إلى الإرادة.

ولذا أسند الله تعالى العدم المسبوق بالوجود إلى إرادته حيث يقول :

( وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً ) (١) الآية ، فإنّ إهلاك القرية عبارة عن إماتة أهلها بسبب العذاب ، والموت عدم الحياة.

ولا ريب أنّ الإرادة تتوقّف على أمور :

منها : تصوّر المراد

ومنها : الرضا به ، سواء كان وجودا أو عدما ، وسواء كان حكما أم غيره ، فإنّ من يريد شيئا لا بدّ أن يرضى به بالضرورة.

ومنها : الرضا بمتعلّق المراد على وجه التعيّن له أو الترجيح له أو التساوي كما في متعلّق التكاليف ، فإنّ الحاكم إذا كلّف بنحو الوجوب لا بدّ أن يرضى بوجود الواجب على وجه التعيّن له بحيث يكون كارها لنقيضه ، ومثله الحرمة بالنسبة إلى الرضا بالترك والكراهة لنقيضه.

وإذا كلّف بنحو الندب ، لزم أن يرضى بالوجود على وجه الرجحان ، ومثله الكراهة بالنسبة إلى الرضا بالترك.

وإذا حكم على وجه الإباحة ، لزم أن يرضى بالوجود والعدم بنحو

__________________

(١) سورة الإسراء ١٧ : ١٦.

٦٧

التساوي.

نعم ، إذا كان التكليف امتحانيا لم تتوقّف إرادته إلّا على الرضا بأصل التكليف ، لا بمتعلّقه.

فإذا عرفت هذا فنقول : لمّا كانت أفعال العباد عند الإمامية غير مخلوقة لله تعالى ، لم تكن له إلّا إرادة تشريعية ، أي إرادة للأحكام ، فلم يكن له تعالى رضا بما يريده العباد ويفعلونه من المعاصي ، ولا كراهة لما يتركونه من الطاعات.

بخلافه على مختار الأشاعرة من أنّ أفعال العباد مخلوقة لله تعالى ، فإنّه يلزم أن يكون الله سبحانه مريدا للمعاصي الواقعة راضيا بها ، ولعدم الطاعات المتروكة كارها لها ؛ لأنّ فعله للمعاصي يتوقّف على إرادتها المتوقّفة على الرضا بها ، وتركه للطاعات يتوقّف على إرادة الترك المتوقّفة على الرضا به وكراهته الفعل ، كما سبق(١) .

ويلزم أن يكون الله تعالى آمرا بما يريد عدمه ويكرهه ولا يرضى به ، وهو الذي لم يخلقه من الطاعات ، وناهيا عمّا أراده ورضي به ، وهو الذي خلقه من المعاصي ، بل يلزم اجتماع الضدّين : الرضا والكراهة في ما أمر به وتركه ؛ لأنّ أمره دليل الرضا وتركه دليل الكراهة.

وكذا يجتمعان في ما نهى عنه وفعله ؛ لأنّ نهيه مستلزم للكراهة ، وفعله مستلزم للرضا.

وهذا الذي قلناه لا يبتني على أنّ تكون الإرادة بمعنى الرضا كما تخيّله الخصم ، بل هو مبنيّ على توقّف الإرادة على الرضا ـ كما بيّنّاه ـ ،

__________________

(١) راجع ردّ الشيخ المظفّر1 في مبحث « استلزام الأمر للإرادة والنهي للكراهة » في ج ٢ / ٣٧٣ من هذا الكتاب.

٦٨

فلا معنى لقوله : « الشرك مراد لله تعالى ، بمعنى أنّه أمر قدّره الله في الأزل ، لا أنّه رضي به وأمر المشرك به ، وهذا من باب التباس الرضا بالإرادة ».

على أنّ تفسير الإرادة بالتقدير ، خطأ ؛ لأنّ الإرادة صفة ذاتية والتقدير فعل ، ولو سلّم فقد عرفت أنّ التقدير موقوف على الإرادة(١) ، وهي موقوفة على الرضا.

ومن الفضول قوله في ما سمعت : « وأمر المشرك به »

فإنّ المصنّف لم يدّع أنّه يلزم مذهبهم أمر المشرك به حتّى ينفيه ، ولا هو متوهّم من كلام المصنّف.

وأمّا إنكاره لعدم الرضا بترك الطاعات ، بحجّة أنّها لم تحصل في الوجود حتّى يتعلّق بها الرضا أو عدمه ، فخطأ ؛ لأنّ الرضا وعدمه إنّما يتعلّقان بالشيء من حيث هو ، لا بما هو موجود ، كيف؟! وهما سابقان على الإرادة السابقة على الوجود.

وأمّا إنكاره للسفه في الأمر بالإسلام الذي لم يقدّره ، فمكابرة ظاهرة.

وقوله : « إنّما يكون سفها لو كان الغرض من الأمر منحصرا في إيقاع المأمور به »

باطل ؛ لأنّ إتمام الحجّة إنّما يكون على القادر المتمكّن ، لا على العاجز ، فيكون امتحانه سفها آخر ، تعالى الله عنه علوّا كبيرا ، وسيأتي قريبا زيادة إشكال عليه فانتظر.

وأمّا قوله : « وتقدير خلق القبيح في نظام العالم ليس بقبيح »

__________________

(١) راجع ردّ الشيخ المظفّر1 في مبحث « استلزام الأمر للإرادة والنهي للكراهة » في ج ٢ / ٣٧٣ من هذا الكتاب.

٦٩

فمكابرة أخرى كما مرّ(١) ، إذ لا وجه لعدم قبح القبيح منه سبحانه ، وهو أولى من يتنزّه عن فعل القبيح.

وأمّا ما زعمه من الاشتراك في الإلزام ، فقد عرفت جوابه(٢) .

* * *

__________________

(١) راجع ردّ الشيخ المظفّر1 في مبحث « إنّه تعالى لا يفعل القبيح » ، الصفحة ٩ من هذا الجزء.

(٢) راجع الصفحة ٢٥ من هذا الجزء.

٧٠

قال المصنّف ـ طاب ثراه ـ(١) :

ومنها : كون العاصي مطيعا بعصيانه ، حيث أوجد مراد الله تعالى وفعل وفق مراده.

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٩٥.

٧١

وقال الفضل(١) :

جوابه : إنّ المطيع من أطاع الأمر ، والأمر غير الإرادة ، فالمريد هو المقدّر للأشياء ومرجّح وجوداتها ، فإذا وقع الخلق على وفق إرادته فلا يقال : إنّ الخلق أطاعوه.

نعم ، إذا أمرهم بشيء فأطاعوه يكونون مطيعين.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ ١ / ٤٥٢.

٧٢

وأقول :

غير خفيّ أنّ الطاعة منوطة بموافقة الإرادة ، والعصيان بمخالفتها ، لا بموافقة لفظ الأمر ومخالفته

ولذا لو علمت إرادة المولى لشيء ولم يأمر به لمانع وجب إتيانه

ولو علم عدم إرادته مع أمره صورة لم يجب فعله

وإنّما قالوا : الطاعة موافقة الأمر ؛ لأنّه دليل الإرادة ولا تعرف بدونه غالبا ، وحينئذ فيلزم ما ذكره المصنّف من كون العاصي مطيعا بعصيانه لموافقته للإرادة التكوينية ، بل هو موافق للأمر التكويني فيكون مطيعا ألبتّة.

قال عزّ من قائل :( فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ ) (١)

وقال تعالى :( إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) (٢) .

* * *

__________________

(١) سورة فصّلت ٤١ : ١١.

(٢) سورة يس ٣٦ : ٨٢.

٧٣

قال المصنّف ـ أعلى الله مقامه ـ(١) :

ومنها : كونه تعالى يأمر بما يكره ؛ لأنّه أمر الكافر بالإيمان وكرهه منه حيث لم يوجد وينهى عمّا يريد ، لأنّه نهاه عن الكفر وأراده منه.

وكلّ من فعل هذا من أشخاص البشر ينسبه كلّ عاقل إلى السفه والحمق ، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا.

فكيف يجوز للعاقل أن ينسب إلى ربّه تعالى ما يتبرّأ هو منه ويتنزّه عنه؟!

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٩٥.

٧٤

وقال الفضل(١) :

قد سبق المنع من أنّ الأمر بخلاف ما يريده يعدّ سفها(٢) ، وإنّما يكون كذلك لو كان الغرض من الأمر منحصرا في إيقاع المأمور به ، وليس كذلك ؛ لأنّ الممتحن لعبده هل يطيعه أم لا؟ قد يأمره ولا يريد منه الفعل.

أمّا أنّ الصادر منه أمر حقيقة ؛ فلأنّه إذا أتى العبد بالفعل يقال : امتثل أمر سيّده.

وأمّا أنّه لا يريد الفعل منه ؛ فلأنّه يحصل مقصوده وهو الامتحان ، أطاع أو عصى ، فلا سفه بالأمر بما لا يريده الآمر.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ ١ / ٤٥٢.

(٢) راجع ردّ الفضل في مبحث « استلزام الأمر للإرادة والنهي للكراهة » في ج ٢ / ٣٧٢ ، وانظر الصفحتين ٦٥ ـ ٦٦ من هذا الجزء.

٧٥

وأقول :

لا يخفى أنّ السفه يحصل بطلب الفعل والأمر به حقيقة مع كراهته في الواقع ، وبالنهي عنه حقيقة مع إرادته واقعا ، كما هو الحاصل في الشرعيّات ، ضرورة مطلوبية مثل الإيمان وعدم الكفر حقيقة.

ولا محلّ لاحتمال أن يكون الطلب لمثل ذلك صوريا لغرض الامتحان أو غيره ، على أنّ الامتحان للعاجز سفه آخر.

ثمّ إنّ كلامه دالّ على ثبوت الغرض لله تعالى ، وهو باطل على قولهم : « إنّ أفعاله تعالى لا تعللّ بالأغراض »(١) !

* * *

__________________

(١) الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٣٥٠ ، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ٢٩٦ ، المواقف : ٣٣١ ، شرح المواقف ٨ / ٢٠٢.

٧٦

قال المصنّف ـ طيّب الله رمسه ـ(١) :

ومنها : مخالفة النصوص القرآنية الشاهدة بأنّه تعالى يكره المعاصي ويريد الطاعات ، كقوله تعالى :( وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ ) (٢)

( كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً ) (٣)

( فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) (٤)

( وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ ) (٥)

إلى غير ذلك من الآيات

فترى لأيّ غرض يخالفون هؤلاء القرآن العزيز وما دلّ العقل عليه؟!

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٩٥.

(٢) سورة غافر ٤٠ : ٣١.

(٣) سورة الإسراء ١٧ : ٣٨.

(٤) سورة الزمر ٣٩ : ٧.

(٥) سورة البقرة ٢ : ٢٠٥.

٧٧

وقال الفضل(١) :

قد يستعمل لفظ الإرادة ويراد به الرضا والاستحسان ، ويقابله الكراهة بمعنى السخط وعدم الرضا ، فقوله تعالى :( وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ ) (٢) ، أريد من الإرادة الرضا ، فسلب الرضا بالظلم عن ذاته المقدّسة ، وهذا عين المذهب.

وأمّا الإرادة بمعنى التقدير والترجيح ، أو مبدأ الترجيح ، فلا تقابلها الكراهة ، وهو معنى آخر.

وسائر النصوص محمولة على الإرادة بمعنى الرضا.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ ١ / ٤٥٤.

(٢) سورة غافر ٤٠ : ٣١.

٧٨

وأقول :

لمّا كان من مذهبه : أنّ الله سبحانه هو الخالق للظلم الواقع في الكون ، المريد له(١) ، وكان ذلك خلافا صريحا للآية الأولى ، التجأ إلى حمل الإرادة فيها على الرضا ، وهو لو سلّم لا ينفعه ؛ لتوقّف الإرادة على الرضا ؛ لأنّه من مقدّماتها ، فإذا نفت الآية رضاه تعالى بالظلم ـ كما زعم ـ استلزم نفي إرادته له ، وهو خلاف مذهبه.

وليت شعري إذا لم يرض سبحانه بالظلم والكفر وكان السيّئ عنده مكروها ولا يحبّ الفساد ، فكيف أرادها وخلقها وهو العالم المختار؟!

وإذا كان يرضى الشكر ، فما المانع له عن إرادته وخلقه وهو المتصرّف فيه كما زعموا؟!

وأمّا قوله : « وسائر النصوص محمولة على الإرادة بمعنى الرضا »

فكلام صادر من غير تروّ ، إذ ليس في بقيّة الآيات التي ذكرها المصنّفرحمه‌الله ما يشتمل على لفظ الإرادة ، ولا يعوزه الجواب إذا كان مبنيا على المغالطة.

* * *

__________________

(١) راجع الصفحة ٦٣ من هذا الجزء.

٧٩

قال المصنّف ـ قدّس الله روحه ـ(١) :

ومنها : مخالفة المحسوس وهو : استناد أفعال العباد إلى تحقّق الداعي وانتفاء الصوارف ؛ لأنّ الطاعات حسنة والمعاصي قبيحة.

وإنّ الحسن جهة دعاء والقبح جهة صرف ، فيثبت لله تعالى في الطاعة دعوى الداعي إليها وانتفاء الصارف عنها.

وفي القبيح ثبوت الصارف وانتفاء الداعي ؛ لأنّه ليس داعي الحاجة لاستغنائه تعالى ، ولا داعي الحكمة لمنافاتها إيّاها ، ولا داعي الجهل لإحاطة علمه به.

فحينئذ يتحقّق ثبوت الداعي إلى الطاعات ، وثبوت الصارف في المعاصي ، فثبت إرادته للأوّل وكراهته للثاني.

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٩٦.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

وقال في آخرها:

أبياتها ألف ومائتان

من بعد سبعين مع الثمان

فرغ منها يوم الجمعة في الثاني والعشرين من المحرم سنة ١٢٧٩ هـ وله بند مشهور في مدح امامنا الهادي وبنيه وآبائهعليهم‌السلام يقول في أوله:

أيها المدلج يطوي مهمه البيد على متن نجيب أحدب الظهر متى جئت ربوع المجد والفخر وشاهدت بيوت العز والنصر فنادي داعيا بالحمد والشكر، وبالتقديس والتهليل والتسبيح والذكر، مرارا خاضعا مستوهبا الاذن من الحجاب ان رمت مزارا فاذا فزت باذن من عطاياهم فقد نلت من السعد وسامرت بني المجد فلجها بخضوع وخشوع صافي القصد تجد لاهوت قدس قد تردى بردة المجد وأثواب عفاف قد غشاها العلم بالزهد أنيطت بلحام الحلم والرشد وخيطت بخيوط الفضل فضلا وقارا بل تجد حبرا تقيا وشهاما هاشميا ورؤوفا فاطميا طاب فرعا ونجارا حاكم الشرع كريم الخلق والطبع حميد الاصل والفرع فذاك الكوكب الهادي الى الحاضر والبادي هو العالم والعامل والعادل والشاكر والحامد والخاضع والطالع سرا وجهارا والد البر الامين العسكري الحسن الدر الثمين الخ.

ولا تزال أسرة آل الفتوني تقطن كربلاء ومنها اليوم الحاج سلمان بن الشيخ مهدي بن الشيخ علي بن الشيخ حسين الفتوني من خدمة المخيم. وان كانت الفيحاء قد خلفت عبر تاريخها الادبي بند ابن الخلفة فان بند ابن الفتوني لا يقل عنه جمالا وروعة.

١٢١

الشيخ ابراهيم قفطان

١٢٧٩

سفه وقوفك بين تلك الارسم

وسؤال رسم دارس مستعجم

يا ربع مالك موحشا من بعد ما

قد كنت للوفاد محشد موسم

أفكلما بالغت في كتم الهوى

غلبتك زفرة حسرة لم تكتم

هلا وفيت بأن قضيت كما وفى

صحب ابن فاطمة بشهر محرم

من كل وضاح الفخار لهاشم

يعزى علا ولآل غالب ينتمي

واذا هم سمعوا الصريخ تواثبوا

( ما بين سافع مهره أو ملجم )

نفر قضوا عطشا ومن ايمانهم

ري العطاش بجنب نهر العلقمي

أسفي على تلك الجسوم تقسمت

بيد الضبا وغدت سهام الاسهم

قد جل بأس ابن النبي لدى الوغى

عن أن يحيط به فم المتكلم

اذ هد ركنهم بكل مهند

وأقام مائلهم بكل مقوم

يغشى الوطيس بباس أروع باسل

متهلل عند اللقا متبسم

ينحو العدى فتفر عنه كأنهم

حمر تنافر من زئير الضيغم

ويسل أبيض في الهياج تخاله

صبحا تبلج تحت ليل مظلم

واذا العداة تنظمت فرسانها

في كل سطر بالأسنة معجم

وافاهم فمحا صحائف خطهم

مسحا بكل مقوم ومصمم

قد كاد يفني جمعهم لولا الذي

قد خط في لوح القضا المحكم

سهم رمى أحشاك يا ابن المصطفى

سهم به كبد الهداية قد رمي

١٢٢

لم أنس زينب وهي تدعو بينهم

يا قوم ما في جمعكم من مسلم

انا بنات المصطفى ووصيه

ومخدرات بني الحطيم وزمزم

ما دار في خلدي مجاذبة العدى

مني رداي ولا جرى بتوهمي

* * *

الشيخ ابراهيم بن الشيخ حسن الرباحي من آل رباح والمشهور بقفطان ولد في النجف سنة ١١٩٩ وتوفي سنة ١٢٧٩ بالنجف عن ثمانين سنة ودفن في الصحن الشريف عند باب الطوسي مع أبيه وأخيه. وآل قفطان من بيوت العلم والفضل القديمة في النجف والمترجم له نشأ في النجف الاشرف وقرأ فيها وهو عالم عامل فاضل كامل أديب شاعر من مشاهير شعراء عصره ومن تلامذة الشيخ جعفر صاحب كاشف الغطاء. وله مراجعات ومطارحات مع شعراء عصره كعبد الباقي العمري وغيره، ومن آثاره ( أقل الواجبات ) في حج التمتع ذكر فيه انه اختصره من مناسك شيخه المؤتمن الشيخ محمد حسن يعني مؤلف ( الجواهر ) ثم عرضه على شيخه الانصاري فكتب على هامشه ما هو طبق فتاواه وجعل رمزه ( تضى )، ومن تصانيفه أيضا رسالة توجد بخطه عند الخطيب الشيخ طاهر السماوي ألفها في اثبات حلية المتعة جوابا عن سؤالات بعض العامة ودفعا لشبهاته كتبها بأمر شيخه مؤلف ( الجواهر ) وفرغ منها في ١٥ صفر ١٢٦٤.

قال الشيخ آغا بزرك الطهراني في الجزء الثاني من ( طبقات أعلام الشيعة ) ويأتي ذكر أبيه الشيخ حسن واخوته: الشيخ

١٢٣

احمد والشيخ محمد والشيخ علي والشيخ مهدي والشيخ حسين. أقول وللشيخ ابراهيم قصائد في رثاء الحسينعليه‌السلام مثبتة في المخطوط الذي كتبته بخطي والمسمى بـ ( سوانح الافكار في منتخب الاشعار ) منها قصيدة أولها:

أنيخت لهم عند الطفوف ركاب

وناداهم داعي القضا فأجابوا

وأخرى مطلعها:

هي كربلا فاسفح دموعك فيها

ان لم يكن ودق الحيا يسقيها

١٢٤

عبد الباقي العمري

وفاته ١٢٧٩

ومما قاله عبد الباقي العمري الموصلي البغدادي من ملحمته الشهيرة:

طه أبو الغر الميامين الذي

كني فيهم وبهم تلقبا

علة ايجاد السموات ومن

فيهن والارض ومن فيها ربى

على البراق لا نجى مثله

ولا نبي مرسل قد ركبا

سرى بجسمه مع الروح الى

أقصى معارج المعالي رتبا

أدناه منه ربه حتى غدا

من قاب قوسين اليه أقربا

قرب بعيد الفوز لم يدركه من

أنجد أو أتهم عنه معربا

الا الذي لو كشف الغطاء لم

يزدد يقينا عنده منه نبا

وباب هاتيك المدينة التي

بها كتاب النشأتين بوبا

أبوالحواميم ومن في هل أتى

آثر في طعامه من سغبا

أبى اله الخلق أن يكون من

سواه للغر الميامين أبا

جعلت حبي وموالاتي لهم

وعرض مدحي لنجاتي سببا

سفن النجا معاقل للالتجا

تلوح شرعا وتبدو هضبا

جربتهم لقمع كل معضل

من سقم قد أعجز المطببا

١٢٥

( فقل لمن أعيا الطبيب داؤه

خل الطيب واسأل المجربا

عترة أشرف النبيين الاولى

طابوا نجارا وتزكوا حسبا

فكانت الزهرا كما كان لها

كفوا كريما ونجيا منجبا

زوجها فوق السموات به

من جل عن صاحبة أن يصحبا

سيدة النسا لها الكسا مع

النبي والوصي وابنيها حبا

أم الحسين السبط من بجده

مثل أبيه خطة الضيم أبى

حتى جرى بكربلاء ما جرى

وسال حتى بلغ السيل الزبى

ومادت الارض ومادت السما

وانهالت الاطواد فيه كثبا

يوم به الزهراء قد تصعدت

أنفاسها ودمعها تصوبا

صدوه عن ماء الفرات صاديا

فاختار من حوض أبيه مشربا

ماذا يقولون غدا لجده

عذرا اذا عاتبهم وانبا

كان أبوه سيدا كجده

للانبيا والاوصيا قد نصبا

ذبح عظيم أبعد الرحمن عن

رحمته الذي به تقربا

ثغر شريف طالما قبله

أبو الميامين النبي المجتبى

سل الدعي ابن زياد الذي

الى أبي أبي يزيد نسبا

والمصطفى وابنته وصهره

لمن غدوا جدا وأما وأبا

واحربا يا آل حرب منكم

يا آل حرب منكم واحربا

لا عبد شمسكم يساوي هاشما

كلا ولا أمية المطلبا

لكم ومنكم وعليكم وبكم

ما لو شرحناه فضحنا الكتبا

يزيد غيظي كلما ذكرتهم

فألعن الذي لها قد شعبا

الى يزيد دون ابليس اذا

ما ذكر اللعن انتمى وانتسبا

١٢٦

نقطع في تكفيره اذ صح ما

قد قال للغراب لما نعبا

خلافة قد أرجعوها بعده

ملكا عضوضا فلهذا استكلبا

وقتل عمار بصفين لنا

أبان من بغى ومن قد غصبا

وأغروا الغر أبا موسى على

خلع علي القدر لما خطبا

خلع به لبس وفي جلبابه

قد فاز في دنياه من تجلببا

وليلة الهرير قد تكشفت

عن سوأة ابن العاص لما غلبا

فحاد عنه مغضبا حيدرة

وعف والعفو شعار النجبا

ولو يشا ركب فيه زجه

تركيب مزجي كمعدي كربا

* * *

عبد الباقي الفاروقي العمري

هو ابن سليمان بن احمد العمري الفاروقي الموصلي المتوفى ١٢٧٩ شاعر مؤرخ ولد بالموصل سنة ١٢٠٤ هـ ١٧٩٠ م وولي على الموصل ثم ولي ببغداد أعمالا حكومية، وتوفي ببغداد سنة ١٢٧٩ هـ ١٨٦٢ م له ديوان شعر يسمى بـ ( الترياق الفاروقي ) ونزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر، ونزهة الدنيا، مخطوط ترجم فيه بعض رجال الموصل من معاصريه و ( الباقيات الصالحات ) قصائد في مدح أهل البيت و ( أهله الافكار في مغاني الابتكار ) من شعره، وعنى بشرح جملة من قصائده جماعة من العلماء والادباء منهم العلامة أبو الثناء الالوسي وطبعت مستقلة عن الديوان في ايران والهند والعراق، وللعمري مكانة مرموقة في الاوساط العراقية أدبية وسياسية واجتماعية، وفي منن الرحمن لمؤلقه الشيخ جعفر النقدي ان عبد الباقي ينتهي نسبه بستة

١٢٧

وثلاثين واسطة الى عمر بن الخطاب وكان من أفاضل أدباء بغداد في عصره، ولد سنة ١٢٠٤ وتوفي ١٢٧٨ هـ وقد أرخوا وفاته بهذا البيت:

بلسان يوحد الله أرخ

ذاق كاس المنون عبد الباقي

انتهى.

وله القصيدة العينية في مدح أميرالمؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام التي يقول في أولها:

أنت العلي الذي فوق العلى رفعا

ببطن مكة وسط البيت اذ وضعا

وانت حيدرة الغاب الذي أسد

البرج السماوي عنه خاسئا رجعا

وأنت باب تعالى شأن حارسه

بغير راحة روح القدس ما قرعا

شرحها العلامة الالوسي، وذكر الشيخ محمود شكري الالوسي في كتابه ( المسك الاذفر ) انه توفي ليلة الاثنين سلخ جمادى الاولى ١٢٧٨ هـ وقد سقط قبل موته بليلة في الساعة السادسة من ليلة الاحد من ( طارمة ) حرمه وكان قد خرج للتوضؤ لصلاة العشاء. ودفن بباب ( الازج ) ببغداد قرب قبة الجيلي. وكانت ولادته سنة ١٢٠٣ هـ.

كتب عنه الدكتور محمد مهدي البصير في كتابه ( نهضة العراق الادبية في القرن التاسع عشر ) وجاء بكثير من نوادره وروائعه.

١٢٨

فمن شعره كما في ديوانه:

قضى نحبه في يوم عاشور من غدت

عليه العقول العشر تلطم بالعشر

قضى نحبه في نينوى وبها ثوى

فعطر منها الكائنات ثرى القبر

قضى نحبه في الطف من فوقه طفا

نجيع كسا الآفاق بالحلل الحمر

قضى نحبه من راح للحرب خائضا

ببحر دم فانصب بحر على بحر

قضى نحبه والبيض تكتب أحرفا

بها نطقت في الطعن ألسنة السحر

قضى نحبه والشمس فوق جبينه

تحرر بالانوار سورة والفجر

قضى نحبه والكون يدمي بنانه

ويخدش منه الوجه بالسن والظفر

قضى نحبه والحور محدقه به

كما أحدقت في بدرها هالة البدر

قضى نحبه والدين أصبح بعده

الى الله يشكو ما عراه من الضر

قضى نحبه طود به طار نعشه

الى الملأ الاعلى بأجنحة النسر

قضى نحبه من للقوارير قد وقى

وما قد وقتها آل صخر من الكسر

قضى نحبه من يتبع الظيم بالظما

ويجرع في الهيجاء مرا على مر

قضى نحبه روح الوجود وسره

ومرقده في كربلا موضع السر

قضى نحبه والامر لله وحده

بما تقتضيه الحكم من عالم الامر

قضى نحبه ريحانة المصطفى التي

تفوح ليوم النشر طيبة النشر

قضى نحبه ابن الانزع البطل الذي

أذاق الردى عمرا وأعرض عن عمر(١)

__________________

١ - أراد بعمرو الاولى عمرو بن عبد ود العامري يوم الخندق، وأراد بالثانية عمرو بن العاص الذي كشف عن سوئته يوم صفين حذرا من أمير المؤمنين علي (ع) لما أراد قتله.

١٢٩

قضى نحبه ابن الطهر سيدة النسا

سليلة فخر الكائنات أبي الغر

قضى نحبه الوتر الحسين فمن قضى

بمأتمه نحبا قضى واجب الوتر

قضى نحبه الفرد الذي هو خامس

لاهل كسامنه اكتسى الفخربالفخر

قضى نحبه والثغر يفتر باسما

بوجه المنايا وهي فاغرة الثغر

قضى نحبه ابن الصنو حيدر من غدا

أبوه حريا في أخى اشدد به أزرى

قضى نحبه في جنة الخلد ثاويا

ومتكأ فيها على رفرف خضر

قضى نحبه أزكى السلام عليه ما

تكرر في أنداء مأتمه شعرى

ويقول عبد الباقي في مدح الرسول الاعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله :

تخيرك الله من آدم

ولولاك آدم لم يخلق

بجبهته كنت نورا تضيء

كما ضاء تاج على مفرق

لذلك ابليس لما أبى

سجودا له بعد طرد شقى

ومع نوح اذ كنت في فلكه

نجا وبمن فيه لم يغرق

وخلل نورك صلب الخليل

فبات وبالنار لم يحرق

ومنك التقلب في الساجدين

به الذكر أفصح بالمنطق

بمثلك أرحامها الطاهرات

من النطف الغر لم تعلق

سواك مع الرسل في ايلياء

مع الروح والجسم لم يلتقى

فجئت من الله في أخذه

لك العهد منهم على موثق

وفي الحشر للحمد ذاك اللواء

على غير رأسك لم يخفق

وعن غرض القرب منك السهام

لدى قاب قوسين لم تمرق

لقد رمقت بك عين العماء

وفي غير نورك لم ترمق

١٣٠

فكنت لمرآتها زئبقا

وصفو المرايا من الزئبق

فلولاك لا نظم هذا الوجود

من العدم المحض في مطبق

ولا شم رائحة للوجود

وجود بعرنين مستنشق

ولولاك طفل مواليده

بحجر العناصر لم يعبق

ولولاك رتق السموات والارا

ضي لك الله لم يفتق

ولولاك ما رفعت فوقنا

يد الله فسطاط استبرق

ولا نثرت كف ذات البروج

دنانير في لوحها الازرق

ولا طاف من فوق موج السماء

هلال تقوس كالزورق

ولولاك ما كللت وجنة البسيطة

أيدي الحيا المغدق

ولا كست السحب طفل النبات

من اللؤلؤ الرطب في بخنق

ولا أختال نبت ربي في قبا

ولا راح يرفل في قرطق

ولولاك غصن نقا المكرمات

وحق أياديك لم يورق

ولولاك سوق عكاظ الحفاظ

على حوزة الدين لم تنفق

وسبع السماوات أجرامها

لغير عروجك لم تخرق

ولولاك مثعنجر بالعصا

لموسى بن عمران لم يفلق

وأسرى بك الله حتى طرقت

طرائق بالوهم لم تطرق

ورقاك مولاك بعد النزول

على رفرف حف بالنمرق

فيا لاحقا قط لم يسبق

ويا سابقا قط لم يلحق

تصوبت من صاعد هابطا

الى صلب كل تقي نقي

فكان هبوطك عين الصعود

فلا زلت منحدرا ترتقي

ومن شعر عبدالباقي العمري:

ان الاثير على تقادم عهده

بغدوة ورواحه المتعدد

ما كرر الاعوام في دورانه

وبدوره الايام لم تتجدد

١٣١

الا ليشهد عشر كل محرم

بالطف مأتم آل بيت محمد

وقال أيضا في شهر المحرم مخمسا لهذه الابيات:

قد سل نصل محرم من غمده

يفري قلوب الطاهرات بحده

كيف التجلد والعزا من بعده

ان الاثير على تقادم عهده

بغدوه ورواحه المتعدد

لما رأى بالعين من حدثانه

رأس الحسين بدا برأس سنانه

والشلو منه مقطعا بطعانه

ما كرر الاعوام في دورانه

وبدوره الايام لم تتجدد

ودموعه من عينه لم تسجم

وبكاؤه من رعده لم يصرم

ولهيبه من برقه لم يضرم

الا ليشهد عشر كل محرم

بالطف مأتم آل بيت محمد

وقال عبدالباقي العمري - رواها الالوسي في شرح القصيدة العينية:

يا عاذل الصب في بكاه

بالله ساعفه في بكائك

فانه ما بكى وحيدا

على بني المصطفى أولئك

بل انما قد بكت عليهم

الجن والانس والملائك

وقال:

لا تلمني ان قلت للعين سحى

بدموع على الحسين وجودي

كل من في الوجود يبكي على من

جده كان علة للوجود

١٣٢

وقال:

لي كل يوم عويل

على الحسين ومأتم

عليه حزني طويل

أتم عمري وما تم

وقال:

نحن أناس اذا ما

قد حل شهر المحرم

فكل شيء علينا

سوى البكاء محرم

وقال في هلال المحرم متذكرا ما حل فيه من قتل أهل بيت النبي (ع):

هل المحر فاستهل بعبرة

طرفى على فقدان أشرف عترة

فتيقظت مني لواعج حسرة

وتنبهت ذات الجناح بسحرة

في الواديين فنبهت أشواقي

أخذت تردد بالغناء على فنن

وأخذت أنشدها رثاء ذوي المحن

فبكت معي فقد الحسين أخي الحسن

ورقاء قد أخذت فنون الحزن عن

يعقوب والالحان عن اسحاق

هي لم تكن ببني النبي مصابة

مثلي لتندب بالطفوف عصابة

اني اتخذت رثا الحسين مثابة

أنى تباريني جوى وصبابة

وكأبة وأسى وفيض مآق

وعلى شهيد الطف حشو ضمائري

كمد أحاط بباطني وبظاهري

أو تدرك الورقاء كنه سرائري

وانا الذي أملي الهوى من خاطري

وهي التي تملي من الاوراق

١٣٣

وقال وقد وقف على شاطيء الفرات متذكرا ما جرى على أبناء الرسول:

بعدا لشطك يا فرات فمر لا

تحلو فانك لا هني ولا مري

أيسوغ لي منك الورود وعنك قد

صدر الامام سليل ساقي الكوثر

وقال عند أول وقفة وقفها على أعتاب باب حضرة أبي تراب:

يا أبا الاوصياء أنت لطاها

صهره وابن عمه وأخوه

ان لله في معانيك سرا

أكثر العالمين ما علموه

أنت ثاني الآباء في منتهى الدور

وآباؤه تعد بنوه

خلق الله آدما من تراب

فهو ابن له وأنت أبوه

وقال في مدح الامام النازلة في رفعة قدره آية ويطعمون الطعام:

وسائل هل أتى نص بحق علي

أجبته هل أتى نص بحق علي

فظنني اذ غدا مني الجواب له

عين السؤال صدى من صفحة الجبل

وما درى لادرى جدا ولا هزلا

اني بذاك أردت الجد بالهزل

وقال عندما جرت به السفينة في الفرات بقصد زيارة قبر أمير المؤمنين ويعسوب الدين في النجف الاشرف:

بنا من بنات الماء للكوفة الغرا

سبوح سرت ليلا فسبحان من أسرى

تمد جناحا من قوادمه الصبا

تروم بأكناف الغري لها وكرا

جرت فجرى كل الى خير موقف

يقول لعينيه قفا نبك من ذكرى

١٣٤

وكم غمرة خضنا اليه وانما

يخوض عباب البحر من يطلب الدرا

تؤم ضريحا ما الضراح وان علا

بأرفع منه لا وساكنه قدرا

حوى المرتضى سيف القضا أسد الشرى

علي الذرا بل زوج فاطمة الزهرا

مقام علي كرم الله وجهه

مقام علي رد عين العلا حسرا

وقال وهو سائر ليلا من كربلاء المقدسة للنجف الاشرف:

وليلة حاولنا زيارة حيدر

وبدر دجاها مختف تحت أستار

بأدلاجنا ضل الطريق دليلنا

ومن ضل يستهدي بشعلة أنوار

فلما تجلت قبة المرتضى لنا

وجدنا الهدى منها على النور لا النار

وقال يصف الصندوق العلوي والقفص الذي يمثل ضريح الامامعليه‌السلام :

الا ان صندوقا أحاط بحيدر

وذي العرش قد أربى الى حضرة القدس

فان لم يكن لله كرسي عرشه

فان الذي في ضمنه آية الكرسي

ومن قوله في أهل البيتعليهم‌السلام :

أهل العبا كم لهم أياد

فاضت على الكون من يديهم

فما احتوينا وما اقتنينا

وما لدينا فمن لديهم

وحق من قال ( ربنا ابعث

فيهم رسولا يتلو عليهم )

اني اليهم أحن شوقا

أحن شوقا اني اليهم

١٣٥

وقال:

يا آل من ملأ الجهات مفاخرا

وأتى بكم للكائنات مظاهرا

وهم الذي لكم يعد نظائرا

ان الوجود وان تعدد ظاهرا

وحياتكم ما فيه الا انتموا

أو ما درى اذ راح يعلن بالندا

ان الذي هو غيركم رجع الصدا

فوجدكم سر الخليقة أحمدا

أنتم حقيقة كل موجود بدا

وجميع ما في الكائنات توهم

وقال متضمنا آية ( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم ):

على جميع البرايا

أهل العبا قل تعالوا

وخصصوا بمزايا

من بعضها ( قل تعالوا )

وقال:

وجدكم يا آل احمد انني

أعد لكم حمدي ومدحي من الجد

ومثلي يراعي منه اذ شاب مفرق

بحمدكم سميته شيبة الحمد

وقال:

لا تعجبوا ان نثرت من كلمي

في نعت أبناء حيدر دررا

لأنني يوم زرت حضرته

ومنه قبلت بالشفاه ثرى

حشا فمي جوهرا ففهت به

منتظما تارة ومنتثرا

وقال:

أنا في نعت سيد الرسل طاها

وعلي القدر الرفيع العماد

١٣٦

والحسين الشهيد بعد أخيه

الحسن السبط والفتى السجاد

وابنه باقر العلوم مع الصادق

والكاظم العميم الايادي

وعلي الرضا وقدوة أهل الارض

بحر العطا الامام الجواد

وعلي النقي والعسكري المنتقى

والمهدي غوث العباد

يسكت الدهر ان نطقت ويصغي

ملقيا سمعه الى انشادي

وقال - وقد وقف بحضرة الامام موسى الكاظمعليه‌السلام :

أيا بن النبي المصطفى وابن صنوه

علي ويابن الطهر سيدة النسا

لئن كان موسى قد تقدس في طوى

فأنت الذي واديه فيه تقدسا

وقال مرتجلا وقد وقف تجاه المرقد عائذا بأبي الرضا لائذا بجد الجواد:

نحن اذا ما عم خطب أو دجا

كرب وخفنا نكبة من حاسد

لذنا بموسى الكاظم بن جعفر

الصادق بن الباقر بن الساجد

ابن الحسين بن علي بن أبي

طالب بن شيبة المحامد

١٣٧

الشيخ حسين قفطان

المتوفى بعد سنة ١٢٨٠

الشيخ حسين ابن الشيخ علي بن نجم الملقب بـ قفطان السعدي القفطاني توفي بعد سنة ١٢٨٠ بالنجف ودفن في الصحن الشريف في جهة باب الطوسي وقد تجاوز التسعين. كان شاعرا وله قصائد في رثاء الحسينعليه‌السلام . انتهى عن الاعيان للسيد الامين.

أقول والاسرة مشهورة بالعلم والادب والشعر وجودة الخط يتوارثونه خلفا عن سلف ولا عجب اذا برع في الشعر فالبيئة تحتم عليه ذلك أما شيخنا الشيخ آغا بزرك الطهراني فقد ذكر في ( الكرام البررة ) ان الشيخ حسين توفي في حياة والده الشيخ علي وذلك في حدود ١٢٥٥ هـ.

وقال: توجد بعض أشعاره في مجموعة السيد يوسف بن محمد العلوي الحسيني المكتوبة ١٣٠٢ رايتها في مكتبة الملك بطهران.

مرت بهذا الجزء ترجمة أخيه الشيخ حسن وابن أخيه الشيخ ابراهيم وطائفة من أشعارهم.

١٣٨

الشيخ موسى محي الدين

المتوفى ١٢٨١

وقف على قبر الحسينعليه‌السلام وقال:

أسبط المصطفى المختار يا من

به في كل ما أرجو نجاحي

وحقك لم يكن بحماك مثلي

فتى والاك مقصوص الجناح

أرشني يا بن فاطمة فاني

هزارك في النواحي بالنواح

* * *

الشيخ موسى ابن الشيخ شريف يوسف بن محمد بن يوسف آل محي الدين الحارثي الهمداني العاملي، وتعرف أسرتهم قديما بآل أبي جامع، وهو جدهم. لقب بذلك لانه بنى جامعا في ( جبع ) من لبنان في القرن العاشر واستوطنوا النجف منذ ثلاثة قرون أو أكثر، ونبغ منهم عشرات الرجال من العلماء والادباء ومن مشاهيرهم في القرن الماضي الشيخ موسى المذكور وكان يختص بالشاعر عبدالباقي العمري وقد تكرر ذكره في ديوانه المطبوع كما كان يختص بالشاعر الشيخ عباس الملا علي وكانت وفاة الشيخ موسى سنة ١٢٨١ هـ وله ديوان شعر جمعه البحاثة الشيخ محمد السماوي بخطه وأضاف اليه ديوان ابن عمه الشيخ عبد الحسين محي الدين وجعلهما في مجلد واحد وشاعرنا المترجم له

١٣٩

من شيوخ الادب في عصره وفرسان حلبات الادب. وساق السيد الامين في الاعيان نسبه الى أبي جامع الحارثي الهمداني فقال: الشيخ موسى ابن الشيخ شريف بن محمد بن يوسف بن جعفر بن علي بن حسن بن محي الدين بن عبد اللطيف بن علي بن احمد ابن أبي جامع الحارثي الهمداني العاملي النجفي. من أهل القرن الثالث عشر الهجري ذكره الشيخ جواد آل محي الدين العاملي النجفي في ملحق أمل الامل فقال: كان فاضلا كاملا أديبا شاعرا كاتبا ماهرا له ديوان شعر وقد خمس القصيدة المشهورة المقصورة لابن دريد وحولها الى مدح الحسنين وأبيهما أميرالمؤمنينعليهم‌السلام . ذكرها السيد الامين وذكر جملة من شعره في مدح الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر.

وجاء في ( الحصون المنيعة ) ج ٢ ص ٥٦٥: كان فاضلا كاملا، أديبا شاعرا كاتبا ماهرا له ديوان شعر. وقد خمس القصيدة الدريدية، ومدحه الشيخ عباس الملا علي البغدادي بقصيدة عند قدومه من سفر، مطلعها:

تجلى فصير ليلي نهارا

هلال على غصن بان أنارا

كما راسله عبد الباقي العمري بقوله:

قف بالمطي اذا جئت العشي الى

أرض الغري على باب الوصي علي

وزر وصل وسلم وابك وادع وسل

به لك الخير يا موسى الكليم ولي

وذكره السماوي في ( الطليعة ) بما يقارب هذا، كما ذكره

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328