أدب الطف الجزء ٧

أدب الطف17%

أدب الطف مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 328

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 328 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 118382 / تحميل: 8959
الحجم الحجم الحجم
أدب الطف

أدب الطف الجزء ٧

مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

العالم بالشيء اللطيف ، كالبعوضة وخلقه إياها(73) . وأنّه لا يدرك ولا يحدّ ، وفلان لطيف في أمره إذا كان متعمقاً متلطفاً لا يدرك أمره ، وليس معناه أنه تعالى صغر ودقّ.

وقال الهروي(74) في الغريبين(75) : اللطيف من أسمائه تعالى وهو الرفيق بعباده يقال : لطف له يلطف إذا رفق به ، ولطف الله بك أي : أوصل إليك مرادك برفق ، واللطيف منه ، فأما لطف يلطف فمعناه صغر ودقّ.

الخبير :

هو العالم بكنه الشيء المطلع على حقيقته ، والخبر : العلم ، ولي بكذا خبر أي : علم ، واختبرت كذا ، بلوته.

الحليم :

ذو الحلم والصفح والأناة ، وهو : الذي يشاهد معصية العصاة ويرى مخالفة الأمر ثم لا يسارع إلى الانتقام مع غاية قدرته ، ولا يستحق الصافح مع العجز اسم الحلم ، إنما الحليم هو الصفوح مع القدرة.

* * *

__________________

رياض العلماء 5 : 119 ، الكنى والألقاب 1 : 212 ، تنقيح المقال 3 : 154.

(73) التوحيد : 194 حديث 7 باختلاف.

(74) أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي ، أخذ عن أبي زيد الأنصاري وأبي عبيدة معمر بن المثنى وأبي محمد اليزيدي وغيرهم ، له عدّة مصنّفات ، منها : غريب القرآن ـ منتزع من عدّة كتب ، جاء فيه بالآثار وأسانيدها وتفاسير الصحابة والتابعين والفقهاء ـ وغريب الحديث ، وهو منتزع أيضاً من عدة كتب مع ذكر الأسانيد ، وصنف المسند على حدته ، وأحاديث كل رجل من الصحابة والتابعين على حدته ، مات سنة ( 223 ه‍ ) وقيل غير ذلك.

تاريخ بغداد 12 : 403 ، معجم الاُدباء 16 : 254 ، وفيات الأعيان 4 : 60.

(75) المراد من المغريبين : غريب القرآن مخطوط ، وغريب الحديث مطبوع ولم أجده فيه.

٤١

العظيم :

قال الشهيد : هو الذي لا تحيط بكنهه العقول(76) .

وقال البادرائي : هو ذو العظمة والجلال ، أي : عظيم الشأن جليل القدر ، دون العظم الذي هو من نعوت الأحسام.

وقيل : إنّه تعالى سمي العظيم ، لأنّه الخالق للخلق العظيم ، كما أنّ معنى اللطيف هو الخالق للخلق اللطيف.

العفوّ :

هو المحّاء للذنوب ، وهو فعول من العفو ، وهو : الصفح عن الذنب وترك مجازاة المسيء. وقيل : هو مأخوذ من عفت الريح الأثر إذا درسته ومحته.

الغفور :

الذي تكثر منه المغفرة ، أي : يغفر الذنوب ويتجاوز عن العقوبة ، واشتقاقه من الغفر وهو الستر والتغطية ، وسمي المغفر به لستره الرأس.

وفي العفوّ مبالغة أعظم من الغفور ، لأن ستر الشيء قد يحصل مع بقاء أصله ، بخلاف المحو ، فإنه إزالة رأساً وجملة. ويقال : ما فيهم غفيرة ، أي : لا يغفرون ذنباً لأحد.

الشكور :

الذي يشكر اليسير من الطاعة ، ويثيب عليه الكثير من الثواب ، ويعطي الجزيل من النعمة ، ويرضى باليسير من الشكر ، قال تعالى :( إنّ ربّنا لغفور

__________________

(76) القواعد والفوائد : 2 : 168.

٤٢

شكور ) (77) وهما اسمان مبنيّان للمبالغة.

ولما كان تعالى مجازياً للمطيع على طاعته بجزيل ثوابه ، جعل مجازاته شكراً لهم على سبيل المجاز ، كما سمّيت المكافأة شكراً.

العليّ :

الذي لا رتبة فوق رتبته ، أو المنزّه عن صفات المخلوقين ، وقد يكون بمعنى العالي فوق خلقه بالقدرة عليهم(78) .

الكبير :

ذو الكبرياء(79) في كمال الذات والصفات ، وهو الموصوف بالجلال وكبر الشأن. ويقال : هو الذي كبر عن شبه المخلوقين ، وصغر دون جلاله كلّ كبير. وقيل : الكبير : السيد ، ويقال لكبير القوم سيدهم.

الحفيظ :

الحافظ لدوام الموجودات والمزيل تضاد العنصريات بحفظها عن الفساد ، فهو تعالى يحفظ السماوات والأرض وما بينهما ، ويحفظ عبده من المهالك

__________________

(77) فاطر 35 : 34.

(78) في هامش (ر) : « والفرق بين العلي والرفيع : أن العلي قد يكون بمعنى الاقتدار وبمعنى علوّ المكان ، والرفيع من رفع المكان لا غير ، ولذلك لا يوصف سبحانه بأنه رفيع القدر والشأن ، ذكر ذلك الكفعمي : إبراهيم بن علي الجبعي عفى الله تعالى عنه ، في كتابه جُنّة الأمان الواقية وجّنة الإيمان الباقية. منهرحمه‌الله ».

اُنظر : جنّة الأمان الواقعية ـ المصباح ـ : 324 ، وفيه : « والرفيع من رفع المكان لا غير ، ولذلك لا يوصف تعالى به ، بلى يوصف بأنه رفيع القدر والشأن » وما في نسخة (ر) هو الصحيح.

(79) في هامش (ر) : « الكبرياء : العظمة والسلطان ، والكبرياء أيضاً : الملك ، لأنّه أكبر ما يطلب من اُمور الدنيا ، والأصل أن الكبرياء : استحقاق صفة الكبر في أعلى المراتب ، والملوك موصوفون بالكبر ، قاله المطرزي. منهرحمه‌الله ».

٤٣

والمعاطب.

قال بعضهم : الحفيظ وضع للمبالغة ، فتفسيره بالحافظ فيه هظم لذلك الاسم.

المقيت :

المقتدر ، وأقات على الشيء : اقتدر عليه.

قال :

وذي ضغن كففت النفس عنه

وكنت على مساءته مقيتا

والمقيت : معطي القوت ، والمقيت : الحافظ للشيء والشاهد عليه ، والمقيت : الموقوف على الشيء.

قال :

إليَّ الفضل أم عليَّ إذا

حوسبت إني على الحساب مقيتُ

أي : إنّي على الحساب موقوف ، والمعاني الأربع الاُول كلّها صادقة عليه تعالى ، بخلاف الخامس.

الحسيب :

الكافي ، وهو فعيل بمعنى مفعل كأليم بمعنى مؤلم ، من قولهم أحسَبَني أي : أعطاني ما كفاني ، وحسبك درهم أي : كفاك ، ومنه :( حسبكَ اللهُ ومن اتبعك ) (80) أي : هو كافيك.

والحسيب : المحاسب أيضاً ، ومنه قوله تعالى :( كفى بنفسكَ اليومَ عليكَ حسيباً ) (81) أي : محاسباً. والحسيب أيضاً : المحصي والعالم.

__________________

اُنظر : المغرب 2 : 140 ، وفيه : « وكبرياء الله : عظمته » ولم ترد العبارة بأكملها.

(80) الأنفال 8 : 64.

(81) الاسراء 17 : 14.

٤٤

الجليل :

الموصوف بصفات الجلال ، من الغنى والملك والقدرة والعلم والتقدّس عن النقائص ، فهو : الجليل الذي يصغر دونه كلّ جليل ، ويتضع معه كل رفيع.

الكريم :

في اللغة الكثير الخير ، والعرب تسمّي الشيء الذي يدوم نفعه ويسهل تناوله كريماً ، ومن كرمه تعالى : أنه يبتدئ بالنعمة من غير استحقاق ، ويغفر الذنب ويعفو عن المسيء.

وقيل : الكريم الجواد المفضل ، يقال : رجل كريم أي : جواد. وقيل : هو العزيز ، كقولهم : فلان أكرم من فلان ، أي : اعزّ منه ، وقوله تعالى :( إنهُ لقرآنٌ كريمُ ) (82) أي : عزيز.

الرقيب :

الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء ، ومنه قوله تعالى :( ما يلفظُ من قولٍ إلاّ لديه رقيب ) (83) معناه أي : حافظ ، والعتيد : المهيّأ الحاضر.

وقال الشهيد : الرقيب : الحفيظ العليم(84) .

المجيب :

هو الذي يجيب المضطرّ ويغيث الملهوف إذا دعياه.

* * *

__________________

(82) الواقعة 56 : 77.

(83) ق 50 : 18.

(84) القواعد والفوائد 2 : 168 ـ 169.

٤٥

القريب :

هو المجيب ، ومنه :( اُجيبُ دعوة الداعِ ) (85) أي : قربت من دعائه ، وقد يكون بمعنى العالم بوساوس القلوب لا حجاب بينها وبينه تعالى ولا مسافة ، ومنه :( ونحنُ أقربُ إليه من حبلِ الوريدِ ) (86) .

الواسع :

الغني الذي وسع غناه مفاقر عباده ، ووسع رزقه جميع خلقه ، والسعة في كلام العرب : الغنى ، ومنه :( لينفق ذو سعةٍ من سعتهِ ) (87) وقيل : هو المحيط بعلم كلّ شيء ، ومنه :( وسعَ كلَّ شيءٍ علماً ) (88) .

وفي كتاب منتهى السّؤول : الواسع مشتق من السعة ، والسعة تضاف تارة إلى العلم إذا اتسع وأحاط بالمعلومات الكثيرة ، وتضاف اُخرى إلى الإحسان وبسط النعم ، وكيف ما قدّر وعلى أي شيء نزّل ، فالواسع المطلق هو الله تعالى ، لأنّه إن نظر إلى علمه فلا ساحل لبحره ، بل تنفد البحار لو كانت مداداً لكلماته ، وإن نظر إلى إحسانه ونعمه فلا نهاية لها ، وكل نعمة تكون من غيره وإن عظمت فهي متناهية ، فهو أحقّ بإطلاق اسم السعة عليه.

الغني :

هو الذي استغنى عن الخلق وهم إليه محتاجون ، فلا تعلق له لغيره لا في ذاته ولا في شيء من صفاته ، بل يكون منزّهاً عن العلاقة مع الغير ، فمن تعلقت

__________________

(85) البقرة 2 : 186.

(86) ق 50 : 16.

(87) الطلاق 65 : 7.

(88) طه 20 : 98.

٤٦

ذاته أو صفاته بأمر خارج عن ذاته يتوقف في وجوده أو كماله عليه ، فهو محتاج إلى ذلك الأمر ، ولا يتصور ذلك في الله تعالى.

المغني :

الذي جبر مفاقر الخلق وأغناهم عمن سواه بواسع الرزق.

الحكيم(89) :

هو المحكم خلق الأشياء ، والإحكام هو : اتقان التدبير وحسن التصوير والتقدير. وقيل : الحكم العادل ، والحكمة لغة : العلم ، ومنه :( يؤتي الحكمة من يشاءُ ) (90) والحكيم أيضاً : الذي لا يفعل قبيحاً ولا يخلّ بواجب ، والذي يضع الأشياء مواضعها.

الودود :

الذي يودّ عباده ، أي : يرضى عنهم ويقبل أعمالهم ، مأخوذ من الودّ وهو المحبة. أو يكون بمعنى : أن يودّهم إلى خلقه ، ومنه :( سيجعلُ لهمُ الرحمنُ ودّاً ) (91) أي : محبته في قلوب العباد. أو يكون فعول هذا بمعنى مفعول ، كمهيب بمعنى مهيوب ، يريد : أنه مودود في قلوب أوليائه بما ساق إليهم من المعارف وأظهر لهم من الألطاف.

__________________

(89) في هامش (ر) : « الحكيم يحتمل أمرين ، الأول : أنه تعالى بمعنى العالم [ لأن العالم ] بالشيء يسمّى حكيماً ، فعلى هذا يكون من صفات الذات ، مثل العالم ، ويوصف بهما فيما لم يزل. الثاني : أن معناه المحكم لأفعاله ، ويكون فعيل بمعنى مفعل ، وعلى هذا يكون من صفات الأفعال ، ومعناه : أن أفعاله سبحانه كلّها حكمة وصواب ، ولا يوصف بذلك فيما لم يزل ، وعن ابن عباس : العليم الذي كمل في علمه ، و [ الحكيم ] الذي كمل في حكمته ، قاله الطبرسي في مجمعه. منهرحمه‌الله ».

اُنظر : مجمع البيان 1 : 78 ، باختلاف وزيادة أدخلنا بعضها في المتن بين معقوفتين.

(90) البقرة 2 : 269.

(91) مريم 19 : 96.

٤٧

المجيد الماجد :

بمعنى ، والمجد : الكرم ، قاله الجوهري(92) . والمجيد : الواسع الكرم ، ورجل ماجد إذا كان سخياً واسع العطاء.

وقيل : هو الكريم العزيز ، ومنه قوله تعالى :( بل هو قرآن مجيد ) (93) أي : كريم عزيز.

وقيل : معنى مجيد أي : ممجد ، أي : مجّده خلقه وعظموه ، قال ابن فهد في عدته(94) .

وقال الهروي في قوله تعالى :( ق والقرآن المجيد ) (95) والمجد في كلامهم : الشرف الواسع ، ورجل ماجد : مفضال كثير الخير ، ومجدت الإبل : إذا وقعت في مرعى كثير واسع.

وقال الشهيد : المجيد هو الشريف ذاته الجميل فعاله ، قال : والماجد مبالغة في المجد(96) .

الباعث :

محيي الخلق في النشأة الاُخرى وباعثهم للحساب.

الشهيد :

الذي لا يغيب عنه شيء ، وقد يكون الشهيد بمعنى العليم ، ومنه :( شهدَ

__________________

(92) الصحاح 2 : 536 ، مجد.

(93) البروج 85 : 21.

(94) عدّة الداعي : 309.

(95) ق 50 : 1.

(96) القواعد والفوائد 2 : 169.

٤٨

الله أنّه لا إله إلاّ هو ) (97) أي : علم.

الحقّ :

هو المتحقّق وجوده وكونه ، وكل شيء تحقق وجوده وكونه فهو حقّ ، ومنه :( الحاقّةُ ما الحاقةُ ) (98) أي : الكائنة حقاً لا شك في كونها ، وقولهم : الجنة حقّ أي : كائنة ، وكذلك النار.

الوكيل :

هو الكافي ، أو الموكول إليه جميع الاُمور.

وقيل : هو الكفيل بأرزاق العباد والقائم بمصالحهم ، ومنه :( حسبنا الله ونعمَ الوكيلُ ) (99) أي : نعم الكفيل باُمورنا القائم بها. وقد يكون بمعنى المعتمد والملجأ ، والتوكّل : الاعتماد والالتجاء.

القويّ :

القادر ، من قوي على الشيء إذا قدر عليه ، أو الذي لا يستولي عليه العجز والضعف في حال من الأحوال ، وقد يكون معناه : التامّ القوة.

المتين :

هو الشديد القوة الذي لا يعتريه وهن ، ولا يمسّه لغوب ، ولا يلحقه في أفعاله مشقة.

* * *

__________________

(97) آل عمران 3 : 18.

(98) الحاقة 69 : 1 ـ 2.

(99) آل عمران 3 : 173.

٤٩

الوليّ :

هو المستأثر بنصر عباده المؤمنين ، ومنه :( الله مولى الذين آمنوا وأنّ الكافرينَ لا مولى لهم ) (100) أي : لا ناصر لهم. أو يكون بمعنى : المتولّي للأمر القائم به(101) .

المولى :

قد قيل فيه ما مرّ من المعنيين المتقدمين في الولي. أو يكون بمعنى الأولى ، ومنه قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ألست أولى منكم بأنفسكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه(102) . أي : من كنت أولى منه بنفسه فعلي أولى منه بنفسه ، وقوله تعالى :( مأواكُم النارُ هي مولاكمُ ) (103) أي : أولى بكم.

الحميد :

هو المحمود الذي استحقّ الحمد بفعاله في السرّاء والضرّاء والشدّة والرخاء.

__________________

(100) محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم 47 : 1.

(101) في هامش (ر) : « ووليّ الطفل : هو الذي يتولّى إصلاح شأنه ( والله وليّ المؤمنين [ 3 : 68 ] ) لأنّه المتولّي لإصلاح شؤونهم في الدارين ، وفي الحديث : أيّما امرأة نكحت بغير إذن مولاها ، وروي وليّها ، قال الفراء : المولى والولي واحد ، وقوله : ( أنت وليّي في الدنيا والآخرة [ 12 : 101 ] ) أي : المتولّي أمري والقائم به ، والولي والوالي والمولى والمتولّي : الناصر ، و ( أولياء الشيطان [ 4 : 76 ] ) أنصاره ، وقوله : ( ومن يتولّهم منكم [ 5 : 51 و9 : 23 ] ) أي : من يتبعهم وينصرهم. منهرحمه‌الله ».

(102) هذا الحديث من الأحاديث المتواترة عند المسلمين كافة. اُنظر ترجمة الإمام علي ـعليه‌السلام ـ من تاريخ دمشق 2 : 5 ، والبحار 37 : 108 ، وإحقاق الحق 4 : 36 ، وكتاب الغدير للعلاّمة الأميني وغيرها.

(103) الحديد 57 : 15.

٥٠

المحصي :

الذي أحصى كلّ شيء بعلمه ، فلا يعزب عنه مثقال ذرة.

المبدئ المعيد :

فالمبدئ الذي أبدأ الأشياء اختراعاً وأوجدها.

والمعيد الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات ، ثم يعيدهم بعد الممات إلى الحياة ، لقوله تعالى :( وكنتم أمواتاً فأحياكم ثمَّ يميتكم ثُمّ يُحييكم ثمَّ إليهِ تُرجعونَ ) (104) ولقوله :( هو يبدئ ويعيدُ ) (105) .

المحيي المميت :

فالمحيي هو : الذي يحيي النطفة الميتة فيخرج منها النسمة الحية ، ويحيي الأجسام بإعادة الأرواح إليها للبعث.

والمميت : هو الذي يميت الأحياء ، تمدّح سبحانه بالإماتة كما تمدّح بالإحياء ، ليعلم أنّ الإحياء والإماتة من قبله.

الحيّ :

هو الذي لم يزل موجوداً وبالحياة موصوفاً ، لم يحدث له الموت بعد الحياة ولا العكس ، قاله البادرائي.

وفي منتهى السؤول : أنه الفعّال المدرك ، حتّى أن ما لا فعل له ولا إدراك فهو ميّت ، وأقل درجات الإدراك أن يشعر المدرك نفسه ، فالحيّ الكامل هو الذي تندرج جميع المدركات تحت إدراكه ، حتى لا يشذّ عن علمه مدرك ولا

__________________

(104) البقرة 2 : 28.

(105) البروج 85 : 13.

٥١

عن فعله مخلوق ، وكلّ ذلك لله تعالى ، فالحيّ المطلق هو الله تعالى.

القيّوم :

هو القائم الدائم بلا زوال بذاته ، وبه قيام كلّ موجود في إيجاده وتدبيره وحفظه ، ومنه قوله :( أفمن هو قائم على كلّ نفس بما كسبت ) (106) أي : يقوم بأرزاقهم وآجالهم وأعمالهم. وقيل : هو القيم على كل شيء بالرعاية له.

ومثله : القيّام ، وهما من فيعول وفيعال ، من قمت بالشيء إذا توليته بنفسك وأصلحته ودبرته ، وقالوا : ما فيها ديّور ولا ديّار(107) .

وفي الصحاح : أن عمر(108) قرأ : الحي القيّام ، قال وهو لغة(109) .

الواجد :

أي : الغني ، مأخوذ من الجدّ ، وهو : الغنى والحظ في الرزق ، ومنه قولهم في الدعاء : ولا ينفع ذا الجدّ منك الجد ، أي : من كان ذا غنى وبخت في الدنيا لم ينفعه ذلك عندك في الآخرة ، إنّما ينفعه الطاعة والإيمان ، بدليل :( يوم لا ينفع مالٌ ولا بنونَ ) (110) .

أو يكون مأخوذاً من الجدة ، وهي : السعة في المال والمقدرة ، ورجل واجد أي : غني بين الوجد والجدة ، وافتقر بعد وجد ، ووجد بعد فقر ، وقوله تعالى :( أسكنوهنَّ من حيثُ سكنتمُ من وجدكم ) (111) أي : سعتكم ومقدرتكم.

__________________

(106) الرعد 13 : 33.

(107) اُنظر : عدة الداعي : 308.

(108) أبو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح ، روى عن النبي وعن أبي بكر وأبي بن كعب ، روى عنه أولاده وغيرهم ، قتل سنة ( 23 ه‍ ).

طبقات الفقهاء 19 ، اسد الغابة 4 : 52 ، تهذيب التهذيب 7 : 438.

(109) الصحاح 5 : 2018 ، قوم. وقال الزمخشري في الكشّاف 1 : 384 : « وقرئ القيام والقيم ».

(110) الشعراء 26 : 88.

(111) الطلاق 65 : 6.

٥٢

وقد يكون الواجد : هو الذي لا يعوزه شيء ، والذي لا يحول بينه وبين مراده حائل من الوجود.

الواحد الأحد :

هما دالان على معنى الوحدانية وعدم التجزي.

قيل : والأحد والواحد بمعنى واحد ، وهو : الفرد الذي لا ينبعث من شيء ولا يتّحد بشيء.

و قيل : الفرق بينهما من وجوه :

أ ـ أنّ الواحد يدخل الحساب ، ويجوز أن يجعل له ثانياً ، لأنه لا يستوعب جنسه ، بخلاف الأحد ، ألا ترى أنك لو قلت : فلان لا يقاومه واحد من الناس ، جاز أن يقاومه اثنان ، ولو قلت : لا يقاومه أحد ، لم يجز أن يقاومه أكثر ، فهو أبلغ ، قاله الطبرسي(112) .

قلت : لأنّ أحداً نفي عام للمذكر والمؤنث والواحد والجماعة ، قال تعالى :( لستنَّ كأحدٍ من النساء ) (113) ولم يقل كواحدة ، لما ذكرناه.

ب : قال الأزهري(114) : الفرق بينهما أن الأحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد ، والواحد اسم لمفتتح العدد.

ج : قال الشهيد : الواحد يقتضي نفي الشريك بالنسبة إلى الذات ، والأحد يقتضي نفي الشريك بالنسبة إلى الصفات(115) .

__________________

(112) مجمع البيان 5 : 564 باختلاف.

(113) الأحزاب 33 : 32.

(114) أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة بن نوح الأزهري الهروي ، أحد الأئمة في اللغة والأدب ، روى عن أبي الفضل محمد بن أبي جعفر المنذري عن ثعلب وغيره ، له عدّة مصنّفات ، منها : تفسير أسماء الله عزّ وجلّ ، والظاهر أن الكفعمي نقل قول الأزهري من هذا الكتاب ، مات سنة ( 370 ه‍ ).

وفيات الأعيان 4 : 334 ، معجم الاُدباء 17 : 164 ، أعلام الزركلي 5 : 311.

(115) القواعد والفوائد 2 : 171 ، وفيه : « وقيل الفرق بينهما : أن الواحد هو المنفرد بالذات لا يشابهه

٥٣

د : قال صاحب العدة : إن الواحد أعم مورداً ، لكونه يطلق على من يعقل وغيره ، ولا يطلق الأحد إلاّ على من يعقل(116) .

الصمد :

السيد الذي يصمد إليه في الحوائج ، أي : يقصد ، وأصل الصمد : القصد.

قال :

ما كنتُ أحسبُ أنّ بيتاً طاهراً

لله في أكنافِ مَكّة يَصمِدُ

وقيل : هو الباقي بعد فناء الخلق.

وعن الحسينعليه‌السلام : الصمد الذي انتهى إليه السؤدد ، والدائم ، والذي لا جوف له ، والذي لا يأكل ولا يشرب ولا ينام(117) .

قال وهب(118) : بعث أهل البصرة إلى الحسينعليه‌السلام يسألونه عن الصمد ، فقال : إنّ الله قد فسّره ، فقال :( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ) (119) لم يخرج منه شيء كثيف كالولد ، ولا لطيف كالنفس ، ولا تنبعث منه البدورات كالنوم والغمّ والرجاء والرغبة والشبع والخوف وأضدادها ، وكذا هو لا يخرج من كثيف كالحيوان والنبات ، ولا لطيف كالبصر وسائر الآلات(120) .

__________________

أحد ، والأحد المتفرد بصفاته الذاتية ، بحيث لا يشاركه فيها أحد ».

(116) عدّة الداعي : 300.

(117) التوحيد : 90 حديث 3 ، مجمع البيان 5 : 565 ، باختلاف.

(118) أبو البختري وهب بن وهب بن عبدالله القرشي ، من الضعفاء ، يروي عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، له عدّة كتب ، منها : الألوية والرايات ، وكتاب مولد أمير المؤمنين ، وكتاب صفات النبي وغيرها.

تنقيح المقال 3 : 281 ، معجم رجال الحديث 19 : 211.

(119) الإخلاص 112 : 3 ـ 4.

(120) التوحيد 91 حديث 5 ، مجمع البيان 5 : 565 ـ 566 ، باختلاف.

٥٤

ابن الحنفية(121) : الصمد هو القائم بنفسه الغني عن غيره(122) .

زين العابدينعليه‌السلام : هو الذي لا شريك له ، ولا يؤوده حفظ شيء ، ولا يعزب عنه شيء(123) .

زيد بن علي(124) : هو الذي( إذا أرادَ شيئاً أن يقول لهُ كُن فيكونُ ) (125) وهو الذي أبدع الأشياء أمثالاً وأضداداً وباينها(126) .

وعن الصادقعليه‌السلام قال : قدم على أبي الباقرعليه‌السلام وفد من فلسطين(127) بمسائل منها الصمد ، فقال : تفسيره فيه ، هو خمسة أحرف :

الألف : دليل على إنّيّته ، وذلك قوله تعالى :( شهد الله أنّه لا إله إلاّ

__________________

(121) أبو القاسم محمد الأكبر بن علي بن أبي طالب ، والحنفية لقب اُمّه خولة بنت جعفر ، كان كثير العلم والورع ، شديد القوة ، وحديث منازعته في الإمامة مع علي بن الحسينعليه‌السلام وإذعانه بإمامته بعد شهادة الحجر له مشهور ، بل في بعضها : وقوعه على قدمي السّجادعليه‌السلام بعد شهادة الحجر له ولم ينازعه بعد ذلك بوجه ، توفي سنة ( 80 ه‍ ) وقيل ( 81 ه‍ ).

الطبقات الكبرى 5 : 91 ، وفيات الأعيان 4 : 169 ، تنقيح المقال 3 : 115.

(122) التوحيد : 90 ، مجمع البيان 5 : 565.

(123) التوحيد : 90 ، مجمع البيان 5 : 565.

(124) أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، من أصحاب السجاد والباقر ، اتفق علماء الإسلام على جلالته وثقته وورعه وعلمه وفضله ، وقد روي في ذلك أخبار كثيرة ، حتى عقد ابن بابويه في العيون باباً لذلك ، وأنّ خروجه ـ طلباً بثارات الحسين ـ كان بإذن الإمامعليه‌السلام ، واعتقد كثير من الشيعة فيه الإمامة ولم يكن يريدها لمعرفته باستحقاق أخيه لها ، استشهد مظلوماً سنة ( 120 ه‍ ) وقيل : ( 121 ه‍ ) ولمّا بلغ خبر استشهاده أبا عبداللهعليه‌السلام حزن له حزناً شديداً عظيماً حتى بان عليه.

تنقيح المقال 3 : 467 ، معجم رجال الحديث 7 : 345.

(125) يس 36 : 82.

(126) التوحيد : 90 حديث 4 ، مجمع البيان 5 : 565.

(127) بالكسر ثم الفتح وسكون السين ، آخر كور الشام من ناحية مصر ، قصبتها البيت المقدّس ، ومن مشهور مدنها عسقلان والرملة وغزة.

معجم البلدان 4 : 274.

٥٥

هو ) (128) .

واللام : تنبيه على إلهيّته. وهما مدغمان لا يظهران ولا يسمعان ، بل يكتبان ، فإدغامهما دليل لطفه ، والله تعالى لا يقع في وصف لسان ولا يقرع الأذان ، فإذا فكّر العبد في إنّيّة الباري تعالى تحيّر ولم يخطر له شيء يتصوّر ، مثل لام الصمد لم تقع في حاسة ، وإذا نظر في نفسه لم يرها ، فإذا فكّر في أنّه الخالق للأشياء ظهر له ما خفي ، كنظره إلى اللام المكتوبة.

والصاد : دليل صدقة في كلامه ، وأمره بالصدق لعباده.

والميم : دليل ملكه الذي لا يحول ، وأنه ملك لا يزول.

والدال : دليل دوامه المتعالي عن الزوال(129) .

القدير القادر :

بمعنى ، غير أن القدير مبالغة في القادر(130) ، وهو الموجد للشيء اختياراً من غير عجز ولا فتور.

__________________

(128) آل عمران 3 : 18.

(129) التوحيد 90 ـ 92 حديث 5 ، مجمع البيان 5 : 566 ، باختلاف.

(130) في هامش (ر) : « والقدير [ الذي ] قدرته لا تتناهي ، فهو أبلغ من القادر ، ولهذا لا يوصف به غير الله تعالى ، والقدرة هي التمكن من إيجاد الشيء ، وقيل : قدرة الإنسان : هيئة يتمكن بها من الفعل ، وقدرة الله تعالى : عبارة عن نفي العجز عنه ، والقادر : هو الذي إن شاء فعل وإن شاء ترك ، والقدير : الفعّال لما يشاء على ما يشاء ، واشتقاق القدرة من القدر ، لأنّ القادر يوقع الفعل على مقدار ما تقتضيه مشيّته ، وفيه دليل على أن مقدور العبد مقدور لله تعالى ، لأنه شيء وكلّ شيء مقدور له تعالى ، قاله البيضاوي في تفسيره. وقال الطبرسي ـ قدّس الله سرّه ـ في كتابه مجمع البيان في قوله تعالى :( إنّ الله على كلّ شيءٍ قدير [ 2 : 20 ]) إنّه عام ، فهو قادر على الأشياء كلّها على ثلاثة أوجه : على المعدومات بأن يوجدها ، وعلى الموجودات بأن ينفيها ، وعلى مقدور غيره بأن يقدر عليه ويمنع منه ، وقيل : هو خاص في مقدوراته دون مقدور غيره ، فإن مقدوراً واحداً بين قادرين لا يمكن ، لأنّه يؤدّي إلى أن يكون الشيء الواحد موجوداً معدوماً في حالة واحدة ، ولفظة كلّ قد تستعمل في غير العموم ، نحو قوله تعالى :( تدمّر كل شيء بأمر ربّها [ 46 :25 ]) يعني : تهلك كلّ شيء مرّت به من الناس والدواب والأنعام ، لا من غيرهم. منهرحمه‌الله ».

اُنظر : أنوا ر التنزيل وأسرار التأويل 1 : 30 ـ 31 باختلاف ، مجمع البيان 1 : 59 باختلاف.

٥٦

وفي منتهى السَّؤول : القادر هو الذي إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل ، وليس من شرطه أن يشاء(131) ، لأنّ الله قادر على إقامة القيامة الآن ، لأنّه لو شاء أقمها وإن كان لا يقيمها الآن ، لأنّه لم يشأ إقامتها الآن ، لما جرى في سابق علمه من تقدير أجلها ووقتها ، فذلك لا يقدح في القدرة ، والقادر المطلق هو الذي يخترع كلّ موجود اختراعاً يتفرد به ، ويستغني فيه عن معاونة غيره ، وهو الله تعالى.

المقتدر :

هو التام القدرة الذي لا يطاق الامتناع عن مراده ولا الخروج عن إصداره وإيراده.

وقال الشهيد : المقتدر أبلغ من القادر لاقتضائه الإطلاق ، ولا يوصف بالقدرة المطلقة غير الله تعالى(132) .

المقدّم المؤخّر :

هو المنزّل الأشياء منازلها ، ومرتّبها في التكوين والتصوير والأزمنة على ما تقتضيه الحكمة ، فيقدّم منها ما يشاء ويؤخّر ما يشاء.

الأول الآخر :

فالأول هو : الذي لا شيء قبله ، الكائن قبل وجود الأشياء.

والآخر : الباقي بعد فناء الخلق بلا انتهاء ، كما أنه الأول بلا ابتداء ، وليس معنى الآخر ما له الانتهاء ، كما ليس معنى الأول ما له الابتداء.

* * *

__________________

(131) في هامش (ر) : « أي : ليس القدرة مشروطة بأن يشاء ، حتى إذا لم يكن يشاء لم يكن قادراً ، بل هو جلّت عظمته قادر مطلقاً من غير اعتبار المشيّة وعدمها. منهرحمه‌الله ».

(132) القواعد والفوائد 2 : 172.

٥٧

الظاهر الباطن :

فالظاهر أي : بحججه الظاهرة وبراهينه الباهرة الدالة على ثبوت ربوبيته وصحة وحدانيته ، فلا موجود إلاّ وهو يشهد بوجوده ، ولا مخترع إلاّ وهو يعرب عن توحيده.

وفي كلّ شيء له آية

تدلّ على أنّه واحــدُ

وقد يكون الظاهر بمعنى : العالي ، ومنه قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنت الظاهر فليس فوقك شيء.

وقد يكون بمعنى : الغالب ، ومنه قوله تعالى :( فأيّدنا الّذين آمنوا على عدوّهم فأصبحوا ظاهرين ) (133) .

والباطن : المتحجب عن إدراك الأبصار وتلوث الخواطر والأفكار ، وقد يكون بمعنى : البطون وهو الخبر ، وبطنت الأمر عرفت باطنه ، وبطانة الرجل : وليجته الذين يطلعهم على سرّه.

والمعنى : أنه عالم بسرائر القلوب والمطلع على ما بطن من الغيوب.

الضارّ النافع :

أي : يملك الضر والنفع ، فيضرّ من يشاء وينفع من يشاء.

وقال الشهيد : معناهما أنه تعالى خالق(134) ما يضرّ وينفع(135) .

المقسط :

هو العادل في حكمه الذي لا يجور ، والسقط بالكسر : العدل ، ومنه قوله

__________________

(133)الصف 61 : 14.

(134) في المصدر : أي خالق.

(135) القواعد والفوائد 2 : 173.

٥٨

تعالى :( قائماً بالقسط ) (136) وقوله :( ذلكم أقسط ) (137) أي : أعدل.

وأقسط : إذا عدل ، وقسط بغير ألف : إذ جار ، ومنه :( وأما القاسطون فكانوا لجهنّمّ حطباً ) (138) .

الجامع :

الذي يجمع الخلائق ليوم القيامة ، أو الجامع للمتباينات والمؤلف بين المتضادات ، أو الجامع لأوصاف الحمد والثناء ، ويقال : الجامع الذي قد جمع الفضائل وحوى المكارم والمآثر.

البرّ :

بفتح الباء ، وهو : العطوف على العباد ، الذي عمّ برّه جميع خلقه : ببرّه المحسن بتضعيف الثواب ، والمسيء بالعفو عن العقاب وبقبول التوبة. وقد يكون بمعنى الصادق ، ومنه : برّ في يمينه ، أي : صدق.

وبكسر الباء ، قال الهروي : هو الاتساع والأحسان والزيادة ، ومنه سمّيت البريّة لاتساعها ، وقوله :( لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا ممّا تحبّون ) (139) البر : الجنّة.

قال الجوهري : والبرّ بالكسر خلاف العقوق ، وبررت والدي بالكسر أي : اطعته ، ومن كسر باء البرّ في اسمه تعالى فقد وهم(140) .

قال الحريري(141) في كتابه درة الغواص : وقولهم برّ والدك وشمّ يدك

__________________

(136) آل عمران 3 : 18.

(137) البقرة 2 : 282.

(138) الجنّ 72 : 15.

(139) آل عمران 3 : 92.

(140) الصحاح 2 : 588 برر ، باختلاف.

(141) أبو محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري ، قرأ الأدب على أبي القاسم الفضل بن

٥٩

وهمٌ ، والصواب فتح الباء والشين(142) ، لأنهما مفتوحان في قولك : يبرّ ويشمّ ، وعقد هذا الباب : أن حركة أول فعل الأمر من [ جنس ](143) حركة ثاني الفعل المضارع إذا كان متحركاً ، فتفتح الباء في قولك : برّ أباك ، لانفتاحها في قولك : يبرّ ، وتضمّ الميم في قولك : مدّ الحبل ، لانضمامها في قولك : يمدّ ، وتكسر الخاء في قولك : خف في العمل ، لانكسارها في قولك : يخف(144) (145) .

* * *

__________________

محمد القصباني ، له عدّة مصنّفات ، منها : درّة الغواص في أوهام الخواصّ ، وهو عبارة عن ذكر الأوهام التي وقعت لبعض الأعلام مع ذكر ما هو الصواب لها ، مات سنة ( 516 ه‍ ).

المنتظم 9 : 241 ، معجم الاُدباء 16 : 261 ، وفيات الأعيان 4 : 63 ، النجوم الزاهرة 5 : 225.

(142) في المصدر : « ويقولون للمأمور بالبرّ والشمّ : بِرّ والدك بكسر الباء ، وشُمّ يدك بضمّ الشين ، والصواب أن يفتحهما جميعاً ».

(143) زيادة من المصدر.

(144) درّة الغواصّ في أوهام الخواصّ : 22.

(145) في هامش (ر) : « قلت : الفعل المضاعف الذي ماضيه فعل ـ نحو : ردّ وشدّ وعفّ وكلّ ـ إن كان متعدياً مضارعه يأتي على يفعل بالضم نحو يرّد ويشدّ ، وإن كان غير متعدّ فمضارعه يأتي على يفعل بالكسر نحو يعفّ ويكلّ. وما جاء على فعل ـ سواء كان متعدياً أو غير متعدّ ، فالمتعدي نحو شممته وعضضته ، وغير المتعدي نحو ظللت وبللت ـ فالمضارع منها يفعل بالفتح ، نحو : يشمّ ويعضّ ويلجّ ويظلّ ويبلّ ، وربما قالوا يبل بالكسر ، جعلوه من قبيل حسب يحسب ، ولا يأتي من هذا فعل بالضم ، قال سيبويه : لأنهم يستثقلون فعل والتضعيف. وقد يشتبه فعل يفعل هنا ، ألا ترى أنك تقول : حرّ يومنا وحرّ المملوك ، فلفظهما سواء ، وتقول في مستقبل حرّ يومنا : يحر بالفتح حراراً. وتقول : قرّ بالمكان يقر بالكسر قراراً ، وإن عنيت به قرة العين عند السرور بالشيء قلت : قرّ به عيناً يَقرّ ـ بالفتح ـ قرّة. وأما الألفاظ المشتركة من يفعل بالضم ويفعل بالكسر ، فمنها : جدّ إن عنيت به القطع كان متعديا ، فتقول : جدّ الشيء يجدّه جداً فهو جادّ والأمر منه جدُ بالضم ، وإن عنيت به جدّ في الأمر إذا اجتهد كان لازماً ، فتقول : جدّ يجدّ بالكسر والأمر منه جد بالكسر. ومنها : فرّ إن عنيت به الكشف عن سنّ الدابة كان متعدياً ، فتقول : فرّ عن الدابة يفرّ بالضم فراً ، وفرّ عن الغلام إذا نظر إلى ما عنده من العلم وإن عنيت به الهرب والفرار كان لازماً ، فتقول : فرّ مني زيد يفرّ بالكسر فراراً. ومنها : صرّ إن عنيت به الشدّ كان متعدياً ، فتقول : صرّ الصرة يصرها بالضم صراً والصرة مصرور ، وإن عنيت به الصوت كان لازماً ، فتقول : صرّ الجندب أو الباب يصرّ صريراً والأمر صر بالكسر والنهي لا تصر ، ملخص من كتاب شرح الملوكي ، وكتاب عبد الواحد بن زكريا. منهرحمه‌الله ».

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

الشيخ علي الناصر

المتوفى ١٣٠٠

هو الشيخ علي بن ناصر بن حسن بن صالح بن فليح بن حسن بن الحاج كنيهر السلومي المتولد في كربلاء سنة ١٢٥٠ هـ والمتوفى بها سنة ١٣٠٠ هـ درس مبادئ العلوم العربية وولع بالشعر، ترجم له صاحب الاعيان وذكره العلامة السماوي في منظومته المسماة بـ ( مجالي اللطف بأرض الطف ) فقال:

وكالفتى علي بن الناصر

والشاعر الساكن أرض الحائر

فكم له في السبط من قصيدة

منوطة بفضله فريده

وذكره البحاثة الشيخ آغا بزرك الطهراني في ( الذريعة ) بقوله: وديوان الاعور الحائري هو الشيخ علي بن ناصر الشهير بالاعور المتوفى حدود ١٣٠٠ يقرب من ألفي بيت في مواضيع شتى، مدح السيد احمد الرشتى ورثاه بجملة قصائد أشار الى بعضها صديقنا الاديب سلمان الطعمة، وذكر له قصيدة عن شهداء كربلاء وموقفهم يوم العاشر من المحرم أولها:

وكم من أبي من سراة محمد

أسيرا سرى من فوق أعجف عاريا

٢٨١

الشيخ محسن الخضري

المتوفى ١٣٠٢

من شعره في الحسين (ع):

ملكتم بني سفيان في الارض أشهرا

فأبكيتم عين الفواطم أعصرا

أفخرا على قوم أبوه استرقكم

لدى الروع اذ كنتم اذل وأحقرا

فأطلق عفوا والطليق أبوكم

فأهون به اذ ذاك عبدا تحررا

تعدون أقصى الفخر فخر أبيكم

فهلا عددتم يوم صفين مفخرا

وهلا استطالت يوم بدر رماحكم

قصرن ويوم الفتح قد كن أقصرا

فيا لشهيد مثلت فيه هندكم

فجاءت بمالا تعرف الناس منكرا

بغيض رسول الله اذ هي نظمت

قلادتها أنفا وشنفا وبنصرا(١)

وما مر في الايام أغيظ موقف

كموقفه اذ ساءه ذاك منظرا

سننتم بني صخر بن حرب قطيعة

لها كاد صم الصخر أن يتفطرا

فما كان منكم عتبة ووليده

كحمزتهم لا في قراع ولا قرى

لان شمخت بالطف عوج انوفكم

فبا لجدع قد كانت أحق وأجدرا

فقل لابن هند حين ثوب شامتا

بأهليه ان كانوا أعق وأكفرا

أفخرا بيوم الطف اذ هم عصابة

حشدتم عليها ما خلا الجن عسكرا

__________________

١ - الشنف: ما يعلق في الاذن. والبنصر، بكسر الباء والصاد: الاصبع بين الوسطى والخنصر. يشير الى تمثيل هند بنت عتبة بجسد الحمزة عم النبي

٢٨٢

سلوا ذلك الجيش اللهام تشله

ميامين يتلونا الكتاب المطهرا(١)

يشلونه ضربا وطعنا وصرخة

تذكرهم في يوم صفين حيدرا

فما نازلوهم في الكفاح وانما

يسيلون جري السيل عدوا اذا جرى

فمنها الذي جلى على ( ابن حوية )

بزبرته عن ساعديه مشمرا(٢)

فما كلت الهيجاء الا أعادها

أغر اذا ما استقبل الجيش غبرا

اذا اقتحم الصف المقدم لفه

بآخر من خلف الصفوف تأخرا

ويطعن وخزا في الصدور بأسمر

من الخط يمحو للكتيبة أسطرا

وصاح بهم والموت أهون صيحة

فخيل مليك الرعد في الجوز مجرا

وخاض غمار العلقمي جواده

يهلل تصهالا وجبريل كبرا

فروى وما أروى غليل فؤاده

فهل كان طعم الماء في فيه ممقرا

وجاء بها مملوءة يستلذها

ويطوي حشى من مائها لن تقطرا

أبا الفضل قبل الفضل أنت وبعده

اليك تسامى الفضل عزا ومفخرا

فواسيت طعانا أباك وصابرا

أخاك ومقطوع الذراعين جعفرا

وزدت عليه اليوم فرقا يشقه

عمود حديد ظل يرديك للثرى

فلا قام للهيجاء سوق حفيظة

تباع بها نفس الكريم وتشترى

* * *

الشيخ محسن الخضري هو ابن الشيخ محمد الخضري المولود سنة ١٢٤٥ والمتوفى سنة ١٣٠٢ هـ ينتهي نسبه الى مالك الاشتر والجناجي الاصل، النجفي المولد والمنشأ والمسكن والمدفن. عالما فاضلا كاملا أديبا لبيبا سريع البديهة في نظم الشعر، درس

__________________

١ - تشله: تطرده.

٢ - ابن حوية أحد القواد عند ابن زياد والموكل اليه أمر شريعة الماء.

٢٨٣

على الشيخ مهدي كاشف الغطاء وعلى الشيخ مرتضى الانصاري والسيد الشيرازي والسيد ميرزا محمد حسن. كتب عنه الدكتور مهدي البصير وانه نظم الشعر وهو ابن اثني عشر عاما، ومن هنا يتبين انه رجل كلام وفقه علاوة على انه رجل أدب، وهذا ديوانه المطبوع بجهود ابن أخيه الاستاذ الشيخ عبد الغني الخضري يجمع الغزل والوصف والرثاء والمديح وغيرها وفيه قصائد عامرة في أهل البيتعليهم‌السلام ، وخصوصا في يوم الحسين سبط رسول الله وجهاده بكربلاء، فواحدة يقول في أولها:

على المازمين حبست الركابا

مذيلا من العين قلبا مذابا

وما أنا ممن شجته الديار

اذا الذاريات كستها الثيابا

بلى ذللت أدمعي نكبة

بها اشتعل الرأس شيبا فشابا

غداة طغى في عراص الطفوف

دم أوجس الكون منه انقلابا

دم حرمت سفكه الصابئون

ولكن أباحته حرب الحرابا

بيوم تألبت الصافنات

تقل الى الروع أسدا غضابا

اذا انبعثت يسبكر القتام

فتنسج للشمس منها نقابا(١)

وفي أخرى أولها:

آلت تهامة أن تجوس خلالها

فحمت عليك سهولها وجبالها

ويأتي الى شهداء الطف فيقول:

متربصين تلاع كل ثنية

كالأسد ترصد في الشرى أشبالها

متسربلين على الحديد بأنفس

أوحى لها الرحمن ما أوحى لها

زهر كأمثال الكواكب في الوغى

مستنهضين زهيرها وهلالها

__________________

١ - يسبكر: يطول ويمتد.

٢٨٤

الشيخ علي سبيتي

المتوفى ١٣٠٣

قال يذكر أبا الفضل العباس بن عليعليهما‌السلام :

ضمائر فيها البين والهم نافث

تهيجها للحادثات حوادث

وقائع في أثنا وقائع لا يعي

لها غابر حتى يوافيه حادث

وأعظمها وقعا لذي اللب في الحشى

اذا ضاع موروث وأعوز وارث

سأرمي بها دوا يضح فجاجه

ولم يمش فيه للسحاب نوافث

اليك أبا الفضل الرضا زمت العلا

حدائجها والامر للامر كارث

أأنساك يوم الطف والخيل تدعي

فينحط عريد ويرعد لاهث

صليت لظاها دونك الشوس تدعي

بأيامها والخطب للخطب عائث

ويوم دعتك الهاشميات والحشى

تلاعب فيه نافخ الحر عابث

ونادى مناديها هل اليوم فارس

عصته العوالي والسيوف النوافث

وكل جسور يولد الموت صوته

اذا صاح لبته المنايا الغوارث

فأخمدت من هيجائها كل مرجل

يقر لك الجمعان انك حارث

ورثت من القوم الذين وصاتهم

اذا أمحل العامان غوث وغائث

ترى حلمهم تحت الظبا غير طائش

وخطوهم بين القنا متماكث

* * *

الشيخ علي السبيتي هو ابن الشيخ محمد بن احمد بن ابراهيم ابن علي بن يوسف العاملي الكفراوي. والكفراوي نسبة الى كفري بفتح الكاف وسكون الفاء بعدها راء مهملة مقصورة - من قرى جبل عامل وعمل صور.

٢٨٥

ولد في كفرى في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة ١٢٣٦ وتوفي بها ليلة الجمعة مستهل رجب سنة ١٣٠٣، عالم فاضل ثقة ثبت صالح زاهد، نحوي بياني لغوي، شاعر كاتب مؤرخ، مصارح بالحق غير مداهن. قال السيد الامين في الاعيان ج ٤٢ / ١٩ رأيناه فشاهدنا فيه الزهد والتقوى والصلاح والمجاهرة بالحق وكان حسن النادرة ظريف المعاشرة، قرأ على علماء جبل عامل وكان مشهورا بعلم اللغة والبيان والنحو والتاريخ. ذكره صاحب جواهر الحكم فقال:

كان شيخا ورعا تقيا بارا صدوقا يحب الخير ويفعله الى آخر ما قال. له من المؤلفات ( الجوهر المجرد في شرح قصيدة علي بك الاسعد ). يحتوي على كثير من تاريخ جبل عامل وترجمة جملة من علمائه المتأخرين، سمعنا به ولم نره، وكتاب شرح ميمية أبي فراس، ورسالة في رد فتوى الشيخ نوح الذي حلل فيها دماء الشيعة وأموالهم، وكتاب الكنوز في النحو لم يتم واليواقيت في البيان، وكتاب الرد على البطريرك مكسيموس، ورسالة في الرد على رسالة أبي حيان التوحيدي رواها أبو حامد أحمد بن بشر المروزي عنه كما نقله ابن أبي الحديد في شرح النهج فرغ منها سنة ١٢٧٣ بقرية كفرى، ورسالة في فضل أمير المؤمنين (ع) الى غير ذلك من الرسائل، قال صاحب جواهر الحكم: والجميع نسجت العناكب عليها

أقول وروى السيد له جملة من شعره في الفخر والحماسة وفي مناسبات كانت في زمانه، وقال من قصيدة:

رعى الله أيامنا بالنقى

وليلتنا يوم ذات الاثل

ليالي تحمد ظلماؤها

ويشكر فيها المساء الاصل

ليالي بيض بوصل الحسان

ويومي رطيب بظل أظل

٢٨٦

السيد الكاظم الأمين

المتوفى ١٣٠٣

السيد كاظم الامين بن السيد احمد بن السيد محمد الامين ابن السيد أبي الحسن موسى ولد سنة ١٢٣١ وتوفي في بغداد في ٢٧ ربيع الثاني سنة ١٣٠٣ ونقل الى النجف الاشرف ودفن في حجرة آل كبة في الصحن الشريف قرب باب الطوسي، كان عالما فاضلا حافظا متقنا مؤرخا واحد زمانه في الاحاطة والضبط وحفظ التواريخ والآثار ودقائق العربية وكان شاعرا مطبوعا منشأ بليغا وواعظا زاهدا عابدا، هاجر من جبل عامل الى النجف الاشرف لطلب العلم في حياة والده السيد احمد وكان عمره قريب خمس عشرة سنة مع ابن عمه السيد محسن بن السيد علي بن السيد محمد أمين. وقرأ على الفقيه الشيخ مشكور الحولاوي وتزوج ابنته وبقي مكبا على طلب العلم حتى فاق أقرانه بعلوم كثيرة منها اللغة والتاريخ، وترك بخطه من فرائد التفسير واللغة والتأريخ ودقائقها شيئا كثيرا وجل شعره في المواعظ والنصائح والآداب والحكم والمراسلات، ذكر أكثر شعره صاحب الاعيان. ومن شعره - وهو يشكو من الزمان ويذكر مصائب أهل البيتعليهم‌السلام - ومصيبة الحسين خاصة وقد أرسلها الى ابن عمه السيد محمد الامين:

لعمرك ما للدهر عهد ولا أمن

ولا ذو حجى حر به عيشه يهنو

٢٨٧

وهل من أمان للزمان ووده

وأحداثه في كل يوم لها لون

وكيف يطيب العيش فيها الذي نهى

ترحل عنه الاب والأم والابن

وان امرءا أصلاه ماتا، وفرعه

لميت وان لم يعله الترب واللبن

وهل بعد عد المرء خمسين حجة

من العمر في الدنيا يروق له حسن

وبعد اشتعال الرأس بالشيب ينبغي

بلوغ المنى والعظم قد نابه وهن

فهب انك ناهزت الثمانين سالما

فهل انت الا في تضاعيفها شن

وان نازعتك النفس يوما لشهوة

فقل وهت الاحشاء واستوهن المتن

أتأمل في الدنيا القرار سفاهة

وقد أزف الترحال واقترب الظعن

وأنا بني حواء أغصان روضة

اذا ما ذوى غصن ذوى بعده غصن

وهل نحن الا كالاضاحي تتابعت

أو البدن ما تدري متى يومها البدن

نراع اذا ما طالعتنا جنازة

ونلهو اذا ولت وما جاءنا أمن

كثلة ضأن راعها الذئب رتعا

فلما مضى عادت لمرتعها الضأن

نروح ونغدو في شعوب من المنى

وعين شعوب نحونا أبدا ترنو(١)

نحوم على الدنيا ونبصر بطشها

ونعشو عن الاخرى وهذا هو الغبن

وأعجب شيء وهي ألئم جارة

غدا كل حر وهو عبد لها قن

ولو أننا نخشى المعاد حقيقة

لما اعتادنا غمض ولا ضمنا ركن

ولكننا عن مطلب الخير في عمى

تحول بنا عن نيله ظلل دجن

لنا الوهن والاغفال في طلب التقى

وفي طلب الدنيا لنا الحزم والذهن

وتخدعنا الدنيا ونعلم أنها

بغي لها في كل آونة خدن

ونهوى بها طول المقام جهالة

على أنها في عين أهل النهى سجن

وانا بها كالضعن عرس ليلة

بقفر فلما أسفرت سافر الظعن

وهيهات لا يبقى جواد مؤمل

ولا بطل يخشى بوادره قرن

ولا سوقه من سائق الموت هارب

ولا ملك يوقيه جيش ولا خزن

__________________

١ - شعوب: ضروب والثانية اسم للموت.

٢٨٨

فأين أنو شروان كسرى وقيصر

ومن طوف الدنيا وقامت به المدن

تبين بذي القرنين كم قبله انطوت

قرون وكم من بعده قد مضى قرن

وأين الذين استخلفوا من أمية

ودوخت الدنيا جيوشهم الرعن

وأين بنو العباس تلك ديارهم

بلاقع بالزوراء أرسى بها الدمن

وفي التاج منها عبرة وعجيبة

غداة اليه قوض الابيض الجون

فأحكم أس التاج من شرفاته

وأعلاه من أدناه فأعجب لصما افتنوا

عفا وكأن لم يصطبح فيه مترف

يرنحه من صوت عذب اللمى لحن

وهارون من قصر السلام رمى به ا

لحمام الى أقصى خراسان والبين

وتلك بسامرا مواطنهم غدت

يبابا مغانيها لوحش الفلا وطن

فآكامها للعفر والعصم موئل

وللبوم والغربان آطامها وكن

تخطى اليهم في معاقل عزهم

رسول بأشخاص النفوس له الاذن

فذا هادم اللذات لا تنس ذكره

والا تكن من لا يقام له وزن

منغص شهوات الانام فكم به

قد انطرفت عين وسكت به اذن

فلا يأمن الدنيا امروء فهي أيم

وفي البيض من أنيابها السم مكتن

وما هي الا لجة فلتكن بها

لك الباقيات الصالحات هي السفن

فقصر فما طول الدعاء بنافع

معاشر لا تصغي لداع ولا تدنو

تعودت السوءى وما المرء تاركا

عوائده حتى يواريه الدفن

فكم عظة مرت ولم ننتفع بها

وفي وعظ من لا يرعوي تخرس اللسن

ومن لم يرعه لبه وحياؤه

فليس بموروع وان علت السن

ولله في بعض العباد عناية

فجانبه هين لصاحبه لين

صروف الليالي لا تكدر وده

ولا وجوده يوما يكدره من

حميد السجايا لا يشاكس قومه

ولا هو للساعي اليه بهم اذن

اخو كرم يولي الجميل صديقه

وفي نفسه ان الصديق له المن

٢٨٩

لعمر أبي والناس شتى طباعهم

فمنهن زين والكثير لهم شين

ومن عجب فرخا نقاب الى أب

وأم وفي الاخلاق بينهما بون

وكم من بعيد وده لك صادق

قريب ودان وده شاحط مين

ورب أخ أولاك دهرا صفاءه

فطابت به نفس وقرت به عين

جرى طلقا حتى اذا قيل سابق

تداركه عرق وليس به اين(١)

فبات على رغم المكارم والعلى

يغض على الاقذاء من عينه جفن

ويزعم ان السيل قد بلغ الزبى

لذاك وان قد ثل من عرشه ركن

فيا نائيا والرحل منه قريبة

وذا شرف في القوم أخلاقه خشن

أمثل شقيق المرء يسلى اخاؤه

لك الخير لولا رغبة النفس والضن

ومثل عميد القوم ينسى ظهيره

على المجد وهو الناقد الجهبذ القرن

ويجهل مسعى من أغذ مهاجرا

الى بلد في جوه العلم واليمن

وأشرف دار جنة الخلد صحنها الـ

ـمقدس والفردوس ما ضمه الصحن

ضريح ثوى فيه الوصي، وآدم

ضجيع له والشيخ نوح له ضمن(٢)

وثم ضريح للشهيد بكربلا

ثراه شفاء للورى ولهم أمن

ومشهد موسى والجواد محمد

تنال به الحاجات والنائل الهتن

وللسادة الهادين في سر من رأى

معاهد يستسقى بمن حلها المزن

حضائر قدس جارها في كرامة

من الله ترعاه العناية والصون

أقام بها والصبر ملء اهابه

يقدمه فن ويعلو به فن

ألست ترى يا ابن الاكارم انما

يزينك بين القوم فهو لنا زين

__________________

١ - اعياء وتعب.

٢ - في التأريخ ان الامام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين دفن بالنجف الى جنب النبي آدم والنبي نوح، وفي الزيارة: السلام عليك وعلى ضجيعيك آدم ونوح وعلى جاريك هود وصالح.

٢٩٠

وقد كان لي لو شئت أفسح منزل

بلبنان يثرى بالعقار وما أقنو

لدى معشر تعزى المرؤة والندى

اليهم فمن كعب بن مامة أو معن

وان ضام عاد جارهم غضبوا له

حفاظا وهبوا للنضال ولم يثنوا

من القوم اخدان الوفا لذوي الولا

وحتف العدى ان قيل يوم الوغى ادنوا

يخوضون تتيار المنايا بأنفس

لديها مثار النقع ان غضبت هين

فان ضربوا قدوا وان طعنوا أتوا

بفوها فيها يذهب الزيت والقطن

ولكنني وجهت وجهي الى التي

يشد الى أمثالها الماجد الفطن

ولم أختش الاعسار والله واسع

غناه ولا الحرمان والله لي عون

فيا علما يرجى لكل كريمة

وذا عزمة والوهم يثنيه والظن

نشدتك انظر سفح لبنان راجيا

عطاء مليك كل يوم له شأن

فكم من بيوت للعلى رفعت به

على العلم والاقوام كالعلم لم يجنوا

له مورد عذب المذاقة سائغ

فمشربه للناس مزدحم لزن

وبيتك بيت المجدو العلم والتقى

أحل به منك التهاون والوهن

اما انبعثت من قلبك الشهم نخوة

اليه أما تهفو عليه اما تحنو

على أهل ذاك البيت فليفدح الأسى

وتنهل من عين العلى أدمع هتن

كرام الى غير المكارم ما ثنوا

يدا والى غير الفضائل ما حنوا

سقى الله أرواحا لهم زانها التقى

فراحت وفي أعلى الجنان لهم عدن

وياواحد السادات مجدا وفرع من

له العلم يعزى والرياسة واللسن

وخير ابن عم لا فقدت اعتناءه

كما أنني معنى به واثق طمن

شهدت لان وافاك نعي مهذب

صحيح الهوى ما في دخيلته ضغن

حريص على عز العشيرة كاره

لها الذل أو يودي به الضرب والطعن

٢٩١

قرعت عليه السن منك ندامة

أجل وعلى أمثاله يقرع السن

واشهد ربي ان قولي نصيحة

وما فيه من شيء سوى النصح يعتن

وذلك حق في أخ أو قرابة

علي اذا الوى به خلق خشن

وقد علم الاقوام أني لشانئ

لمن شأنه الازراء في الناس والطعن

على أنني والله لست مبرئا

لامارة بالسوء لي كسبها غبن

لقد وقفت بي من ذنوبي على شفا

فعيني على ما نابني دمعها سخن

فغفرانك اللهم ذنب مقصر

بخدمه من غر الجباه له تعنو

فأسألك الرضوان ربي ونظرة

لرضوان فيها يذهب الغم والحزن

بأسمائك الحسنى أجب وعصابة

بهم قامت الاشياء وانتظم الكون

نبي الهدى والغر من أهل بيته

حمى المتوالي في الاراجيف والحصن

وأعلام حق لو تنور ضوءها

جميع الورى ما ضلت الانس والجن

ولو بذراها لاذت الشمس لم تشن

بخسف ولاوارى سناها ضحى مزن

فأين رسول الله عن أهل بيته

يهجنهم بين الملا معشر هجن

ويعدو عليهم من أمية جحفل

به غص من ذاك الفضا السهل والحزن

وتغدو بأرض الطف ثكلى نساؤهم

وقد هتكت عنها البراقع والسدن

فمن حرة عبرى تلوذ بمثلها

وحسرى تقي عن وجهها اليد والردن

قضوا عطشا بالطف والماء حولهم

الى ورده اكباد صبيتهم ترنو

حمتها العدى ورد الشريعة ويلهم

اما فيهم من بالشريعة مستن

يسومونهم قتلا وأسرا كأنما

لهم بات ثار عند أحمد أو دين

تداعوا لهم في كربلاء وجعجعوا

بهم في العرا بغيا ليملكهم قين

هنالك ألفوا ليث غاب تحوطه

ليوث شرى غاباتها الاسل اللدن

٢٩٢

تشد فينثالون عنها طريدة

وأسد الشرى تشقى بشداتها الاتن

فشبت لهم بالطف نار لدى الضحى

يجلل وجه الافق من نقعها دجن

على حين ما للمرء مرأى ومسمع

من النقع الا البيض تلمع والردن

وحيث فراخ الهام طارت بها الظبا

وظلت سواني نينوى من دم تسنو

وراحت حماة الدين تصطلم العدى

ولم يبرحوا حتى قضى الله أن يفنوا

ولم يبق الا السبط في حومة الوغى

ولا عون الا السيف والذابل اللدن

وأضرمها بالسيف نارا وقودها

جسوم الاعادي والقتام لها عثن(١)

اذا كر فروا مجفلين كأنهم

قطأ راعها باز شديد القوى شثن

فكم بطل منهم براه بضربة

على النحر أو حيث الحيازم والحضن

وكم أورد الخطي فيهم فعله

بجائفة(٢) حيث الجناجن والضبن

قضى وطرا منهم ومذا برم القضا

مضى لم يشن علياه وهن ولا جبن

أرد يدا مني اذا ما ذكرتهم

على كبد حرى وقلب به شجن

اطائب يستسقى الحيا لوجوههم

لعمري وتنهل العيون اذا عنوا

عليهم سلام ما مر ذكرهم

وأحسن في اطرائهم بارع لسن

__________________

١ - هو الدخان.

٢ - الطعنة الواصلة الى الجوف.

٢٩٣

الحاج يوشع البحارنة

المتوفى ١٣٠٣

الحاج يوشع بن حسين البحارنة كان من الاتقياء والاخيار والتجار المرموقين والمشهورين بالورع. وآل البحارنة أسرة كريمة عريقة في الحسب ويوجد اليوم منهم في القطيف والبحرين أفراد لهم مكانتهم المحترمة، والمترجم له هو عقد القلادة، ترجم له الشيخ علي المرهون في ( شعراء القطيف ) وقال: كانت وفاته سنة ١٣٠٣ هـ وذكر له قصيدة مطولة في رثاء سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه ومطلعها:

زارت بليل على جنح من السحر

فأرج الربع منها نفحة العطر

وبعد التغزل على عادة الشعراء يتخلص للحسين (ع) فيقول:

يوم الحسين الذي أبكى السماء دما

والارض حزنا وعين الشمس والقمر

ويختمها بقوله:

سمعا ليوشع مولاكم مهذبة

يحلو على جيدها عقد من الدرر

ألبستها حلة من مدحكم فغدت

تختال حسنا، وقد جاءت على قدر

سميتها الحرة العذرا وقلت لها

ألا اكمدي أنفس الحساد وافتخري

صلى الاله عليكم ما سرى فلك

أو سارت العيس في الابكار والسحر

أو عاقب الليل صبح يستضاء به

وما تغرد قمري على شجر

٢٩٤

الشيخ عبد الرضا الخطي

الشيخ عبدالرضا ابن الشيخ حسن الخطى

من شعراء القرن الثالث عشر

أمنزل الشوق جادت ربعك السحب

وحل رسمك طل ساقط صبب

وناشر فيك للازهار أردية

تهدى السرور وللاحزان تستلب

وزار تربك معتل النسيم سرى

للمسك والعنبر الفياح يصطحب

ما عن ذكرك الا حن لي كبد

مروع ونبار الوجد ملتهب

ولا مررت بقلبي خاطرا أبدا

الا انثنى دمع عيني وهو منسكب

يا منزلا لم أزل أشتاق أربعه

وما له الشوق لو لا الخرد العرب

لولا ظباك لما أصبحت ذا شغف

متيم القلب مضنى شفه الوصب

ضعائن ان سرت حاطت هوادجها

من المغاوير أساد اذا وثبوا

القاطنون بقلبي أينما قطنوا

والذاهبون بصبري أين ما ذهبوا

ما أنصفوا الكمد المضنى ببينهم

ولا رعوا من ذمام الصب ما يجب

أغروا به نائبات الدهر وارتحلوا

وجرعوه ذعاف الهجر واغتربوا

حسب النوائب مني أنني دنف

ضئيل جسم عن الابصار محتجب

أعاتب الدهر لو رقت جوانبه

لعاتب قد براه الوجد والنصب

أين الزمان واسعاف المحب بما

يهوى وكيف ترجى عنده الارب

والدهر حرب لأهل الفضل ما برحت

صروفه تنتحيهم أين ما ذهبوا

أخنى على عترة الهادي ففرقهم

فأصبح الدين يبكيهم وينتحب

آل النبي هداة الخلق من ضربوا

في مفرق المجد بيتا دونه الشهب

٢٩٥

جنب الاله وباب الله والحجج

الهادون أشرف من سارت بها النجب

سحب الندا وربوع الجود ممحلة

أسد الشرى ولظى الهيجاء تلتهب

الوافدون لبيت الله من وفدوا

والضاربون بسيف الله من ضربوا

ما فارقوا الحق في حال وان غضبوا

كأنما مرة في فيهم الضرب

يرون من قربوا مثل الاولى بعدوا

عنهم ومن بعدوا مثل الاولى قربوا

لا ينزل الضيم أرضا ينزلون بها

ولا تمر بها الادناس والريب

يأبى لهم عن ورود الذل ان ظمئوا

أنف حمي وبأس شأنه الغلب

سفن النجا وبحور الغي مترعة

نور الهدى وظلام الجهل منتصب

متوجون بتاج العز ان ذكروا

سمت باسماهم الاعواد والخطب

جلوا فجل مصاب حل ساحتهم

تأتي الكرام على مقدارها النوب

أغرى الضلال بهم أبناه فانتهبوا

جسومهم بحدود البيض واستلبوا

غالوا الوصي وسموا المجتبى حسنا

وأدركوا من حسين ثار ما طلبوا

يوم ابن حيدر والابطال عابسة

والشمس من عثير الهيجاء تنتقب

والسمر من طرب تهتز مائسة

والبيض من قمم الاقران تختضب

رامت امية ان تقتاد ذا لبد

منه وتحجب بدرا ليس يحتجب

فانصاع كالضيغم الكرار مبتدرا

بصولة ريع منها الجحفل اللجب

أغر مكتسب للحمد ذو شيم

بالمجد متزر بالفخر محتقب

يلقي الكماة بثغر باسم فرحا

كأنهم لندى كفيه قد طلبوا

يقري الصوارم أشلاء العدى ويرى

سقي الرماح دماها بعض ما يجب

وافته داعية الرحمن مسرعة

فخر وهو يطيل الشكر محتسب

نفسي الفداء له والسمر واردة

من صدره والمواضي منه تختضب

مضرج الجسم ما بلت له غلل

حتى قضى وهو ظمآن الحشى سغب

دامي الجبين تريب الخد منعفر

على الثرى ودم الاوداج ينسكب

مغسل بنجيع الطعن كفنه

ذاري الرياح ووارته القنا السلب

قضى كريما نقي الثوب من دنس

يزينه كل ما يأتي ويجتنب

٢٩٦

يا قائدا جمع الاقدار طوع يد

كيف استقادك منها جامع درب

لئن رمتك صروف الدهر عن احن

وقارعتك مواضيه فلا عجب

كنت المجير لمن عادى فحق له

ان يطلب الثار لما أمكن الطلب

يا مخرس الموت ان سمتك نادبة

من النوادب كيف اغتالك الشجب

ياصارما فل ضرب الهمام مضربه

ولا تعاب اذا ما ثلت القضب

ان كورت منك كف الشرك شمس ضحى

فما على الشمس نقص حين تحتجب

لو تعلم البيض من أردت مضاربها

نبت وفل شباها الروع والرهب

ولو درت عاديات الخيل من وطأت

أشلاءه لاعتراها العقر والنقب

ما كنت أحسب والاقدار غالبة

بأن شمل الهدى الملتام ينشعب

ولا عهدت الثرى تطوي بحور ندى

ما حل ساحتها غور ولا نضب

بنو امية لا نامت عيونكم

ولا تجنبها الاقذاء والصبب

أبكيتموا جفن خير المرسلين دما

لكي يطيب لكلب منكم الطرب

لم يكفكم قتلكم سبط النبي ظما

عن سبي نسوته كالزنج تجتلب

راموا بمقتله قتل الهدى فجنوا

عارا تجدده الاعوام والحقب

لله أي دم للمصطفى سفكوا

وأي نفس زكت للمرتضى اغتصبوا

وكم عفيفة ذيل للبتول سرت

بها أضالع لم يشدد لها قتب

تطوي على جمرات الوجد أضلعها

وقد أضر بها الاظماء والسغب

حسرى مسلبة الاستار تسترها

من العفاف برود حين تستلب

لئن تشفى بنو حرب بما صنعوا

وأدركوا ما تمنوا بالذي ارتكبوا

فسوف يصلون نارا كلما نضجت

منها جلودهم عادت لهم اهب

يا أقمرا بعراص الطف آفلة

أضحت برغم العلى قد ضمها الترب

سقاك من صلوات الله منسجم

يروى صداك مدى الازمان منسكب

٢٩٧

لا زال لي كبد تطوى على كمد

حزنا عليك ودمع سائل سرب

ومقول بنظيم الدر منتثر

مزر بما ابتكر المداح واجتلبوا

يقول شعري لمن يبغي مطاولتي

لقد حكيت ولكن فاتك الشنب

صلى الاله عليكم حيث ذكركم

باق تزان به الآيات والكتب

قال الشيخ الطهراني في ( الذريعة الى تصانيف الشيعة ): رأيت للشيخ عبدالرضا الخطى في بعض المجاميع عدة قصائد في رثاء الحسين وأهل بيته، أقول ورأيت له قصيدة في الحسينعليه‌السلام بمكتبة دار الآثار ببغداد في مخطوط رقم ٩١٠٩ وأول القصيدة:

سقى أربعاً أقفرن من جيرة بانوا

أجش هطول الودق أو طف هتان

تحتوي على ٦٠ بيتا.

٢٩٨

الشيخ راضي الظالمي

القرن الثالث عشر

هو ابن الشيخ حمود من أفاضل أهل العلم يسكن في قرية الديوانية القديمة، وأبوه الشيخ حمود من رجال العلم والدين سكن النجف، وهو ابن الشيخ اسماعيل بن درويش ينتمي لـ ( بني سلامة ) القبيلة العربية المشهورة في العراق، وانما لقب بالظالمي لخؤله ومصاهرة بين أسرته واسرة آل الظالمي الذين هم من عشيرة الظوالم.

وللشيخ راضي شعر في بعض المناسبات منه قصيدة في الحسين (ع) أولها:

وما شفنى الا تشفى أمية

بقتل ابن بنت المصطفى وصفاياه

وفي النجف اليوم عدد من عقب الشيخ راضي، أما أبوه الشيخ حمود السلامي الظالمي النجفي المتوفى بعد ١٢٢٨ هـ فقد ترجم له بعض الباحثين منهم الشيخ الطهراني في طبقات أعلام الشيعة وقال: رأيت من شعره في بعض المجاميع النجفية قصيدة في رثاء الوحيد البهبهاني المتوفى ١٢٠٥ وذكر له الشيخ محمد حسين كاشف الغطاءقدس‌سره في ( العبقات العنبرية ) قصيدة في رثاء الشيخ الكبير جعفر بن خضر الجناجي المتوفى ١٢٢٨ هـ.

٢٩٩

الشيخ عبد الله المشهدي

القرن الثالث عشر

قال في مطلع قصيدة في الامام الشهيدعليه‌السلام :

دعني فما لاح السرور بخاطري

كلا ولا ألف السهاد بناظري

كيف التصبر والحسين بكربلا

فتكت به عصب الدعي الكافر

وهو الامام أبو الأئمة أشرف

الثقلين سبط للنبي الطاهر

بحر الندى علم الهدى مردي العدى

بالسمهرية والحسام الباتر

وقال في أخرى في الامامعليه‌السلام :

دع العيد واذكر ما جرى بمحرم

فما أسفي من بعده بمحرم

غداة حسين الطهر أضحى بكربلا

وعترته من كل شهم وضيغم

ألا بأبي ذاك الطريد عن الحمى

بأسرته في السهل والحزن يرتمي

الشيخ عبدالله بن علي بن حسين بن علي بن مشهد بن محمد ابن مكتوم المعروف بالمشهدي. وآل مشهد قبيلة من القبائل العريقة في عروبتها ومنهم اليوم في القطيف رجال لهم المكانة ومسقط رأسهم قرية ( عنك ) المشهورة بتاريخها القديم، وشاعرنا هو أحد أعلام هذه القرية وله ديوان مخطوط. قال توفي الشيخ عبد الله على التقريب في أوائل القرن الثالث عشر، وديوانه كله في المراثي.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328