أدب الطف الجزء ٨

أدب الطف22%

أدب الطف مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 355

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 355 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 118500 / تحميل: 9623
الحجم الحجم الحجم
أدب الطف

أدب الطف الجزء ٨

مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

عاهدوه على الوفاء وعافوا

دونه الأهل والداً ووليدا

وانثنوا للوغى سواغب اسد

قد تراءت من النعام برودا

والتقى جيشهم بقوة بأس

ثابت يرهق الجبال الميدا

مستميتين يلتقون المنايا

مثل لقياهم الحسان الغيدا

لا ترى منهم سوى كل ندب

أريحيٍّ يرى الملاحم عيدا

وتقيٍ سميدع لوذعيٍ

فاضل يخجل السحائب جودا

لست أنساهم ونار الوغى لم

تفتَ تذكو على الكماة وقودا

كلهم يصطلى لظاها إلى أن

غادرتهم على الصعيد خمودا

لهف نفسي لقطب دائرة الأكوان

إذ صار للطغاة فريدا

حرّ قلبي لصحبه مذ رأهم

كالأضاحي على التراب رقودا

فاتكى بينهم على قائم

السيف وناداهم وليس مفيدا

أأحباي ما لكم قد هجرتم

لي وواصلتم ثرى وصعيدا

لمَ صيرتم التراب وساداً

وافترشتم صحاصحا وكديدا

هل سئمتم لصحبتي أم سقاكم

طارق الحتف من رداء ورودا

ومضى للوغى يدير رحاها

بيد لم تزل تدير الوجودا

يلتقيها بهمة لو أرادت

طوت الدهر غيبة وشهودا

مستطيلاً عليهم والعفرنى

ليس يخشى وقد أهاج القرودا

لم يزل بالسنان يفري كبودا

وبماضي الشبا يقدّ قدودا

وإذا بالنداء من حضرة القدس

ـ الينا تجد مقاما حميدا

فرماه الدعيّ شلّت يداه

عيطلا للهدى أصاب وريدا

فهوى للصعيد ملقى ولكن

نال في المجد في الهويّ صعودا

يا مليك الأقدار والسيد المسدي

إلى الخلق والعباد الجودا

عجباً للمهاد والشهب والسبع

السماوات مذ غدوت فقيدا

٨١

كيف قرّت بأهلها واستنارت

واستقامت وقد فقدن العميدا

لست أنسى العليل في الأرض ملقى

ناحل الجسم لا يطيق القعود

بأبي بل وبي اقيه البلايا

ضارعاً مبتلى يعاني القيودا

كم أراد العدا به الحتف لكن

حفظ الله في بقاه الوجودا

حيث لولا بقاه في الأرض عادت

نقطة الكائنات بالعدم عودا

حوله من نسائه ثاكلات

بمقام تسيء فيه الحسودا

يتجاوبن بالمناح كأن قد

علّم الورق نوحها التغريدا

من ثكول تبثّ شكوى لثكلى

وولود تنوح حزناً وليدا

بينها زينب الفجائع ولهى

غادرالحزن قلبها مقدودا

تكتم الحزن من حياء فتبديه

دموع تخدّ منها الخدودا

تنظر السبط بالعرا ونساها

في السبا لم تجد ولياً ودودا

وعليلا بأسره، وخباها

صار نهباً وللحريق وقودا

واليتامى بربقة الأسر غرثى

قد أذاب الضماء منها الكبودا

أيها الراكب المجد بحرف

ما لوت عن بلوغها القصد جيدا

قف لك الخير ساعة وتحمّل

لي شكوى وسر بها لي بريدا

وامض حثاً إلى الغرى ففيه

أصيد صاد بالفخار الصيدا

وإذا مان حللت ناديه سلّم

وبه ناد لا تخف تفنيدا

يا عليّ الفخار والفارس

المغوار لا هائباً ولا رعديدا

عظّم الله في الحسين لك الأجر

فقد مات مستظاما شهيدا

أدركت منه وترها آل حرب

حيث أشفت أظغانها والحقودا

قتلوه بغيّهم واستحلوا

فيه لله حرمة وحدودا

قطعوا رأسه الشريف وعلّوه

سنانا مثقفا أملودا

حوله من رؤوس أبنائك الغر

نجوما تعلو العوالي الميدا

٨٢

يتهادى أمامها مثل بدر

التمّ يتلو بها الكتابَ المجيدا

والعوادي بجسمه تتعادى

فوجت منه صدره المحمودا

يا لها العقر ما درت أيّ جسم

تركته بوطئها مهدودا

ومعرّىً على الثرى ألبسته

شفر البيض والرياح برودا

ونساه على النجائب مهما

تُطوَ بيدٌ بها تقابل بيدا

معجلات بهن لابن زياد

ويزيد أسرى تحاكى العبيدا

يا لها نكبة إلى الحشر لم يبلَ

الجديدان من جواها جديدا(١)

* * *

هو عبد الله بن علي من شعراء القرن الرابع عشر. ترجم له صاحب أنوار البدرين في شعراء الاحساء فقال: هو من ادبائها الكاملين الخيرين الشيخ عبد الله بن علي الاحسائيرحمه‌الله ، كان من الأخيار الأتقياء الأبرار ومن شعراء أهل البيت الأطهارعليهم‌السلام ، له ديوان شعر في مجلدين أو أكثر، وله قصيدة هائية جارى بها ملحمة الملا كاظم الأزري تبلغ ثلاثة آلاف بيت عدّد فيها مواقف أهل البيت في المغازي وذكر فضائلهم، وأكثر أشعاره في مراثي الحسينعليه‌السلام وأنصاره. كان من المعاصرين، توفيرحمه‌الله في سيهات ( قرية من قرى القطيف ) وصلى عليه شيخنا العلامة. ومن شعره في رثاء الإمام الحسين (ع):

الا بأبي أفدي الغريب الذي قضى

وما بلّ منه بالورود أوامُ

غداة عليه جاش في طف كربلا

لهم جيش بغيٍ كالخضم لهام

__________________

١ ـ هذه القصيدة واخرى مطلعها:

برغم العلى يا بن النبيين تغتدي

ثلاث ليال لا تُوارى بساتر

رواهما الشيخ حسين الشيخ علي البلادي البحراني في ( رياض المدح والرثاء ) وقال: للتقي الأواه الشيخ عبدالله القاري الاحسائي.

٨٣

وذادوه عن ورد الفرات وما دروا

بأن نداه للوجود قوام

وراموه قسراً أن يضام بسلمه

يزيد وهل رب الأباء يضام

فهبّ للقياهم وجرّد عزمة

لها الحتف عبدٌ والقضاء غلام

وقابلهم من نفسه بكتائب

عليهم بها كادت تقوم قيام

وثارت لديه غلمة مضرية

لها بقراع الدارعين غرام

اسود لها البيض المواضي براثنٌ

كما أن لها السمر اللدان أُجام

تهش إلى الحرب العوان كأنها

به البيض بيض والدماء مدام

وسمر العوالي إذ تاوّد عطفها

قيان ونقع الصافنات خيام

لهم لفنا الهيجا ابتدار كأنهم

خماص حداها للورود هيام

يخوضون تيار الحمام ضواميا

وقد شبّ للحرب العوان ضرام

حماة أياديها شواظ لمعتد

ولكنها للسائلين غمام

تفرّ الأعادي خيفة من لقائهم

كما فرّ من خوف البزاة حمام

إذا ركعت في الدارعين سيوفهم

سجدن لها الهامات وهي قيام

إلى أن اريقت في الصعاد دماؤهم

وفاجأهم بالمرهفات حمام

وخروا على عفر التراب كأنهم

بدور هوت في الترب وهي تمام

وآب فتى العلياء وابن زعيمها

له عن حماه في الطعان صدام

فريد ونبل القوم من كل وجهة

اليه فرادى رشقها وتُوام

إلى أن يقول:

فيا عجباً للدهر يسقيك حتفه

ولولاك منه ما استقام نظام

ولم لا هوت فوق البسيط سماؤها

وأنت لها يا بن الوصي دعام

وللأرض لم قرّت وأنت اشمتها

وقد هدّ منه بالعراء شمام

وتقضي بجنب النهر ظام ولم تزل

بجدواك تستجدي الفيوض أنام

٨٤

فيا فلك العلياء كيف تحملت

قواك وهادٌ للثرى واكام

برغم المعالي أن تظل على الثرى

تريب المحيا قد كساك رغام

وتترك في حرّ الظهيرة ثاويا

يسومك من لفح الهجير سوام

وفي الحصون المنيعة للشيخ علي كاشف الغطاء رحمة الله عليه في الجزء الثاني منه صفحة ١٦٨ ذكر مرثية أخرى رثى بها الإمام الحسين (ع) وأولها:

حتى مَ قلبكِ لا يرقّ لشاك

ويعود ممنوحاً بوصل لقاك

* * *

٨٥

الشيخ جابر الكاظمي

المتوفى ١٣١٢

قال يرثي الحسين (ع):

عفت فهي من أهلها بلقع

ولم يبق لي عندها مطمع

لقد قلّص الظل عن روضها

وقوّض عن أرضها المجمع

تخاطب أطلالها ضلّة

وليس لها اذن تسمع

أتطمع من مربع أن يجيب

سؤالاً وهل جاوب المربع

وأين لذي خرس منطق

وأين لذي صمم مسمع

وليس بها غير رجع الصدا

يردّ لك القول أو يرجع

وتأمل منها شفاء الغليل

ولم تشف غلّتها الادمع

أما علم المصطفى بعده

بنو الكفرما بهم أوقعوا

تضيع ودائعه بينهم

وطيب شذاه بهم مودع

واسرته في أكفّ العدا

اسارى لأهل الخنا تضرع

تراهم لهم رنة في الدجى

تكاد الرواسي لها تصدع

ونوح يذيب الصفا شجوه

كنوح الحمائم إذ تسجع

ألا يا مذيق الحمام الهوان

ويا أيها البطل الأنزع

أتسبى نساؤكم جهرة

ومنها براقعها تنزع

وتهشم أضلاعها بالسياط

وهاماتها بالقنا تقرع

٨٦

ولا تدفع الضيم عنها ولا

تكف يد الظلم أو تمنع

فأجسادهم ملعب للجياد

وأكبادهم للضبامرتع

فيا سروات بني غالب

وعدنان شكوى شجىً فاسمعوا

فلا حملتكم متون الجياد

ولا ضمّ جمعكم مجمع

ألا فانهضوا بعد هذا الثوى

وثوروا بثاركم واسرعوا

أيقتل سبط الهدى ضاميا

ومن كفه عيلمٌ مترع

ويمسى محيطاً به ضرّه

وفي ذكره الضرّ يستدفع

مصابٌ له الشمس إذ كوّرت

تداعى له الفلك الأرفع

مصاب له الأرض إذ زلزلت

يضعضع أركانها الأربع

فيا لمصاب يراع الندا

له وفؤاد الهدى يصدع

يشلّ بها ساعد المكرمات

وأنف المعالي به يجدع

الأقل لرواد روض الندا

رويداً ذوى غصنه فارجعوا

* * *

الشيخ جابر الكاظمي، ولد بالكاظمية سنة ١٢٢٢ ونشأ بها وتولع بدراسة الأدب ولازم مجالس الشعراء ومساجلتهم، وكان من طفولته مليح النكتة حاضر البديهة سريع الجواب حتى لقب في أواسط عمره ب‍ ( أبي النوادر ) حفظ أكثر شعر العرب وكان ينشده ويجيد انشاده، ويعتز بنسبه ويتغنى بمجد آبائه، وسلسلة نسبه يذكرها الأعرجي في ( مناهل الضرب في انساب العرب ) ومن شعره قوله:

وإني من ربيعة غير أني

ربيعهم إذا ذهب الربيع

وزاده شرفاً وافتخاراً أن والدته من سلالة علوية واسمها ( هاشمية ) وكانت جليلة القدر محترمة في الأوساط الدينية، ذكر السيد البحاثة السيد حسن الصدر في ( التكملة ) قال: حدثني بعض الأجلة من العلماء أن صاحب كتاب الفصول والشيخ صاحب الجواهر كانا إذا جاءا لزيارة الإمامين الجوادين عليهما

٨٧

السلام يقصدان دارها ويزورانها لجلالتها. وهي كريمة السيد جواد بن الرضا ابن المهدي البغدادي.

والشيخ جابر من فطاحل الادباء، ملأ الاسماع بشعره متضلعاً في الكلام والتفسير والحديث والتاريخ مع ورع وتعفف وتقوى ونسك لم يرَ في الشعراء بورعه وتقواه، وولاؤه لأهل البيتعليهم‌السلام مضرب المثل حلو الكلام عذب الألفاظ موزون النبرات.

ذكره صاحب الحصون فقال: كان فاضلاً كاملاً شاعراً ماهراً بالعربية والفارسية اديباً لغوياً عالماً بالعلوم العربية والأدبية وقد خمّس قصيدة الأزرية المشهورة فأحسن بتخميسه وأجاد. إلى آخر ما قال:

سافر إلى إيران مرتين وكان موضع حفاوة وتقدير من قبل الملوك والامراء وكان له ولد واحد وهو الشيخ طاهر عرف بالفضل والعلم والأدب وقد مات يوم كان أبوه في ايران في السفرة الثانية وبموت هذا الولد انقطع نسل الشيخ جابر من الذكور.

توفي بالكاظمية في صفر سنة ١٣١٢ ه‍ ١٨٩٥ م ودفن في الصحن الكاظمي في الغرفة الثالثة عن يمين الداخل من باب فرهاد ميرزا، وطبع ديوانه في مطابع بغداد سنة ١٣٨٤ ه‍ بتحقيق البحاثة الشيخ محمد حسن آل ياسين سلمه الله وفي مقدمة الديوان ترجمة وافية لصاحب الديوان بقلم محقق الديوان قال فيها: ولد الشاعر في الكاظمية سنة ١٢٢٢ ه‍ وكان أبوه الشيخ عبد الحسين قد هاجر اليها من ( بلد ) لطلب العلم أيام الفقيه السيد محسن الأعرجي، أي في اخريات القرن الثاني عشر الهجري.

٨٨

سليمان الصولة

المتوفى ١٣١٢

الشاعر المسيحي السوري سليمان بن ابراهيم الصوله، جاء في ديوانه المطبوع في مصر صفحة ٢٣٠ قال: دخلت مدينة صور ـ لبنان يوم عاشوراء والشيخ علي عز الدين ـ أحد أفاضل الشيعة ـ في مأتم الامام الحسين (ع) فلم يستطع أن يقابلني، فبعثت له بهذه الأبيات والثلاثة وهي:

لا فارق الكرب المؤبد والبلا

مَن لا ينوح على الشهيد بكربلا

إن لم تسل منا العيون ففي الحشا

مهج يفتت نوحهنّ الجندلا

فعلى الشهيد وآله آل الرضا

مني السلام متمماً ومكملا

فأسرع حفظه الله لزيارتي وبعث بالأبيات لحضرة والده بقية الأفاضل. وكوكب المحافل. العلامة الورع الإمام محمد عز الدين. بمقاطعة ( تبنين ) وإذ قد وردت من حضرته رسالة هذه صورتها.

من أطراف الهبات. وأظرف الصلات. ان تلا عليّ ولدي حسين ثلاثة أبيات ارسلت لأبيه الشيخ علي يوم عاشوراء فقلت لمن هم. فقال لأبي الطيبات. المتصف بأفضل الصفات. صاحب الغيرة والصوله. المعلم سليمان الصولة. فقلت هدهد الشعراء الآتي بالنبا. وآصفهم المتناول عرش بلقيس من سبا. بل سليمانهم الملبس امرئ القيس على بساطه بجاد العبا. ثم تناولتها فأعجبتني جداً. وأكثرتني شكراً وحمداً. وأذكرتني برقتها المرحوم والده المجيد. المعلم

٨٩

ابراهيم الصولة الفريد. ولاعجابي بها وشغفي بما حوت من الإيجاز. والبلاغة والإعجاز. شطرتها وخمستها، وذيلتُ التخميس. بخطاب نفيس. لحضرة ناظمها الأجل الأمثل. والجهبذ الأفضل الأكمل. راجياً أن يلحظني بعين الرضا. الكليلة عن العيب. وأجره على عالم الغيب.

( وهذا التشطير أثابه الله ونوّله مناه )

لا فارق الكرب المؤبد والبلا

قلبا سليل المصطفى الهادي سلا

وبهبهبٍ يوم المعاد قد اصطلى

من لا ينوح على الشهيد بكربلا

إن لم تنح منا العيون ففي الحشا

نزّاعة لشوى الشؤون مع الكلا

الوجد أحرق مدمعي فتناوحت

مهج يفتت نوحهنّ الجندلا

فعلى الشهيد وآله آل الرضى

بكت الملائك لا الغرانيق العلى

وانا الذي اهدي لمن يهواهم

مني السلام متمماً ومكملا

ثم تبادلت بيننا الزيارات مراراً. وبلغ جناب مخدومة الشيخ علي ما لأبنتي ليلى من الذكاء المفرط وحفظها الشعر من مرة واحدة وافراط شوقي اليها فقال:

لئن كنت قد فارقت ليلى بجلقٍ

وأنت على بعدٍ لها غير صابر

فسلّم إلى الرحمن تسلم من الاذى

ويقّن بأن ينجيك من شرّ غادر

ولا تجزعن مما لقيت فانه

قضاء قضى من قبل ناهٍ وامرِ

وذلك لأني كنت ممنوعاً من الخروج من صور بأمر والي سوريا عزت باشا لأني أخبرت باستيلاء روسيا على أسكلة باطوم قبل أن تعلم بذلك عامة الناس فلم يمض على ذلك عشرون يوماً حتى صدر الأمر الكريم السلطاني باطلاقي وعودتي لمأموريتي، فقال يمدحني حفظه الله ويعتذر من تأخير زيارته وهذه هي أبياته المذكورة:

قد جُمّعت فيك الفصاحة والعلى

يا من به دست الفضائل قد علا

لا فضّ فوك ولا عدمتك فاضلا

قد قلت خير القول في خير الملا

٩٠

فشغفت من طربي وقلت لصاحبي

إن لم يكن شعر الرجال كذا فلا

أنت المصلي في العلوم جميعها

عند الحسود وإن سبقت الأولا

ما عاقني عن أن أراك منادمي

إلا عزائي للشهيد بكربلا

ذاك الذي جبريل خادم جده

والمدح فيه كالحصاة من الفلا

وفي أعيان الشيعة ج ٤٢ ترجمة للشيخ علي عز الدين ابن الشيخ محمد عز الدين المتوفى ١٣٠٤ الذي كان يقطن في صور ـ لبنان قال:

وكان رجل من المسيحيين اسمه ابراهيم الصولي شاعراً أديباً، قد أرسلته الدولة العثمانية الى صور موظفاً في بعض الدوائر، فكانت بينه وبين الشيخ علاقة أدب وشعر فما كاد يمر يوم حتى يجتمعان. وفي يوم العاشر من المحرم انقطع الشيخ للعزاء والمأتم فأرسل له الصولي الأبيات ( لا فارق الكرب المؤبد والبلا ) فأجابه الشيخ على البديهة ( قد جمعت فيك البلاغة والعلى ) الأبيات وقال: والشيخ علي عز الدين كان ذكياً حاذقاً نسابة عارفاً بأشعار العرب حافظاً للتواريخ ترجم له في ( منية الراغبين في طبقات النسابين ).

* * *

٩١

الشيخ عباس الأعسَم

المتوفى ١٣١٣

ألا أن خطبا هائلا جلّ وقعه

له تنثنى الأيام وهي غياهب

بافلاذ قلب المصطفى قد تنشبَت

مخالبه والمدميات المخالب

وقارع سبط المصطفى في صروفه

وأقراع خطيّ الخطوب غوالب

عشية جاءته يغصّ بها الفضا

عصائب شرك تقتفيها عصائب

فشمّر للحرب الزبون طليقة

نواجذه كالليث والليث غاضب

تحوط به فتيان صدق تشوقهم

حسان المعالي لا الحسان الكواعب

تعوم بهم في موج مشتجر القنا

عراب من الخيل العتاق سلاهب

إذا رفعت للنقع ظلمة غيهب

فأسيافهم في جانبيها الكواكب

تتابع في الضرب الطعان فلا ترى

سوى طاعن يقفوه في الطعن ضارب

تهاووا على الرمضاء صرعى تلفّهم

عن العين من نسج السوافي جلابب

إلى أن قضوا حقّ المعالي وشيدت

لهم في ذرى سامي الثناء مضارب

فقام باعباء الحروب مشمراً

أخو همة تنحط عنها الثواقب

يخوض غمار الموت وهي زواخرٌ

وتلك التي عن وردها الليث ناكب

بعزم يذيب الصم وهي صياخد

وما كل عزم واري الزند ثاقب

ولولا قضاء الله لم يبق واحدٌ

على الأرض ممن قارعوه وحاربوا

ولكنما أيدي المقادير سددت

إلى قلبه سهم الردى وهو صائب

٩٢

قضى فالمعالي الغرّ تنعى ثواكلا

عليه وغرّ المكرمات نوادب

قضى فاستشاط الدين حزناً وأقذيت

له مقل أجفانهنّ سواكب

قضى وهو مطوي الضلوع على ظما

له شعلٌ في حرّها القلب لاهب

فليت عباب الماء غاض ولم تكن

تدرّ بمنهل القطار السحائب

وإن أنسَ لا أنسى عقائل أحمد

وقد نهبت أحشاءهن النوائب

تقاد برغم المجد أسرى حواسراً

وتطوى بها أدم الفلاة النجائب

يجاذبها في مشرق الشمس جانب

ويقذفها من مغرب الشمس جانب

تحنّ حنين النيب وهي ثواكل

تنازع منهن القلوب المصائب

وما بينها مقروحة القلب زينب

تنادى وما غير السياط مجاوب

وتدعو فتشجي الصم زينب حسرة

بسافح دمع عنه تروى السحائب

أيا ثاوياً لم ترو غلّة صدره

وقد نهلت منه القنا والقواضب

أبعدك أجفاني يمرّ بها الكرى

ويهنأ لي عيش وتصفو مشارب(١)

وقال متوسلاً بالامام الحسينعليه‌السلام :

اليك ابن طه لا إلى غيرك انتحت

ركائب قصدي والرجاء يسوقها

أتتك تؤم البيد تستعجل السرى

وما عاقها عن قصدها ما يعوقها

عليك لها حق الضيافة والقرى

وأي ضيوف لا توفى حقوقها

* * *

الشيخ عباس الأعسم بن عبد السادة النجفي الحيري ولد في النجف الأشرف عم ١٢٥٣ ه‍ وهاجر منها إلى الحيرة حوالي سنة ١٢٩٠ ولما كانت سنة ١٢٩٨ بلغه وهو في الحيرة وفاة طفلين له في النجف اصيبا بالطاعون الذي عم العراق تلك السنة. عاد الى وطنه النجف سنة ١٣٠٧ وبقي فيها إلى أن توفي في شهر

__________________

١ ـ الدر المنظوم في الحسين المظلوم مخطوط الخطيب السيد حسن البغدادي.

٩٣

ذي القعدة من سنة ١٣١٣ وعمره ستون كانت له قريحة وقّادة وبديهة سريعة في النظم فعكف على العلم والأدب ولازم الحوزات العلمية والأوساط الأدبية ويقضي ايام الراحة والاستجمام في الحيرة عند السادة آل زوين.

قال السيد الأمين في الأعيان: رأينا له في النجف ديوان شعر مجموع بخطه. أقول ونسخة من ديوانه بمكتبة الشيخ السماوي واخرى عند ولده الشيخ محمد الذي كان قاضي الجعفرية في النجف والمتوفى ١٣٦٦ أما نسخة خط الناظم عند ولده الآخر الشيخ عبد الحسين تقرب من ثلاثة آلاف بيت وقد رتّبه بنفسه على الحروف، وسلسلة نسبه: فهو ابن الحاج عبد السادة ابن الحاج عبد ابن الحاج مرتضى بن الحاج قاسم بن ابراهيم بن موسى بن الحاج محمد الذي هاجر من ( خليص ) احدى ضواحي المدينة إلى النجف الأشرف.

فمن قوله في الغزل:

بكّر إلى الروض بصرف الطلا

وامزج بها رضاب ريق الملاح

واجل دياجي الهم في ضوئها

تقشع الليل بضوء الصباح

لا سيما من كف مجدولة

مالئة الحجلين غرثى الوشاح

تفتك بالأكباد أجفانها

كأنها تستلّ بيض الصفاح

فكل قلب من سهاماتها

مسهّم أو مثخن بالجراج

يا بأبي المسكر من ريقها

عند اغتباقي منه والاصطباح

وله:

ولما تجلّت بيننا كسروية

من الحبب الدري تعقد تاجها

حكت أدمعي في لونها فكأنها

عصارة خدي مَن أدار مزاجها

من الزنجبيل العذب كان مزاجها

ويا ما أحيلاها وأحلى مزاجها

__________________

عن مجلة الغرى السنة السادسة العدد ٢.

٩٤

وللشيخ عباس الأعسم مشطرا والاصل للقطامي:

يقتلننا بحديث ليس يعلمه

من هنّ عنه بواد وهو في واد

وما الهوى غير سر ليس يفهمه

من يتقين ولا مكنونه باد

فهن ينبذن من قول يصبن به

قلب الشجي بتبريح وإيقاد

وهن يسخرن في قول يقعن به

مواقع الماء من ذي الغلّة الصادي

وله أيضاً مخمساً والاصل للشيخ كاظم الازري:

أما والبيت والسبع المثاني

لقد حكم الغرام على جناني

وفي برج الجمال من الحسان

لنا قمرٌ سماوي المعاني

تشكل للعيون بشكل ريم

تملّك بالجمال على البرايا

وأصبحت القلوب له رعايا

به اختلفت عناوين القضايا

على عينيه عنوان المنايا

وفي خديه ترجمة النعيم

* * *

٩٥

الباقر الخونساري

المتوفى ١٣١٣

من أكابر الفقهاء والمجتهدين. ولد سنة ١٢٢٦ في قصبة خونسار ونشأ نشأة علمية روحية درس ودرّس وكتب وألّف فمن مؤلفاته كتابه الجليل المسمى ب‍ ( روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات ) موسوعة قيّمة نافعة وغيره مما يقارب العشرين مؤلفاً في مختلف العلوم والفنون.

توفيرحمه‌الله ببلدة اصفهان سنة ١٣١٣ كذا ذكر الشيخ الطهراني في ( الذريعة ) وله ديوان شعر ذكره عندما ترجم نفسه وقال يشتمل على قصائد في مدائح المعصومين، سمى كل قصيدة باسم خاص ( التحفة المحمودية ) عنبة عسكرية ( شعشة قمرية ) هدية فيروزجية ) وهكذا، وكتب له مقدمة خالية من الحروف المعجمة أولها: الحمد لله الملك المالك المحمود والواحد الصمد يوجد عند حفيديه السيد محمد علي الروضاتي والسيد أحمد باصفهان، وقد طبع لصاحب الروضات منظومة ( قرة العين في اصول الدين ) باصفهان وذلك سنة ١٣٢٠ ه‍. انتهى عن ( الذريعة ج ٩ قسم الديوان صفحة ٥٧٥ ).

* * *

٩٦

آغا أحمد النوّاب

المتوفى ١٣١١

جاء في مجموع الخطيب السيد عباس الموسوي قصيدة للسيد أحمد النواب قد نظمها في شهر المحرم سنة ١٣١١ ه‍.

الدمع لا يرقى مدى الازمان

لرزية المذبوح والعطشان

هذي المدامع سيلها متواصل

من كل قاص في الأنام ودان

لهفي على العباس وهو مجدلٌ

والسبط يدعو في رحى الميدان

ظهري انحنى من عظم ما قد حلّ بي

يا أوصل الأصحاب والاخوان

ثم انثنى نحو الخيام منادياً

هذا الوداع ولا وداع ثاني

نادته زينب والجوى بفؤادها

روحي الفدا يا سيد الأكوان

أأخي كيف أراك في حرّ الثرى

دامي الوريد مضرج الجثمان

يا ويلتا، يا حسرتا، يا لهفتا

تبدو السبايا من بني عدنان

جئنا من الحرم المنيع بعزّة

وحماية الفرسان والشجعان

ثم انثنينا راجعين بلا حمى

غير اليتاما والأسير العاني

والسبط مطروح ثلاثا بالعرى

ملقى بلا غسل ولا أكفان

* * *

السيد أحمد النواب، ينتهي نسبه إلى ادريس بن جعفر التواب بن الإمام علي الهاديعليه‌السلام ، وكانت هذه الاسرة قبل هذا تتصل بزيد النار ابن الإمام موسى الكاظم (ع). وآل النواب اسرة كبيرة، وهم طائفتان: إحداهما علوية ومنها المترجم له والاخرى هندية، وبين الاسرتين مصاهرة قديمة

٩٧

ومن الصعب التمييز بين المنتمين اليهما.

والمترجم لم نعثر له على ترجمة سوى أن الخطيب السيد عباس البغدادي، خطيب بغداد ذكر له في مجموعة قصيدتين في رثاء الإمام الحسينعليه‌السلام نقلهما من مجموع للشاعر المترجم له، وقد كتب السيد عباس فوق القصيدتين ما نصه: مما قاله حضرة النواب الأكرم السيد أحمد اغا النواب أدام الله وجوده، وذلك في أيام عاشوراء سنة ١٣١٢ ه‍.

أقول وذكر الشاب المعاصر السيد جودت السيد كاظم القزويني في مخطوطاته ان بين السيد أحمد النواب وبين السيد عباس صاحب المخطوطة نسبة قرابة من جهة النساء حتى أن في ديوان السيد عباس المخطوط قصيدة في تهنئة النواب المذكور بقران أحد أولاده. ويظهر من مجموعة الخطيب أن النواب كان حياً سنة ١٣١٢ ه‍ كما هو مؤرخ في تاريخ نظم القصيدتين.

ومما قاله السيد احمد النواب:

تحية تغتدى من ربنا الداني

على الحسين عظيم القدر والشأن

هو ابن مَن مِن رسول الله مكانته

مكان هارون من موسى بن عمران

هو الذي فيه بل في والديه غدا

مباهلاً جده أحبار نجران

هو ابن حيدرة الكرار يوم وغى

مبيد شرك وفرسان وشجعان

هو ابن من نزلت في حقه سور

الذكر المبين بايضاح وتبيان

هو ابن مَن أنزل الباري ولايته

يوم الغدير بتبليغ وبرهان

أوحى الاله لخير الرسل قاطبة

إن لم تبلّغ فما بلّغت قرآني

هو الأمير الذي كانت ولايته

من الاله بأفضال وإحسان

خير الورى بعد خير الأنبياء عُلاً

وسيد الخلق من إنس ومن جان

مهما نسيت فلا أنسى مواقفه

ما بين شرّ الورى من آل كوفان

هو الذي قال فيه المصطفى شرفاً

مني حسين ومن آذاه آذاني

٩٨

السيد جعفر الحلّي

المتوفى ١٣١٥

سادة نحن والأنام عبيد

ولنا طارف العلى والتليد

فبايماننا اهتدى الناس طراً

وبايماننا استقام الوجود

وأبونا محمد سيد الكل

وأجدر بولده أن يسودوا

ماعشقنا غير الوغى وهي تدري

انها سلوة لنا لا الخود

تتفانى شبابنا بلقاها

وعليها يشب منا الوليد

لو ترانا بالحرب نلتف بالسمر

عناقاً كأنهن قدود

ونحيي البيض الصقال بلثم

فكأن الحدود فيها خدود

وإذا قرّت الملاحم قلنا

يا منى القلب طال منك الصدود

نحشر الخيل كالوحوش ولكن

خلفها الطير سائق وشهيد

كيف لم تقفها الطيور وفيها

كل يوم لهن نحر وعيد

كل ملمومة إذا ما ارجحنت

جللتها بوارق ورعود

غررٌ في خيولنا واضحات

كنجوم يلوح فيها السعود

ولنا في الطفوف أعظم يوم

هو للحشر ذكره مشهود

يوم وافى الحسين يرشد قوماً

من بني حرب ليس فيهم رشيد

خاف أن ينقضوا بناء رسول

الله في الدين وهو غض جديد

وأبى الله أن يحكّم في الدين

طليق مستعبد وطريد

٩٩

كيف يرضى بأن يرى العدل

النقص والجائر المضل يزيد

فغدا السبط يوقظ الناس للرشد

وهم في كرى الضلال رقود

ولقد كذبته أبناء حرب

مثل ما كذب المسيح اليهود

فدعا آله الكرام إلى الحر

ب فهبوا كما تهب الاسود

علويون والشجاعة فيهم

ورثتها آباؤهم والجدود

لم يهابوا جمع العدى يوم صالوا

وان أستنزروا وقل العديد

أفرغوهن كالسبائك بيضاً

ضافيات ضيقن منها الزرود

ملأتها الأعطاف طولاً وعرضاً

فكان صاغها لهم داوود

وأقاموا قيامة الحرب حتى

حسب الحاضرون جاء الوعيد

يشرعون الرماح وهي ظوام

ما لها في سوى الصدور ورود

وضباهم بيض الخدود ولكن

زانها من دم الطلا توريد

ما نضوها بيض المضارب إلا

صبغوها بما حباها الوريد

كم ينابيع من دم فجّروها

فارتوى عاطش وأورق عود

قضب فلت الحدود وعادت

جدداً ما فللن منها الحدود

لست أدري من أين صيغ شباها

أكذا يقطع الحديد حديد

موقف منه رجت الأرض رجا

والجبال اضطربن فهي تميد

وسكنّ الرياح خوفاً ولولا

نفس الخيل ما خفقن البنود

فركود الأحلام فيهن طيش

وعروق الحياة فيها ركود

لا خبت مرهفات آل علي

فهي النار والأعادي وقود

عقدوا بينها وبين المنايا

ودعوا ها هنا توفّى العقود

ملؤا بالعدى جهنم حتى

قنعت ما تقول هل لي مزيد

ومذ الله جل نادى هلموا

وهم المسرعون مهما نودوا

نزلوا عن خيولهم للمنايا

وقصارى هذا النزول صعود

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) قال: فقال: قصرت الأبناء عن عمل الاباء، فالحقوا الأبناء بالآباء لتقر بذلك أعينهم.

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن سليمان الديلمي عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ أطفال شيعتنا من المؤمنين تربيهم فاطمةعليها‌السلام ، وقوله: «ألحقنا بهم ذرياتهم» قال: يهدون إلى آبائهم يوم القيامة.

٢٤ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وفي رواية الحسن بن محبوب عن علي عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : قال: إنّ الله تبارك وتعالى كفل إبراهيمعليه‌السلام وسارة أطفال المؤمنين يغذونهم بشجرة في الجنة، لها أخلاف كأخلاف البقر(١) في قصر من درة، فاذا كان يوم القيامة ألبسوا وطيبوا واهدوا إلى آبائهم ملوك في الجنة مع آبائهم، وهذا قول الله تعالى:( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) .

٢٥ ـ في مجمع البيان وروى زاذان عن عليٍّعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ المؤمنين وأولادهم في الجنة ثم قرأ هذه الاية.

٢٦ ـ وروى عن الصادقعليه‌السلام قال: أطفال المؤمنين يهدون إلى آبائهم يوم القيامة.

٢٧ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمدعليهما‌السلام يقولان: إنّ الله تعالى عوض الحسين من قتله أنْ جعل الامامة في ذريته، والشفاء في تربته، واجابة الدعاء عند قبره، ولا تعد أيام زيارته جائيا وراجعا من عمره، قال محمد بن مسلم: فقلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : هذه الخلال تنال بالحسين فما له من نفسه؟ قال: إنّ الله تعالى ألحقه بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فكان معه في درجته ومنزلته، ثم تلا أبو عبد اللهعليه‌السلام : «( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ ) بايمانهم ألحقنا بهم ذرياتهم».

٢٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ )

__________________

(١) الأخلاف جمع الخلف ـ بكسر الخاء ـ: حلمة ضرع الناقة.

١٤١

قال: قصرت الأبناء عن عمل الآباء، فالحق اللهعزوجل الأبناء بالآباء ليقر بذلك أعينهم.

٢٩ ـ وباسناده إلى أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إذا مات الطفل من أطفال المؤمنين نادى مناد في ملكوت السماوات والأرض ألآ إنّ فلان بن فلان قد مات، فان كان قد مات والداه أو أحدهما أو بعض أهل بيته من المؤمنين دفع إليه يغذوه، وإلّا دفع إلى فاطمةعليها‌السلام تغذوه حتى يقدم أبواه أو أحدهما، أو بعض أهل بيته من المؤمنين فتدفعه اليه.

٣٠ ـ وباسناده إلى جميل بن دراج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن أطفال الأنبياءعليهم‌السلام فقال: ليسوا كأطفال ساير الناس، قال: وقد سئلته عن إبراهيم بن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لو بقي كان صديقا؟ قال: لو بقي كان صديقا؟ قال: لو بقي كان على منهاج أبيهعليه‌السلام .

٣١ ـ وباسناده إلى عامر بن عبد الله قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: مات إبراهيم بن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان له ثمانية عشر شهرا، فأتم اللهعزوجل رضاعه في الجنة.

٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ ) قال: ليس في الجنة غناء ولا فحش ويشرب المؤمن ولا يأثم( وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ ) قال: في الجنة( قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ ) أي خائفين من العذاب.

٣٣ ـ في أصول الكافي باسناده إلى معروف بن خربوذ عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: صلى أمير المؤمنينعليه‌السلام بالناس الصبح بالعراق فلما انصرف وعظهم فبكى وأبكاهم من خوف اللهعزوجل ، ثم قال: أما والله لقد عهدت أقواما على عهد خليلي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنهم ليصبحون ويمشون شعثاء غبراء خمصاء بين أعينهم كركب المعزاء(١) يبيتون لربهم سجدا وقياما يراوحون بين اقدامهم وجباههم، يناجون

__________________

(١) الشعث: تفرق الشعر وعدم إصلاحه ومشطه وتنظيفه والغبر من الأغبر: المتلطخ بالغبار. وخمصاء جمع الأخمص (وقيل: الخميص) أي بطونهم خالية، قال المجلسي (ره) اما للصوم أو للفقر اولا يشبعون لئلا يكسلوا في العبادة، والمعز: ذوات الثغر من الغنم.

١٤٢

ربهم ويسألونه فكاك رقابهم من النار، والله لقد رأيتهم مع هذا وهم خائفون مشفقون.

٣٤ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاووسرحمه‌الله نقلا عن مختصر كتاب محمد بن العباس بن مروان باسناده إلى جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل يذكر فيه شيعة علىعليه‌السلام وحالهم في الجنة وفيه يقولصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد أنْ ذكر دخولهم الجنة على النجايب(١) تقودهم الملائكة فينطلقون صفا واحدا معتدلا لا يفوت منهم شيء شيئا، ولا يموت أذن ناقة ناقتها، ولا بركة ناقة بركتها(٢) ولا يرمون بشجرة من أشجار الجنة إلّا لحقتهم بثمارها ورجلت لهم عن طريقهم كراهية أنْ تنثلم طريقهم(٣) وان يفرق بين الرجل ورفيقه، فلما رفعوا إلى الجبار تبارك وتعالى قالوا ربنا أنت السلام ومنك السلام ولك بحق الجلال والإكرام، قال: فقال: أنا السلام ومنى السلام ولي بحق الجلال والإكرام فمرحبا بعبادي الذي أحفظوا وصيتي في أهل بيت نبيي ورعوا حقي وخافوني بالغيب، وكانوا منى على كل حال مشفقين.

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم فمن الله علينا ووقينا عذاب السموم قال: السموم الحر الشديد،( أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا ) قال: لم يكن في الدنيا أحلم من قريش( أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ ) قال: هو ما قالت قريش أنّ الملائكة بنات الله.

٣٦ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن سالم عن أبيه عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: ولقد بات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند بعض أزواجه في ليلة انكسف فيها القمر، فلم يكن منه في تلك الليلة مما كان يكون منه في غيرها حتى أصبح فقال له: يا رسول الله البغض كان هذا منك في هذه الليلة؟ قال لا. ولكن هذه الآية ظهرت في هذه الليلة، فكرهت أنْ أتلذذ و

__________________

(١) النجيب: الفاضل من كل حيوان.

(٢) البركة: هيئة البروك وهو أنْ يلصق صدره بالأرض.

(٣) انثلم الحائط: أحدث فيه خللا.

١٤٣

ألهو فيها، وقد غير الله أقواما فقال جل وعز في كتابه:( وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ ) .

٣٧ ـ في تهذيب الأحكام الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن عمر بن عثمان عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام : ولقد بات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عند بعض النساء فانكسف القمر في تلك الليلة فلم يكن منه فيها شيء، فقالت له زوجته: يا رسول الله بأبي أنت وأمّي أكل هذا للبغض؟ فقال: ويحك هذا الحدث في السماء، فكرهت أنْ أتلذذ وأدخل في شيء، ولقد عير الله قوما فقالعزوجل :( وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ ) .

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: وان الذين ظلموا آل محمد حقهم عذابا دون ذلك قال: عذاب الرجعة بالسيف،( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ) قال: لصلوة الليل فسبحه قال صلوة الليل(١) .

وادبار النجوم أخبرنا محمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن الرضاعليه‌السلام قال: أدبار السجود أربع ركعات بعد المغرب، وادبار النجوم ركعتين قبل صلوة الصبح.

٣٩ ـ في مجمع البيان( وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ ) يعنى صلوة الليل وروى عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام في هذه الآية قالا: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقوم من الليل ثلاث مرات، فينظر في آفاق السماء ويقرأ الخمس من آل عمران التي آخرها( إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ ) ثم يفتتح صلوة الليل ؛ الخبر بتمامه.

٤٠ ـ «وادبار النجوم» يعنى الركعتين قبل صلوة الفجر، وهو المروي عن أبي جعفر وابى عبد اللهعليهما‌السلام .

٤١ ـ وفيه «ادبار السجود» فيه أقوال أحدها أنّ المراد به الركعتان بعد المغرب «وادبار النجوم» ركعتان قبل الفجر، عن عليّ بن أبي طالب والحسن بن عليّعليهما‌السلام وعن

__________________

(١) وفي المصدر «قبل صلوة الليل» مكان «قال صلوة الليل».

١٤٤

ابن عباس مرفوعا إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٤٢ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: «وادبار النجوم»! قال: ركعتان قبل الصبح.

٤٣ ـ في قرب الاسناد باسناده إلى إسماعيل بن عبد الخالق قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: الركعتين اللتين بعد الفجر هما( وَإِدْبارَ النُّجُومِ ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من كان يدمن قراءة والنجم في كل يوم أو في كل ليلة عاش محمودا بين الناس، وكان مغفورا له، وكان محبوبا بين الناس.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ومن قرأ سورة والنجم اعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد ومن جحد به.

٣ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ العزائم اربع:( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) والنجم وتنزيل السجدة وحم السجدة.

٤ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى ابن عباس قال: صلينا العشاء الاخرة ذات ليلة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما سلم أقبل علينا بوجهه ثم قال: انه سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم، فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيي وخليفتي والامام بعدي، فلما كان قرب الفجر جلس كل واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره، وكان أطمع القوم في ذلك أبي العباس بن عبد المطلب، فلما طلع الفجر انقض الكوكب من الهوى فسقط في دار عليِّ بن أبي طالب، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّعليه‌السلام : يا عليُّ والذي بعثني بالنبوة لقد وجبت لك الوصية والخلافة والامامة بعدي، فقال المنافقون عبد الله بن أُبيّ وأصحابه: لقد ضلّ محمّد في محبة ابن عمّه وغوى، وما ينطق في شأنه إلّا بالهوى، فأنزل الله تبارك

١٤٥

تعالى:( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) يقولعزوجل : وخالق النجم إذا هوى ما ضل صاحبكم يعنى في محبة عليّ بن أبي طالب وما غوى وما ينطق عن الهوى يعنى في شأنه إنْ هو إلّا وحي يوحى.

وحدثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الري يقال له أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ العدل، قال: حدّثنا محمد بن العباس بن بسام قال: حدّثني أبو جعفر محمد بن أبي الهيثم السعدي قال: حدّثني أحمد بن الخطاب قال حدّثنا أبو إسحاق الفزاري عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام عن عبد الله بن عباس بمثل ذلك، إلّا انه في حديثه: يهوى كوكب من السماء مع طلوع الشمس فيسقط في دار أحدكم.

٥ ـ وباسناده إلى الصادق عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: لـمّا مرض النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرضه الذي قبضه الله فيه اجتمع إليه أهل بيته وأصحابه فقالوا: يا رسول الله إنْ حدث بك حدث فمن لنا بعدك ومن القائم فينا بأمرك؟ فلم يجبهم عن شيء مما سألوه ؛ فلما كان اليوم الثالث قالوا له: يا رسول الله إنْ حدث بك حدث فمن لنا بعدك ومن القائم فينا بأمرك؟ فقال لهم: إذا كان غدا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي فانظروا من هو؟ فهو خليفتي عليكم من بعدي والقائم فيكم بأمرى ولم يكن فيهم أحد إلّا وهو يطمع أن يقول له: أنت القائم من بعدي فلما كان اليوم الرابع جلس كل رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم إذا انقضَّ نجم من السماء قد غلب ضوئه على ضوء الدنيا حتى وقع في حجرة عليٍّعليه‌السلام ، فهاج القوم وقالوا: والله لقد أضلّ هذا الرجل وغوى وما ينطق في ابن عمّه إلّا بالهوى، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك:( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى ) إلى آخر السورة.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) قال: النجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( إِذا هَوى ) لـمّا أسرى به إلى السماء وهو في الهوى، حدّثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قلت:( النَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ ) قال: النجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سماه الله في غير موضع، فقال:( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) والحديث طويل

١٤٦

أخذنا منه موضع الحاجة.

٧ ـ في مجمع البيان وروت العامة عن جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام أنّ محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله نزل من السماء السابعة ليلة المعراج ولما نزلت السورة، أخبر بذلك عتبة بن أبي لهب فجاء إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وطلق ابنته وتفل في وجهه وقال: كفرت بالنجم ورب النجم، فدعاصلى‌الله‌عليه‌وآله عليه وقال: أللّهم سلط عليه كلبا من كلابك، فخرج عتبة إلى الشام فنزل في بعض الطريق وألقى الله عليه الرعب فقال لأصحابه ليلا: أنيمونى بينكم ليلا ففعلوا فجاء أسد وافترسه من بين الناس.

٨ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن محمد بن مسلم قال قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : قول اللهعزوجل : «( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى * وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) وما أشبه ذلك؟ قال: إنّ للهعزوجل أنْ يقسم من خلقه بما شاء، وليس لخلقه أنْ يقسموا إلّا به.

٩ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى علي بن مهزيار قال: قلت لأبي جعفر الثانيعليه‌السلام : قول اللهعزوجل :( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ) وقولهعزوجل :( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) وما أشبه هذا، قال: إنّ اللهعزوجل يقسم من خلقه بما يشاء وليس لخلقه أنْ يقسموا إلّا بهعزوجل .

١٠ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) قال: أقسم بقبر محمد(١) إذا قبض( ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ ) بتفضيله أهل بيته( وَما غَوى )

١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن العباس عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى ) يقول: ما ضل في عليٍّ وما غوى( وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ) وما كان قال فيه إلّا بالوحي الذي أوحى اليه.

__________________

(١) كذا في النسخ وفي المصدر «بقبض محمد».

١٤٧

١٢ ـ في روضة الكافي متصل بآخر ما نقلنا قريبا أعنى وما غوى( وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ) يقول: ما يتكلم بفضل أهل بيته بهواه، وهو قول اللهعزوجل :( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى )

١٣ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن سليمان عن عبد الله بن محمد اليماني عن مسمع بن الحجاج عن صباح الحذاء عن صباح المزني [عن جابر] عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لـمّا أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد عليٍّعليه‌السلام يوم الغدير صرخ إبليس في جنوده صرخة فلم يبق منهم في بر ولا بحر إلّا أتاه فقالوا: يا سيدهم ومولاهم(١) ماذا دهاك؟ فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه، فقال لهم: فعل هذا النبي فعلا إنْ تمّ لم يعص الله أبدا، فقالوا: يا سيدهم أنت كنت لادم، فلما قال المنافقون: انه ينطق عن الهوى وقال أحدهما لصاحبه: اما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون؟ ـ يعنون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ صرخ إبليس صرخة يطرب فجمع أوليائه فقال لهم: اما علمتم أني كنت لادم من قبل؟ قالوا: نعم قال: آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب، وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال لعلقمة: إنّ رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط، وكيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله ورسوله وحجج اللهعليهم‌السلام ، ألم ينسبوه إلى انه ينطق عن الهوى في ابن عمّه عليّعليه‌السلام حتى كذبهم اللهعزوجل ، فقال:( وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد

__________________

(١) أي قالوا يا سيدنا ومولانا وإنّما غيره لئلا يوهم انصرافه إليه (عليه السلام). وهذا شايع في كلام البلغاء في نقل أمر لا يرضى القائل لنفسه كما في قوله تعالى:( أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ ) وقوله «ماذا دهاك، يقال: دهاه إذا أصابته داهية، قاله المجلسي (ره) في مرآة العقول.

١٤٨

عن عمر بن عبد العزيز عن هشام بن سالم وحماد بن عثمان وغيره قالوا: سمعنا أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: حديثى حديث أبى، وحديث أبي حديث جدي وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير ـ المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وحديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قول اللهعزوجل .

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ) يعنى اللهعزوجل ( ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى ) يعنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال: حدّثني ياسر عن أبي الحسن صلوات الله عليه قال: ما بعث الله نبيا الاصحاب مرة سوداء صافية وقوله:( وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى ) يعنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم دنى يعنى رسول الله من ربهعزوجل فتدلى قال: إنما نزلت ثم دنا( فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) قال: كان من الله كما بين مقبض القوس إلى رأس السية(١) «أو أدنى» أي من نعمته ورحمته قال بل أدنى من ذلك.

١٧ ـ وفيه وأمّا قوله:( آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إليه مِنْ رَبِّهِ ) فانه حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّ هذه الآية مشافهة الله لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لـمّا أسرى به إلى السماء قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : انتهيت إلى سدرة المنتهى وإذا الورقة منها تظل أمّة من الأمم فكنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى كما حكى اللهعزوجل ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨ ـ وفيه:( فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) كان بين لفظه وبين سماع محمد كما بين وتر القوس وعودها، حدّثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن سنان قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : أول من سبق إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) وذلك انه أقرب الخلق إلى الله تعالى وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل لـمّا أسرى به إلى السماء: تقدم يا محمد فقد وطيت موطئا لم يطأه ملك مقرب ولا نبي مرسل، ولو لا أنّ روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لـما قدر أنْ يبلغه، وكان من اللهعزوجل كما

__________________

(١) سية القوس: ما عطف من طر فيها.

(٢) كذا.

١٤٩

قال اللهعزوجل ( قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) أي بل أدنى.

١٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى علي بن سالم عن أبيه عن ثابت بن دينار قال: سألت زين العابدين علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام عن الله جل جلاله هل يوصف بمكان؟ فقال: تعالى عن ذلك قلت فلم أسرى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى السماء؟ قال: ليريه ملكوت السموات وما فيها من عجائب صنعه وبدايع خلقه، قلت فقول اللهعزوجل :( ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) ؟ قال: ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دنى من حجب النور فرأى من ملكوت السماوات ثم تدلىعليه‌السلام فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض حتى ظن أنه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدنى.

٢٠ ـ وباسناده إلى هشام بن الحكم عن أبي الحسن موسى حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : فلما أسرى بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان من ربه كقاب قوسين أو أدنى رفع له حجاب من حجبه.

٢١ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لـمّا عرج بى إلى السماء دنوت من ربيعزوجل حتى كان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى، فقال لي: يا محمد من تحب من الخلق؟ قلت: يا رب عليا. قال: التفت يا محمد، فالتفت عن يساري فاذا عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

٢٢ ـ وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لـمّا أسرى بى إلى السماء كنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى ربي ما أوحى، ثم قال: يا محمّد اقرأ عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين، فما سميت بهذا أحدا قبله ولا أسمى بها أحدا بعده.

٢٣ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري عن علي بن أبي حمزة قال: سأل أبو بصير أبا عبد اللهعليه‌السلام وانا حاضر فقال: جعلت فداك كم عرج برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: مرتين فأوقفه جبرئيلعليه‌السلام موقفا فقال له مكانك يا محمّد، فلقد وقفت

١٥٠

موقفا ما وقفه ملك ولا نبي، إنّ ربك يصلّي فقال: يا جبرئيل وكيف يصلّي؟ قال، يقول: سبوح قدوس أنا ربّ الملائكة والروح سبقت رحمتي غضبى، فقال: أللّهم عفوك عفوك، قال: وكان كما قال الله:( قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) فقال له أبو بصير جعلت فداك ما قاب قوسين أو أدنى؟ قال: ما بين سيتها(١) إلى رأسها. فقال: كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق ولا أعلمه إلّا وقد قال: زبرجد، فنظر في سم الإبرة إلى ما شاء الله من نور العظمة، فقال الله تبارك وتعالى: يا محمّد، قال لبيّك ربّي، قال: مَن لامّتك بعدك؟ قال: الله أعلم قال: عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وقائد الغرّ المحجّلين، قال: ثمّ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لأبي بصير: يا أبا محمد والله ما جاءت ولاية عليٍّ من الأرض، ولكن جاءت من السماء مشافهة.

٢٤ ـ في مجمع البيان وروى مرفوعا عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قوله:( فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) قال: قدر ذراعين أو أدنى من ذراعين.

٢٥ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الصمد بن بشير قال: ذكر أبو عبد اللهعليه‌السلام بدو الأذان وقصة الأذان في أسراء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى انتهى إلى سدرة المنتهى قال: فقال السدرة: ما جازني مخلوق قبل، قال:( ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) ، قال: فدفع إليه كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه وفتحه فنظر إليه فاذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم.

ثم طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه وفتح صحيفة أصحاب الشمال فاذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم نزل ومعه الصحيفتان، فدفعهما إلى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وفي هذا الحديث أشياء ستقف عليها في محالها إنشاء الله تعالى.

__________________

(١) مر معناه آنفا فراجع.

١٥١

٢٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن علي بن الحسينعليهما‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : انا ابن من علا فاستعلى فجاز سدرة المنتهى فكان من ربه قاب قوسين أو أدنى.

٢٧ ـ وعن يعقوب بن جعفر الجعفري قال: سأل رجل يقال له عبد الغفار السلمي أبا إبراهيم موسى بن جعفرعليهما‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى:( ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) فقال: أرى هاهنا خروجا من حجب النور وتدليا إلى الأرض وأرى محمدا رأى ربه بقلبه ونسبه إلى بصره فكيف هذا؟ فقال أبو إبراهيمعليه‌السلام : دنا فتدلى فانه لم يزل عن موضع ولم يتدل ببدن فقال عبد الغفار أصفه بما وصف به نفسه حيث قال:( دَنا فَتَدَلَّى ) يتدل عن مجلسه إلّا وقد زال عنه ولو لا ذلك لم يصف بذلك نفسه، فقال أبو إبراهيمعليه‌السلام : أنّ هذه لغة في قريش إذا أراد الرجل منهم أنْ يقول: قد سمعت يقول: قد تدليت وإنّما التدلي الفهم.

٢٨ ـ وعن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : فانّ هذا سليمان قد سخرت له الرياح فسارت في بلاده غدوها شهر ورواحها شهر؟ فقال له عليٌّعليه‌السلام لقد كان كذلك ومحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى ما هو أفضل من هذا، أنّه أسرى به من مسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش، فدنى بالعلم فتدلى، فدلّى له من الجنة رفرف خضر، وغشي النور بصره فرأى عظمة ربهعزوجل بفؤاده ولم يرها بعينه، فكان قاب قوسين بينهما وبينه أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى، فكان فيما أوحى إليه الآية التي في سورة البقرة قوله تعالى:( لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) وكانت الآية قد عرضت على الأنبياء من لدن آدمعليه‌السلام إلى أنْ بعث الله تبارك اسمه محمّدا ؛ وعرضت على الأمم فأبوا أنْ يقبلوها من ثقلها، وقبلها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعرضها على أمته فقبلوها. وهذا

١٥٢

الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى حبيب السجستاني قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قولهعزوجل :( ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) فقال: يا حبيب لا تقرء هكذا، اقرأ: «ثم دنا فتدانى( فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ ) في القرب( أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ) يعنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله «ما أوحى» يا حبيب إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لـمّا فتح مكّة أتعب نفسه في عبادة اللهعزوجل والشكر لنعمه في الطواف بالبيت، وكان عليٌّعليه‌السلام معه قال: فلما غشيهما الليل انطلقا إلى الصفا والمروة يريدان السعي، قال: فلما هبطا من الصفا إلى المروة وسارا في الوادي دون العلم الذي رأيت غشيتهما من السماء نور فأضاءت لهما جبال مكة وخشعت أبصارهما، قال: ففزعا فزعا شديدا قال: فمضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى ارتفع عن الوادي وتبعه عليٌّعليه‌السلام ، فرفع رسول الله رأسه إلى السماء فاذا هو برمانتين على رأسه قال: فتناولهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأوحى اللهعزوجل إلى محمّد يا محمّد انهما من قطف الجنة(١) فلا يأكل منها إلّا أنت ووصيك عليّ بن أبي طالب، قال: فأكل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إحداهما وأكل عليٌّعليه‌السلام الاخرى، ثمّ أوحى اللهعزوجل إلى محمّد ما أوحى.

٣٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) قال: وحي مشافهة.

وفيه( فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) فسئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن ذلك الوحي؟ فقال: أوحى إليَّ أنّ عليّا سيّد المؤمنين وامام المتقين وقائد الغرّ المحجّلين، وأوّل خليفة يستخلفه خاتم النبيين، فدخل القوم في الكلام، فقالوا: من الله ومن رسوله؟ فقال الله جل ذكره لرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قل لهم( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) ثمّ ردّ عليهم فقال ؛ أفتمارونه على ما يرى فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أمرت بغير هذا، أمرت أنْ أنصبه للناس فأقول لهم: هذا وليّكم من بعدي، وانه بمنزلة السفينة يوم الغرق ؛ من دخل

__________________

(١) قطف الثمرة: قطعها.

١٥٣

فيها نجى ومن خرج عنها غرق.

قال مؤلف هذا الكتاب قد تقدم لقولهعزوجل :( فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) بيان فيما نقلناه عند قولهعزوجل :( فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ ) الآية من أمالي شيخ الطائفة، وأصول الكافي، وبصاير الدرجات، وكتاب الاحتجاج فليراجع هناك.

٣١ ـ في مجمع البيان( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) قال ابن عباس: راى محمد ربه بفؤاده، وروى ذلك عن محمد بن الحنفية عن أبيه عليّعليه‌السلام و روى عن أبي ذر وابى سعيد الخدري أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن قوله:( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) قال: قد رأيت نورا.

٣٢ ـ وعن أبي العالية قال: سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هل رأيت ربك ليلة المعراج؟ قال: رأيت نهرا ورأيت وراء النهر حجابا، ورأيت وراء الحجاب نورا لم أر غير ذلك.

٣٣ ـ في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى قال: سألنى أبو قرة المحدّث أنْ أدخله على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فاستأذنته في ذلك فأذن لي فدخلعليه‌السلام فسأله عن الحلال والحرام والأحكام إلى قوله: قال أبو قرة: فانه يقول:( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ) فقال أبو الحسنعليه‌السلام أنّ بعد هذه الآية ما يدل على ما راى حيث قال:( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) يقول: ما كذب فؤاد محمّد ما رأت عيناه ثمّ أخبره بما راى فقال: لقد راى من آيات الكبرى فآيات الله غير الله.

٣٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسنعليه‌السلام هل رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ربهعزوجل ؟ فقال: نعم بقلبه رآه، أما سمعت اللهعزوجل يقول:( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) لم يره بالبصر ولكن رآه بالفؤاد.

قال مؤلف هذا الكتاب: قد سبق في تفسير علي بن إبراهيم قريبا عند قوله تعالى:( فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) بيان ما لقوله تعالى:( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) وكذلك لقولهعزوجل : أفتمارونه على ما يرى. أقول.

وقد سبق قريبا في أصول الكافي بيان لقولهعزوجل :( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى )

١٥٤

٣٥ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى حبيب السجستاني قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : يا حبيب( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى ) يعنى عندها وافى به جبرئيل حين صعد إلى السماء، فلما انتهى إلى محل السدرة وقف جبرئيل دونها وقال: يا محمّد إنّ هذا موقفي الذي وضعني اللهعزوجل فيه، ولن أقدر على أنْ أتقدمه، ولكن امض أنت أمامك إلى السدرة فقف عندها. قال: فتقدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله السدرة وتخلف جبرئيلعليه‌السلام قال أبو جعفرعليه‌السلام انما سميت سدرة المنتهى لان أعمال أهل الأرض تصعد بها الملائكة الحفظة إلى محل السدرة والحفظة البررة دون السدرة يكتبون ما يرفع إليهم من أعمال العباد في الأرض، قال: فينتهون بها إلى محل السدرة قال: فنظر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فرأى أغصانها تحت العرش وحوله قال: فتجلى لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله نور الجبارعزوجل ، فلما غشي محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله شخص بصره وارتعدت فرائصه، قال: فشد اللهعزوجل ، لمحمد قلبه وقوى له بصره حتى راى من آيات ربه ما راى، وذلك قول اللهعزوجل ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى ) قال: يعنى الموافاة قال: فرأى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ما راى ببصره( مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى ) ، يعنى أكبر الآيات قال أبو جعفرعليه‌السلام : وان غلظ السدرة لمسيرة مأة عام من أيام الدنيا، وان الورقة منها تغطى أهل الدنيا.

٣٦ ـ في بصاير الدرجات باسناده إلى عبد الصمد بن بشير قال: ذكر أبو عبد اللهعليه‌السلام بدو الأذان وقصة الأذان في أسراء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى انتهى إلى سدرة المنتهى قال: فقالت السدرة: ما جازني مخلوق قبل.

٣٧ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن علي بن الحسينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : أنا ابن من علا فاستعلى فجاز سدرة المنتهى وكان من ربه قاب قوسين أو ادنى.

٣٨ ـ وروى موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليٍّعليهم‌السلام قال. إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : فإنّ موسى

١٥٥

ناجاه اللهعزوجل على طور سيناء قال عليٌّعليه‌السلام لقد كان كذلك ولقد أوحى اللهعزوجل إلى محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله عند سدرة المنتهى، فمقامه في السماء محمود، وعند منتهى العرش مذكور، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام قال: قال لي يا أحمد ما الخلاف بينكم وبين أصحاب هشام بن الحكم في التوحيد؟ فقلت: جعلت فداك قلنا نحن بالصورة للحديث الذي روى أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم راى ربه في صورة شاب، وقال هشام بن الحكم بالنفي للجسم، فقال: يا أحمد إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لـمّا أسرى به إلى السماء وبلغ عند سدرة المنتهى خرق له في الحجب مثل سلام الإبرة فرأى من نور العظمة ما شاء الله أنْ يرى، وأردتم أنتم التشبيه، دع هذا يا أحمد لا ينفتح عليك منه أمر عظيم.

٤٠ ـ حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انتهيت إلى سدرة المنتهى وإذا الورقة منها تظل امة من الأمم، كنت من ربي كقاب قوسين او أدنى.

٤١ ـ وباسناده إلى إسماعيل الجعفي عن أبي جعفرعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا وفيه قال: فلما انتهى به إلى سدرة المنتهى تخلف عنه جبرئيلعليه‌السلام فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : في هذا الموضع تخذلني؟ فقال تقدم أمامك فو الله لقد بلغت مبلغا لم يبلغه خلق من خلق الله قبلك، فرأيت من نور ربي وحال بيني وبينه السبحة(١) قلت: وما السبحة جعلت فداك؟ فأومى بوجهه إلى الأرض وأومى بيده إلى السماء وهو يقول جلال ربي، جلال ربي ثلاث مرات.

٤٢ ـ وفيه وقال علي بن إبراهيم في قوله( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى ) قال: في السماء السابعة.

__________________

(١) قال المجلسي (ره) لعل المراد بالسبحة تنزهه وتقدسه تعالى أي حال بيني وبينه تنزهه عن المكان والرؤية والا فقد حصل غاية ما يمكن من القرب، وقال غيره: بل المراد جلاله وعظمته وكبريائه وقال (ره): وايماؤه إلى الأرض وحط رأسه كان خضوعا لجلاله تعالى.

١٥٦

وفيه( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ) يقول رأيت الوحي مرة اخرى عند سدرة المنتهى التي يتحدث تحتها الشيعة في الجنان.

٤٣ ـ في كتاب الخصال عن عليٍّعليه‌السلام أنّه قال في وصية له: يا عليُّ إني رأيت اسمك مقرونا إلى اسمى في اربعة مواطن فآنست بالنظر إليه إلى قوله: فلما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوبا عليها إني انا الله لا إله إلّا انا وحدي، محمّد صفوتي من خلقي، أيدته بوزيره ونصرته بوزيره، فقلت لجبرئيل: من وزيري؟ فقال عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : فلما جاوزت السدرة انتهيت إلى عرش رب العالمين جل جلاله. الحديث.

٤٤ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام وفيه يقول: وأمّا قوله:( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى ) يعنى محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله حين كان عند سدرة المنتهى حيث لا يجاوزها خلق من خلق الله.

٤٥ ـ في مجمع البيان وروى العامة عن عليٍّعليه‌السلام ( جَنَّةُ الْمَأْوى ) بالهاء.

٤٦ ـ في جوامع الجامع وأبى الدرداء «جنه المأوى بالهاء» وروى ذلك عن الصادقعليه‌السلام ومعناه ستره بظلاله ودخل فيه.

٤٧ ـ في من لا يحضره الفقيه في خبر بلال عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قلت لبلال: يرحمك الله زدني وتفضل عليّ فإنّي فقير، فقال يا غلام لقد كلفتني شططا؟ اما الباب الأعظم فدخل منه العباد الصالحون وهم أهل الزهد والورع، والراغبون إلى اللهعزوجل المستأنسون به قلت: يرحمك الله فاذا دخل الجنة فما ذا يصنعون؟ قال: يسيرون على نهرين في ماء صاف في سفن الياقوت مجاديفها الياقوت(١) فيها ملائكة من نور، عليهم ثياب خضر شديدة خضرتها، قلت يرحمك الله هل يكون من النور الخضر؟ قال: إنّ الثياب خضر ولكن فيها نور من نور رب العالمين جل جلاله ليسيروا على حافتي ذلك النهر قلت: فما اسم ذلك النهر؟ قال: جنة المأوى.

__________________

(١) المجداف: خشبة طويلة مبسوطة أحد الطرفين تسير بها القوارب وفي المصدر «مجاديفها اللؤلؤ».

١٥٧

٤٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى ) قال لـمّا رفع الحجاب بينه وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله غشي نور السدرة.

٤٩ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبيه عن جده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لـمّا أسرى بى إلى السماء وانتهيت إلى سدرة المنتهى قال: إنّ الورقة منها تظل الدنيا ؛ وعلى كل ورقة ملك يسبح، يخرج من أفواههم الدر والياقوت تبصر اللؤلؤة مقدار خمسمائة عام، وما يسقط من ذلك الدر والياقوت، يخرجونه ملائكة موكلون به، يلقونه في بحر من نور، يخرجونه كل ليلة جمعة إلى سدرة المنتهى، فلما نظروا إلى رحبوا بى وقالوا: يا محمد مرحبا بك، فسمعت اضطراب ريح السدرة وخفقة أبواب الجنان(١) وقد اهتزت فرحا بمجيئك، فسمعت الجنان تنادي وا شوقاه إلى عليٍّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام أجمعين.

٥٠ ـ في مجمع البيان( إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى ) وروى أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال رأيت على كل ورقة من ورقها ملكا قائما يسبح اللهعزوجل .

٥١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث أو غيره قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى ) قال: راى جبرئيل على ساقه الدر مثل القطر على البقل، له ستمائة جناح قد ملاء ما بين السماء والأرض.

٥٢ ـ في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى قال: سألنى أبو قرة المحدّث أنْ أدخله على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فأستأذنته في ذلك فأذن لي فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والأحكام إلى قوله: قال أبو قرة: فانه يقول:( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ) فقال أبو الحسنعليه‌السلام : إنّ بعده هذه الآية ما يدل على ما راى حيث قال:( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) يقول: ما كذب فؤاد محمّد ما رأت عيناه، ثمّ أخبر بما راى، فقال:( لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى )

__________________

(١) الخفقة: اسم المرة من خفق الراية: تحرك.

١٥٨

فآيات الله غير الله.

٥٣ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام يقول فيه: وقوله في آخر الاية:( ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى ) رأى جبرئيلعليه‌السلام في صورته مرتين هذه المرة ومرة اخرى، وذلك أنْ خلق جبرئيل عظيم فهو من الروحانيين الذين لا يدرك خلقهم وصفتهم إلّا الله رب العالمين.

٥٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى حبيب السجستاني عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفي آخره: فرأى محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ما راى ببصره من آيات ربه الكبرى يعنى أكبر الآيات.

٥٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى ) يقول: لقد سمع كلاما لو لا انه قوى ما قوى.

وباسناده إلى أبي بردة الأسلمي قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعليٍّعليه‌السلام : يا عليُّ إنّ الله أشهدك معى في سبع مواطن: اما أول ذلك قليلة أسرى بى إلى السماء قال لي جبرئيل: اين أخوك؟ فقلت: خلفته ورائي، قال: ادع الله فليأتك به، فدعوت الله وإذا بمثالك معى. والثاني حين اسيرى بى في المرة الثانية فقال لي جبرئيل: اين أخوك؟ قلت: خلفته ورائي، قال: ادع الله فليأتك به، فدعوت الله فاذا مثالك معى، إلى قوله: وأمّا السادس لـمّا أسرى بى إلى السماء جمع الله لي النبيين فصليت بهم ومثالك خلفي.

٥٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير أو غيره عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: ما للهعزوجل آية هي أكبر منى والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٧ ـ في أمالي شيخ الطائفة «قدس‌سره» باسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لـمّا عرج بى إلى السماء ودنوت من ربيعزوجل حتى كان بيني وبينه( قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) قال لي: يا محمد من تحب من الخلق؟ قلت: يا رب عليا قال: التفت يا محمد فالتفت عن يساري فاذا عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

١٥٩

٥٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: أفرأيتم اللات والعزى قال: اللات رجل والعزى امرأة وقوله: ومناة الثالثة الاخرى قال: كان صنم بالمسلك خارج من الحرم على ستة أميال يسمى المناة.

٥٩ ـ في عيون الأخبار في باب النصوص على الرضاعليه‌السلام حديث قدسي حكاهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه: وهذا القائم الذي يحل حلالي ويحرم حرامي وبه أنتقم من أعدائى وهو راحة لأوليائي وهو الذي به يشفى قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما فيفتتن الناس بهما أشد من فتنة العجل والسامري.

٦٠ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن محمد بن علي بن موسىعليهم‌السلام حديث طويل يذكر فيه القائمعليه‌السلام وفي آخره يقولعليه‌السلام : فاذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقهما.

٦١ ـ في كتاب مقتل الحسين لأبي مخنف (ره) من أشعار الحسينعليه‌السلام في موقف كربلاء :

والدي شمس وأمّي قمر

فأنا الكوكب وابن القمرين

عبد الله غلاما يافعا

وقريش يعبدون الوثنين

يعبدون اللّات والعزّى معا

وعليٌّ قائم بالحسنين

مع رسول الله سبعا كاملا

ما على الأرض مصلّ غير ذين

هجر الأصنام لم يعبدها

مع قريش لا ولا طرفة عين

٦٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حديث طويل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول فيه، وقد ذكر الملحدين في آيات الله: ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء الله فألفه على اختيارهم ومما يدل للمتأمل له على إخلال تمييزهم وافترائهم وتركوا منه ما قدروا أنه لهم وهو عليهم وزادوا فيه ما ظهر تناكره وتنافره، وعلم الله أنّ ذلك يظهر ويبين فقال:( ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ) .

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355